الحزب الذي أرادوا دفنه حيًّا… لأنه حلم بأمّة لا تُستعبَد

الحزب الذي أرادوا دفنه حيًّا… لأنه حلم بأمّة لا تُستعبَد

 

Telegram

 

الحزب الذي أرادوا دفنه حيًّا… لأنه حلم بأمّة لا تُستعبَد

سومر امان الدين 

المقدمة:

 

منذ اللحظة التي اعتلى فيها أنطون سعاده منبر النهضة، نطق بالكلمات التي أرعبت الزعماء والعملاء ورجال الدين والتجّار:

“إنّ فيكم قوةً لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.”

ومنذ تلك اللحظة، بدأ مخطط اغتيال هذه القوة.

 

لم يُرِد أحد أن يُسمع صوت الحزب السوري القومي الاجتماعي، لأن فكرته لا تُشترى، ولا تُروّض.

لم يُرِدوه أن يحكم، لأنه لا يعرف الخضوع، ولا يسير على خرائط المستعمر.

هذا الحزب الذي حلم بوطنٍ حرّ، بإنسانٍ حرّ، بمجتمعٍ لا طائفي، وبمقاومةٍ تتخطّى الحدود…

كان لا بدّ أن يُسحق.

 

ليس لأنه فشل، بل لأنه كان قادرًا على النجاح.

 

 

المحور الأول: سعاده… فيلسوف الانقلاب على النظام العالمي

 

لم يكن أنطون سعاده مجرّد مفكّر، بل رجل فعلٍ وثورة.

لم يسعَ إلى إصلاح النظام اللبناني، بل إلى نسفه من جذوره.

لم يحلم بتجميل الطائفية، بل بدفنها إلى الأبد.

 

رأى في الكيانات المصطنعة – لبنان، فلسطين، الأردن، العراق – معتقلاتٍ رسمها الاستعمار، لا أوطانًا.

وقالها بوضوح:

“ما نشهده ليس استقلالًا، بل تغيير في شكل الاحتلال.”

 

ولهذا، كان لا بدّ من إعدامه.

فتم ذلك خلال أربعٍ وعشرين ساعة، في محكمةٍ صوريّةٍ مشبوهة، برعايةٍ صهيونية، وتواطؤٍ رسمي لبناني، وصمتٍ كنسيٍّ وإقطاعيّ…

لأن وجود سعاده كان يُهدّد منظومتهم كلّها.

 

 

المحور الثاني: الحزب القومي… مشروع أمة لا ترضى القبر مكانًا لها تحت الشمس

 

اسأل نفسك:

 

لماذا يُهاجَم الحزب القومي أكثر من كل الأحزاب الفاسدة؟

لماذا يُتّهم بالإرهاب كلّما قدّم شهيدًا؟

لماذا لا تُقيم له أيّ سفارةٍ عربية أو أجنبية اعتبارًا سياسيًا؟

 

الجواب واضح:

 

لأن الحزب خارج اللعبة القائمة في ساحة الأمم.

لأنه لا يمشي في ركب الشرق أو الغرب، بل يسير في خطّ العقيدة.

لا يُساوم، لا يخاف، ولا يشتري نفوذًا.

 

لأن قيامه يعني سقوط لبنان الطائفي، وتوحيد المشرق، وتحويل فلسطين من “قضية” إلى جبهة تحرير.

 

 

المحور الثالث: الداخل أخطر من العدو

 

ما ضرب الحزب إلا من داخله:

الطامحون إلى السلطة، الهاربون من الالتزام، المتمسّكون بالهامش.

 

تمّ تشويهه من داخله، قبل أن يُشوَّه خارجيًا.

وحاول البعض “تطويعه” ليُشبه الأحزاب التقليدية:

جناح نيابي، خدمات انتخابية، وخطاب ناعم…

 

لكن الحزب ليس حزب خدمات.

هو مشروع دم.

مشروع ولاءٍ مطلقٍ للأرض.

والأرض لا تُحرّر بالتصريحات، بل بالشهادة.

 

 

الخاتمة:

 

الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس مجرّد تنظيمٍ سياسيٍّ من زمنٍ مضى.

إنه قنبلة مؤجّلة.

كلّما دفنوه، خرج من تحت التراب وفي يده بندقية.

كلّما خانوه، عاد إليهم من الجبهات، معرّجًا برماد رفاقه الشهداء.

وكلّما أعلنوا نهايته، عاد كطوفان وعي، وصرخة تمرّد، ومشروع تحرير.

 

نعم، نحن في زمن الانحدار.

لكن كما قال سعاده:

“إذا ربحنا المعركة مع عدوّ الداخل، فإننا سنربح الحرب على كلّ عدوّ خارجي.”

 

فلتسمعونا جيّدًا:

 

نحن لا نريد أن نحكم هذا الكيان،

بل نريد أن نسقطه.

نريد أمّة… لا حظيرة.

وشعبًا… لا قطيع.

وحزبنا… هو طلقة العقل في زمن الخراب.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram