"الثنائي" قلق على "المتروبول الشيعي"... بري: لا تفرحوا

 

Telegram

 

 

يتابع اللبنانيون مسار المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران نظرا إلى ارتباط نتائجها وإسقاطها على خلاصة ملفاتهم وأزماتهم اليومية. ويعيش الشيعة موجة من القلق الشديد حيال هذه المشهدية وانعكاسها على رؤيتهم السياسية والعسكرية. 

يختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يحصل وسط انقسام لبناني حيال الأحداث، بالقول إنه إذا انتصرت إسرائيل "ستكون هي الوحيدة" في المنطقة، ويدعو المغتبطين لتل أبيب من لبنانيين وغيرهم إلى التمهل قليلا والتوقف عن هذه "الأفراح" والكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يكن المزاج الشيعي ليل الخميس الفائت على ما يرام نتيجة الضربات الإسرائيلية لإيران واستهداف عدد من عقولها النووية والعسكرية، إلا أن أصواتا سياسية شيعية لدى هذا المكون في بيروت كانت تدعو إلى التروي والهدوء انطلاقا من مراسها بالإيرانيين ومواجهتهم الحصار والضربات التي يتلقونها طوال أربعة عقود.

لا يقلل مرجع شيعي من الخسائر التي تتكبدها إيران نتيجة تفوق إسرائيل في سلاح الجو والتكنولوجيا العسكرية والأمنية، فضلا عن كل الدعم الأميركي والغربي الذي تتلقاه، لكن إيران تبقى قادرة على التأقلم مع هذا المناخ أكثر من إسرائيل، علما أنه لم يكن أمام طهران إلا الرد بعد ساعات قليلة من الهجوم الذي تلقته، فعمدت إلى استهداف تل أبيب أولا التي تشكل رأس التاج في إسرائيل، من باب الحفاظ على صورة بلاد فارس وهيبة نظامها وعنفوان شعبها الذي درج على التضامن القومي في الملمّات والتحولات الكبرى، وإلا فما نفع كل الخطب التي يطلقها المرشد علي خامنئي وقبله الإمام الخميني؟ 

عند سقوط أول صاروخ اسرائيلي في طهران صدرت أصوات في لبنان تسأل عن موقف "حزب الله" ومقاربته هذا التطور الذي وصل إلى تهديد شرايين نظام السيد علي خامنئي واغتيال عدد من كبار مساعديه والمسؤولين في الحرس الثوري. وصدر تعليق الحزب بروحية مسؤولة تركت ارتياحا لبنانيا.

ويشيد الرئيس بري بموقف لبنان الرسمي الذي كان في مقدم الرافضين والمستنكرين للاعتداء الإسرائيلي على إيران. 

لا شك في أن الشيعة يجتازون وضعا دقيقا، وبغض النظر عن هوياتهم السياسية، فإن السواد الأعظم منهم يبدي تضامنه مع إيران، لأنه في نظر هؤلاء عند جمهور "حزب الله" أو سواه، ستكون لانكسار طهران جملة من الانشطارات على التوازنات في المنطقة، وصولا إلى باكستان.

ورغم كل ما يهدد شيعة لبنان، ما زالوا قادرين من خلال حراكهم السياسي والاقتصادي على أن يخرجوا من هذا الكابوس، مع التذكير بأنهم على مقاومتهم لإسرائيل والتحذير من مخططها قبل ولادة النظام الإيراني عام 1979. 

وتقول الفئة الكبرى إنهم لا ينسون كيف أن إيران دعمتهم ومدتهم بالسلاح في مواجهة إسرائيل.

ولكن ذلك لا يلغي الهواجس عندهم بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فهم يتعرضون للحصار في أكثر من امتحان في الداخل، مثل عدم القدرة على تعيين قاض أو مدير عام إلا بعد تدخل مباشر وشديد من بري. ويخشى هذا المكون انهيار "المتروبول الشيعي" على المستوى السياسي في إيران وانسحاب الأمر على كل الشيعة في العالم، وخصوصا على اللبنانيين، في مشهد يذكر بانهيار "المتروبول الشيوعي" في موسكو وتيتّم الأحزاب الشيوعية في العالم. ويقول مراقبون إن التشفي وممارسة الانتقام من شيعة لبنان لن يخدما إلا إسرائيل التي تعمل على بسط "سيادتها" على كل المنطقة، لتصبح الطريق معبدة أمامها أكثر إذا انهار النظام الإيراني.

ويمكن شيعة لبنان بحسب هؤلاء النهوض مجددا ضمن التركيبة الداخلية، وحتى لو سقطت طهران، وإن كان هذا الأمر دونه عقبات وحواجز لتحقيق مشروع بنيامين نتنياهو. وفي حال حصول هذا الأمر "لن تكون نهاية الدنيا" لشيعة لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram