افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 9 حزيران 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 9 حزيران 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الإيجابية تنحسر... ومخاوف من تصعيد إسرائيلي | واشنطن: نافذة الفرصة مفتوحة لـ 3 أشهر فقط

لن يتوقّف اللبنانيون عن تقديم تفسيرات متضاربة حول ما قاله المبعوث الأميركي توماس برّاك خلال زيارته إلى لبنان.

لكنّ مصدراً واسع الاطّلاع قال لـ«الأخبار» إن المشكلة ربما تكشّفت كثيراً هذه المرة بسبب طبيعة برّاك نفسه. ولفت المصدر إلى أن على اللبنانيين التعامل مع الرجل بطريقة مختلفة عن بقية الموفدين الأميركيين. وأوضح أن برّاك ليس سياسياً طامحاً لدور خاص في الولايات المتحدة، وهو مرتبط بعلاقة شخصية جداً مع الرئيس دونالد ترامب، وعلى تواصل مباشر معه في أكثر من ملف.

وقد اختاره الرئيس الأميركي أساساً لمهمة تتعلق بسوريا، لكنه وجد أنه قد يفيد في الملف اللبناني نظراً إلى ترابطه في مكان ما مع الملف السوري. وأضاف المصدر أن برّاك سبق أن تعامل مع اللبنانيين، سياسيين ورجال أعمال، ومع شخصيات مستقلّة، ولديه فكرة مفصّلة، بما فاجأ البعض، علماً أن فريقه الذي يضم دبلوماسيين وآخرين من أجهزة مختلفة في الإدارة الأميركية، يعرف أنه غير مهتمّ بحصد نتائج خاصة في هذه المرحلة.

وبحسب المصدر، فإن برّاك لا يهدف إلى كسب ودّ أحد من المسؤولين اللبنانيين. فهو من جهة له موقفه الشخصي من بعض القيادات، لكنه ملتزم بسياسة بلاده، ومن جهة ثانية، يعتبر أن التجربة لم تظهر أن هناك تغييراً كبيراً في سلوك القيادات اللبنانية. وهو عبّر عن استغرابه أمام أكثر من شخص إزاء رغبة قيادات لبنانية بتأويل ما يقوم به، ولذلك اضطر إلى شرح أن من يحاول ربط ملف لبنان بالمفاوضات مع إيران، لا يعرف شيئاً في السياسة، وأصرّ على نفي مجموعة من التفسيرات التي أعطيت لمواقفه، ليس لطمأنة أحد، بل لأنه يريد أن يكون واضحاً.

وقال المصدر إن كل ما سبق ربما يساعد في فهم آلية عمل برّاك، لكن ذلك لا يعني أن لديه تفهّماً بالمعنى الذي يتعارض مع سياسة ترامب، وهو يقول صراحةً إن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل، ومعنية بتوفير كل عناصر الأمن لها، ويعتقد بأنه يمكن للبنانيين أن يجدوا علاجات لأمور كثيرة، من بينها ملف سلاح حزب الله.

ولفت المصدر إلى أن برّاك كان واضحاً في حديثه مع عدد من الذين التقاهم، إذ قال بوضوح إن «هناك نافذة زمنية مفتوحة لثلاثة أشهر، وعدم تحقيق تقدّم كبير، لن يغيّر في الوقائع القائمة الآن، سواء لجهة استمرار الحرب الإسرائيلية، أو عدم حصول أي خطوة في مجال إعادة الإعمار، إضافة إلى رفض تقديم أي عون مالي للدولة اللبنانية».

وعليه، فإن ما بدا أنها إيجابية، طبعت زيارة الموفد الأميركي إلى بيروت، وكلامه عن «الرضى الكبير» على «الردّ المدروس والمتّزن» الذي قدّمه لبنان، كل ذلك اتّجه إلى الانحسار بشكل سريع، في انتظار مجموعة عوامل، أبرزها تحديد موعد لعودة برّاك إلى لبنان حاملاً معه الردّ على الردّ، ورصد الأيام الفاصلة عن موعد عودته، وما إذا كانت ستشهد تصعيداً إسرائيلياً.

وإذا كان الوسط السياسي لا يزال غارقاً في تحليل خلفيات المرونة التي أظهرها الرجل، فإن مصادر واسعة الاطّلاع قالت لـ«الأخبار» إن «الأجواء في السر غيرها في العلن، والحديث في الجلسات المغلقة تركّز على وجود مؤشرات إلى تصعيد إسرائيلي، وإن لبنان يتوقّع ذلك حقاً، إذ تؤكد الغالبية أن إسرائيل تحضّر لشيء ما»، مشيرة إلى «لُغمَين تضمّنهما كلام برّاك، هما: ترك الأمر للبنانيين في ما بينهم، وعدم إعطاء أي ضمانات للبنان بوقف الاعتداءات أو عدم حدوث جولة جديدة».

أكثر من ذلك، تؤكّد المصادر أن «ما قاله عن عدم وجود مهلة زمنية هو كذب، فالورقة التي جاء بها سابقاً تضمّنت آلية لتسليم السلاح على دفعات، والكلام الأميركي مع لبنان كان يؤشّر بوضوح إلى مهلة أقصاها تشرين الأول المقبل»، مشيرةً إلى أنه «لا رؤية مشتركة بين الأميركيين واللبنانيين، ولا وجود لمؤشرات إسرائيلية إلى الحل، وبالتالي فإن ما صدر عن برّاك ليس سوى انعكاس لشخصيته المتمرّسة في السياسة، لكن ذلك لا يعني ذلك تبدّلاً في الموقف الأميركي».

وفيما علمت «الأخبار» أن فريقاً من السفارة الأميركية في بيروت اجتمع صباح أمس مع مجموعة من مستشاري رئيس الجمهورية جوزيف عون في قصر بعبدا، لاستيضاح بعض النقاط الواردة في الردّ الذي طالب بوقف الأعمال العدائية، وتحدّث عن حصرية السلاح بيد الدولة، وسحب السلاح تدريجياً، وإنهاء الوجود المسلّح لكل الأفرقاء على كامل الأراضي اللبنانية. كما أكّد أن الجيش تمكّن من بسط سلطته على معظم الأراضي جنوب الليطاني، وهو بصدد استكمال انتشاره، وينتقل من هذا البند إلى طلب مساعدة للجيش لتمكينه من أداء دوره.

وفيما تابع برّاك أمس جولته في بيروت، والتقى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وقائد الجيش رودولف هيكل، نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي عن رئيس الجمهورية قوله إن «زيارة الموفد الأميركي ممتازة جداً وقد قُدّمِت ورقة الردّ إليه ولا يزالون ينتظرون إجابة من حزب الله»، مؤكّداً أن «لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه». وكانت لبرّاك جولة في الجنوب، خصوصاً في قرى الحافة الأمامية، وخرج من هناك بانطباع «كارثي حول حجم الدمار الحاصل».

كما استمع إلى عرض موسّع من كبار ضباط الجيش في مقدّمتهم قائد قطاع جنوبي الليطاني العميد نقولا ثابت، للخطوات التي تقوم بها وحدات الجيش على صعيد الانتشار وتطبيق القرار 1701. وانتقل برّاك إلى علما الشعب مروراً ببلدة الناقورة المدمّرة، من دون أن يعرّج على مقر قيادة «اليونيفل» فيها. وزار نقطة الجيش الحدودية في منطقة لحلح في أطراف علما الشعب، متفقّداً الخط الأزرق. واطّلع من الضباط على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وتوغّل قوات الاحتلال إلى داخل الأراضي اللبنانية المحرّرة في أطراف علما الشعب والناقورة برغم انتشار قوات «اليونيفل» والجيش.

*********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ترامب ونتنياهو لإتمام اتفاق غزة… وباراك يدعو لبنان للحاق بالتغيير في المنطقة

قاسم يشيد بمواقف رئيس الجمهورية: المقاومة قادرة ولصبرها على الاحتلال حدود
حردان في ذكرى سعاده: المقاومة حاجة وطنية لتعديل الموازين في وجه الاحتلال

تتواصل محاولات إتمام اتفاق الهدنة لستين يوماً في غزة، وتدور المفاوضات في الدوحة، بينما يتابع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسار المفاوضات، وقد أعلن ترامب أمس، أن الصفقة تقترب من نهايتها، أنه مطمئن إلى أن الاتفاق سوف يولد وأن لا عراقيل تعيق طريقه، ويدور التفاوض حول مدى انسحاب قوات الاحتلال من غزة خلال الهدنة من جهة، وحول نقل صلاحيّة ملف المساعدات الإنسانية من يد المؤسسة التي تسببت بالمجازر بحق الفلسطينيين وإعادته إلى المنظمات العاملة في إطار الأمم المتحدة، والحفاظ على وقف إطلاق النار إذا انتهت مهلة الستين يوماً ولم تصل مفاوضات إنهاء الحرب إلى نهاياتها.

حول الوضع في لبنان تحدّث المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك فقال مخاطبا اللبنانيين، «إنّ المنطقة تتغيّر فإذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل»، ومن دون مطالبة إسرائيل بجدول زمني لانسحاب قواتها المحتلة لأراض لبنانيّة أو لوقف اعتداءاتها وإطلاق الأسرى والتوقف عن انتهاك أجواء لبنان قال باراك إن «نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا»، مضيفاً «المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد». وذكر أن «الخليج يؤكّد التزامه، لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه، وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ أي جداول زمنية حقيقية ومهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتم ذلك بطريقة عدوانية». ولفت باراك إلى أن «ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل، رغم أنّ الاتفاق لم يثمر ثماره لما يعتبره الطرفان خرقًا لذلك علينا سد الثغرات». مكتفياً باعتبار الانتهاكات الاسرائيلية مجرد التباس يحتاج الى سد الثغرات.

بالتوازي كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يشيد بمواقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني، وقال «عمليًّا نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، وتوجد حدود في النهاية ولست في محل لأحدد آليات ولا زمانا. وإذا اعتقد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أياً كان أنهم إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهدافا، فهم مخطئون»، مؤكّدًا «أنّنا سنواجه عندما يكون هناك قرار لدينا بالمواجهة. وعندنا خياران لا ثالث لهما هما النصر أو الشهادة، ولا خيار لدينا اسمه الاستسلام فهذا الأمر غير وارد». وأوضح أنّهم «إذا أرادوا حل المشكلة، فعليهم أن يتوقفوا وأن يطبقوا ما عليهم ضمن الاتفاق، وبالتالي تسير الدولة بالطريقة المناسبة». ووجّه تحيّة إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه نبيه بري وقائد الجيش وكل المسؤولين المعنيين على «موقفهم الموحّد بعد قصف الضاحية».

في لبنان أيضاً أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسسه وزعيمه أنطون سعاده، وتحدّث رئيس الحزب أسعد حردان في اجتماع حزبي قيادي في المناسبة معتبراً أن ما يواجه لبنان من تحديات يفرضها الاحتلال والعدوان تستدعي حشد قدرات الدولة والشعب، حيث تمثل المقاومة حاجة وطنية لتعديل الموازين في وجه الاحتلال.

في انتظار الرد الأميركي على الجواب اللبناني الذي تسلّمه أمس، الموفد الرئاسي الاميركي توم براك، واصل الأخير أمس، جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. أيضاً، أفيد أن برّاك زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على جهودِ الجيش اللبنانيّ المنتشرِ جنوبيَّ الليطانيّ بموجب القرار 1701، مشيدًا بـ»المهنيّة العالية والانضباط» في التعامل مع الواقعِ الأمنيّ في تلك المنطقة، التي تُعَدُّ بؤرةَ التوتّر الأبرز بين لبنان و»إسرائيل».

واعتبر برّاك أن ما يجري هو تفاوض لبناني تقليدي، مشيرًا إلى أن المفاوضات تبقى مستمرة حتى يصبح الجميع مستعدّين فعليًا لإبرام اتفاق حقيقي. وشدد برّاك على أن مسألة نزع السلاح سواء سلاح حزب الله أو الفصائل الفلسطينية والميليشيات شأن لبناني داخلي، لكنه ذكّر بأن الولايات المتحدة صنفت حزب الله منظمة إرهابية، وأن أي عبث عسكري ضد المصالح الأميركية سيواجه برد حازم.

ودعا برّاك في حديث تلفزيوني اللبنانيين إلى عدم تفويت الفرصة، وقال: «المنطقة تتغيّر بسرعة، وإذا لم يرغب اللبنانيون في التغيير، فقط أخبرونا، ولن نتدخّل». وأشار إلى أن «العالم يمنح لبنان اليوم الفرصة نفسها التي يمنحها لسوريا»، مشددًا على أن أي دعم دولي مرهون بجداول زمنية واضحة ونزع سلاح فعلي، من دون اللجوء إلى العنف». وختم برّاك بالتحذير من نفاد الوقت: «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان إلى الأبد… التوقيت جوهري، والفرصة لن تبقى متاحة إلى ما لا نهاية».

وفي إطار التباحث في نتائج لقاءات براك الرئاسية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة نواف سلام حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد برّاك. وفي موقف يدل على تبني سلام لما قاله بري لناحية إشادته بدبلوماسية برّاك وإعلانه أن «كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله»، قال سلام رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة الموفد الأميركي «الرئيس بري أمس كفّى ووفّى والجو منيح».

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن خيار «الاستسلام» غير مطروح بالنسبة للمقاومة، مشددًا على أن الحزب ماضٍ في طريقه حتى تحقيق النصر أو نيل الشهادة.

وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، أوضح قاسم أن قرار المواجهة سيكون بيد الحزب وحده، قائلاً: «نحن من يحدّد توقيت المواجهة وكيفيتها، وإذا ظن الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي وأطراف أخرى أن الضغوط ستدفعنا للتراجع، فهم واهمون».

وأضاف أن «الصبر له حدود»، وأن الحزب لا يمكنه التزام الصمت إلى ما لا نهاية، مشيرًا إلى أن آليات الرد وتوقيته تبقى رهن قرار قيادة المقاومة.

واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمد في «القومي» بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد سعاده، أن هناك ضغوطاً كبيرة تُمارس على لبنان الرسمي والشعبي، وهذه الضغوط تترافق مع عدوان صهيوني إجرامي على المناطق اللبنانية، وهذا يعني أن المطلوب من لبنان هو التسليم تحت النار بالأطماع والشروط «الإسرائيلية» وهذا محال.

وقال حردان: الدولة اللبنانيّة معنية بأن تتشدّد في موقفها وأن ترفض كل أشكال الإملاءات، وأن تتحرك باتجاه المجتمع الدولي ومؤسساته لمساءلة الدول الضامنة لوقف إطلاق النار عن دورها ومسؤولياتها وصمتها حيال استمرار العدوان الصهيوني. إن الدول الضامنة ملزمة بالضغط على العدو «الإسرائيلي» حتى يوقف عدوانه، وليس أيّ أمر آخر.

حردان لفت إلى أنه في سنوات خلت، كان البعض في لبنان يطالب بأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية. وكنا نقول لهذا البعض إن قرار الحرب بيد العدو، أما مقاومة شعبنا فهي تمتلك إرادة تحرير الأرض والدفاع عن الحق.

اليوم، وفي ظل العدوان «الإسرائيلي» المتواصل على لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار، يثبت بالدليل القاطع أن العدو هو الذي يقرّر الحرب، وهو مَن يريد أن يفرض على لبنان الرضوخ لنتائج وأهداف عدوانه، وتكريس احتلاله لأجزاء من الأرض اللبنانية، فعن أي سيادة وكرامة يتحدث أصحاب معزوفة قرار الحرب والسلم؟

وتابع قائلاً: إن حصرية السلاح، أمر بديهي، على قاعدة أن الدولة قادرة قوية وفاعلة في حماية سيادة الوطن والمواطنين. وحتى لا تتحول حصرية السلاح إلى شعار مشبوه على غرار شعار قرار الحرب والسلم، نؤكد بأن القدرة والقوة شرطان أساسيان لنجاح الدبلوماسية حين يعتمد هذا الخيار. لكن حتى الآن وبالرغم من التوجّه الرسمي اللبنانيّ إلى اعتماد خيار الدبلوماسيّة وبالرغم عشرات الشكاوى الموجودة لدى مجلس الأمن الدولي، فإن العدو يواصل عدوانه، يدمّر البيوت والمؤسسات ويقتل المواطنين ويمنع إعادة الإعمار.

وإذ شدّد حردان على أولوية العمل لتحصين وحدة المجتمع، والتصدي لمشاريع التجزئة والتفتيت الطائفي والمذهبي، أكد أن الحزب السوري القومي الاجتماعي بفكره ومبادئه معني بأن يتحمل هذه المسؤولية، وهذا ما يحتم علينا أن نعمل ليل نهار من اجل وحدة القوميين وتوحيد جهودهم وطاقاتهم في اطار مؤسسي يخدم مصلحة الحزب والمجتمع.

وختم حردان قائلاً: طالما هناك احتلال وعدوان فإنّ مقاومة العدو الصهيوني وأطماعه خيار لا رجعة عنه، والمعادلة بالنسبة لنا، ثابتة راسخة، التمسك بخياراتنا وتعزيز ثقافة المقاومة انتصاراً للحق والحرية، والثابت الأساس في معركة المصير والوجود هي أن يسلم أعداؤنا بحقنا، ويندحروا عن ارضنا.

وتطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة أمس، الى زيارة برّاك إلى لبنان، مؤكداً «موقف «حزب الله» من التدخل الأميركي في لبنان»، قائلاً «نحن لا نعتبر أن الأميركي وسيطاً بل شريكا، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701». واكد أن «حزب الله» عكس ما تقول الولايات المتحدة أنه مشكلة لبنانية، فهو كان حلا وضماناً للبنان»، مضيفاً «نحن لسنا مشكلة داخلية بل الولايات المتحدة وإسرائيل هما أساس المشاكل في العالم والمنطقة»، مشيراً إلى ان «رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاما مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه». وقال إن «موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم»، موضحاً أن «نص الـ 1701 يتحدّث عن إجراء جنوب الليطاني و»حزب الله» ملتزم بكل مندرجاته، لكن من انقلب وخرق ولم يُبق شيئا هو الإسرائيلي». ولفت حمادة في هذا السياق، إلى «أسئلة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتنصل الكامل للأميركي من أداء الإسرائيلي وخرق 1701»، معتبراً ان «هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات».

إلى ذلك، يزور رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قبرص اليوم، ويتوجه بعدها الى البحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، على ان يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الحالي. وكان أمس استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والتقى شركة resources investment الإماراتية، التي تعنى بالاستثمار والتطوير برئاسة محمد الضاهري الذي عرض لرئيس الجمهورية ما تقوم به الشركة المتخصصة في اقتصاديات الشركات النامية، والتي تتولى تنفيذ عدد من المشاريع بتوجيه من القيادة الإماراتية، لا سيما لجهة تفعيل الاستثمارات. وأشار الى ان الشركة تتولى تهيئة البنى الأساسية للاستثمار في مسائل حيوية مثل الطاقة والقطاع المصرفي، لافتاً الى قدرة الشركة على التنفيذ السريع وإيجاد حلول موقتة ودائمة للتحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان. وشكر الرئيس عون الضاهر على الاهتمام الذي أبداه مع الوفد المرافق للاستثمار في لبنان، منوّهاً بمواقف رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أعرب عن دعمه للبنان وأرسل بعثة خاصة للاطلاع على حاجاته. ولفت الى أن مسألة الطاقة الكهربائية أساسية بالنسبة للبنان، إضافة الى القطاع الصحي، خصوصاً في الجنوب، الذي أصيبت فيه المراكز الصحية والاستشفائية بأضرار جسيمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا الرئيس عون الضاهري للبحث مع الوزارات المعنية في المجالات التي يمكن التعاون فيها وفق الأولويات التي حددتها الحكومة.

شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيلي المعادي، مساء أمس، غارةً استهدف فيها سيارة في حي الزحلة الواقع ضمن بلدة البابلية في قضاء الزهراني جنوبي لبنان ما أدى الى سقوط شهيد، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. تزامن ذلك مع تحليق لمسيرة إسرائيلية في أجواء منطقة مرجعيون على علو منخفض.

وأعلنت طوارئ الصحة العامة عن سقوط «3 شهداء» و13 جريحاً في حصيلة نهائية للغارة الإسرائيلية على السيّارة في العيرونية.

على صعيد آخر، عقد في وزارة الداخلية والبلديات، الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وجرى خلال الاجتماع استكمال البحث في البنود المتعلقة بالقانون الانتخابي، بما يعزز الشفافية، ويضمن عدالة التمثيل وسلامة العملية الانتخابية.

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

لبنان في مرحلة انتظار رد برّاك على ردّه مؤتمر باريس يتأخر بسبب بطء الإصلاحات

قبيل مغادرته بيروت، جدّد براك تأكيده ضرورة أن يقتنص لبنان الفرصة المتاحة أمامه اليوم عبر النافذة المفتوحة على إيجاد حلول للأزمات التي يرزح تحتها على مختلف الصعد

 مع أن الغارات الإسرائيلية على مواقع "حزب الله" ومناطق عدة في الجنوب والبقاع الشمالي لم تنقطع حتى عشية زيارة الموفد الأميركي إلى بيروت توم برّاك، فإن إسرائيل تعمدت على ما يبدو إطلاق رسالة متطورة ميدانية في الساعات الأخيرة من وجود برّاك في بيروت. ففي الوقت الذي كان فيه الموفد الأميركي يهم بمغادرة مطار بيروت عصر أمس مختتماً زيارته، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة في عمق قياسي في لبنان في العيرونية- قضاء زغرتا قرب طرابلس، حيث اغتال مسؤولاً في حركة "حماس" بما شكّل رسالة ميدانية واضحة حيال "الساحة المفتوحة" أمام إسرائيل غداة تسلّم برّاك الردّ اللبناني على ورقته متضمناً موقف السلطة اللبنانية من موضوع سلاح "حزب الله". ومع أن الجهات اللبنانية المعنية لم تكن تراهن على توقف الغارات والعمليات الإسرائيلية أقلّه في وقت قريب، فإن الغارة الإسرائيلية في العمق النائي للشمال بعيداً من خطوط جنوب الليطاني وشماله رسمت عنواناً ساخناً حيال مرحلة انتظار السلطة اللبنانية للردّ الأميركي على الردّ اللبناني، والذي تعهّد برّاك بإرساله عبر السفارة الأميركية بعد درسه ومراجعته من دون تحديد موعد محدد لذلك.

وبحسب شهود عيان، حصل مشهد ناري مروّع على طريق بلدة العيرونية في منطقة طرابلس شمال لبنان، بعد أن تعرّضت سيارة مدنية للاستهداف المباشر ما أدى إلى اشتعالها بالكامل.

وفي وقت لاحق، أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ قصفت عنصرًا بارزًا في تنظيم "حماس" في منطقة طرابلس شمال لبنان. وأفاد الإعلام الإسرائيلي أن الغارة استهدفت القيادي مهران مصطفى بعجور رئيس قسم التخطيط في "حماس". وأفيد عن سقوط قتيلين آخرين في الغارة، هما عمر زهرة من باب التبانة وعلي حموي الذي كان في السيارة المستهدفة مع مهران، و13 جريحاً إلى جانب المستهدف من حركة حماس بالغارة.

وكانت مسيّرة إسرائيلية ألقت سابقاً قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الجنوبية الحدودية. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس": "خلال ساعتيْن جيش الدفاع يقضي على قائد في قوة الرضوان وعلى عنصر آخر من حزب الله الإرهابي. وهاجم جيش الدفاع يوم أمس في منطقة دير كيفا في جنوب لبنان وقضى على المدعو علي عبد الحسن حيدر قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الإرهابي. لقد دفع الإرهابي بمخططات إرهابية عديدة ضد مواطني إسرائيل وقوات جيش الدفاع ومن بينها خطة احتلال الجليل. على مدار الأشهر الأخيرة تورّط في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان حيث شكلت أنشطة حيدر خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

جولة براك

أما الموفد الأميركي توم برّاك، فاكمل جولته أمس لليوم الثاني والأخير في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. كذلك أفيد أن برّاك زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على دور الجيش اللبناني في المنطقة.

وقبيل مغادرته بيروت، جدّد براك تأكيده ضرورة أن يقتنص لبنان الفرصة المتاحة أمامه اليوم عبر النافذة المفتوحة على إيجاد حلول للأزمات التي يرزح تحتها على مختلف الصعد. وشدّد في لقاء خاص حرص على عقده مع مجموعة ضيقة من الصحافيين المتخصصين في الشأن الاقتصادي، على ضرورة أن يتمسك اللبنانيون بالأمل لمواكبة المتغيّرات الحاصلة حولهم، تمهيداً لمواكبتها عبر المضي في حزمة الإصلاحات المطلوبة لكي يستعيد البلد دوره وتعافيه، مذكراً بالحقبة الذهبية للبنان حيث كان رائداً في مختلف المجالات ولا سيما من خلال قطاع مصرفي ناجح.

ومساء الإثنين، زار برّاك رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في معراب، وتناول البحث خلال اللقاء الأفكار التي وردت في ورقة العمل التي قدمها برّاك إلى المسؤولين اللبنانيين، حيث أكد جعجع "أن مطلب جمع كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً، من قبل الدولة اللبنانية هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهّد لقيام دولة فعلية في لبنان. وشدّد على أنه من دون حلّ جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان".

ليس بعيداً، وفي إطار متابعة نتائج لقاءات برّاك الرئاسية، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد برّاك. ولفت ما قاله سلام رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة الموفد الأميركي: "الرئيس بري أمس كفى ووفى والجو منيح".

إلى ذلك، يزور رئيس الجمهورية جوزف عون قبرص اليوم ، كما سيزور لاحقاً دولة البحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، على أن يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الجاري. وعصر أمس، زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرئيس عون وأعلن على الاثر أن "زيارة توم برّاك ممتازة جداً وفق ما قال الرئيس عون، وقد قُدِّمَت ورقة الردّ إليه ولا يزالون ينتظرون إجابة من "حزب الله"، وحصر السلاح يحتاج وقتاً ولن نعود إلى الحرب".

وعن وضع المسيحيين في سوريا، رأى الراعي أن "الوضع صعب وعندما نرى ما يحصل في سوريا نفهم قيمة لبنان"، مشدداً على أن "لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه".

باريس

في غضون ذلك، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن تأخر الإصلاحات المطلوبة لتنظيم مؤتمر إعمار لبنان مردّه إلى البرلمان اللبناني حسب باريس وممثلي الدول الخمس التي تتابع الوضع في لبنان، والتي بعثت برسالة للمسؤولين ورئيس مجلس النواب بضرورة التقدم على مسار إعادة تنظيم القطاع المصرفي اللبناني ثم توزيع المسؤوليات حول الانهيار الذي حدث في لبنان. والمحادثات التي تمت في باريس بين وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والمبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك أكدت التنسيق بين البلدين حول لبنان وسوريا والتفاهم حول مهمة اليونيفيل في لبنان، علماً أن الجانب الإسرائيلي ينتقد المهمة. وتقول مصادر ديبلوماسية فرنسية إن الكل يعترف بأن عمل اليونيفيل أصبح أكثر نشاطاً والأميركيون يوافقون على المبدأ، إذ أن القوة تقوم بدور لا يمكن حالياً للجيش اللبناني القيام به لعدم امتلاكه الإمكانات لذلك. أما عن زيارة برّاك إلى لبنان ولقاءاته في فرنسا، فترى باريس أن أسلوب وورقة برّاك تختلف لأنه لبناني الأصل ويعرف البلد. ولا شك بأن الجانب الأميركي يفكر في عقد سلام بين كل من لبنان وسوريا مع إسرائيل، لكن في هذه المرحلة يتطلع الجانب الأميركي إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم ومفاوضات على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وهذا موقف فرنسا منذ البداية بضرورة التفاوض على الحدود. أما عن حصر السلاح بيد الدولة، فورقة برّاك لا تحدد موعداً له لكن تنص على تنفيذ ذلك، وترى باريس أن لا مفر من حصر سلاح "حزب الله" بيد الدولة لكن ذلك ينبغي أن يكون بالتشاور مع القيادات اللبنانية، وهذا ما يقوم به برّاك الآن وأيضاً باريس بالتنسيق معه.

ملاحقة بوشيكيان

وسط هذه الأجواء، برزت خطوة ملاحقة قضائية لنائب حالي ووزير سابق، إذ وقّع وزير العدل عادل نصار طلب القاضي جمال الحجار برفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق جورج بوشيكيان، على أن يحال إلى الأمانة العامة لمجلس النواب في الساعات المقبلة. وكان النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وجّه كتاباً إلى الأمانة العامة لمجلس النواب بواسطة وزير العدل عادل نصار، طلب فيه رفع الحصانة البرلمانية عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشكيان، لملاحقته "بجرم الاختلاس وقبض رشى مالية وابتزاز اصحاب المصانع لقاء منحهم  تراخيص عمل"، وذلك خلال تولّيه مهام وزير الصناعة.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق

تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات
انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية

 في لحظة سياسية دقيقة يمر بها لبنان، في خضم تصعيد إقليمي واحتقان داخلي، جاءت زيارة المبعوث الأميركي توم براك لتعيد إلى الواجهة واحدة من أعقد القضايا اللبنانية وأكثرها حساسية، كاختبار جديد لوحدة القرار اللبناني وقدرته على مخاطبة الخارج من موقع الدولة، حيث جاءت تصريحات المسؤولين لتكشف تباين الرؤى حول مفهوم السيادة ودور السلاح، وتطرح تساؤلات حول حدود التنازلات الممكنة في ظل الترتيبات الإقليمية الجديدة.

وبين موقف واشنطن، وتريث الحزب، وحذر الدولة، تبقى الأسئلة معلقة: كيف يمكن لدولة منقسمة أن تُقنع المجتمع الدولي بأنها شريك في الاستقرار؟ هل يبدأ مسار الدولة من ملف السلاح؟ أم أن الدولة بحاجة أولا إلى استعادة نفسها؟ وكيف يمكن للداخل اللبناني أن يعيد تشكيل عقده السياسي في ظل استقطاب إقليمي حاد؟

زيارة غامضة

واضح ان زيارة براك يحيط بها الكثير الغموض، وتدور حولها الكثير من التأويلات التي تسببت بها تصريحاته، ورسائله، من جهة، وتسريبات المقار الرئاسية والجهات الرسمية، التي فسرت «الكلام الاميركي» بالايجابي جدا وبل الممتاز، في تكرار لسيناريو زيارته الاولى، وما تبعها، والتي انتهت الى اكتشاف اللبنانيين وجود ورقة شروط، وسط تحذيرات من ان تكون الايجابية التي حاول براك اظهارها مجرد خدعة، «عا طريقة ما صارمع ايران»، من هنا الخوف الكبير من فخ اظهار عدم قدرة الداخل على حل ملف السلاح وبالتالي تلزيم الامر الى جهة اقليمية ما، او حتى الى الفوضى.

من هنا لا شك ان في الأمر شيئا غامضًا، وربما يكون مقصودًا، بين السقف الأميركي الذي عبّر عنه برّاك، والذي لم يُعرَف إذا كان الرد اللبناني مطابقًا لورقته، الموقف اللبناني، الذي طلب مهلة جديدة لإقناع الحزب، وسقف حزب الله الذي يستشف منه أن تسليم السلاح غير وارد.

فأين الحقيقة وسط كل ذلك؟ فهل الموضوع موضعَ إقناع أو استجابة لمطلب؟ وفي هامش المهلة المطلوبة ، كيف ستتصرف إسرائيل خلال المهلة المطلوبة، في ظل عدم وجود اي ضمانة من الولايات المتحدة الأميركية بضبط اي تصعيد اسرائيلي؟ وهل ستكون لبراك محطة لبنانية جديدة عمّا قريب، بعد مناقشة الملاحظات اللبنانية وإطلاع إسرائيل عليها، كما وعد؟ ربما الجواب يحتاج الى بعض الوقت للتدقيق في انتظار ما سيقوله حزب الله، صاحب الكلمة الاولى والأخيرة باعتبار ان مطلب حصر السلاح يتعلّق به الى حدٍ كبير.

قراءة اولية

الملف اللبناني كان جزءا من جدول اعمال حافل لرئيس الحكومة الاسرائيلية في البيت الابيض، حيث يتوقع ان يتم نقاش مفصل حوله في الجلسة الثانية، حيث سيستمع الرئيسان الى احاطة كاملة، على ما اكدت مصادر اميركية، والتي اشارت الى ان اجتماعا عقد ضم مسؤولين اميركيين يتقدمهم المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيفن ويتكوف، ونظراءهم الاسرائيليين، بحث النسخة التي وصلت من عوكر الى البيت الابيض من الورقة اللبنانية، حيث خلصت المشاورات الى ان ما وصل الى واشنطن يبين ان لبنان «لم يقدم ما يجب ان يقدمه، وما حملته الورقة اقل من عادي»، مؤكدة ان «لا تفاوض على عدم تسليم سلاح حزب الله الثقيل من صواريخ دقيقة ومسيرات.

براك

هذا وأشار المبعوث الأميركي توم برّاك، الى أنه «لا توجد تهديدات فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغير فإذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل». ولفت براك، الى أنه «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل فترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر».

وعن كيفية حل مشكلة حزب الله، قال «مسألة لبنانية ليست عالمية فنحن من الناحية السياسية قد صنّفناها منظمة إرهابية لذلك إذا عبثوا معنا في أيّ مكان على المستوى العسكريّ كما أوضح الرئيس فسوف يواجهون مشكلة معنا».

ورأى أن «نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا أكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد»، مضيفاً «المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد».

وذكر أن «الخليج يؤكّد التزامه لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ أي جداول زمنية حقيقية مهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتم ذلك بطريقة عدوانية».

وتعليقًا على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح، قال «التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ إنها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ».

صورة سوداوية؟

مصادر ديبلوماسية تكشف صورة غير زهرية للوضع، ناصحة بعدم تجاهل السياق السلبي الذي سبق وصوله في اي عملية تحليل او تقييم للزيارة، في ظل الرسائل الواضحة التي حملها معه، مع نعيه اتفاق 27 تشرين الثاني، وآلية المراقبة التي ارساها، اي «الميكانيزم»، بقرار اتخذ قبيل وصوله الى بيروت، بعد اجتماع اميركي – اسرائيلي عقد في واشنطن، وخلص الى قرار باطلاق يد تل ابيب في لبنان، الى حين التوصل الى اتفاق جديد يرسي قواعد اشتباك جديد بين الدولة اللبنانية وحزب الله، من جهة، واسرائيل، من جهة ثانية، والاهم اعادة كرة نار السلاح الى لعبة الداخل اللبناني التي يرعاها اتفاق الطائف، مع تقديم عرض صريح للحزب بحفظ دوره السياسية، والتي قرأها اكثر من ديبلوماسي، على انها «رسالة سياسية» من العيار الثقيل، قد تنتهي الى تفاوض مباشر او غير مباشر مع واشنطن.

ودعت المصادر الى عدم التعاطي مع هذا التغيير كما لو أنه انقلاب في الموقف الأميركي، لان ما ادلى به براك، وإن بدا محسوبًا ومنمقًا، لا يمحو الواقع القائم، ولا يبدّل جوهر المقاربة، التي لا يملك القرار الحاسم بشانها، فدوره الفعلي يقتصر على نقل الرد اللبناني إلى طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ستبلور الموقف الأميركي الفعلي من مضمون الورقة.

فخ براك

وفي هذا الإطار، تشير اوساط سياسية إلى أن علاقة باراك – بري المتينة والتي تحمل في طياتها صداقة قديمة، قد أدّت دورا اساسيا، خصوصا ان تواصلا غير علني حصل اكثر من مرة طوال الايام الماضية بينهما، مباشرة وبالواسطة، وهو ما دفع بباراك الى ابداء اعجابه وتقديره بإحاطة بري بالأوضاع الإقليمية، وليس فقط المحلية، وهو ما جعل براك متفهّمًا الى حد ما لملاحظات الثنائي الشفهية التي سمعها في عين التينة.

وتكشف الاوساط ان حزب الله «مرتاح بحذر»، اولا، لان واشنطن لن تفرط بلبنان، في ظل ما تعتبره انتصارا لها بعد «سحبه» من محور الممانعة، و «تركيب» سلطة موالية لها، وبالتالي لا مصلحة لها ، بعد السيطرة على سورية، بأن ينفلت الوضع اللبناني بما يُقوّي موقف حزب الله، وثانيا، لان تل ابيب بدورها عاجزة حاليا عن تنفيذ أي عملية اجتياح بري واسع، وعليه فان الأمور ستبقى في إطار التصعيد المستمر المضبوط السقف، رغم ان الحزب اتخذ كل الاجراءات العسكرية والميدانية لمواجهة أي مفاجآت.

فهل سيأتي ردّ مشترك إسرائيلي - أميركي على الرد اللبناني أو ما سُمّي بـ»الأفكار اللبنانية للحل»؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا الرد؟ الاجابات لن تكون متوافرة قبل اسبوعين، الموعد الذي حدده براك، كمهلة تفاوض بين بيروت وواشنطن، تتولى خلالها السفارة الاميركية في عوكر نقل الرسائل والتوضيحات.

لقاء سري

المشهد السياسي المتصدع، والمازوم حكوميا، على خلفية الاعتراضات المتزايدة داخليا، لجهة اداء رئيس الحكومة نواف سلام وادارته للملفات الاساسية والحساسة، زاد من «بلته»، تداول معلومات عن لقاء سري جمع طوم براك برئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، في خطوة تحمل ابعادا سياسية بالغة الاهمية، وسط تزايد المؤشرات الى احتمال قيام ميقاتي بادوار محورية في المرحلة المقبلة.

حرد قواتي

وفيما يبدو ان الموقف القواتي ذاهب نحو مزيد من التصعيد، تصر معراب على ان ما يحصل يشكل انقلابا، على التسوية السياسية التي حصلت، اولا، وعلى النظام السياسي اللبناني، من خلال اعادة استنساخ تجارب سابقة اختزلت المؤسسات وادت الى تهميشها وتدميرها، وهو ما ناقشه «الحكيم» مع الموفد الاميركي، خلال العشاء الذي جمعهما.

من هنا، تؤكد اوساط مطلعة أن لبنان مقبل على مشهد سياسي مختلف تمامًا عمّا شهدناه خلال الاشهر الاخيرة، عنوانه سقوط «التفاهمات الهجينة» وصعود تحالفات ومقاربات جديدة، تحاول معراب ان تحفظ فيها حصة الاسد، سواء من موقعها كمشارك في حكومات الضرورات الاقليمية والتفاهمات الدولية، او في صفوف المعارضة، لترسيخ موقعها كأقوى حزب مسيحي.

كفى ووفى

ليس بعيدا، وفي دلالة على التناغم الرئاسي القائم، قال رئيس الحكومة نواف سلام، في نهاية زيارته الى عين التينة، حيث تناول اللقاء تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد الاميركي، ردًا على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة باراك «الرئيس بري كفى ووفى والجو منيح».، مضيفا «كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله».

السلاح غير مطروح

في المقابل، تطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة الى زيارة برّاك إلى لبنان، مؤكدا «موقف «حزب الله» من التدخل الأميركي في لبنان»، قائلا «نحن لا نعتبر أن «الأميركي وسيطا بل شريكا، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701». مشيرا إلى ان «رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاما مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه». وقال إن «موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم».

اغتيالات

وفيما واصل برّاك جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة، قبل ان يجول في منطقة جنوب الليطاني مثنيا على دور الجيش، سجلت التطورات الميدانية، القاء مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. الى ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس عن استهداف جيش العدو الاسرائيلي قائدا في قوة الرضوان وعنصرا آخر من حزب الله، كما استهدفت طائرة مسيرة منطقة العيرونية عند تخوم مدينة طرابلس، ما ادى الى استشهاد شخصين، بينهم مسؤول التخطيط في حركة حماس، مهران مصطفى بعجور، واصابة ستة اخرين،على ما ذكرت معلومات صحافية، الا ان حماس نفت الامر.

جولة خارجية لعون

الى ذلك، يزور رئيس الجمهورية جوزيف عون قبرص اليوم، على ان يتوجه بعدها الى البحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، فيما يتوقع ان يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الجاري، في وقت كشف فيه مقربون من بعبدا، ان العواصم العربية تبدي ارتياحا، لموقف لبنان الرسمي الموحّد، الذي عبّرت عنه الورقة التي تسلمها السفير الاميركي توم برّاك، لا سيما «لجهة الالتزام بمضمون خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون، والبيان الوزاري الحكومي بشأن حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية».

وكان زار وفد من شركة «Resources Investment» الإماراتية برئاسة محمدالظاهري قصر بعبدا ، ونقل إلى رئيس الجمهورية رغبة الشركة بالمساهمة في تنفيذ مشاريع حيوية في لبنان، منها الكهرباء والقطاع المصرفي، إلى جانب استثمارات في عدد من المشاريع الإنمائية التي تحددها الدولة اللبنانية.

الراعي في بعبدا

كما زار بعبدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اشار من على منبرها، الى أن «زيارة المبعوث الأميركي توم براك ممتازة وقدّمت الدولة اللبنانية الورقة وتنتظر الرد من حزب الله وبراك استلم الرد».، لافتا الى أن «وضع المسيحيين في سورية صعب والانفجار “يشغل البال” خصوصًا أن لا ردة فعل من الدولة السورية والمسيحيون يحتاجون إلى العيش بضمانة وما يحصل في سورية يجعلنا نفهم قيمة لبنان».

ازمة مع دمشق؟

وفي وقت يطالب فيه براك لبنان بان يحذو حذو سورية والسير على خطاها، تتراكم الخلافات على خط بيروت – دمشق، حيث يشير زوار الاخيرة الى استياء كبير لدى القيادة السورية من المقاربة اللبنانية الرسمية لملف الموقوفين الإسلاميين السوريين في السجون اللبنانية، رغم تاكيدها اكثر من مرة أن تسريع معالجة هذا الملف يشكّل خطوة أساسية على طريق إعادة بناء الثقة بين البلدين وفتح المجال أمام تعاون أوسع في ملفات أخرى عالقة، ملمحة الى ان استمرار محاولات «تمييع الملف» على اهميته، سيدفع بسورية الى اتخاذ اجراءات سيكون تاثيرها مؤلما وتداعياتها سلبية بشكل كبير على الاقتصاد اللبناني.

ازمة قضائية

على صعيد التشكيلات القضائية، علم ان تقدما سجل على هذا الصعيد، وسط ترجيحات بان تصدر قريبا بعد وضع اللمسات الاخيرة عليها، حيث تشير مصادر العدلية الى ان امرين اساسيين ساهما في حلحلة العقد التي كانت قائمة، مما يسهل ولادة التعيينات، الاول، زيارة رئيس الجمهورية لقصر العدل و «الصلحة» التي تمت بين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الاعلى من جهة، والثاني، التوافق مع رئيس مجلس النواب، ما ادى الى الاتفاق على اسم القاضي ماهر شعيتو لمنصب المدعي العام المالي.

وفي هذا السياق كشفت المعلومات عن اتخاذ مجلس القضاء الاعلى قرارا باحالة 34 قاضيا الى التفتيش القضائي، في وقت اوقف وزير العدل 4 منهم عن العمل وكف يدهم عن الملفات التي يمسكونها بسبب الضرر الذي قد يلحقونه باصحابها.

وليس بعيدا، تخوفت المصادر من نتائج خطوة مدعي عام التمييز، باحالته طلب رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق والنائب الحالي جورج بوشيكيان، والتي وضعت المجلس النيابي امام مشكلة كبيرة، خصوصا ان الاخير رفض رفع الحصانة عن نواب مطلوبين الى التحقيق في انفجار مرفا بيروت، فكيف سيتصرف امام الطلب الجديد؟ وماذا لو طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار احالة طلب رفع حصانة جديد عن زعيتر؟ علما ان المعلومات المتوافرة تتحدث عن اتجاه لتاجيل صدور القرار الظني في انفجار المرفا، وسط تكهنات بامكان اصدار مذكرات توقيف بكامل المدعى عليهم في الملف.

خلافات الانماء والاعمار

وفيما يبدو ان مسالة اعادة الاعمار قد اقلعت بخجل مع اقرار قرض البنك الدولي في هذا الخصوص، كشفت مصادر مطلعة عن خلافات بدأت تلوح في افق مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار، على خلفية تنازع الصلاحيات، ما ينذر في حال تطوره بعرقلة اعماله.

ارقام صادمة

على صعيد آخر، وفي كلمة ألقاها وزير المالية ياسين جابر، من معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، أشار إلى أنّ مجلس الوزراء أقرّ في شباط 2024 «الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية»، واصفاً إيّاها بـ»الاستراتيجية الجريئة التي تقوم على مبدأ عدم ترك أحد على الهامش»، مقرا بانها تصطدم بواقع صعب ومعقّد»، لافتا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي تراجع من 55 مليار دولار في عام 2018 إلى 23 مليار دولار في 2023، مع تسجيل تحسّن طفيف هذا العام 2025 ليبلغ 28 مليار دولار.

ورغم بعض «النقاط المضيئة» كتحويلات المغتربين التي لا تزال تلامس 7 مليارات دولار، وقطاع السياحة، أشار جابر إلى أنّ القطاع المصرفي لا يزال يعاني من «نقص في السيولة»، مؤكداً أن كلفة إعادة الإعمار تُقدَّر بـ 11 مليار دولار، وأن «الاستقراض أمر لا بد منه».

ازمة التربية

وعلى وقع احتجاجات الاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي، تنطلق اليوم الامتحانات الرسمية لشهادة «البكالوريا – القسم الثاني»، على وقع اعتراضات الطلاب، بعد عام بدأ متأخرا، تحت القصف، في ظل تنقّل بين التعليم الحضوري والتعليم من بعد، اصرت خلاله وزيرة التربية ريما كرامي على أن لا حاجة لأي تخفيض إضافي في المواد، وأن الوقت كان كافيا، والدروس أُنجزت، والامتحانات «عادلة»، وهو ما ينقضه طلاب الجنوب والبقاع والضاحية والشمال، وحتى طلاب المدارس الخاصة في بيروت، الذين منهم من لم يُنهِ المواد الأساسية، ومنهم من درسها على عجل، ومنهم من لم يراجع الدروس كما يجب، ومنهم من انهى «البرنامج» شكلياا.

وتشير مصادر وزارة التربية، الى ان الوزيرة راعت بين مطلبين اساسيين، الحفاظ على مستوى الشهادة الرسمية، ما يحتم اجراء الامتحانات الرسمية، بعد «التعثر والتراجع» الذي شهده القطاع التعليمي خلال السنوات الاخيرة، وانعكس على الصعيد الجامعي، من جهة، وتأمين مصلحة الطلاب ومراعاة الاوضاع التي مرت بها البلاد من حرب وتهجير، وهو ما سيظهر جليا في الامتحانات، التي ستاخذ بعين الاعتبار كل هذه الامور، مؤكدة ان الاجراءات التي اتخذت تصب اولا واخيرا في مصلحة سمعة لبنان العلمية والتي طالما عرف بها.

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

برّاك: ترامب شجاع وليس صبوراً والحزب مسألة لبنانية... قاسم: صبرنا له حدود

خضعت نتائج زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك والمواقف التي أعلنها خلالها، لتقييم وتفسير وتمحيص على نطاق واسع في كل الأوساط السياسية، خصوصاً انّها بدت حمّالة أوجه في جوانب كثيرة منها، وذلك في انتظار ما سيكون عليه الموقفان الأميركي والإسرائيلي من الردّ اللبناني على ورقة المقترحات الأميركية. في الوقت الذي استمر الخرق الإسرائيلي اليومي لوقف إطلاق النار الذي طاول أمس منطقة الشمال في بلدة العيرونية الزغرتاوية.

أكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، ارتياحه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت، مبدياً تفاؤله بالمسار الذي تتخذه الأمور حتى الآن، لكنه فضّل أن يبقى هذا التفاؤل مرفقاً بالحذر.

وأشار المرجع إلى انّ زيارة برّاك أفضت إلى إيجابيات مهمّة لكنها لا تزال غير مكتملة، وبالتالي «ما تقول فول حتى يصير في المكيول..».

وتوقف المرجع عند ما سمّاه «خفافيش الداخل» ودورها السلبي، معتبراً انّ «السموم التي تبخّها هي هامشية لأنّ اللعبة أكبر منها».

وإلى ذلك أكّد مصدر بارز في «حزب الله» لـ«الجمهورية»، انّ «جولة برّاك ونتائجها يتمّ تقييمها وفق مجموعة عوامل تبدأ من حيث اللقاءات الرسمية والجانبية وتصريحاته ومواقفه التي أُطلقت في اتجاهنا، إذ تبين لنا انّ مجيء برّاك وذهابه لن يغيرا من استمرار الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، هذا عسكرياً. أما سياسياً فواضح انّ برّاك وضع الكرة في ملعب اللبنانيين بطريقة ديبلوماسية، عبر دعوته إلى استخدام منطق الحوار وهذا هو مطلبنا منذ البداية بعيداً من الصراخ والتهويل والتهديد. والموقف الرسمي الموحّد جعل الأميركي يخطو خطوة إلى الوراء، ونحن نعتبر انّ غياب الموقف الموحّد بين اللبنانيين يعزز سياسة استمرار الاعتداء على لبنان».

ولفت المصدر إلى «انّ «حزب الله» لا يتعاطى مع الأميركي على أساس انّه بريء ولا دخل له بما يقوم به العدو، فهو طرف محرّض ويؤمّن غطاءً كاملاً، ويرأس لجنة الإشراف التي يتنصل منها حاليا». واضاف: «يبقى انّ الجواب اللبناني له علاقة بموقف الدولة عموماً لجهة التزام لبنان بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والخطاب المنفتح على الحوار الداخلي لمعالجة كل الأمور، و«حزب الله» جزء من الحكومة التي التزمت حصرية السلاح وقرار السلم والحرب ان يكون بيد الدولة، وهذه كلها مقدمات ذات طبيعة إيجابية».

وأضاف المصدر: «من جهته، برّاك كانت لهجته إيجابية، بعكس ما كان البعض يفترض او يتمنى ان تكون حادة، خصوصاً لجهة اعتباره انّ «حزب الله» هو حزب سياسي وطرف سياسي. فهذا اعتراف بدوره السياسي الذي بالنسبة لنا هو ناتج من الحضور الشعبي والتمثيل ولا منّة لأحد عليه... أما إذا كان الأميركي يضمر شيئاً معاكساً ويراوغ ويخادع من خلال الديبلوماسية المفرطة فلن يفاجئنا ولا نُخدع لأننا لا نتصرف معه على أساس انّه طرف يؤمّن له ويلتزم بالمواثيق، أما إذا أراد أن يرمم بعض صدقيته فعليه ان يلزم الإسرائيلي بالاتفاق ووقف العدوان والانسحاب»...

وقال المصدر نفسه: «انّ حركة برّاك فتحت مجموعة مسارات، الأول داخلي يرتكز إلى الجلوس إلى الطاولة وفتح الحوار، والثاني الحوار حول المقترح الأميركي وليس أخذه كما هو مثلما قيل لنا قبل مجيء برّاك، وإلّا الاسرائيلي سيضربكم. ونحن من الأساس نأخذ هذا الأمر في الحسبان، نحن لا نريد الذهاب إلى الحرب، وإذا كان هذا الخيار موجوداً لدى العدو فهذا يعني انّ الأميركي جاء بديبلوماسية ناعمة ليخفي نيات لضربة غادرة»... وختم المصدر مؤكّداً «انّ الورقة اللبنانية أخذت مسار الحوار في انتظار اختبار صدقية الأميركي ومنعه إسرائيل من القيام بأي عمل تصعيدي».

لقاءات تقييم

وكانت نتائج زيارة برّاك موضع بحث أمس في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الذي قال رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة برّاك: «الرئيس بري كفّى ووفّى أمس (الاثنين) والجو منيح».

كذلك كانت نتائج زيارة برّاك موضع بحث في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال بعد اللقاء: «ناقشت مع الرئيس عون المواضيع كافة و»في شي ممتاز وفي شي بدو انتظار». وأضاف: «زيارة الموفد الأميركي توم برّاك ممتازة جداً وفق ما قال الرئيس عون وقد قُدّمِت ورقة الرّد إليه ولا يزالون ينتظرون إجابة من «حزب الله».

ورداً على سؤال عن وضع المسيحيين في سوريا، قال الراعي إنّ «الوضع صعب، وعندما نرى ما يحصل في سوريا نفهم قيمة لبنان». وختم: «لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه».

برّاك

وقد أمضى برّاك أمس يوماً آخر في لبنان متتبعاً ردود الفعل على زيارته. وزار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. وأفيد انّه زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على دور الجيش اللبناني هناك.

وكان برّاك زار مساء أمس الاول معراب والتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، وتناول البحث خلال اللقاء الأفكار التي وردت في ورقة العمل التي قدّمها برّاك للمسؤولين اللبنانيين، حيث أكّد جعجع «أنّ مطلب الدولة اللبنانية جمع كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً، هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهد لقيام دولة فعلية في لبنان». وشدّد على أنّه «من دون حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان».

وبعد جولة مناقشات حول هذا الموضوع ومواضيع متفرقة في لبنان والشرق الأوسط، تناول برّاك والوفد المرافق العشاء إلى مائدة جعجع وعقيلته، حيث استكملوا مناقشاتهم حول المواضيع المطروحة.

مسألة لبنانية لا عالمية

وأشار برّاك، في حديث لقناة «LBCI»، إلى أنّه «لا توجد تهديدات. فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغيّر. فإذا لم ترغبوا في التغيير وإذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخّل». ولفت إلى أنّ «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى السنة المقبلة. فترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر».

وعن سبل حل مشكلة «حزب الله»، قال برّاك: «مسألة لبنانية ليست عالمية. فنحن من الناحية السياسية قد صنّفناه منظمة إرهابية، لذلك إذا عبثوا معنا في أيّ مكان على المستوى العسكريّ كما أوضح ترامب فسوف يواجهون مشكلة معنا». ورأى أنّ «نزع سلاح «حزب الله» كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا، وشدّد عليها الرئيس (ترامب) ووزير الخارجية في استمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد». مضيفاً: «المقصود ليس فقط سلاح «حزب الله» بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة. وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد». وقال إنّ «الخليج يؤكّد التزامه لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه، وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ، أي جداول زمنية حقيقية ومهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتمّ ذلك بطريقة عدوانية».

وعلّق على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض تسليم السلاح، فقال: «التفاوض لبنانيّ تقليديّ. إذ إنّها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ». ولفت برّاك، إلى أنّ «ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوب الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل على رغم من أنّ الاتفاق لم يؤتَ ثماره لما يعتبره الطرفان خرقًا، لذلك علينا سدّ الثغرات». وقال: «أشعر أنّ الرؤساء الثلاثة صادقون ومباشرون. وعندما قلت إنّ طريقة تسليم الردّ كانت مذهلة أعني بذلك أن تتلقّى ردًا لم يتمّ تسريبه. وهذا الأمر إنجاز في حدّ ذاته». وأضاف: «موقفي هو موقف غير لبنانيّ إطلاقًا. فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة. فهذه هي (الضربة القاضية) ومن باب الاحترام للأطراف المقابلة التي نتعامل معها لا يمكنني أبدًا أن أفعل ذلك».

ولفت إلى أنّ «مهمتنا في سوريا واضحة وهي مكافحة «داعش». ولن نسحب تلك القوات حتى نتأكّد من أنّ تلك الخلايا الإرهابية يتمّ إطفاؤها بأفضل طريقة».

وعلّق على التسريبات الإعلامية عن تسليم طرابلس والبقاع لسوريا، فقال «هذا خيال، هذا كارتون».

«حزب الله»

في غضون ذلك أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في حوار مع قناة «الميادين» أنّ خيار «الاستسلام» غير مطروح بالنسبة للمقاومة، مشدّدًا على «أنّ الحزب ماضٍ في طريقه حتى تحقيق النصر أو نيل الشهادة». وأوضح قاسم أنّ قرار المواجهة سيكون بيد الحزب وحده، قائلاً: «نحن من يحدّد توقيت وطريقة المواجهة، وإذا ظن الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي وأطراف أخرى أنّ الضغوط ستدفعنا إلى التراجع، فهم واهمون». وقال: «الصبر له حدود، وأنّ الحزب لا يمكنه التزام الصمت إلى ما لا نهاية»، مشيرًا إلى «أنّ آليات الردّ وتوقيتهما تبقى رهن قرار قيادة المقاومة».

وفي تقييمه للوضع الإقليمي، رأى قاسم «أنّ الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى تحقيق أهدافها في المنطقة عبر الضغوط السياسية الإسرائيلية، بعدما فشلت في فرضها بالقوة». واعتبر أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي استهدفت تسعة مبانٍ، «تمّت بالتنسيق الكامل مع واشنطن، على رغم من غياب أي مبررات عسكرية لها». وأكّد «أنّ المقاومة، وعلى رغم من محاولات محاصرتها، ما زالت صامدة»، موضحًا «أنّ إسرائيل اضطرت للجوء إلى الدولة اللبنانية لعقد اتفاق وقف إطلاق نار، بعد عجزها عن تحقيق مكاسب ميدانية».

وعن الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، قال قاسم إنّ «حزب الله حقق انتصارًا بمجرد استمراره في المواجهة، ومنع إسرائيل من بلوغ أهدافها، إضافة إلى حفاظه على معادلات الردع». وأشار إلى فشل محاولات بث الفتنة داخل لبنان، مشدّدًا على «أنّ التماسك الداخلي لا يزال صلبًا، وأنّ إسرائيل لم تنجح في اختراقه». وأكّد «أنّ المقاومة حالت دون أي تقدّم ميداني للعدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية» معتبراً «أنّ جوهر الانتصار يكمن في استمرار الصمود ومنع التقدّم المعادي». وختم: «شعب كهذا، وأمة كهذه، ومقاومة كهذه لا تُهزم. نحن أمام مرحلة جديدة، في ظروف مختلفة وأدوات مغايرة، لكن ثباتنا راسخ. وعلى رغم من التضحيات، فإنّ الحزب استعاد عافيته ووقف مجدداً».

التصعيد مستمر

وعلى الصعيد العسكري، كان التطور البارز استهداف الطيران الإسرائيلي المسيّر سيارة مدنية على طريق بلدة العيرونية في قضاء زغرتا، ما أدّى إلى اشتعالها. وأعلنت طوارئ الصحة العامة عن سقوط 3 شهداء و13 جريحاً في حصيلة نهائية.

وأظهرت مشاهد مصوّرة، تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، ألسنة اللهب وهي تلتهم السيارة وسط الطريق، مع تصاعد كثيف للدخان الأسود، وصرخات استغاثة من المارة.

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ «طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ قصفت عنصرًا بارزًا في تنظيم «حماس» في منطقة طرابلس شمال لبنان». وافادت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ المستهدف كان القيادي مهران مصطفى بعجور رئيس قسم التخطيط في قسم البناء في «حماس».

وسُجّلت ليل امس غارات على بلدة البابلية، بينها غارة بصاروخين، استهدفا سيارة. وتضاربت المعلومات حول وجود عائلة كاملة في السيارة المستهدفة، في حين افادت معلومات عن سقوط شهيد. واعلن ادرعي، عبر منصّة «إكس» انّ الغارة على منطقة دير كيفا في جنوب لبنان استهدفت «علي عبد الحسن حيدر قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله». كذلك اعلن انّ غارة أخرى على بيت ليف استهدفت أحد عناصر الحزب.

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

براك يعود بعد أسبوعين لإحداث خرق في تسليم السلاح

سلام من عين التينة ينوه بموقف برّي.. والقضاء يطلب رفع الحصانة عن وشكيان

في اليوم، الذي تلى تسليم لبنان الموفد الاميركي طوم براك ردّه التفصيلي، والمدروس على ورقة المقترحات الاميركية التي تسلمها قبل اكثر من اسبوعين، كانت الزيارة التي قام بها الرئيس نواف سلام الى عين التنية، حيث التقى الرئيس نبيه بري في اطار تقييم نتائج زيارة براك، واكتفى رداً على سؤال: «الرئيس بري امس كفّى ووفَّى، والجوّ منيح».

اما الموفد الاميركي فتحدث عن تقدم خلال اسبوعين عند عودتي واذا حظي هذا التقدم بقبول المكوّنات التي تمثلونها فسيكون ذلك معجزة وانا متأكد من ذلك، في حديث تلفزيوني (L.B.C.I) قبل مغادرته بيروت.

واذا كان الجانب اللبناني يتابع تضييق شقة التباين بين الطموحات المتعلقة بالاطراف الداخلية من مسألة تسليم الاسلحة غير الشرعية للدولة اللبنانية، فإن العمل سيتكثف في الاسبوعين المقبلين، حيث يعود براك الى بيروت في 23 تموز الجاري.

وحسب المصادر المطلعة، فإن الموفد الاميركي يأمل عند عودته برؤية ورقة متفاهم عليها من شأنها ان تحدث خرقاً في الموضوع الاساسي، الموصوف اميركياً بأنه «مسألة لبنانية داخلية».

ويبدو ان لبنان سيدخل فترة انتظار قد تطول او تقصر وفق ما تقرره الادارة الاميركية حول طبيعة تعاطيها مع الرد اللبناني على ورقة المقترحات الاميركية التي نقلها الموفد طوماس برّاك الى المسؤولين اللبنانيين، ما لم يطرأ تطور دراماتيكي ايجابي او سلبي يقلب الامور ويدفعها نحو الحلحلة السريعة او الانفجار تبعاً لتوجه الاحتلال الاسرائيلي وتعاطيه مع الملف اللبناني بعد جولة براك، لا سيما وانه وسّع عدوانه اليومي على لبنان ليطال منطقة الشمال بغارة جوية. فيما قالت مصادر رسمية لـ «اللواء»انه لا جديد يمكن الكلام عنه حاليا بإنتظار الخطوة الاميركية المقبلة ولا بد من الانتظار.

لكن البطريرك الماروني بشارة الراعي قال بعد زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون: ناقشت مع الرئيس عون المواضيع كافة و»في شي ممتاز وفي شي بدو انتظار» .

وأضاف الراعي، زيارة الموفد الأميركي ممتازة جداً وفق ما قال الرئيس عون وقد قُدّمِت ورقة الرّد إليه، ولا يزالون ينتظرون إجابة من حزب الله. وحصر السلاح يحتاج وقتا ولن نعود الى الحرب.

واكد الراعي ان لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه.

والملفت للإنتباه ان أياً من المسؤولين لم يذكر علنا لا خلال جولة براك امس الاول ولا في لقاءات امس، كيف سيتم التعاطي مع تصاعد العدوان الاسرائيلي وفشل لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ وقف اطلاق النار، وما هو البديل الفوري الذي قد يكون اقترحه براك او طلبه المسؤولون اللبنانيون، بإنتظار البت النهائي في واشنطن بالرد اللبناني.

عون في قبرص اليوم

وفي اطار تحركاته الخارجية، يزور الرئيس جوزيف عون قبرص اليوم، ثم يزور مملكة البحرين، على ان يلبي دعوة الرئاسة الجزائرية لزيارة الجزائر في 29 الجاري.

وقبل سفره التقى الرئيس عون شركة resources investment الإماراتية، التي تعنى بالاستثمار والتطوير برئاسة محمد الضاهري الذي عرض لرئيس الجمهورية ما تقوم به الشركة المتخصصة في اقتصاديات الشركات النامية، والتي تتولى تنفيذ عدد من المشاريع بتوجيه من القيادة الاماراتية، لاسيما لجهة تفعيل الاستثمارات. وأشار الى ان الشركة تتولى تهيئة البنى الأساسية للاستثمار في مسائل حيوية مثل الطاقة والقطاع المصرفي، لافتا الى قدرة الشركة على التنفيذ السريع وإيجاد حلول موقتة ودائمة للتحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان. وشكر الرئيس عون الضاهر على الاهتمام الذي ابداه مع الوفد المرافق للاستثمار في لبنان، منوهاً بمواقف رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

براك في الجنوب

وفي اليوم الثاني «لإقامته» الدبلوماسية في لبنان زار براك قائد الجيش العماد رودولف هيكل، ثم توجه الموفد الاميركي براك الى جنوب الليطاني، وتفقد الوضع على الارض برفقة قائد القطاع في الجيش اللبناني العميد الركن نيقولاس ثابت، واطلع على كل الاجراءات التي نفذها الجيش في اطار التزام لبنان بترتيبات القرار 1701 ووقف اطلاق النار..

ونقل عن براك ارتياحه لما شاهد وثنيه على دور الجيش اللبناني في تنفيذ ما طلب منه في اطار ترتيبات وقف النار.. ووصف دور الجيش اللبنانية بأنه مذهل.

وتعليقاً على كلام الشيخ نعيم قاسم امين حزب الله الرافض لتسليم السلاح، اجاب: التفاوض لبناني تقليدي، اذ انها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلاً لابرام اتفاق حقيقي.

واستدرك قائلاً: «المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل ايضاً سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة، واذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار، فسنرشد ونساعد».

وقال: نزع سلاح حزب الله كان دائماً حقيقة بسيطة وواضحة جداً، اكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد، جيش واحد.

اضاف: كيف تحل مشكلة حزب االله؟ انها مسألة لبنانية ليست عالمية، فنحن من الناحية السياسية قد صنفناها منظمة ارهابية، لذلك اذا عبثوا معنا في اي مكان على المستوى العسكري، كما اوضح الرئيس فسوف يواجهون مشكلة معنا.

وحول موقف الخليج، قال ان الخليج يؤكد التزامه، لكنه اكد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الاساس نفسه، وهو التوصل الى اتفاق حقيق، اي جداول امنية حقيقة، ومهل حقيقية ونزع سلاح حقيقي، وليس بالضرورة ان يتم ذلك بطريقة عدوانية.

واعلن الموفد الاميركي: لا احد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل، فرئيسي يتمتع بشجاعة مذهلة، وتركيز مذهل، لكن ما ليس لديه هو الصبر..

وكشف، لا نطلب شيئاً لقد قلنا شيئاً واحداً فقط: اذا كنتم تريدون مساعدتنا، فنحن هنا لنرشد ولنساعد، فلن نتدخل في السياسة، واذا لا تريدوننا لا مشكلة، سنعود الى بلدنا، واستدرك: لا توجد تهديدات فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم، الى المنطقة تتغير، فاذا لم ترغبوا في التغيير، واذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط اخبرونا، ولن نتدخل.

لكنه قال: اشعر ان الرؤساء الثلاثة صادقون، ومباشرون، وعندما قلت ان طريقة تسليم الردّ كانت مذهلة، اعني بذلك ان تتلقى رداً لم يتم تسريبه، وهذا الامر بذاته انجاز.

واوضح: موقفي هو موقف غير لبناني اطلاقاً، فأنا لا اتفاوض على اتفاق عبر الصحافة، فهذه هي الضربة القاضية، ومن باب الاحترام للاطراف المقابلة التي نتعامل معها لا يمكنني ابداً ان افعل ذلك، مشيراً سبب وجودي هنا هو حقاً براعة رجل واحد، وشجاعته وهو دونالد ترامب.

وحول المستقبل قال براك: أمل لبنان يسيتقظ فالفرصة الآن، وهذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتعبة التي حكمت الماضي، وتحقيق الوعد الحقيقي.

وحول المطالبة بعرض ذلك على مجلس الوزراء اجاب براك: لعرض ما نتشاوره على مجلس الوزراء عندما يصبح محدداً بما يكفي ليحظى بالاجماع.

واشار الى ان المهمة في سوريا واضحة، وهي مكافحة داعش، ولن نسحب تلك القوات، حتى نتأكد من ان تلك الخلايا الارهابية يتم اطفاؤها بأفضل طريقة، مؤكداً ان العالم يمنح الفرصة نفسها للبنان التي يمنحها لسوريا.

قبول الدولارات القديمة

مالياً، شدد مصرف لبنان على ضرورة قبول الاوراق النقدية بالدولار الاميركي سواء الجديدة او القديمة دون اي تمييز بينها، مشدداً على ان كل من يثبت تورطه في مثل هذه الممارسات يعرض نفسه للملاحقة القضائية.

تحضيرات في الداخلية

نيابياً، بقي الخلاف حول قانون الانتخاب في الواجهة، والبارز على هذا الصعيد، عُقد في وزارة الداخلية والبلديات قبل ظهر أمس، الإجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة الإقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وجرى خلال الإجتماع استكمال البحث في البنود المتعلقة بالقانون الانتخابي، بما يعزز الشفافية، ويضمن عدالة التمثيل وسلامة العملية الانتخابية.

كتاب لرفع الحصانة عن بوشكيان

قضائياً، وجَّه النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، كتاباً الى الامانة العامة لمجلس النواب بواسطة وزير العدل عادل نصار، طلب فيه رفع الحصانة البرلمانية عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشكيان لملاحقته بجرم الاختلاس وقبض رشى مالية، وابتزاز اصحاب المصانع.

ونقل عن النائب بوشكيان ترحيبه بأي مسار قانوني «جديد ومتكامل لا انتقائي» يهدف الى جلاء الحقيقة لا الى تسجيل نقاط سياسية.

اعتداءات اسرائيلية من الجنوب الى الشمال

وفي الشمال، عند نقطة العيرونية، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة يستقلها قيادي فلسطيني وادت الى استشهاده مع اثنين آخرين وسقوط 13 جريحاً.

وليلاً، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة في بلدة البابلية.

وفي وقت لاحق، أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ قصفت عنصراً بارزًا في تنظيم «حماس» منطقة طرابلس شمال لبنان، بينما ذكرت القناة 14 العبرية ان الغارة استهدفت مسؤول التخطيط والبناء في حركة حماس بلبنان مهران مصطفى بعجور .لكن حماس نفت استشهاد مهران. وقال مصدر في حركة حماس في لبنان: ان لا صحة لاغتيال أي من قياديي الحركة باستهداف العيرونية قرب طرابلس.

وتردد ان الشهداء هم: عمر زهرة صاحب محل مقابل مكان الاستهداف وعامل عنده في المحل.وشخص يدعى علي الحموي.

اما الجرحى فعرف منهم : محمد خضر –ايمن ضاهر(سوري)- رامز غزون- خالد الهيبي- سميح حماده- ايمن المل- فيصل برادعي(نقل لغرفة العنايه)- احمد بربر براسو- احمد الشامي.وقد عولج اكثرهم في المكان ونقل نحو 3 فقط الى المستشفى.

وأظهرت مشاهد مصوّرة، تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، ألسنة االلهب وهي تلتهم المركبة وسط الطريق، مع تصاعد كثيف للدخان الأسود، وصرخات استغاثة من المارة. ووصلت دورية من الجيش اللبناني إلى مكان الغارة واجرت كشفا على السيارة والمكان.

وفي التفاصيل الأولية، ان الطائرة اطلقت صاروخا على السيارة لكن لم يُصبها وانفجر في وسط الطريق وادى الى سقوط اصابات بين المدنيين المارة، اما الصاروخ الثاني فأصاب السيارة لكن يبدو انها كانت فارغة.

وسجل تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي فوق مكان الاستهداف.

وقدم رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي تعازيه بالشهداء الذين سقطوا بالغارة الاسرائيلية في منطقة العيرونية في طرابلس وقال: من الواضح أن غارة العيرونية التي نفّذها العدو الصهيوني قبل ساعات هي الرد الاول على الرد اللبناني بخصوص موضوع السلاح، وأيضا من دون أي توضيح من الموفد والوسيط الأميركي السفير توماس برّاك. وأن لبنان كله مستباح.

ونهارا القت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية.

وعلم ان الشهيد الذي سقط باستهداف البابلية هو علي حسين مزهر.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

ارتياح لبناني لزيارة براك وسلام: «الجو منيح والرئيس بري كفى ووفى»

في انتظار الرد الاميركي على الجواب اللبناني الذي تسلّمه أول أمس الموفد الرئاسي الاميركي توم براك، غرقت الساحة المحلية في سيل من التحليلات للمواقف التي أطلقها الدبلوماسيُ الاميركي من قصر بعبدا. فبينما أبدى الثنائي الشيعي ارتياحه لكلام برّاك ولمضمون الورقة اللبنانية، مع بقاء حزب الله حذرا خشية أي “غدر” أميركي جديد، كما حصل ابان المفاوضات النووية الاخيرة وايضا خلال “حرب الاسناد”، توقّف الفريق الآخر في البلاد، عند ضرورة مضي لبنان الرسمي قدما في عملية حصر السلاح بيد الدولة وإلا سيفوتنا قطار التغيير، كما قال برّاك نفسه. وبين التفسيرين، يبدو أن الاكيد هو ان بيروت، نجحت في الظاهر، في “شراء وقت إضافي” من الولايات المتحدة، حتى تجد الأسلوب الافضل للشروع في مسار جمع السلاح غير الشرعي، أو في انتظار تغيّرات اقليمية ما…

دور الجيش

امس، واصل برّاك جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. ايضا، أفيد ان برّاك زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على دور الجيش اللبناني في المنطقة.

كفى ووفى

ليس بعيدا، وفي اطار التباحث في نتائج لقاءات براك الرئاسية اول أمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام حيث تناول اللقاء تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد برّاك. وفي موقف يدل على تبني سلام لما قاله بري امس لناحية اشادته بدبلوماسية برّاك واعلانه ان “كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله”، قال سلام رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة الموفد الاميركي “الرئيس بري امس كفى ووفى والجو منيح”.

جمع السلاح

من جانبه، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، ليل اول أمس، في دارتهما في معراب، الموفد برّاك ترافقه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية واثنان من مساعديه. و تناول البحث خلال اللقاء الأفكار التي وردت في ورقة العمل التي قدمها برّاك إلى المسؤولين اللبنانيين، حيث أكد جعجع أن مطلب جمع كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً، من قبل الدولة اللبنانية هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهد لقيام دولة فعلية في لبنان. وشدد على أنه من دون حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان.

السلاح غير مطروح

في المقابل، تطرّق عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة الى زيارة برّاك إلى لبنان، مؤكداً “موقف “حزب الله” من التدخل الأميركي في لبنان”، قائلاً “نحن لا نعتبر أن “الأميركي وسيطاً بل شريكا، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701”. واكد في حديث الى إذاعة “سبوتنيك”، أن “حزب الله” عكس ما تقول الولايات المتحدة أنه مشكلة لبنانية، فهو كان حلا وضماناً للبنان”، مضيفاً “نحن لسنا مشكلة داخلية بل الولايات المتحدة وإسرائيل هما أساس المشاكل في العالم والمنطقة”، مشيراً إلى ان “رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاما مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه”. وقال إن “موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم”، موضحاً أن “نص الـ 1701 يتحدّث عن إجراء جنوب الليطاني و”حزب الله” ملتزم بكل مندرجاته، لكن من انقلب وخرق ولم يُبق شيئا هو الإسرائيلي”. ولفت حمادة في هذا السياق، إلى “أسئلة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتنصل الكامل للأميركي من أداء الإسرائيلي وخرق 1701″، معتبراً ان “هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات”.

إجتماع انتخابي

على صعيد آخر، وبينما مصير الانتخابات النيابية المقبلة ضبابي في ظل الشرخ القائم حول اقتراع المغتربين، عُقد في وزارة الداخلية والبلديات امس، الإجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة الإقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وجرى خلال الإجتماع استكمال البحث في البنود المتعلقة بالقانون الانتخابي، بما يعزز الشفافية، ويضمن عدالة التمثيل وسلامة العملية الانتخابية.

اغتيالات:

ميدانيا، ألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. الى ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”: خلال ساعتيْن: الجيش الاسرائيلي يقضي على قائد في قوة الرضوان وعلى عنصر آخر من حزب الله في منطقة دير كيفا في جنوب لبنان، وقضى على المدعو علي عبد الحسن حيدر قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله، كما هاجم الجيش في قرية بيت ليف في جنوب لبنان وقضى على أحد عناصر حزب الله الارهابي.

وامس، استهدف الاحتلال سيارة على طريق بلدة العيرونية في قضاء زغرتا، شمال لبنان، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل. وأظهرت مشاهد مصوّرة، تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، ألسنة اللهب وهي تلتهم المركبة وسط الطريق، مع تصاعد كثيف للدخان الأسود، وصرخات استغاثة من المارة.

وفي التفاصيل الأولية، المركبة المستهدفة كانت متوقفة على جانب الطريق في محيط العيرونية، وأعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ قصفت عنصرًا بارزًا في تنظيم “حماس” في منطقة طرابلس شمال لبنان.

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

"نداء الوطن" ترسم "خارطة الطريق" بعد زيارة برَّاك

ماذا ستفعل إسرائيل بين"المهلتَيْن"؟
 

 الموفد الأميركي توم براك كان يومه أمس ميدانيًا، حيث جال في الجنوب ليستطلع بأم العين المنطقة الأكثر سخونة منذ انخراط "حزب الله" في حرب "الإسناد والمشاغلة" في الثامن من تشرين الأول 2023 .

حركة براك الميدانية تزامنت مع بدء الدوائر الدبلوماسية الأميركية دراسة الرد اللبناني على ورقة المطالب الأميركية، علمًا أن هذا الرد لم يمر بالسلطة التنفيذية أي بـ "مجلس الوزراء مجتمعًا"، وهذا ما حدا برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى رفع الصوت معتبرًا أن ما حدث ليس قانونيًا ولا هو دستوري، وهذا العيب من شأنه أن يُدخِل التشكيك بكل ما جرى، على رغم محاولة رئيس الحكومة نواف سلام الدفاع عن الخطوة.

الأجواء والانطباعات عن جولة براك

مصادر ديبلوماسية أوجزت لـ "نداء الوطن" الانطباعات والمعطيات عن جولة براك، وعددتها على الشكل التالي:

1- إسرائيل متمسكة باتفاق 27 تشرين الثاني 2024 من زاوية أن الحرب كان هدفها تسليم سلاح "حزب الله"، وإذا لم يكن هناك تسليم سلاح فلا بحث بأي أمر آخر.

2- لا توجد إشارات فعلية إلى قبول "الحزب" بتسليم السلاح.

3- موقف الدولة اللبنانية يراوح بين التردد والخشية، فهي لا تريد اتخاذ قرارات جريئة، وكأنها تقول للولايات المتحدة الأميركية وللمجتمعَين الدولي والعربي: لا تتكلوا علينا بإجبار "حزب الله" على تسليم السلاح.

وتكشف المعلومات أن براك لمس تذاكيًا من خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.

4- هناك فريق من السفارة الأميركية في بيروت يدرس الجواب اللبناني. ولكن هذا الجواب سيذهب إلى إسرائيل وواشنطن لاتخاذ الموقف النهائي منه.

5- "خطوة مقابل خطوة"، لا يمكن أن تتحول إلى انسحاب إسرائيل، ثم نتكلم بسلاح "حزب الله".

6- ويُنقَل عن براك قوله: "أنا صديق للرئيس ترامب، وهو يولي أهمية للبنان وفق الأولوية التالية: تسليم السلاح فالإصلاح فترسيم الحدود مع إسرائيل ثم علاقة وثيقة مع سوريا.

7- هناك فرصة في ضوء ما يحصل في المنطقة، وإذا تخلف لبنان فإننا لا نعرف ماذا ستفعل إسرائيل؟ قد تستمر على وتيرة الاغتيالات والقصف وقد تذهب أبعد لا أحد يعرف.

أميركا لن تردع إسرائيل

مصدر في البيت الابيض شدد لـ "نداء الوطن" على أن عدم وجود جدول زمني واضح يعكس رغبة لبنانية جلية في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، ليس بالأمر الإيجابي.

وعن مقاربة برّاك لاتفاق وقف إطلاق النار، علّق مصدر دبلوماسي أميركي بالقول: "إن عدم ارتياح الجانب اللبناني لبنود اتفاق الأعمال العدائية "ليس مشكلة أميركية، فاللبنانيون كانوا "يسابقون الريح" للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية لأن "حزب اللّه" لم يعد يحتمل الخسائر، "وهم اليوم يسعون لكسب الوقت رغم خسارة كامل محورهم". ويضيف المصدر أن واشنطن لن تقف بوجه إسرائيل أو ردعها عن ملاحقة "حزب اللّه"، لا بل إن إضعاف "حزب اللّه" وجعله لاعبًا داخليًا ضعيفًا بعدما كان لاعبًا إقليميًا، يصبّ في صلب السياسة الأميركية الحالية الهادفة إلى تفكيك الميليشيات في المنطقة إفساحًا في المجال لرسم شرق أوسط جديد.

"دبلوماسية المستثمر المساوم"

وأشار مصدر قريب من وزارة الخارجية الأميركية إلى أن برّاك وصف الوضع اللبناني بـ "دبلوماسية المستثمر المساوم"، ساعيًا في كلامه للتوضيح أن الفرصة سانحة، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين.

حرب... أم اجتياح محدود؟

مصادر دبلوماسية أوروبية أبدت لـ "نداء الوطن" قلقها من سيناريوَين داهمين يتهدّدان لبنان في العمق. الأول، احتمال اندلاع حرب غير تقليدية قد تتضمن اجتياحًا بريًا محدودًا لبعض المناطق كمنطقة بعلبك – الهرمل، يترافق مع قصف جوي كثيف يستهدف البنية الأمنية والعسكرية لـ "حزب الله". أما الثاني، فهو استمرار الاستنزاف اليومي عبر الطائرات المسيّرة التي باتت جزءًا من المشهد اللبناني، تفرض هيمنتها من دون ضجيج، وتُبقي التوتر على نار هادئة.

وفي كلا السيناريوَين، يبدو المشهد قاتمًا: لا حرب شاملة، ولا سلم حقيقي، فقط فراغ يستهلك ما تبقى من هيبة الدولة، ويُقصيها عن خارطة الأولويات الإقليمية والدولية، فيما تتراجع الاستثمارات، وتنهار فعالية المؤسسات، ويزداد الاختناق الداخلي على مختلف المستويات.

براك غادر ولم يعطِ جوابًا

مصادر رسمية مطلعة كشفت لـ "نداء الوطن" أن براك غادر من دون إبلاغ المراجع الرسمية بأي موقف أميركي من ورقة الرد اللبنانية أو أي تعليق. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تريد الحل السلمي لكن الدولة اللبنانية تضع كل الاحتمالات أمامها خصوصًا أن اسرائيل تستمر بغاراتها، والقرار الإسرائيلي بإشعال الحرب موجود ولا توجد نيات للحل من جانب تل أبيب.

لقاء برَّاك – قائد الجيش

الموفد الأميركي اجتمع بقائد الجيش العماد رودولف هيكل بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة.

سلام عن بري: "كفَّى ووفَّى"

رئيس الحكومة نواف سلام أجرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جولة تقييمية لِما بعد محادثات برَّاك، وردًا على سؤال حول تقييمه لنتائج الزيارة، اكتفى بالقول: "الرئيس بري كفّى ووفّى والجو منيح".

استهداف إسرائيلي نوعي

وفي رسالة إسرائيلية نارية بعيدة المدى قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف شخصية "مؤثرة" في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قرب مدينة طرابلس، وذلك في أول عملية اغتيال في المنطقة منذ أشهر.

ولم يكشف الجيش عن هوية الشخص المستهدف، وكذلك لم تعلق "حماس" بعد على بيان الجيش الإسرائيلي.

وذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن سيارة جرى استهدافها قرب طرابلس، فيما قالت وزارة الصحة إن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة من دون تحديد هويتهم.

الراعي في بعبدا

في النشاط الرسمي التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال كانت مناسبة تحدثنا فيها عن كل الأمور، والرئيس يعطينا الثقة، كما إننا نطلع على الأمور من منبعها، وهي في قلبه وعقله وتفكيره. هناك أمور تسير بشكل ممتاز، وأخرى تحتاج إلى انتظار، إنما فهمنا كل الأمور وتحدثنا عن كل المواضيع".

قضية بوشكيان

تطور قضائي بارز، النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وجه كتابًا إلى الأمانة العامة لمجلس النواب بواسطة وزير العدل طلب فيه رفع الحصانة البرلمانية عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشكيان، لملاحقته"بجرم الاختلاس وقبض رشى مالية وابتزاز أصحاب المصانع"، وفق ما جاء في نص الطلب.

المكتب الإعلامي لبوشكيان، علق على طلب رفع الحصانة فأعلن ترحيبه بأي مسار قانوني جدي، متكامل، وليس انتقائيًا، يهدف إلى جلاء الحقيقة لا إلى تسجيل نقاط سياسية. وفي المقابل،"نسجل بقلق أن هذا الطلب جاء من دون العودة إلى المستندات المحفوظة التي تظهر بوضوح أن الوزير كان أول من بادر إلى فضح المخالفات، لا التستر عليها".

وفي المعلومات أن القاضي الحجار أودع الأمانة العامة لمجلس النواب مستندات ووثائق وإفادات موظفين في وزارة الصناعة تؤكد توقيع بوشكيان على منح تراخيص لصناعيين مقابل دفع مبالغ مالية بآلاف الدولارات.

ملف الوزير بوشكيان هو الثاني بعد ملف الوزير أمين سلام من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

بالتوازي، فإن المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر ادعى على موظفين وسماسرة في وزارة الصناعة بجرائم الاختلاس والتزوير والرشوة وصرف النفوذ وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع وتكشف معلومات قضائية لـ "نداء الوطن" أن هناك مخاوف من مروحة سياسية - حزبية من شأنها أن تحمي بوشكيان وتحول دون رفع الحصانة عنه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram