يبدو المشهد الأميركي في الشرق الأوسط أنه ليس جديداً وإنما “متجدّد”، ويحمل الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبله في هذه المنطقة التي لم تعرف في تاريخها سوى حقبات محدودة من الهدوء والاستقرار، قياساً بتعداد الجيوش التي وطأت أراضيها عابرة أو محتلة!
الجيوش الأميركية ليست طارئة على الشرق الأوسط وما يحيط به من أقاليم. فهي بدأت تخطط للوجود على هذه الأرض بعد الحرب العالمية الثانية، وتورطها فيها ببصمتها النووية على اليابان غير المسبوقة عالمياً. أما اللبنانيون، فقد خبروها في منتصف الخمسينات، ومن ثم في منتصف ثمانينات القرن الماضي، لتسجل على نفسها في إحداها انسحاباً غير مشرف.
والمعروف عالمياً أن أميركا تورطت في حرب فييتنام منذ العام 1961، ولنحو عشرين عاماً متتالية، وبغض النظر عن التكاليف التي تكبّدتها وملايين الاشخاص الذين سقطوا في تلك الحرب، فإن مشهد انسحابها من سايغون عاصمة فييتنام الجنوبية سابقاً، كان الأكثر مذلّة عندما تركت حلفاءها يحاولون التعلق بأذيال الطائرات. هذا المشهد الذي تكرّر في أفغانستان بعد عشرين عاماً أخرى من التدخل المباشر اعتباراً من العام 2001.
بالأمس القريب، وبعد قصف النووي الايراني، ومحاولة إبادة سكان قطاع غزة، ورفع العقوبات عن سوريا بعد تبديل النظام، وما قد ينتظر اليمن من تطورات وعد بها وزير الحرب لدى العدو الاسرائيلي يسرايل كاتس، والسعي لفرض شرق أوسط جديد يتخيّله رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، مختلف جداً عمّا رسمه البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو في نهاية الحرب العالمية الأولى شرذمة للأراضي التي كانت تسيطر عليها السلطنة العثمانية. ويبدو أن الادارة الأميركية في الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، ستذهب إلى الآخر في كل ما يحلم به الكيان الإسرائيلي تحت عنوان “السلام للعالم”.
ولكن ما حدث في سايغون أو كابول عند نهاية الحرب، لم يكن أحد يتوقعه إطلاقاً عند بدايتها، ولذلك قد يتغير المشهد في أي منطقة عندما يظهر قائد يستطيع أن يجمع حوله مقاومين.
الامبراطوريات في التاريخ عديدة ولا تحصى، والجيوش المجتاحة حدّث ولا حرج، ولكن تبقى جذوة المقاومة أقوى من كل الأسلحة مهما بلغت قوة تدميرها.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي