طائرات روسية "مفترسة" تربك منظومة الدفاع الأوكرانية وتقلب المعايير قادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي والرؤية الحرارية للتفكير تلقائياً وتحديد الأهداف من دون إحداثيات
- عربي ودولي
- Icon News
- 03:00 pm - يوليو 13 , 2025
أعرب مسؤولون عسكريون أوكرانيون قبل بضعة أسابيع عن دهشتهم من نوع جديد من الطائرات من دون طيار أدخلتها روسيا أخيراً في المعركة، معتقدين أن استخدامها سيحدث إرباكاً لمنظومات الدفاع الجوي وقد يفرض تغييراً في بعض الخطط العسكرية القائمة.
حدث ذلك بعدما اعترضت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية ما بدا في البداية أنها طائرة من دون طيار عادية من طراز "شاهد-136" فوق منطقة سومي، ولكن عند التدقيق، تبين أن هذه الطائرة أكثر تطوراً بكثير، فهي طائرة من دون طيار ذاتية القيادة تجمع بين الذكاء الاصطناعي وأنظمة الملاحة المتطورة ومنطق الاستهداف الفوري، وقادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي والرؤية الحرارية للتفكير تلقائياً، وتحديد الأهداف من دون إحداثيات، وتجاوز معظم أنظمة الدفاع الجوي.
وذهب المسؤولون الأوكرانيون أبعد من ذلك، إذ وصفوا هذه الطائرة التي يطلق عليها الروس اسم "MS001"، بأنها ليست مجرد طائرة من دون طيار، لا بل نقطة تحول في الحرب الحديثة.
"مفترسة رقمية"
على عكس الذخائر التقليدية المتسكعة أو طائرات الهجوم الموجهة يدوياً، تعمل هذه الطائرة الجديدة من دون أوامر خارجية. وبفضل حاسوبها العملاق "جيتسون أورين" من شركة "نيفيديا" الأميركية، وهو وحدة ذكاء اصطناعي بحجم راحة اليد قادرة على إجراء 67 تريليون عملية في الثانية، تستطيع الطائرة معالجة التصوير الحراري والتعرف إلى الأجسام والقياس من بعد في الوقت الفعلي.
لا تتبع الطائرة إحداثيات محددة فحسب فالمدهش أنها تفكر وتحدد الأهداف وتختار أعلاها قيمة (أ ف ب)
تتيح هذه الميزة الحسابية للطائرة باكتشاف الأهداف وتحديد أولوياتها والاشتباك معها بصورة مستقلة، حتى في ظل تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو في خضم الحرب الإلكترونية.
ولا تتبع الطائرة إحداثيات محددة فحسب، فالمدهش حقاً أنها تفكر بالفعل وتحدد الأهداف وتختار أعلاها قيمة وتعدل مسارها وتتكيف مع التغيرات، لذا يصلح وصفها بأنها "مفترس رقمي".
استقلالية قتالية
وبحسب ما تسرب من معلومات، كشف التحليل الميداني الأوكراني لهذه الطائرة عن مجموعة كاملة من الأنظمة المدمجة المصممة لاستقلالية القتال، وشملت هذه الأنظمة جهاز تصوير حرارياً للعمليات الليلية ونظام تحديد المواقع العالمي مزوداً بهوائي نمط استقبال متحكم به للملاحة ورقائق قابلة للبرمجة ميدانياً للمنطق التكيفي ومودم لا سلكي للقياس من بعد وتنسيق السرب. وتشكل هذه المكونات مجتمعة العمود الفقري لمنصة قادرة على الصمود والازدهار في الحرب الإلكترونية.
ولا تحلق هذه الطائرة بمفردها، فهي صممت للعمل ضمن أسراب طائرات من دون طيار منسقة، مع تعديل مسارات الطيران ديناميكياً ومشاركة البيانات مع الوحدات الأخرى وتعويض خسارة الطائرات من دون طيار الأخرى.
وبذلك تحلق هذه الطائرات المفترسة في صمت وتقرر أهدافها، وهذا ما دفع اللواء الأوكراني فلاديسلاف كلوشكوف إلى وصف الطائرة بأنها "تهديد لعقيدة الدفاع الجوي بأكملها".
نقطة تحول روسية
بدأ التحول الروسي في استراتيجية استخدام الطائرات من دون طيار في أوائل عام 2024، حين حولت روسيا تركيزها من الدعم التكتيكي في الخطوط الأمامية إلى أدوار اعتراضية عميقة، وركزت على البنية التحتية للطاقة وسلاسل اللوجيستيات والأنظمة المدنية البعيدة من خط المواجهة.
في هذا السياق، تعد طائرة "MS001" ابتكاراً تكنولوجياً وأداة استراتيجية، إذ إنها تغير ساحة المعركة وتهاجم نقاط ضعف في العمقين المدني والعسكري لأوكرانيا.
تستطيع الطائرة معالجة التصوير الحراري والتعرف إلى الأجسام والقياس من بعد في الوقت الفعلي (أ ف ب)
كما تشير شريحة "جيتسون أورين" داخل الطائرة إلى انتشار التكنولوجيا ومرونتها في مواجهة العقوبات. وقد حظرت الولايات المتحدة تصدير الرقائق المتقدمة إلى روسيا منذ عام 2022، ووضعت مئات المشترين على قوائمها التجارية السوداء، ومع ذلك تشير تقييمات الاستخبارات الأميركية إلى أنه عام 2023 وحده، وصلت مكونات من شركة "نيفيديا" بقيمة تزيد على 17 مليون دولار إلى روسيا عبر قنوات السوق الرمادية.
ويخفي المهربون رقائق الذكاء الاصطناعي على أنها إلكترونات استهلاكية، ويقسمون الشحنات إلى كميات صغيرة، ويمررونها عبر هونغ كونغ وسنغافورة وتركيا والصين. ووجدت كييف أخيراً أن طائرة روسية من دون طيار أخرى، تسمى"V2U"، تستخدم شريحة "جيتسون أورين" نفسها، ووصفت بأنها طائرة انقضاضية ذكية، ويعتقد أنها تتبع منطقاً تشغيلياً مشابهاً، وتتخذ قرارات مستقلة واستهدافاً تكيفياً، وتتميز بمقاومة عالية للإجراءات الإلكترونية المضادة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :
