أوجب الواجب أن تُنقّى الحالة الإعلامية للمقاومة من الشوائب التي علقت بها في زحمة الفوضى والتساهل، خاصة مع ازدياد المتطفلين على هذا الفضاء، ممن باتوا يشوّهون الوجه الحقيقي للمحور.
فالمندسون– وما أكثرهم – يتخفّون خلف شعارات رنانة، يتسلّلون إلى الواجهة دون مضمون، ويستغلّون ثقة الناس بخطاب بلا روح.
أما *التافهون*، فقد ضجّت بهم المنصّات، يكرّرون أنفسهم بصخب، ويُظن خطأً أنهم يُمثّلون نهج المقاومة، وهم في الحقيقة لا يفقهون جوهرها.
*الفارغون* لا يملكون سوى الردح، يحوّلون المنابر إلى مساحات نزقٍ وانفعال.
*المغرورون* يظنّون أن المقاومة وُلدت بهم، وأنها لا تستمر إلا بهم، ينسون أنها فعل جماعي، لا يقوده متعالٍ ولا يحتمله متكبّر.
*الأغبياء* لا يملكون هوية إلا الاستفزاز، يضرّون أكثر مما ينفعون، ويشوشون الخطاب المقاوم.
أما *المدّعون*، فهم الخطر الأكبر: يتقنّعون بلباس الولاء، لكنّهم دخلوا هذا الخط لا حُبًا بالمبدأ، بل شهوةً لمصالحهم الضيقة.
كلّ هذه الفئات، على اختلافها، تشكّل تهديدًا واحدًا: *تشويه وعي الجمهور وتقزيم قضية عظيمة بحجم الدم والشهادة*.
من هنا، نقولها بوضوح:
*إن مقاومةً بهذا العمق، لا يليق بها سوى إعلامٍ صادق، نقي، يُبنى على الفكر، لا على العلاقات؛ على الإخلاص، لا على الادّعاء.*
فالإعلام المقاوم ليس صراخًا ولا استعراضًا، بل خطابٌ يعمّق الفهم، ويُوَحِّد الصفّ، ويزرع الثقة.
الحل؟
خطة إعلامية متكاملة، لا تحكمها المجاملات ولا مقاهي السياسة، بل تقودها مؤسسات ذات بوصلة فكرية واضحة، تنتقي أهل الكفاءة والوعي، لا "أبناء العلاقات" والمظاهر.
فمن لا يملك ما يقول، فليس له مكان على منبر المقاومة.
*د. محمد هزيمة*
كاتب سياسي وخبير استراتيجي
مستشار في العلاقات الدولي
نسخ الرابط :