في خطوة استثنائية تعكس حالة الغضب العارمة، اجتمع كبار رجال الدين والقيادات السياسية من طائفة الموحدين الدروز في "المقام الشريف" بشارون، في اجتماع طارئ دعَت إليه الهيئة الدينية الروحية للطائفة، وذلك تضامناً مع أهالي السويداء وجبل العرب، واستنكاراً صارخاً للأحداث الدموية الأخيرة التي شهدتها المحافظة، والتي راح ضحيتها أبرياء من أبناء الطائفة.
حضور نوعي يرسل رسالة واضحة:
حضر الاجتماع كوكبة من أبرز مشايخ الطائفة، منهم:
- الشيخ أبو صالح محمد العنداري
- الشيخ أبو سعيد أنور الصايغ
الشيخ ابو صالح رجا شهيب
- الشيخ أبو زين الدين حسن غنام
- الشيخ أبو يوسف أمين العريضي
- الشيخ أبو فايز أمين مكارم
- الشيخ أبو طاهر منير بركة
- الشيخ أبو داود منير القضماني
- الشيخ أبو سعيد محمود فرج
ممثل رئيس الخزب الديمقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان عضو المجلس السياسي لواء جابر
والنواب: فيصل الصايغ , اكرم شهيب، هادي ابو الحسن، مارك ضو وفراس حمدان.
والقى الشيخ ابو سعيد انور الصايغ كلمة الهيئة الروحية الداعية قائلا:
"دعت الهيئة الروحية إلى هذا الموقف اليوم، استنكارا للمصاب الجلل الذي حدث عند اهلنا في الجبل الأشم، وهذه الأعمال البربرية التي حصلت لا يتقبلها الا كل إنسان خارج عن المبادئ القويمة والمبادئ والأفعال السليمة.
أضاف: "اننا اذ ندعو الضمير العالمي إذا كان هنالك من ضمير، لوقف الأعمال البربرية التي لا تليق إلا لسفاح لما يسمى "الشرع" وبأي شرع يفعل ما يفعله. اننا اذ نكرر نحرّم التعدّي منا اولا ونحرم التعدّي علينا ثانيا، واننا نعيش بكرامة ونموت بكرامة.
وتابع: باسم الهيئة الروحية الدينية والطائفة المعروفية الكريمة جمعاء، نقدم تعازينا الحارة إلى اهلنا ونطلب من الله سبحانه وتعالى اللطف بهم، ونقول لهم:
ان النجوم في السماء كثيرة وليس يحسب إلا الشمس والقمر ، كما ونكرر ما قاله الشاعر صفي الدين الحلي:
إنا لقوم ابت اخلاقنا شرفا
ان نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى
ولو رأينا المنايا في امانينا
وختم الصايغ: "اننا نوصي اهلنا في لبنان أن يتحلوا بأخلاق الطائفة المعروفية ولا يعتدوا على أحد من الضيوف السوريين وأن الافضل يفعل الافضل، وعليكم ان تتمسكوا بعادات آبائنا وأجدادنا ولا تحيدوا عنها، ولله المشيئة ومن اعتز بغير الله ذلّ ومن تعزز بذي العز به اعتز، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واكد عضو المجلس السياسي لواء جابر في تصريح صحفي
المشايخ الاجلاء ،
يا أبناء بني معروف، يا احفاد سلطان باشا الاطرش ، يا رفاق بطل الاستقلال ومعركة المالكية الأمير مجيد أرسلان يا أبناء سوريا الحبيبة في كل طوائفها ومذاهبها وألوانها…
لقد كلفني وشرفني الأمير طلال أرسلان،
بأن أمثّله في هذا اللقاء المبارك،
وأحمل إليكم تحيّاته وتقديره الكبير لكم ، ولثباتكم في زمن قلّ فيه الثبات.
إن وجودي بينكم اليوم، هو مشاركة وجدانية صادقة، مع رجال الدين الذين حموا القيم، وصانوا وحدة الصف، وحافظوا على الهويّة في وجه الفتن والعواصف.
إننا نقف اليوم في زمنٍ اختلطت فيه المفاهيم، واستُبيحت فيه الأوطان باسم الدين زورًا وباسم الشرع كذبًا.
نقولها بوضوح: ما يُسمّى بحكم الشرع الذي يُفرض بالقوة والسلاح والتكفير، ليس هو حكمًا شرعيًا، بل هو احتلالٌ فكريٌ متطرف، لا علاقة له بدين محمد، ولا بسنة رسوله الأمين، صلى الله عليه وسلم.
إن الإسلام الذي نعرفه، هو دين الرحمة، ودين العدل، ودين بناء الدولة لا هدمها…
هو دين الكلمة الطيبة، لا دين فتاوى القتل والسبي والتفجير…
لهذا، ندعو اليوم إلى تشكيل جبهة وطنية سياسية اجتماعية، سورية عربية جامعة،
جبهة تنطلق من توحيد الصفوف، لا تمزيقها… من احتضان جميع المذاهب والطوائف، لا إقصائها.
وفي مقدمة هذه الجبهة، إخواننا السنّة الحقيقيين، أولئك الذين يقرؤون القرآن كما قرأه رسول الله،
ومعهم إخواننا الأكراد، والعلويون، والشيعة، والمسيحيون، وكل من آمن بأن سوريا وطنٌ للجميع، والدينُ لله.
وإلى قادة وأمراء الدول العربية، إلى جامعة الدول العربية،نناشدكم اليوم باسم الدم المشترك،
باسم الفجر العربي الذي وحّد معاركنا،
نناشدكم أن لا تتركوا هذه الطائفة العربية الأصيلة،
فريسةً في فم الذئاب، ولا هدفًا لمن يحاولون العبث بنسيج سوريا ولبنان وفلسطين
واخيرًا علينا الانتباه وعدم الانجرار للفتنة التي تحاك والذي تقف وراءها دول إقليمية وعلينا جمعيا الاحتكام للغة العقل والحكمة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إدانة صريحة وتأكيد على الحقوق الإنسانية:
أكد المجتمعون في بيانهم على *رفضهم المطلق* للتعديات الأخيرة، معتبرين أنها "انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية". كما شددوا على التزامهم بنصرة الحق والدفاع عن أبناء جبل العرب، مطالبين بوقف أي اعتداءات وحماية المدنيين.
رسالة إلى العالم:
جاء هذا الاجتماع ليرسل رسالة قوية إلى الداخل والخارج، مفادها أن الطائفة الدرزية لن تسمح بالتجاوزات على دماء أبنائها، وأنها ستظل صوتاً للحق والعدالة في وجه أي محاولات للقمع أو الإفلات من العقاب.
هذا وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه السويداء توترات أمنية متصاعدة، فيما يترقب الجميع ردود أفعال رسمية إضافية على المستويين المحلي والدولي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :