افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 9 تموز 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 9 تموز 2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

بايدن يعلن الهزيمة العسكريّة في أفغانستان… وطهران تنتصر سياسياً وتقود مسار التفاوض "أستانة" لاستئصال جبهة النصرة… وتندّد بسرقة النفط والخطط الانفصاليّة شرق الفرات مكتب مجلس النواب يدرس اليوم طلب رفع الحصانات… وإبراهيم سيمثل عند توافر الشروط

 

 

بينما باتت السفيرتان الأميركيّة دوروتي شيا والفرنسية آن غريو ليلتهما في الرياض بعد لقاء أول بوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، بانتظار أن يقول ولي العهد السعودي كلمته الفاصلة بالتساهل مع حكومة لمرة واحدة يترأسها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، حتى الانتخابات النيابية، أو أن يقبل اعتذاره فاتحاً الباب لتسمية بديلة يشترك ولي العهد في رعايتها، كان الوضع الإقليمي يشهد تحوّلات تفسر غياب لبنان عن الأولويات الدوليّة والإقليميّة، فخلال شهرين ستكون أفغانستان ساحة التطوّرات الكبرى، وترسيم التوازنات الجديدة، بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن بلا مواربة أن الانسحاب هو ثمرة الفشل في تحقيق الأهداف، وتحول الوجود الى مصدر للاستنزاف، موجزاً بالقول إن الانسحاب تأجل بطلب الحلفاء والقادة العسكريين أكثر من مرة، لكن شيئاً لم يتغير، وقد بقينا عشرين عاماً ولم نحقق الهدوء والاستقرار، وبقينا ندفع المال والأرواح، ولو بقينا عشرين أخرى فإن شيئاً لن يتغير.
بالتوازي كان وفد من حركة طالبان يتوجّه الى موسكو وبيده قرار ضمان التهدئة على الحدود الروسية الأفغانيّة، بينما كانت طهران تعلن بموازاة الهزيمة العسكرية الأميركية نصرها السياسي، باستضافة حوار يجمع الحكومة الأفغانيّة وحركة طالبان، لإعلان العزم على خوض مفاوضات تهدف لوقف الحرب وإحلال السلام.
في الإقليم كان اللقاء الذي جمع دول مسار أستانة الخاص بسورية، والذي ضمّ روسيا وتركيا وإيران وحضره لبنان والأردن والعراق كمراقبين، بالإضافة لممثل الأمم المتحدة، وكان البيان الختامي التفصيلي للجولة السادسة عشرة لاجتماعات أستانة إعلاناً عن نية الحسم في منطقة إدلب بالدعوة الواضحة لاستئصال تنظيمي القاعدة وداعش وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام وكل الجماعات الإرهابية وفقاً لتصنيف الأمم المتحدة، بالتوازي مع التنديد بما يقوم به تنظيم قسد الانفصاليّ العامل تحت راية الاحتلال الأميركي في شمال شرق سورية، سواء ما يخصّ محاولة فرض كيان انفصالي أو لجهة سرقة النفط السوريّ الذي قال البيان إنه من حق الدولة السورية، ووفقاً لمصادر متابعة للاجتماع، فإن البيان يعني التزاماً تركياً أكثر وضوحاً بتسهيل العمل العسكري في منطقة إدلب، بالتوازي مع القرار الذي يترجمه السوريون في مواجهتهم مع تنظيم قسد وقوات الاحتلال الأميركي بالعمل لإنهاء الواقع الانفصالي القائم شمال شرق سورية، وهذا معنى التأكيد على تمسك المجتمعين بوحدة سورية وسيادتها.
في لبنان تتجه الأنظار اليوم نحو ما ستقرّره هيئة مكتب مجلس النواب لجهة كيفية التعامل مع طلبات رفع الحصانة التي وصلتها من المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار، ووفقاً لمصادر تتابع الملف فإن الإحالة التي تبلّغتها هيئة المكتب من النائب العام التمييزي جاءت كسابقتها التي أرسلها المحقق العدلي السابق فادي صوان، مجرّد طلب بلا مستندات ووقائع واتهامات، تبرّر عرضها أمام الهيئة العامة لمجلس النواب للبتّ بالطلب، فليس في الطلب ما يناقشه النواب كما يفترض أن يتضمن مثل هذا الطلب من وثائق ووقائع تبرّر اشتباه القاضي بارتكاب النائب المطلوب رفع الحصانة عنه للجرم موضوع الملاحقة، وقالت المصادر إن جوهر فلسفة الحصانة التي كرّسها الدستور للنائب هو منع تغوُّل السلطات التنفيذية أو القضائية واستهتارها بالمؤسسة التشريعية، في أوقات حرجة تتيح الرهان على تحقيق مكاسب معنويّة عبر الضغط بالملاحقات على النواب، لكن المصادر لم تستبعد أن توافق الهيئة على عرض القضية أمام الهيئة العامة منعاً لأي التباس، وكي يكون النقاش متاحاً للنواب واتخاذ القرار، في جلسة يرجّح أن تكون علنية ومنقولة على الشاشات التلفزيونيّة لإتاحة المجال للرأي العام للاطلاع على النقاش، وفي الملف نفسه نقل المحامي كريم بقرادوني عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنه تحت القانون وملتزم بتسهيل العمل القضائي، للكشف عن كل ما يتصل بجريمة تفجير المرفأ، لكنه لن يكون كبش محرقة ولذلك سيمثل عندما تتوافر الشروط القانونيّة والإداريّة المناسبة، لافتاً الى أن المس به نوع من المساس بالأمن القوميّ.
وفيما واصل الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته الداخلية مع كتلته النيابية وتياره السياسي ونادي رؤساء الحكومات السابقين لبلورة موقفه النهائيّ من الملف الحكومي خلال اليومين المقبلين، شهدت المملكة العربية السعودية جولة مشاورات حاسمة بين السفيرتين الأميركية والفرنسية وبين القيادة السعودية إلا أن أية بوادر إيجابية لم تظهر لجهة تسهيل المملكة تأليف حكومة برئاسة الحريري والتعهد بدعم لبنان مالياً.
إلا أن البارز في الاتجاه الدولي حيال لبنان، هو التقرير الصادر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي ويوصي، في البند رقم 6، "بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانيّة ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار". كما شدّد التقرير على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام 2022.
وفيما وصف أكثر من مصدر سياسي هذا التقرير بأنه مؤشر خطير قد يزيد الوضع اللبناني تعقيداً بدل أن يسهّل الحل، اعتبر وزير الخارجية الأسبق الدكتور عدنان منصور أن "هذا التقرير الفرنسيّ يُعدّ خروجاً عن اللياقات الديبلوماسية وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية واختزالاً للدولة ويضع لبنان تحت الوصاية الدولية ومحاولة للعودة إلى الانتداب المباشر"، مشيراً لـ"البناء" إلى أن "بعض الدول الكبرى تتخذ من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ذريعة للتدخل في لبنان وفرض الوصاية عليه لتنفيذ الشروط الدولية المفروضة على لبنان منذ وقت طويل وهي نزع سلاح المقاومة وتقييد دورها في لبنان والمنطقة والسيطرة على ثرواته وفرض التوطين".
ولفت منصور إلى أن "ما يجري في لبنان من انفجار مالي واقتصادي واجتماعي هو مخطط تدريجيّ متسلسل وعن سابق تصوّر وتصميم من قبل بعض الدول الكبرى لدفع الوضع الداخلي للتدهور والانفجار للوصول إلى لحظة الانهيار وتبرير التدخل تحت عناوين إنسانية"، وأوضح أن "الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وغيرهما من الدول العظمى يمكنهم دعم لبنان والجيش والقوى الأمنية من دون إدخال قوات عسكرية دولية التي لديها تجارب سيئة في الصومال والكونغو وأفغانستان وليبيا والعراق؟ متسائلاً لماذا لم تبادر الولايات المتحدة أو فرنسا إلى إنقاذ لبنان من خلال إعادة الأموال المهرّبة إلى الخارج والتي تبلغ عشرات مليارات الدولارات والسماح للبنك الدولي وصندوق النقد والجهات المانحة بدعم لبنان مالياً؟ كما انتقد منصور الكلام غير الديبلوماسي الذي خرج من بعض السفراء بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان عليه رفع الجلسة فوراً ومنع إكمال السفيرة الفرنسية لكلامها الذي يُعدّ انتهاكاً للسيادة اللبنانية".
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" أن "أي قرار بفرض الوصاية الدولية على لبنان سيؤدي الى تفجير الساحة اللبنانية، وبالتالي سينقلب على الدول التي اتخذته"، محذّرة من أن "الانهيار الاجتماعي والاقتصادي الكامل والفوضى الأمنية سيطيح بالمصالح الأميركية - الغربية - الخليجية في لبنان ويهدد أمنهم الداخلي وسينقل لبنان الى مرحلة جديدة على كافة المستويات بعيداً عن السيطرة الغربية".
وأبدت مصادر سياسية لـ"البناء" استغرابها الشديد إزاء تحرك السفيرتين الأميركية والفرنسية لجهة التدخل الفاضح بعملية تأليف الحكومة. متسائلة هل نحن أمام وصاية أميركية - فرنسية لكي تذهب السفيرتان الى السعودية لإقناع قيادتها بتسهيل تأليف الحكومة برئاسة الحريري ودعم لبنان مالياً؟ كما تساءلت كيف توجه اتهامات لحزب الله بأنه مهيمن على قرار لبنان وعلى عملية تأليف الحكومة فيما تجول السفيرتان الأميركية والفرنسية بشكل علني على السعودية للتدخل بالملف الحكومي؟ مضيفة: "لو كان حزب الله فعلاً يسيطر على لبنان لمنع هذا التدخل الأميركي الفرنسي حتماً". كما وضعت المصادر هذا التدخل الفاضح في الشؤون اللبنانية برسم الحريري الذي يخرج كل فترة ليتهم رئيس الجمهورية أو رئيس كتلة نيابية وازنة بالتدخل بعملية التأليف فيما يلوذ بالصمت حيال التدخل الأميركي - الفرنسي! ودعت المصادر الحريري الى أخذ المبادرة ووقف مهزلة انتهاك السيادة هذه وتأليف الحكومة سريعاً لبدء مرحلة الإنقاذ أو الاعتذار وإفساح المجال لشخصية أخرى وما أكثرهم".
وبحسب مصادر "البناء" فإن الاتجاه الراجح هو أن يقدم الحريري اعتذاره، لكن ليس قبل أن يتم التوافق على ملامح المرحلة المقبلة لضبط أي انفلات للاوضاع الاجتماعية والأمنية، مشيرة الى أن "الاتجاه بعد الاعتذار هو تأليف حكومة انتخابات مع تقريب موعدها من الربيع الى الشتاء المقبل، او الإبقاء بحكومة تصريف الأعمال حتى إجراء الانتخابات النيابية تليها الرئاسية وبعدها نكون امام إدارة سياسية جديدة تواكبها مرحلة إقليمية ودولية جديدة".
وفيما اكتفت مصادر مقربة من بعبدا لـ"البناء" بأنها تنتظر نتيجة المشاورات لـ"البناء" على الشيء مقتضاه اكد النائب جبران باسيل أنّ "اعتذار الحريري عن عدم التشكيل هو خسارة بالنسبة إلينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدّون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار".
فيما أشارت أجواء بيت الوسط الى ان الفريق الرئاسي فعل كل شيء لعرقلة تأليف الحكومة ودفع الحريري للاعتذار. كما لفتت المصادر الى أن "القبول ببديل لرئاسة الحكومة قيد التداول بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري ورؤساء الحكومات السابقين". وأفادت مصادر "البناء" الى أن الحريري ينتظر حصيلة المشاورات التي تجريها السفيرتان الأميركية الفرنسية مع السعودية علها تحدث خرقاً ما.
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلامية أن "وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون أزمة لبنان الاثنين المقبل".
وأكدت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أن "كل ما نشهده على الساحة اللبنانية من تطورات وخيبات وتحولات، يفرض الإسراع في تشكيل الحكومة ليس من أجل استنهاض أوضاع البلاد فقط، بل من أجل الحؤول دون الانهيار التام والشامل لبنية الدولة وما تبقى من مؤسساتها المرتفعة الهياكل، والمعطلة الدور والفاعلية. وإننا نرى أن التردي المريع لأوضاع الدولة وبنية مؤسساتها ودورها لم يحرِّك لدى المعنيين البدائل المتاحة حتى الآن، ولا يزال التعاطي مع التعثر الحكومي كأنه أمر عادي جداً قد اعتاد اللبنانيون عليه ولهم تجاربهم العديدة في التكيف مع التعطيل الناجم عنه". وشددت الكتلة على أن "الوقت لا يزال يسمح باستنهاض بعض الأوضاع عبر تشكيل حكومة إنقاذية قادرة وفاعلة، يتم التفاهم عليها بين كل القوى السياسية الحريصة، إذا ما صدقت النوايا وعلا همّ الإنقاذ على كل هم آخر". ودعت الكتلة المسؤولين المعنيين بتأليف الحكومة إلى حسم المواقف، كي لا يبقى الوضع رمادياً وكي لا يبقى اللبنانيون في حيرة من أمرهم. ورغم كل شيء، فإن ما يتيحه الحسم اليوم للبنانيين، هو أفضل مما لو تأخر لأن في ذلك خسارة للوقت ولفرص قد لا تتوافر لاحقاً".
وعلى وقع اشتداد المفاوضات في ربع الساعة الأخير قبل حسم الملف الحكومي، تشتدّ الأزمات المعيشية والاقتصادية بشكل غير محمول على المواطنين، لا سيما أزمة المحروقات التي لم تحلّ وسط استمرار مشهد طوابير السيارات امام المحطات الى جانب أزمة الكهرباء في ظل تقنين ظالم للمواطنين بكافة المناطق فضلاً عن ازمة الأدوية التي بدأ الكثير منها يختفي من الصيدليات التي تقفل أبوابها اليوم في إضراب تحذيريّ، الى ارتفاع كبير بأسعار السلع والمواد الغذائيّة في السوبرماركات.
وأفيد أن الاعتمادات الإضافية التي خصصها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتأمين شراء كميات إضافية من المحروقات (بنزين ومازوت)، جاءت بعد اجتماع عقد صباح أمس، في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون حضره سلامة في إطار متابعة رئيس الجمهورية للإجراءات الواجب اتباعها للحد من أزمة المحروقات وما ينتج عنها من مضاعفات سلبية على الأرض.
وعلمت "البناء" أن باخرتين ترسوان في البحر تنتظر تفريغ حمولتيهما اليوم بعدما تم حل الأسباب التي كانت تمنع ذلك مع مصرف لبنان.
وأعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن "هناك وعوداً بأن مصرف لبنان سيحل مشكلة الباخرتين الراسيتين في عرض البحر"، وأشار في بيان الى ان "في حال التفريغ سيتم توزيع المحروقات على السوق بدءاً من اليوم، ما سيساعد في فتح المحطات المقفلة". وناشد مصرف لبنان "الإسراع في اعطاء الموافقات المسبقة لشركات استيراد النفط لزوم البواخر التي ستصل خلال الشهر الحالي، حتى يتم تفريغها بسرعة وفور وصولها".
ووجّه مجلس نقابتي مصفاتي طرابلس والزهراني كتاباً الى كل من وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، عرضوا فيه وضع المستخدمين في المنشآت وإنصافهم في حقوقهم المشروعة لعدم توقف تفريغ وتوزيع المازوت الى السوق المحلي. وناشدوهما التدخل فوراً لإيجاد حل مناسب.
ورأس وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الدواء. وتناول البحث تفاصيل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع المصرف المركزي، حيث أبلغ حاكم المصرف الوزير حسن ببدء إصدار التحويلات المصرفية لشركات الأدوية. وأعطى حسن توجيهاته لتكثيف التفتيش على المؤسسات الصيدلانيّة للحؤول دون احتكار الدواء، خصوصاً أن عدداً من هذه المؤسسات يفترض رفع الدعم فيمتنع عن بيع الدواء لمحاولة الاستفادة من ارتفاع الأسعار.
على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونيسكا قبيل مناقشة مجلس الأمن لتقرير حول تطبيق القرار 1701 والوضع في الجنوب وعمل القوات الدولية. وخلال اللقاء، قال عون: "لبنان يرغب بالتمديد لليونيفيل من دون تعديل في المهمة والعديد، واستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من دون شروط مسبقة".
وتتجه الأنظار اليوم الى عين التينة حيث تشهد اجتماعاً للجان المختصة للبحث في رفع الحصانات عن النواب الذين شملهم قرار قاضي التحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.
وليس بعيداً استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم الخلية القانونية التي تشكلت لمتابعة التحقيقات في قضية تفجير المرفأ.
ونقل أعضاء الخلية عن ابراهيم حول اسباب الحملة عليه "أنها حملة مشبوهة وسنعلن للرأي العام قريباً مَن يقف وراء هذه الحملة، فالبعض في الداخل والخارج يعمل على اغتيال اللواء إبراهيم معنوياً، وبقي أمامهم الاغتيال الجسدي ولست أهم من أي شهيد ارتقى من اجل لبنان، فطبيعة الاستهداف شخصية، وإلا لماذا لم يتم الحديث عن باقي الأجهزة التي لها علاقة بمرفأ بيروت".
وعن كيفية مقاربته لانفجار مرفأ بيروت؟ يعتبر اللواء إبراهيم "إنها كارثة وطنيّة وإنسانيّة ويجب أن يقدم القضاء تقريره للرأي العام حول تحديد اسباب الانفجار، وأحيي أرواح الشهداء الذين ارتقوا وأشد على أيدي أهاليهم، ومن البديهي رسم علامات استفهام كبرى حول لماذا لم يُسأل عن أصحاب الباخرة التي أتت بنيترات الأمونيوم، فالفرضيات ما زالت كثيرة، والسبب أن هذه المادة لا تنفجر الا اذا احتكت بمواد متفجرة".
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 400 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 546766، كما تمّ تسجيل حالتي وفاة.

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

البخاري يحاضر في الدستور... شيا وغريو تؤلّفان الحكومة... دوكان يمدّ حذاءه للدولة فرنسا تحلم بعودة انتدابها

 

 زحمة تدخّلات دبلوماسية تُخيّم على السياسة في لبنان. السفيرتان الأميركية والفرنسية في الرياض في مهمّة تتعلق بتأليف الحكومة اللبنانية، والسفير السعودي في بكركي يعظ بكيفية تطبيق الدستور، والسفير بيار دوكان يدور على المسؤولين رافعاً حذاءه إلى أعلى ما يستطيع في وجه الدولة. وكل ذلك يقترن بقرار سياسي داخلي بترك البلاد تنحدر أكثر فأكثر في طريق الانهيار. أداء فتح شهيّة الفرنسيين على العودة إلى الانتداب. صدر ذلك في توصية رسمية أعلنتها لجنة نيابية فرنسية أمس


ليس مهمّاً مضمون الحديث الذي دار أمس بين وزير الماليّة غازي وزني، والسفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان، بيار دوكان. فالصورة التي نشرها وزني نفسه أوحت بأن دوكان لم يكن يعبّر بلسانه، بل بحذائه الذي رفعه في وجه وزير لم يجد في ذلك أي حرج. سيقول الفرنسيون إنهم في بلادهم لا ينظرون إلى الأحذية بالصورة نفسها التي يراها بها العرب. لكن أي مسؤول فرنسي لن يجرؤ على التمدّد فوق كنبة مسؤول أميركي، مثلاً، رافعاً حذاءه في وجهه، بالطريقة التي فعلها دوكان في وزارة المالية اللبنانية، أمس. والحق يُقال، فإن سلوك معظم المسؤولين اللبنانيين، من مدنيين وعسكريين، لا يوحي بذرّة كرامة. "التسوّل" هو عنوان المرحلة، أكثر من أي وقت مضى. هم جعلوا صورة لبنان "واطية" في نظر زوارهم ومستقبليهم. على الضفة الأخرى، ثمّة رجل أبيض لا يفوّت فرصة لممارسة فوقيّته من دون أن يستغلّها "احسن" استغلال. دوكان لن يشذّ عن هذه "القاعدة". البلاد تكاد تغرق في الذل، فلماذا يتعامل مع مسؤول رسمي باحترام؟ لكن المسألة هنا ليست شكلية. شهيّة الفرنسيين مفتوحة على استعادة انتداب مباشر على لبنان. وهذا الاستنتاج ليس نابعاً من "نظرية المؤامرة"، بل هو أمر يظهر في سلوك المسؤولين الفرنسيين، والأهم، أنه صدر أمس في توصية رسمية عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي. ففي تلك التوصية، طلبت اللجنة من الحكومة الفرنسية العمل، "بصورة طارئة، على إرسال "فريق عمل" دولي (يمكن ترجمة العبارة أيضاً بـ"قوة دولية") تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي، بهدف تعزيز الأعمال الإنسانية في مجالات الغذاء والدواء والرعاية والتعليم، والأعمال التنموية في مجال المياه والكهرباء". كما أوصت اللجنة حكومة بلادها بالسعي مع الشركاء العرب والغربيين من أجل دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتمكينهما من القيام بعملهما في مجال مواجهة "داعش" ومكافحة تهريب المخدرات.


ولا بد من التذكير بأن معظم التدخّلات الدولية في العقود الأخيرة حول العالم، أتت بذرائع "إنسانية".


هذه الشهية الفرنسية المفتوحة على عودة الانتداب إلى لبنان، استفزّت الكثير من حلفاء باريس، ودفعت بعدد منهم (قيادة الجيش على سبيل المثال لا الحصر) إلى الاستفسار عما صدر عن اللجنة النيابية الفرنسية، وخاصة أنه فُهِم في بيروت كموقف يمهّد الأرضية لقرارات لا تُحمد عقباها. فريق السفارة الفرنسية في لبنان قرّر التخفيف من خطورة الموقف، معتبراً أنه يتحدّث عن فريق عمل مدني، لا عن قوة عسكرية، هدفه ضمان حسن توزيع المساعدات. وبدا من إجابات السفارة أن فريق عملها يخشى من ردة الفعل السياسية على ما صدر من باريس.
الأداء الفرنسي مبنيّ، في جزء منه على الأقل، على أداء القوى السياسية اللبنانية التي تعلن يوماً بعد آخر نيّتها الاستمرار في تضييع الوقت وترك البلاد تسير في انحدارها الشديد نحو الهاوية. لا حلول لأزمات الدواء والكهرباء والبنزين. كلها أزمات مستمرة وتتفاقم، مع تسجيل سعر صرف الدولار، أمس، مستوى قياسياً جديداً قارب 19 ألف ليرة. حتى أزمة البنزين، التي يفترض أن تكون قد انتهت، استمرت على وقع عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات على السعر الجديد، بحجة إنجاز المقاصّة مع الشركات قبل ذلك. لكن أمس، أكدت مصادر مسؤولة أن المصرف فتح اعتمادات لست شركات، بعدما أتمّ المقاصة معها بشأن المخزون الذي كانت تملكه. وفيما يُنتظر تأكيد المصارف المراسلة للاعتمادات، أشارت المصادر إلى أنه يفترض تفريغ هذه الشحنات، التي يتخطّى مجموعها 150 مليون ليتر، خلال أسبوع. لكن مع ذلك، فإن الأمل بأن تعود الأمور إلى طبيعتها، يبقى ضئيلاً، وسط حديث عاملِين في القطاع عن أزمة بِنيوية تتخطّى الدعم أو رفعه.


انحلال الدولة مهّد السلطة للسفراء. بعدما وبّخت سفيرة فرنسا آن غريو رئيس الطبقة الحاكمة، من على منبر السرايا الحكومية، موجّهة كلامها إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي لم يجد نفسه معنيّاً بالرد عليها، قررت مع زميلتها سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا زيارة السعودية لـ"البحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية"، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية أول من أمس. الخطوة "الدبلوماسية" تؤكد عملياً أن زمن الدبلوماسية في التعامل مع لبنان قد انتهى. التدخل في الشؤون الداخلية لم يعد بحاجة إلى المواربة. لكن إن كانت الزيارة التي تردّد أنها تهدف إلى الاتفاق على بديل للحريري، نافرة دبلوماسياً، فهي أضاءت على الدور السلبي الذي تقوم به السعودية في لبنان، والذي يُعرقل تشكيل الحكومة.
واستكمالاً لهذا الدور، كان السفير السعودي في لبنان يستقبل حملة تزلّف جديدة، انطلقت من بكركي، التي أعطت فرصة لكل "أحباء" السعودية للتذكير بهذا الحب.
تركت بكركي كل الأزمات، وذهبت لتحتفي بمُعرقل تشكيل الحكومة، عبر حفل إطلاق كتاب "علاقة البطريركية المارونية بالمملكة السعودية" للأباتي أنطوان ضو. ومن على منبرها، وعظ السفير السعودي وليد البخاري اللبنانيين، فدعاهم إلى تغليب "المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني". ومتناسياً أنه خير من يتقن خطاب الفتنة ويؤلّب اللبنانيين بعضهم على بعض، رأى أن "لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة، لا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي".
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، فسارع إلى تحميل المسؤولية إلى المحور المناهض للسعودية، في معرض تبرئته لها. فقال إن السعودية لم تعتدِ على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله. لم تستبح حدوده ولم تورّطه في حروب. لم تعطّل ديموقراطيته ولم تتجاهل دولته...
وكي لا يُفهم خطأ، أوضح أن بكركي تحب السعودية كما هي "ولا ننظر إليها من خلال خياراتها السياسية ومواقفها القومية وعلاقاتها العربية والدولية. علاقتنا بها تتخطّى المحاور إلى محور جامع هو الشراكة المسيحية/ الإسلامية".
على المنوال نفسه، ولكي لا يفوتها السوق، بادرت القوات اللبنانية، التي كانت حاضرة في الاحتفال بوفد كبير، إلى القول إن "السعودية لطالما كانت مفضلة على لبنان". ومن أفضالها إطلالة "الأخ وليد البخاري من بكركي، في هذا الظرف الصعب في لبنان"، كما قالت النائبة ستريدا جعجع.


عون: لتمديد مهام اليونيفيل من دون تعديل
أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا، في قصر بعبدا، أن لبنان الذي يلتزم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، يرغب في أن يتم التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، من دون تعديل في المهمة والعديد، نظراً إلى الدور الذي تقوم به مع الجيش اللبناني في المحافظة على الاستقرار في المنطقة منذ عام 2006.
ورأى عون أن التنسيق الدائم بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني، هو ضمانة لتفادي أي إشكالات أو حوادث مع الأهالي، معرباً عن أمله باستئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية من دون شروط مسبقة لما فيه مصلحة الأطراف المعنيين.
وأعلمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة الرئيس عون خلال الاجتماع، أن مجلس الأمن سيلتئم في 22 تموز الجاري لعرض التقرير الدوري حول القرار 1701، وسيتناول الوضع في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، إضافة إلى التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


باسيل: اعتذار الحريري خسارة لنا
إلى أن يتّضح المسار الحكومي الجديد، سعى رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل إلى تسجيل موقف يتعارض مع ما يشاع عن أن اعتذار الحريري يشكل انتصاراً له. واعتبر أن ذلك يُشكّل "خسارة بالنسبة إلينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، ويحزننا جداً أن يعتذر". وقال إن التكتل مستعد "للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار".
وفي موضوع تسمية الوزيرين المسيحيين، قال إن "الاقتراح المنطقي يقضي بموافقة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف على اسمين من لائحة مقترحة عليهما تتضمّن أسماء اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، فيتفقان على الاسمين بما يؤدّي إلى أن لا يحصل رئيس الجمهورية بأي شكل على الثلث الضامن، ولا تُحصر كذلك التسمية برئيس الحكومة المكلّف. كما أنّ موضوع الثقة قد عولج، فلماذا الاعتذار؟".
في السياق نفسه، قال الرئيس فؤاد السنيورة إن "مسألة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري لم تبتّ بعد، وآن الأوان لوقف العرقلة أمام تشكيل الحكومة". وفي حديث إذاعي، قال إن "الكلام عن فيتو (سعودي) على الحريري ليس إلا وهماً في ذهن البعض".
 

***********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

يوم السعودية في بكركي يلاقي التحرك الدولي

 

لم يكن يوم المملكة العربية السعودية في بكركي امس مجرد حدث ثقافي على أهمية صدور كتاب نادر موثق عن مئوية العلاقة التاريخية بين البطريركية  المارونية والمملكة، ولا أيضا مجرد محطة جامعة لحشد شهد لهذه المناسبة البارزة، اذ ان محطة الاحتفال بصدور مؤلف عن هذه العلاقة برعاية مشتركة من بكركي والسفارة السعودية في لبنان تحولت الى ابرز حدث عابر للمناسبة الثقافية ليطاول البعد العربي والإقليمي والدولي لعلاقة لبنان كله بالسعودية مع ما أطلقته المناسبة من رسائل بالغة الدلالات على معنى شهادة بكركي للعلاقات المتجذرة مع السعودية ببعدها العربي الواسع  تحديداً.

ولعل ما زاد الحدث توهجاً مفارقة لافتة تمثلت في تزامن الجمعة الواسعة التي احتضنتها بكركي على خلفية تثبيت الابعاد اللبنانية والعربية لعلاقتها بالسعودية مع تحرك استثنائي بكل ما للكلمة من دلالات تقوم به سفيرتا الولايات المتحدة دوروثي شيا وفرنسا آن غريو في الرياض في شأن الازمة اللبنانية في حين كان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري يحرص بقرار واضح وثابت على عدم التخلف عن حضور يوم المملكة في بكركي حتى للانضمام الى زميلتيه الزائرتين في الرياض الامر الذي أضفى دلالة أهمية إضافية على الرسالة الرمزية والمعنوية والسياسية التي اكتسبها هذا التطور .

 

ولكن الوضع اللبناني برمته بدا مقبلاً على منقلب من التطورات الغامضة في ظل تلاحق التحركات الدولية المتصلة بلبنان من جهة وطغيان الغموض على العد العكسي لحسم مصير أزمة تأليف الحكومة، علماً ان الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال على الرؤية التي أوضحها لكتلة المستقبل الأربعاء حيث أبلغها إنسداد الأفق وان لديه مجموعة من الخيارات يدرسها من بينها الاعتذار. وبدت مفارقة ساخرة ان بعض الافرقاء بدأ يتحسب لإمكان ان يفضي #التحرك الدولي في شأن لبنان الى نتائج ربما تكون غير محسوبة فبدأ هؤلاء في تدوير زوايا مواقفهم وسكب بعض المياه في نبيذهم تحسباً لتبدلات طارئة في واقع الازمة .

 

توصيات فرنسية

هذا الواقع اكتسب مزيداً من التوهج والاثارة مع الكشف عن صدور توصيات في شأن لبنان عن لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية الثلثاء الماضي خلال تقييم دور القوات المسلحة الفرنسية في الشرق الاوسط وجاء في هذه التوصيات التي قدمها النائب غوندال رويار: “بخصوص الوضع في لبنان ، نوصي بالتشكيل العاجل في بيروت لفريق عمل دولي تحت رعاية الأمم المتحدة والبنك الدولي من أجل تكثيف العمل الإنساني (غذاء ، دواء ، رعاية ، مدارس ..) والتنمية (ماء ، كهرباء ..).  نحن نشجع فرنساوشركائها العرب والغربيين على دعم القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي من أجل تجنب انهيارها ومواصلة صعودها العملياتي في مواجهة داعش والتهديدات الأخرى (تهريب المخدرات…). أخيرًا ، نأمل أن تتمكن فرنسا وشركاؤها والأمم المتحدة من ضمان إجراء انتخابات تشريعية وبلدية ورئاسية في عام 2022. يجب أن يكون اللبنانيون قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية من أجل بناء التغيير و “لبنان الجديد”.

وفيما تترقب الأوساط الداخلية ما يمكن ان تسفرعنه التحركات والمواقف التي تتصف بسمة بالغة الأهمية الى حدود الحديث عن اطلاق شرارة تدويل الوضع في لبنان بتضافر إرادات دول كبرى ومؤثرة كما الفاتيكان، أفادت السفارتان الأميركية والفرنسية على موقعيهما على “تويتر” عصر امس ان السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا “تقومان بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معا دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد “.

 

الازمات

في المقابل لم يتبدل مشهد الازمات اليومية المتفاقمة، وأعلن تجمع أصحاب الصيدليات الإضراب العام والمفتوح على كامل الاراضي اللبنانية، اعتبارا من صباح اليوم الجمعة، إلى حين اصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي، “وهي الطريقة الوحيدة التي ستحمل المستوردين على الإفراج عن الأدوية التي وعدهم مصرف لبنان بصرف الاعتمادات لها مرارا ، فيستفيد منها المرضى بالسعر الذي تحدده وزارة الصحة لكل دواء بعد إصدار المؤشر الجديد للأسعار”.

 

اما في ما يتعلق بأزمة المحروقات فيفترض ان يبدأ الانفراج في هذه الازمة اليوم بعدما وافق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس على تسديد مبلغ 120 مليون دولار للشركات المستوردة للنفط في لبنان، كما أعطى موافقات مسبقة على فتح اعتمادات استيراد محروقات بقيمة 160 مليون دولار. وأتاح ذلك بدء تفريغ حملة باخرتين بدءاً من ليل امس على ان يبدأ التوزيع اليوم على المحطات كما سيكفي فتح الاعتمادات لانفراج الازمة فترة أسابيع مبدئيا.

 

***************************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الهيئة المشتركة” لرفع الحصانات: “أكثر من رأي”!

“زواج ماروني” بين لبنان والسعودية

 

كم كان المشهد أمس في بكركي موجعاً لمحور الأكثرية الممانعة العاملة على نقض هوية لبنان وسلخه عن بني جلدته العربية… من “إرهاصات” وزارة الخارجية تحت إدارة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وافتئاتها باسم لبنان الرسمي على العرب وانتهاجها أداءً ديبلوماسياً قاطعاً لأواصر العلاقات اللبنانية – العربية، مروراً بالانحياز المفضوح للأجندة الإيرانية تحت سقف الجامعة العربية والتمنّع الفاضح عن إدانة استهداف منشآت أرامكو، والتماهي مع سياسة “حزب الله” في زجّ اللبنانيين عنوةً في أتون حروب الإقليم واستعداء الدول العربية، وصولاً إلى “تغميس” اليد اللبنانية في الدم السعودي عبر حرب اليمن ورعاية الضربات الحوثية لأراضي المملكة.

 

لكن وعلى قاعدة “ما بصح إلا الصحيح”، لا ينفك رعاة الهوية وحماة الكيان يعيدون تصويب البوصلة الوطنية عند كل مفصل واستحقاق، تأكيداً على عمق الجذور العربية المتأصّلة في غرسة الأرزة اللبنانية العصيّة على رياح العواصف الدخيلة والعابرة على مرّ التاريخ… فكان الاجتماع بالأمس على “صخرة” بكركي لتوكيد صلابة العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية، في مشهدية شهد فيها حشد مسيحي – إسلامي من المؤمنين بنهائية الكيان اللبناني وانتمائه العربي، على أنّ ما يجمع بين لبنان والسعودية أشبه بـ”زواج ماروني” لا فصام فيه ولا انفصال.

 

فبرعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي وحضور السفير السعودي وليد بخاري، شكّل الاحتفال بصدور كتاب “علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية” للآباتي أنطوان ضو الأنطوني، مناسبة وطنية للتأكيد على أنّ هذه العلاقة “تتخطى المحاور إلى محور جامع هو الشراكة المسيحية – الإسلامية” وفق ما شدد الراعي، معدداً مآثر المملكة التي “فهمت معنى وجود لبنان وقيمته في قلب العالم العربي، ولم تسعَ يوماً إلى تحميله وزراً أو صراعاً أو نزاعاً، بل كانت تهب لتحييده وضمان سيادته واستقلاله، وكانت السعودية أول دولة عربية تعترف به سنة 1943 (…) واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم، ولم تعتدِ على سيادته ولم تنتهك استقلاله ولم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب ولم تعطل ديمقراطيته ولم تتجاهل دولته، بل كانت تؤيد لبنان في المحافل العربية والدولية وتقدم له المساعدات المالية وتستثمر في مشاريع نهضته الاقتصادية والعمرانية، وترعى المصالحات والحلول، وتستقبل اللبنانيين وتوفر لهم الإقامة وفرص العمل، ولم تميّز بين لبناني وآخر بل كنا نستشعر احتضانها المسيحيين العاملين في أراضيها (…) ومن لا يكون مستقيماً في الدولة التي تحتضنه لا يكون أميناً للوطن الذي أنجبه”.

 

وإذ نوّه البطريرك الماروني بالعروبة التي بدت مع السعودية “انفتاحاً واعتدالاً ولقاءً واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال”، جدد بخاري في كلمته “العهد والوعد” من الصرح البطريركي باستمرار السعودية في لعب دور “نشر ثقافة السلام ومد جسور الوسطية والاعتدال وتعزيز سبل التعايش وحفظ كرامة الإنسان، بعيداً كل البعد عن التعصب والطائفية والتطرف أيا كان مصدره وذريعته”، متوجهاً إلى الأفرقاء السياسيين بدعوتهم إلى “أن يغلّبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني التي تنص بوضوح تام، على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء حيث لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”، مع التأكيد من هذا المنطلق على أن “لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة ولا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي”، وشدد باسم المملكة على أنها “لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت، فالمسيحي كما المسلم مكوّن أساسي ووازن في الهوية المشرقية العربية الأصيلة”.

 

أما في مستجدات المشهد المتصل بقضية انفجار مرفأ بيروت، فتتجه الأنظار اليوم إلى انعقاد جلسة الهيئة النيابية المشتركة في “عين التينة” لبحث طلب المحقق العدلي القاضي طارق بيطار رفع الحصانة عن النواب المدعى عليهم في القضية، الوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق.

 

وفي وقت لا يزال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب متمنّعاً عن مقاربة استدعاءات المحقق العدلي، سلباً أم إيجاباً، سواءً بالنسبة لتحديد جلسة لاستجوابه شخصياً أو في ما يتصل بإعطاء الإذن لملاحقة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، لفت تحصّن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس بـ”خلية قانونية” تشكلت لمتابعة التحقيقات في قضية تفجير المرفأ، في مواجهة طلب القاضي بيطار رفع وزير الداخلية والبلديات الحصانة الإدارية عنه، فاعتبر ابراهيم أنّ ما يتعرّض له في قضية انفجار المرفأ “حملة مشبوهة” وتوعد بالإعلان “قريباً عمّن يقف وراءها”، حسبما نقل عنه أعضاء “الخلية”، مكتفياً بالإشارة في ما يتصل بطلب استدعائه للتحقيق إلى أنه سيمثل “عندما تكون الأمور سالكة وفقاً للأطر الإدارية والقانونية”.

 

وعشية اجتماع الهيئة المشتركة اليوم، أكدت مصادر نيابية عدم وجود توجه أكيد حيال ما ستخلص إليه الهيئة من توصية إزاء طلب رفع الحصانات النيابية عن المدعى عليهم، لافتةً إلى وجود “أكثر من رأي بين أعضاء الهيئة، لا سيما بين فريق يؤيد حكماً مبدأ رفع الحصانة تجاوباً مع طلب القضاء العدلي لكشف الحقائق في ملف انفجار الرابع من آب، وبين فريق متمسك بأنّ جرم الإهمال الوظيفي الذي يلاحق به الوزراء – النواب يجب أن يخضع للمساءلة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء”، وعليه توقعت أن تستغرق الهيئة اليوم في “عملية المناقشة والتمحيص في المواد الدستورية ذات الصلة بهذا الموضوع”.

 

وفي سياق متقاطع، اختصرت مصادر سياسية الوضعية القائمة إزاء طلب رفع الحصانات النيابية بالقول: “لا أحد سيجرؤ علناً من القوى السياسية على معارضة هذا الطلب، ولذلك فإنّ الجهات المتضررة من استدعاءات المحقق العدلي ستنكب على إيجاد الفتوى القانونية اللازمة لوأده”.

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الراعي: السعودية لم تعتدِ على سيادة لبنان بل هبّت لتحييده وضمان استقلاله

بخاري يوصي بالتنوع والعيش المشترك عملاً بـ«اتفاق الطائف»

 

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن المملكة العربية السعودية «لم تعتد على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب، لم تعطل ديمقراطيته ولم تتجاهل دولته»، مشدداً على أنها «لطالما كانت تؤيد لبنان في المحافل العربية والدولية، تقدم له المساعدات المالية، وتستثمر في مشاريع نهضته الاقتصادية والعمرانية. كانت ترعى المصالحات والحلول»، وقال إن السعودية «فهمت معنى وجود لبنان وقيمته في قلب العالم العربي، ولم تسع يوما إلى تحميله وزرا أو صراعا أو نزاعا، لا بل كانت تهب لتحييده وضمان سيادته واستقلاله».

جاء كلام الراعي خلال رعايته احتفالاً لمناسبة صدور كتاب «علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية» للآباتي أنطوان ضو في الصرح البطريركي في بكركي بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري. وقال الراعي أمس: «تشرفت بلقاء خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارتي إلى المملكة في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، ولمست في هذه الزيارة حبهما للبنان وفي الوقت عينه حزنهما الشديد على الحالة من التقهقر التي وصل إليها، والمتناقضة مع مقدرة اللبنانيين الخلاقة».

وأمل السفير بخاري، في كلمته، من الأفرقاء اللبنانيين «أن يغلبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني»، مؤكداً أن «لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة، ولا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي»، كما أوصى «بالمحافظة على التنوع والعيش المشترك الذي أرسى أسسه اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي».

وقال بخاري «إننا نجتمع اليوم (أمس) في مناسبة جامعة للفكر والثقافة، مناسبة تجسد مسيرة تاريخية لعمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية والبطريركية المارونية والتي تمثل ضمانة حقيقية للحفاظ على لبنان الرسالة، لبنان الحر والسيد المستقل».

وقال بخاري: «من صرح المحبة نطلق نداء السماء للأرض ونجدد العهد والوعد بدور المملكة العربية السعودية بنشر ثقافة السلام ومد جسور الوسطية والاعتدال وتعزيز سبل التعايش وحفظ كرامة الإنسان»، وأكد: «لأننا دعاة سلم وسلام، فإن مستقبلنا في هذا الشرق هو السلام، بعيدا كل البعد عن التعصب والطائفية والتطرف أيا كان مصدره وذريعته».

وإذ استذكر ما قاله البابا فرنسيس في «يوم الصلاة من أجل لبنان»، «إن لبنان هو مشروع سلام رسالته هي أن يكون أرض تسامح وتعددية وواحة أخوة تلتقي فيها الأديان والطوائف المختلفة»، شدد على أنه «انطلاقا من مرجعية بكركي التاريخية وأهمية الدور الوطني والجامع للكاردينال الراعي نوصي بالمحافظة على التنوع والعيش المشترك الذي أرسى أسسه اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي».

وأشار بخاري إلى أن «العمق العربي يشكل ركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تعزيز الانتماء لهوية ثقافية معاصرة ترسم آفاق المستقبل أمام «عولمة العروبة» التي تتسع للجميع وتزخر بقبول الآخر والتفاعل والتكامل معه». وأضاف: «انطلاقا من رمزية المناسبة والمكان، تجدد المملكة اليوم الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الاعتدال، والحوار، والمحبة والسلام». وأكد أن «المملكة لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت، فالمسيحي كما المسلم مكون أساسي ومكون وازن في هذه الهوية المشرقية العربية الأصيلة».

وأكد البطريرك الراعي، من جهته، أن «المملكة العربية السعودية كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان سنة 1943، وعلى أساس من هذه العهود والوعود تعاطت المملكة مع لبنان، واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم». وشدد على أن السعودية «لم تعتد على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله. لم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب. لم تعطل ديمقراطيته ولم تتجاهل دولته. كانت السعودية تؤيد لبنان في المحافل العربية والدولية، تقدم له المساعدات المالية، وتستثمر في مشاريع نهضته الاقتصادية والعمرانية. كانت ترعى المصالحات والحلول، وكانت تستقبل اللبنانيين، وتوفر لهم الإقامة وفرص العمل».

وتطرق إلى علاقة البطريركية والمملكة، مؤكداً أنها «تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة». وقال: «السعودية بالنسبة لهذا الصرح هي السعودية. نحبها كما هي. ولا ننظر إليها من خلال خياراتها السياسية ومواقفها القومية وعلاقاتها العربية والدولية. علاقتنا بها تتخطى المحاور إلى محور جامع هو الشراكة المسيحية/الإسلامية». وقال الراعي بأن «عرى الصداقة بين البطريركية المارونية والسعودية متنت أكثر فأكثر عرى الصداقة والتعاون بين المملكة ولبنان»، وأضاف: «كان اللبنانيون أوائل الذين سافروا إلى المملكة وساهموا في مشاريع الإعمار والتصنيع والإنماء والسياحة والتعليم. ولعب وجهاؤهم، بناء لطلب ملوكها، دورا مميزا في تنظيم الإدارة وتوطيد علاقات المملكة مع الشرق والغرب. ولقد أخلص هؤلاء اللبنانيون هناك للمملكة وبادلوها الوفاء. وفيما لم تميز المملكة بين لبناني وآخر، كنا نستشعر احتضانها المسيحيين العاملين في أراضيها. والحق يقال إن أبناءنا حين يهاجرون، فللعمل لا للسياسة، وللدخل لا للتدخل؛ وهم رسل لبنان لا رسل دولة أخرى، أو مشروع آخر».

وتوجه الراعي إلى كل لبناني يعيش في المملكة أو يعمل فيها «أن يحب شعبها ويحترم قيادتها ويلتزم قوانينها وتقاليدها ويحفظ أمنها. فمن لا يكون مستقيما في الدولة التي تحتضنه لا يكون أمينا للوطن الذي أنجبه».

وأكد الراعي أنه «مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء، واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال»، مشيراً إلى أنه «مع السعودية برزت العروبة عاطفة سجية لا مشروعا عقائديا يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية ويختزل القوميات والهويات. مع السعودية احتجب البعد الجغرافي أمام جيرة العقل والقلب».

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

مسعى أميركي فرنسي لدى الرياض لبديل للحريــري أو تقديم مساعدات

 

على وَقع التوقعات في أن يحسم الرئيس المكلف سعد الحريري خياراته تأليفاً للحكومة العتيدة او اعتذاراً وترك الساحة لاختيار بديل منه يتولى المهمة، دخل الاستحقاق الحكومي أمس في حالة انتظارية جديدة ريثما تُنهي السفيرتان الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو محادثاتهما في الرياض، حيث انّ بعض الاوساط السياسية تعوّل على أن تؤدي هذه المحادثات بنتائجها المرتقبة الى تغيير في أمزجة بعض المعنيين بالاستحقاق الحكومي الذين يترددون في حسم الموقف، ما يؤخّر ولادة الحكومة ويدفع الأزمة التي تعيشها البلاد على كل المستويات الى مزيد من التعقيد.

 

أفادت الإشارات المتقاطعة الى انّ محاولة تجري في الكواليس السياسية والديبلوماسية للتوافق على اسم بديل عن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بات شِبه مقتنع باستحالة تَمكّنه من تشكيل الحكومة مع الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، فيما شددت مصادر مطلعة على أنّ الحريري تبلّغ من جهات إقليمية أنّ الموقف السعودي السلبي منه لم يتبدل، الأمر الذي يحول بينه وبين القدرة على تأليف الحكومة.

وأفادت المعلومات انّ هناك مسعى أميركياً فرنسياً للتفاهم مع المملكة العربية السعودية على اسم يكون مقبولاً لديها لتشكيل الحكومة، وانه في حال أصَرّت الرياض على رفض فتح الباب أمام تفاوض سياسي من هذا النوع فسيطلب منها الأميركيون والفرنسيون ان تساهم في مساعدات إنسانية او مالية موضعية تصل مباشرة إلى المستفيد النهائي، منعاً للانهيار الكبير وتداعياته المحتملة.

 

في الرياض

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر «تويتر» أنّ «وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عيد بن محمد الثقفي، التقى في ديوان الوزارة في الرياض اليوم (أمس)، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دورثي شيا وسفيرة الجمهورية الفرنسية لدى لبنان آن غريو». وأشارت إلى أنّ «هذا الاجتماع يأتي، وفقاً لما تقرر أخيراً في اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في مدينة ماتيرا في الجمهورية الايطالية، باستمرار التعاون والتنسيق بينهم لدعم الشعب اللبناني ومساندته، في ظل الأوضاع التي يواجهها حالياً».

وفي انتظار الجديد الذي يمكن ان تنتهي إليه اجتماعات السفيرتين في الرياض جَمّدت كل المشاريع المتداولة في شأن الاستحقاق الحكومي. وقالت مصادر سياسية وديبلوماسية مطّلعة لـ»الجمهورية» انه كان من الطبيعي ان تفرض هذه التطورات تجميداً طوعياً للحركة الحكومية، فغابت المواقف وتراجعت «حرب المصادر» وساد صمت في مواقع المعنيين»، وخصوصاً في القصر الجمهوري و»بيت الوسط».

وفي هذه الأثناء بقيت مراجع سياسية تبحث عن إمكان انعكاس اجتماعات الرياض على الملف الحكومي وسط انقسام منطقي بين القول بانتظار قرار سيؤدّي إمّا الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتوليد الحكومة المنتظرة، وإمّا مناقشة مرحلة ما بعد الإعتذار والبحث في مهمة التكليف مجدداً، علماً انّ شيا وغريو التقتا في الرياض ايضاً مؤسسة الملك سلمان للاعمال الإغاثية والانسانية.

 

مخاوف من تقديرات خاطئة

ولم يَشأ أي من المصادر، الحديث عن اي تطور مُرتقَب منعاً للوقوع في الفخ الناجم من تقديرات خاطئة، فلم يكن المسؤولون اللبنانيون على علم بهذه الخطوة التي أنتجتها لقاءات روما بين وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وفرنسا جان ايف لودريان والسعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بعد ساعات قليلة على الاجتماع الذي جمعَ بلينكن بالبابا فرنسيس في الفاتيكان على هامش مؤتمر دول العشرين الصناعية الذي أكّدت بيانات رسمية صدرت عنه انّ الوضع في لبنان كان من ابرز القضايا المُدرجة على جدول اعماله.

وكانت السفارة الأميركية في بيروت قد كتبت عبر «تويتر» أنّ «السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا تقومان اليوم (أمس) بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي يمكنهم من خلالها دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد».

وفي هذه الاثناء أصدرت لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقريراً يُوصِي، في البند الرقم 6 منه، بإرسال قوات دولية الى لبنان بنحوٍ طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار. كذلك يشدّد التقرير على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في لبنان سنة 2022.

 

في الرياض وواشنطن

وأكدت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» أنّ الرهان على لقاءات الرياض ارتفع منسوبه لمجرّد ربطها بوصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى العاصمة السعودية في زيارة مُبرمجة سلفاً بالتزامن مع الحديث عن اجتماعات مهمة عقدت في وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن، وأبرزها اللقاء الذي جمع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند والمستشار ديريك شوليت، حيث تناول اللقاء «تفعيل المساعدة الخارجية للبنان «المنكوب» ولا سيما منها «مساعدة جيشه الذي يعاني أزمة سيولة نقدية». كذلك تناول ملف الأمن الإقليمي، ودعم المملكة العربية السعودية للدفاع عن نفسها من الهجمات عبر الحدود، وتحسين حقوق الإنسان.

وفي المعلومات انّ وزير الخارجية الاميركية انضَمّ إلى المجموعة في جزء من الاجتماع لمناقشة الجهود المبذولة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في اليمن والانتقال إلى العملية السياسية، وكذلك مناقشة الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي والإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني، وقضايا ثنائية رئيسية أخرى.

 

الراعي والبخاري

وكان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قد اغتنَم مناسبة الاحتفال أمس في بكركي بمئوية العلاقة بين المملكة العربية السعودية والبطريركية المارونية، ليأمل من الأفرقاء السياسيين «أن يغلّبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني، والتي تنصّ وبوضوح تام على أنّ «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء حيث لا شرعية لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». وأكد أن «لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة، ولا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي».

وشدّد البخاري على «انّ العمق العربي ركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تعزيز الانتماء لهوية ثقافية معاصرة ترسم آفاق المستقبل أمام «عولمة العروبة» التي تتّسِع للجميع، وتزخر بقبول الآخر والتفاعل والتكامل معه». وقال: «إنطلاقاً من رمزية المناسبة والمكان تجدّد المملكة اليوم الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الاعتدال، الحوار، المحبة والسلام. كما تؤكد المملكة أنها لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت، فالمسيحي كما المسلم مكوّن أساسي ومكوّن وازن في هذه الهوية المشرقية العربية الأصيلة».

ومن جهته، لاقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي البخاري في الموقف، فقال انّ «لبنان يسير في هذا الشرق أخاً للعرب ومناصراً للحق، وهكذا نُدرك مدى محورية دَورَي المملكة والبطريركية المارونية في ‏لبنان والمشرق والعالم العربي‎.»‎ وتمنى ان

«تستعيد العلاقات اللبنانية ـ السعودية عفويتها وتقاليدها السابقة حين كان قادة المملكة يزورون ربوع لبنان ويلاقون ‏الترحيب الشعبي. يومها كان عندنا دولة واحدة وآمنة‎.»‎

وأكد على أنّ «المملكة لا تميّز بين لبناني وآخر»، وأضاف: «كنّا نستشعِر احتضانها للمسيحيين، وكان أبناؤنا حين يهاجرون، فللعمل لا للسياسة، ‏وهم رُسل لبنان لا رسل دولة اخرى‎.»‎ وقال: «السعودية لم تنتهك استقلال لبنان ولم تورّطه في حروب ولم تتجاهل دولته، والسعودية لا ننظر اليها من خلال ‏خياراتها السياسية ومواقفها القومية، بل إنّ علاقتنا بها تتخطى المحاور الى محور جامع هو الشركة المسيحية – الاسلامية‎.»‎

 

الدولار الأسود يحلّق

من جهة ثانية، وعلى الصعيدين الاقتصادي والمالي واصَل الدولار في السوق السوداء ارتفاعه، بما يوحي انه يتّجه الى تسجيل أرقام قياسية جديدة في الايام القليلة المقبلة. وقد لامَس أمس عتبة الـ19 ألف ليرة، الامر الذي أحدثَ بلبلة في الاسعار.

وفي قراءة لِما يجري في موضوع سعر الصرف، يتبيّن للمتابعين انّ استمرار انهيار سعر الليرة من الامور غير المُستغربة، بل متوقّع ان يستمر طالما انّ الوضع السياسي مقفل، والوضع المالي من سيئ الى أسوأ، يوماً بعد يوم. وقد بَدا الانفاق من الاحتياطي الالزامي، والذي يعتبر بمثابة احتياطي وطني ينبغي الحفاظ عليه، لتحاشي كوارث وطنية، أو للمساعدة في «إعادة النهوض الاقتصادي والمالي، متى تشكَّلَت الحكومة وأُطلِقت العجلة الاقتصادية بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والدول الداعمة للبنان»، على ما أعلنت جمعية المصارف اللبنانية أمس.

ومن اللافت أنّ المصارف هدّدت في بيانها باللجوء الى إجراءات لمنع الانفاق من الاحتياطي الالزامي، وحمّلت الدولة ومصرف لبنان مسؤولية استمرار الانفاق من هذاه الاموال.

وقال مصدر مطّلع لـ»الجمهورية» انّ حديث المصارف عن إجراءات تدرس اتخاذها لمنع المَس بالاحتياطي، يعني انها قد تسلك الطرق القانونية، كأن تتقدّم بطلب الى القضاء المختص، للحجز على الاحتياطي ومنع التصرّف به. وهذا الامر ممكن، وتتمّ دراسته بين خيارات قانونية أخرى لا تزال قيد الدرس.

 

أزمة المحروقات والدواء

وفيما بَدت أزمة الفيول ذاهبة الى حلحلة مؤقتة في الساعات المقبلة بعد فتح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعتمادات لـ6 بواخر بقيمة 160 مليون دولار، بقيت أزمة الدواء عالقة. ففي معلومات «الجمهورية» انّ فواتير الاستيراد القديمة، والبالغة قيمتها 550 مليون دولار، لم تجد بعد طريقها الى الصرف حيث تعمل اللجنة المشتركة بين مصرف لبنان ووزارة الصحة على تكثيف جهودها لإنهاء عملية التدقيق ريثما يتم إعداد آلية الدفع.

امّا الفواتير الجديدة التي حصلت على موافقة مسبقة فقد فتح حاكم مصرف لبنان اعتماداً لها بقيمة تفوق الـ 100 مليون دولار، ولكن هذا المبلغ هو كَمَن اشترى سمكاً في البحر، لأنّ بعض الشركات المستوردة الكبيرة لن تتمكن من استيراد بضائعها من الادوية الجديدة من الشركات الرئيسية التي اشترطت الحصول على المبالغ المتراكمة. وصرّح الحاكم في مجالس خاصة انه لا يزال يملك 400 مليون دولار فقط لدعم المشتقات النفطية والدواء والطحين، وقد خرجَ من هذا المبلغ أمس 160 مليون دولار الى البواخر السِت، ما يعني اننا بتنا حكماً امام عملية ترشيد قاسية. وتخوّفت المصادر من انّ الدفع بالقطّارة سيؤدي الى المفاضلة بين المرّ والأمَرّ، أي بين الحاجة الملحّة والحاجة الطارئة، ما يعني دعم الادوية السرطانية وادوية الامراض المزمنة، امّا بقية الادوية فقد تشهد رفع دعم تلقائي في القريب العاجل، علماً أنّ دعم الطحين لا يزال خارج دائرة التأثر والمقدور عليه حالياً (12 مليون دولار شهرياً).

 

كورونا

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 400 إصابة جديدة (393 محلية و7 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 546766. كذلك سُجّلت حالتا وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 7869.

 

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تنسيق المساعدات في لقاءات الرياض.. والراعي يُؤكّد التزام السعودية استقلال لبنان

مهلة أخيرة قبل إعلان الحريري.. والأليزيه تدرس إرسال قوات دولية لأغراض إنسانية

 

في الوقت الذي كانت فيه السفيرتان الأميركية دورثي شيا والفرنسية آن غريو تبدآن مهمتهما في المملكة العربية السعودية، من باب المساعدات الإنسانية للبنانيين، كان سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري يُؤكّد من بكركي، في احتفال لمناسبة صدور كتاب «علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية» سياسة المملكة «بالمحافظة على التنوع والعيش المشترك الذي أرسى اسسه اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي»، داعياً «الافرقاء السياسيين ان يغلبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان» ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي، وادخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني، والتي تنص على ذلك بوضوح تام، وبالتالي فلا «شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي».

وبانتظار وضوح الصورة، بعد جلسة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل للنظر في طلب زوج الحصانة عن النواب: علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، ومعرفة الموقف من مسألة رفع الحصانات في موضوع انفجار المرفأ، بالتزامن مع دعوة أهالي شهداء الانفجار إلى التحرّك في محيط مقر الرئاسة الثانية، بعنوان «يوم الغضب المقدس» ولرفع الحصانة من دون أي أخذ ورد.

 

وعلمت «اللواء» ان النائب جورج عدوان، سيتمسك بقرار رفع الحصانة.

 

وفي السياق، نقل عن اللواء عباس إبراهيم قوله امام خلية الأزمة الحقوقية التي تضم محامين متطوعين للدفاع عنه انه جاهز للمثول امام القضاء عندما تكون الأمور سالكة وفقا للاطر الإدارية والقانونية.

 

ونقل عن اللواء إبراهيم ان الادعاء من قبل المحقق العدلي هو لاغتياله معنويا، بانتظار الاغتيال الجسدي.

 

وعلى صعيد المشهد الحكومي، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن هذا المشهد يخضع للانتظار فقط، انتظاراً لخطوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان يتوقع أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري مرة أخرى للتنسيق انما لم يتم اللقاء .

 

وأفادت المصادر ان اي تلقف للموقف الأخير لرئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل لم يحصل أيضا، مشيرة إلى أن تحرك السفيرتين الأميركية والفرنسية يتمحور حول المساعدات الإنسانية للبنان في حين أن الملف الحكومي قد يحضر لكن ليس بشكل متشعب.

 

وفي المشهد الدبلوماسي، انتقل الاهتمام الى متابعة نتائج زيارة السفيرتين الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا، الى المملكة السعودية، حيث تسعيان الى استجلاب مزيد من الدعم للبنان وشعبه، والعمل على حل العقد التي ادت الى تعثر تشكيل الحكومة. ومن المفترض ان يعقب هذه المحادثات التي ستجريانها في الخارجية السعودية بيانان يصدران عن السفيرتين.

 

وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت في تغريدة على حسابها عبر «تويتر»، أن «السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا تقومان بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية، لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معاً دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد».

 

ففي الرياض، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر «تويتر» أن «وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عيد بن محمد الثقفي، التقى في ديوان الوزارة بالرياض، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دورثي شيا وسفيرة الجمهورية الفرنسية لدى لبنان آن غريو».

 

وأشارت إلى أن «هذا الاجتماع يأتي، وفقا لما تقرر مؤخرا في اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في مدينة ماتيرا بالجمهورية الايطالية، باستمرار التعاون والتنسيق بينهم لدعم الشعب اللبناني ومساندته، في ظل الأوضاع التي يواجهها حاليا».

 

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) ان المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة التقى في مقر المركز بالرياض اليوم، بسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا.

 

وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل التعاون والتنسيق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية.

 

وأشادت السفيرة الأميركية بالأعمال الإنسانية الكبيرة التي تقدمها المملكة من خلال المركز لمختلف دول وشعوب العالم، بما في ذلك المتضررين واللاجئين في لبنان، كما نوهت بالعلاقات الثنائية الوطيدة التي تجمع البلدين الصديقين.

 

وفي واشنطن، اجتمع نائب وزير الدفاع السعودي في الخارجية الأميركية مع مسؤول، للبحث في الإصلاحات والمساعدات.

 

بالتوازي، بحث السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان بيار دوكان مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، في موضوع أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الثالث الذي سيتم تنظيمه في باريس الشهر الجاري لدعم الشعب اللبناني في حضور عدد من رؤساء الدول والحكومات. وتطرق البحث إلى الإجراءات الآيلة إلى معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمرّ بها لبنان وكيفية تضافر الجهود لضمان نجاح المؤتمر، كما جاء في بيان الوزارة.

 

كما زار دوكان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد وتمحور البحث حول الازمة الاقتصادية، الاجتماعية والمعيشية والافق المقفل. واتفق الطرفان على أن عامل الوقت ليس بصالح الاجراءات الضرورية العاجلة للخروج من الوضع الراهن المتأزم. وتناقشا بشأن حلول فورية على الصعيد الاجتماعي، والمالي والنقدي، والورقة التي طرحها المجلس الاقتصادي والاجتماعي لترشيد الدعم، إضافة الى ضرورة المضي بإصلاحات فورية لمحاربة الفقر والحد من موجة الهجرة.

 

وفي تطور فرنسي جديد متعلق بلبنان، صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقريرٌ يوصي، في البند رقم ٦، بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار. كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام ٢٠٢٢.

 

وفيما لم تُسجل اي حركة جديدة على صعيد اتصالات تشكيل الحكومة، وبعد المواقف التي صدرت عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ووصفت بالايجابية سواء حيال موضوع تشكيل الحكومة او حيال الرئيس سعد الحريري شخصياً، يرتقب ان تتحرك مجدداً الاتصالات، وسط معلومات عن استمرار خيارات الرئيس سعد الحريري متوازنة بين تقديم صيغة حكومية جديدة إلى الرئيس ميشال عون او الاعتذار.

 

وأشارت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، أن نتائج اتصالات ربع الساعة الاخير، لإنقاذ عملية تشكيل الحكومة من مصير اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، لم تفلح في ازالة اعتراضات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على كل الافكار والطروحات التي عرضت عليه لحل ازمة تشكيل الحكومة واخرها مبادرة الرئيس نبيه بري. وقالت ان ازمة التشكيل عادت الى المربع الاول مع اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله منذ ايام عن طرح أفكار جديدة لحل ازمة التشكيل، وهذا معناه، تجاوب الحزب مع موقف باسيل الرافض لمبادرة بري برغم تعهد نصرالله اعتبارها كمنطلق لحل ازمة التشكيل التي استغرقت طويلا وتعهده بدعمها والعمل على تنفيذها. واعتبرت المصادر ان وقف الاتصالات والمشاورات لتنفيذ مبادرة بري معناه، الاصرار على تعطيل آخر محاولة لتشكيل الحكومة بتلاقي المواقف بين الحزب وباسيل ضمنا على عدم وجود توجه حقيقي لديهما لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، مادفع الرئيس المكلف سعد الحريري إلى تسريع الاتصالات مع الحلفاء والاصدقاء، بلورة قراره بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة، لانه لم يعد ممكنا المراوحة في دائرة التعطيل المتعمد بلا اي طائل وقد قطعت هذه المشاورات حيزا مهما، باتجاه اعلان الرئيس الحريري موقفه النهائي مطلع الاسبوع المقبل بهذا الخصوص. واشارت المصادر الى ان تأخير اعلان قرار الاعتذار لأيام مرده، الى مطالبة البعض بتحضير آلية سريعة لتقصير مدة تسمية وتكليف شخصية اخرى لتشكيل الحكومة الجديدة، تفاديا لمخاطر وتداعيات اطالة هذه المدة على الوضع المتأزم والمفتوح على كل الاحتمالات المقلقة.

 

بكركي والسعودية

 

كما شهدت بكركي امس حدثا سياسيا مهما لمناسبة الاحتفال بإطلاق كتاب مئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة السعودية، حيث قال السفير السعودي وليد بخاري من بكركي وفي حضور عدد غفير من الشخصيات السياسية والدينية: نأمل من الافرقاء السياسيين تغليب المصلحة اللبنانية، لكن البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله بمحاور تمس بهوية لبنان العربية.

 

وأكد ان «لا شرعية لمفهوم الاقليات امام شرعية مسلمة ومسيحية». وقال: العروبة تتسع للجميع، وتفخر بقبول الآخر. وانطلاقا من رمزية المناسبة تجدد السعودية الشراكة تحت مظلة عربية ركائزها المحبة والسلام، ولا نسمح المساس بالهوية اللبنانية تحت أي ذريعة، فالمسيحي كما المسلم مكون أساسي في الهوية المشرقية».

 

اضاف: انها مناسبة جامعة للفكر والثقافة وتجسد عمق العلاقة بين السعودية والبطريركية المارونية للحفاظ على لبنان الرسالة والحر السيد المستقل.

وقال: سلام على مئوية لبنان الكبير وعلى الشراكة الأخوية، ومن صرح المحبة نجدد العهد بدور السعودية بمد جسور الانفتاح وتعزيز السبل لكرامة الانسان. لبنان مشروع سلام وارض تسامح وتعددية تلتقي فيها الأديان هذا ما قاله البابا، وانطلاقا من مرجعية بكركي نوصي بالحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان.

 

البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قال للمناسبة: ان السعودية تبقى صديقة للبنان وللبطريركية المارونية، آملين تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات النيابية وبعدها الرئاسية.

 

اضاف: ان السعودية لم تعتدِ على سيادة لبنان يوما، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في الحروب. وقد تعاطت المملكة مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم.

 

واكد ان «علاقة البطريركية بالمملكة تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة، والسعودية نحبها كما هي ولا ننظر اليها من خلال خياراتها السياسية وعلاقاتها العربية، علاقتنا بها تتخطى المحاور الى محور جامع هو الشركة المسيحية الاسلامية».

 

وقال الراعي: مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال، مع السعودية برزت العروبة لا كمشروع عقائدي يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية، مع السعودية احتجب البعد الجغرافي امام جيرة العقل والقلب.

 

اضاف: السعودية تفهم معنى وجود لبنان وقيمته في الدول العربية وكانت تهب دائما لضمانة استقلاله وسيادته. وكم نتمنى أن تستعيد العلاقات اللبنانية السعودية عفويتها وتقاليدها السابقة حين كان قادة المملكة يزورون ربوع لبنان ويلاقون الترحيب الشعبي، يومها كان عندنا دولة واحدة.

 

واكد ان «السعودية لم تميز بين لبناني وآخر، مؤكدا التزامها استقلال لبنان من أيام الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود، الذي قال سنة 1953: «سأدافع عن استقلال لبنان كما ادافع عن استقلال مملكتي».

 

مالياً، غرد النائب السابق وليد جنبلاط: «لا للتفريط بالإحتياطي الإلزامي أياً كان الثمن ومهما كانت الأوامر او التعليمات».

 

المصارف تحمّل المركزي مسؤولية المس بالاحتياطي

 

وفي أوّل اشتباك من نوعه مع مصرف لبنان جددت جمعية مصارف لبنان موقفها المعلن والمعروف بضرورة عدم المس تحت أية ظروف بالاحتياطي الالزامي كونه يشكِّل جزءًا لا يتجزأ من ودائع الزبائن لدى المصارف كما سبق وأوضحته الجمعية بكتابها لسعادة حاكم مصرف لبنان بتاريخ الأول من نيسان 2021.

وحملت الجمعية الدولة مسؤولية استنزاف ودائع المصارف لدى مصرف لبنان خلال السنوات الماضية وأن استمرار هذه السلوكيات سيقضي على بعض الإمكانات التي قد تساهم في إعادة النهوض الاقتصادي والمالي متى تشكَّلَت الحكومة وأُطلِقت العجلة الاقتصادية بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والدول الداعمة للبنان. كما حملت الجمعية مصرف لبنان مسؤولية المس بالاحتياطي الإلزامي والخضوع للضغوطات التي تمارسها عليه السلطات السياسية خلافاً لمنطوق وروحية قانون النقد والتسليف حيث غاية الاحتياطي الإلزامي تنحصر بحاجات القطاع المصرفي.

 

وأعلنت انها تدرس حالياً الإجراءَات التي يمكن اللجوء إليها للحؤول دون المس بالاحتياطي الإلزامي من قبل الدولة أو المصرف المركزي.

 

وخصص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعتمادات إضافية لتأمين شراء كميات اضافية من المحروقات (بنزين ومازوت)، جاءت بعد اجتماع عقد صباح امس، في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون حضره الحاكم سلامة في اطار متابعة رئيس الجمهورية للاجراءات الواجب اتباعها للحد من ازمة المحروقات وما ينتج عنها من مضاعفات سلبية على الارض.

 

وفي حين استمرت أزمة البنزين على حالها، افادت معلومات ان «حاكم مصرف لبنان قد وافق على تسديد مبلغ 120 مليون دولار للشركات المستوردة للنفط في لبنان، وأعطى ايضاً موافقات مسبقة لفتح اعتمادات استيراد محروقات بقيمة 160 مليون دولار.

 

وأعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن «هناك وعوداً بأن مصرف لبنان سيحل مشكلة الباخرتين الراسيتين في عرض البحر». واشار في بيان الى ان «في حال التفريغ اليوم سيتم توزيع المحروقات على السوق بدءاً من يوم غد، ما سيساعد في فتح المحطات المقفلة». وناشد مصرف لبنان «الإسراع في اعطاء الموافقات المسبقة لشركات استيراد النفط لزوم البواخر التي ستصل خلال الشهر الجاري، حتى يتم تفريغها بسرعة وفور وصولها»، لافتا الى ان «على البنك المركزي التزام الاتفاق الذي تم مع السلطة السياسية والذي تم الاعلان عنه لاستيراد المحروقات خلال الثلاثة الاشهر المقبلة من أجل إراحة السوق وتشجيع الموسم السياحي وتنشيط الاقتصاد وتشجيع المغتربين على القدوم الى لبنان».

 

وعلى صعيد ازمة الدواء، أعلن تجمع أصحاب الصيدليات «الإضراب العام والمفتوح على كامل الاراضي اللبنانية، اعتبارا من صباح اليوم الجمعة، إلى حين اصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي وهي الطريقة الوحيدة التي ستحمل المستوردين على الإفراج عن الأدوية التي وعدهم مصرف لبنان بصرف الاعتمادات لها مرارا، فيستفيد منها المرضى بالسعر الذي تحدده وزارة الصحة».

 

لكن وزير الصحة الدكتور حمد حسن استبق الاضراب ورأس اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الدواء. وتناول البحث تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المصرف المركزي، وإبلاغ حاكم المصرف الدكتور رياض سلامة للوزير حسن ببدء إصدار التحويلات المصرفية لشركات الأدوية.

وأعطى الوزير حسن توجيهاته لتكثيف التفتيش على المؤسسات الصيدلانية للحؤول دون احتكار الدواء، خصوصا أن عددا من هذه المؤسسات يفترض رفع الدعم فيمتنع عن بيع الدواء لمحاولة الإستفادة من إرتفاع الأسعار.

 

545766 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن 400 إصابة جديدة بفايروس كورونا وحالتي وفاة، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 545766 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

اسرائيل تفضح مهمة شيَا ــ غريو في السعودية: عدم تحوّل ايران «لمنقذ»

 حراك اسرائيلي ناشط لمنح لبنان «الاوكسيجين» ومنع سيطرة حزب الله

توصيات فرنسية «خطيرة»… الحريري لم يحسما «لهبوط الآمن» لاعتذاره – ابراهيم ناصرالدين

 

على وقع وعود»بحلحلة» موقتة لازمة المحروقات والادوية، وبعد ساعات على «العاصفة» غيرالدبلوماسية في السراي الحكومي، لا يزال البحث مستمرا عن اجوبة حيال حراك سفيرتا واشنطن وباريس باتجاه السعودية، البيانات الرسمية لم تقدم اجوبة شافية حول طبيعة هذا التحرك، اهدافه، وتوقيته، وفي غياب المعلومات الموثوقة حيال طبيعة هذه المهمة، جاء الخبر «اليقين» من اسرائيل المهتمة رسميا واعلاميا بالملف اللبناني. وكشفت التسريبات الامنية عن دور رئيسي، وفاعل للدبلوماسية الاسرائيلية في دفع الاميركيين والفرنسيين للتحرك لمنع طهران من لعب دور «المنقذ» في لبنان، ومنع سقوط الدولة في «يد» حزب الله، كاشفة عن قرار بمد لبنان «بالاوكسيجين» وليس القيام بعملية انقاذ متكاملة…

 

«تدويل» المساعدات لقطع الطريق على ايران، حملها ايضا الى بيروت في «رسالة» شديدة اللهجة، رئيس الدبلوماسية القطرية الذي حذر من الذهاب «شرقا»، فيما بدأ السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان بيار دوكان الترويج لانعقاد المؤتمر الدولي الثالث الذي سيتم تنظيمه في باريس الشهر الجاري لدعم الشعب اللبناني… وفي تطور بالغ الخطورة، كانت «الديار» قد اشارت اليه قبل ايام حول مساع اسرائيلية لاقناع واشنطن وباريس بالتدخل عسكريا في لبنان، صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقرير، غير قابل للتطبيق، وسيكون مغامرة غير محسوبة، يوصي، بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز «الأعمال الإنسانية» ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار، كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام 2022. وفي انتظار تبلور الحراك الدبلوماسي، لا تزال المعضلة الحكومية على حالها وسط جهود من «الثنائي الشيعي» لاقناع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتامين «هبوط آمن» لاعتذاره عبر تسمية خليفته، لكنه ما يزال متريثا في اعطاء جواب نهائي حيال موقفه، رابطا موافقته بالحصول على ضمانات بالتاليف بعد التكليف، وشروط ذلك غير مؤمنة بعد.

 

  الدور الاسرائيلي

 

فقد كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عبر كاتبها المقرب من الاجهزة الامنية الاسرائيلية عاموس هرئيل، ان اسرائيل تعمل عبر القنوات الدبلوماسية لمنع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من تعزيز مكانة «منظمته السياسية» بدعم اقتصادي من إيران. ولفت الى ان أحداث «الربيع العربي» قبل عقد أثبتت أن دولاً مستقرة نسبياً انهارت بسرعة كبيرة وبشكل كامل، ومن هنا ترى اسرائيل ضرورة ملحة لمنح «مساعدة» للبنان، من خلال ضمان استقراره ومنع سيطرة حزب الله، وهو امر تعمل عليه الدبلوماسية الاسرائيلية منذ مدة، وقد ترجم ذلك في المحادثات السياسية والأمنية التي اجرتها مع أميركا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.

 

 نوايا «خبيثة»

 

وكان العدو الاسرائيلي واضحا على المستوى الرسمي ولم يخف نواياه «الخبيثة» ازاء الوضع اللبناني، وسبق لمكتب وزير الحرب بني غانتس، ان اصدر بيانا واضحا جاء فيه انه على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان و»محاولة حزب الله إدخال استثمارات إيرانية ،اقترح غانتس بواسطة قيادة «اليونفيل» أن تحول إسرائيل مساعدات إنسانية للبنان. اما ذروة النفاق الاسرائيلي فكانت عبرغانتس نفسه حين قال من «المطلة»  إن قلبه يتفطر إزاء رؤية المواطنين الجائعين في شوارع لبنان، وأن إسرائيل مستعدة لتحسين الوضع بالتعاون مع دول أخرى..؟!

 

 الخشية من نفوذ حزب الله

 

ولفت الكاتب الى ان الجانب اللبناني لا يزال يرفض أي اتصالات مباشرة مع اسرائيل، وقال انه حتى في ضائقتهم ليس لديهم نية للانحراف عن سياسة» الرفض» لكن الموقف الاسرائيلي شهد تغييراً واضحا حيال ما يحدث في الطرف الثاني من الحدود: أولاً، إسرائيل قلقة من خطورة الأزمة الداخلية في لبنان والتي تتدهور بشكل سريع. ثانياً، هي تقلق من احتمالية قيام إيران بطرح نفسها «كمخلصة» للبنانيين، ثالثاً، تخشى اسرائيل من أن يمسك حزب الله زمام الأمور في بيروت، من خلال استغلال ضعف الحكومة الانتقالية، والعامل الديموغرافي المساعد له.

 

لماذا تدخلت اسرائيل؟

 

اما لماذا سرعت اسرائيل اتصالاتها مع الفرنسيين والاميركيين، فالامر مرتبط بحسب معلومات «هآرتس» بقرب رفع العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات، فالتوقعات الاسرائيلية تشير الى ان هذا الاجراء سيضخ بالتدريج مليارات الدولارات للاقتصاد الإيراني، وجزء من هذه الأموال يتوقع أن يجد طريقه إلى حزب الله، اما الاخطر فهو ان جزء من أرباح النفط الإيراني ربما تستخدم في المستقبل أيضاً لزيادة نفوذ إيران في بيروت، وهذا ما يقلق اسرائيل.

 

 الغرب لا ايران

 

وفي هذا السياق، توقعت الصحيفة ان تزداد الازمة سوءا، مع النقص المتوقع في المواد الاساسية من الاسواق خلال الاسابيع المقبلة، ونقلت عن مسؤولين اسرائيليين تاكيدهم ان إسرائيل تفضل أن تصل أموال إعادة الإعمار لبنان من الغرب ومن دول الخليج وليس من إيران وروسيا والصين.

 

 «اوكسيجين» لا اكثر…؟»

 

وفي مقال آخر عن لبنان، اختصرت «هارتس» المشهد بالقول» يبقى السؤال الملح، هل ستوافق الدول المانحة على تقديم المساعدات الاقتصادية قبل تشكيل الحكومة في لبنان، أم ستواصل النظر إلى لبنان وهو يغوص في الضياع إلى درجة أن لا يكون هناك مناص عدا ضخ المساعدات الحيوية له من أجل تمكين المواطنين فيه من البقاء. في الحالتين، ستكون النتيجة متشابهة. لكن ثمة خيار آخر يعمل عليه الان، وهو إعطاء لبنان مساعدة محددة، مثل مخصصات وقود لتشغيل الخدمات الحيوية وتعزيز التزويد بالكهرباء بواسطة سفن كهربائية او تمويل مشاريع تحت رقابة دولية وتعزيز دور الجيش اللبناني. وكل ذلك لن يحل الأزمة السياسية والاقتصادية، ولن يدفع قدماً بإجراء إصلاحات اقتصادية، لكنه سيوفر للبنان المزيد من «أوكسيجين التنفس».

 

 ماذا يحصل في الرياض؟

 

في هذا الوقت، التقت السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا في الرياض عبدالله الربيعة المستشار في الديوان الملكي، وفي تغريدة للسفارة الاميركية في بيروت على «تويتر» اشارت الى ان السفيرتين قامتا بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معاً دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد. ووفقا لمصادر دبلوماسية فان الجهود تتركز على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، وزيادة الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بينما البحث في تشكيل الحكومة لا يبدو اولوية في هذه المرحلة، لان هذه المسألة اكثر تعقيدا وتحتاج الى لقاءات على مستوى رفيع، لا على مستوى سفراء!

 

ووفقا لتلك الاوساط، تحاول واشنطن وباريس، اقناع الرياض بالاضرار الكامنة وراء ترك لبنان للايرانيين، ولهذا يتم «استدراج» السعودية مجددا الى الساحة اللبنانية من «بوابة» المساعدات الانسانية ودعم المؤسسات الامنية. وحتى الان لا يبدو في الافق اي فكرة ناضجة حيال عقد مؤتمر دولي حول لبنان، لكن السعوديين يصرون على التزام لبنان «بالحياد» الكامل والجدي للعودة الى «الحضن العربي». ومن هنا فان التحرك الدولي يسعى لمنع الفوضى والانفجار في ظل العجز عن وضعه تحت «الوصاية الدولية».

 

  تحذيرات قطرية

 

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر سياسية مطلعة ان زيارة وزير الخارجية القطري الخاطفة الى بيروت لم تكن مخصصة فقط للاعلان عن تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني، فامر كهذا لا يتطلب عناء القيام بزيارة، ولهذا فان الهدف غير المعلن للزيارة هدف لنقل تحذيرات من مخاطر السير وراء حزب الله ضمن استراتيجية«التوجه شرقا» وقد نقل موقفا خليجيا موحدا، مفاده ان اي استقبال لسفن نفط من إيران من دون موافقة الدولة اللبنانية يعني الانقلاب على المعادلة التي قام عليها لبنان، واذا حصل ذلك سيستدعي ردود أفعال اقليمية ودولية كبيرة…!

 

 البحث عن «هبوط آمن»

 

حكوميا، لا جديد بعد دخول البلاد «معضلة» جديدة عنوانها ترتيب «هبوط آمن» لما بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، وعلم في هذا الصدد ان الاخير يرفض حتى الان بالتضامن والتكافل مع رؤساء الحكومات السابقين طرح بديل لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ابلغ المعنيين بالاتصالات انه ليس مضطرا للدخول في هذه «المعمعة» العقيمة لانه لن يستطيع القبول باقل ما كان يطلبه لنفسه، وهذا يعني العودة الى «نقطة الصفر»، كما يعتبر الحريري ان الفريق السياسي لرئيس الجمهورية معني بتحمل مسؤولية وتداعيات افشاله في تشكيل الحكومة، ولهذا يجد نفسه غير معني بتامين غطاء لاي مرشح وهو لن يقبل بان يكون «رافعة» للعهد في اشهره الاخيرة… هذا الموقف استدعى حراكا مكثفا من «الثنائي الشيعي» لمحاولة ايجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها كي لا يكون الاعتذار «قفزة في المجهول»…!

 

 «فرملة» وتشكيك بالنوايا

 

ووفقا للمعلومات، لم يقفل الحريري «الابواب» امام «الثنائي الشيعي» ووعد بدراسة مسالة»الخلف»، وفي الوقت نفسه «فرمل» اندفاعته للاعتذار، موقتا، وهو اتخذ قرارا بالتريث ليس بانتظار وضوح طبيعة التحرك الفرنسي – الاميركي باتجاه الرياض، لان الجواب السعودي حياله محسوم «سلبا»، لكنه يدرس امكانية رمي «الكرة» مرة جديدة «في «ملعب» رئاسة الجمهورية من خلال تقديم تشكيلة من 24 وزيرا، وبعدها سيحصل الاعتذار. وفي هذا السياق، لم تنجح «الليونة» اللفظية لرئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل في «كسر» الجليد مع «بيت الوسط» التي اكدت مصادرها ان كلامه يحتاج الى خطوات عملية تساهم في الافراج عن الحكومة، واكدت ان الحريري لن يعود الى اي»تسوية» جديدة على شاكلة «التسوية» الرئاسية.

 

 نصائح حزب الله للحلفاء؟

 

وفي سياق متصل بالازمة السياسية الاقتصادية الحادة في البلاد، اشارت مصادر مقربة من حزب الله الى ان مقاربة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حيال دور الولايات المتحدة في خنق الاقتصاد اللبناني، لا يعني انه ليس مدركا لحجم الازمات الداخلية المعقدة المرتبطة بحجم الفساد غير المسبوق في الدولة، لكن حل تلك الازمات ليست بالامر السهل، واذا كان حلفاء الحزب متهمون او متورطون فليس بامكان حزب الله تجاوز المعادلات الطائفية في البلد، واذا كان الحل في فك تلك التحالفات، فان هذه المسألة دونها تعقيدات كبيرة. وامام حالة الاستعصاء القائمة تفيد المعلومات ان الحزب قدم نصائح جادة للغاية للحلفاء خصوصا التيار الوطني الحر بضرورة اعادة النظر بالاداء طوال السنوات الماضية، حتى لو كلف ذلك تغييرا في الوجوه. وفي هذا السياق، تحدث نائب حزب الله علي فياض عن وجود قلق جدي خصوصا على الساحة المسيحية حيث تتلقى شخصيات واحزاب مساعدات خارجية لخوض الاستحقاق الانتخابي، حيث يجري التركيز على تحميل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية مسؤولية الانهيار، وهذا يستدعي برايه اجراء مراجعة جدية من قبل الحلفاء، معتبرا ان الخرق على الساحة الشيعية مستبعد، ولهذا يتم التركيز على اضعاف التيار الوطني الحر.

 

 تصعيد سعودي!

 

وخلال الاحتفال بمئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة السعودية، وجه السفير السعودي في لبنان الوليد البخاري، انتقادات «مبطنة» لمحور المقاومة زاعما ان البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله، بمحاور تمس بهوية لبنان العربية، مشيرا الى ان لبنان مشروع للسلام… وفي تصويب متعمّد وواضح من الراعي على حزب الله وايران، تماهى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع مواقف البخاري وقال «ان السعودية لم تعتد على سيادة لبنان يوما، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في الحروب». وقال «تعاطت المملكة مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم»!

 

 «الذل» يتواصل ووعود بالحلحلة؟

 

معيشيا، لا يزال الانحدار مستمر نحو الاسوأ على الرغم من وعود الحلحلة التي برزت بالامس، وبانتظر تبلور التفاهمات مع المصرف المركزي، أعلن تجمع أصحاب الصيدليات «الإضراب العام والمفتوح على كامل الاراضي اللبنانية، اعتبارا من صباح اليوم الجمعة، إلى حين اصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي، في هذا الوقت، ترأس وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الدواء، وتناول البحث تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المصرف المركزي، وإبلاغ حاكم المصرف رياض سلامة للوزير حسن ببدء إصدار التحويلات المصرفية لشركات الأدوية.

 

اما على خط ازمة المحروقات، وبينما تتواصل «طوابير الذل» وتتزايد الاشكالات الامنية امام المحطات، عقد الرئيس ميشال عون اجتماعا في بعبدا تعهد خلاله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بصرف 160 مليون دولار لاعتمادات المحروقات، في خطوة يفترض ان تنهي الازمة موقتا، حيث يفترض ان تفتح 70 بالمئة من المحطات ابوابها يوم الاثنين المقبل، ما سيؤدي الى حل الازمة موقتا، وفي هذا السياق، اعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس عن حل مشكلة الباخرتين الراسيتين في عرض البحر، وناشد مصرف لبنان «الإسراع في اعطاء الموافقات المسبقة لشركات استيراد النفط لزوم البواخر التي ستصل خلال الشهر الجاري، حتى يتم تفريغها بسرعة وفور وصولها.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

احتفال «المئوية » ومباحثات الرياض تؤكّد أهمية السعودية للبنان

بخاري: نرفض مفهوم الأقليات ولن نسمح بالمسّ بالهوية اللبنانية العربية

 

أقيم في الصرح البطريركي في بكركي امس احتفالا لمناسبة صدور كتاب «علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية» للآباتي انطوان ضو الانطوني، برعاية البطريرك الراعي وحضور السفير بخاري.

 

كما حضر الاحتفال، الذي دعا اليه الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الآباتي مارون ابو جودة، مدير المراسم في القصر الجمهوري نبيل شديد ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرئيسان امين الجميل وميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الوزيران في حكومة تصريف الاعمال: الداخلية محمد فهمي والاعلام منال عبد الصمد نجد، السفير البابوي المونسينيور جوزف سبيتاري، وفد من حزب «القوات اللبنانية» برئاسة النائبة ستريدا جعجع، قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، ووزراء ونواب حاليون وسابقون ونقيب الصحافي عوني الكعكي، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والنقابية والدينية والديبلوماسية.

 

في بداية الاحتفال ألقيت كلمات لكل من: الآباتي ابو جودة والآباتي ضو والزميل نوفل ضو، تناولت العلاقات المتينة مع المملكة العربية السعودية والزيارة التاريخية للبطريرك الراعي الى السعودية.

 

بخاري

 

وقال السفير السعودي في كلمة بالمناسبة: «نأمل من الافرقاء السياسيين تغليب المصلحة اللبنانية، لكن البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله بمحاور تمس بهوية لبنان العربية».

 

وأكد ان «لا شرعية لمفهوم الاقليات امام شرعية مسلمة ومسيحية». وقال: «العروبة تتسع للجميع، وتفخر بقبول الآخر. وانطلاقا من رمزية المناسبة تجدد السعودية الشراكة تحت مظلة عربية ركائزها المحبة والسلام ولا نسمح المساس بالهوية اللبنانية تحت أي ذريعة، فالمسيحي كما المسلم مكون أساسي في الهوية المشرقية».

 

واشار الى «انها مناسبة جامعة للفكر والثقافة وتجسد عمق العلاقة بين السعودية والبطريركية المارونية للحفاظ على لبنان الرسالة والحر السيد المستقل».

 

وقال: «سلام على مئوية لبنان الكبير وعلى الشراكة الأخوية، ومن صرح المحبة نجدد العهد بدور السعودية بمد جسور الانفتاح وتعزيز السبل لكرامة الانسان». واشار الى ان «لبنان مشروع سلام وارض تسامح وتعددية تلتقي فيها الأديان هذا ما قاله البابا»، وقال: «انطلاقا من مرجعية بكركي نوصي بالحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان».

 

الراعي

 

من جهته اكد البطريرك  الراعي ان «السعودية تبقى صديقة للبنان وللبطريركية المارونية، آملين تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات النيابية وبعدها الرئاسية».

 

ولفت الى ان السعودية «لم تعتد على سيادة لبنان يوما، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في الحروب».

 

وقال «تعاطت المملكة مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم».

 

واكد ان «علاقة البطريركية بالمملكة تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة، والسعودية نحبها كما هي ولا ننظر اليها من خلال خياراتها السياسية وعلاقاتها العربية، علاقتنا بها تتخطى المحاور الى محور جامع هو الشركة المسيحية الاسلامية».

 

وقال الراعي «مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة والتزام مفهوم السيادة والاستقلال، مع السعودية برزت العروبة لا كمشروع عقائدي يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية، مع السعودية احتجب البعد الجغرافي امام جيرة العقل والقلب».

 

وقال «لن ننسى وساطات المملكة طوال فترة الحرب على لبنان خصوصا ان السعودية كانت أول دولة عربية اعترفت باستقلال لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وتقاليدهم». اضاف: «السعودية تفهم معنى وجود لبنان وقيمته في الدول العربية وكانت تهب دائما لضمانة استقلاله وسيادته. وكم نتمنى أن تستعيد العلاقات اللبنانية السعودية عفويتها وتقاليدها السابقة حين كان قادة المملكة يزورون ربوع لبنان ويلاقون الترحيب الشعبي، يومها كان عندنا دولة واحدة».

 

واكد ان «السعودية لم تميز بين لبناني وآخر، كنا نستشعر احتضانها للمسيحيين، فأبناؤنا يهاجرون من أجل العمل لا للسياسة، وهم رسل لبنان لا رسل دولة اخرى او مشروع اخر».

 

**********************************************************************

 

 

 صحيفة "الأنباء" الالكترونية:

 

 "اللقاء الديمقراطي" مجددًا على خط اقتراحات الحلول في قطاع الكهرباء المراوحة الحكومية تستفحل.. واستدعاءات المرفأ تتجه إلى "صيغة مقبولة"

 

مع استفحال الأزمات وغياب أي بوادر حل يفضي الى تشكيل الحكومة، برز اللقاء الديمقراطي النيابي مجددا كباحث وحيد عن حلول للأزمات، من خلال سلسلة إقتراحات القوانين التي يتقدم بها الى مجلس النواب علّ ان يتم إقرارها وتنفيذها للتخفيف عن كاهل اللبنانيين. فاللقاء الديمقراطي الذي يسجل له إبتعاده عن الشعبوية في العمل التشريعي يواصل تقديم الإقتراحات المبنية على دراسات الخبراء وأصحاب المعرفة، التي تحتاج فقط الى نقاش تقني بعيد عن الحسابات السياسية للوصول الى إقرارها وتطبيقها. إذ لا يمكن في هذه الظروف المأساوية أن تتداخل السياسة مع المصالح الحياتية للمواطنين.


وعليه تقدمت كتلة "اللقاء الديمقراطي" باقتراح قانون يتعلق بشركات توزيع الطاقة الكهربائية في لبنان، معلنة عن خطتها ورؤيتها لمعالجة أزمة الكهرباء المزمنة. ويوفر الإقتراح الحلول لمشكلات الكهرباء ويعزز الجباية ويؤمن الخدمات للمشتركين.


وفيما الهموم المعيشية والإقتصادية تتقدم على غيرها من مواضيع الساعة واصل منسق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان لقاءاته مع المسؤولين لاسيما الإقتصاديين منهم للتباحث معهم في كيفية إنجاح مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي يرجّح أن ينعقد في الثاني والعشرين من هذا الشهر في باريس. وفي وقت لم يرشح أي شيء عن زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية لدى لبنان الى المملكة العربية السعودية، لم يسجل أي خرق على الصعيد الحكومي مع تلميح الرئيس المكلف سعد الحريري لخيار الإعتذار المتوقع أن يعلنه الأسبوع المقبل بعد أن يكون قد استكمل مشاوراته مع قيادات التيار الأزرق حول المستجدات الجديدة.


وبالتوازي أعرب رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل عن "أسفه" للمعلومات المتداولة عن إعتذار الحريري، معتبرا ذلك "خسارة للتيار الوطني الحر قبل غيره". ودعا باسيل الحريري الى "عقد تسوية جديدة"، لأن في ذلك "قوة للعهد"، كما قال.


مصادر بيت الوسط شبٍهت كلام باسيل "بدموع التماسيح"، ورأت فيه "كلاما للمزايدة فقط". وقالت المصادر لـ "الأنباء" الإلكترونية: "لو أن باسيل كان يريد فعلا أن ينجح الحريري في تشكيل حكومة الإنقاذ لكان تذكر التسوية منذ تكليف الحريري ولم ينتظر تسعة أشهر ليتلو فعل الندامة ويتذكر التسوية الرئاسية"، مضيفة: "هذا هو نهج التيار الوطني الحر منذ عودة عون من منفاه في العام 2005"، وأشارت الى أن "عون يريد كل شيء لنفسه، فقد أخذ من ثورة الأرز ما يريده وذهب لتوقيع تفاهم مار مخايل مع حزب الله إنفاذا للوعد الذي قطعه لرئيس النظام السوري والذي يتحضر لزيارته للتهنئة بإعادة إنتخابه".


واعتبرت المصادر أن "ما يخجل به عون يكلف به صهره جبران باسيل. فقد تسلطوا على وزارات الخدمات وأهدروا خمسين مليار دولار في وزارة الطاقة وحدها ودمروا الاقتصاد وراحوا ينادون بالعفة".


بدوره أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ "الأنباء" الإلكترونية "وجود إصرار من عون وباسيل لتعطيل كل شيء"، مشيرا الى أن "الرئيس المكلف من مدرسة عمرت لبنان وهو لا يقبل أن يرى وطنه ينهار بهذه الصورة"، وأضاف: "لقد ثبت لنا أنهم لا يريدون التعاون معه، فمن لحظة الإستشارات النيابية الملزمة وتسمية الرئيس الحريري أصروا على عرقلة كل المساعي لتفشيل مهمته بدون إعطاء أي وزن للتكليف وللدستور الذي منحه إياه المجلس النيابي بالإستشارات".


وتابع الحجار: "لقد أرادوا مخالفة الدستور بخلق الحجج والذرائع التي تعيق تشكيل الحكومة ووضع العصي في دواليب الرئيس المكلف، وراحوا يتصرفون على قاعدة إما أن يكون لهم في الحكومة ما يريدون أو ينهار البلد".


وحول الأسباب التي منعت حزب الله من الضغط على عون وباسيل رأى الحجار أن "الحزب ضيع على البلد فرصة ثمينة، لأنه كان قادرا على الضغط لوقف التعطيل والعرقلة والإصرار على الفراغ في كل شيء. كان باستطاعة حزب الله القيام بكل ذلك لكن إهتماماته وحساباته في مكان آخر".


وفي غضون ذلك تتفاعل في قضية التحقيقات بإنفجار مرفأ بيروت، حيث قالت أوساط عين التينة إن "الإتجاه هو لرفع الحصانة عن الوزراء المطلوب الإستماع الى إفادتهم"، وأشارت الأوساط لـ "الأنباء" الإلكترونية أن "رفض رفع الحصانة يمكن أن يفسر على أنه تغطية سياسية للشخصيات السياسية والعسكرية المطلوب الإستماع اليها، وأن الثنائي أمل وحزب الله يرفضان إتهامهما بالتسييس، وبالمقابل يطالبان بأن تأخذ العدالة مجراها بعيدا عن تسييس التحقيق الذي نبه منه السيد حسن نصرالله"، وقالت الأوساط إن "الإستماع الى إفادة الوزراء والنواب والأمنيين شيء والإتهام شيء آخر. وما دام الموضوع يسير في الأطر القضائية فمن الممكن إيجاد الحلول لهذه المسألة، والحزب والحركة تحت القانون". وتحدثت الأوساط عن صيغة لرفع الحصانة ترضي جميع الأطراف ولا يعد ذلك تدخلا في عمل القضاء.


بدورها إستغربت أوساط حزب الله في إتصال مع "الأنباء" الإلكترونية "عدم إستدعاء رؤساء حكومات سابقين ووزراء سابقين آخرين خاصة الأشغال والمالية والداخلية ممن تعاقبوا على تحمل المسؤولية من عام 2014 ولغاية 2019".

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram