افتتاحية صحيفة الأخبار:
وعود كلامية دون عقد أي اجتماع حكومة لمناقشة ملف الإعمار: هل يستيقظ نواف سلام؟
قد لا نرى حكومة متخاذله تجاه قضايا شعبها، أكثر من حكومة نواف سلام. وملف إعادة الإعمار هو النموذج الأكثر إمعاناً في التخاذل. ثمة من يقول إنّ امتناع سلام عن التعامل مع هذه القضية، يعكس قراراً سياسياً.
بينما يقف آخرون على الضفّة نفسها ساكتين عن الحق، إلى جانب شامتين بوجع الناس. باستثناء تأليف لجنة وزارية لم تُدعَ إلى جلسة واحدة بعد، فإنّ ملف الإعمار لم يكن حاضراً في جلسات مجلس الوزراء بصورة شبه مطلقة.
حتى أنّ إقرار قانون يتعلّق بإعفاءات للمتضرّرين، يُحسب لحكومة نجيب ميقاتي التي أقرّته أولاً ثم سحبته الحكومة الحالية من المجلس النيابي لإجراء تعديل موضعي عليه.
في آذار الماضي، أقرّت الحكومة إنشاء لجنة وزارية لإعادة الإعمار برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام. وبعد بضعة أشهر أضيف إليها وزيران لتصبح مؤلّفة من الوزراء ياسين جابر، تمارا الزين، جو الصدي، عامر البساط وشارل الحاج. وحتى اللحظة، لم يصدر ما يوحي بأنّ هذه اللجنة اجتمعت أو ناقشت بجدّية أي مسالة متّصلة بإعادة الإعمار.
بل على العكس، بدأت مؤشرات تخاذل حكومية تجاه الملف تظهر في تقاطع مع مواقف سياسية موجّهة ضد حزب الله، وداعية إلى تنفيذ ما يطلبه العدو.
حزب الله كان متدرّجاً في أسقف موقفه من الحكومة، لذا وجّه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أكثر من دعوة للحكومة، لإطلاق ورشة إعادة الإعمار من التخطيط والتشريع على الأقلّ.
يومها كانت الذريعة أنّ الإعمار يتطلّب أموالاً لا يتوافر منها أي قرش في لبنان، وأنه لا يوجد مانحون «مقبولون دولياً» على استعداد لدفع أي قرش. ظلّ الأمر كذلك، إلى أن عقدت القمة العربية في بغداد في منتصف نيسان الماضي، وأطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مبادرة تتعهّد بتخصيص 25 مليون دولار من العراق لصندوق إعادة إعمار لبنان.
كان لافتاً حجم البرودة التي صدرت عن الجانب الرسمي اللبناني تجاه المبادرة العراقية. ليصبح الأمر مفهوماً عندما يتبيّن أنّ الحكومة لم تخصّص جلسة واحدة لإعادة الإعمار. فلم تناقش أي خطّة تجاه كل هذا الدمار. «من أين نبدأ؟
وما هي الأولويات؟ وما طبيعة المشاكل المتوقّعة ربطاً بتجربة 2006؟»، ثم «كيف نصنّف الدمار؟ وما هي أدوار المؤسسات الرسمية مثل التنظيم المدني، وزارة الأشغال، الهيئة العليا، مجلس الجنوب، صندوق المهجرين...؟»، لنصل إلى أسئلة من نوع «أين ذهب أصحاب المنازل المهدومة؟ كيف يعيشون؟»... ثمة الكثير ممّا يجب التفكير به ونقاشه في ظلّ دمار ممتدّ في المناطق بين الجنوب بكل تفريعاته الوسطى والغربية والشرقية، وفي البقاع، والضاحية أيضاً. رغم ذلك لم تجد الحكومة ما يدفع نحو هذا النقاش، ولا حتى من باب الإحصاء. برود مقيت بذريعة غياب التمويل.
في المقابل، حاول حزب الله كسر هذا الجمود عبر زيارات إلى الرؤساء الثلاثة جوزاف عون، نبيه بري، ونواف سلام. حمل الحزب معه صيغة تقوم على أنه في غياب التمويل يمكن تجزئة الملف في إطار الأولويات. فإذا كانت إعادة إعمار المنازل دونها عقبات تمويلية وربما سياسية وعسكرية (ربطاً بما يقوم به العدو)، فهناك ملفات صغيرة لها وزن في العملية وغير مكلفة، ومن أبرزها ملف الترميم الإنشائي.
تبيّن للحزب، بعدما أجرت وحداته المدنية إحصاءً وكشفاً على الأضرار، أنه يمكن بكلفة بسيطة نسبياً، إعادة 7 آلاف أسرة إلى الضاحية الجنوبية بكلفة 37.5 مليون دولار.
ويصل عدد الذين يمكن إعادتهم إلى منازلهم، إذا أضفنا المناطق الأخرى التي طالها الضرر الإنشائي، إلى 20 الف أسرة، بكلفة تقديرية لا تتجاوز 80 مليون دولار.
سلام، كان يتمترس خلف كلام مستغرب أن يصدر عن رئيس الحكومة: «الدولة ما معها مصاري. ما حدا بدو يدفع من برّا». لكنّ الانطباع في اللقاءات أنه كان إيجابياً، بمعنى أن يَعد بالقيام بأمر ما.
حتى أنه بعد الضربة الكبيرة التي طالت الضاحية في عيد الأضحى، أوعز سلام إلى الهيئة العليا للإغاثة للتحرّك والإحصاء بالتعاون مع شركة «آرش» وتبيّن أنّ كلفة إيواء 185 عائلة مع ترميم المباني ستبلغ 5.5 مليون دولار. رغم ذلك لم تدفع الدولة أي قرش حتى في هذا الملف!
في هذا الوقت، كان وزير المال ياسين جابر يقدّم الوعود نفسها. أبدى تجاوباً لفظياً في أكثر من مناسبة، لكنه لم يستطع أن يناقش رئيس الحكومة في تحويل مليوني دولار للهيئة العليا للإغاثة لتغطية إيواء الذين تشرّدوا بعد الضربة الأخيرة على الضاحية.
حتى الآن، سدّد حزب الله أكثر من مليار دولار لنحو 400 ألف أسرة لتغطية الإيواء والترميم إلى جانب بعض أعمال التدعيم الإنشائي، فيما سجّل سلام في أكثر من عشرة لقاءات مع ممثّلين عن حزب الله وعوداً وتجاوباً لم يترجَم أي منها إلى أفعال. قيل لرئيس الحكومة إنّ الحزب حريص على إعادة المهجّرين إلى منازلهم حتى لا يحصل أي تغيير ديموغرافي، لكنه قال لهم «أهلاً بهم في بيروت».
وقيل له إنّ الحكومة دفعت نحو ألفي مليار ليرة للقضاة، ونقلت اعتمادات للطاقة الشمسية أكبر من كلفة تغطية الإيواء عبر الهيئة العليا للإغاثة، وقيل له عن إصدار آلية التعويضات التي يعرضها مجلس الجنوب... قيل له الكثير عن أهمية تلك الملفات الصغيرة، لكنّ الحكومة لم تُظهر إلا تخاذلاً... فهل آن أوان أن يستيقظ نواف سلام وحكومته؟
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الحرب لم تتوقف في جبل العرب وتهجير متبادل وفرز ديمغرافي وانتقام دموي
ردود الأفعال الدولية والبيان العربي التركي على العدوان كلام لا يردع الاحتلال
جورج عبدالله ينتصر بموجات الطوفان ويبصر الحرية قريباً… والجمعة في بيروت
لم تتوقف حرب الجبل الثانية، ولم يكن إعلان انسحاب قوات حكومة دمشق إلا مدخلاً لانطلاق حرب انتقام متبادل بين مكوّنات طائفيّة داعمة ومعارضة للحكومة، فأحرقت البيوت وقتلت النساء والشيوخ واستبيحت الكرامات والمستشفيات، وبرز الفرز الديموغرافي على السطح كتحوّل خطير في مسار الأحداث، حيث لا أمن ولا أمان للدروز في القرى التي تتشكل غالبيتها من عشائر البدو، مقابل تهجير العشائر البدويّة من مناطق الغالبية الدرزية، بما يُعيد إلى الذاكرة مشاهد حرب الجبل الأولى في لبنان.
بالتوازي مع الميدان المشتعل بقيت تداعيات العدوان الإسرائيلي على دمشق تشكل الحدث الأهم والأشد خطورة في المنطقة، فيما شكل انكفاء الدولة السورية إلى خلف الخطوط الحمراء التي حدّدها الاحتلال مدخلاً لتبلور المنطقة الأمنية التي تحدّث عنها قادة الكيان، وجاءت ردود الأفعال الدولية بما فيها إدانة العدوان الإسرائيلي تحمل إشادة بما وصفته بالحكمة السورية، ما يعني تكريس المنطقة الأمنية تحت المظلة الإسرائيلية، وتاريخ كيان الاحتلال يقول إن ما يهمه هي الأفعال وليس البيانات والإدانات، وفي الأفعال كانت قيادات الكيان تراقب أمرين، ماذا قد يصدر عن دول التطبيع من قرارات بسحب سفراء حتى تتراجع "إسرائيل" من سورية إلى خط فك الاشتباك؟ وماذا سوف تقول الدول الخليجية الوازنة؟ وهل سوف توقف التسهيلات التي سبق وقدّمتها للكيان ووصفتها بإجراءات ما دون التطبيع مثل فتح الأجواء والمياه الإقليمية أمام الطائرات والسفن الإسرائيلية، وأشكال التنسيق الأمني والدبلوماسي غير المعلنة؟ أما المتابعة الأكثر تدقيقاً في تل أبيب فكانت ماذا سوف تفعل أنقرة، التي سبق وأعلنت أنها راعية أمنية وعسكرية للنظام الجديد في دمشق، وسط تطلعات لبناء جيش وتوفير حماية وبناء قواعد عسكرية، وقد جاءت كل ردود الأفعال بالنسبة لتل أبيب برداً وسلاماً، بما فيها ما شهدته مداولات مجلس الأمن الدولي مساء أمس، الذي تحول الى منتدى إعلامي أكثر مما هو مجلس للأمن الدولي.
لبنانياً، وسط استمرار الغارات والاعتداءات الإسرائيلية، وتداعيات قرار مصرف لبنان باستهداف مؤسسة القرض الحسن، جاء الخبر الطيب من باريس، حيث فاز محامو المناضل جورج عبدالله بقرار الإفراج عنه دون أن يستخدم النائب العام كما كان يفعل كل مرة، صلاحياته لتمديد الاعتقال التعسفيّ، وجورج الذي يفترض أن يصل إلى بيروت يوم الجمعة المقبل، بعد أن يخرج إلى الحرية لم يجد في القانون الدولي نصيراً لحقه، ولا في العلاقات الدبلوماسية المميزة بين لبنان وفرنسا فرصة لإنصافه، فكانت موجات طوفان الأقصى التي استنهضت أحرار العالم ومنهم أحرار أوروبا وفرنسا لنصرة فلسطين، هي جسر عبور إلى الحرية بما تسبّبت به من إحراج للحكم في فرنسا بسبب علاقاته مع كيان الاحتلال وتضامنه مع جرائمه ووحشيته، ومنها تحويله السجون الفرنسية إلى سجون احتياط لحساب جيش الاحتلال، وهذا هو إطار احتجاز جورج عبدالله.
فيما نشطت الاتصالات على الخطوط السياسية لاحتواء أي تداعيات للأحداث الدامية في سورية على الداخل اللبنانيّ، تسود حالة من الترقب والانتظار فحوى الردّ اللبنانيّ على الورقة الأميركية وما سيحمله المبعوث الأميركي توماس برّاك من جديد خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان.
وأكدت مصادر مواكبة للمباحثات الأميركية اللبنانية لـ"البناء" أن برّاك خلال زيارته الأخيرة لم يعطِ المسؤولين اللبنانيين أي ضمانة للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ولا وقف الخروقات والإعتداءات اليومية، وألمح إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في عملياته العسكرية ضد مراكز وقيادات حزب الله في كافة المناطق اللبنانية حتى نزع هذا السلاح. وربط براك الضمانات للبنان بما سيقدمه لبنان من خطوات على صعيد تنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة لا سيما حصرية السلاح ووضع خطة كاملة مع مهلة زمنية ومراحل وآليات تطبيقية ولو لم يبدأ تطبيقها على أرض الواقع في وقت قريب، بل المهم أن توضع الخطة ومراحلها وتحدّد آلياتها وتقرّ في مجلس الوزراء، ويصار الى البحث في تطبيقها ويمكن أن تمنح الحكومة والجيش اللبناني وقتاً ليس بقصير لإنجاز المهمة وتطبيق الخطة. ولفتت المصادر الى أن المسؤولين اللبنانيين يعوّلون على أن يحمل براك في زيارته المقبلة موافقة إسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان وبالحد الأدنى من النقاط الخمس ليقوم لبنان بخطوات مقابلة. وتضيف المصادر أن الرؤساء الثلاثة باتوا على قناعة بأن الأميركيّين لا يريدون الحل والمفاوضات القائمة مجرد تقطيع وقت حتى نضوج قرار إسرائيلي ما بتغطية أميركية بخصوص لبنان ربما عمل عسكري توسعي إسرائيلي في جنوب لبنان أو في البقاع.
ونقلت مصادر نيابية عن رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"البناء" إشارته الى أن لبنان "أبدى كل التعاون والانفتاح على مسارات الحل بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي لكن على قاعدة حماية الحقوق والسيادة اللبنانية وتطبيق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، وأن لبنان طبّق كل ما عليه من موجبات والتزامات وفق القرارات الدولية وإعلان 27 تشرين الثاني العام الماضي لا سيما في جنوب الليطاني، وحزب الله التزم بشكل كامل وتعاون مع الدولة والجيش اللبناني بشهادة لجنة الإشراف الأميركية - الفرنسية والأمم المتحدة وقائد الجيش لكن "إسرائيل" لم تلتزم بموجباتها أبداً، وبالتالي لبنان لن يقدم على أي خطوة قبل أن تنسحب "إسرائيل" من كامل الجنوب الى الحدود الدولية ووقف الاعتداءات والسماح للمواطنين العودة الى قراهم ومدنهم الجنوبية". ويشدّد الرئيس بري وفق المصادر على أن القرار 1701 هو المرجع الأساس للوضع الحدودي بين لبنان و"إسرائيل" أما إعلان 27 تشرين فهو آليات تنفيذية لتطبيق القرار 1701، وبالتالي لا يمكن تجويف القرارات الدولية وفرض أوراق جديدة على لبنان تصب في مصلحة "إسرائيل" وتدفن المصالح والحقوق اللبنانية.
غير أن أوساطاً دبلوماسية تشير لـ"البناء" الى أن لبنان يواجه تحديات خطيرة تبدأ بالأطماع الإسرائيلية في لبنان ولا تنتهي بالبركان السوري الذي بدأ يقذف حمم ناره في كل الاتجاهات، وقد تصيب لبنان لا سيما أن الأميركيين باتوا يتعاملون مع لبنان على أنه ليس من أولوياتهم إلا بما يتعلق بأمن "إسرائيل"، وفق ما قال المبعوث الأميركي توم براك، ولذلك لا يبدو أن تحقيق الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية سيكون قريباً، و"إسرائيل" لن تنسحب من جنوب لبنان بل ستشهد المزيد من التوتر والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب وفي مختلف المناطق اللبنانية.
وتربط الأوساط بين مصير الوضع اللبنانيّ والأحداث والتطورات في المنطقة في ضوء المشاريع الأميركية الإسرائيلية في المنطقة من البوابة السورية، وتوقعت الأوساط أن يشهد لبنان ضغوطاً خارجيّة كبيرة وسلسلة أحداث في مطلع الخريف المقبل تماهياً مع رسم صورة المنطقة الجديدة انطلاقاً من سورية.
وفي سياق ذلك، أبلغت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، مجلس الأمن، خلال جلسة الإحاطة اليوم بشأن تنفيذ القرار 1701، ان "الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق تغيير ملموس في لبنان لن تبقى متاحة إلى الأبد".
وتحدثت إلى جانب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ محمد خالد خياري، وأشادت بـ "الخطوات التي اتّخذتها السلطات اللّبنانيّة خلال الأشهر الماضية، وبالتقدّم الكبير الذي أحرزته القوّات المسلّحة اللّبنانية".
وأضافت: "إن مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة متعدّدة الأوجه، ومعالجتها تتطلّب رؤية بعيدة المدى وإطاراً خاصّاً".
وحول وقف الأعمال العدائيّة، أشارت إلى أن "الوضع لا يزال هشّاً للغاية، في ظلّ استمرار الوجود الإسرائيليّ في خمسة مواقع ومنطقتين عازلتين، فضلاً عن الغارات الجويّة المتكرّرة على الأراضي اللّبنانية". وأكّدت أنّ "هذا الوضع القائم الجديد لا يمكن، ولا ينبغي، قبوله باعتباره طبيعياًّ"، مشيرة إلى أن "هذا الوضع لن يقود إلى الاستقرار والأمان والأمن الذي تدّعي الأطراف أنّها تسعى إليه".
وسلّطت الضوء على الضغوط الهائلة والمتزايدة التي تواجهها السلطات اللّبنانية، مشيرةً إلى أنّ "لبنان يحتاج دعماً دولياً واسعاً ومستداماً في لحظة يواجه فيها خطر التهميش وسط التحوّلات الإقليمية المتسارعة، وهذه حقيقة صارخة لا بدّ من الإقرار بها".
واستقبل الرئيس بري في عين التينة سفراء دول الاتحاد الأوروبي بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء عدم التزام "إسرائيل" بالقرار الأممي 1701 وقرار وقف إطلاق النار وانتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الاوروبي. سفراء دول الاتحاد لاسيما سفراء الدول المشاركة في عِداد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، أكدوا على دعمهم للبنان ولمهمة قوات اليونيفل كذلك استمرارهم بدعمه في عملية إعادة الإعمار والبرامج المتعلقة بها.
بدوره شكر الرئيس بري للاتحاد الأوروبي مساهمته ودعمه للبنان وخاصة في المناطق التي تضرّرت بفعل العدوان الإسرائيلي، مرحّباً برغبة الاتحاد الأوروبي بمزيد من الانخراط في مؤازرة لبنان في مسيرة إنقاذه.
بدوره أشار الرئيس عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو يرافقه الممثل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية الجنرال Valentin Seiler إلى أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، لافتاً إلى التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفل)".
ميدانياً، شهد الجنوب اللبنانيّ تصعيداً إسرائيلياً عسكرياً، فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه، سيارة "رابيد" عند طلعة الجيش في منطقة تول - الكفور، وعلى الفور اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة، وهرعت إلى المكان فرق من الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من مختلف الجمعيات الصحية.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن "الغارة أدّت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح". كما أعلنت أن غارة إسرائيلية بمسيرة استهدفت شاحنة في بلدة الناقورة، أدّت إلى سقوط شهيد. وسقطت مسيّرة إسرائيلية قبالة بلدية الناقورة، بعد إلقائها قنبلة على المكان الذي سقطت فيه. وحلق الطيران المسيّر الإسرائيلي الذي لم يفارق سماء الضاحية الجنوبية أمس، بشكل مركز فوق بلدات: حومين التحتا والفوقا، دير الزهراني، رومين، صربا، عين قانا، عنقون، عرب الجل والناقورة. كما نفّذ جيش الاحتلال تفجيرًا لأحد المباني في الحي الشرقي لبلدة حولا - جنوب لبنان. كما استهدف مساء أمس، أطراف بلدة قبريخا من جهة وادي السلوقي بصاروخين. وأعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع الحصيلة الإجمالية لشهداء أمس إلى أربعة.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إيفي ديفرين عن استهداف سلاح الجو لأهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وقال: "هناك محاولات من الحزب للتعافي في مواقع عدة، ولن نسمح بذلك".
إلى ذلك، تجدّدت الحملة الإعلامية والسياسية على مؤسسة القرض الحسن بعد صدور التعميم الصادر عن مصرف لبنان بوقف التعامل مع القرض الحسن، وسط تحريض وزارة الداخليّة لمداهمة فروع القرض وفق ما عرضت قناة الحدث المعروفة الارتباط بـ"إسرائيل".
غير أن خبراء ماليين أوضحوا لـ"البناء" أن القرض الحسن ليس مؤسسة ولا مصرفاً بل جمعية لديها علم وخبر في وزارة الداخلية، وتهدف لتقديم خدمات ماليّة لتسهيل شؤون المواطنين الحياتية والاجتماعية والتجارية ولا تقوم بأي أعمال غير مشروعة. فيما وضعت مصادر في فريق المقاومة قرار المصرف المركزيّ في إطار سياسة الضغوط الأميركيّة القصوى على حزب الله ولبنان لفرض المشاريع الأميركية الإسرائيلية.
وشدّدت كتلة الوفاء للمقاومة، على أنّ "ورقة الاقتراحات الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توم برّاك، هي مشروع اتفاق جديد، في حين أنّ هناك اتفاقاً منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والذي التزم لبنان بتطبيقه كاملًا، ولم ينفّذ العدو "الإسرائيلي" أي بندٍ منه". وشددت في بيان بعد جلستها الدوريّة برئاسة النائب محمد رعد، على أنَّ "المطلوب أولًا هو إلزام العدو بتطبيق مندرجات ورقة الإجراءات التنفيذيّة للقرار 1701 قبل الانتقال للحديث أو البحث في أي إجراءٍ آخر".
وجدَّدَت الكتلة إدانتها الشديدة لـ"استمرار المسلسل العدوانيّ الصهيونيّ الذي يوغل عميقًا في انتهاك السيادة الوطنيّة وضرب الاستقرار في البلاد، وهي إذ تحمّل اللجنة الخُماسيّة والقوى الدولية الضامنة، المسؤوليّة الكاملة عن هذا التمادي العدواني، فإنها تحثّ الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين والسيادة الوطنيّة".
وتوقفت الكتلة عند "الأبعاد الخطيرة لما جرى ويجري في السويداء لجهة انفلات جرائم القتل الغرائزي والممارسات الإجراميّة الدمويّة ضدّ أهل السويداء ومنطقتها، وما سبقها من جرائم في الساحل السوريّ وريفي دمشق وحمص، ومناطق أخرى بما يصّب حكمًا في إثارة الفوضى وانعدام الأمن ويخدم مخططات العدو الصهيوني وأهدافه الماكرة التي شاهدنا فصلًا منها في العدوان الأخير على العاصمة دمشق، في سياق استهداف المصالح الاستراتيجية لسورية، الأمر الذي تدينه الكتلة بشدّة وتدعو الجهات المعنيّة محليًّا وإقليميًّا ودوليًا إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة في حماية وضمان وحفظ وحدة سورية وشعبها".
وتركزت الاتصالات واللقاءات السياسية أمس، على منع انتقال تداعيات الأحداث السورية الى مناطق ذات حساسية مذهبية معينة في لبنان. في السياق، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً بوليد جنبلاط، وشدّدا على "صيانة وحدة سورية وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تخلق توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد". وقد أثنى رئيس الحكومة على "الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي أي إشكالات داخلية تهدد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين".
بدوره، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى في حديث تلفزيوني: "نحن لا نقبل بأن تتفلت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين، مؤكدًا أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور. وشدّد أبي المنى على أننا نرفض التدخل الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها، مشيرًا إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء. ولفت أبي المنى إلى أن في سورية متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدّى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها.
الى ذلك، عيَّن مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت بعد ظهر أمس في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، رئيس وأعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب للاستخدام الطبي والصناعي، ورئيس وأعضاء الهيئة العامة للطيران المدني.
وكان الرئيس عون قد أطلع مجلس الوزراء في مستهل الجلسة على البيان الذي صدر عن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حول لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، والذي تضمن الدعم الذي يقدمه الاتحاد والدول الأعضاء. ثم وجّه تهنئة إلى الحكومة على الثقة التي حصلت عليها أمس، في جلسة مجلس النواب، معتبراً أن ما حققته من إنجازات خلال الأشهر الستة من عمرها، يتخطّى ما تم إنجازه في السنوات الماضية.
وسبق جلسة مجلس الوزراء، اجتماع بين الرئيس عون والرئيس سلام تناول جدول أعمال مجلس الوزراء ومواضيع أخرى.
على صعيد آخر، أشار حزب الله، في بيان، حول قرار الإفراج عن المناضل جورج عبد الله، إلى أنّ "الظلم الكبير الذي تعرّض له المقاوم الشريف جورج عبد الله وإبقاءه محتجزًا رغم انتهاء مدة محكوميته القانونية، سيبقى وصمة عار في سجل النظام القضائي والسياسي الفرنسي. ويكشف هذا الإجحاف الإنساني والقانوني أن معايير الديمقراطية وصون الحريات في فرنسا هو غبّ الطلب، ما أخرجها من كل منطق العدالة والصوابية السياسية إلى الانحياز الأعمى لأمزجة ورغبات ما تمليه مصالح واشنطن و"تل أبيب" وتفرضه على أصحاب القرار فيها".
على مقلب آخر، رفض القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه أمام القاضي طارق بيطار في الـ21 من الشهر الحالي.
وعلى مسافة أيام من ذكرى انفجار 4 آب، أكد رئيس الجمهورية أننا "لن ندّخر جهدًا في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون مأساة انفجار مرفأ بيروت درسًا يؤسس لمستقبل أفضل". موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله وفداً من أهالي شهداء المرفأ الذين تحدث باسمهم وليم نون شاكراً رئيس الجمهورية على استقباله، ومشدداً على أن لا انقسام بين أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
برّاك يعود الأسبوع المقبل.. ومراوحة لبنانية أميركية في الأولويات
توزعت الاهتمامات أمس بين تتبّع الأحداث الجارية في الجنوب السوري والمخاوف من انعكاسها على لبنان، وبين تحضير الردّ اللبناني الجديد على الردّ الأميركي على الورقة اللبنانية الأخير. في وقت علمت "الجمهورية" أنّ الموفد الرئاسي الأميركي توماس برّاك سيزور لبنان الاسبوع المقبل (في 22 او 23 الشهر الجاري)، وهو موجود الآن في نيويورك يجري مشاورات فيها تحضيراً لعودته إلى بيروت.
لم يُكشف بعد عن مضمون الردّ الأميركي على الورقة اللبنانية كلياً، لكن فحوى الورقتين لم يحدث فيهما أي تغيير جوهري، لأن الموضوع الأساس في البداية والنهاية هو السلاح، ولا جواب رسمياً لحزب الله حوله حتى الساعة، وإلى ان تقوم الساعة قبل ان ينفّذ العدو الإسرائيلي انسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة والتزامه بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701...
وقال مصدر سياسي رفيع لـ"الجمهورية"، إنّ النقاش توقف حول هذا الأمر، وكل ما يُحدّد من مواعيد لا أساس له من الصحة من جهة لبنان، أما من الجانب الأميركي فالواقع أصبح واضحاً في الورقة الأميركية والردّ على الردّ، وهو تحديد الجدول الزمني.
وكشف المصدر، انّ الإسرائيلي أبلغ إلى برّاك انّه يريد من "حزب الله" تسليم الصواريخ الباليستية والفرط صوتية قبل الحديث عن أي أمر آخر. لكن برّاك حاول وضع خطوات متلازمة للمساعدة في تقريب مسافات الحل، من دون ان يعني ذلك انّه غير متناغم إلى أقصى الحدود مع إسرائيل، خصوصاً انّه لا يتحدث حتى الآن عن ضمانات ولم يقدّم نفسه ضامناً...
وعلمت "الجمهورية"، انّ الورقة الأميركية الثانية مؤلفة من 11 صفحة تستند إلى وقف الأعمال العدائية وتعزيز حل دائم وشامل وتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني لجهة حصرية السلاح وجدول زمني لتسليم السلاح يبدأ من اول آب، السقف الزمني لإعلان الحكومة الخطة، وينتهي في آخر تشرين الثاني تاريخ التفكيك الكلي، وعندها تبدأ مرحلة إعادة الإعمار. ولم يستبعد المصدر قيام العدو بضربات مباغتة للبنان وإفشال المفاوضات، قبل عودة برّاك المرتقبة خلال أسبوع او عشرة أيام على أبعد تقدير.
وفي هذا السياق، أعربت أوساط سياسية عبر "الجمهورية" عن قلقها من المسار الذي تسلكه الحكومة اللبنانية في ردّها على الرسالة الأميركية الأخيرة، والتي تطالب لبنان الرسمي ببرنامج متكامل يتضمن أجندة واضحة لتسلّم سلاح "حزب الله" وسائر التنظيمات غير الشرعية، وإجراء عدد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية.
فالمعلومات المتوافرة حتى الآن لا تشير إلى تقدّم في إنجاز البرنامج المطلوب، فيما اللجنة الثلاثية المعنية تتأرجح خياراتها ضمن الهامش الذي رسمته لنفسها في الردّ السابق على برّاك، أي ضمن منطق التلازم والتزامن بين الخطوات المطلوبة من لبنان والتزام إسرائيل بما يوجبها به اتفاق وقف النار الموقع في 27 تشرين الثاني الفائت. وهذا التزامن لم يقنع الجانب الأميركي.
وفيما تنتظر زيارة برّاك الثالثة لبيروت، خلال أيام، فإنّ الحكومة اللبنانية تبدو في مواجهة استحقاق يفوق قدرتها، وينذر بدخول مأزق مزدوج: إما داخلي مع "حزب الله"، وإما خارجي مع الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، وفي الحالين، لا أحد سيردع إسرائيل عن مواصلة ضرباتها اليومية التي تكلّف كثيراً.
إحاطة لمجلس الأمن
وخلال جلسة الإحاطة أمس في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 (2006)، أبلغت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت إلى مجلس الأمن، أنّ "الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق تغيير ملموس في لبنان لن تبقى متاحة إلى الأبد". وأشادت بالخطوات التي اتّخذتها السلطات اللّبنانيّة خلال الأشهر الماضية، وبالتقدّم الكبير الذي أحرزته القوّات المسلّحة اللّبنانية. وأكّدت في المقابل، أنّ لبنان يواجه مساراً شائكاً على صعيد الإصلاحات، مشيرةً إلى الحاجة الملحّة لمعالجة "الفساد المتجذّر والزبائنية"، وكذلك مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة. وشدّدت على أنّ "لا مجال للعودة إلى الوراء. هذا العمل يجب أن يُنجَز لاستعادة ثقة الناس، والمستثمرين والمودعين، والحفاظ على الاستقرار، وبالتأكيد لتحفيز عجلة التمويل لمسار التعافي وإعادة الإعمار".
وفيما أشارت بلاسخارت إلى "أنّ حصر السلاح بيد الدولة لا يتوقع تحقيقه بين ليلة وضحاها"، شدّدت على الحاجة الملحّة والعاجلة لإنجاز "خريطة طريق واضحة المعالم، مزوّدة بإطار زمني وخطط عمليّة، لبلوغ هذا الهدف". وقالت إنّ "مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة متعدّدة الوجوه"، وإنّ معالجتها تتطلّب "رؤية بعيدة المدى وإطاراً خاصّاً".
وفي ما يتعلّق بوقف الأعمال العدائيّة، أشارت بلاسخارت إلى أنّ الوضع لا يزال "هشّاً جداً"، في ظلّ استمرار الاحتلال الإسرائيليّ في خمسة مواقع ومنطقتين عازلتين، فضلاً عن الغارات الجويّة المتكرّرة على الأراضي اللّبنانية. وأكّدت أنّ "هذا الوضع القائم الجديد لا يمكن، ولا ينبغي، قبوله باعتباره طبيعياًّ"، مضيفةً أنّ هذا الوضع "لن يقود إلى الاستقرار والأمان والامن الذي تدّعي الأطراف أنّها تسعى إليه". وأشارت بلاسخارت إلى "الضغوط الهائلة والمتزايدة التي تواجهها السلطات اللّبنانية"، مؤكّدة أنّ "لبنان يحتاج دعماً دولياً واسعاً ومستداماً في لحظة يواجه فيها خطر التهميش وسط التحولات الإقليمية المتسارعة، وهذه حقيقة صارخة لا بدّ من الإقرار بها".
الوضع السوري
في هذه الأثناء، ظلت التطورات السورية موضع متابعة حثيثة بين المسؤولين، وذلك للحؤول دون انتقالها إلى لبنان او تأثره سلباً بها. ولهذه الغاية اتصل رئيس الحكومة نواف سلام بالرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وشدّدا على "صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية، بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقّل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن ان تخلق توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد".
وقال شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبي المنى في حديث متلفز: "نحن لا نقبل بأن تتفلّت الساحة في لبنان، وأن تنتقل الفتنة إليه. والشخصيات الدرزية والسنّية اللبنانية ترفض ذلك، وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين"، مؤكّدًا "أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور". واشار إلى أنّه اتصل بالسفير السعودي وليد البخاري، وطالب برعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء. ولفت إلى أنّ في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية، ولكن على الدولة أن تتصدّى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها".
هيئتان ناظمتان
من جهة ثانية، عيَّن مجلس الوزراء في جلسته أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، رئيسي وأعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب للاستخدام الطبي والصناعي، والهيئة العامة للطيران المدني.
وأطلع عون مجلس الوزراء على البيان الذي صدر عن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حول لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، والذي تضمن الدعم الذي يقدّمه الاتحاد والدول الأعضاء. ثم هنأ الحكومة على الثقة التي حصلت عليها في الجلسة النيابية، وأكّد انّ الأمور في البلاد "تسير بشكل جيد، ولكن للأسف بعض وسائل الإعلام لا يلقي الضوء على الأمور الإيجابية، بل يغطي فقط القسم الفارغ من الكوب، وأتساءل دائماً عن مغزى هذه السياسة التي يتبعها البعض في هذا المجال".
مؤتمر بلدي لـ"التيار"
وفي المحليات السياسية، يتابع "التيار الوطني الحر" عمله البلدي عبر تنظيم مؤتمر كبير غداً السبت عن العمل البلدي والإختياري، تتحدث فيه شخصيات سياسية وأمنية وإدارية، كالوزير السابق زياد بارود والمدير السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومحافظون وقضاة ورؤساء حاليون لبلديات واتحادات بلدية.
المؤتمر الذي يتحدث فيه رئيس "التيار" جبران باسيل، يركّز على محاور ثلاثة أساسية، هي مواجهة النزوح السوري، تحقيق اللامركزية، دور البلدية والمختار في التنمية المحلية.
وسيجمع المؤتمر الفائزين في البلديات من مؤيّدين ومناصرين وأصدقاء، مما يشكّل فرصة بالنسبة للتيار لشدّ عصب قاعدته في البلديات وحسن استثمار الموارد البشرية، في ما يراه قضايا وجودية وتنموية أساسية.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
إجراءات واتصالات لمنع انعكاسات فتنة السويداء… اجتماع لبناني- سوري في الرياض لاستكمال التنسيق
مع اقتراب ذكرى انفجار المرفأ، الرئيس عون يتعهّد الحقيقة والعدالة… وغسان عويدات يرفض المثول ويهاجم البيطار والحجار
بدا في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة أن أولوية أمنية طارئة أضيفت إلى الأولويات المطروحة لبنانياً، وتمثّلت في الإجراءات الفورية المطلوبة لمنع تمدّد تداعيات "فتنة" السويداء السورية إلى مناطق لبنانية وتحريك حساسيات طائفية دقيقة. ولم يكن أدلّ على المخاوف التي ساورت الجهات اللبنانية الرسمية من التقارير التي تبلّغتها هذه الجهات مساء الأربعاء الفائت عن تحرّكات أهلية في بعض المناطق ذات الغالبية الدرزية والسنية، بما استدعى استنفارات أمنية فورية لمنع أي احتكاكات قد تتخذ الطابع الطائفي، علماً أن عمليات قطع طرق حصلت وشهدت تعرضاً لبعض المدنيين والعسكريين، ولكن سرعان ما جرى تطويقها ومعالجتها قبل تفاقم تفاعلاتها. كما لوحظ أن الكثير من البلديات، وكان أبرزها وأكبرها بلدية عاليه، اتخذت إجراءات بمنع تجوّل السوريين بين ساعات المساء والصباح. وأكدت المعلومات أن الإجراءات الأمنية الاحترازية اتخذت طابعاً متشدداً في الساعات الأخيرة للحؤول دون أي تمدّد لتداعيات التطورات الجارية في سوريا إلى لبنان.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام أصدر في وقت متقدم مساء الأربعاء "دعوة إلى اللبنانيين لتفادي الفتنة وتقديم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، في ظل ما شهدته بعض المناطق من توترات ذات طابع مذهبي". وأجرى سلام اتصالاً أمس بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وشدّدا على "صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية، بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تخلق توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد". وأثنى سلام على "الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي اي إشكالات داخلية تهدّد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين".
وزار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وضم الوفد النواب: مروان حماده، أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، وفيصل الصايغ، وأمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر. وحيّا النائب جنبلاط "الجيش قيادة، ضباطاً وأفراداً على التضحيات التي يبذلونها في سبيل المحافظة على الأمن"، مجدداً استنكاره "أي تطاول على عناصر الجيش خلال تأديتها مهامها في حفظ الأمن". وأكد جنبلاط استعداد "التقدمي ومسؤوليه المحليين لمواكبة الجيش في مهامه لتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق التي ينتشر فيها".
غير أن التطورات الأخيرة لم تحجب تطوراً بارزاً تمثّل في معلومات لـ"النهار" عن متابعة اجتماع جدة اللبناني- السوري برعاية سعودية الذي كان عقد بمشاركة وزيري دفاع البلدين في اذار الماضي. وعلمت "النهار" أن اجتماعاً أمنياً ثلاثياً جديداً عقد على مستوى عالٍ في الرياض ضمن متابعة تطورات تنفيذ الاتفاق السابق بين لبنان وسوريا الذي لم تنفذ كل بنوده. وكان الاجتماع مطولاً وناجحاً وفق المعلومات، وناقش بعمق هواجس الطرفين والاتفاق على معالجتها وتسريع العمل في بنود الاتفاق.
ووسط هذه الأجواء وغداة تصويت مجلس النواب على ثقة متجددة بالحكومة، أصدر مجلس الوزراء في جلسته أمس في قصر بعبدا دفعة جديدة من التعيينات، فعيّن رئيسي وأعضاء الهيئتين الناظمتين للطيران المدني والقنب الهندي، فيما تجدد اعتراض وزراء "القوات اللبنانية" على طريقة التعيينات والأسماء المعلبة، الأمر الذي أدى الى سحب بندي تعيين هيئتي الاتصالات والطاقة وإرجاء تعيينهما. وأفيد أن الرئيس سلام أوضح للمعترضين أن إرسال الأسماء قبل 48 ساعة صعب، تجنباً لتسريبها. وقد عيّن مجلس الوزراء الهيئة الناظمة للقنب الهندي برئاسة داني فاضل، كما عيّن محمد عبد العزيز عزيز رئيساً للهيئة الناظمة للطيران المدني.
في سياق آخر، ومع اقتراب حلول موعد الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل وما يثار حول احتمال إصدار المحقق العدلي طارق بيطار القرار الاتهامي في القضية، اتّخذ رفض القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه أمام القاضي بيطار في الـ21 من الشهر الحالي بناء لطلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي جمال الحجار، وقعاً سلبياً، إذ صرّح عويدات بأنه لن يوقّع على ورقة التبليغ كونه لا يعترف بصلاحية وسلطة المحقق العدلي وسلّم جوابه على ورقة مكتوبة بخط يده موقعة منه. وخاطب عويدات المحقق العدلي قائلاً: "أنت غير ذي صفة وغير ذي صلاحية وغير ذي أهلية، فأنت ممنوع بحكم القانون عن القيام بأي عمل أو إجراء، فلا شرعية لك ولن نعطيك إياها". كما خاطب النائب العام التمييزي بقوله: "ارتضيتم تنفيذ هكذا قرارات مجبولة بالخطأ الجسيم مغلوطة ومخالفة للقانون، قرارت ساحبة وسالبة لصلاحياتكم، فإنني أطلب اليكم تصحيح المسار".
وتزامن ذلك مع تشديد رئيس الجمهورية جوزف عون خلال استقباله أمس وفداً من أهالي شهداء المرفأ على أن "المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا للعمل على تحقيق العدالة"، وقال: "إن التزامي واضح: كشف الحقيقة كاملة من دون استثناء، ومحاسبة كل من تسبّب في هذه الكارثة، وهذا هو السبيل لانتشال بلدنا من ظلام الفساد والإهمال". وأضاف: "من الآن وصاعداً، القضاء سيأخذ مجراه، والمذنب سيحاكم والبريء ستتم تبرئته".
…وأخيراً جورج عبدالله أقدم السجناء إلى الحرية
أعلنت وزارة العدل الفرنسية، أمس الخميس، الإفراج عن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، أقدم السجناء السياسيين في أوروبا، وذلك بعد 41 عامًا قضاها في السجون الفرنسية بعد أن حُكم عليه عام 1984 بالسجن المؤبد في قضايا جنائية، منها اغتيال ومحاولة اغتيال ديبلوماسيين على الأراضي الفرنسيّة.
وأكد محامي الدفاع جان لوي شالانسيت، أنّ تنفيذ الإفراج سيتم في 25 تموز الجاري، موضحًا أن القرار يأتي بعد سنوات من المماطلة القانونية والضغوط السياسية، التي حالت دون تنفيذ الإفراج رغم استيفاء الشروط القانونية منذ عام 1999.
وأعرب روبير عبد الله، شقيق السجين اللبناني عن أمله في أن يتم الإفراج فعليًا عن شقيقه في الموعد المحدد، "من دون أي خضوع للضغوط الخارجية أو تسويف جديد"، على حدّ تعبيره، مؤكداً أنه لم يتوقع أن "يأتي يوم ويصبح فيه حراً".
وقال في حديث لوكالة "فرانس برس": "سعيدون جداً بهذا القرار، لم أتوقع أن يصدر القضاء الفرنسي قراراً مماثلاً وأن يأتي يوم يصبح فيه جورج حراً بعدما جرت عرقلة إطلاق سراحه أكثر من مرة".
وأضاف :"لمرة واحدة حرّرت السلطات الفرنسية نفسها من الضغوط الأميركية والإسرائيلية".
قرار محكمة الاستئناف بالإفراج عن عبدالله صدر في جلسة غير علنية في قصر العدل في باريس، في غياب عبد الله البالغ 74 عاماً، والمسجون في لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه. وبعد صدور 12 طلباً لإطلاق سراحه رُفضت كلها، جاء الرقم 13 ليسجل تاريخ 25 تموز 2025 لخروج عبدالله بعد 41 عاماً أمضاها في السجون الفرنسية.
وفي انتظار خروجه إلى الحرية، يمضي جورج الأيام الباقية في السجن لأن قرار المحكمة يقضي بأن يخرج من السجن فوراً إلى بلده لبنان، وتحديداً مسقط رأسه القبيات.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
استنفار أمني وسياسي «لنأي» لبنان عن الفتنة السورية
تبريرات اسرائيلية مقلقة لعدوانها...هل تمهّد للتصعيد؟
انقلب المشهد السياسي والامني «راسا على عقب» اثر الارتدادات المقلقة لبنانيا للفتنة المذهبية في سوريا، اثر المواجهات الدموية في السويداء، ما استدعى استنفارا امنيا على اعلى المستويات، واتصالات سياسية كثيفة امتدت لساعات طويلة، نجحت في لملمة الشارع المحتقن مذهبيا، وقد ساعد تراجع التوتر في الجنوب السوري في تهدئة الاوضاع، لكن مع عودة القتال مع ساعات المساء الاولى امس، تجددت المخاوف من انسياق البعض وراء الدعوات الغرائزية ونقل التوتر الى الساحة اللبنانية، وقد اتخذ الجيش ومختلف القوى الامنية اجراءات ميدانية للحؤول دون عودة التوترات مع التركيز على المناطق السنية –الدرزية المختلطة والتجمعات الكبيرة للسوريين. ومواكبة لهذه الاجراءات رفع منسوب التواصل السياسي لتطويق اي انفلات للاوضاع وتطويق اي اشكالات في ظل ارتفاع منسوب القلق لدى النائب السابق وليد جنبلاط من خروج الامورعن السيطرة داخل «الشارع الدرزي»، خصوصا بعد التوتر مع الجيش في بعض المناطق، وفي هذا السياق، جاءت زيارة النائب تيمور جنبلاط على راس وفد من «اللقاء الديموقراطي» الى اليرزة.
وفي ظل الاسئلة المفتوحة حيال ما تريده «اسرائيل» من سوريا، خصوصا ان النظام الجديد ابدى انفتاحا وتعاونا غير محدود في تحسين العلاقة معها، وقدم تنازلات غير مسبوقة، يبقى الانتظار سيد الموقف حيال ما تريده واشنطن المتواطئة مع حكومة العدو، والتي تقدم الرعاية للنظام الجديد في الوقت نفسه، فيما يتصارع حلفاؤها الاتراك والسعوديون على النفوذ على الساحة السورية؟!.
القلق من «البلطجة» الاسرائيلية
في هذا الوقت، اقرت الحكومة بعض التعيينات وارجأت اخرى، كما لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية جنوبا، ما ادى الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، وفيما تواصل لجنة المستشارين دراسة الرد الاميركي ردا على الرد اللبناني، باتت الخشية لدى المسؤولين اللبنانيين من تكرار النموذج السوري في لبنان، بعد ان ثبت ان واشنطن تتدعي انتهاج المسار الدبلوماسي، وتمنح في الوقت نفسه «اسرائيل» «الضوء الاخضر» للبلطجة عسكريا وامنيا، وقد زادت المخاوف بالامس مع سردية اسرائيلية جديدة عبر عنها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عندما برر الغارات الجوية بالقول» نرى محاولات من حزب الله للتعافي في مواقع عدة ولن نسمح بذلك»، وهو تعبير اعتبرته مصادر مطلعة مقدمة لتوسيع نطاق الاعتداءات في ظل انعدام الثقة بالضمانات الاميركية.
استنفار ميداني
ولان ما حصل من عدوان اسرائيلي على سوريا بداية وليس نهاية، كان الهم الاكبر لمختلف القوى السياسية الاجابة عن سؤال حول كيفية «نأي» لبنان عن الفوضى السورية؟ وكيفية تهدئة الشارعين السني والدرزي؟ ميدانيا، رفع مستوى التنسيق الامني بين الاجهزة وانتشرت حواجز الجيش الثابتة والمتنقلة في المناطق الحساسة، ووفقا للمعلومات، ثمة متابعة دقيقة وحثيثة لمناطق التجمعات السورية، وكذلك الحدود الشمالية، مع اجراءات امنية بعيدة عن الاضواء في طرابلس، ومناطق بقاعية «حساسة».
الاتصالات السياسية
سياسيا،أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالا برئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط، وشدّدا على «صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالاضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن ان تخلق توترات داخلية بين ابناء الوطن الواحد». وقد أثنى رئيس الحكومة على «الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي اي إشكالات داخلية تهدد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين. وكان الرئيس سلام تواصل مع الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية، والتشدد بوجه أي تفلّت أو محاولة قد تهدد الاستقرار.
الدعوة لواد الفتنة
وبعدما عبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى عن عتبه بسبب عدم تلقي أي اتصال من شخصية سنية لاستنكار ما جرى في السويداء، قال ابو المنى»نحن لا نقبل بأن تتفلت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين، مؤكدًا أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور. وشدد أبي المنى على أننا نرفض التدخل الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها، مشيرًا إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء. ولفت أبي المنى إلى أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها.
جنبلاط في اليرزة
وفي سياق التهدئة، زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مكتبه،وحيا النائب جنبلاط «الجيش قيادة، ضباطا وأفرادا على التضحيات التي يبذلونها في سبيل المحافظة على الأمن»، مجددا استنكاره «أي تطاول على عناصر الجيش خلال تأديتها مهامها في حفظ الأمن. وأكد جنبلاط استعداد «التقدمي ومسؤوليه المحليين لمواكبة الجيش في مهامه لتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق التي ينتشر فيها.
اشكالات وتحريض
وكاد الوضع في بعض المناطق ينزلق إلى إشكالات درزية- سنية نتيجة قطع الطرقات حملات التحريض على وسائل التواصل، حيث عمد شبان دروز غاضبون اول من امس الى قطع طريق ضهر البيدر احتجاجًا، بعد لقاء موسع للمشايخ الدروز في المقام الشريف في بلدة شارون قضاء عاليه تضامنًا مع أبناء السويداء وجبل العرب، وجرى التعرض لبعض المارة من السوريين، ما أدى إلى تدخل الجيش اللبناني، في وقت نزل شبان من بلدة مجدل عنجر وقطعوا طريق المصنع كردة فعل وتعرّضوا للمارة من الدروز.كذلك حصل تجمع في مدينة طرابلس معلنين استعدادهم لتلبية نداء الرئيس الشرع والتوجّه إلى سوريا للمشاركة في القتال.
النفاق الاسرائيلي
وفي تعليق يكشف زيف النوايا الاسرائيلية،اعتبر محلل أمني إسرائيلي، امس أن حكومة نتنياهو تمارس النفاق بزعمها الدفاع عن الدروز في سوريا بينما تمارس التمييز العنصري ضدهم في إسرائيل. وقال المحلل بصحيفة «هآرتس»يوسي ميلمان، بمنشور على منصة «إكس»: إن جهود حكومة نتنياهو لمساعدة الدروز في سوريا غارقة في مستنقع مظلم من السخرية والنفاق.وأضاف: إذا كانت الحكومة تُولي الدروز كل هذا الاهتمام، فعليها إلغاء، أو على الأقل تعديل، قانون القومية العنصري الذي يميز ضد الدروز والشركس، وبالطبع عرب إسرائيل.زهز قانون يضمن طابع إسرائيل كدولة دينية، ويمنح امتيازات لليهود فقط، ويرسخ التمييز العنصري ضد الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، ويشرعن الإقصاء والعنصرية وعدم المساواة بين جميع السكان.
ماذا تريد «اسرائيل»؟
وما تزال الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها إسرائيل غير واضحة، تقول صحيفة «لومانيتي» الفرنسية متساءلة: لماذا تقصف إسرائيل دمشق في حين أن هناك مسارا جاريا للتطبيع بين البلدين؟. كما أن الولايات المتحدة رفعت العقوبات عن البلاد، وتمت إزالة اسم «هيئة تحرير الشام» من قائمة المنظمات الإرهابية. هذا الأخير، طوال تسعة أشهر، لم يحاول طرد الجيش الإسرائيلي الذي ترسّخ في جنوب سوريا.يبدو أن بنيامين نتنياهو يبحث عن زعزعة الاستقرار لمنع أي دولة من إعادة بناء نفسها وتحوّلها إلى قوة إقليمية، تقول الصحيفة الفرنسية، موضحة أن الأمر لا يتعلق بمحاربة الإسلاميين، إذ إن إسرائيل نفسها ساعدتهم في حربهم ضد بشار الأسد، بل هو استثمار في نقاط ضعف المجتمع السوري، مع توجيه رسالة إقليمية. وليس هناك ما هو أفضل من تأجيج الانقسامات الطائفية.وفي هذه الحرب المستمرة، ستجد إسرائيل دائماً الولايات المتحدة وجزءاً كبيراً من أوروبا إلى جانبها.
الاعتداءات الاسرائيلية
امنيا، شهد الجنوب تصعيدا اسرائيليا ، فاستهدفت مسيّرة اسرائيلية قرابة العاشرة والربع من قبل ظهر امس، بصاروخ موجه، سيارة «رابيد» عند طلعة الجيش في منطقة تول - الكفور ، وعلى الفور اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة، وهرعت الى المكان فرق من الدفاع المدني وسيارات الاسعاف من مختلف الجمعيات الصحية. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن «الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح». ايضا، اعلنت مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارة إسرائيلية بمسيرة استهدفت شاحنة في بلدة الناقورة، أدت إلى سقوط شهيد. وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي الذي لم يفارق سماء الضاحية الجنوبية امس، بشكل مركز ايضا فوق بلدات، حومين التحتا والفوقا، دير الزهراني، رومين، صربا، عين قانا، عنقون، عرب الجل والناقورة. كما نفذ جيش الاحتلال، فجر امس، تفجيرًا لأحد المباني في الحي الشرقي لبلدة حولا الحدودية.
تضليل حول «القرض الحسن»
وبعد ساعات على تعميم المصرف المركزي، المتوقع، حيال مؤسسة القرض الحسن، دخلت بعض الجهات السياسية ووسائل الإعلام على خط التضليل لخلق مناخ من التوتر، وسوقت لمعلومات مغلوطة تفيد بأن مصرف لبنان يتجه لاغلاق فروع جمعية القرض الحسن. وقد نفت مصادر مالية مقربة من مصرف لبنان أن مصرف لبنان لا يمتلك الصلاحية القانونية أو الإدارية ليطلب من وزارة العدل أو من الأجهزة الأمنية إغلاق أي فرع لأي جهة غير مرخّصة، إذ إن هذه الجهات أصلًا لا تخضع لرقابة مصرف لبنان ولا لإشرافه المباشر. وقالت انه «منذ صدور هذا التعميم، انطلقت حملة إعلامية هستيرية تتسم بالمبالغة والتضليل، حاولت تصوير المسألة وكأنها سابقة قضائية أو أمنية أو عملية استهداف مباشر من قبل مصرف لبنان، وهو ما لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة».وتأسف المصادر لكون بعض وسائل الإعلام التي يُفترض أنها محترفة، انزلقت إلى التهويل بدلًا من التدقيق، وإلى الإثارة بدلًا من التحليل، متناسية أن مصرف لبنان هو سلطة رقابية وتنظيمية، لا سلطة تنفيذية أو قضائية. وكان الأجدى بها أن تستند إلى الحقائق لا إلى التكهنات، وأن تبذل جهدًا لفهم حدود صلاحيات المؤسسات، قبل إطلاق الأحكام ونشر الأخبار.
عويدات يرفض المثول
على صعيد آخر، وقبل ايام من ذكرى انفجار 4 آب، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه لن يدخر جهدًا في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون مأساة انفجار مرفأ بيروت درسًا يؤسس لمستقبل أفضل. في هذا الوقت رفض القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه امام القاضي طارق بيطار في الـ21 من الشهر الحالي، و رفض التوقيع على الاستدعاء واستلم نسخة عنها وصرح بأنه لن يوقع على ورقة التبليغ كونه لا يعترف بصلاحية وسلطة المحقق العدلي المكفوفة يده وسلّم جوابه على ورقة مكتوبة بخط يده موقعة منه، ضمّت الى مذكرة التبليغ.
تعيينات.. واعتراضات
في هذا الوقت، اقر مجلس الوزراء في قصر بعبدا عدة تعيينات وأرجأ اخرى كما اجل المجلس بحث البند المتعلّق بمطمر الجديدة إلى جلسة لاحقة، فقد عيّنت الحكومة داني فاضل رئيسًا الهيئة الناظمة للقنب الهندي وعيّن محمد عبد العزيز رئيسا للهيئة الناظمة للطيران المدني، فيما لم يتم تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء. وكالعادة اعترض وزراء «القوات اللبنانية» على التعيينات، دون اسباب موجبة، وقال الوزير كمال شحادة بعد الجلسة «الكفاءة أهم من التوزيع الطائفي وموضوع المناصفة يتقدم على الكفاءة في التعيينات» ورد عليه الوزير فادي مكي بالقول»الهيئتان الناظمتان للطيران المدني والقنب الهندي عيّنتا من أفضل الشخصيات والكفاءات». واشار وزير الإعلام بول مرقص بعد الجلسة الى إن الرئيس عون أطلع الوزراء على مضمون بيان سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدعم لبنان، وأشار إلى أن البيان أكد أهمية دور قوات اليونيفيل للحفاظ على الأراضي الجنوبية، ونقل مرقص عن الرئيس عون قوله إن المؤسسات السياحية حققت أرقامًا عالية رغم الأوضاع، كما هنأ الحكومة بعد نيلها الثقة يوم أمس وتطرّق إلى الإنجازات التي حققتها الحكومة خلال 6 أشهر، وأكد الرئيس عون أن الأمور تسير بشكل جيّد عكس ما تصفه وسائل الإعلام. كما تطرق الرئيس عون في الجلسة ما شهدته سوريا وأدان الإستهدافات التي حصلت وأكد أن وحدة سوريا و لبنان تهمنا. .
***********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
عون: استقرار لبنان من استقرار سوريا.. وخطة طوارئ لمواجهة المخاطر المفاجئة
بلاسخارت: الفرصة المتاحة للبنان ليست مفتوحة واتصالات مع جنبلاط للحفاظ على التهدئة
في وقت يتباهى فيه جيش الاحتلال الاسرائيلي بأنه يقتل في غزة ويهاجم مئات الأهداف، ويتدخل في سوريا لمنع الجيش السوري من التواجد على أرضه في الجنوب السوري (منطقة الجولان وجبل العرب ودرعا)، ويلاحق حزب الله، لمنعه من «التعافي» على حد تعبير الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، تشعر القيادات الرسمية والسياسية في لبنان وسوريا بأن ثمة ما يحاك ضد الاستقرار في هذين البلدين، حيث يتأثر ما يجري في بلد منهما بالآخر، لاعتبارات تتصل بامتداد النسيج البشري بين البلدين والحدود الطويلة شرقاً وشمالاً (320 كلم)، فضلاً عن مصالح اقتصادية وتاريخية ومستقبلية بينهما.
وعليه، حضر وضع ما يجري في سوريا من افتعال وتدخلات واعتداءات اسرائيلية سافرة ضد مؤسسات الدولة السورية وجيشها في مجلس الوزراء، ودان الرئيس عون الاعتداءات الاسرائيلية على المقرات الرسمية كالقصر الجمهوري ووزارة الدفاع ومقر رئاسة الاركان، معتبراً أنها انتهاك واضح للسيادة السورية، ولبنان يعاني من هذه الانتهاكات والاعتداءات.
وأكد عون أن ما يهمنا وحدة سوريا واستقرارها، واستقرار لبنان من استقرار سوريا، ووحدة سوريا تؤثر ايضاً على لبنان، مشيراً إلى أن الغارات الاسرائيلية التي استهدفت أمس السلسلة الشرقية وسقط بنتيجتها 12 ضحية، 7 من الجنسية السورية و 5 لبنانيين.
وفي معلومات «اللواء» أن مرجعاً كبيراً كشف أن التحذيرات التي وصلت إلى مراجع عليا من عواصم عربية وغربية لم تأتِ بلغة دبلوماسية مبطَّنة بل بصيغة واضحة ومباشرة: «الانفجار وشيك، وعليكم الاستعداد للأسوأ»، وكشف المرجع أن زيارة باراك، هي لهدف وحيد إعلان الدولية تطبيق البنود الواردة بحذافيرها.
وتتحدث المعلومات عن تزامن الاجتياح الشرقي مع عدوان جوي اسرائيلي شامل، وانزالات للعدو جواً وبحراً لتقطيع أوصال لبنان وفصل البقاع والجنوب عن بيروت.
واكد المرجع ان الدولة اللبنانية وضعت خطة طوارىء للتعامل مع اي تصعيد محتمل على الجبهة الشرقية، وأن العشائر في القرى الامامية وضعت نفسها في تصرف الدولة للدفاع عن مناطقها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان مجلس الوزراء نجح في تمرير تعيين الهيئتين الناظمتين للطيران المدني والقنب الهندي على ان يستكمل تعيين الهيئات المتبقية اي الكهرباء والإتصالات، وقد يتم ذلك في غضون اسبوعين بعد رفع الأسماء المرشحة الى الوزراء لاسيما ان بعض الوزراء يطالب بالإطلاع على السير الذاتية بوقت.
وأوضحت هذه المصادر ان التعيين امس لم يمرّ من دون اعتراض وزاري على عدم حيازتهم الوقت الكافي للإطلاع على هذه السير، فيما كان لافتا موقف وزير شؤون المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة بعد جلسة مجلس الوزراء اذ شدد في تصريح لـ «اللواء» على أهمية اتباع مبدأ المناصفة في التعيينات الادارية للفئة الاولى، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية إعتماد أعلى معايير الكفاءة في هذه التعيينات، وذلك من دون تقييد أنفسنا بالمعايير المذهبية.
واشار الوزير شحادة الى انه بالنسبة الى تعيين هيئات تقنية فإن الكفاءة اهم من التوزيع الطائفي، مع التشديد على مبدأ المناصفة ولكن بأعلى معايير الكفاءة.
وأشاد وزير الزراعة نزار هاني بتعيين الهيئة الناظمة لزراعة القنب الهندي بإعتبار ان ذلك يساهم في عمليات التنظيم والشراء والتوزيع لهذه الصناعة.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اكد وفق ما نقل عنه وزير الأعلام بول مرقص ان ما انجزته الحكومة خلال ستة اشهر يتخطى ما تم إنجازه في السنوات الماضية، كما اكد معالجة رواتب العاملين في القطاع العام وأسف لان بعض الإعلام يلعب دورا سيئا في مكان ما .
مجلس الوزراء
عقد مجلس الوزراء قرابة الثالثة والربع أمس في قصر بعبدا جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وكان على جدول الاعمال 11 بنداً أبرزها بند التعيينات ومنها تعيين الهيئة الناظمة للقنب الهندي.
وقبل الجلسة، التقى رئيس الجمهورية رئيس الحكومة نواف سلام.
وانتهت جلسة مجلس الوزراء قرابة السادسة، وتم تعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني برئاسة الكابتن الطيار محمد عزيز، والهيئة الناظمة للقنب الهندي برئاسة داني فاضل. وقال وزير شؤون التنمية الادارية فادي مكي بعد الجلسة: الهيئتان الناظمتان للطيران المدني والقنب الهندي عيّنتا من أفضل الشخصيات والكفاءات
لكن طلب وزير الاتصالات سحب البند المتعلّق بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات، وتلاه وزير الطاقة بطلب سحب تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.
وتمت ازالة بند طلب مجلس الإنماء والإعمار توسعة مطمر جديدة المتن وإمكانية إنشاء خلية طمر جديدة في المطمر، عن جدول أعمال الحكومة، بعد مطالبة النائب ابراهيم كنعان في جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة سياسات الحكومة، الحكومة بمصارحة المواطنين بخطتها بمسألة النفايات وانتقاده لجدولة طلب المجلس.
الرئيس عون أطلع مجلس الوزراء في مستهل الجلسة على البيان الذي صدر عن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حول لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، والذي تضمن الدعم الذي يقدمه الاتحاد والدول الأعضاء. ثم وجه تهنئة الى الحكومة على الثقة التي حصلت عليها امس في جلسة مجلس النواب، معتبرا أن ما حققته من إنجازات خلال الأشهر الستة من عمرها، يتخطى ما تم إنجازه في السنوات الماضية.
كما تطرق الى واقع موظفي القطاع العام ، مشدداً على ضرورة معالجة أوضاعهم خصوصاً لجهة تحسين رواتبهم واعادة الاعتبار لهم. وأكد ان الأمور في البلاد «تسير بشكل جيد ولكن للاسف بعض وسائل الاعلام لا يلقي الضوء على الامور الايجابية، بل يغطي فقط القسم الفارغ من الكوب. واتساءل دائماً عن مغزى هذه السياسة التي يتبعها البعض في هذا المجال.»
الرئيس سلام تطرق من جهته الى موضوع تحسين أوضاع الجمارك لتحسين مداخيل الدولة، داعياً الى إدراج مسألة إجراء تعيينات شاملة في الجمارك على جدول أعمال مجلس الوزراء في اسرع وقت ممكن.
وكان قد سبق جلسة مجلس الوزراء، اجتماع بين الرئيس عون والرئيس سلام تناول جدول اعمال مجلس الوزراء ومواضيع أخرى.
بري يشيد بالدعم الأوروبي
وأمام سفراء دول الاتحاد الاوروبي، وبحضور سفيرة الاتحاد في لبنان، تحدث الرئيس نبيه بري على التزام لبنان مسار الاصلاح المالي والاقتصادي والقضائي والاداري، مشدداً على أهمية استمرار الدعم الاوروبي، خاصة في المناطق المتضررة من الاعتداءات الاسرائيلية.
بلاسخارت لدعم دولي للبنان
وفي نيويورك، طالبت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان، جنيين هينيس – بلاسخارات بدعم لبنان دولياً لمواجهة خطر التهميش وسط التحولات الاقليمية المتسارعة.
وقالت خلال جلسة إحاطة بشأن تنفيذ القرار 1701 أن «الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق تغيير ملموس لن تبقى إلى الأبد، مشيرة إلى أن لبنان يواجه مساراً شائكاً على صعيد الاصلاحات.
وكذلك مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، معتبرة أن حصر السلاح بيد الدولة لا يتحقق بين ليلة وضحاها، ولكن لا بد من خارطة طريق واضحة المعالم، مزودة بإطار زمني وخطط عملية لبلوغ هذا الهدف:
وفي إطار عمل لجنة مراقبة وقف اطلاق الناراستقبل رئيس سلام في السراي الكبير السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو والمُمثّل الجديد لفرنسا في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال فالنتين سيلير، حيث تم عرض الأوضاع الراهنة وعمل لجنة المراقبة وأهمية تفعيله في سبيل الحفاظ على الامن والاستقرار.
استدراك نقل التوتر السوري
وبعد توقعات وتقديرات الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حول حجم المخاطر الجمّة لإنعكاسات الاحداث السياسية والامنية الدموية الخطيرة الجارية في سوريا على وضع لبنان من نواحٍ عديدة، ذلك أن التدهور الامني والانقسام الخطير الذي يهدد الاستقرار في سوريا يؤثر على استقرار دول الجوار ومنها لبنان وتركيا والعراق والاردن. وظهر من مخاطر ما يجري في سوريا، ان المستفيد الوحيد هو الكيان الاسرائيلي، الذي باشر إجراءات فعلية لضم مناطق واسعة من الجنوب السوري الى ما يسميه المنطقة الآمنة من جبل الشيخ والجولان حتى حدود درعا والسويداء جنوب سوريا، وصولا الى غربي المنطقة لجهة الحدود اللبنانية الجنوبية – الشرقية من شبعا الى راشيا ومحيطها.
والخطير في ما تمارسه قيادة الاحتلال الاسرائيلي، هو المساهمة في الفرز الطائفي والمذهبي وتسعير الاقتتال، وصولا الى هدف تقسيم سوريا،وهو امر قد ينعكس خطراً على لبنان إذ يدغدغ أحلام ومشاريع بعض التقسيميين والداعين للفيدرالية من اللبنانيين، وهي باتت مشاريع معلنة ولا يخجل اصحابها من إعلانها، ولو انها مقتصرة على قلة قليلة، لكنهم ربما ينتظرون الفرصة الاقليمية او الدولية السانحة لتغيير خرائط المنطقة الجيو- سياسية.
ومن المخاطر المهمة ايضاً الانقسام الطائفي والمذهبي بين الدروز وبين بعض اهل السنّة من العشائر والبدو في سوريا، والذي بدأ ينتقل الى لبنان ولو بتصرفات فردية هنا وهناك في بعض مناطق البقاع والجبل، عدا الكشف عن مخازن اسلحة وتجمعات ومجموعات سورية مسلحة لا يدري احد الى من تنتمي وما هي اهدافها ومتى تتحرك لضرب الاستقرار اللبناني. كما لا يدري احد متى تنتقل التوترات التي تبدأ فردية ثم تتوسع الى توتر اكبر وفي مناطق جديدة مثل طرابلس المهيأة اكثرمن غيرها بنظر البعض، نظراً لوجود جماعات اسلامية تكفيرية او متشددة او خلايا ارهابية نائمة، ولكن حاضرة، بخاصة ان هناك من يشتغل ولو بالخفاء على افتعال التوتير، بينما لم تحصل متابعات حثيثة من الاجهزة الرسمية اللبنانية السياسية والامنية لدرء هذا الخطر، بإستثناء بعض الاجراءات اللاحقة لمعالجة ذيول اي حدث. لذلك، المطلوب تحرك الاجهزة الامنية بفعالية اكبر عبر إجراءات استباقية، وتحرك القيادات السياسية والروحية السنّية والدرزية بشكل افعل واكثر تأثيراً.
وفي هذا المجال، ذكرت مصادر حكومية لـ «اللواء» ان الوضع قيد المتابعة وهناك ترقب وحرص على ضبط الوضع في سوريا، وان رئيس الحكومة نواف سلام اجرى اتصالات مع وليد جنبلاط ومع الاجهزة الامنية لضبط الوضع ومنع انعكاس ما يجري في سوريا على لبنان، وعدم توسع بعض الاحداث الفردية بل وضبطها ومنع تكرارها.
وشدّد سلام وجنبلاط خلال الاتصال، على «صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية، بالاضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن ان تخلق توترات داخلية بين ابناء الوطن الواحد. وقد أثنى رئيس الحكومة على الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات الدرزية لتفادي اي إشكالات داخلية .
وتلقى النائب السابق وليد جنبلاط اتصالاً من الرئيس عون، شدد خلاله على أهمية التنسيق في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكداً أن الدولة بكل مؤسساتها حاضرة وجاهزة لأي جهد يساهم في الحفاظ على الاستقرار.
كما أجرى المفتي عبد اللطيف دريان اتصالاً بجنبلاط، وشدد على التعاون بين القوى السياسية واللوجستية لتفادي أي انعكاسات داخلية محتملة ، منوهاً بدور جنبلاط في احتواء التوترات.
وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى عبر أم تي في: نحن لا نقبل بأن تتفلت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه، والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين، مؤكدًا أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور.
وأضاف: إننا نرفض التدخل الإسرائيلي، ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها، مشيراً إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء.
وكشف أبي المنى أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها.
وفي السياق، صدر عن بلدية عاليه بيان ذكرت فيه، أنه «بسبب الظروف الامنية الراهنة، يمنع التجول يوميا من الساعة الثامنة مساء لغاية الساعة السادسة صباحا لجميع الاشخاص من التابعية السورية».
عويدات يرفض تبلُّغ موعد جلسة أمام البيطار
قضائياً، رفض القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه امام القاضي طارق بيطار في الـ21 من الشهر الحالي. في التفاصيل، وإنفاذا لطلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي جمال الحجار، بتاريخ 15 / 7 / 2025، تبلّغ القاضي غسان عويدات في منزله في بلدة شحيم موعد الجلسة المحددة بتاريخ 21 / 7 / 2025 أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في قضية انفجار مرفأ بيروت وتسلّم نسخة عن مذكرة التبليغ، فرفض التوقيع عليها واستلم نسخة عنها وصرح بأنه لن يوقع على ورقة التبليغ كونه لا يعترف بصلاحية وسلطة المحقق العدلي المكفوفة يده وسلّم جوابه على ورقة مكتوبة بخط يده موقعة منه، ضمّت الى مذكرة التبليغ.
الاعتداءات الاسرائيلية تتجدد شهداء ودمار
ميدانياً، عاود الجيش الاسرائيلي استهداف السيارات والمواطنين في الجنوب فتعرضت منطقة النبطية والناقورة للغارات، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وليل أمس استهدفت غارة بلدة قبرين، وأدت إلى سقوط شهيد وزوجته ونجاة طفلتهما الصغيرة.
فقد استهدفت مسيّرة معادية قرابة العاشرة والربع من قبل ظهر أمس، بصاروخ موجه، سيارة «رابيد» عند طلعة الجيش في منطقة تول - الكفور قرب ثكنة الجيش القديمة، واشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة، وهرعت الى المكان فرق من الدفاع المدني وسيارات الاسعاف من مختلف الجمعيات الصحية. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن «الغارة أدت إلى سقوط شهيد هو حسن أحمد صبرا، وإصابة شخصين بجروح.
كما استهدف الطيران المسيّر المعادي شاحنة تنقل ردميات اضرار العدوان في بلدة الناقورة، ما ادى الى ارتقاء شهيد.
كما نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، تفجيراً لأحد المباني في الحي الشرقي لبلدة حولا. يبعد عن الحدود في موقع «العباد» 1500 م وعن الموقع المستحدث على طريق حولا - مركبا 1200م.
وسقطت مسيّرة اسرائيلية قبالة بلدية الناقورة، بعد القائها قنبلة على المكان الذي سقطت فيه.
وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي بشكل مركز فوق بلدات: حومين التحتا والفوقا، دير الزهراني، رومين، صربا، عين قانا، عنقون، عرب الجل والناقورة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
«حزب الله» يُعمّم على عناصره عدم التوجه جنوباً
إسرائيل تعود إلى الاغتيالات في جنوب لبنان
استأنفت إسرائيل عمليات ملاحقة عناصر في «حزب الله» في الجنوب، بعد أسبوع على توقف تلك العمليات، وذلك على وقع دعوات رسمية لبنانية لتفعيل عمل لجنة المراقبة، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن «حزب الله» عمّم على عناصره ومحازبيه تجنب زيارة بلداتهم بالجنوب، منعاً للاستهداف الإسرائيلي الإسرائيلي.
قتيلان في غارتين
وقتل شخصان الخميس في غارتين إسرائيليتين في جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة، رغم وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية: «استهدفت غارة العدو الإسرائيلي بصاروخ موجه سيارة على طريق عام تول-الكفور قضاء النبطية أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح»، مضيفة أن «فرقاً من الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من مختلف الجمعيات الصحية هرعت إلى المكان».
وأوردت وزارة الصحة في بيان لاحقاً أن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة على طريق عام تول-الكفور قضاء النبطية أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح».
وأدّت غارة أخرى «استهدفت شاحنة في بلدة الناقورة» في جنوب لبنان «إلى سقوط شهيد»، بحسب الوزارة.
وتكرر إسرائيل أنها ستواصل العمل «لإزالة أي تهديد» ضدها، وأنها لن تسمح للحزب بإعادة تأهيل بنيته العسكرية. وتوعّدت بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات سلاح «حزب الله».
ضربات على إيقاع أمني
وجاء الاستهدافان بعد أسبوع على توقف تلك العمليات، وإثر تنفيذ خمسة اغتيالات خلال ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل إن بعضهم كان يعمل على ترميم بنية «حزب الله» القتالية والقذائف المدفعية في الجنوب.
وشككت مصادر لبنانية مواكبة لتطورات الجنوب في التقديرات التي تحدثت عن أن تجميد الملاحقات خلال أسبوع يعود إلى المحادثات اللبنانية مع الموفد الأميركي توماس براك حول الورقة الأميركية التي تتضمن تعهداً لبنانياً بنزع سلاح «حزب الله»، وتنفيذ حصرية السلاح في لبنان، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الملاحقات مرتبطة أكثر ببعد أمني، وليس ببعد سياسي»، من غير التأكيد ما إذا كان الاستهدافان يوم الخميس هما لعنصرين في «حزب الله» أم لا. وقالت المصادر إن إسرائيل، منذ مطلع العام 2024، «لم تتوانَ عن تنفيذ اغتيال لأي هدف، بمعزل عن التطورات السياسية، وهو ما يرفع التقديرات بأن يكون ارتفاع منسوب الاغتيالات أو تقلصها متصل بوجود أهداف».
ومنذ وقف إطلاق النار، خرقت إسرائيل الاتفاق نحو 3600 مرة في البحر والبر والجو، وأسفرت الخروق عن سقوط 253 قتيلاً و559 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
تجنب زيارة الجنوب
وقوضت الملاحقات الإسرائيلية في جنوب وشمال الليطاني حركة مقاتلي «حزب الله». وقالت مصادر محلية في جنوب لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن محازبي «حزب الله»، بمن فيهم المقاتلون، تلقوا تعميماً قبل أشهر يحظر عليهم ارتياد منطقة الجنوب، بما فيها بلداتهم في المنطقة جنوب وشمال الليطاني «حتى لو كانت لأسباب عائلية أو لتنفيذ زيارات شخصية»، وذلك «تجنباً لملاحقتهم من الجانب الإسرائيلي». وتتضمن التعليمات تقليص الحركة إلى أقصى الحدود.
وقالت المصادر إن الأشخاص المعروفين بأنهم من الحزب «لا يرتادون حتى منازلهم في الجنوب منذ أشهر»، وذلك «بعد استهدافات لأشخاص مقاتلين أو غير مقاتلين في قرى جنوب الليطاني وفي شماله»، لافتة إلى أن الملاحقات «تبين أنها لا تتم بناء على مهام عسكرية».
ونصّ وقف إطلاق النار بوساطة أميركية على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
ضغط دبلوماسي
ويطالب لبنان ببقاء «اليونيفيل»، ويحاول الضغط على إسرائيل دبلوماسياً عبر دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وبحث رئيس البرلمان نبيه بري الخميس، مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، «تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء عدم التزام إسرائيل بالقرار الأممي 1701 وقرار وقف إطلاق النار، وانتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الأوروبي»، حسبما أفادت رئاسة البرلمان في بيان.
وأكد سفراء دول الاتحاد، لا سيما سفراء الدول المشاركة في عِداد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، «دعمهم للبنان ولمهمة قوات (اليونيفيل) كذلك استمرارهم بدعمه في عملية إعادة الإعمار والبرامج المتعلقة بها».
بدوره، شكر بري للاتحاد الأوروبي مساهمته ودعمه للبنان، وخاصة في المناطق التي تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي، مرحباً برغبة الاتحاد الأوروبي بمزيد من الانخراط في مؤازرة لبنان في مسيرة إنقاذه.
وفي السياق، عرض رئيس الحكومة نواف سلام مع السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، والمُمثّل الجديد لفرنسا في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال فالنتين سيلير، الأوضاع الراهنة، وعمل لجنة المراقبة وأهمية تفعيله في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار، حسبما أفادت رئاسة الحكومة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
سلام يتصل بجنبلاط للتهدئة ومجلس الوزراء ينجز تعيينات جديدة
لم يفسح تسارع التطورات في الميدان السوري الجنوبي وتحديداً في السويداء، مع دخول القوات الاسرائيلية على الخط مباشرة مناصرةً للدروز ضد العشائر والنظام، المجال امام متابعة اي حدث لبناني، لاسيما بعد اعلان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو انه اعطى تعليمات للجيش الإسرائيلي بمهاجمة وزارة الدفاع في دمشق.. فباستثناء حركة الاتصالات المكوكية لدرء خطر تمدد الصراع السوري الى لبنان ومحوره الاساس رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، لم يُسجل جديد يشدّ الانظار وسط ترقب لمصير الرد اللبناني على ورقة المبعوث الاميركي توماس برّاك والذي شكل موضع مطالبات وزارية بالاطلاع على مضمونه بعدما عقدت اللجنة الرئاسية التي تعدّه اجتماعا في قصر بعبدا اليوم ايضا.
من سوريا الى لبنان
التطورات السورية بقيت اذاً في الواجهة وسط مساع حثيثة لمنع انتقال تداعياتها الى مناطق ذات حساسية مذهبية معينة في لبنان. في السياق، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالا بوليد جنبلاط، وشدّدا على "صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالاضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن ان تخلق توترات داخلية بين ابناء الوطن الواحد". وقد أثنى رئيس الحكومة على "الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي اي إشكالات داخلية تهدد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين".
ابي المنى
ايضا، تعليقًا على الأحداث الدامية في محافظة السويداء السورية والخشية من انتقالها الى لبنان، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى في حديث تلفزيوني "نحن لا نقبل بأن تتفلت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين، مؤكدًا أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور. وشدد أبي المنى على أننا نرفض التدخل الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها، مشيرًا إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء. ولفت أبي المنى إلى أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها.
مجلس الوزراء
في مجال آخر، عقد مجلس الوزراء جلسة بعد الظهر في قصر بعبدا، سبقها اجتماع بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ستشهد على بعض التعيينات، منها تعيين الهيئة الناظمة للقنب الهندي،
تصعيد اسرائيلي
في الموازاة، شهد الجنوب اللبناني تصعيدا اسرائيليا عسكريا، فاستهدفت مسيّرة اسرائيلية قرابة العاشرة والربع من قبل الظهر، بصاروخ موجه، سيارة "رابيد" عند طلعة الجيش في منطقة تول - الكفور ، وعلى الفور اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة، وهرعت الى المكان فرق من الدفاع المدني وسيارات الاسعاف من مختلف الجمعيات الصحية. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن "الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح". ايضا، اعلنت مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارة إسرائيلية بمسيرة استهدفت شاحنة في بلدة الناقورة، أدت إلى سقوط شهيد. وسقطت مسيّرة اسرائيلية قبالة بلدية الناقورة، بعد القائها قنبلة على المكان الذي سقطت فيه. وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي الذي لم يفارق سماء الضاحية الجنوبية اليوم، بشكل مركز فوق بلدات: حومين التحتا والفوقا، دير الزهراني، رومين، صربا، عين قانا، عنقون، عرب الجل والناقورة. كما نفذ الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، تفجيرًا لأحد المباني في الحي الشرقي لبلدة حولا - جنوب لبنان.
بري والـ1701
ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفراء دول الإتحاد الأوروبي بحضور سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال ، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء عدم إلتزام إسرائيل بالقرار الاممي 1701 وقرار وقف إطلاق النار وإنتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان والإتحاد الاوروبي. سفراء دول الإتحاد لاسيما سفراء الدول المشاركة في عِداد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، اكدوا على دعمهم للبنان ولمهمة قوات اليونيفيل كذلك إستمرارهم بدعمه في عملية إعادة الإعمار والبرامج المتعلقة بها. بدوره شكر الرئيس بري للإتحاد الأوروبي مساهمته ودعمه للبنان وخاصة في المناطق التي تضررت بفعل العدوان الاسرائيلي ، مرحباً برغبة الإتحاد الاوروبي بمزيد من الانخراط في مؤازرة لبنان في مسيرة إنقاذه، وشدد رئيس المجلس على أن لبنان ماضٍ في إنجاز كل ما يتصل بعملية الإصلاح المالي والإقتصادي ، والقضائي والإداري ، لافتاً إلى أن مستقبل العلاقة بين لبنان والإتحاد الاوروبي تستدعي رفع مستوى التعاون وتعزيزه.
برقيات تعزية
من جهة ثانية ابرق بري لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني معزيا بضحايا الحريق المأساوي الذي شب في احد المراكز التجارية في مدينة الكوت في محافظة واسط العراقية واودى بحياة العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح.
كما بعث رئيس المجلس ببرقية تعزية مماثلة لنظيره رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني.
************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
"الحزب" يمزّق "ورقة برّاك" وينقلب على الرد اللبناني
اعتراض " قواتي" على الأسماء المعلّبة
ينشغل الداخل اللبناني في سباق مع الوقت لصياغة رد واضح وحاسم على ملاحظات المبعوث الأميركي توم براك الذي من المتوقع أن يعود الأسبوع المقبل حاملًا إلحاح الإدارة الأميركية على ترجمة الالتزامات السياسية إلى خطوات تنفيذية فعلية وعلى وضع جدول زمني واضح لبسط السيادة الكاملة وتسليم السلاح غير الشرعي.
اللجنة الرئاسية المكلفة إعداد الرد تكثف اجتماعاتها وسط اقتناع متزايد لدى دوائر القرار بأن الصبر الأميركي يشارف على النفاد وأن أي تسويف إضافي من جانب الدولة اللبنانية سيُقابل بمواقف أكثر صرامة.
تدوير الزوايا
وفي هذا السياق، كشف مصدر وزاري لـ"نداء الوطن" أنّ براك سيزور لبنان ليومين، حيث من المقرر أن يصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل. وفي خلال الزيارة، سيجتمع بالرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وقيادات أخرى، وسيتسلم الجواب اللبناني على الرد الأميركي.
وأشار المصدر إلى أنّ الرد اللبناني يتضمن تدويرًا للعديد من الزوايا المتعلقة بالالتزامات التي يجب على لبنان تنفيذها. كما أنّ هناك ربطًا لبنانيًا بين أي خطوة نحو صدور قرار بخطة زمنية لحصرية السلاح، وبين وقف إسرائيلي نهائي لإطلاق النار والخروقات والاعتداءات والاغتيالات.
من جهته، أكد مصدر دبلوماسي غربي في بيروت لـ "نداء الوطن" أنّ زيارة براك ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأمور في لبنان، إما نحو التسريع في الحلول أو نحو مزيد من التصعيد. وأكد المصدر الإرادة الدولية والعربية لضمان انفراج الوضع في لبنان بدلاً من انفجاره.
وفي موقف استباقي أفرغ الرد اللبناني على "ورقة برّاك" من مضمونه، اعتبرت كتلةُ "الوفاء للمقاومة" أنَ "ورقةَ الاقتراحاتِ الأميركيةِ التي قدمها براك هي مشروعُ اتفاق جديد وأن المطلوبَ إلزام إسرائيل بتطبيق مندرجات ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 قبل الانتقال للحديث أو البحثِ في أي إجراء آخر". وبالتالي رفض "ورقة برّاك" من أساسها يطرح علامات استفهام بشأن الأثمان التي قد تترتب على لبنان حتى قبل المهل التي وضِعت للبدء بتنفيذ نزع السلاح.
توازيًا، أبلغت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، مجلس الأمن خلال جلسة الإحاطة بشأن تنفيذ القرار 1701، أنّ حصر السلاح بيد الدولة لا يتوقع تحقيقه بين ليلة وضحاها، وشدّدت على الحاجة الملحّة والعاجلة لإنجاز خارطة طريق واضحة المعالم، مزوّدة بإطار زمني وخطط عمليّة، لبلوغ هذا الهدف.
الهيئة الناظمة للكهرباء
وفي إطار المساعي لإعادة انتظام عمل المؤسسات، عقد مجلس الوزراء أمس جلسة في قصر بعبدا، عين فيها الهيئة الناظمة لزراعة القنب الهندي للاستخدام الطبي والصناعي: داني جورج فاضل رئيسًا، والأعضاء ماري تيريز مطر، العقيد أيمن مشموشي، دانا حيدر، مروان جوهر، القاضي جوزف تامر، ومحمد علي مروة.
كذلك عين رئيس وأعضاء الهيئة العامة للطيران المدني: محمد عبد العزيز عزيز رئيسًا، والأعضاء حاتم محمد ذبيان، ربيع أديب الخطيب، مارك جورج حداد، وأنجيلا جورج عواد".
وداخل الجلسة، سجل اعتراض لوزراء "القوات اللبنانية" على طريقة التعيين والأسماء "المعلبة" وسحب بندي تعيين هيئتي الاتصالات والطاقة، فكان جواب الرئيس نواف سلام بأن إرسال الأسماء قبل 48 ساعة صعب تجنباً لتسريبها بحسب معلومات MTV.
وفي السياق، أكدت مصادر أن وزير الطاقة جو صدّي أنجز سلّة الأسماء المرشحة لتشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وأرفقها بالسير الذاتية لكل مرشح، التزامًا بالشفافية والمعايير الإدارية. وقد فضّل الوزير التريث في طرح الملف خلال الجلسة الأخيرة، إفساحًا في المجال أمام الوزراء للإطلاع على السير الذاتية ومناقشتها بهدوء، على أن يُطرح الملف في الجلسات المقبلة.
تضيف المصادر، إن هذه الخطوة تُظهر أن ما دأبت عليه "القوات اللبنانية" على المطالبة الدائمة باحترام الآلية وتقديم السير الذاتية للمرشحين مسبقًا، يجد ترجمته الفعلية في الوزارات التي تتولاها، وهو ما عاد وأكّده وزراء "القوّات" في الجلسة الحكومية الأخيرة.
وفي موضوع الهيئات الناظمة للتعيينات الإدارية في الفئة الأولى شدد الوزير كمال شحادة على مبدأ المناصفة في التعيينات مع اعتماد أعلى معايير الكفاءة. مشيرًا إلى وجوب عدم إعطاء الأولوية للمذهبية على حساب الكفاءة.
رد عويدات بمثابة تبلّغ
قضائيًا، وفي تطور جديد في ملف انفجار مرفأ بيروت، رفض النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه المقررة في 21 من الجاري أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، معتبرًا أن الأخير فاقد للصفة والصلاحية.
مصادر قضائية أكدت لـ "نداء الوطن"، أن ردّ القاضي عويدات يُعدّ بمثابة تبلّغ بموعد الجلسة. أضافت المصادر، إن ما يشكّل العائق الأساسي لإنجاز الملف، هو انتظار أجوبة الاستنابات القضائية التي وجّهها البيطار إلى جهات أجنبية، تمهيدًا لإنجاز الملف وتحويله إلى النيابة العامة التمييزية لإجراء مطالعتها لتكون أمام خيارين: إما أن تطالب المحقق العدلي باتخاذ إجراءات إضافية تفيد مجرى التحقيق، أو إعلان جهوزية الملف لإصدار القرار. وفي مطلق الأحوال، فإن المحقق العدلي غير مُلزم برأي النيابة العامة.
وهذا تمامًا ما حصل في مسألة البتّ بالدفع الشكلي الذي تقدّم به النائب غازي زعيتر، إذ اتّخذ البيطار قرارًا مخالفًا لرأي النيابة العامة التمييزية. إشارة إلى أن أوساط زعيتر، تؤكد لـ "نداء الوطن" أن مجلس النواب لن يمنح القضاء إذن ملاحقته، وبالتالي لن يحضر جلسة استجوابه أمام المحقق العدلي اليوم.
وعشية ذكرى تفجير المرفأ، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام وفد من أهالي شهداء المرفأ بأنه لن يدخر جهدًا في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون مأساة انفجار مرفأ بيروت درسًا يؤسس لمستقبل أفضل.
أمنيًا، واصلت اسرائيل اغتيال عناصر وكوادر من "حزب الله"، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل حسن أحمد صبرا قائد القوة البحرية لقوة الرضوان التابعة لـ "حزب الله".
وفيما كاد الوضع أن ينزلق إلى لعبة الشارع، وتحديدًا إلى فتنة سنية – درزية لاحت بوادرها عقب أحداث السويداء، لولا تواصل المساعي في احتواء بعض التحركات على الأرض ومنع الانجرار إلى أي احتكاكات، لفت تأكيد وزراء الخارجية العرب في بيان إلى دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها، والترحيب بالاتفاق الذي أنجز لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :