افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 20 تموز 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 20 تموز 2021

 

Telegram

 

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

ميقاتي في صدارة المرشّحين… وباريس في مقدّمة الوسطاء… وحزب الله أول الناخبين صعوبة التكليف تختصر بتباعد عون وبرّي واستنفار الحريريّ وغموض الدعم الماليّ الاتفاق على حلّ عقد الحكومة يسبق التسمية لضمان على عدم الوقوع في أزمة جديدة

 

لخص مرجع سياسيّ المشهد القائم بالشديد التعقيد، وأكد المرجع المتابع أن المشاورات التي بدأت عشية إعلان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري اعتذاره عن تأليف حكومة جديدة، مستمرة حتى يوم الاستشارات الإثنين المقبل وربما تستمرّ بعده إذا استدعى الأمر تمديد المهلة وتأجيل الاستشارات بطلب نيابيّ، كما سبق وحدث، ويقول المرجع إن المشاورات افتتحت من المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بسؤال وجّهه للذين التقاهم "ماذا بعد الحريري؟"، مضيفاً أن أسبوع العيد قد لا يكون كافياً لحلحلة العقد التي تعترض تسمية رئيس جديد يُكلّف بتأليف الحكومة، فبعد اعتذار الحريريّ إثر استهلاك تسعة شهور دون نتيجة لا يمكن اختصار المشهد بالقول إن الفيتو السعوديّ هو العامل الوحيد الذي عطل ولادة الحكومة، فالفيتو صحيح وكان له الأثر الكبير، لكن ثمّة عوامل أخرى يصعب تذليلها بالبساطة التي يعتقدها البعض من طريق ولادة تسمية تنتهي بتشكيل حكومة جديدة، وأولى العقد بعدما تكرّر مشهد الاعتذار أو الانسحاب من طريق التسمية، سواء مع تجربة مصطفى أديب او الحريري، هي عقدة تأليف الحكومة من حيث انتهت في المسار الأخير للتفاوض الذي دار بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، ومن دون رؤية واضحة لكيفية تجاوز هذه العقد في التأليف يصعب أن تتسهّل عملية التكليف، لدرجة بات ضرورياً معها أن تنجز حلول متفق عليها لهذه العقد توضح أغلب تفاصيل الحكومة قبل التكليف، بحيث لا يستغرق التأليف أكثر من أسبوعين بعد تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة، وإلا قد لا يتجرأ مرشح وازن على قبول التسمية، وهنا يدخل العامل المؤثر لاعتذار الحريري المستنفر بوجه أي تسمية جديدة، والمستعدّ لاستخدام كل الأسلحة الطائفية المذخرة بوجه كل مَن يشقّ عصا الطاعة ويرضى بما لم يرض به الحريري، وعلى الذين يهتمون بحلحلة العقد أخذ الحيطة لعدم الوقوع في هذا المحظور الذي يُسقط الحكومة ورئيسها بالضربة القاضية، وهذا الكلام قاله الرئيس نجيب ميقاتي للذين فاتحوه بترشيحه لتولي المهمة، والحلول يجب أن تنطلق من تغيير صيغة مقاربة التأليف لتجاوز الوقوع في نقطة يصعب فيها على رئيس الجمهورية التراجع ويصعب فيها على الرئيس المكلّف القبول، وهذا يعني مزيداً من الوقت في رسم خريطة توزيع المواقع في الحكومة وطوائف الحقائب والتسميات، واعتماد تبادل في التسمية في الطوائف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يزيل عقدة تسمية رئيس الحكومة وزراء مسيحيين.
يقول المرجع المتابع إن عقدة استنفار الحريري عند التسمية وصيغة التأليف ليست الوحيدة، فالتباعد القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذين يشكلان ركيزة القاعدة النيابية التي يفترض أن تنبثق من صفوفها التسمية، قد بلغ مرحلة شديدة العمق، ومن دون تقاربهما يصعب بلوغ تسمية تحظى بعدد كاف من النواب لتشكيل حكومة ونيل الثقة، والتقارب دونه الكثير من التعقيدات التي بات يصعب تخطيها، لذلك تصير مهمة حزب الله كحليف مشترك للرئيسين أشد صعوبة في جوجلة الأسماء، وتبادل الترشيحات بين بعبدا وعين التينة، فيما يبدو الثلاثي الأميركي السعودي الفرنسي قد أوكل مهمة المتابعة لفرنسا، التي تحرص على التشاور مع ثلاثي بعبدا وعين التينة وحارة حريك، وتولي أهمية خاصة لحارة حريك كجهة وسيطة تطلب إليها المساعدة، وإذا كانت فرنسا تتقدّم الوسطاء وحزب الله يتقدّم الناخبين، فإن ميقاتي يتقدّم المرشحين كما يقول المرجع، لكن دونه ودون قبول التسمية بالإضافة الى تذليل عقدتي التأليف والتباعد بين عون وبري لضمان أوسع تغطية نيابية إذا أصرّ الحريري على البقاء عند رفض المشاركة في الاستشارات النيابية، السعي للحصول على جواب واضح حول مدى جدّية الخارج بكل مكوّناته ودوله ومؤسساته على توفير شبكة أمان ماليّة للشهور التي ستتولاها الحكومة وتسبق الانتخابات لمنع الانهيار.
وفيما بقي المشهد الداخلي تحت وطأة ارتدادات اعتذار الرئيس سعد الحريري، دخلت البلاد بدءاً من اليوم حالة استرخاء سياسي وحكومي بسبب عطلة عيد الأضحى المبارك وتمتدّ حتى الخميس المقبل، وبالتالي لن تتضح الصورة الحكوميّة قبل منتصف الأسبوع حيث من المتوقع أن تنطلق الاتصالات بشكل جدّي بين مختلف الأطراف السياسية لبلورة رؤية معينة للملف الحكومي.
وفيما ساد الصمت في عين التينة وفضّل حزب الله التريث قبل إعلان أي موقف بانتظار المشاورات التي تسبق الاستشارات، بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لرمي الكرة الى ملعب الكتل النيابيّة من خلال تحديد الاثنين 26 تموز الحالي موعداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. سبقه اتصال بين الرئيسين عون ونبيه بري تم خلاله الاتفاق على موعد الاستشارات.
وبعدما أدلى الحريري بدلوه خلال حواره التلفزيوني الأخير لم يصدر أي موقف جديد من مسألة مشاركة كتلة المستقبل في استشارات بعبدا من عدمه، مفضلأً تهنئة اللبنانيين بالعيد.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": يهلُّ علينا عيد الاضحى المبارك، ولبنان الحبيب مع شعبه الطيب تعصف به هذه الأزمات، والتي كان بوسعنا أن نضع حداً لهذا الانهيار المريع، لولا تعنت البعض وأنانيته".
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" الى أن "لا جديد على مستوى استحقاق التكليف حتى الساعة ولم تبدأ الاتصالات والمشاورات بشكل جدّي ولم يتم التداول باسم معين بل بمجموعة من الأسماء جرى جس النبض بشأنها من قبل رئاسة الجمهورية، لكن حكماً ستكون هناك مشاورات على كل المستويات للتفاهم على اسم وصيغة وقد تتوسع الاتصالات محلياً وإقليمياً ودولياً". ورجحت المصادر أن تنطلق المشاورات الخميس المقبل أي بعد عطلة العيد متوقعة تأجيل أول للاستشارات من الاثنين إلى الخميس وقد يتكرر ذلك حتى الاتفاق على اسم معين.
ولازالت بورصة الأسماء تتداول بأسماء للتكليف كالرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يوافق حتى الساعة ويربط تكليفه بشروط داخلية وخارجية، فيما الرئيس تمام سلام يرفض بشكل مطلق ترؤسه حكومة في ظل عهد الرئيس عون، أما السفير نواف سلام فيجري تسويق اسمه من جهات إعلامية محسوبة على السعودية لكنه لا يزال موضع رفض من حزب الله والقوى الحليفة وحتى من الحريري نفسه، رغم انه مقبول من بعبدا والنائب السابق وليد جنبلاط والقوات اللبنانيّة، فيما لوحظت حملة إعلامية من تيار المستقبل على رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي مفادها بأن مخزومي على تواصل وتقارب مع حزب الله وهناك قضايا مشتركة بينهما، كلام رأت فيه مصادر مطلعة على موقف مخزومي لـ"البناء" أن هذه الحملة تقف خلفها جهات سياسية معروفة لتشويه صورة النائب مخزومي والإيحاء للخارج بأنه محسوب على حزب الله، وذلك لقطع الطريق على ترشيحه في اطار سياسة حرق المرشحين الذي يعتمدها البعض الذي لم يحالفه الحظ بتأليف الحكومة"، مؤكدة بأن "مخزومي هو مرشح مستقل ويملك رؤية إنقاذية للبلد وبرنامجاً للحل وعلاقات دولية وعربية يسخرها لبلده وبالتالي هو غير محسوب او مرتبط بأي حزب او جهة سياسية، لكنه مستعد للانفتاح على كافة الأحزاب والقوى السياسية إذا تمّ تكليفه تشكيل الحكومة لهدف المصلحة العامة". أما الدكتور عبد الرحمن البزري فهو مقبول من بعبدا وحزب الله وقوى عدة ومن غير المعروف حتى الساعة مدى مقبوليّته لدى القوى الأخرى والأطراف الخارجية والأمر نفسه بالنسبة للنائب فيصل كرامي.
في المقابل لفتت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ"البناء" الى أن "الحزب لا يملك رؤية أو توجهاً واضحاً بمسألة التكليف حتى الآن بل يجري تقييماً داخلياً للمرحلة السابقة منذ تكليف الحريري حتى اعتذاره ليصار الى اتخاذ الموقف المناسب والتشاور مع الحلفاء لا سيما رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي لتحديد القرار المناسب من مسألة الاستشارات"، مؤكدة في ردّها على البعض بـ "أن الحزب لا يملك قوة فرض مرشح على الآخرين بل اختيار مرشح تأتي حصيلة مشاورات مختلف الكتل والقيادات وتتوّج بالتكليف رسمياً في استشارات بعبدا، ورجّحت الأوساط عدم التوافق على اسم معين لتكليف تأليف الحكومة، وبالتالي استمرار الفراغ في رئاسة الحكومة الى أمد طويل، وذلك بسبب التعقيدات المتعددة التي تواجه هذا الاستحقاق المرتبط بعدة عناصر داخلية كشكل الحكومة ومهمتها وبيانها الوزاري، وخارجية تتعلق بالشروط السياسية والمالية والاقتصادية بمعزل عن الحصص والوزارات، اضافة الى قضايا مستجدّة عدة على الحكومة مقاربتها واتخاذ القرار بشأنها"، واشارت الاوساط الى أن "الأمر يتعلق أيضاً بأية حكومة يريد الخارج وأية وظيفة يريد لها ان تنفذ، وهل لمنع الانفجار الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي الأمني أم سيذهب الى مزيد من الضغوط والحصار والعقوبات على لبنان لفرض شروطه بالقوة؟".
ونفت الأوساط نفسها إعلان حزب الله موقفه من المرشحين قيد التداول، موضحة أن رأي الحزب بكل مرشح أو شخصية يبلغه للمعنيين خلال المشاورات وفي الاستشارات. لكن مصادر سياسية تشير الى أن موقف الحزب من تكليف السفير نواف سلام معروف ولم يتغير حتى الآن. محذرة من مخطط لنشر الفتنة والفوضى الاجتماعيّة والأمنيّة.
وفي هذا السياق، أشار المكتب السياسي لحركة امل في بيان الى "أن العيد هو مناسبة للتأمل والتفكير في اوضاعنا اللبنانية والعربية وما يُحاك لنا من مؤامرات ومخططات تستهدف المنطقة بأكملها، فعلى الصعيد اللبناني لا تزال تردّدات اعتذار الرئيس سعد الحريريّ عن عدم تشكيل الحكومة تتصدّر صورة ضبابيّة للمشهد اللبناني، ومن هنا الدعوة إلى الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، التي يتوقع اللبنانيون أن تنتج تسمية رئيس يكلف بتشكيل حكومة قادرة على الإنقاذ بعيداً عن التسويف والمماطلة وكل الحسابات والمصالح الخاصة، وتخرج لبنان من نفق الأزمات المتوالدة التي أثقلت كاهل المواطن، وأن تكون عيدية مناسبة الأضحى برجم شياطين التفرقة والمصالح والأنا والاستئثار والتحكم ونبذها من النفوس جميعها. وأن يتوافق اللبنانيون كلهم على خريطة طريق تؤسس لمستقبل لبنان الواحد من خلال السعي لإقامة الدولة المدنية للخلاص من عصب الطائفية البغيضة بما يتناسب مع مفهوم الديمقراطية الحقيقية التي تقدّم مدخلاً حوارياً جديراً بالالتفات إليه بما يحصن المجتمع ويحفظ تنوّع لبنان بكل الوان طيفه".
وفي غضون ذلك، وفي خطوة مفاجئة وعلى وقع العقوبات الأوروبية المرتقبة على شخصيات سياسية لبنانية، أعلنت السفارة الأميركيّة في لبنان، اليوم أن "وفداً من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية سيزور بيروت في الفترة ما بين 19 و21 تموز الحالي". وسيجتمع مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعيّ ومكافحة الإرهاب. بالتوازي استقبل الرئيس بري السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
ووضعت مصادر مطلعة لـ"البناء" حضور الوفد الأميركي في إطار المزيد من الضغوط المالية والسياسية على لبنان لابتزاز السياسيين اللبنانيين المسؤولين عن تأليف الحكومة لفرض مرشح واشنطن.
في المقابل أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة رداً على سؤال حول اعتذار الحريري وإجراءات إيران الرامية لاستقرار لبنان، ان "الشعب اللبناني هو مَن يقرّر مصير بلاده"، مضيفاً: "لم نتراجع في أي وقت من الأوقات عن تقديم الدعم للأطراف اللبنانية سواء الحكومة أو الفئات أو الأحزاب".
وأضاف أنه "في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب اللبناني من ضغوط اقتصادية أعلنا استعدادنا لتقديم أي مساعدة ممكنة ولن نبخل بها". وختم خطيب زادة بالقول "إن المهم هو وصول المفاوضات السياسية إلى نتيجة وأن يتم تشكيل الحكومة على وجه السرعة".
في موازاة ذلك، انعقد المجلس الأعلى للدفاع بدعوة من رئيس الجمهورية ودرس المجتمعون الأوضاع الأمنيّة لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى وضرورة جهوزيّة القوى العسكريّة والأمنيّة للحفاظ على الأمن والاستقرار كما درس المجلس عدداً من المواضيع المدرجة على جدول أعماله واتُّخذت في شأنّها القرارات المناسبة.
وأشار رئيس الجمهورية خلال الاجتماع إلى أنه "من غير المسموح الإساءة الى الأمن الصحيّ الذي يوازي بأهميته الأمان في كل المجالات".
من جهته، شدّد الرئيس حسان دياب على ضرورة "التركيز على درس تسعيرة الدواء والاستيراد المتوازي". ولفت المجتمعون إلى "ضرورة التزام مصرف لبنان بجدولة المستحقات لصالح الشركات المستوردة وضمناً المواد الأوليّة للصناعة المحلية المتراكمة منذ بداية 2021"، مؤكدين أن "السياسة الدوائيّة ومستقبلها مرتبطان ارتباطاً وثيقًا بالتزام المصرف المركزي الدعم بقيمة 50 مليون دولار شهرياً".
وشدّدوا على أن "الاستيراد الطارئ والمتوازي ضمن معايير الجودة والأنظمة المرعية الإجراء من خلال اللجان الفنية المعتمدة، لكن بوتيرة سريعة وهي وسيلة من وسائل الحل"، لافتين إلى "المحافظة على العلاقة المبنية على تاريخ الثقة مع شركات الأدوية العالمية".
ورأوا أن "الصناعة الدوائيّة المحلية وتفعيلها ضرورة ملحّة في أبعادها الوطنية والاقتصادية ضمن سياق اعتماد نهج الاقتصاد المنتج"، مؤكدين "السعي الى ايجاد صندوق دعم المريض من جهات دولية، والعمل على صرف الأدوية المدعومة من خلال البطاقة الدوائيّة الممكننة، والمشروع مموّل من الشركات العالمية".
كما رأس رئيس الجمهورية اجتماعاً بحضور دياب ووزير الصحة، ضم نقيب الصيادلة وممثلين عن شركات الأدوية العالميّة في لبنان ومستوردي الأدوية وشركات تصنيع الأدوية للبحث في حل أزمة الدواء بعد القرار برفع الدعم عن 75 % من الأدوية.
كما رأس عون اجتماعاً حضره وزير الصناعة عماد حب الله، وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، نائب رئيس "جمعية الصناعيين" جورج نصراوي، خصص للبحث في حاجات المصانع الى المحروقات بعدما تعذّر تأمين المواد الضرورية لتشغيلها.
وأعلن حب الله أنه "تمّ التوافق خلال الاجتماع على السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطيّة من دون إجازة مسبقة وفقاً للقرار 66/2004".
ووقع عون، على القانون الرقم 244 تاريخ 19 تموز 2021 المتعلق بالشراء العام في لبنان الذي كان قد أقرّه مجلس النواب مؤخراً. ويُذكر أن قانون الشراء العام من ضمن رزمة الإصلاحات التي يعمل عون على تحقيقها في إطار تحديث الأنظمة وتطويرها واعتماد الشفافية في ادارة الشؤون العامة.
وعادت أزمة المحروقات الى الواجهة ومعها طوابير السيارات، فقد اكّد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا انّ "لا مخزون كاف لدى محطات المحروقات لذلك تتفاقم الأزمة في نهاية الأسبوع". وكشف أن "المحطات ستتسلم اليوم كميات إضافية وسيتمّ ملء خزاناتها". وأوضح أن "هناك تأخيراً ومماطلة من قبل الدولة ومن مصرف لبنان في فتح اعتمادات". من جهة أخرى، قال إنّ "مادة المازوت متوّفرة ولكن بالقطارة"، وأشار إلى انّ هناك مشكلة كبيرة إذ إنها لا تكفي حاجة السوق.
على صعيد آخر، كشف مصدر قضائيّ بارز لوكالة "رويترز"، أن ممثل إدعاء لبنانياً سيستجوب حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة في الخامس من آب، بشأن شبهات اختلاس وغسيل أموال وتهرّب ضريبي. ووفق المصدر، فإن سلامة "لم توجّه إليه اتهامات حتى الآن، لكن الأمور قد تتصاعد".
 

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

استشارات تكليف رئيس حكومة بلا برنامج: عودة إلى سمير الخطيب؟

 

تبدأ المشاورات بشأن التوافق على رئيس حكومة جديد في الأيام المقبلة استباقاً لموعد الاستشارات النيابية التي حدّدها رئيس الجمهورية الإثنين المقبل، من دون أن يجري الحديث جدّياً في أي شخصية حتى الساعة، باستثناء عودة اسم سمير الخطيب إلى الضوء. في غضون ذلك، يسرح سفراء السيادة الأجانب في لبنان بوقاحة تامة ومن دون أي اعتراض أو استنكار أو استدعاء من أي مسؤول في الدولة اللبنانية
لم يكن لبنان يوماً مستقلّاً في قراره بالمعنى الكامل للكلمة، لكن يبدو أن وقاحة التدخل الأجنبي فيه حالياً، لا حدود لها. زحمة سفراء وموظفين أميركيين وفرنسيين وألمان ودوليين، لكلّ منهم توصياته حول ادارة شؤون البلد ومستقبله، مع "حرصهم" حميعاً على التشديد على أهمية أن يكون القرار داخلياً وبالتوافق بين كلّ المكونات اللبنانية. ووصل الأمر بالسفير الألماني في لبنان اندرياس كيندل إلى اجراء استطلاع عبر "تويتر" حول السبب الذي يدفع أي مواطن الى التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة لمن يمنع تشكيل حكومة تنفذ اصلاحات. الأسوأ، أن أحداً في الجمهورية لم يجد نفسه معنياً بالردّ على كيندل أو استدعائه للاحتجاج على تدخله في الشؤون اللبنانية، كما أن أحداً لم يجد نفسه أمس معنياً باستدعاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا لسؤالها عما يفعله وفد مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في بيروت لمدة ثلاثة أيام، سوى ما أعلنته السفارة عن اجتماعه مع "محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب".
في غضون ذلك، أصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بياناً أعلنت فيه موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، الإثنين المقبل، ونشرت البرنامج الكامل للمشاورات الذي يقتصر على يوم واحد يبدأ عند العاشرة والنصف صباحاً وينتهي عند الرابعة والنصف بعد الظهر.
وحتى الساعة، لم يبدأ التشاور بعد بين الكتل النيابية حول اسم أي مرشح، باستثناء بعض الأسماء التي تطفو مباشرة عند تشكيل أي حكومة جديدة، كالسفير نواف سلام والنائبين نجيب ميقاتي وفيصل كرامي. تضاف إلى ذلك عودة اسم المدير العام لشركة خطيب وعلمي، سمير الخطيب، إلى التداول مرة جديدة. في ما يعني سلام الموجود اليوم في بيروت، لا تزال المشكلة كما كانت قبيل سنة ونصف سنة: لا معارضة حقيقية لاسمه من التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي وتيار المستقبل، فيما يتحفظ حزب الله على اسمه لأن أساس اختياره آنذاك جاء على أساس أنه مرشح مواجهة برعاية أميركية وسعودية، وليس كمرشح توافقي.
أما على مقلب ميقاتي، فثمة رأيان: الأول يقول إنه يرفع سقف شروطه حتى لا تكون التنازلات كبيرة، خصوصاً أنه المرشح الأقوى والوحيد لدى سعد الحريري ونبيه بري، كما أنه يتمتع بـ"وجه دولي"، بمعنى أنه يحظى بغطاء فرنسي وله علاقات أميركية وعربية قوية، لكنه لن يفرط فيها اذا لم يحصل على ضمانات خليجية وأميركية، بإطلاق يديه في عملية التشكيل واجراء اصلاحات في القطاعات المالية، وبالحصول على دعم مالي دولي. كما تردّد أن ميقاتي طلب ضمانات من بري بإقناع حزب الله باسمه، ليقوم الحزب بدوره بإقناع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل به، علماً بأن عون وباسيل يرفضانه بشدّة. من جهة أخرى، تؤكد مصادر مطلعة أن ميقاتي "عايز ومستغني"، وقد أبلغ من يعنيهم الأمر عدم رغبته في رئاسة الحكومة في عهد ميشال عون، خصوصاً أنه نقل عمل شركاته من بيروت إلى دبي ولندن. وهو يشير في مجالسه الى أن "خسائر تسلم الحكومة في ظل الانهيار أكبر بكثير من الأرباح".
لم يجد أحد في الجمهورية نفسه معنياً بالردّ على السفير الألماني أو الاحتجاج على تدخله في الشؤون اللبنانية


كذلك يجري التداول باسم كرامي كمرشح توافقي، رغم عدم جلاء موقف الحريري منه، ورغم اتصال الأخير به الاسبوع الماضي بعد اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة.
أما سمير الخطيب، فيجري التداول باسمه على نطاق ضيق، على قاعدة أنه قد يمثّل مرشّح توافق يحظى برضى سعودي، لترؤس حكومة برنامجها محصور بأمرين: إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وتمهيد الأرضية للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وهذا "البرنامج" يعني استمرار الازمة التي تعيشها البلاد، من دون خطة إنقاذ.
أمام هذه المعطيات، تشير المصادر الى سيناريوين اثنين في خلال الأسبوع الجاري: الأول، محاولة عون في الأيام المقبلة الوصول الى توافق حول شخصية ما تحظى برضى كل من حزب الله وحركة أمل والحريري وجنبلاط، رغم ترجيح استحالة ذلك قبيل انقضاء عطلة عيد الأضحى. وتتوقع المصادر عندها تأجيل الرئيس للاستشارات الى موعد آخر ريثما تنضج المفاوضات، ولا سيما أنها لا تقتصر على اسم رئيس الحكومة، بل الأساس فيها هو وظيفة الحكومة التي ستتشكل. وحسم هذا الأمر يسهّل تسمية رئيسها، فيما السيناريو الثاني يقوم على ما يشير اليه رئيس الجمهورية بتلبيته دعوة الجميع الى استشارات في أقرب وقت، والقبول بنتائج التصويت كيفما أتت، من دون اتفاق مسبق. لكن لهذه الفرضية مشكلة تتمثل في أن الفائز بأكثرية ضئيلة لن يتمكن من التشكيل، ما يعني فعلياً العودة الى النقطة الصفر: تأجيج المشكلات و... انهيار مضاعف.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

العهد يوسّع دوره في إدارة الفراغ

لم تتخذ خطوة #رئاسة الجمهورية أمس تحديد الاثنين المقبل موعداً سريعاً لإجراء #الاستشارات النيابية الملزمة بعد اقل من أسبوع على اعتذار الرئيس سعد الحريري سوى دلالة شكلية يدرك الجميع ان العهد أراد منها المناورة شكلاً للإيحاء بانه ملتزم القواعد الدستورية شكلاً على الأقل، فيما هو يمعن في سياسة منهجية تعتمد تعطيل عملية #تشكيل الحكومة برمتها ما لم يضمن هيمنته عليها. فتحديد موعد الاستشارات بعد أسبوع تماماً، والذي كان متوقعاً، لن يشكّل أي أثر فعال في رسم معالم المرحلة التالية بعد اعتذار الحريري قبل بلورة الاتجاهات الجادة في شأن إمكان ترشيح شخصية سنية لتولّي المهمّة الشاقة، وما اذا كان التوصل الى بلورة هذه الشخصية ممكناً في فترة الأسبوع التي تفصل عن الاثنين المقبل. ولا يخفى ان مجمل المعطيات السياسية لا توحي بسهولة التوصل الى تسمية رئيس مكلف يحظى بأكثرية نيابية ما لم يحظ بتغطية واضحة ومضمونة من الحريري نفسه أولا، والمراجع السياسية والدينية السنية تالياً، وهو الامر الذي يبدو شديد الصعوبة، حالياً على الأقل، ويحتاج الى وقت قد لا يكون قصيرا. لذا ساد إعتقاد واسع بأن رئيس الجمهورية ميشال عون، وان كان يمارس وفريقه لعبة الظهور بمظهر الاستقواء السياسي راهناً، يستشعر ضمناً خطورة الارتدادات السلبية الزاحفة عليه كمسؤول أول وأساسي عن إحباط المبادرة الفرنسية من خلال دأبه على تعطيل تشكيل الحكومة على يد الرئيس الحريري، ولذا يحاول تهدئة الرأي العام الدولي الذي كان ينتظر ولادة حكومة قبل الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب المقبل. ولكن تحديد موعد “أول” للاستشارات شيء وإجراء الاستشارات والتوصل الى نتيجة حاسمة بتكليف شخصية جديدة تشكيل الحكومة سيكون شيئاً آخر مختلفاً بما يعني ان الأيام الطالعة يفترض ان تحمل معالم حركة نشطة لبلورة الاتجاهات السياسية في حين ان الأوساط المعنية تشكك في ذلك نظراً الى بدء عطلة الأضحى اليوم لثلاثة أيام، ناهيك عن عدم وجود معطيات توحي بأن بتّ إمكان تسمية شخصية مقبولة من القوى الكبيرة والأساسية سيكون سريعاً او سهلاً. ومع ان الوقت لا يزال يتيح الانتظار حتى أول الأسبوع المقبل لتبيّن الاتجاهات السياسية، فإن احتمال إرجاء موعد الاستشارات يبقى بين الإحتمالات المتقدمة لتعذّر التوصّل الى توافق على اسم الشخصية التي ستكلّف والتي لا بد من ان تحظى بتغطية الحريري .

 

 

لا توافق

فالعامل المؤكد حتى الان هو ان لا اتفاق مسبقاً على أي مرشح ولا على أي توجه بشأن الترشيح حتى الآن. وتتحدث معطيات عن أن الاسماء التي يتم تداولها ترمى بهدف رصد ردات الفعل عليها، وليس بينها إسم مفضل او متقدم على اخرين  كالرئيس نجيب ميقاتي او فيصل كرامي او فؤاد مخزومي او جواد عدرا او السفير نواف سلام. فالرئيس ميقاتي رافض حالياً وكذلك رؤساء الحكومات السابقون. أما الباقون فليس معروفاً بعد من يرشّحهم ومن يرفضهم .

 

وتشير المصادر المواكبة الى ان مهمة الحكومة المقبلة لم تحدد حتى الآن. فإذا كانت حكومة انتخابات نيابية قد تسقط في هذه الحالة اسماء مرشحين ممن يريدون خوض الاستحقاق، كالرئيس ميقاتي ومخزومي وفيصل كرامي. وقد تتقدم اسماء اخرى مثل سمير الخطيب الذي سقط ترشيحه في المرة السابقة، او شخصية شبيهة بالرئيس حسان دياب الذي قد تصبح حكومته المستقيلة خياراً بالاشراف على الانتخابات في حال عدم الاتفاق بين القوى السياسية.

فلا مؤشرات على إمكان التوافق قبل موعد الاستشارات، لاسيما وان أي مرشح يجب ان يكون مقبولاً من ثنائي “أمل” “حزب الله” ومن رئيس الجمهورية وفريقه اذا كانت حكومة اللون الواحد، واذا كان المطلوب التوافق فيجب ان يحظى بغطاء سني بدءاً من رؤساء الحكومات السابقين، اي ان يكون صاحب بروفيل يشبه مصطفى اديب، وهذا ما يبدو حتى الآن صعب التحقق.

 

 

اجتماعات بعبدا

وفي أي حال فإن ما قام به العهد أمس بدا بمثابة توظيف او استثمار مكشوف لمرحلة الفراغ التي زادت تفاقماً بعد اعتذار الحريري اذ تحول قصر بعبدا الى خلية نحل لاجتماعات متلاحقة برئاسة عون خصصت تباعاً لأزمات المحروقات والدواء والأمن وتوجّها اجتماع  للمجلس الأعلى للدفاع لم تفهم دوافعه ولم تبرره عطلة الأضحى التي بإمكان القوى الأمنية والعسكرية وحدها وتلقائياً ان تستنفر جهودها لحفظ الامن خلالها ولا حاجة بها للمجلس الأعلى للدفاع ليعطيها التوجيهات. علما ان قادة الاجهزة الامنية لم يشاركوا في الاجتماع. ولكن بات معلوماً ان عون درج على الافراط في استخدام هذا المجلس لتحميله ما يتجاوز صلاحياته من خلال توظيفه لدور في إدارة الفراغ.

 

وبعد ترؤسه اجتماعين خصص الأول منهما لازمة المازوت والثاني لازمة الدواء ترأس عون #المجلس الأعلى للدفاع  وافيد “ان المجتمعين درسوا الأوضاع الأمنية لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار كما درس المجلس عددامن المواضيع المدرجة على جدول أعماله واتُّخذت في شأنها القرارات المناسبة”.  وفي اعقاب انتهاء اجتماع الاعلى للدفاع، اعلنت رئاسة الجمهورية تحديد الاثنين 26 تموز الجاري موعداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة. وأفيد ان اتصالا تم بين الرئيسين عون ونبيه بري تم خلاله الاتفاق على موعد الاستشارات.

 

وفي غضون ذلك أعلنت السفارة الأميركية أن وفدا من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بدأ زيارة لبيروت وسيجتمع مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب.

 

في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة امس ردا على سؤال حول اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وإجراءات إيران الرامية لاستقرار لبنان، ان “الشعب اللبناني هو من يقرر مصير بلاده” ، مضيفا: “لم نتراجع في أي وقت من الأوقات عن تقديم الدعم للأطراف اللبنانية سواء الحكومة أو الفئات أو الأحزاب”.

 

وأضاف أنه “في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب اللبناني من ضغوط اقتصادية أعلنا استعدادنا لتقديم أي مساعدة ممكنة ولن نبخل بها”. وختم خطيب زادة بالقول “إن المهم هو وصول المفاوضات السياسية إلى نتيجة وأن يتم تشكيل الحكومة على وجه السرعة”.

 

وفي المواقف المحلية، قال الحريري في تغريدة عبر “تويتر” مهنئا عبرها اللبنانيين بعيد الأضحى “يهلُّ علينا عيد الاضحى المبارك، ولبنان الحبيب مع شعبه الطيب تعصف به هذه الازمات، والتي كان بوسعنا أن نضع حداً لهذا الانهيار المريع، لولا تعنت البعض وانانيته”.

 

وفي السياق ذاته اشار المكتب السياسي لحركة “امل” الى ان ترددات اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة “لا تزال تتصدر صورة ضبابية للمشهد اللبناني، ومن هنا الدعوة إلى الاسراع في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، التي يتوقع اللبنانيون ان تنتج تسمية رئيس يكلف بتشكيل حكومة قادرة على الانقاذ بعيداً عن التسويف والمماطلة وكل الحسابات والمصالح الخاصة”.

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

عون يحفظ “حق التأجيل”… فهل يتكرّر سيناريو “الطاشناق”؟

“تومبولا” التكليف: خلط أوراق بانتظار “سحب” الإثنين!

 

تأكيداً على ما تفرّدت “نداء الوطن” في الكشف عنه أمس، وضع رئيس الجمهورية ميشال عون “سقفاً زمنياً” للمشاورات السياسية الجارية على نية التوافق على اسم شخصية سنية يتم تكليفها تشكيل الحكومة العتيدة، فحدّد يوم الاثنين المقبل موعداً “معجّلاً مؤجّلاً” للاستشارات النيابية الملزمة فارضاً بذلك على الكتل النيابية حسم خياراتها خلال “بحر” هذا الأسبوع ومجاراة استعجال رئيس “التيار الوطني الحر” لإيجاد بديل قادر على “طيّ صفحة سعد الحريري”.

 

وكما هي حال الطبقة الحاكمة في مقاربتها مجمل الملفات والتحديات، لم تخرج الدعوة إلى الاستشارات عن دائرة المراوحة والتخبط الطاغية على أداء قوى الأكثرية، إلى درجة لم تتردّد معها مصادر السلطة في وصف يوم الاستشارات المرتقب بأنه أشبه بـ”التومبولا”، وما يجري راهناً لا يعدو كونه محاولة “خلط أوراق في صندوق الترشيحات”… بانتظار “سحب” الاثنين!

 

وعلى هذا الأساس، خلصت أجواء مختلف الكتل الضالعة في المشاورات الحكومية إلى خلاصة وحيدة تؤكد أنّ “الضياع” سيّد الموقف ولا أحد يملك تحديد “بوصلة” مسار التكليف ربطاً بتشرذم المواقف وتضارب المصالح والأجندات، حتى أنّ أوساطاً قيادية في قوى الثامن من آذار أعربت عن قناعتها بأنّ “الأمور لن تنتهي على خير… وحكومة جديدة “ما في” قبل الانتخابات”، موضحةً أنّ “المعادلة واضحة: أي مرشح يطرحه جبران باسيل سيكون “محروقاً” سلفاً عربياً وسنياً، وأي مرشح لا يحظى بغطاء الطائفة السنية لن يسير به الثنائي الشيعي، وعليه فإنّ الأمور مفتوحة على مزيد من التعقيدات في ظل قرار الحريري عدم تغطية أي اسم بديل عنه في سدة الرئاسة الثالثة”.

 

وفي هذا السياق، جددت أوساط مستقبلية التأكيد على خيار “النأي بالنفس” عن عملية التكليف، مشيرةً إلى أنّ المطروح اليوم على طاولة البحث لا يتخطى حدود النقاش في “المشاركة أو المقاطعة” يوم الاستشارات النيابية، وأوضحت أنّ الحريري بصدد تحديد موقفه بعد التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين للخروج معهم بتصور مشترك إزاء كيفية مقاربة عملية التكليف الجديدة.

 

أما على ضفة “عين التينة”، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يحافظ على مسافته المتباعدة عن التوجهات العونية، بخلاف ما روّجت له أوساط بعبدا خلال الساعات الأخيرة من أجواء توحي بوجود تنسيق بين رئيس الجمهورية وبري حيال مشاورات التكليف، لا سيما وأنّ أوساطاً مطلعة على أجواء عين التينة رفضت إعطاء أي بُعد لإشارة القصر الجمهوري إلى حصول اتصال بين عون وبري قبل تحديد موعد الاستشارات، واضعةً الاتصال في الخانة “البروتوكولية البحتة” وفق ما درجت عليه العادة الرئاسية قبل كل استشارات نيابية، باعتبار أنّ رئيس المجلس هو المعني الأول في ما ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة، ولذلك يقوم رئيس الجمهورية بالاجتماع به وإطلاعه على نتائجها فور انتهائها، قبل دعوة المرشح الحائز على أصوات أكثرية النواب إلى قصر بعبدا لإبلاغه بقرار تكليفه تشكيل الحكومة.

 

وفي المقابل حرصت أوساط عونية على أن تحفظ “خط الرجعة” لرئيس الجمهورية عن الموعد الذي ضربه لإجراء الاستشارات النيابية الاثنين المقبل، مشيرةً إلى “حق فخامة الرئيس في إرجاء هذا الموعد إذا طلبت منه كتلة نيابية ذلك إفساحاً في المجال أمام إجراء مزيد من المشاورات السياسية بهدف التوصل إلى أرضية توافقية أوسع بين الكتل حيال عملية التكليف”… الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى عدم استبعاد لجوء عون إلى تكرار “السيناريو” نفسه، حين عمد إلى تأجيل الاستشارات بطلب من كتلة “الطاشناق” طمعاً بنجاح محاولة ثني الأكثرية عن تسمية الحريري رئيساً مكلفاً، لافتةً إلى أنّ قرار رئيس الجمهورية في هذا السياق سيكون مرهوناً بما ستفضي إليه المشاورات التي يجريها رئيس “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله”… فإذا اقتضت مصلحة باسيل الإبقاء على الاستشارات في موعدها “كان به” وإذا اقتضت التأجيل “كان به” أيضاً.

 

 

 

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

القضاء اللبناني يستدعي حاكم «المركزي» لاستجوابه حول ثروته

مصادر تتوقف عند تزامنه مع زيارة وفد مالي أميركي إلى بيروت

  يوسف دياب

قررت النيابة العامة التمييزية في لبنان استجواب حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة في قضايا عدة رغم أن سلامة موجود خارج البلاد، وكلفت المباحث الجنائية المركزية تبليغه، على أن يحدد موعد استجوابه مطلع شهر أغسطس (آب) المقبل.

وقالت مصادر قضائية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيق يعدّ استكمالاً للتحقيقات الفرنسية والسويسرية والبريطانية، مشيرة إلى أن القضاء اللبناني «يركز على معرفة حجم ثروة سلامة ومصدرها، ويراسل 7 دول أجنبية للتحقق من هذا الموضوع»، لافتة إلى أن «التقديرات اللبنانية تشتبه بأن تناهز ثروته 500 مليون دولار».

وفتح القضاء اللبناني قبل أكثر من شهرين تحقيقاً محلياً بشأن ثروة سلامة ومصدرها بعد استهدافه بتحقيق في سويسرا للاشتباه بتورطه في قضايا اختلاس، قبل أن يُستهدف أيضاً بتحقيق في فرنسا، وشكوى في بريطانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قضائية قولها إن سلامة «سيخضع للتحقيق أمام المحامي العام التمييزي جان طنوس بجرائم اختلاس الأموال العامة والتزوير والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال والتهرب الضريبي».

وأوضح المصدر أن التحقيق المحلي «يتقاطع» مع التحقيقات في الدول الغربية الثلاث، وأن قرار استجواب سلامة «والادعاء عليه يأتي بناء على معطيات ومعلومات داخلية وخارجية استدعت هذه الإجراءات».

ويلاحق القضاء السويسري من «الجزر العذراء» وصولاً إلى جنيف مروراً ببنما، مسار تحركات أموال يشتبه بأن حاكم «مصرف لبنان» قام بها بالتعاون مع شقيقه رجا.

وقالت المصادر القضائية لـ«الشرق الأوسط» إن القضاء اللبناني يشتبه بأن يكون جزء من ثروته عمولة تلقاها «نتيجة الاكتتاب بسندات (اليورو بوند)؛ وهو أمر لا يسمح به القانون، ولكن يشتبه بأن يكون قد قام بذلك بواسطة شركة أخيه»، مشيرة إلى أن القضاء «يتقصى هذه الشبهة وسيحقق فيها».

وطلبت النيابة العامة الفيدرالية في سويسرا خلال يناير (كانون الثاني) الماضي مساعدة قضائية من السلطات اللبنانية التي أرسلت في فبراير (شباط) «النتيجة الأولية» لديها بعد الاستماع لإفادات سلامة وشقيقه ومساعدته.

وبعد القضاء السويسري، فتحت النيابة الوطنية المالية في فرنسا مطلع يوليو (تموز) الحالي تحقيقاً قضائياً حول سلامة بتهم «تبييض أموال في عصابة منظمة وتآمر جنائي». وكُلّفت التحقيقات لقضاة تحقيق في «نيابة مكافحة الفساد» بباريس، الذين يملكون صلاحيات تحقيق أوسع؛ خصوصاً في مجال التعاون الدولي واحتمال مصادرة ممتلكات تعود لمشتبه بهم.

وتوقفت مصادر مصرفية عند تسريب هذا الخبر قبل أن يبلَّغ سلامة رسمياً؛ الموجود خارج البلاد، خبر استدعائه. كما توقفت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عند تزامنه مع زيارة وفد من «مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية» التابع لوزارة الخزانة الأميركية إلى بيروت أمس، وسيجتمعون مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب.

وحملت قضية الاستدعاء شبهات سياسية؛ إذ نقلت وكالة «أخبار اليوم» عن مصادر سياسية إشارتها إلى أن الاستدعاء جاء بعد أكثر من تواصل بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وحاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، كان آخرها بعد مغادرة الأخير لبنان، إضافة إلى اجتماعين ثنائيين واجتماع ثالث في بعبدا شارك الاثنان فيه. وكان باسيل عمد إلى طلب أكثر من لقاء مع سلامة بواسطة «صديق مشترك»، والهدف كان محاولة إقناع سلامة بالاستمرار في الإنفاق من الاحتياطي الإلزامي حتى آخر يوم من العهد.

والهدف تفادي مزيد من الانهيارات خلال العهد، في حين كان سلامة جازماً برفضه المسّ بالاحتياطي الإلزامي مهما اشتدت الضغوطات عليه.

وتحمّل جهات سياسية سلامة مسؤولية انهيار العملة الوطنية، التي فقدت أكثر من 90 في المائة من قيمتها، وتنتقد بشكل حاد السياسات النقدية التي اعتمدها بوصفها راكمت الديون. إلا إن سلامة دافع مراراً عن نفسه قائلاً إن المصرف المركزي «موّل الدولة، ولكنه لم يصرف الأموال». ويشدد سلامة على أن أمواله كلها مصرح بها وقانونية وأنه جمع ثروته مما ورثه وعبر مسيرته المهنية في القطاع المالي.

 

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  الإستشارات الاثنين و”الرئيس” مجهول.. واشنطن وباريس تراقبان.. والإذلال يتجدّد

 

حالٌ من الضياع تكبس على المشهد الداخلي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حدّد موعد الإستشارات النيابيّة الملزمة الإثنين المقبل، لاختيار خلف للرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة. ولكن من دون ان يلوح في أفق هذه الإستشارات اسم الشخصية التي سيرسو عليها الإختيار. وفيما بدا تحديد موعد الاستشارات من قِبل رئيس الجمهورية، وكأنّه محاولة رئاسيّة لحشر الكتل السياسية بمهلة الاسبوع، لتفعيل حركة المشاورات لتظهير اسم الشخصية، أو الشّخصيات المرشحة لهذا الاستحقاق، فإنّ الثابت بالأمس، هو أنّ المستويات السياسية على اختلافها، وكذلك الكتل النيابيّة التي ستسمّي الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، لا تملك أي معطى، ليس فقط حول الشخص المحظوظ الذي سيرسو عليه التكليف، بل حول أسماء المرشّحين المفترضين.

 

لا اتفاق

 

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّه حتى يوم أمس، لم تحصل مشاورات جديّة للتوافق المسبق على «الرئيس المكلّف»، وهو امر سيتكثف خلال الاسبوع السابق لاستشارات الاثنين، ولن تحول عطلة عيد الاضحى دون ذلك. في وقت تجهد بعض «الغرف الخفية» في تطيير اسماء لشخصيات سنيّة في الفضاء السياسي، سواء من باب جسّ النبض حول بعضها، أو ترشيح بعضها أو حرق البعض منها.

 

وفيما ادرجت مصادر سياسية استشارات الاثنين تحت احتمال التأجيل، بالنظر الى عدم وجود مرشّح جدّي حتى الآن، وليس ما يضمن أن يتمّ الوصول إلى هذه الشخصية من الآن وحتى موعد الاستشارات، أكّدت مصادر سياسية موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ الاثنين المقبل سيتمّ تكليف شخصية بديلة للحريري، خصوصاً وانّ القوى السياسية والنيابية ملزمة في الاتفاق على هذه الشخصية، وثمة وقت متاح وكافٍ من الاثنين وحتى ما قبل الاثنين المقبل لبلوغ هذه الغاية، لأنّ كلّ تأخير اضافي له أثمانه السلبية على البلد.

 

من سيُكلّف؟

 

وإذا كان من الواضح أنّ رئيس الجمهورية ومعه فريقه السياسي، مستعجل لتكليف شخصية تطوي آثار مرحلة التكليف السابقة، إلّا أنّ الثابت لدى سائر المستويات السياسيّة، هو أنّ استحقاق التكليف هذه المرّة شديدة الحساسية، ما يوجب مقاربته بواقعية وموضوعية وبعيداً من أية خلفيّة استفزازية لأيّ مكوّن في البلد سياسيّاً كان أو طائفيّاً، وذلك حتى لا يكون هذا الإستحقاق منطلقاً لشرارة تشعل فتيل مشكل داخلي يزيد امور البلد تعقيداً وتوتراً.

 

وتؤكّد مصادر سياسيّة معنيّة بالملف الحكومي لـ«الجمهورية»، انّ الاساس في هذا الإستحقاق، هو الوقوف بداية على موقف المكوّن السنّي، وتحديداً الرئيس سعد الحريري، بالنظر الى موقعه على مستوى الطائفة السنيّة، وبوصفه صاحب الكتلة السنّية الأكبر، ما يعني أنّ أي شخصية تُطرح لرئاسة الحكومة، يتوجب التفاهم حولها أولاً مع الرئيس الحريري، سواء لناحية تسميتها، او تزكية شخصية من بين الشخصيات المطروحة في التداول، او أي شخصية اخرى.

 

وأكّدت المصادر، انّ رئيس المجلس الينابي نبيه بري مع هذا التوجّه، ويماشيه في ذلك «حزب الله» وسائر الحلفاء الذين سمّوا الحريري في استشارات التكليف السابقة. فالمهمّ هو ان يقوم التكليف الجديد على قاعدة تفاهمية، وليس على قاعدة استفزازية لها عواقبها على المستوى الداخلي بشكل عام.

 

لا حسان جديداً

 

إلّا أنّ الأساس في ما يتمّ التداول به بين المستويات السياسية، حول استحقاق الإثنين، هو تحديد مجموعة معايير ينبغي التقيّد بها لإخراج تكليف ناجح، وليس تكليفاً كيفما كان:

 

اولاً، ان يأتي التكليف بأوسع توافق سياسي، ويرسو على شخصية وازنة محتضنة من بيئتها السنّية السياسية والدينية. أي ألّا يأتي هذا التكليف من لون واحد، ويُفرض على الآخرين.

 

ثانياً، رفض حكومة الغالب والمغلوب. ولا حكومة من لون واحد، لأنّ هذا النوع من الحكومات أثبت فشله الذريع. وبمعنى اوضح، لا تكرار لتجربة حسان دياب، التي اثبتت حكومته فشلها، بشهادة الجهات التي تحمست لدياب حين تكليفه.

 

ثالثاً، التعامل مع الاستحقاق الحكومي ككل، بجديّة كاملة، والحسم المسبق لمهمّة الحكومة حتى ولو كان عمرها شهراً واحداً، كحكومة طوارئ فاعلة بمهمّة محدّدة اولويتها بالشروع الفوري في ولوج باب العلاجات للأزمة الراهنة دون أي إبطاء، مهما كانت هذه العلاجات قاسية. وليس حكومة تبدو كحكومة انتقاليّة وظيفتها فقط إجراء الإنتخابات النيابية. فحصر وظيفة الحكومة بالانتخابات النيابية معناه قراراً مسبقاً بتطويل أمد الازمة وتأجيل علاجاتها، ما يعني مفاقمة التدهور والآثار السلبيّة على اللبنانيين.

 

رابعاً، حتى لا تتكرّر تجربة ما حصل مع تكليف الرئيس سعد الحريري والذي انتهى في نهايته إلى الاعتذار بعد 9 اشهر من المماحكات والتعطيل والشروط والمعايير المتصادمة، فإنّ المعيار الأساس الذي ينبغي الالتزام به سلفاً من كل الأطراف، هو الوصول إلى حكومة وازنة ومتوازنة، لا ثلث معطلاً فيها لأي مكون مشارك فيها، ولا غلبة فيها لطرف على سائر الأطراف. توحي بالثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي، وترتكز في تشكيلها على مندرجات المبادرة الفرنسية.

 

خامساً، المبدأ العام، هو تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيّين لتولّي المهمّة الانقاذية، ولكن هذا لا يعني أنّ الباب مقفل على نقاش حول حكومة مختلطة من اختصاصيين وعدد قليل من السياسيين، تقوم بالمهمة ذاتها.

 

إستعجال فرنسي

 

إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الجمهورية»، إنّ باريس تتابع دقائق الوضع في لبنان، وتأمل بعد تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة أن يُصار الى تكليف رئيس لحكومة تسارع الى اطلاق المعالجات السريعة للواقع اللبناني الصعب. اضافت المصادر، أنّ باريس تنتظر أن يبادر المسؤولون في لبنان إلى تأليف حكومة سريعاً من دون أي تباطؤ، ولا ترى مبرراً لمزيد من تضييع الوقت والفرص على ما جرى في الأشهر الطويلة من التعطيل، والتي كان من نتيجتها زيادة معاناة الشعب اللبناني.

 

واشنطن.. تشجيع وقلق

 

وقد لفتت بالأمس زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في لبنان لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبحثت معه على نحو ساعة تطورات الوضع الداخلي.

 

وفيما غادرت السفيرة الأميركية عين التينة من دون أي تصريح، لخّصت مصادر واسعة الاطلاع الموقف الاميركي من التطورات اللبنانية بالآتي:

 

– اولاً، الحفاظ على الاستقرار في لبنان.

– ثانياً، قلق واضح مما آل اليه الوضع في لبنان، وبلوغ الازمة حداً خانقاً للبنانيين.

 

– ثالثاً، تشجيع القادة في لبنان على تشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن، تلبّي متطلبات الشعب اللبناني

– رابعاً، إجراء اصلاحات سريعة وجذرية، والعمل بصورة جدّية على مكافحة الفساد، كسبيل لفتح الابواب لتدفق المساعدات الخارجية الى لبنان.

 

وفد الخزانة

 

يُشار في هذا السياق، إلى زيارة بدأها إلى بيروت أمس، وفد من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية. وبحسب بيان للسفارة الاميركية، فإنّ «الوفد سيجتمع مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب».

 

وفي السياق، ربطت مصادر سياسية بين زيارة وفد الخزانة الاميركية وبين معلومات تحدثت عن جرعة عقوبات اميركية يجري إعدادها بحق عدد من الشخصيات اللبنانية.

 

ومن المعلوم هنا، انّ واشنطن اكّدت أكثر من مرّة عزمها على فرض عقوبات على من تعتبرهم قادة فاسدين، اضافة إلى شراكتها مع فرنسا التي جرى الإعلان عنها قبل اسابيع في فرض ضغوط ( عقوبات) على معطّلي الحلول وتشكيل حكومة في لبنان.

 

عون والحريري

 

وربطاً بالملف الحكومي، لفتت تغريدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتهنئة بعيد الاضحى اعلن فيها: «أننا مستمرون في بذل كل جهد ممكن للسعي الى الخروج من الأزمة الإقتصادية الخانقة»، فيما برزت تغريدة للرئيس الحريري في المناسبة ذاتها قال فيها: «يهلّ علينا عيد الاضحى المبارك، ولبنان الحبيب مع شعبه الطيب تعصف به هذه الازمات، والتي كان بوسعنا أن نضع حداً لهذا الانهيار المريع، لولا تعنّت البعض وأنانيته».

 

أمل: رجم الشياطين

 

إعتبرت حركة «أمل» في بيان لمكتبها السياسي امس، انّ ترددات اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة تتصدّر صورة ضبابية للمشهد اللبناني. ودعت إلى الإسراع في إجراء الإستشارات النيابية الملزمة، التي يتوقّع اللبنانيون أن تنتج تسمية رئيس يُكلّف بتشكيل حكومة قادرة على الإنقاذ بعيداً عن التسويف والمماطلة وكل الحسابات والمصالح الخاصة، وتُخرج لبنان من نفق الأزمات المتوالدة التي أثقلت كاهل المواطن، وأن تكون عيدية مناسبة الأضحى برجم شياطين التفرقة والمصالح والأنا والإستئثار والتحكم ونبذها من النفوس جميعها، وأن يتوافق اللبنانيون كلهم على خارطة طريق تؤسس لمستقبل لبنان الواحد، من خلال السعي لإقامة الدولة المدنية للخلاص من عصب الطائفية البغيضة بما يتناسب مع مفهوم الديمقراطية الحقيقية التي تقدّم مدخلاً حوارياً جديراً بالالتفات إليه، بما يحّصن المجتمع ويحفظ تنوع لبنان بكل ألوان طيفه».

 

وخلصت إلى التأكيدعلى أنّ العيد هو مناسبة للتضحية بالمصالح الذاتية من أجل إنقاذ لبنان»، مؤكّدة أنّه «يكفي اللبنانيين وجعهم وجوعهم وشظف عيشهم الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ لبنان»، ومنبّهة «من مغبة الايغال في جرح الناس عبر التفلّت والتجاوزات والمتاجرة بحقوق الناس التي قد توصل إلى فوضى متنقلة تستهدف الإستقرار العام».

 

ايران

 

في هذا الوقت، قال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة امس، رداً على سؤال حول اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وإجراءات إيران الرامية لاستقرار لبنان: «انّ الشعب اللبناني هو من يقرّر مصير بلاده». مضيفاً: «لم نتراجع في أي وقت من الأوقات عن تقديم الدعم للأطراف اللبنانية سواء الحكومة أو الفئات أو الأحزاب».

 

واشار الى أنّه «في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب اللبناني من ضغوط اقتصادية، أعلنا استعدادنا لتقديم أي مساعدة ممكنة ولن نبخل بها». وختم خطيب زادة بالقول: «إنّ المهم هو وصول المفاوضات السياسية إلى نتيجة، وأن يتمّ تشكيل الحكومة على وجه السرعة».

 

الإذلال

 

على انّه بالتوازي مع الضباب المسيطر على الاستحقاق الحكومي، فإنّ كلّ يوم يمضي تتكشّف فيه عورات اضافية للسلطة في ذروة عجزها، كما تتكشف الجرائم المتتالية التي ترتكبها المافيات بحق المواطن اللبناني، الذي بلغ حاله أسوأ درجات التردّي، تلوح في افقه القريب نذر الانفجار الاجتماعي الرهيب؛ لا مستشفيات، لا دواء، لا مواد غذائية، واسعار حارقة، وتجار ومحتكرون مجرمون، ومسلسل الإذلال عاد ليحبس الناس في طوابير السيارات امام محطات المحروقات، تُضاف إليها جريمة إخفاء مادة المازوت، برغم ما يترتب على ذلك من انتكاسات، فبلا مازوت، لا كهرباء، لا مولدات، لا أفران، لا زراعة ولا ري، ولا مستشفيات، ولا برادات لتخزين الاساسيات.. واما الأمن، فيتأرجح على حافة الهاوية، باعتراف الأجهزة الأمنية والعسكرية. الشعب ينازع، فيما السلطة مصابة بجفاف سياسي واخلاقي لا سابق له حتى في العصور المظلمة.

 

المجلس الأعلى

 

وسط هذه الاجواء، انعقد مجلس الدفاع الاعلى برئاسة رئيس الجمهورية، استعرض فيه حال البلد، من دون ان تصدر عنه أي إجراءات او قرارات نوعية، بل اكتُفي بالإعلان في نهايته عن أنّ «المجتمعين درسوا الأوضاع الأمنية في البلاد، لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى المبارك وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للمحافظة على الامن والاستقرار خلال فترة العيد. كما درس المجلس عدداً من المواضيع المدرجة على جدول اعماله، واتُخذت في شأنها القرارات المناسبة التي أُبقيت سرية وفقاً للقانون».

 

الحصانات

 

من جهة ثانية، طالبت كتلة «الجمهورية القوية» الرئيس بري، بدعوة الهيئة العامة للمجلس للتصويت على طلب الإذن برفع الحصانة عن النواب غازي زعيتر ونهاد المشنوق وعلي حسن خليل.

 

وأعلن النائب جورج عقيص في مؤتمر صحافي عقده امس، «رفضنا القاطع لعريضة الاتهام بحقهم الجاري توقيعها من قِبل بعض الزملاء»، ودعا المجتمعَين المحلي والدولي الى مناصرة موقفنا الذي نعلنه اليوم من مجلس النواب».

 

وقال عقيص: «انّ المجلس النيابي هو، في أي دولة، مصدر القانون والقاعدة القانونية، وهو ضابط الاصول وحامي الشكل والإجراء والأساس في كل القوانين النافذة، وهو في الوقت عينه مرآة المزاج العام، وانعكاس الارادة الشعبية، ضمير الشعب، صوته والمعبّر عن تطلعاته. تلك هي خلطة الديموقراطية وميزتها الخالصة».

 

اضاف: «انطلاقاً من هاتين الركيزتين: حصرية حماية القانون من جهة، وحصرية تمثيل الشعب من جهة أخرى، يشذ أي مجلس نيابي إن هو استند على احداها دون الاخرى، كأن يقدّم التشريع مثلاً على حساب تمثيل ارادة الناس، او بالعكس يفضّل محاكاة ارادة الناس على حساب سيادة القانون. فإنّ كنا نصف المجلس النيابي الذي يقوم على ركيزة واحدة من الركيزتين المذكورتين بالشاذ، فكيف بالأحرى ان نصف المجلس الذي يهدم في وقت واحد ركيزتي شرعيته. بماذا يمكننا ان نصف الأكثرية النيابية في المجلس التي تخالف الدستور ونظامه الداخلي، وتناهض الرأي العام اللبناني في وقت واحد»؟

 

*****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مشهد ارتجالي عشية الأضحى: مجلس دفاع بلا أمنيين واستشارات بلا تفاهمات!

خلاف على ملاحقة صليبا واستجواب سلامة في 5 آب.. ومهمة مفاجئة لوفد الخزانة الأميركية في بيروت

 

 

افتراضياً، ان تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية رئيس للحكومة، يعني ان المشاورات رست أو لامست الرسو على اسم المرشح العتيد، ليس فقط لضمان ان يصدر مرسوم بتسميته، وبالتالي تنطلق المرحلة الثانية من دورة التأليف، عبر المشاورات مع الكتل النيابية، وهي عرف، غير ملزم بنتائجه، بل لتسجيل نقطة تحوُّل في الانهيارات المتلاحقة، على نحو دراماتيكي من المحروقات إلى الدواء إلى الصحة، والمستشفى وتوفير الطعام والماء والكهرباء، ولو بالحد تحت خط الضروري، في وقت يشعر أطفال لبنان، وسائر المواطنين بأنهم باتوا ضحية سلطة فاسدة فاقدة لكل مقومات السلطة، افقرتهم واذلتهم، ودفعتهم إلى اسفل السافلين، ضمن خطة مبرمجة لامانة كل مشاعر الحياة لديهم..

 

الموعد كانت اشارت إليه «اللواء» في عددها أمس، وجاء اثر اتصال بين الرئاستين الأولى والثانية.

 

ووفقاً للمعلومات التي تقاطعت في مطبخ «اللواء»:

 

1- لا شيء محسوماً حتي تاريخه بالنسبة لاسم الشخصية الأكثر قبولاً للتأليف..

 

2- الكتل بمعظمها، ستشارك في الاستشارات لتجيب على سؤال محوري للرئيس ميشال عون: مَن ترشح لترؤس الحكومة؟

 

3- واتخذت كتلة المستقبل قراراً بالمشاركة في الاستشارات، وعلى تسمية أو عدم تسمية أي مرشّح يتوقف المسار المقبل، بما له وما عليه..

 

4- ووفقاً لمعطيات الفريق العوني فإن المساعي الفرنيسة لم تتوقف، وتتابع السفيرة في بيروت آن غريو اتصالاتها مع الجهات المعنية بالتأليف، بحيث تخرج الحكومة إلى النور قبل 4 آب، موعد انفجار مرفأ بيروت، والمؤتمر الدولي الذي ينظمه قصر الاليزيه لتوفير المساعدات الانسانية اللازمة للبنان.

 

5- على ان الأخطر عودة الفريق عينه إلى المعزوفة الممجوجة: الدستور والميثاق ووحدة المعايير، التي اطاحت بالسفير مصطفى أديب، فجمع أوراقه واعتذر وعاد إلى مكان عمله كسفير في بون، وكذلك الحال مع الرئيس الحريري بعد 9 أشهر على التكليف.

 

6- وتتخوف مصادر مطلعة من ان تكون دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية خطوة ارتجالية تصب في إطار دعوة الكتل إلى تحمل المسؤوليات على أن ما من صورة واضحة بشأن المرشح الاوفر حظا والمسألة متروكة لمشاورات الكتل سائلة ما إذا كان المشهد يتبلور قبل الاثنين المقبل ام أن تأجيلا ما قد يحصل.

 

مشاورات بإنتظار الاستشارات

 

وفي انتظار نتائج الاستشارات الملزمة باشرت الكتل النيابية مشاوراتها لتحديد الخيارات في تسمية رئيس جديد لترؤس الحكومة، من دون ان ترسو بعد على اي خيار، ولو ان بعض المعلومات تحدث عن ارتفاع حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي «لأنه يحظى بدعم بري ووليد جنبلاط وربما يحظى بدعم الرئيس سعد الحريري ما يمكن ان يؤدي الى موافقة حزب الله»، لكنه يشترط توافقاً اقليمياً دولياً أيضاً.

 

وقالت مصادر رسمية لـ«اللواء»: ان مهلة الاسبوع الفاصلة عن موعدالاستشارات كافية لتحديد خيارات الكتل ومعايير التسمية والتشكيل، هل تكون حكومة إشراف على الانتخابات ام حكومة عاملة وفق برنامج الاصلاحات ولو لمدة قصيرة قبل الانتخابات النيابية في مطلع ربيع العام المقبل.

ويستهل الرئيس عون الاستشارات بلقاءات مع رؤساء الحكومة السابقين كالتالي: الرئيس نجيب ميقاتي ​​​​(الساعة 10.30).الرئيس سعد الدين الحريري​​​ (الساعة 10.45)، والرئيس تمام سلام​(الساعة11).اما موعد كتلة المستقبل فهو الاول للكتل الساعة 11 ونصف بعد نائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي.

 

وفي حين يُرجّح الّا يحضر الحريري الاستشارات إلّا في حال تم التوافق على شخصية يؤيدها، فثمة من يراهن على تحرك للرئيس بري لمعرفة توجه الحريري إذ بناء عليه تتحدد مواقف كتل كثيرة، الذي قال في تغرّيدة له (أي الحريري) «كان بوسعنا ان نضع حداً لهذا الانهيار المريع، لولا تعنت البعض وأنانيته».

 

وتوقعت مصادر سياسية ان تشهد مناسبة عيد الاضحى،اتصالات معايدة بين العديد من السياسيين والمسؤولين ربما تكون مؤاتية للاتفاق بين البعض منهم ولاسيما المنضوين بتفاهمات سياسية، للتشاور في عطلة العيد حول الموقف الذي سيتخذونه من المشاورات النيابية الملزمة يوم الاثنين المقبل والشخصية التي سيتبنون او يدعمون ترشيحات لرئاسة الحكومة المقبلة. وتحدثت المصادر عن تصور تم التفاهم بخصوصه بين رؤساء الحكومات السابقين وان لم يكشف النقاب عنه، وسيتم التشاور فيه مع رئيس المجلس النيابي ومع مروحة واسعه من السياسيين والشخصيات لاستكمال البحث والتفاهم وتحديد الموقف المناسب.

 

مجلس الدفاع بلا قادة الأجهزة

 

وفي بعبدا، بدا اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي بات يقوم مكان مجلس الوزراء، في مقاربة المشكلات، أفاد بيان رسمي تلاه أمين سر عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر، منعقداً بغياب قادة الأجهزة الأمنية، ومقتصراً على الأعضاء الحكميين: رئيس الجمهورية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال: ووزراء الدفاع والخارجية بالوكالة، والداخلية والبلديات، والمالية والاقتصاد والتجارة.

 

وحسب البيان: درس المجتمعون الأوضاع الأمنية في البلاد لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى المبارك وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للمحافظة على الأمن والاستقرار خلال فترة العيد.

 

والغريب في الأمر، ان مصادر مواكبة قالت لـ«اللواء» ان موعد الاجتماع عشية عيد الأضحى المبارك، وهذا الموعد السريع حال دون حضور قادة الأجهزة الأمنية والقضائية الذين يتعين عليهم المشاركة.

 

ولفتت المصادر إلى أن المحافظة على الاستقرار الأمني في العيد كان عنوان الاجتماع الذي لم يستغرق ساعة وقد طلب من الوزراء المعنبين ابلاغ القادة الامنيين التشدد في الإجراءات.

 

وأوضحت المصادر أن مناقشة تمت حول التحضيرات لتحركات احتجاجية واسعة النطاق وبرز التأكيد على أهمية الاستقرار الأمني وفق ما تم التأكيد علية في قرارات سابقة للمجلس.

 

ملاحقة صليبا

 

كشفت المصادر المواكبة لـ«اللواء» أن موضوع مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا حضر في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لأن القاضي بيطار ارسل اذنا يرفع الحصانة إلى رئيس الحكومة وكانت هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل قد أوضحت أن صلاحية البت بموضوع رفع الحصانة تعود إلى المجلس الأعلى للدفاع مجتمعا وليس لرئيس المجلس أي رئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة الذي يشغل منصب نائب الرئيس وبالتالي ارسل الكتاب إلى المحقق العدلي لجهة أن الطلب يجب أن بوجه إلى المجلس الأعلى للدفاع عبر امانته العامة كي يأخذ مجراه القانوني، عندئذ تعرضه الأمانة العامة على المجلس الأعلى للدفاع.

 

وأفادت أن الكتاب وجهه القاضي بيطار إلى رئيس الحكومة ورئيس الحكومة ليس السلطة المخولة في اتخاذ القرار وفق هيئة التشريع والاستشارات إنما مجلس الأعلى للدفاع مجتمعا وطلب بالتالي إلى القاضي بيطار وبعد مراسلة من رئيس الحكومة مع تقرير هيئة التشريع والاستشارات إرسال الطلب إلى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع لأنها المرجعية الصالحة في تلقي هذه المراسلة وباعتبارها قضية يجب أن تعرض على المجلس الأعلى للدفاع ولبس على رئيس الحكومة.

 

وعلم أن دياب شرح هذه المراسلة وكيفية ردها بمراسلة مرفقة بتقرير هيئة التشريع والاستشارات ولم يدرس لأنه غير مدرج على جدول أعمال المجلس والطلب لم يصل إلى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع وفقا للاصول.

 

وفد أميركي مختص بالجرائم المالية

 

وفي تطوّر بالغ الخطورة، بتوقيته واستهدافاته، والظروف السياسية المحلية والإقليمية التي يحدث ضمنها، يزور وفد من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بيروت في الفترة ما بين 19 و21 تموز الحالي.

 

وحسب السفارة الأميركية في لبنان من الاثنين إلى الأربعاء «لمناقشة القضايا المتعلقة بالفساد».

 

تضيف السفارة ان الوفد سيجتمع مع متحاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني وسيبحث القضايا المتعلقة بالتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب.

 

استجواب سلامة 

 

مالياً، وقضائياً، قررت النيابة العامة التمييزية، استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في 5 آب، إذ «سيخضع للتحقيق امام المحامي العام التمييزي جان طنوس، بالتزامن مع الكباش الحاصل حول فتح الاعتمادات من الاحتياطي الإلزامي، واشتراط سلامة ان يكون من ضمن القانون».

 

وحسب مصدر قضائي، فإن استجواب سلامة سيكون استناداً إلى شبهات اختلاس وغسيل أموال وتهرب ضريبي.

 

ويخضع سلامة لتحقيق في سويسرا بشأن اتهامات مرتبطة باختلاس وهناك تحقيقات يجري الاعداد لها في عدّة دول أوروبية.

 

وعلى الصعيد المعيشي، أعلن وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله انه «تم التوافق خلال الاجتماع الذي رأسه رئيس الجمهورية صباح امس، على السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة وفقا للقرار 66/ 2004.

 

وكان الرئيس عون قد رأس اجتماعا حضره حب الله، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر، نائب رئيس «جمعية الصناعيين» جورج نصراوي ، خصص للبحث في حاجات المصانع الى المحروقات بعدما تعذر تأمين المواد الضرورية لتشغيلها.

 

في المقابل، عادت ازمة المحروقات لتشتد. فقد اكّد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا انّ «لا مخزون كافياً لدى محطات المحروقات لذلك تتفاقم الأزمة في نهاية الأسبوع. ولكنه كشف ان «المحطات ستتسلم (امس) كميات إضافية وسيتمّ ملء خزاناتها. وأوضح أن هناك تأخيرا ومماطلة من قبل الدولة ومن مصرف لبنان في فتح الاعتمادات». وقال: انّ مادة المازوت متوّفرة ولكن بالقطارة وهناك مشكلة كبيرة إذ انها لا تكفي حاجة السوق.

 

أزمات.. ولا بهجة عيد

 

بقيت الأزمات في الواجهة من طوابير سيّارات البنزين، إلى بلاغات النعي عن فقدان الأدوية، إلى نغمة جديدة في المصارف بعدم دفع المواطنين للرواتب ما يلزمهم من أموال نقدية بالليرة اللبنانية.

 

وعلى الرغم من الإعلان عن تسليم كميات من المازوت للمولّدات بما يسمح بتشغيلها خلال عيد الأضحى،فإن الامور لا تبدو كذلك، اذ  أكّد رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة أن «الأزمة لم تحلّ»، لافتاً إلى أنه تمّ توزيع 6 مليون ونصف المليون ليتر من المازوت من المصافي يومي الجمعة والسبت الماضيين، على أن توزّع 4 مليون ليتر إضافية اليوم للشركات والتجّار. إلا أن السوق خالية من البضائع، وخزّانات المولّدات لا تزال فارغة. وأشار إلى أن «الكمية المجملة المسلّمة توازي تقريباً 10 ملايين ليتر، في حين أن حاجة السوق خلال 24 ساعة، وفي ظلّ التقنين الراهن، تتراوح ما بين الـ 10 والـ 15 مليوناً، ما يعني أن الكميات الموزّعة تكفي لتأمين حاجة يوم، هذا إن وصلت إلى أصحاب المولّدات».

 

551157 إصابة

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 215 إصابة بفايروس كورونا، مع حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 551157 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

ترجيح تأجيل الاستشارات التي دعا اليها عون وطريق ميقاتي غير معبّدة الى السراي

حزب الله يطفىء محركاته السياسية وعينه على الأمن

 «الأضحى» على العتمة ومن دون بنزين و٧٠٪من الادوية مفقودة ! – بولا مراد

 

لا يعني تحديد رئاسة الجمهورية الاثنين ٢٦ تموز الجاري موعداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، موعدا حاسما سينتهي الى تكليف من يخلف رئيس «المستقبل» سعد الحريري. فكل المعطيات تؤكد الا امكانية لتحقيق اي تفاهم سياسي كبير قبل الموعد المحدد على اسم شخصية تتولى ادارة الانهيار والانتخابات النيابية المقبلة كما عدم استعداد اي طرف وبخاصة حزب الله و»الثنائي» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل السير بشخصية صدامية لا تحظى بغطاء سني واسع لعدم تكرار تجربة رئيس حكومة تصريف الاعمال الحالي حسان دياب التي لم تكن تجربة مشجعة على الاطلاق سرّعت الانهيار وفاقمت الازمات.

الاستشارات للتأجيل؟

 

وبحسب معلومات «الديار» فقد حدد الرئيس عون موعدا للاستشارات رغم علمه بأنها قد لا تفضي الى نتيجة بمحاولة لاستيعاب اي حملة جديدة عليه تتهمه بمخالفة الدستور ومصادرة صلاحيات الحكومة ورئيسها. وتشير مصادر مواكبة للحركة السياسية الى انه «من المرجح ان يتم تأجيل هذه الاستشارات كما حصل في مرات سابقة بانتظار تبلور تفاهم وطني – اقليمي – دولي على اسم شخصية تدير الانهيار، وان كان تفاهم مماثل يبدو صعب المنال لا بل مستحيلا في المرحلة الراهنة ووفق المعطيات والظروف الحالية «معتبرة ان «ما يحكى عن حظوظ مرتفعة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لا يجعله يدخل السراي غدا باعتبار انه اذا كان بري متحمسا له فحزب الله لا يحبّذه كثيرا تماما كما الحريري، الا اذا حصل توافق دولي كبير على اسمه».

 

وتضيف المصادر لـ «الديار»:»للاسف نحن على موعد مع مزيد من الانهيارات وتحلل مؤسسات الدولة وانفجار ازمات جديدة، ولا يبدو ان تشكيل حكومة سيكون متاحا الا اذا حصل اشكال امني كبير او فوضى عارمة تضع الجميع في الداخل والخارج تحت ضغط هائل يدفع كل القوى للسير  بتسوية معينة».

 

وتقول مصادر مطلعة على جو حزب الله لـ «الديار» ان «الحزب أطفأ محركاته السياسية بعد جهود شتى بذلها في مرحلة تكليف الحريري لتسهيل مهمته وازالة العراقيل من امامه»، لافتة الى انه «في المرحلة الراهنة يراقب ويدقق بالمعطيات وعينه على الامن باعتبار ان ابرز ما يخشاه ان يؤدي الفراغ السياسي الحالي الى فوضى امنية يعد العدة لمواجهتها».

 

وبمحاولة للتصدي لتمادي الفراغ السياسي وفي ظل تعنت حسان دياب الرافض تصريف الاعمال باطار ضيق جدا، قرر عون تكثيف عمل واجتماعات المجلس الاعلى للدفاع. وتؤكد مصادر قريبة منه لـ «الديار» انه يقوم بذلك مضطرا ولملء الفراغ الذي يصر عليه دياب، متسائلة: «من يهتم بتسيير شؤون الناس وهل يجوز ان يتركوا لمصيرهم؟»

 

وأعلن المجلس الأعلى للدفاع ، بعد انتهاء جلسته أمس أن «المجتمعين درسوا الأوضاع الأمنية لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى المبارك وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للمحافظة على الأمن والاستقرار» كما درس المجلس عددا من المواضيع المدرجة على جدول اعماله «واتخذت في شأنها القرارات المناسبة التي ابقيت سرية وفقاً للقانون».

 

وترأس عون بحضور دياب ووزير الصحة ونقيب الصيادلة وممثلين عن شركات الأدوية العالمية في لبنان ومستوردي الأدوية وشركات تصنيع الأدوية اجتماعا للبحث في حل أزمة الدواء بعد القرار برفع الدعم عن ٧٥%  من الأدوية واعلان نقيب الصيادلة غسان الأمين ان هناك 60 إلى 70 بالمئة من الأدوية غير متوفرة في الصيدليات.

 

وشدد عون على أنه «من غير المسموح الإساءة الى الأمن الصحي الذي يوازي بأهميته الأمان في كل المجالات». ودعا حسان دياب لضرورة «التركيز على درس تسعيرة الدواء والاستيراد المتوازي».

 

ولفت المجتمعون إلى «ضرورة التزام مصرف لبنان بجدولة المستحقات لصالح الشركات المستوردة وضمناً المواد الأولية للصناعة المحلية المتراكمة منذ بداية 2021»، مؤكدين أن «السياسة الدوائية ومستقبلها مرتبطان ارتباطا وثيقًا بالتزام المصرف المركزي الدعم بقيمة 50 مليون دولار شهرياً».

 

وشددوا على أن «الاستيراد الطارئ والمتوازي ضمن معايير الجودة والأنظمة المرعية الاجراء من خلال اللجان الفنية المعتمدة، لكن بوتيرة سريعة هو وسيلة من وسائل الحل»، لافتين إلى «المحافظة على العلاقة المبنية على تاريخ الثقة مع شركات الادوية العالمية».ورأوا ان «الصناعة الدوائية المحلية وتفعيلها ضرورة ملحة في أبعادها الوطنية والاقتصادية ضمن سياق اعتماد نهج الاقتصاد المنتج»، مؤكدين «السعي الى ايجاد صندوق دعم المريض من جهات دولية، والعمل على صرف الأدوية المدعومة من خلال البطاقة الدوائية الممكنة، والمشروع مموّل من الشركات العالمية».

الأضحى على العتمة!

 

وبالتوازي مع استفحال ازمة الدواء عادت ازمة المحروقات لتشتد. اذ تشير كل المعطيات ان اللبنانيين سيمضون عطلة عيد الاضحى على العتمة ومن دون بنزين. وقال ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أمس  انّ «لا مخزون كاف لدى محطات المحروقات لذلك تتفاقم الأزمة في نهاية الأسبوع». وأشار الى ان «المحطات ستتسلم اليوم كميات إضافية وسيتمّ ملء خزاناتها». وأوضح أن «هناك تأخيرا ومماطلة من قبل الدولة ومن مصرف لبنان في فتح اعتمادات». وأوضح أبو شقرا انّ «مادة المازوت متوّفرة ولكن بالقطارة»، وأشار إلى انّ هناك مشكلة كبيرة إذ انها لا تكفي حاجة السوق.

 

وقال عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس «عدنا إلى قصّة ابريق الزيت في ما خصّ أزمة المحروقات من جهة التأخير في فتح الاعتمادات لذلك نطلب من مصرف لبنان التسريع في فتحها لكي تتمكّن البواخر من إفراغ حمولتها»، وتحدث عن «زيادة الحاجة إلى المازوت من قبل كافة المؤسسات والمنازل في ظلّ انقطاع الكهرباء ساهمت في تفاقم الأزمة وشحّ المادة».

 

من جهته، أكّد رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة أن أزمة المازوت لم تحلّ لافتاً إلى أنه «تمّ توزيع 6 مليون ونصف المليون ليتر من المازوت من المصافي يومي الجمعة والسبت الماضيين، على أن توزّع 4 مليون ليتر إضافية اليوم للشركات والتجّار. إلا أن السوق خالية من البضائع، وخزّانات المولّدات لا تزال فارغة». وأشار إلى أن «الكمية المجملة المسلّمة توازي تقريباً 10 ملايين ليتر، في حين أن حاجة السوق خلال 24 ساعة، وفي ظلّ التقنين الراهن، تتراوح ما بين الـ 10 والـ 15 مليوناً، ما يعني أن الكميات الموزّعة تكفي لتأمين حاجة يوم، هذا إن وصلت إلى أصحاب المولّدات».

 

في الموازاة، أعلن وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله انه «تم التوافق خلال الاجتماع الذي رأسه رئيس الجمهورية صباحا في قصر بعبدا، على السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة وفقا للقرار 66/ 2004». وكان الرئيس عون رأس اجتماعا حضره حب الله، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر، نائب رئيس «جمعية الصناعيين» جورج نصراوي ، خصص للبحث في حاجات المصانع الى المحروقات بعدما تعذر تأمين المواد الضرورية لتشغيلها.

وفد أميركي في بيروت

 

وبرز أمس اعلان السفارة الأميركية في لبنان ، أن وفداً من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ، يزور بيروت في الفترة ما بين 19 و21 تموز الحالي. وأشارت في بيان، إلى أن الوفد «سيجتمع مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي و مكافحة الإرهاب».

 

وقالت مصادر سياسية لبنانية لـ «الديار» ان «الوفد يأتي لاستكشاف قدرة لبنان على التحمل والصمود وما اذا كان الحصار المتواصل عليه يهدد الكيان ككل وبالتالي وجب التخفيف من الضغوط او الابقاء على وتيرتها الحالية».

 

وتأتي زيارة الوفد الاميركي بعد زيارات قام بها عدد من المسؤولين الفرنسيين الاسبوع الفائت وهم وزير التجارة فرانك رييستير، مستشار الرئيس باتريك دوريل والسفير  بيار دوكان. وبحسب المعلومات فقد رفع المسؤولون الثلاثة تقارير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبناء عليها قبل المؤتمر الدولي المقرر عقده في 4 اب في باريس، تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لانفجار مرفأ بيروت. وفيما رجحت بعض المعلومات ان يعلن رسميا عن عقوبات اوروبية على عدد من المسؤولين الاوروبيين بالتزامن مع الذكرى الاولى لانفجار المرفأ، استبعدت مصادر مطلعة عبر «الديار» اصدار عقوبات مماثلة واضعة ما يصدر عن المسؤولين الاوروبيين باطار «التهويل، باعتبار انه ولو كانوا حقيقة سيصدرون عقوبات مماثلة لفعلوا ذلك منذ مدة».

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

حركة أميركية في بيروت.. والاستشارات الاثنين

 

من الحركة الفرنسية الضاغطة في بيروت الى التحرك الاميركي اللافت على ساحتها، تحوّل المشهد امس. فغداة مغادرة الموفدين الفرنسيين من وزراء وسفراء ومستشارين رئاسيين نهاية الاسبوع ، حط على ارضه فجأة وفد اميركي من وزارة الخزانة في مهمة اعلنت السفارة انها تتصل بمناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب، الامر الذي يطرح اكثر من علامة استفهام حول طبيعة وابعاد وتوقيت الزيارة التي تزامن الاعلان عنها مع استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري السفيرة الاميركية دوروثي شيا.

 

القراءات متنوعة والتحليلات المتصلة بالحضور الاميركي المفاجئ الى بيروت، في ظل ارتفاع منسوب الحديث عن قرب صدور دفعة من العقوبات الاوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة في لبنان لا تنتهي. وفي انتظار اتضاح خلفياتها يسيطر الجمود التام على ضفة التكليف والتأليف. هذا الوضع يبدو سيمتد الى ما بعد عطلة عيد الاضحى وسط عجز ثنائي العهد – حزب الله عن ايجاد بديل من الرئيس سعد الحريري. في المقابل، يبدو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرر تفعيل نشاط المجلس الاعلى للدفاع علّه ينوب عن الحكومة المفقودة، في ظل انهيار تام يصيب القطاعات كلّها والاوضاع المعيشية وغياب اي حلول لازمات الكهرباء والدواء والمحروقات…

 

الاعلى للدفاع

 

بدعوة من رئيس الجمهورية انعقد المجلس الاعلى للدفاع امس وافيد ان المجتمعين درسوا الأوضاع الأمنيةلا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار كما درس المجلس عددامن المواضيع المدرجةعلى جدول أعماله واتُّخذت في شأنها القرارات المناسبة.

 

الاستشارات الاثنين

 

وفي اعقاب انتهاء اجتماع الاعلى للدفاع ، اعلنت رئاسة الجمهورية عن تحديد الاثنين ٢٦ تموز الجاري موعداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة. وأفيد ان اتصالا تم بين الرئيسين عون ونبيه بري تم في خلاله الاتفاق على موعد الاستشارات.

 

وفد اميركي

 

وفي مقابل العقم السياسي المحلي، اهتمام دولي لافت بالقضية اللبنانية. في السياق، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان، امس أن «وفدا من مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية سيزور بيروت في الفترة ما بين 19 و21  تموز الجاري». وسيجتمع مع محاورين من القطاع المالي وجماعات المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرهاب. وكان رئيس محلس النواب نبيه بري استقبل امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا.

 

الشعب يقرر

 

في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة امس ردا على سؤال حول اعتذار الرئيس عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وإجراءات إيران الرامية لاستقرار لبنان، ان «الشعب اللبناني هو من يقرر مصير بلاده»، مضيفا: «لم نتراجع في أي وقت من الأوقات عن تقديم الدعم للأطراف اللبنانية سواء الحكومة أو الفئات أو الأحزاب».

 

وأضاف أنه «في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب اللبناني من ضغوط اقتصادية أعلنا استعدادنا لتقديم أي مساعدة ممكنة ولن نبخل بها». وختم خطيب زادة بالقول «إن المهم هو وصول المفاوضات السياسية إلى نتيجة وأن يتم تشكيل الحكومة على وجه السرعة».

 

لولا التعنت

 

في المواقف المحلية، قال الحريري في تغريدة عبر «تويتر»:يهلُّ علينا عيد الاضحى المبارك، ولبنان الحبيب مع شعبه الطيب تعصف به هذه الازمات، والتي كان بوسعنا أن نضع حداً لهذا الانهيار المريع، لولا تعنت البعض وانانيته، إنني اتقدم من اللبنانين عامة، ومن المسلمين خاصة، بأحر التهاني، سائلاً المولى الكريم الفرج العاجل، وكل عام وأنتم جميعاً بخير.

 

أمل

 

في الموازاة، دعا المكتب السياسي لحركة امل في بيان للاسراع في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، التي يتوقع اللبنانيون ان تنتج تسمية رئيس يكلف بتشكيل حكومة قادرة على الانقاذ بعيداً عن التسويف والمماطلة وكل الحسابات والمصالح الخاصة.

 

الدواء

 

معيشيا، رأس رئيس الجمهورية اجتماعاً في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الصحة، يضم نقيب الصيادلة وممثلين عن شركات الأدوية العالمية في لبنان ومستوردي الأدوية وشركات تصنيع الأدوية للبحث في حل أزمة الدواء بعد القراربرفع الدعم عن 75 %   من الأدوية.

 

الصناعة

 

في الموازاة، أعلن وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله انه «تم التوافق خلال الاجتماع الذي رأسه رئيس الجمهورية صباحا في قصر بعبدا، على السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة وفقا للقرار 66/ 2004». وكان الرئيس عون رأس اجتماعا حضره حب الله، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر، نائب رئيس «جمعية الصناعيين» جورج نصراوي ، خصص للبحث في حاجات المصانع الى المحروقات بعدما تعذر تأمين المواد الضرورية لتشغيلها.

 

ابريق الزيت

 

في المقابل، عادت ازمة المحروقات لتشتد. فقد اكّد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا انّ «لا مخزون كاف لدى محطات المحروقات لذلك تتفاقم الأزمة في نهاية الأسبوع». وكشف ان «المحطات ستتسلم اليوم كميات إضافية وسيتمّ ملء خزاناتها». وأوضح أن «هناك تأخيرا ومماطلة من قبل الدولة ومن مصرف لبنان في فتح اعتمادات». من جهة اخرى، قال انّ «مادة المازوت متوّفرة ولكن بالقطارة»، وأشار إلى انّ هناك مشكلة كبيرة إذ انها لا تكفي حاجة السوق.

 

عتمة في العيد

 

ورغم الإعلان عن تسليم كميات من المازوت للمولّدات بما يسمح بتشغيلها خلال عيد الأضحى،فإن الامور لا تبدو كذلك، اذ  أكّد رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة  أن «الأزمة لم تحلّ»، لافتاً إلى أن  تمّ توزيع 6 ملايين ونصف المليون ليتر من المازوت من المصافي يومي الجمعة والسبت الماضيين، على أن توزّع 4 ملايين ليتر إضافية اليوم للشركات والتجّار. إلا أن السوق خالية من البضائع، وخزّانات المولّدات لاتزال فارغة.

 

***********************************************************************

 

 افتتاحية صحيفة الأنباء:

 

غصّة الأزمات أقوى من العيد... والاتصالات تسابق استشارات الاثنين

 

 مع دخول البلد في عطلة عيد الأضحى المبارك التي تستمر حتى صباح الجمعة، لم يسجل أي تطور في الملف الحكومي يمكنه أن يحرّك المياه الراكدة ويبعث على الأمل بقرب الفرج، رغم دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للاستشارات الملزمة يوم الاثنين المقبل، إلا ان اتصالات الكواليس لم تصدر بعد أي إشارات حول هوية الرئيس المكلف المقبل وشكل الحكومة العتيدة بانتظار تصاعد الدخان الأبيض قبل موعد الاستشارات كي لا تكون عرضة للتأجيل.

في هذا الوقت، كانت تجري عملية تعبئة الوقت الضائع بلقاءات جانبية مع عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال ومناقشة أمور حياتية وخدماتية تتعلق بمعيشة اللبنانيين الذين نغّص عليهم الارتفاع الجنوني للدولار بهجة هذا العيد، وأدى إلى التفلت في أسعار المواد الغذائية واللحوم وتلك المخصصة لصناعة الحلوى في مثل هذه المناسبة، ولكن من دون أن يرشح عن هذه الاجتماعات واللقاءات ما يبعث على الارتياح، فلا أزمة المحروقات قد حُلت كما وُعِد بها الشعب اللبناني قبل أسبوع، لا بل عاد مشهد طوابير الذل أمام محطات الوقود الى ما كان عليه قبل أيام، كما عاد الحديث عن انقطاع مادة المازوت ليتعطل معها عمل المولدات الكهربائية حتى "يتم النقل بالزعرور" ويعيش اللبنانيون في العتمة التي لم يعرفونها حتى في عز الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي.

في الشأن الحكومي، تنقسم آراء القوى السياسية، فتيار المستقبل مثلا يرى نفسه خارج السباق بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يشددان على التسوية وعلى حكومة إختصاصيين تتمثل بها كل القوى السياسية بما فيها تيار المستقبل.

مصادر سياسية كشفت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية ان "الرئيس بري أبلغ حزب الله رفضه العودة لتجربة حسان دياب، وأن جنبلاط يشاطره هذا الرأي"، معتبرة أن "الحزب بات محرجاً بين حليفيه بري وعون"، إذ يميل الأخير بحسب المصادر الى حكومة على شاكلة حكومة دياب، ومن بين الأسماء المقترحة فيصل كرامي وجواد عدرا وفؤاد مخزومي، في حين ان هناك مساع تبذل مع حزب الله لإقناعه القبول بتكليف السفير نواف سلام نظرا لعلاقاته الدولية، لكن لغاية الآن لم يعلن الحزب رأيه بالموضوع سلبًا أم إيجاباً.

بدوره، أسف عضو كتلة المستقبل النائب وليد المرعبي "للحال الذي وصل اليه اللبنانيون الذين كانوا ينتظرون تشكيل الحكومة بفارغ الصبر علها تخفف عنهم عبء الحياة ومرارتها، لكن أوجاع الناس لم تجد آذاناً صاغية لدى من يمارسون الجلوس على كرسي الحكم وفوق هموم الناس".

ولفت المرعبي عبر جريدة "الانباء" الالكترونية إلى أن "الحريري كان هدفه من قبول التكليف إنقاذ لبنان الذي وصل الى وضع صعب باتت معه الدولة تتحلل والمؤسسات تنهار الواحدة تلو الاخرى والناس لا تجد أبسط مقومات الحياة فيما الطرف الآخر المعني غير معني الا بمصالح ومكاسب شخصية ويلعب لعبة الوقت على حساب الشعب".
 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram