من سعاده إلى عماد، من بيروت إلى طهران: هذه أمتنا تقاوم وتصنع التاريخ”

من سعاده إلى عماد، من بيروت إلى طهران: هذه أمتنا تقاوم وتصنع التاريخ”

 

Telegram

 

 

بقلم سومر أمان الدين

في زمنٍ تتكسّر فيه الأقنعة وتسقط الأقلام المأجورة، يرتفع صوت واحد فوق الركام: صوت المقاومة.

ولأن لكل مسيرة بداية، فلنبدأ من أول الشهداء على درب تحرير فلسطين: أنطون سعاده، الذي لم يُقتل لأنه قاتل، بل لأنه فكّر، وحلم، وصمّم مشروعًا نهضويًا يشعل فينا حتى اليوم جذوة الثورة.

 

سعاده لم يكن نبيًّا، لكنه كان سابقًا لعصره. قال إن فلسطين قضية قومية، لا طائفية، وإن العدو هو من خارج الأمة، مهما تغيّرت وجوهه. ولهذا خانوه، واعتقلوه، وسلّموه، وأعدموه برصاصة خيانة.

 

لكنه لم يمت.

اليوم، حين نرى مقاتلي حزب الله يقفون على تخوم الجليل، نرى أبناء فكر سعاده، لا تلاميذ طائفية مهترئة. حين نسمع السيد حسن نصر الله يتوعّد تل أبيب، نسمع صدى صوت:

“إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.”

وها قد فعلت، وفعلت كثيرًا.

 

عماد مغنية… الامتداد الحي لفكر الشهادة القومية

 

لو أنطون سعاده كان المفكر الأول، فإن عماد مغنية كان المقاتل الاستراتيجي الأول. رجل الظل الذي زرع الرعب في كل مؤسسات “إسرائيل”، ونقل ساحة المواجهة من الجنوب إلى العالم.

لم يكن الحاج عماد أداة، بل مشروعًا كاملاً:

 • خطّط للانسحاب الإسرائيلي في 2000،

 • ثبت معادلة الردع في 2006،

 • ووضع أسس التعاون بين فصائل المقاومة من غزة إلى العراق.

 

استُشهد مغنية في دمشق، على يد تحالف الخيانة الصهيوني الأميركي، لأنه كان يجسّد ما يخافونه: وحدة الساحات، وحدة القضية، وحدة المصير.

 

طهران… عاصمة المشروع المقاوم

 

وإلى الذين يسألون: “ما دخل إيران؟”

نقول لهم: “وما دخل واشنطن بالرياض؟”

طهران ليست دخيلة، بل شريكة بالدم والسلاح والفكر. طهران أعادت فلسطين إلى الخارطة بعدما خانتها عواصم التطبيع. طهران دعمت بيروت حين خذلتها باريس، ودعمت غزة حين خانتها القاهرة.

طهران اليوم هي ظهر المقاومة، كما كانت دمشق عقلها وبيروت قلبها وبغداد روحها.

 

لبنان: ليس على الحياد… بل في صلب المعركة

 

أول صاروخ انطلق من الجنوب، لم يكن ردّ فعل على قصف، بل إعلان موقف: لبنان المقاوم لا يقف متفرّجًا حين تُذبح فلسطين.

من يقول بالحياد، يضع نفسه في موقع خيانة دماء الشهداء.

الذين يحاصرون المقاومة اقتصاديًا في لبنان، هم امتداد سياسي للصاروخ الذي يضرب الضاحية وغزة.

هؤلاء لا يريدون “السلام”، بل يريدون رأس المشروع المقاوم، بداية من السيد حسن نصر الله وانتهاء بكل فكر لا يعترف بشرعية “إسرائيل”.

 

جبهة واحدة، راية واحدة، أمة تنهض

 

نحن لسنا هواة دم ولا عشاق موت. نحن أبناء حضارة نُهبت، أُهينت، قُسّمت، فقرّرت أن تنتفض.

من أنطون سعاده الذي واجه حبل المشنقة دون خوف، إلى الحاج عماد مغنية الذي لم يُعرف له وجه، إلى المقاومين في الخنادق الذين لا يُعرف لهم اسم، نحن في مرحلة كتابة التاريخ.

 

ويا أبناء لبنان،

يا من خُدعتم بشعارات الغرب،

يا من أذلوكم باسم “الإصلاح”،

اسألوا أنفسكم:

لماذا كل هذا الحقد على حزب الله؟

لماذا هذا الحصار على المقاومة؟

لماذا كل هذا الصمت حين تُذبح غزة؟

لأنهم يخافون من يقظة الوعي.

لأنهم يعرفون: إن استيقظ لبنان القومي المقاوم… سقطت “إسرائيل”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram