باسم الثورة يُذبح الناس… وأحمد الشرع جلاد جديد بفتاوى قديمة

باسم الثورة يُذبح الناس… وأحمد الشرع جلاد جديد بفتاوى قديمة

 

Telegram

 

بقلم سومر أمان الدين

منذ سقوط بشار الأسد، ظنّ البعض أن سوريا تحرّرت. ولكن، أيّ تحريرٍ هذا حين تستبدل القاتل الأول بقاتلٍ أكثر دموية، وأكثر تزمتًا، وأكثر ارتباطًا بمشاريع خارجية؟! أحمد الشرع وحكومته، التي تصدّرت المشهد بعد انهيار النظام، لم تكن مشروعًا وطنيًا، بل استنساخًا دمويًا لأبشع ما أنجبته الحركات السلفية ـ الوهابية والداعشية ـ من فكرٍ تكفيري، ومجازر منظمة، وسحل على الهوية.

منذ يومهم الأول، لم يكن لديهم مشروع جامع، لا لسوريا ولا حتى لمناطقهم. كان مشروعهم واضحًا: قمع، ذبح، إلغاء، وتصفية كل من لا يشبههم في المعتقد أو الانتماء. لم يسلم أحد: لا علوي، لا درزي، لا مسيحي، لا شيعي، ولا حتى السنّي الذي رفض أن يسجد لأوهامهم. ما فعله الشرع وأجهزته، وجيوشه التي تسير على خطى “داعش” تحت مسميات “الجيش الموحد”، أو “الهيئة الشرعية”، لا يختلف كثيراً عمّا فعله النظام قبلهم، سوى أن القناع هنا ديني – والسكين باسم الله!

يتحدثون عن “الثورة”، وهم يذبحون باسمها. يرفعون شعارات “الكرامة”، وهم يسحلون المدنيين في إدلب، ويمنعون النساء من التعليم، ويفرضون الجهل والحجاب القسري على كل بقعة يسيطرون عليها. يتباكون على المجازر، وهم صانعوها بدمٍ بارد، لا فرق بينهم وبين قطعان داعش التي مرّت من هنا وغيّرت أسماءها.

السويداء لا تُستباح!

ما يجري اليوم في السويداء ليس دعماً لإسرائيل، وليس اصطفافًا مع الأميركي، وليس مشروعًا لتسليم السلاح كما يُروّج الذباب السلفي – بل هو صرخة مجتمع يُذبح منذ أكثر من عقد على الهوية، ويُطلب منه الصمت تحت ذريعة “وحدة الثورة”. أهل السويداء لم يكونوا يوماً من أدوات الأميركي، ولم يحملوا سلاحهم إلا دفاعًا عن أنفسهم، وعن وجودهم في وجه سلطة مركزية تقاتلهم باسم “الشرع” ـ لا باسم القانون.

لن نقبل أن يُختزل الصراع بين أن نكون مع النظام أو مع السلفية المسلحة. هذه المعادلة ساقطة. من يريد إسقاط الدولة لكي يقيم بديلًا سلفيًا تكفيريًا، لا يختلف عن من يقيمها على أعمدة المخابرات والقتل المنهجي.

السلاح لا يُسلَّم، بل يُوجَّه حيث يجب

من يطالب اليوم بتسليم السلاح للدولة، عليه أولاً أن يسأل: أي دولة؟ هل هي دولة أحمد الشرع ومخابراته الإسلامية؟ أم دولة تقاسم الغنائم بين الفصائل؟ أم دولة تصدر قراراتها من أنقرة والدوحة وتل أبيب؟

نعم، نحن ضد إسرائيل. نعم، لن نقبل بتحويل الجنوب السوري إلى بوابة تطبيع. ولكننا أيضًا لن نقبل أن يُفرض علينا نظام ديني دموي يتستّر بالثورة. لن نقبل أن تُقطع الأيادي باسم “الحد”، وتُرجَم النساء في الساحات، وتُمنع الموسيقى، وتُغلق المدارس بحجة “الاختلاط”.

الثورة لا تُقاس بعدد اللحى، ولا بعدد الرؤوس المقطوعة. الثورة الحقيقية هي التي تحرر الإنسان، لا التي تسجنه داخل قالبٍ ديني متحجّر. ما يقوم به أحمد الشرع اليوم ليس سوى تصفية حسابات طائفية، وتحقيق حلم طالما راود السلفيين: دولة على أنقاض سوريا.

وأخيرًا: لا لكلّ الطغاة، لا للدولة الداعشية، لا لسلطة تقتلنا مرتين

الثورة الحقيقية لا تسير على جثث الأقليات. ولا على جماجم كل من يرفض بيع روحه لتجار الدين. ولن نسمح لهم أن يُعيدوا إنتاج الوحش، بلحيةٍ هذه المرة. سوريا ستبقى مدنية، مقاومة، حرّة – لا شرقية ولا غربية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram