افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 22 تموز 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 22 تموز 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّاك في زيارته الثالثة: نفّذوا المطلوب ولا ضمانات

«كانَ صارماً جداً»، هذا ما خرج به بعض من التقاهم المبعوث الأميركي توماس برّاك في اليوم الأول من زيارته الثالثة إلى بيروت.

حمل الرجل موقف العدو الإسرائيلي، وسوّقه في لبنان بصفته موقفاً أميركياً. التقى رئيسَي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام ومسؤولين آخرين، ولم يترك مجالاً للنقاش.

اختصر كلامه بالتأكيد على ما تضمّنته الورقة الأميركية وكل ما جاء فيها، من دون أن يأتي على ذكر ما تضمّنه الرد اللبناني الأول وكأنّه ليس موجوداً ولم يطّلع عليه، ورمى مجدّداً مسؤولية نزع سلاح حزب الله على الدولة اللبنانية، مذكّراً بأن الحزب «منظّمة إرهابية» لا تتفاوض واشنطن معها.

وأعلن صراحةً عدم قدرة واشنطن على تقديم الضمانات التي يطلبها لبنان بالقول: «ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة... ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء».

وحول الضمانات التي تطالب بها الدولة اللبنانية قال: «لا أعرف الضمانات لكننا لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على فعل أي شيء، نستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، والمسألة تعود لكم، أي للحكومة اللبنانية، وللجميع عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة، إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل».

ما قاله برّاك في العلن، على حدّته، كانَ أقل سوءاً مما قاله في الاجتماعات المغلقة، ليسَ في المضمون وحسب، إنما أيضاً في الأسلوب الذي تعامل به، علماً أنه حاول سابقاً تسويق نفسه كدبلوماسي محترف.

ويقول مطّلعون على المحادثات التي جرت أمس إن «برّاك لم يفتح باباً للنقاش مع الرئيسيْن عون وسلام، فبادر إلى تكرار موقف إدارته بما خصّ سلاح حزب الله، وأكّد أن هذا الموقف لا تراجع عنه وفي حال لم تنفّذ الدولة اللبنانية المطلوب، وتذهب الحكومة إلى اتخاذ قرار بالإجماع بنزع السلاح، وتضع جدولاً زمنياً وتلتزم به، ويُفترض أن يكون في أسرع وقت، فإن الولايات المتحدة ستسحب يدها من الملف اللبناني، ولن تعود للتدخل وستعتبر هذا الأمر شأناً داخلياً»، مهدّداً بأن «الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفرض على إسرائيل شيئاً ولا يمكن أن تمنعها من فعل أي شيء»!

موقف برّاك، لم يمنع الرئيس عون من معاودة التأكيد على أن «موضوع السلاح هو ملف داخلي وتجري معالجته مع حزب الله»، لافتاً انتباه ضيفه إلى أنه «لا يمكن للولايات المتحدة ترك لبنان، فهي تحرص على الاستقرار فيه وهذا يحتاج إلى رعاية أميركية».

لكنّ برّاك ردّ بما وصفه الحاضرون بـ«صراحة حدّ الفجاجة»، فقال إن الولايات المتحدة «ليس لديها ما يجبرها على مساعدة لبنان في حال تخلّفت الدولة عن القيام بما هو مطلوب منها». ولم يكتف برّاك بذلك، بل أظهر عدم اهتمامه بأي تعليقات على أفكاره السابقة، ولم يُظهِر استعداداً للنقاش، وفهم الحاضرون أنه «لا داعيَ للردود والردود المتبادلة، فالمطلوب من قبل واشنطن معروف وواضح».

قالها برّاك، من دون أن يأتي على ذكر ما تضمّنه الرد اللبناني الأول، ولا موضوع الضمانات ولا المطالب اللبنانية، وكأنه لم يطّلع عليه.

أما المفاجأة الكبرى، فكانت في كلام برّاك عن سوريا التي لفت إلى أن «الولايات المتحدة تعمل على معالجة الأمور فيها»، من دون أن يعطي مجالاً للتباحث في التطورات السورية وارتداداتها على لبنان، لكنه انطلاقاً من الساحة السورية أكّد أن «بلاده لن تقدّم شيئاً للبنان قبل تنفيذ المطلوب والإجابة عن سؤال متى سيبدأ نزع سلاح حزب الله، فما فعلناه في سوريا لن يتكرر في لبنان»، وبدل أن ينتظر فتح الملف السوري من قبل المسؤولين اللبنانيين، حيث كان ينتظر أن يقول له اللبنانيون إن النموذج السوري لم ينجح بدليل ما فعلته إسرائيل، سارع برّاك إلى القول إن «الولايات المتحدة دعمت الإدارة الجديدة في سوريا، ورفعت عنها العقوبات، وسهّلت لها التواصل مع العالم، لكنّ الأمور سارت على عكس ما كانت تتمناه الولايات المتحدة، ويبدو أن هناك من لم يلتزم بما طلبناه منه، فكان ما كان. وعليه فإننا لن نكرر التجربة مع لبنان، ولن نقدّم شيئاً أو نعطي شيئاً قبل أن يقوم لبنان بتنفيذ المطلوب».

وكان الرئيس عون سلّم براك، مشروع المذكّرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الأول 2024، حتى إعلان خطاب القسم، ثم ما ورد في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية. وتضمّنت المذكّرة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، «تأكيد الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية.

كل ذلك، بالتزامن مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».

وفي حديث إلى تلفزيون لبنان أعلن المبعوث الأميركي أنه «ليس لدى أميركا أيّ مطالب»، مشيراً إلى أن نية واشنطن «صديق» للبنان، و«جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصّل إليه».

وقال برّاك: «لم أُجْرِ أيّ حوار مع حزب الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية».

ويلتقي برّاك اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً كبيراً من الشخصيات السياسية خلال مأدبة عشاء يقيمها النائب فؤاد مخزومي. وهو التقى أمس عدداً من الوزراء في السفارة الأميركية في بيروت من بينهم عامر البساط، فادي مكي، يوسف رجّي وجو عيسى الخوري. كما التقى النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.

******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

برّاك محبط مع الفشل السوري… ويتفهّم الخوف من الحرب الأهلية بعد السويداء

لا ضمانات أميركية بالتزام إسرائيلي بوقف النار والانسحاب بل دعوة للمقامرة 
لبنان ملتزم بتسلسل الالتزامات والخطوة مقابل خطوة ويسأل مَن يضمن «إسرائيل»؟

شعر كل الذين التقوا المبعوث الرئاسي الأميركي إلى لبنان وسورية توماس برّاك بتغيّر نبرته الحماسية عن المثال السوري الذي كان يدعو لبنان إلى التشبه به، وإحجامه عن المبادرة عن الحديث عن سورية إلا إذا سئل، ويبدي أسفه لحالها، وهو محبط من الطريقة التي تعاملت بها «إسرائيل» مع سلطة تدعمها أميركا، لكن واشنطن لا تملي على «إسرائيل» ما يجب أن تفعل وتقف معها عندما تقول إن ما تفعله هو دفاع عن النفس، ولو بتهديد الآخرين لأن أمن «إسرائيل» تحدد شروطه «إسرائيل» نفسها، وأميركا تقف معها في هذه الحالة ولو تضرّرت السياسات الأميركية او أصيب حلفاء أميركا بالضرر، وبرّاك محبط أيضاً من فشل حكام سورية الجدد في التصرف كدولة لجميع السوريين ومحاباة فئات طائفية على حساب فئات طائفية أخرى، وضمّ جماعات مسلّحة متطرفة إلى صفوف أجهزتها، لا تؤمن بعقل الدولة ولا تتصرّف بمسؤولية عن أمن كل السوريين هي التي تسبّبت بالجزء الأكبر من الكارثة التي وضعت سورية على عتبة حرب أهليّة يصعب التيقن من السيطرة عليها.

لم يعّد برّاك يملك حجة ومنطقاً يسوقهما أمام اللبنانيين عن الحاجة لامتلاك شجاعة الإقدام لفتح ملف السلاح ولو باستخدام مؤسسات الدولة بوجه المقاومة، فهو يصف حكمة اللبنانيين بتجنب منزلقات الحرب الأهلية بالشجاعة التي يفتقد إليها حكام سورية، ولذلك فإن اعتماد الحوار لحل مشكلة السلاح هو الصواب بعينه، لكن ماذا عن الورقة التي سلمها برّاك قبل عشرة أيام لدعوة اللبنانيين الى مسار يبنى على خطوات متلازمة تضمن انسحاب الاحتلال ووقف إطلاق النار بصورة فعلية مقابل مسار موثوق ينتهي بسحب سلاح المقاومة؟

تراجع برّاك خطوة إلى الوراء عن ثقته بورقته وما فيها، وقد اختبر اللبنانيون الضمانات الأميركية التي قدمت لهم مرة، لكنهم رأوا قبل يومين مصير هذه الضمانات التي قدّمت لحكام سورية الجدد برفع اليد الإسرائيلية عنهم، وإذا «إسرائيل» تقصف العاصمة دمشق وتنتهك حصانة المقر الرئاسي ووزارة الدفاع، فيستدرك برّاك أن لا ضمانات يستطيع تقديمها حول التزام «إسرائيل» بوقف النار والانسحاب، بل تصوّر لما يمكن عرضه على الحكومتين في لبنان وكيان الاحتلال، بينما يؤكد لبنان التزامه بالاتفاق المبرم قبل تسعة شهور والذي لم يطلق خلاله لبنان طلقة واحدة، جيشاً ومقاومة، وينتظر التزام «إسرائيل» بإيقاف الاعتداءات التي تحصد أرواحاً لبنانية بلا هوادة منذ تسعة شهور، ويقول عندما تلتزم «إسرائيل» بوقف الاعتداءات يمكن للبحث بما يليه أن يبدأ جدياً، وقبل تلقي ضمانات بحدوث ذلك لا جدوى من تفريق اللبنانيين حول ما يجب وما ينبغي.

وأشار المبعوث الأميركي توماس برّاك الى أنّ «النقاشات التي أجريها مع الجميع تركّز حول استطاعة أميركا التوصل إلى اتفاقية «وقف الأعمال العدائية» التي تسمح لنا بمضمونها وبمعايير تنفيذها الانتقال إلى الخطوة التالية التي يحتاج أن يحققها لبنان».

وأوضح برّاك في حديث الى تلفزيون لبنان، بأن «لقاءاتي مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل ونحن نتقدم ونحرز تقدماً».

وأعلن المبعوث الأميركي أنه سيلتقي صباح اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وأكد أنه «ليس لدى أميركا أي مطالب»، مشيراً إلى أن نية واشنطن إزاء لبنان هي كـ»صديق»، وأضاف: «جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه».

وقال: «لم أجر أي حوار مع حزب الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية».

وعلمت «البناء» أن الرد اللبناني يتمحور حول أولوية تطبيق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار وتنفيذ إسرائيل التزاماتها بالانسحاب من الجنوب من التلال الخمس ثم الى الحدود الدولية ووقف الاعتداءات والخروقات، وذلك بعدما نفذ لبنان التزاماته كاملة وبالتالي الكرة في ملعب «إسرائيل» والراعي الدولي لإعلان 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي مفتاح تطبيق القرار 1701 يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي ووقف الخروقات ولا يمكن إلزام لبنان بمهل وبخطوات ومبادرات والإسرائيلي لم يلتزم بأي من التزاماته. ويتضمن الرد اللبناني تأكيداً على ثوابت والتزامات الدولة اللبنانية والحكومة والرؤساء على حصرية السلاح بيد الدولة وفق مسار متدرج ووفق حوار مع حزب الله والتزام بتطبيق كافة مندرجات القرار 1701 والقرارات ذات الصلة. لكن لا يمكن للبنان الالتزام بمهل لتسليم السلاح في شمالي الليطاني في ظل استمرار الاحتلال والاعتداءات، كما يشدّد الردّ اللبناني على الضمانات للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات بحال وضع لبنان خطة لحصرية السلاح وتطبيقها العمليّ.

وفي سياق ذلك، أشارت معلومات قناة «الجديد»، إلى أنّ «الموفد الأميركي توم برّاك عاد وأكّد أنّ المطلوب من لبنان آليّة تنفيذيّة لاتفاق وقف إطلاق النّار الّذي وُقّع في تشرين الّثاني 2024، مع الالتزام بالمهل الزّمنيّة، ولفتت إلى أنّ «برّاك تسلّم الرّدّ اللّبناني، ويحتاج إلى وقت لقراءته تفصيليّاً ومعرفة الأجوبة اللّبنانيّة على الأسئلة الّتي كانت قد طرحتها الإدارة الأميركيّة، على أن يرسلها إلى الخارجيّة الّتي ستعكف على دراستها»، مبيّنةً أنّ «رئيس مجلس النّواب نبيه بري سيحاول وإلى جانب الرّدّ الرّسمي اللّبناني، طرح التزام «إسرائيل» بوقف إطلاق النّار التّام لمدّة 15 يوماً، وعدم القيام بأي خروقات أو اغتيالات، مقابل مبادرة «حزب الله» بالقيام بالخطوة الأولى».

وأفادت المعلومات بأنّ «برّاك استبق طرح برّي بعدما كان قد تسرّب في الإعلام، بحيث إنّه لا يملك ضمانات من «إسرائيل»، ولا يمكن إجبارها على الالتزام بوقف إطلاق النّار»، موضحةً أنّ «برّاك بدا أكثر تشدّداً خلال هذه الزّيارة من زياراته السّابقة، وركّز على ضرورة التزام لبنان بما ورد في الورقة الأميركيّة، خصوصاً لجهة المهل الزّمنيّة الّتي تنص عليها الورقة الأميركيّة».

وقلّلَت مصادر سياسيّة مطلعة من إمكانية نجاح مبادرة برّاك لجهة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات وتقديم ضمانات للبنان، وذلك لأسباب استراتيجيّة لها علاقة بأطماع «إسرائيل» ومشروعها التوسيعي المرتبط بمخططها في سورية وما يدور من أحداث فيها اليوم. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن كلام برّاك حول أن لا علاقة للولايات المتحدة بـ»إسرائيل» يعني منح إسرائيل المزيد من الوقت والتغطية الكاملة لأعمالها العدوانية في لبنان للضغط السياسي والتفاوضي لفرض الشروط الأميركية الإسرائيلية على لبنان. وأوضحت أن رفض برّاك تقديم ضمانات للبنان يعكس نيات أميركية خبيثة ويحمل في طياته شيئاً ما يمكن أن يكون ضربة عسكرية وأمنية مفاجئة أو عمل عسكريّ قادم من الحدود السورية اللبنانية. وتوقعت المصادر أن ترفض الإدارة الأميركية الرد اللبنانيّ والاستمرار بسياسة الضغوط القصوى على لبنان عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً بانتظار تطور المشروع الإسرائيلي الأميركي في سورية، ما يعني إطالة أمد المفاوضات بين لبنان والولايات المتحدة من دون نتائج عملية وتضييع الوقت وتحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات وتبرير أي عمل عسكري إسرائيليّ موسّع ضد لبنان.

وأكد برّاك من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان وسنتابع الاجتماعات والقادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. أضاف: «مسألة نزع سلاح «حزب الله» داخليّة وبالنسبة لأميركا «الحزب» منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. وأردف: أميركا ليست هنا لإرغام «إسرائيل» على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحداً إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض. وقال: «لا ضمانات ولا نستطيع إرغام «إسرائيل» على فعل أي شيء»، معلنا «أننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان». وأشار إلى أن «إن لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد، ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال».

واستهل برّاك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانيّة مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.

وزار برّاك ترافقه السفيرة جونسون متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة وكانت مناسبة لمناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة.

أمنياً، أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «غارة للعدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت درّاجةً ناريّةً في الطيري ـ قضاء بنت جبيل، وأدّت إلى سقوط شهيد».

وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي أنّ «زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجدداً في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة»، مؤكداً أن «هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه». وقال «حضر الموفد الأميركي إلى لبنان مجدداً، ويريد من بلدنا أن يتخلى عن سلاح المقاومة، بعد أن كان قد صرّح في جولة سابقة بأن على كل فريق أن يتخلى عن شيء، في حين أننا نقول له اليوم إننا لا نريد منكم شيئاً، بل عليكم أن تخرجوا العدو الإسرائيلي من أرضنا وبحرنا وسمائنا». وحول مطلب نزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، أوضح النائب جشي «أنهم يريدون اليوم من لبنان أن يتخلى عن سلاح المقاومة بطريقة منمّقة، تحت عنوان تسليم السلاح الاستراتيجي للجيش اللبناني، إلا أنه وفي الحقيقة أن الجيش اللبناني الوطني يُمنع عليه الاحتفاظ بهذا السلاح، بل المطلوب تدميره كما حصل في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني». اضاف»فليطمئن الأصدقاء، وليعلم الأعداء والمتربصون أننا لن نتخلى عن السلاح مقابل وعود أميركية فارغة وزائفة، فنحن قوم أُباة للضيم، لا تنفع معنا التهديدات ولا الوعيد، نحن أبناء الإمام الحسين، وأتباع مدرسة كربلاء، وشعارنا سيبقى: هيهات منا الذلة».

على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية وجوب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لابعاد لبنان عن الصراع من حولنا. وشدّد على أن هدفه هو سلامة البلد وعدم المخاطرة باندلاع حرب، فلا قدرة لأحد على تحملها. وقال الرئيس عون إنه في مقابل المواقف عالية السقف التي كانت صدرت في الداخل اللبناني إزاء الأحداث المؤسفة التي حصلت في سورية أخيراً، صدرت مواقف عقلانية لكل من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى، والوزير السابق وليد جنبلاط، ورؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، «ساهمت في تخفيف التوترات وإبعاد لبنان عن الصراع من حولنا. وبالتالي، يجب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية، وهي فرصة لحماية لبنان، على غرار ما حصل خلال الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث بذلنا جهوداً لإبقاء لبنان بعيداً عن هذه الحرب».

بدوره، لفت رئيس «الحزب الدّيمقراطي اللّبناني» طلال أرسلان، إلى «أنّني سمعتُ باهتمام تصريح المبعوث الأميركي توم باراك، مشكوراً، الّذي علّق فيه على أحداث السويداء بالقول: «تجب محاسبة (ما يُسمّى) الحكومة السورية». وتوجّه في تصريح إلى «مجموعة الزقّيفة في لبنان»، قائلاً: «تفضّلوا، أسمعونا صوتكم… يا ترى ماذا ستقولون؟ بئس هذا الزّمن وبئس رجال الدّولة فيه».

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النّواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامّة عند السّاعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غدٍ وذلك للاستماع إلى الوزراء السّابقين للاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح، ودرس طلب رفع الحصانة عن الوزير السّابق النّائب جورج بوشكيان.

قضائياً، ذكرت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، أنّ «النّائب العام التّمييزي السّابق القاضي غسان عويدات تغيّب عن جلسة استجوابه، الّتي كانت مقرّرة اليوم أمام المحقّق العدلي في قضيّة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النّظر عن استدعاء عويدات مجدّداً»، مشيرةً إلى أنّ «البيطار أرجأ اتخاذ القرار، إلى حين ختم التحقيق أسوةً بكل الّذين استجوبهم مؤخّراً».

وأعلن مكتب المدعي العام في باريس أنه سيتقدّم بطلب استئناف لإلغاء الإفراج المشروط عن جورج إبراهيم عبد الله، أحد أقدم السجناء الفرنسيين. ومن المقرّر إطلاق سراح الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين من السجن يوم الجمعة المقبل، ليعود إلى لبنان.

ورأت النيابة العامة أن قرار غرفة الاتهام الذي أذن بالإفراج المشروط عن الناشط في 17 يوليو، «لا يتوافق مع اجتهاد الغرفة الجنائيّة بمحكمة النقض، والذي يقضي بأن الشخص المحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية لا يمكنه الاستفادة من الإفراج المشروط دون تدبير مع وقف التنفيذ». وأوضحت محكمة الاستئناف في باريس أنّ «هذا الاستئناف لا يعلّق تنفيذ القرار».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

عون: للإبتعاد عن الصراع من حولنا... الردّ بيد برّاك: تطبيق ما تعهّد به لبنان

لم تحمل الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توم برّاك إلى بيروت أيّ مفاجآت، خلافاً لتضخيم التقديرات التي سبقتها وروّجت بأنّ هذه الزيارة محطة مفصلية ما بعدها ليس كما قبلها. وخلاصة المشهد بعد الزيارات الثلاث، انّ لبنان لم يحصل على مراده بترجمة الثوابت والمسلّمات التي اكّد عليها بوقف العدوان الإسرائيلي، وضمانات واضحة بالتزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، والأهم عدم تكرار العدوان. ولا الأميركيون لمسوا التجاوب الذي يريدونه مع ما طلبوه من إجراءات من قبل الدولة اللبنانية لسحب سلاح "حزب الله"، سواء بصورة عاجلة أو وفق برنامج زمني. والأكثر وضوحاً في هذا السياق، كانت الرسالة الأميركية التي نقلها برّاك، وتفيد بوضوح بأنّ واشنطن ليست في وارد إعطاء أي ضمانات، وانّها لا تستطيع ان ترغم إسرائيل بالقيام بأي شيء. ومعنى ذلك أنّ الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
سجال ردود
منذ الزيارة الأولى لبرّاك إلى بيروت، لا يعدو المشهد أكثر من دوران في حلقة مقفلة، يدور بين زواياها ما يبدو انّه سجال ردود متبادلة، بقراءات مختلفة للواقع اللبناني وحساسيته ونظرات متباينة إلى الحلّ المنشود؛ في البداية حضر الموفد الأميركي وقدّم ما سُمّيت الورقة الأميركية للحل، وردّ لبنان عليها بجواب أكّد فيه على الالتزام بالقرار 1701 وباتفاق وقف إطلاق النار والسعي إلى حصرية السلاح، كما جرى التأكيد عليه في خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية والبيان الوزاري للحكومة، وأولوية وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي المحتلة والإفراج عن الأسرى اللبنانيين. وجاء الردّ الأميركي على الجواب اللبناني بصيغة متشدّدة، وخصوصاً حول البند الأساس المتعلق بنزع سلاح "حزب الله" وفق خطوات تقوم بها الدولة وضمن برنامج زمني سقفه قبل نهاية السنة الحالية. وبالأمس تسلّم برّاك ردّ لبنان الرّسمي الذي أكّدت مصادر رسمية لـ"الجمهورية" انّه لم يحد في مضمونه عن المسلّمات والثوابت. والآن وبعد تسليم الردّ اللبناني، تنتقل الامور تلقائياً للاستراحة لبعض الوقت على مقعد انتظار ما سيكون عليه الردّ الأميركي على الردّ اللبناني.
الدولة محشورة
وفي موازاة الإصرار الأميركي على سحب السلاح، تبدو الدولة اللبنانية بكل مستوياتها محشورة من جهة بقرارها الحازم بحصرية السلاح بيد الدولة، ومن جهة ثانية بثقل المطالبات الدولية لها بمقاربة أكثر الملفات سخونة وحساسية بإجراءات لسحب السلاح، من شأنها أن تربك الداخل اللبناني، ومن جهة ثالثة بقرار "حزب الله" عدم التخلّي عن سلاحه، الذي تواظب مستويات الحزب القيادية والسياسية والنيابية على التأكيد عليه بصورة يومية، مع تأكيد التشكيك بالموقف الأميركي ووصف الوعود الأميركية بالمساعدة لإيجاد حل، بالفارغة.
الردّ اللبناني، وكما يقول معنيون به لـ"الجمهورية"، "جاء بصورة عامة مستنسخاً عن الردّ السابق". فيما كشفت مصادر اللجنة الثلاثية الممثلة للرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام لـ"الجمهورية"، انّ الردّ ارتكز على قاعدة مفادها "أنّ الامن والاستقرار يتحققان بوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي المحتلة وتحرير الاسرى اللبنانيين. وانّ حصرية السلاح التزام مقطوع من قِبل الدولة اللبنانية، وثمة إجماع من مختلف المستويات السياسية على انّ تحقيق هذا الهدف يتمّ وفق الآلية التي ينتهجها رئيس الجمهورية بإطلاق حوار داخلي".
وقالت: "الردّ الأميركي متشدّد بصورة عامة، وتقتضي المصلحة عدم الغوص في تفاصيله، إنما هو في جوهره يحاكي الجانب اللبناني فقط، ويعتبر سحب سلاح "حزب الله" ضرورة عاجلة لا تحتمل الإبطاء، فيما لا يلحظ في المقابل أيّ إجراءات من الجانب الإسرائيلي. وإزاء هذا التشدّد، كان الموقف اللبناني متشدّداً حيال ما يعتري الردّ الاميركي من ثغرات، حيث في نقاشاتنا للردّ الاميركي، تمّ وضع النقاط على حروف الاعتراضات والتحفظات الواردة فيه. وانتهينا إلى صياغة هي أقصى ما يمكن ان يقدّمه لبنان، تؤكّد على ما سبق والتزم وتعهّد به، حيث انّها تحاكي تثبيت الأمن والاستقرار في لبنان بصورة عامة، وفي منطقة جنوب الليطاني بصورة خاصة، لجهة تمسك لبنان بالقرار 1701 واستكمال مهمّة الجيش اللبناني بالتعاون والتنسيق الكاملين مع قوات "اليونيفيل"، وكذلك لجهة استمرار لبنان بالالتزام الكلي باتفاق وقف اطلاق النار، وضرورة دور الولايات المتحدة الأميركية الفاعل في ضمان إلزام اسرائيل بمندرجات هذا الاتفاق، بالانسحاب العاجل من الأراضي اللبنانية وتحرير الاسرى ووقف الاعتداءات والاغتيالات بصورة نهائية وعدم تكرارها".
مقارباته هادئة
في موازاة ذلك، كشفت مصادر مواكبة لمحادثات الموفد الاميركي مع المسؤولين اللبنانيين لـ"الجمهورية"، أنّ برّاك أوحى بعد تسلّمه الردّ اللبناني بأنّ الردّ عليه لن يكون متاخّراً.
وسجّلت المصادر الملاحظات الآتية:
- خلال المحادثات كانت مقاربة برّاك للملف المطروح هادئة، بفارق انّه لم يغرق الردّ اللبناني بالإشادات المبالغ فيها، كما فعل حينما تسلّم ردّ لبنان على الورقة الأميركية في زيارته السابقة.
- كرّر الإشارة إلى ما سمّاها التحولات والتغيّرات التي تشهدها المنطقة، وانّ الفرصة متاحة أمام لبنان لكي يواكب هذه التغيّرات بخطوات تحفظ أمنه واستقراره وتساهم في نهوضه.
- ملف سلاح "حزب الله"، يشكّل الهدف الأساس، وإنّ الولايات المتحدة ترى أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى إجراءات عاجلة لسحب السلاح.
- تحدث بالعموم عن وضع متوتر (خصوصاً في جنوب لبنان) من دون أن يشير إلى خرق إسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار ومسؤوليتها في إشاعة اجواء التوتر واستمرار اعتداءاتها على لبنان، وبالتالي لم يقدّم ايّ ضمانة تُلزم إسرائيل بوقف عدوانها.
خارطة طريق
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، قد استقبل برّاك في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر امس، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، في خطاب القَسَم والبيان الوزاري للحكومة اللبنانية، حول الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. ويأتي ذلك بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.
برّاك
ومن بعبدا انتقل برّاك إلى السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة، وعقد على الأثر مؤتمراً صحافياً قال فيه: "يجب أن نؤكّد على ضرورة التركيز وإعادة الاستقرار الى لبنان والامل في المنطقة، وسنستمر على هذه الطريق".
ورداً على سؤال حول ما ستقوم به الحكومة اللبنانية إزاء "حزب الله"، وما الذي طلب من الحكومة ومن إسرائيل حول تطبيق وقف اطلاق النار؟ قال: "المسألة انّ هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية قد دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها، وهذا جزء مما نحاول جميعاً ان نحله".
اضاف: "انّ اتفاقية نزع سلاح الحزب هي مسألة داخلية للغاية. تذكّروا انّ "حزب الله" بالنسبة لأميركا منظمة إرهابية أجنبية وليس لدينا اي علاقة بذلك. ونحن لا نبحث مع "حزب الله"، نحن نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة".
واشار إلى أنّه "إن لم يحصل سحب السلاح، - بالنسبة إلى أميركا - لن تكون هناك عواقب، بل سيكون ذلك مخيّباً للآمال. نحن نحاول ان نساعد ونؤثر ونرشد ونجمع الأفرقاء للعودة إلى النموذج الذي تريدون أن ترونه جميعاً، اي الازدهار والسلام لأولادكم في المنطقة، ليست هناك عواقب. نحن هنا بشكل طوعي للمحاولة لمساعدتكم للوصول الى الحل".
ورداً على سؤال قال: "لا اعرف الضمانات التي سئلتُ عنها، ولكننا لا نستطيع ان نرغم اسرائيل على القيام بأي شيء، اميركا ليست هنا لكي نرغم إسرائيل بالقيام بأي شيء، نحن هنا لنستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول الى نهاية، وكما قلنا نحن هنا للمساعدة للوصول إلى نهاية، والمسألة تعود لكم اي للحكومة وللجميع عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات حيث يصل الجميع إلى خلاصة إلى ضرورة فهم اكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة افضل، لسنا هنا لنضع اي مصالح على الارض نحن لن نقوم بذلك".
وحول صحة ما قيل عن تسلّمه ردوداً من الرئيس عون ومن الرئيس بري تتضمن ملاحظات لـ"حزب الله" أعلن: "لم ار اي ملاحظة من "حزب الله" على الاقل".
وفيما لوحظ تقصّد برّاك في مؤتمره الصحافي التذكير بالتصنيف الأميركي لـ"حزب الله" بالمنظمة الإرهابية، قال مرجع كبير رداً على سؤال لـ"الجمهورية": "ليس في الامر غرابة على الإطلاق، فهذه هي حقيقة موقف الولايات المتحدة الاميركية من "حزب الله". واما لماذا أعاد برّاك التذكير بهذا التصنيف، فلا اعتقد أنّه يحاول ان يستفز "حزب الله"، بل هو يحاول أن يستدرك خطأ ارتكبه امام إدارته في زيارته السابقة، حينما وصف "حزب الله" بانّه حزب سياسي ذو جانب متشدّد. حيث أنّ اسرائيل امتعضت، وصدرت عقب ذلك سلسلة مواقف ومقالات من مؤيّدي اسرائيل في الولايات المتحدة، تعتبر ما قاله برّاك عن "حزب الله"، انحرافاً عن الموقف الأميركي الذي يصنّف الحزب منطمة ارهابية، وجميعنا نذكر كيف انّ الخارجية الأميركية سارعت إلى الردّ عليه بإعادة تأكيد موقف واشنطن بأنّ "حزب الله" في مجمله منظمة إرهابية".
عون
وكان الرئيس عون قد اكّد امام زواره امس، "وجوب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لإبعاد لبنان عن الصراع من حولنا".
وأشار إلى انّ "الدول نوّهت بالقرار المتخذ بحصر السلاح بيد الدولة"، وقال: "هدفي هو سلامة البلد وعدم المخاطرة باندلاع حرب، فلا قدرة لأحد على تحمّلها، وهناك فرص بدأت تلوح في الأفق بعد عودة الثقة بلبنان واستشراف آفاق الاستثمار فيه والقطاعات التي تجذب المستثمرين، ولا نرغب في تفويت هذه الفرصة".
على صعيد سياسي آخر، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر رئاسة المجلس في عين التينة أمس، اجتماعاً مشتركاً لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل، حيث تمّ التباحث في التقرير الذي اعدّته اللجنة النيابية الثلاثية المؤلفة من النواب جورج عدوان ومروان حمادة والان عون، حول طلب وزارة العدل والنيابة العامة التمييزية رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشكيان في قضايا فساد وارتكابات في الوزارة.
وتقرّر في الاجتماع عقد جلسة عامة للمجلس النيابي عند الحادية عشرة قبل ظهر غد الاربعاء للتصويت على طلب رفع الحصانة عن بوشكيان، وكذلك بت موضوع تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملف وزارة الإتصالات في عهود الوزراء السابقين نقولا صحناوي، بطرس حرب وجمال الجراح.
وكانت قد تردّدت معلومات في موازاة انعقاد هذا الاجتماع، عن انّ النائب بوشكيان الحاصل على الجنسية الكندية، استبق قرار رفع الحصانة عنه، وغادر لبنان إلى كندا. الّا انّ المكتب الاعلامي لبوشكيان اعلن انّه "غادر الاراضي اللبنانية في 7 تموز 2025 في إطار سفر عائلي تمّ التخطيط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر بحقي أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة". كما اعلن "استعداده التام للتعاون مع أي مرجع مختص، في المكان والزمان المناسبين، التزامًا مني بالمؤسسات الدستورية، وتمسكًا بمبدأ الشفافية وخضوع الجميع للمساءلة ضمن الأصول القانونية". واعرب عن امله في "انّ مجلس النواب سيُصدر قراره في هذه القضية برويّة وتجرّد، بعيدًا عن أي ضغط إعلامي أو توجيه شعبوي". وقال: "لا أحد فوق المحاسبة، ولا أحد دون حماية، وفي أيّ حال لا تُبنى العدالة بالكيل بمكيالين".

******************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

أجواء المراوحة تطبع لقاءات الموفد الأميركي... برّاك: لا ضمانات ولا نرغم إسرائيل بأي شيء
 
الاهتمامات ستتركز على لقاء الموفد الأميركي المقرر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيقدم إليه ورقة منفصلة عن الردّ الرئاسي الثلاثي، إذ يحمل في جعبته موقف "حزب الله" من المقترحات الأميركية المتصلة في شكل أساسي بسلاحه

 محبطاً من اصطدام وساطته ودور إدارته بالمجريات الدامية التي حصلت في سوريا، ومتشككاً وعلى شفير الخيبة حيال المراوحة التي تطبع وساطته ودور إدارته بين لبنان وإسرائيل، بدا الوسيط الأميركي توم برّاك في اليوم الأول من جولته الثالثة في لبنان كأنه يعاند اللحظات الحاسمة لإعلان عدم خروج وساطته من المربع الأول الذي تدور فيه حول نفسها. ولم تبدد صورة اللقاءات الكثيفة التي يعقدها برّاك على امتداد أربعة أيام "يقيم" فيها في ربوع مسقط جذوره اللبنانية، من وقع الأجواء المتشككة للغاية في أي اختراق محتمل لمهمته التي تراوح عند استعصاء المسألة الجوهرية المتصلة بنزع سلاح "حزب الله" ضمن مهلة زمنية محددة ولو على مراحل، والتي يبدو واضحاً أن الردّ اللبناني الرسمي في شأنها الذي تسلّمه براك أمس لم يتضمن تعهداً قاطعاً حيالها. بل إنه في الوقت الذي لفتت فيه كثافة اللقاءات التي يجريها برّاك أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والتي تشبه "لقاءات علاقات عامة" واسعة النطاق، تقاطعت المعلومات التي تفيد أن معالم الدوران ضمن المربع الأول برزت من الجهتين اللبنانية والأميركية معاً. فالجانب اللبناني سلّمه مشروع "المذكرة الشاملة" لتطبيق ما تعهّد به وقد خلت من أي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة، وتمسّكت المذكرة بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الجنوبية التي تحتلها. وفي المقابل، صدم برّاك من راهن على ضمانات أميركية لإلزام إسرائيل بالانسحاب، مشدداً على أن مسألة نزع سلاح "حزب الله" مسالة داخلية وأن واشنطن تريد مساعدة لبنان، وأن لا ضمانات لتقديمها لبيروت، وأيضاً أن بلاده لا يمكنها إرغام إسرائيل على شيء.

وعُلم أن الموفد الأميركي شدّد امام المسؤولين الذين التقاهم أمس على ضرورة الانتقال من النظري إلى المرحلة التنفيذية، إن بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة أو الشروع في الإصلاحات.

وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات أخرى صدرت أمس عن برّاك رسمت إطاراً قاتماً لأجوائه حيال التطورات السورية، إذ انتقد التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، واصفاً إياه بأنه "جاء في توقيت غير مناسب"، وأنه عقّد الجهود الرامية إلى استقرار المنطقة. وفي ما يخص التدخل الإسرائيلي، أوضح أن الولايات المتحدة "لم تُستَشر ولم تشارك في القرار"، مضيفاً أن "توقيت التدخل الإسرائيلي خلق فصلاً جديداً من التعقيد".

ولكن الاهتمامات ستتركز على لقاء الموفد الأميركي المقرر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيقدم إليه ورقة منفصلة عن الردّ الرئاسي الثلاثي، إذ يحمل في جعبته موقف "حزب الله" من المقترحات الأميركية المتصلة في شكل أساسي بسلاحه. ذلك أنه بالرغم من الجهود التي أفضت إلى إنجاز ورقة لبنانية موحّدة تردّ على تلك المقترحات، إلا أن الرد الفعلي والعملي سيكون لدى بري، لأنه يحمل موقف الحزب، وهو الوسيط الفعلي وصلة الوصل مع الحزب.

وقد استهل برّاك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية جوزف عون في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وأفادت معلومات قصر بعبدا أن الرئيس عون سلّم برّاك باسم الدولة اللبنانية "مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية من دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين".

ومن السرايا حيث التقى برّاك رئيس الحكومة نواف سلام، قال الموفد الأميركي إن "المسالة أن هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية قد دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعا ان نحله". واعتبر "أن نزع سلاح الحزب مسألة داخلية للغاية، وتذكروا أن "حزب الله" بالنسبة لأميركا منظمة ارهابية أجنبية وليس لدينا أي علاقة بذلك ونحن لا نبحث مع "حزب الله"، نحن نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة. نحن نحاول أن نساعد ونؤثر ونرشد ونجمع الافرقاء، أي فقط نوع من التأثير للعودة إلى النموذج الذي تريدون أن ترونه جميعاً، اي الازدهار والسلام لأولادكم في المنطقة، ليست هناك عواقب، نحن هنا بشكل طوعي للمحاولة لمساعدتكم في الوصول إلى الحل".

وقال في رد على سؤال: "لا اعرف الضمانات التي سألتني عنها، ولكننا لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على القيام بأي شيء، اميركا ليست هنا لكي ترغم إسرائيل على القيام باي شيء، نحن هنا لنستخدم تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، وكما قلنا نحن هنا للمساعدة للوصول الى نهاية، والمسألة تعود لكم أي للحكومة وللجميع عندما تكونوا قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع لخلاصة إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل، لسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض، نحن لن نقوم بذلك".

وحول عقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين قال برّاك: "هذا بالتأكيد خارج إطار أي شيء نقوم به. إن العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين هو موضوع معقد للغاية وهو موجود ومتوتر، وليس قيد التفكير الآن. ما نحاول القيام به هو الإتيان بالسلام والاستقرار وليس إضافة رماد أكثر على النار".

والتقى الموفد الأميركي لاحقاً، كلاً من ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، ثم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وحاكم المصرف المركزي كريم سعيد، كما التقى مساء مجموعة من الوزراء والنواب إلى مائدة عشاء أقامتها السفارة الأميركية في عوكر، وسيلتقي مساء اليوم مجموعة أخرى من النواب إلى مائدة النائب فؤاد مخزومي، وسيلتقي غداً الأربعاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

في سياق داخلي آخر، تقرّر في الاجتماع المشترك لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل النيابية أمس في عين التينة، أن يعقد مجلس النواب جلسة غداً الأربعاء للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشيكيان، وعرض ملف وزارة الاتصالات لتاليف لجنة تحقيق برلمانية في الملفات المتصلة بالوزراء السابقين، جمال الجراح وبطرس حرب ونقولا صحناوي. وعلى اثر هذا القرار أصدر الوزير والنائب السابق بطرس حرب بياناً توجه فيه "بالشكر العميق من رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس لاستجابتهم لمطلبي باستعجال تعيين جلسة للبتّ بطلب الاتّهام الموجّه ضدّي ووزراء آخرين"، وأعرب عن "استعداده الكامل للمثول أمام الهيئة العامة لمجلس النواب للإدلاء بمرافعتي ودحض كل ما نُسب إليّ من أفعال مخالفة للقانون".

واذ تردّد أنّ بوشيكيان غادر عبر قبرص إلى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه وهو يحمل الجنسية الكندية، أصدر مكتبه الاعلامي بياناً مساء أمس، لفت فيه إلى أنه سافر في زيارة شخصية قبل صدور أي قرار بملاحقته، واكد أنه على "استعداد للتعاون مع أي مرجع مختص في المكان والزمان المناسبين".

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

برّاك تسلَّم مذكرة «إنقاذ لبنان»: المساندة تتوقف على قرار حزب الله

لقاء حاسم مع برّي اليوم.. وجلسة نيابية غداً لرفع الحصانة عن بوشكيان

 بعد فرز واضح بين المواقف، ووضع تخوم حول مهمته في لبنان، في الجولة الثالثة، والتي قد تكون الاخيرة، امضى الموفد الاميركي السفير توم براك يومه الاول متنقلاً بين الرئاستين الاولى والثالثة ثم كليمنصو، قبل ان يشارك في عشاء سياسي - نيابي في السفارة الاميركية في عوكر، على ان يستهل يومه الثاني اليوم الثلاثاء، بلقاء قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثم يزور الرئيس نبيه بري، في عين التينة، على ان يلبي مساءً الدعوة الى عشاء على مأدبة النائب فؤاد مخزومي، بحضور نيابي وسياسي ايضاً.

وفي اليوم الثالث للزيارة، يلتقي براك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

والاهم انه بعد ان تسلم ردّ الدولة اللبنانية بعنوان مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما يتهدَّد لبنان منذ اعلان 27 ت2 2024، من الرئيس جوزف عون، يتسلم من الرئيس بري ورقة تتضمن موقف حزب الله القاضي بقبول تسليم سلاحه للدولة اللبنانية بعد اطلاق اسراه وانسحاب اسرائيل ووقف اعتداءاتها على لبنان.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توماس باراك الى بيروت لم تتمكن من انتزاع موعد محدد من السلطات اللبنانية لمعالجة مسألة تسليم السلاح، فكل ما حصل عليه براك هو اعادة تأكيد القرار المتخذ بحصرية السلاح بيد الدولة وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، الامر الذي ابقى الملف في حال من المراوحة.

وقالت المصادر ان براك حاول الحصول على جواب من المسؤولين الذين التقاهم حول الجدول الزمني لتسليم السلاح كي يتم وضع الامور على السكة الصحيحة انما لم ينجح، وفي الوقت نفسه كان تأكيد لبناني رسمي على موضوع الانسحاب الإسرائيلي.

وأوضحت ان هناك انطباعات بدأت تتكون من ان الوضع ليس سهلاً وليس المقصود عودة الحرب انما بقاء الخروقات الإسرائيلية وهذا الامر لا يطمئن لاسيما ان ما من ضمانات لوقف هذه الإعتداءات.

ورأت ان المذكرة اللبنانية التي سلَّمها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اختصرت الموقف اللبناني، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية الذي لم يقطع خطوط التواصل مع حزب الله اكد اكثر من مرة ان لا عودة عن مبدأ حصرية السلاح.

الى ذلك، بدا لافتا موقف الرئيس عون امام زواره انه يعمل وفق ضميره ومبادئه والحكم عليه يكون بالنتائج ولا يتأثر بالكلام، وأن الأمور يجب مقاربتها بروية ومنطق.

إذاً، تسلَّم المبعوث الاميركي توماس برّاك امس من رئيس الجمهورية جوزاف عون مشروع المذكرة اللبنانية الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان لتنفيذ وقف اطلاق النار خلال جدول زمني معين، مقابل الزام الكيان الاسرائيلي بتنفيذ ما يتوجب عليه من انسحاب من الاراضي اللبنانية، لكن كرَّر برّاك مواقف قديمة بقوله: «ان مسألة نزع سلاح حزب الله داخلية، وإن واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت وايضا ان بلاده لا يمكنها ارغام اسرائيل على شيء».

برّاك طالب بخطوات عملية تقوم بها الدولة لناحية سحب سلاح «حزب الله»، وركز في لقاءاته على ضرورة الانتقال إلى المرحلة التنفيذية التي تتضمن حصر السلاح بيد الدولة والشروع في الاصلاحات. مع وجود تساؤلات حول الآلية التي ستُعتمد. مع الاشارة الى ان لبنان امام فرصة لا يجب تفويتها لا يملك ترف تضييع مزيد من الوقت ولا بد من ان يلتزم بالورقة الاميركية. وأكدت المصادر ان في الردّ اللبناني على ورقة برّاك كلّ مرحلة محصورة بجدول زمني. واوضح براك لمن التقاهم انه يحتاج الى وقت لقراءة الرد اللبناني بالتفصيل وسيرسله الى الخارجية الاميركية التي ستتولى الرد على المذكرة اللبنانية.

وكان برّاك استهل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله الرئيس جوزف عون قبل ظهر أمس، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين. وزار براك ترافقه السفيرة جونسون متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس وكانت مناسبة لمناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال برّاك من السراي بعد لقاء رئيس الحكومة نواف سلام :«نؤكّد أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان والقادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. ومسألة نزع سلاح «حزب الله» داخليّة وبالنسبة لأميركا الحزب منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة.

واردف: أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحداً إنما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض.

وقال: لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، معلنا اننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان. وإن لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال.

وإجتمع برّاك ايضا مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور.وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات والتطورات السياسية في لبنان.وافيد ان البحث تناول الوضع في منطقة السويداء السورية وضرورة تثبيت وقف اطلاق النار فيها واعادة الاستقرار اليها. واثنى براك على مواقف جنبلاط العاقلة.

كما التقى براك مساءً مع عدد من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية.

ويلتقي الموفد الأميركي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تردد انه سيسلّمه ردا منفصلا يتضمن اقتراحا بوقف الاعتداءات والخروقات والاغتيالات الاسرائيلية لمدة 15 يوماً ينفذ خلالها الحزب الخطوة او المرحلة الاولى لتسليم السلاح. ووصف لقاء بري وبراك بأنه سيكون المفصلي في جولة الموفد الاميركي، علما ان السفارة الاميركية طلبت ان يعقد اللقاء امس لكن بري فضّل تأجيله الى اليوم لجوجلة نتائج لقاءاته امس.

كذلك سيلتقي بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويزور برّاك أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وبالمقابل، عبّر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي عن موقف حزب الله من زيارة براك فقال: أنّ زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجددًا في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة، لكن هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه.

ووصف براك لقاءاته بالبنَّاءة والمفعمة بالأمل، ونحن نحرز تقدماً، نافياً ان يكون لاميركا اي مطالب، فقد جئنا لطلب المساعدة، واقتراحاتنا سعياً لايجاد السبيل الى تفاهم.. مؤكداً انه لا يُجري اي محادثات مع حزب الله شخصياً، ويسرنا ان نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس عن اسرائيل. وعلى حزب الله كونه جزءاً من لبنان عليه ان يصل الى نتيجة خاصة به، وفي حال حصل ذلك يمكنهم الاعتماد علينا لمساندتكم وانقذكم الى المستوى التالي.

ورداً علي سؤال (الحوار مع تلفزيون لبنان) هل راضون عن الاصلاحات التي انجزتها حكومة الرئيس نواف سلام؟، قال: نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلق بالمسائل المصرفية او في ما يتعلق بالفجوة المالية جمعيها تصل الى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز على الاحترام من كل الجوانب،ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول اننا نريد إعادة الاشخاص الى لبنان فأنتم بحاجة الى نظام مصرفي، وأنتم بحاجة الى مصرف مركزي، ويجب ان تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة الى الكهرباء والماء والانترنت والطاقة.

وأكد ان لا شروط لمساعدة الجيش، وحول التمديد لليونيفل، قال: الموقف لا يزال قيد التنفيذ من اوجه عديدة ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفل. اولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكن لهم احتراماً كبير وللأمم المتحدة لهذا العمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا الى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفر الثقة للفريقين. اذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل الى هيئة أكبر. اذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا او الى اين وصلنا في ما يتعلق باليونيفل.

سئل: هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟

فأجاب: نعم، انه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في اسبوع،شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا ان نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الامل بالمستقبل لاولادكم واحفادي والى الاجيال القادمة وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لاهداف مختلفة وقد اصبحت دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي اصبحت تافهة ان كان الخط الاحمر او الازرق او الاخضر.

لبنان يستحق العودة الى الارث الذي كان لديه،ارث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود.

جلسة غداً

وفي اطار الرقابة النيابية والمحاسبة، يعقد مجلس النواب جلسة غداً، لبحث موضوع رفع الحصانة عن الوزير السابق والنائب الحالي جورج بوشكيان، الذي اوضح انه لم يغادر الى كندا قبل تبلغه قرار المدعي التمييزي ملاحقته، وتحويل طلب الملاحقة امام المجلس النيابي، من اجل رفع الحصانة، كاشفاً ان وكلاءه قدموا دفوعات للرئيس بري.

كما يدرس المجلس تشكيل لجنة مصغرة لمراجعة ما اذا كان سيلاحق وزراء الاتصالات السابقين بطرس حرب، نقولا الصحناوي وجمال الجراح.

واعلن النائب السابق حرب استعداده للمثول امام الهيئة العامة لمجلس النواب لتقديم مرافعته، ودحض جميع التهم المنسوبة اليه..

وفي اطار اللقاءات، لبى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق ورئيس المحاكم الشرعية السنية وأمينا فتوى بيروت وطرابلس، دعوة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري الى مأدبة عشاء في دارته في اليرزة. وتم التشاور في الشؤون الدينية وأوضاع لبنان والمنطقة. وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى الى انه «تم خلال اللقاء التأكيد على الثوابت الإسلامية والوطنية والمحافظة على اتفاق الطائف الضامن لكل مكونات الشعب اللبناني المنضوي تحت سقف الدولة المطلوب منها تنفيذ الإصلاحات وحصر السلاح وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية والتعاطي بإيجابية مع الورقة الأميركية المتفق عليها عربيا لحفظ سيادة لبنان وانسحاب العدو الإسرائيلي من الجنوب، وترسيم الحدود والتعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في تحقيق السلام والأمان والاطمئنان والاستقرار في ربوع لبنان». وشدد المجتمعون على «التكاتف والتلاحم لتحصين الساحة الداخلية التي هي الأساس في الحفاظ على دور لبنان الذي يتنفس من الرئة العربية الحاضنة لقضاياه في شتى المجالات». وعوّل المجتمعون على «المسار الذي تنتهجه اللجنة الخماسية لمساعدة الدولة اللبنانية ومؤسساتها في التعاطي بحكمة عالية وبدبلوماسية بناءة للتوصل إلى قواسم مشتركة بين القوى السياسية مقاربة للرؤية لتكون منطلقا إلى تحقيق الانفراج وإيجاد مخارج يجمع عليها اللبنانيون الذي ينتظرون الإعمار والازدهار من جديد من خلال بناء الدولة القوية القادرة والعادلة وطي صفحة الماضي المؤلمة».

وأعرب المجتمعون عن «دعمهم وتأييدهم للمساعي العربية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، بدعم الدولة السورية ومؤسساتها للخروج من الأزمة التي تعترضها وإعادة الأمن الى ساحتها ورفض التدخل الإسرائيلي فيها الذي يعمل على زرع الفتن بين مكونات الشعب السوري الشقيق».

الراعي يتصل بأبو المنى

وتلقّى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى اتصالاً هاتفياً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اطار المساعي للتهدئة، ومنع تسرب الفتنة الى لبنان.

وزار رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان عين التينة والتقى الرئيس بري.

وبعد اللقاء تحدث إرسلان قائلا :إذا كانت الدول بمصالحها الكبيرة تلعب بدّم الناس يعني هذه مصالح دول، نحن لا نستطيع ان نغير فيها لكن لا يمكن ان نستوعبها لا الشعب السوري ولا اللبناني ولا العربي، ولا ان نغض النظر أو نتواطأ على دمنا، هذا لا استطيع ان افهمه بصراحة، فتصوير المشهد في سوريا أنه مشهد مجازر بين إخواننا البدو في جبل العرب مع الدروز يعني الطابع السني والدرزي في جبل العرب هي كذبة كبيرة، وأتمنى على الإعلام ان لا يسوِّق لشيء ليس حقيقيا نحن على تواصل ساعة بساعة مع الوضع بسوريا وفي جبل العرب.

وتابع : أنا اريد ان أسأل وعبر الإعلام هل الإيغور والشيشان والباكستان والأفغان وغيرهم من جنسيات مختلفة هؤلاء من بدو جبل العرب ؟ مش صحيح الذين أتوا من إدلب وحماة وحمص، من حلب نحن وإخواننا السنة في السويداء، السويداء مساحتها 6000 كيلومتر مربع محافظة السويداء فيها عشائر عربية وفيها دروز وفيها إخواننا المسيحيين من ضمن النسيج الوطني الاجتماعي السوري العام.

إصلاح المصارف

وفي اطار اصلاح المصارف، عقدت اللجنة الفرعية للمال والموازنة لإصلاح المصارف جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان الذي قال: «جلسة اليوم بحثت بكل المسائل التي لها علاقة بآلية تصفية المصارف، وكيفية ترتيب المطالبات، واعطاء الأولوية للمودعين على سائر الدائنين، وموقع المحكمة الخاصة وانشائها وصلاحياتها، وحدود الطعن بقرارات الهيئة المصرفية العليا، والربط بقانون الانتظام المالي واسترداد الودائع.

صدور مرسوم الحد الأدني

مالياً، وقّع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على مرسوم تحديد الحد الأدنى الرسمي للأجور في القطاع الخاص، والبالغ 28 مليون ليرة شهريا، ومليون و300 الف ليرة يومياً، وذلك بعد استشارة مجلس شورى الدولة، على ان يعاد النظر خلال ستة اشهر بمعدل غلاء المعيشة بدءاً من تاريخ نفاذ المرسوم.

قضائياً، صرف المحقق العدلي القاضي طارق بيطار النظر عن استدعاء المدعي العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، الذي تغيّب عن جلسة استجوابه امس في قضية انفجار مرفأ بيروت، وأرجأ اتخاذ القرار الى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم اخيراً.

شهيد في الطيري

وعلى الارض، استهدفت مسيَّرة معادية دراجة نارية مما ادى الى سقوط شهيد في بلدة الطيري، قضاء بنت جبيل.

************************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

برّاك «يُناور» ويُدير «لعبة» تمرير الوقت؟
 
لا ضمانات تكبح «اسرائيل»... و«العين» على لقاء بري
مخاوف امنية من «خاصرة رخوة» في الشمال!

لم يفهم من التقوا المبعوث الاميركي توم برّاك، الهدف من زيارته الى بيروت، لا سيما انه لم يحمل معه اي جديد، فهو لم يتحدث عن ضمانات اسرائيلية محتملة ازاء اي ليونة لبنانية في ملف حصرالسلاح، بل جدد ترداد «الكذبة» الممجوجة بان بلاده غير قادرة على السيطرة على تصرفات تل ابيب. كما لم يحمل معه اي تصور اميركي، سلبا او ايجابا، ازاء المراوحة غير المفاجئة في مهمته، خصوصا انه كان يعلم مسبقا طبيعة الموقف اللبناني الذي لم يطرأ عليه اي جديد، بل اصبح اكثر حذرا بعد المجازر الدموية في السويداء. برّاك الذي يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، دون وجود رهانات كبيرة على اي تقدم محتمل في النقاشات التي ستتضمن عرضا من قبل مجلس النواب «لخارطة طريق» تراعي المصالح اللبنانية، والسلم الاهلي، وتتطلب اولا خطوات حسن نية من قبل «اسرائيل»، ثم ياتي دور لبنان في تنفيذ ما عليه ضمن الاستراتيجية الوطني.وكان لافتا ان المبعوث الاميركي استبق اللقاء بالتاكيد ودون «قفازات» ان بلاده لا يمكن ان تضغط على الاسرائيليين ولن تملي عليهم ما يجب ان يفعلوه!. اي ان «المراوغة» مستمرة.

علما انه قال بان هجمات إسرائيل على سوريا جاءت في «توقيت سيئ»، وإن تل أبيب تفضل أن ترى سوريا «ممزقة ومقسمة» بدلا من أن تسيطر عليها دولة مركزية قوية..فماذا عن لبنان؟ وهل من يصدق ان واشنطن مكبلة ولا تستطيع المونة على «اسرائيل» التي تمعن في تمزيق خرائط المنطقة وتمعن في جرائمها واختراقها لسيادة الدول العربية، ام ان الدبلوماسية الاميركية تلعب دورا خبيثا ضمن خطة متفق عليها مسبقا ويتم العمل بها وفق اولويات الامن الاسرائيلي اولا؟ وكان لافتا بالامس كلام وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الذي عبر عن حقيقة النوايا الاسرائيلية في المنطقة بقوله ان «اسرائيل» ستتنازل عن السلام مع السعودية والتطبيع لأن الأولوية هي فرض السيادة على الضفة الغربية.

ارتفاع نسق الضغوط

وفي هذا السياق، يبدو واضحا ان براك الغارق في اتون الازمة السورية التي عرضت صورته الى الاهتزاز، بعدما ظهر انه فاقد السيطرة على الملف، يتولى مهمة تقطيع الوقت على الجبهة اللبنانية، بانتظار ان تتحول الى اولوية اسرائيلية، وحتى ذلك الوقت، من المتوقع ارتفاع نسق الضغط العسكري والامني، ودون اي سقوف، طالما ان «اسرائيل» لا تدفع حتى الان اي ثمن في المقابل، ولهذا فهو سيمضي وقته في اجتماعات ولقاءات غير مثمرة ويغادر يوم الاربعاء دون تحديد موعد جديد لزيارته، رابطا الامر بتوجهات جديدة من قبل البيت الابيض، مركزا على ضرورة انتقال الحكومة اللبنانية الى مرحلة التنفيذ وتحديد المهل الزمنية، متجاهلا دور دولته كدولة ضامنة.

«اسرائيل»: برّاك لم يحصل على شيء

فالزيارة الثالثة للمبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت، والتي تروج مصادر مقربة من «عوكر» انها قد تكون الاخيرة، لزيادة الضغط على الجانب اللبناني، لم تحمل جديدا يمكن التعويل عليه، وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فان براك لم يحصل على اي تعهد لبناني بتجريد حزب الله من السلاح، معتبرة ان الحزب ما يزال قوة فاعلة،وهناك خيبة امل في «اسرائيل»، وخيبة ايضا لدى كل من انتظرشرق اوسط جديد! في المقابل تلفت مصادر مطلعة الى ان رئيس الجمهورية جوزاف عون سلم المبعوث الاميركي المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان، وقد خلت من اي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة وتمسكت بضرورة انسحاب «اسرائيل» من الاراضي الجنوبية التي تحتلها. اما براك فقد شكلت تصريحاته خيبة امل جديدة لخصوم حزب الله في الداخل، بعدما كرر مواقف قديمة في شأن الحزب واسرائيل ودور بلاده، مؤكدا ان مسألة نزع سلاح حزب الله داخلية وان واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت.

تكرار للمواقف

اما تشديد الموفد الاميركي امام من التقاهم من مسؤولين على ضرورة الانتقال من النظري الى المرحلة التنفيذية، بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة او الشروع في الاصلاحات، فبدت نسخة مكررة عن مواقفه السابقة، ولم تحمل جديدا، خصوصا ان حزب الله قد استبق زيارته بتكرار رفض الحديث عن اي تفاهمات جديدة، طالما لم تنفذ «اسرائيل» الاتفاق السابق وتستمر في اعتداءاتها. فاذا كان لا يرد الضغط على الحكومة الاسرائيلية، ولم يتحدث عن رد فعل اميركي سلبي ازاء ردود بيروت على «ورقته»، ويعتبر سلاح حزب الله مشكلة داخلية. فاذا ما الذي جاء يفعله؟

مهمة «تمرير الوقت»

وفي هذا الاطار، لم تعد مصادر سياسية بازرة، تتعامل مع مهمة براك على محمل الجد، وترى فيها مجرد تمرير للوقت لانها لا تحمل اي صيغ دبلوماسية جدية يمكن البناء عليها، ولهذا ثمة حذر كبير لدى المسؤولين من المرحلة المقبلة التي تتسم بالغموض، وتتحكم بها «اسرائيل» التي لم تعد تقف طموحاتها عند اي حدود، ومن شبه المؤكد ان مسار التطورات في لبنان بات مرتبطا على نحو وثيق بما سيحصل في سوريا التي تقف عند مفترق طرق خطير جدا، ويحتاج الى جهد امني وسياسي للحد من تداعياته.

«الخاصرة الرخوة» شمالا

وفي هذا السياق، كان لافتا كلام جهات امنية خلال اجتماعات عقدت في الايام القليلة الماضية، عن وجود «خاصرة رخوة» في الشمال وتحتاج الى تدابير خاصة، بدأت تنفذ على الارض، خصوصا اذا ما استمر الموقف على توتره في سوريا، في ظل وجود بيئة «حاضنة» ومؤيدة للنظام السوري الجديد، حيث يتقدم الولاء المذهبي والسياسي على الولاء الوطني، وقد تجد القوى الامنية نفسها غير محمية في «ظهرها» اذا ما تطورت الاحداث. في المقابل تشير التقييمات الامنية الى ان الحدود الشرقية اكثرتماسكا في ظل بيئة حاضنة تنظر بعين الريبة الى النظام في دمشق، وهي تشكل خط دفاع ثان للقوات الامنية اللبنانية.

ماذا تريد «اسرائيل» اكثر؟

وفي هذا السياق، استغربت صحيفة «يسرائيل هيوم» الاسرائيلية كيفية تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الرئيس السوري الذي تبنى سلسلة طويلة من الخطوات التي تشير بوضوح إلى أنه يسعى للسلام مع إسرائيل، وقد أعلن ذلك مرارا وتكرارا، ولم يقم بأي خطوة تفهم كتهديد عسكري أو لفظي تجاه إسرائيل، بل العكس. وقالت انه عملية تجنيس آلاف من أبناء «اللاجئين الفلسطينيين» المقيمين في سوريا منذ عام 1948 –بدات الاسبوع الماضي، ما يعني تقويض أحد الركائز الأساسية لـ»حق العودة». فماذا يمكن أن تطلب إسرائيل أكثر من ذلك؟ الشرع أوضح مرارا وتكرارا أنه لا يريد القتال مع إسرائيل، فقد أغلق حدود بلاده أمام شحنات السلاح الإيرانية، وتغاضى عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ (جبل حرمون) وأراضٍ سيادية أخرى، ولم يطالب بمرتفعات الجولان، وشارك في سلسلة محادثات تهدف إلى تنظيم العلاقات بينه وبين إسرائيل.

مذكرة شاملة في بعبدا

وكان برّاك استهل لقاءاته مع المسؤولين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر امس ، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.

«خيبة الامل»؟

وبعد لقاء ئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، اكد براك أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان وقال» القادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. واضاف: مسألة نزع سلاح حزب الله داخليّة وبالنسبة لأميركا «الحزب» منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. وفي موقف لافت اكد» ان أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحدًا إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض. وقال: لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، معلنا «اننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان». واشار الى «إنه اذا لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً «مخيباً للآمال». دون ان يشرح ما الذي يعنيه خيبة الامل بالنسبة لواشنطن، وكيف يمكن ان تترجم عمليا؟!

لقاءات سياسية

والتقى الموفد الاميركي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واشاد بمواقفه «العقلانية»، كما التقى متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، كما سيلتقي اليوم عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية. كذلك سيلتقي بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويزور برّاك غدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

موقف حزب الله

في هذا الوقت، عبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي عن موقف حزب الله، واشار الى أنّ «زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجددًا في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة»، مؤكدًا أن «هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه. وحول مطلب نزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، أوضح النائب جشي «أنهم يريدون اليوم من لبنان أن يتخلى عن سلاح المقاومة بطريقة منمّقة، تحت عنوان تسليم السلاح الاستراتيجي للجيش اللبناني، إلا أنه وفي الحقيقة أن الجيش اللبناني الوطني يُمنع عليه الاحتفاظ بهذا السلاح، بل المطلوب تدميره كما حصل في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني». اضاف»فليطمئن الأصدقاء، وليعلم الأعداء والمتربصون أننا لن نتخلى عن السلاح مقابل وعود أميركية فارغة وزائفة..

بوشكيان في كندا؟

على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة، الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء للاستماع إلى الوزراء السابقين للإتصالات السلكية واللاسلكية بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح ، ودرس طلب رفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان الذي غادر عبر قبرص الى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه في مجلس النواب وهو يحمل الجنسية الكندية. وفي بيان اكد بوشكيان انه غادر بتاريخ 7 تموز 2025، في إطار سفر شخصي – عائلي تم التخطيط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر بحقه أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة... ولفت الى ان اي احد ليس فوق المحاسبة، لكن لا تُبنى العدالة بالكيل بمكيالين؟!

...وعويدات لم يلتزم!

قضائيا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة امس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.

**********************************************


افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

زيارة برّاك الثالثة إلى بيروت... لا نتائج ولا ضمانات
 
قال إن «نزع سلاح حزب الله مسألة داخلية» و«لا نستطيع إرغام إسرائيل»

 انتهى اليوم الأول من زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك الثالثة لبيروت «من دون نتائج»، مع رميه مجدداً مسؤولية نزع سلاح «حزب الله» بيد الدولة اللبنانية. مذكّراً بأن الحزب «منظمة إرهابية» لا تتفاوض واشنطن معها. وأعلن برّاك صراحةً عدم قدرة واشنطن على تقديم الضمانات التي يطلبها لبنان بالقول: «ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة... ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء».

جاءت مواقف برَّاك التصعيدية إثر لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، الاثنين، بعدما كان قد التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي سلّمه باسم الدولة اللبنانية «مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهَّد به لبنان منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية»، في وقت لا يزال فيه «حزب الله» يتمسك بموقفه الرافض بحث سلاحه من دون وقف الانتهاكات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة.

ووصفت مصادر مطّلعة في بيروت الأجواء التي سادت الاجتماعات بأنها «غير مريحة» مع تأكيد المصادر استمرار الجهود، أملاً في التوصل إلى نتائج. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن برّاك تسلّم «مشروع المذكرة باسم الرؤساء الثلاثة، الذي يؤكد أن الأولوية للانسحاب الإسرائيلي ووقف الانتهاكات كي نبدأ بالتوازي البحث في سحب سلاح (حزب الله)».

لكن، وحسب المصادر، «أقفل المبعوث الأميركي الطريق أمام الضمانات التي يطالب بها لبنان بقوله إنهم لا يستطيعون الضغط على تل أبيب، علماً أن اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار لا تجتمع لنظر كل هذه الانتهاكات اليومية، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة، لا سيما أن (حزب الله) كان واضحاً بموقفه أنه لا يمكن البحث بسلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي، لما لهذا الموقف من مخاطر وتداعيات في ظل التشدد الدولي تجاه سلاحه». ورغم هذه الأجواء المتشائمة، تؤكد المصادر «أن الدولة اللبنانية والمسؤولين في بيروت سيستكملون مساعيهم».

«مذكرة شاملة»

كان رئيس الجمهورية جوزيف عون قد سلّم الموفد الرئاسي الأميركي السفير توم برَّاك، باسم الدولة اللبنانية، خلال استقباله في القصر الرئاسي بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 نوفمبر (تشرين الأول) 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً بخطاب القسم.

وتضمن المذكرة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، «تأكيد الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».

«لا نستطيع إرغام إسرائيل»

بعد لقائه سلام، قال برّاك إن «نزع سلاح (حزب الله) مسألة داخلية للغاية»، مشيراً إلى أن عدم تسليم هذا السلاح سيكون «مخيباً للآمال»، لكن «لن تكون هناك عواقب» من جانب الولايات المتحدة على لبنان. وقال في مؤتمر صحافي: «القادة كانوا أكثر من متعاونين»، مشيراً إلى أن «الإصلاحات الجارية... معقولة بشكل لافت، ومهمة»، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل «لم ينجح». وأوضح: «ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة التي لديكم، لكن يجب أن نؤكد ضرورة التركيز وإعادة الاستقرار إلى لبنان والأمل في المنطقة، وسنستمر على هذه الطريق».

ورداً على سؤال عمّا ستقوم به الحكومة اللبنانية إزاء «حزب الله» وما الذي طُلب من الحكومة ومن إسرائيل حول تطبيق وقف إطلاق النار، أجاب: «هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعاً حلّه». وبينما قال إن «نزع سلاح (حزب الله) مسألة داخلية»، ذكّر بأن «الحزب» بالنسبة إلى أميركا منظمة إرهابية أجنبية، ونحن لا نبحث معه بل نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة للوصول إلى حل».

وحول الضمانات التي تطالب بها الدولة اللبنانية قال برَّاك: «لا أعرف الضمانات لكننا لا نستطيع ان نرغم إسرائيل على فعل أي شيء، نستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، والمسألة تعود لكم، أي للحكومة اللبنانية، وللجميع عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة، إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل».

وفي رد على سؤال عمّا إذا كانت ستُفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، قال برَّاك: «هذا الأمر معقد للغاية وليس قيد البحث الآن... ما نحاول فعله هو الإتيان بالسلام والاستقرار وليس تأجيج النار».

ورداً على سؤال حول صحة ما قيل عن تسلمه ردوداً من الرئيس عون، والرئيس بري تتضمن ملاحظات لـ«حزب الله»، قال برّاك: «لم أرَ أي ملاحظة من (حزب الله) على الأقل».

ومن المتوقع أن يلتقي برَّاك رئيس البرلمان نبيه بري، الثلاثاء، وأن يقدم الأخير ملاحظاته التي لم تدرَج في «المذكرة». وتلفت المصادر إلى أن «بري هو أيضاً رئيس (حركة أمل) حليفة (حزب الله) والمفاوض باسمه اليوم»، مرجّحة أن يكون له ملاحظاته على غرار ما حصل في المرة الأولى، عندما قدّم لبنان ردّه على الورقة الأميركية.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

براك: لا ضمانات بلجم إسرائيل ولا عواقب على لبنان

لم تقدم الزيارة الثالثة للمبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت، والتي قد تكون الاخيرة وفق المعلومات، جديدا يمكن التعويل عليه، إن من ناحية لبنان الذي سلّمه مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به وقد خلت من اي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة وتمسكت بضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي الجنوبية التي تحتلها، او من جانب واشنطن التي كرر برّاك باسمها مواقف قديمة ممجوجة في شأن حزب الله واسرائيل ودور بلاده، مؤكدا ان مسألة نزع سلاح حزب الله داخلية وان واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت وايضا ان بلاده لا يمكنها ارغام اسرائيل على شيء. وقال براك انه في حال لم يتم تحقيق ذلك فانه لن تكون هناك عواقب بل خيبة امل اميركية

اما الجديد الوحيد بحسب ما اكدت مصادر معنية لـ”المركزية” فتشديد الموفد الاميركي امام من التقاهم من مسؤولين امس على ضرورة الانتقال من النظري الى المرحلة التنفيذية ان بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة او الشروع في الاصلاحات. غير ان حزب الله لا يبدو في هذا الوارد ما دام نوابه وقيادته ومجمل المسؤولين فيه يعلنون جهارا رفض تسليم السلاح وهم ابلغوا كبار المسؤولين في الدولة انهم غير معنيين بما يحمله برّاك.

ورقة بري؟

والتقى براك امس رئيسي الجمهورية العماد جوزيف عون والحكومة القاضي نواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمطران الياس عودة . كما التقى عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية. ويلتقي الموفد الأميركي غدا رئيس مجلس النواب بعد استكمال لقاءاته الرسمية اليوم وقد تردد ان بري سيسلّمه ردا منفصلا عن رد لبنان يؤكد فيه استعداد الحزب لتسليم السلاح بعد انسحاب اسرائيل واطلاق سراح اسراه. كذلك سيلتقي بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي غداً. ويزور برّاك الاربعاء، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

بلاسخارت

في غضون ذلك، التقى الرئيس عون المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وعرض معها التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، في ضوء الاحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة وتأثيرها على دول منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.

الحزب

من جانبه، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي أنّ “زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجددًا في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة”، مؤكدًا أن “هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه”.

الى تركيا

من جهة اخرى،غادر وزير الدفاع ميشال منسى مطار رفيق الحريري الدولي على رأس وفد عسكري، متوجّهًا إلى تركيا، تلبيةً لدعوة رسمية من وزير الدفاع التركي يشار غولر.

جلسة الاربعاء

وسط هذه الاجواء، رأس رئيس مجلس النواب في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل النيابية. وافيد ان مجلس النواب سيعقد جلسة الأربعاء للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشيكيان. في السياق، علم بأنّ بوشيكيان غادر عبر قبرص الى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه في مجلس النواب وهو يحمل الجنسية الكندية. وأشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى أن لا معلومات عن مكان تواجد بوشكيان.

وبعد الإجتماع تحدث بو صعب قائلا: بدعوة من دولة الرئيس نبيه بري عقد إجتماع مشترك لهيئة مكتب مجلس النواب وللجنة الإدارة والعدل للبت بالطلب المقدم على المجلس النيابي المتعلق بموضوع رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، وخلال بداية الجلسة كان أيضا هناك بحث في ملف سبق لهذه اللجنة المشتركة منذ أكثر من سنتين تقريباً أن أخذت فيه قرار وهو يتعلق بتأليف لجنة تحقيق برلمانية بملف وزارة الإتصالات وهذين الملفين متشابهين وقد تم الاتفاق على عقد جلسة للهيئة العامة يوم الأربعاء 23 تموز الساعة 11 وقد أصر الرئيس بري أنه هذه المواضيع لم تعد تحتمل التأجيل.

المرفأ

قضائيا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة اليوم أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.

**********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

الإنذار الأميركي الأخير: لا رجعة عن نزع سلاح "الحزب" في كل لبنان

يحمله برّاك اليوم إلى برّي بعد تباين بينه وبين عون حول الضمانات

تصاعد الدخان الأسود أمس من مدخنة قصر بعبدا في اليوم الأول من زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك والتي تستمر حتى يوم غد الأربعاء. لكن الدخان الأكثر اسودادًا من المتوقع أن يتصاعد اليوم من مدخنة عين التينة التي تمثل محطة التواصل الرئيسية مع "حزب الله". وعلى الرغم من أن براك، وفي إطلالته مساء في حديث مع تلفزيون لبنان امتدح فيه المحادثات التي أجراها نهارًا مع الرئيسين عون وسلام إلا أن الثابت في هذه المحادثات أن لا تلاقي بين الجانبَين حول ما يسمى "ضمانات" يريدها الجانب اللبناني من إسرائيل، كما لا يوجد تلاقٍ حول ما يتصل بـ "التلازم" الذي يريده أيضًا لبنان في ما يتصل بانسحاب إسرائيل في وقت يجرى فيه البحث في نزع سلاح "الحزب". من هنا السؤال: هل من مسرب في عين التينة اليوم غير الانسداد في بعبدا والسراي؟

وما لم يحدث تطور غير متوقع خلال محادثات براك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا النهار فمعنى ذلك "أن العد العكسي قد بدأ كي ينتقل زمام المبادرة مجددًا إلى إسرائيل" وفق معلومات لـ "نداء الوطن" من مصادر دبلوماسية ترافق زيارة الموفد الأميركي الثالثة للبنان.

وأتى في هذا السياق ما علمته "نداء الوطن" من "أن الجو العام طغت عليه السلبية خصوصًا في لقاء براك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. وقد تعقدت الأمور عندما طالب عون باسم الدولة اللبنانية بالضمانات فكان رد براك سلبيًا ورفض منح ضمانات مؤكدًا أن المطالب واضحة وقد قام بعمل كبير من أجل إنجاح المهمة وإيجاد حل، وبالتالي يبدو أن الأمور تتجه نحو العرقلة".

وكان قصر بعبدا أعلن أن الرئيس عون سلّم براك "باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مرورًا خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين".

من جهة ثانية علمت "نداء الوطن" أن "حزب الله" صعّد مواقفه وأكد في الساعات الماضية تمسكه بالسلاح ما يضع الدولة في موقف المحرجة وغير القادرة على فعل شيء.

 

من ناحيتها، أكدت مصادر السراي الحكومي لـ "نداء الوطن" أن لقاء براك مع رئيس الحكومة نواف سلام، "اتّسم بالإيجابية"، حيث أكد الموفد الأميركي "أهمية مواكبة لبنان ومتابعته لكل الأحداث التي تشهدها المنطقة وألا يكون بعيدًا منها، مع التشديد على ضرورة الانتقال سريعًا إلى المرحلة العملانية في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الشرعية".

لماذا تم إرجاء لقاء بري - براك إلى اليوم؟

تجيب المصادر الدبلوماسية المشار اليها آنفًا بالقول إن الرئيس بري هو الوسيط الأساسي لـ "حزب الله". وقد تسلم براك أمس الرد الرسمي لـ "الحزب" من بري. لذا، أرجأ براك موعد زيارة عين التينة من أمس إلى اليوم كي يكون بين يديه الموقف النهائي للإدارة الأميركية من جواب "الحزب" وتاليًا الرد اللبناني. وعليه، جرى تقييم الموقف في واشنطن بعد الوقوف على رأي إسرائيل. وهكذا، سيحمل براك إلى عين التينة اليوم الرد الرسمي الأميركي الإسرائيلي لجهة تلقف الرد اللبناني أو رفضه أو طرح شروط على الرد اللبناني.

الموقف الرسمي وموقف "حزب الله" واحد

وكشفت المصادر أنه بات واضحًا أن هناك تمسكًا من الجانب الرسمي اللبناني بموقف "الحزب" الذي يتدرج كالتالي:

• سيكون جنوب الليطاني خاليًا من السلاح، ما يعني أن عمق المنطقة الخالية التي تريدها إسرائيل كي لا تكون حدود الأخيرة مهددة سيتحقق من خلال تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة.

• لن يكون السلاح الثقيل الذي يشكل تهديدًا لإسرائيل مشكلة. إذ ما يهم "الحزب" والمسؤولين هو انسحاب إسرائيل وإطلاق الأسرى ووقف التهديدات الإسرائيلية. وفي مقابل وقف الاستهدافات الإسرائيلية سيتم التخلي عن السلاح الثقيل بالإضافة إلى أن جنوب الليطاني أصبح منطقة عازلة بما يضمن ألا يحصل كما حصل في طوفان الأقصى.

• ما يتعلق ببنية "حزب الله العسكرية"، سيخضع لحوار داخلي انطلاقًا من تحديات كثيرة بدءًا من الموضوع السوري سواء لجهة ما حصل في السويداء أو لجهة عدم قدرة واشنطن على توفير ضمانة لحليفها نظام الرئيس أحمد الشرع .

وتقول الأوساط الدبلوماسية إن الرد الرسمي المتماهي مع "حزب الله" يبقي الحل اللبناني في حلقة مفرغة، انطلاقًا من الموقف الرسمي كما تبلغه براك أمس "مرفوض رفضًا تامًا من الولايات المتحدة وتاليًا إسرائيل. والمطروح في واشنطن وتل أبيب هو تفكيك بنية "حزب الله" العسكرية في كل لبنان من دون قيد أو شرط".

وخلصت الأوساط إلى القول "إن المبادرة بعد لقاء براك - بري اليوم تصبح بيد إسرائيل إلا إذا استدرك "حزب الله" وطلب عبر بري استمهاله لفترة 24 أو 48 ساعة. لكن في نهاية المطاف، بدأ العد العكسي لكي تصبح المبادرة بيد تل أبيب وهذا تحديدًا ما أبلغه توم براك أمس للمسؤولين".

وشمل برنامج زيارة براك في يومها الأول إضافة إلى قصر بعبدا والسراي الحكومي متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة والرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. كما التقى مساء عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية.

أما اليوم فيتضمن برنامج زيارة براك إضافة إلى لقاء بري، الاجتماع بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويختتم برّاك زيارته للبنان غدًا الأربعاء، بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

واشنطن تذكّر بأن الحزب "منظمة إرهابية"

وخلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي أمس أكد براك "أن مسألة نزع سلاح "حزب الله" داخليّة وبالنسبة لأميركا "الحزب" منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة". وأردف: "أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحدًا إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض". وقال: "لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء"، معلنًا "أننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان". وأشار إلى أن "إن لم يحدث نزع سلاح "حزب الله" فلن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال".

ميدانيًا، أفيد أمس عن مقتل سائق دراجة نارية استهدفته مسيّرة إسرائيلية في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل.

موقف سعودي ومفتو لبنان

إلى ذلك، لبى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق ورئيس المحاكم الشرعية السنية وأمينا فتوى بيروت وطرابلس، دعوة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري إلى مأدبة عشاء في دارته في اليرزة. وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى إلى أنه "تم خلال اللقاء التأكيد على الثوابت الإسلامية والوطنية والمحافظة على اتفاق الطائف الضامن لكل مكونات الشعب اللبناني المنضوي تحت سقف الدولة المطلوب منها تنفيذ الإصلاحات وحصر السلاح وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية والتعاطي بإيجابية مع الورقة الأميركية المتفق عليها عربيًا لحفظ سيادة لبنان وانسحاب العدو الإسرائيلي من الجنوب وترسيم الحدود والتعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في تحقيق السلام والأمان والاطمئنان والاستقرار في ربوع لبنان".

جلسة نيابية الأربعاء لرفع الحصانة عن بوشيكيان

وسط هذه الأجواء، رأس رئيس مجلس النواب في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل النيابية. وأفيد أن مجلس النواب سيعقد جلسة غدًا الأربعاء للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشيكيان.

البيطار يصرف النظر عن استدعاء عويدات مجددًا

قضائيًا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة أمس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram