قال لويس فيشمان، الخبير في العلاقات التركية-الإسرائيلية، إن تغيير حكومة تل أبيب يمكن أن يجعل المصالحة مع أنقرة أكثر صعوبة بشكل كبير.
ورأى الأستاذ المساعد في كلية بروكلين، الذي يكتب لصحيفة هآرتس، إن الزعيمين الإسرائيليين الجدد نفتالي بينيت ويائير لابيد، من المرجح أن يكونا أكثر صدقًا في انتقادهما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سلفهما.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو قد دخل مرارًا وتكرارًا مع أردوغان في خلافات وانتقادات علنية، لكن فترة رئاسته للوزراء تميزت أيضًا بازدياد حجم التجارة بين البلدين.
قال فيشمان: "علينا أن نتذكر أن نتنياهو، على غرار أردوغان، كان يوازن دائمًا بين الشعبوية والبراغماتية: تصريحات عامة جدًا بالتوازي مع روابط اقتصادية أكثر هدوءًا وجوهرية بين الدولتين". في المقابل، فإن بينيت ولبيد اتخذا موقفًا أقوى بكثير ضد أردوغان، وهو موقف يدعمه حلفاؤهما عبر الطيف السياسي.
وأضاف: "قد لا يكون التحالف المليء بالأصوات العدائية المعادية لأردوغان بشكل أكثر صراحة على استعداد لقبول الوضع الراهن ذي المسارين الذي تم التوصل إليه في عهد نتنياهو، حيث يمكن لتركيا أن تهاجم إسرائيل بينما يستمر العمل التجاري كالمعتاد".
وقال فيشمان إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد تمضي قدمًا في الاعتراف بالقتل الجماعي للأرمن خلال نهاية الإمبراطورية العثمانية باعتباره إبادة جماعية، وهو تصنيف ترفضه تركيا بشدة.
وذكر أن: "بينيت ولبيد - الذين استخدما الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن كذخيرة لهجماته المناهضة لأردوغان - عبرا عن دعمهما للاعتراف في الماضي". وستكون هذه الخطوة بمثابة ضربة كبيرة لجهود تركيا لإعادة العلاقات مع إسرائيل كخطوة أولى في تقارب إقليمي أوسع.
وقال فيشمان: "إسرائيل تعلم أن تركيا حريصة على إعادة تأسيس نوع من الإجماع الإقليمي على قبول دور وحقوق أكثر عدلاً لها في شرق البحر المتوسط، وتعزيز العلاقات مع مصر".
ولكي يحدث ذلك، تحتاج تركيا إلى العودة إلى تقييم السلك الدبلوماسي المحترف بدلاً من تجسيدها الحالي "الأيديولوجي الصريح والعشوائي".
في عهد نتنياهو، واصل حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل الزيادة بنسب ملحوظة، وذلك بينما تُدين أنقرة تل أبيب بشكل دائم لتعاملها الوحشي مع الاحتجاجات الفلسطينية.
وفقًا للبيانات الرسمية لمعهد الإحصاء التركي (TÜIK) ، وجمعية المصدرين الأتراك، والبنك المركزي وبيانات إسرائيلية، فقد صدرت تركيا 4.7 مليار دولار إلى إسرائيل في عام 2020، لتحتل المرتبة التاسعة في قائمة مستهلكي الصادرات التركية.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021، زادت صادرات تركيا إلى إسرائيل بنسبة 35٪ لتصل إلى 1.8 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأصبحت إسرائيل الدولة الثامنة بالنسبة لحجم صادرات تركيا للخارج.
كانت صادرات تركيا إلى إسرائيل بلغت 2.4 مليار دولار في عام 2011، واحتلت إسرائيل حينها المرتبة 17 بالنسبة للصادرات التركية.
أما في عام 2002، عندما وصل حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان إلى السلطة، فقد كانت صادرات تركيا إلى إسرائيل 850 مليون دولار سنويًا. وقد زاد هذا الرقم 4.5 مرة على مدار 18 عامًا.
يُذكر أنّ العلاقات بين البلدين بدأت في التدهور بعد أن داهمت إسرائيل أسطول مساعدات متجه إلى غزة في عام 2010، مما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين على متن السفينة التركية مافي مرمرة.
نسخ الرابط :