بسبب وفاة ملك.. انهارت أشهر رياضة بالعصور الوسطى

بسبب وفاة ملك.. انهارت أشهر رياضة بالعصور الوسطى

 

Telegram

 

خلال العصور الوسطى، مثلت المجاولة (Jousting) واحدة من أشهر الرياضات القتالية والخطرة حيث تسببت الأخيرة بالعديد من الإصابات والوفيات أثناء ممارستها. وبهذه الرياضة التي تحاكي قتال الفرسان المدرعين، يتسلح الفارسان المتنافسان، عادة، برمح وسيف وخنجر كما يتجهان أحيانا للتزود بدرع لصد الهجمات. وبعد ركوب الخيل، ينطلق الفارسان صوب بعضهما ويحاول كل منهما إسقاط الآخر من فوق جواده، اعتمادا على ضربة الرمح عادة، أو كسر رمحه على درع المنافس لتحقيق النصر.
 
وعلى الرغم من الشعبية الهائلة التي تميزت بها هذه الرياضة، انهارت المجاولة وفقدت بريقها تدريجيا عقب حادثة مقتل ملك فرنسا هنري الثاني (Henry II) أثناء ممارستها.
مسيرة هنري الثاني
عقب وفاة والده فرنسيس الأول (Francis I) يوم 31 آذار (مارس) 1547، صعد هنري الثاني على عرش فرنسا ليصبح بذلك ملكا على البلاد. وفي الأثناء، اتجه هنري الثاني لمواصلة سياسة والده السابقة بشكل أكثر صرامة فعمد لإكمال العمليات القتالية ضد النمساويين ضمن الحروب الإيطالية ورفض سياسة الإصلاح البروتستانتي واتجه لقمعها بشدة على الرغم من تزايد عدد الهوغنوتيين (Huguenot) بالبلاد.
 
ومع توقيع سلام نيسان (أبريل) سنة 1559 الذي أنهى الحروب الإيطالية، حقق هنري الثاني مكاسب عديدة. فعلى الرغم من تنازلها عن أطماعها بإيطاليا، فازت فرنسا بأراضي جديدة بكاليه والأسقفيات الثلاثة معززة بذلك مواقعها الحدودية. من جهة ثانية، اعتمد هنري الثاني أثناء فترة حكمه على نوستراداموس (Nostradamus) كطبيب شخصي ومنجم.
وفاة هنري الثاني
إلى ذلك، عرفت فترة حكم هنري الثاني نهاية غريبة. فأثناء احتفاله بالسلام المبرم مع النمساويين سنة 1559 وزواج ابنته إليزابيث من ملك إسبانيا فيليب الثاني، شارك هنري الثاني بمسابقة مجاولة يوم 30 حزيران (يونيو) 1559. وأثناء النزال، أصيب الملك الفرنسي بعينه ورأسه بشظية من رمح المسؤول العسكري غابريال مونتغومري (Gabriel Montgomery) الذي انكسر خلال المقابلة.
 
وعلى الرغم من جهود الجراحين أمبرواز باريه (Ambroise Paré) وأدرياس فيساليوس (Andreas Vesalius) الفاشلة لمساعدته، فضل أطباء البلاط الملكي التريث لمتابعة ردة فعل جسم الملك مع هذه الإصابة البالغة والعميقة. إلى ذلك، جاء قرار الإطار الطبي بعدم مواصلة معاجلة إصابة الملك هنري الثاني عند مستوى العين والمخ لظهور تعفن كبير أسفر عن وفاة الأخير بعد معاناة شديدة مع الحمى يوم 10 تموز (يوليو) 1559.
وحسب التقارير الطبية التي ظهرت على إثر الوفاة، تحدث الأطباء عن توسع التعفن بشكل كبير لمواقع حيوية بالمخ.
إلى ذلك، جاءت وفاة هنري الثاني لتشكل بداية نهاية رياضة المجاولة التي تابعها كثيرون بمناطق مختلفة من أوروبا الغربية. فتدريجيا، فقد الفرنسيون، ومعهم أهالي بقية مناطق أوروبا الغربية، شغفهم بهذه الرياضة التي سرعان ما انهارت وأصبحت شبه منسية بالقرون التالية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram