افتتاحية صحيفة النهار:
استنفار لبناني غير معلن لمنع الانزلاق… قلق فرنسي وباراك يحمل رسالة حازمة
علمت "النهار" أن المبعوث الأميركي إلى سوريا سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تركيا توم باراك، كان متوقعاً أن يزور باريس للقاءات مع المسؤولين الفرنسيين في 15 حزيران، لكن الموعد تبدّل فيما ظل برنامج زيارته إلى بيروت قائماً
بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، بدا لبنان أسوة بدول المحيط وربما أكثر منها جميعاً في وضع شديد الترقب والحذر، الأمر الذي ترجمته إجراءات وخطوات أمنية وعسكرية نفذها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية أشبه ما تكون استنفاراً غير معلن تحسباً لأي اختراقات من شأنها أن تورط لبنان في تداعيات الحرب. وإذا كانت الأيام المنصرمة وفّرت عاملاً مشجعاً على التزام "حزب الله" عدم التورط والانزلاق في مغامرة خطيرة جديدة من شأنها استدراج رد إسرائيلي واسع ومدمّر مجدداً على لبنان، فإن الوقائع المتصلة بلبنان في عز تصاعد المواجهة التي تحولت حرباً مفتوحة يصعب التكهّن بإطارها الزمني كما بنتائجها الاستراتيجية، وتشير إلى أن لبنان صار الآن من الزاوية الأمنية العسكرية الداخلية كما من منظار ديبلوماسي خارجي تحت اختبار صارم للنأي بنفسه عن منزلقات هذه الحرب بأي شكل من الأشكال الميدانية، بما يبقي باب الترقب الحذر مفتوحاً على الغارب. ومع أن المواقف الرسمية لرموز السلطة التي اعلنت فور اندلاع الحرب ركزت على الإطار الرسمي العلني المتّصل بإدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران، فإن المعطيات المتوافرة تشير إلى تهيّب السلطة، عهداً وحكومة، المرحلة الشديدة الخطورة التي بات لبنان في قلب تداعياتها لجهة تركيز المجهر الدولي والإقليمي عليه، بما يضاعف الضغوط المترقبة لحمل السلطة على القيام بكل ما يتعيّن عليها من إجراءات لمنع "حزب الله" وأي فصائل فلسطينية أو جهات قد تقدم على توريط لبنان في أتون هذه الحرب، ناهيك عن أن من أولى تداعيات الحرب أن تشتد الضغوط الخارجية لبرمجة نزع سلاح "حزب الله" وفق برنامج واضح وملزم.
وفي سياق رصد لبنان ميدانياً، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصدر في الجيش الإسرائيلي قوله، "إننا نراقب عن كثب "حزب الله" في لبنان والعراق". وأضاف مصدر في الجيش الإسرائيلي أن "إيران تتوقع انضمام "حزب الله" إلى الحرب لكنه حتى اللحظة لم يتحرك".
سبق ذلك، أن وسائل إعلام عبرية أفادت أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ولفتت إلى أنه، وفقاً لتقييم الوضع، جرى حشد مقر "الفرقة 146" واللواء الاحتياط "القبضة الحديدية" (205) و"العتزيوني" (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية. ولفتت المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكان قيام إيران بمحاولة دفع مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات برية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية أو السورية، في حين قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس"، إن "حزب الله" لا يتصرف بطريقة تُشير إلى أنه ينوي مهاجمتنا".
ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن مصادر أمنية، أن الجيش الإسرائيلي يسحب جزءاً من قواته من قطاع غزة لتعزيز الحدود مع الأردن وسوريا ولبنان.
إلى ذلك، لفتت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين إلى إبلاغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصاله مساء السبت الماضي بالرئيس اللبناني جوزف عون إلى "دعمه لأمن لبنان واستقراره وسيادته"، وأن موقفه هذا يأتي من مخاوف لدى الجانب الفرنسي من تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على لبنان والتخوف من أي عمليات انتقامية لحلفاء إيران في البلد. ولكن حسب مصادر ديبلوماسية غربية، ليس هناك أي مؤشر على تحرك حلفاء إيران في لبنان راهناً. وفي هذا السياق، علمت "النهار" أن المبعوث الأميركي إلى سوريا سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تركيا توم باراك، كان متوقعاً أن يزور باريس للقاءات مع المسؤولين الفرنسيين في 15 حزيران، لكن الموعد تبدّل فيما ظل برنامج زيارته إلى بيروت قائماً. ومن المتوقع أن يصل إلى العاصمة اللبنانية منتصف هذا الأسبوع مع رسالة من الرئيس دونالد ترامب إلى المسؤولين اللبنانيين لدفعهم إلى الاستعجال بتنفيذ نزع سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني وعدم المماطلة، وإلا لن تكون هناك مساعدات للبنان، كما سيؤكد ضرورة التقدم على صعيد الإصلاحات الضرورية لمساعدة الأسرة الدولية.
وستعرض الإجراءات والخطوات المتخذة في إطار تجنّب انزلاق لبنان إلى تداعيات الحرب في الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء اليوم في بعبدا، علماً أن رئيس الجمهورية جوزف عون كان ترأّس السبت في قصر بعبدا، اجتماعاً أمنياً موسّعاً حضره عدد من الوزراء وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية. وأفادت المعلومات أنه تم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في ضوء التطورات الأمنية التي نتجت عن المواجهات العسكرية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات هذه المواجهات على الصعيد الأمني، وكذلك ما يتصل بحركة الملاحة الجوية عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وفي ضوء التقارير المتوافرة لدى الأجهزة الامنية، تم اتخاذ عدد من الإجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدّد الرئيس عون على أهمية الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لا سيما لجهة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
التعيينات المالية لن تصدر اليوم
قالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن طبخة التعيينات المالية في جلسة الحكومة اليوم الإثنين لم تنضج حتى مساء أمس. وحصلت اتصالات بين الرؤساء الثلاثة تولاها وزير المال ياسين جابر وجرى قطع شوط في تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف، والتي ستكون على الارجح برئاسة مازن سويد (سني).
ولم تكتمل بعد حلقة تعيين نواب الحاكم، في وقت وجّه فيه الرئيس نبيه بري رسالة إلى كل المعنيين بأنه لن يقبل إلا بتثبيت وسيم منصوري نائباً للحاكم حتى لو جرى الإتيان بالأسماء الثلاثة الآخرين من وجوه جديدة، ومن بينهم العضو الدرزي الذي يصرّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تسميته.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
ترامب: منفتح على وساطة بوتين.. وارتياح لالتزام الحزب تحييد لبنان
استمرت الاهتمامات المحلية والإقليمية منصّبة أمس على الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية التي دخلت يومها الثالت، في ظل إصرار الجانبين على المضي بها في غياب أي محاولات أو وساطات عملية إقليمية او دولية لوقفها. فتواصل القصف الجوي المتبادل خفيفاً خلال النار وواسعاً خلال الليل، فيما يسود إجماع في كل الأوساط على أنّ الحرب بنتائجها الراهنة واللاحقة ستنقل المنطقة إلى واقع جديد وتوازنات جديدة.
داخلياً، تركّزت الاهتمامات على الحرب الدائرة وتتبع تطوراتها مع الحرص على استيعاب أي انعكاسات أمنية محتملة لها على لبنان، وعدم إعطاء إسرائيل أي ذريعة لتصعيد اعتداءاتها، خصوصاً في ظل استمرارها اليومي في خرق الاتفاق على وقف إطلاق النار والقرار الدولي الرقم 1701.
وقالت مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" لـ"الجمهورية"، إنّ الحزب الذي أصدر بياني تضامن مع إيران وإدانة العدوان الإسرائيلي عليها، حرص على اعتماد الغموض البنّاء في موقفه خلافاً لما أشاعه البعض عمّا يمكن ان يكون عليه موقفه من هذا العدوان، إذ لا مصلحة له ولا للبنان في إعلان أي موقف يمكن أن يعطي إشارات غير مناسبة، في الوقت الذي يستمر الإسرائيلي في ممارسة تهديده وعدوانه على الأراضي اللبنانية ويرفض استكمال الانسحاب من التلال والأراضي التي ما زال يحتلها.
وسجّلت هذه المصادر لإيران "حقها في الردّ على العدوان الإسرائيلي عليها، في الوقت الذي تمارس هذا الردّ مقروناً بحرص على تجنّب جرّ المنطقة إلى حرب شاملة، وقد جاء التضامن العربي والدولي مع موقفها ليدعم حقها المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تعرّضت له، فيما كانت تخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية للوصول إلى حل سلمي لبرنامجها النووي".
المخاض العسير
وفي غضون ذلك، قالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، انّ مآلات المواجهة بين طهران وتل ابيب سترسم ملامح الشرق الأوسط وتوازناته لسنوات مقبلة، لافتةً إلى انّ لبنان سيتأثر حكماً بهذا المخاض الإقليمي العسير وما سيسفر عنه.
وأشارت المصادر إلى أنّه وعلى أهمية الملفات الداخلية في الحسابات اللبنانية، الّا انّها تبدو تفصيلاً امام حجم ما يجري في المنطقة، وبالتالي فإنّ الأنظار شاخصة حالياً نحو الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية، لأنّ من شأنها أن تحدّد مصير الإقليم ومساره في المرحلة المقبلة.
ولفتت المصادر إلى أنّ ملف سلاح "حزب الله" سيكون على الأرجح الأكثر تأثراً بما ستؤول اليه المواجهة بين إيران و"إسرائيل"، فإذا استطاعت طهران الصمود حتى النهاية سينعكس مردود ذلك إيجاباً على جميع أطراف محور المقاومة، وإذا حقق الكيان الإسرائيلي انتصاراً فإنّ بنيامين نتتياهو قد يتحول لاحقاً نحو الساحة اللبنانية لمواصلة حربه الواسعة على الحزب واستثمار ما يظن أنّها فرصة تاريخية للتخلص كلياً من خطره.
وضعية استنفار
وخلال الأيام الثلاثة الفائتة، بدا أركان السلطة في وضعية استنفار لتدارك أي انعكاسات سلبية للحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران على لبنان، والتي يكتنفها تشويش الرؤية، خصوصاً أنّ إسرائيل لمحّت إلى احتمال استمرار هجومها "أسابيع عدة".
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية": "إذا لم تنجح المساعي الديبلوماسية لاستئناف الحوار الإيراني ـ الأميركي في عُمان، فثمة مخاوف جدّية من اتساع دائرة القتال بين الطرفين لتشمل جبهات أخرى تمتلك فيها طهران أوراقاً فاعلة، ومنها لبنان".
لكن مصادر سياسية مواكبة في بيروت عبّرت أمس عن ارتياحها إلى المسار الذي يسلكه الميدان اللبناني، على رغم التهاب الجبهة الإقليمية. وقالت لـ"الجمهورية"، إنّ "حزب الله" بالتزامه تحييد لبنان عن هذه الحرب بعث برسالة واضحة إلى الحلفاء والأعداء مفادها أن لا مجال لاستعادة كوارث العام الفائت التي تكبّدها "الحزب" ولبنان وحدهما، ولا يزالان". وأضافت المصادر: "إذا كانت طهران في ذروة قوتها قد اكتفت بإسناد "الحزب" ببعض رشقات الصواريخ على إسرائيل، فيما كان يتعرّض لأشنع الخسائر في قيادته وكوادره ومواقعه وتحصيناته، فمن البديهي أن لا تكون قادرة في الظرف الحالي على إسناده إذا شنّت عليه إسرائيل حملة مماثلة. ولذلك، من الحكمة أن يستمر "الحزب" في وضعية الحياد وعدم التورط، حتى نهاية الحرب الدائرة".
ترامب
إلى ذلك وعلى وقع استمرار الحرب وغياب اي مساعٍ لوقفها، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّه إذا هاجمت إيران الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، فستواجه قوة الجيش الأميركي "بمستويات غير مسبوقة". وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، إنّ الولايات المتحدة لا علاقة لها بالهجوم الجاري على إيران، وأنّ "في إمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا النزاع الدموي!".
وفي منشور قال ترامب: "على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق، وسوف نتوصل إلى اتفاق... سنصل إلى السلام قريبا". وفي حديث لـ ABC NEWS، قال ترامب: "من الممكن أن نتدخّل لمساعدة إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني"، الّا انّه اكّد انّ أميركا ليست متورطة في النزاع بين إيران وإسرائيل. وأضاف: "انخراط الولايات المتحدة في النزاع بين إيران وإسرائيل "ممكن" وإنا منفتح على وساطة بوتين".
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إنّ ترامب "لا يزال يحاول منع مزيد من التصعيد في الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل واستئناف المحادثات مع إيران في شأن الاتفاق النووي"، وذلك بعد دعوته لإيران وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وحديثه عن اتصالات تجرى لهذا الهدف.
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أنّ ترامب "عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية" لاغتيال المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي.
عراقجي
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجيّة الإيرانيّة عباس عراقجي في مؤتمر صحافي أمس، إن "اعتداء الكيان الصّهيوني على إيران لم ولن يكون دون التّوافق والدّعم المباشر من الولايات المتّحدة الأميركيّة، ونحن لدينا وثائق تؤكّد دعم القوّات والقواعد الأميركيّة في المنطقة للهجمات الإسرائيليّة على إيران. وأهم من الوثائق، هي تصريحات الرّئيس الأميركي دونالد ترامب"، موضحًا أنّ "أميركا من وجهة نظرنا هي شريكة في هذه الهجمات، وعليها أن تتقبّل مسؤوليّة أفعالها".
وأضاف: "ردّينا على العدوان الإسرائيلي في إطار الدّفاع عن النّفس، وهذا حق مشروع بحسب القوانين الدّوليّة"، مشيرًا إلى أنّ "قوّاتنا المسلّحة بدأت منذ ليلتين ممارسة هذا الحق، وأمس شاهدتم أبعادًا جديدةً لهذه الرّدود وهي ستستمر". وأوضح أنّ "هدفنا من هذه الهجمات الصّاروخيّة هو الدّفاع عن النّفس أمام هذا العدوان الغاشم"، مبيّنًا "أنّنا خلال اللّيلة الأولى استهدفنا المواقع العسكريّة فقط، لأنّ الكيان الصّهيوني كان قد استهدف أهدافنا الاقتصاديّة وبعض المناطق السكنيّة. وأمس، استهدفنا مصفاة النّفط في حيفا". وشدّد على أنّ "جرّ الاشتباك إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي كبير، والهدف منه جرّ الحرب إلى أبعد من الحدود الإيرانيّة"، مركّزًا على أنّ "منطقة الخليج الفارسي حسّاسة ومعقّدة جدًّا، وأي تطوّر عسكري فيها يمكن أن يشعل المنطقة وكلّ العالم"، معربًا عن أمله من المجتمع الدولي أن "يوقف هذه العدوانيّة". وطالب المدير العام للوكالة الدّوليّة للطّاقة الذّريّة، بـ"الدّعوة لاجتماع يوم الإثنين (المقبل)، لشجب الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النّوويّة في مدينة نطنز"، مؤكّدًا أنّ "المنشآت النّوويّة خطّ أحمر واستهدافها انتهاك خطير، وعلى المجتمع الدولي شجبه".
وذكر عراقجي "أنّنا في ردّنا على الكيان الصّهيوني ركّزنا على الأهداف داخل الكيان، ونحن لا نريد توسيع رقعة الحرب، وجرّها إلى دول المنطقة إلّا إذا أُجبرنا على ذلك"، مشيرًا إلى "أنّنا كنّا نواصل الطّريق الديبلوماسيّة في ما خصّ نشاطاتنا النوويّة، لكن فُرضت هذه الظّروف علينا. ونحن ندافع عن أنفسنا وهذا (حق) مشروع، وهو ردّ على الاعتداء الّذي تعرّضنا له، تتوقّف الهجمات علينا سيتوقّف دفاعنا أيضًا".
وأفاد بأنّه "كان من المقرّر أن نكون اليوم في مسقط، ونجري الجولة السّادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتّحدة"، مشدّدًا على "أنّنا مطمئنون لنشاطاتنا النّوويّة وسلميّتها، ولا مشكلة لنا بإثبات هذه الثّقة لكل العالم، وإذا كان هدف الإتفاق حرمان إيران من حقوقها النّوويّة، فنحن لن نرضخ ولسنا مستعدّين لهكذا اتفاق".
ولفت إلى "أنّنا أجرينا 5 جولات من المفاوضات، وكان من المقرّر أن نقدّم في الجولة السّادسة مشروعنا لاتفاق محتمل"، مشدّدًا على أنّه "واضح جدًّا أنّ الكيان الصّهيوني لا يريد أي اتفاق نووي، ولا يريد التّفاوض والدّيبلوماسيّة".
وإلى ذلك، وفي بيان صدر عن الرئاسة الإيرانية قال الرئيس مسعود بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني: "نؤكّد أنّ الحكومة العراقية يجب أن تمارس مزيداً من اليقظة وحماية حدودها ومجالها الجوي، لكي لا تتمّ إساءة استخدام الأراضي العراقية ضدّ إيران".
من جهته، أكّد السوداني "حرص العراق على عدم اتساع نطاق الحرب"، مشيراً إلى "الحراك الذي تقوده الحكومة العراقية على مختلف المسارات من أجل منع اختراق الأجواء العراقية من قبل إسرائيل"، وذلك وفق بيان صدر عن مكتبه. وأبدى "استعداد العراق لتقديم كل أنواع المساعدات اللازمة لمعالجة آثار العدوان".
وأعلنت وكالة "تسنيم" عن مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري محمد كاظمي ونائبه حسن محقق والجنرال محسن باقري في غارة اسرائيلية امس.
وأعلن الحرس الثوري الايراني مساء امس، انّ قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري ردّت على هذه العملية "بموجة جديدة من العمليات الصاروخية استهدفت مراكز استخبارات الكيان الغاصب، وذلك في إطار المرحلة الثالثة من عملية "الوعد الصادق 3". وحذّر "داعمي هذا الكيان الإجرامي" من "إنّ العمليات الفعّالة والمركّزة ضدّ الأهداف الحيوية لهذا الكيان المصطنع ستستمر حتى إزالته بالكامل".
الموقف الإسرائيلي
وفي المقابل، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، عن تفاصيل العمليات التي تنفّذها إسرائيل ضدّ البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "فعلنا الكثير من أجل ضرب المواقع النووية الإيرانية العميقة تحت الأرض"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل "دمّرت المنشأة النووية الرئيسية في نطنز"، وأضاف: "سنفعل المزيد إذا لزم الأمر". وأكّد أنّ "قائد الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني تمّت تصفيته"، وأنّ "البرنامج النووي الإيراني تراجع كثيرًا"، معتبرًا أنّ "إيران تفاجأت تمامًا بهجومنا، والمفاجأة عنصر عظيم من عناصر النجاح". وكشف أيضًا أنّ الاستخبارات الإسرائيلية "دلّت الى أنّ إيران أرادت نقل الأسلحة النووية إلى الحوثيين"، مضيفًا: "لقد دمّرنا مفاعل أصفهان، ومن دونه لا يمكن الوصول إلى سلاح نووي". وقال: "اغتيال حسن نصرالله كان جزءًا من تفكيك المحور الإيراني، وحققنا ذلك بالمفاجأة"، وأضاف: "هجومنا على إيران سينتهي عندما نقضي على قدرتها النووية، وسنفعل ذلك".
وحول المفاوضات، قال نتنياهو: "المفاوضات النووية تستحق العناء إذا تخلّت إيران عن قدراتها على تخصيب اليورانيوم"، مؤكّداً: "سنواصل المهمّة للقضاء على التهديد الإيراني المزدوج المتمثل في برنامجها النووي وصواريخها الباليستية". وختم: "لن ننتظر حتى نواجه هولوكوست نووية... وهذا لن يحدث".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "إذا لم ندمّر مفاعل فوردو فإنّ العملية ستكون غير مجدية. وتدخّل الولايات المتحدة ضروري لاستكمال أهداف الحرب على إيران".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال جلسة تقييم أمني مع مسؤولين أمنيين وعسكريين: "دولة إسرائيل، الشعب الإسرائيلي فخور بكم. استمروا في تقشير جلد الأفعى... قشروا المشروع النووي، الدفاعات الجوية، الصواريخ، وكل الأهداف، بما في ذلك أهداف نظام الحكم في طهران". وأشار كاتس إلى أنّ "الضربات في طهران، ضدّ المنشآت النووية، ومواقع إنتاج الأسلحة، والدفاع الجوي، والصواريخ، كانت قوية لتقلص التهديدات الوجودية ضدّ إسرائيل"، قائلاً: "خامنئي يحول طهران إلى بيروت، وسكانها إلى رهائن". وكشف أنّ "الخطة تسير حسب ما هو مخطط لها بل وأكثر... ونحن، كقيادة سياسية وأمنية، نؤيد وندعم، بالتعاون مع الشعب بأكمله".
وختم: "من يحاول عبر استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية إخضاعنا وإيذاءنا، سيفهم، رغم الثمن الباهظ، أنّه لن ينجح".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر أمني قوله "إنّ توجيه كاتس، بإخلاء السكان في طهران هو جزء من خطة تهدف إلى ممارسة الضغط على النظام وذلك ردّاً على القصف الذي استهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
*************************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
موسكو وبكين تحذّران من تجاوز الخطوط الحمراء... والمنطقة على شفير التحوّل الكبير!
الحكومة تتمسّك بالحياد...وتتخذ اجراءات حاسمة
التشكيلات الديبلوماسية تبصر النور اليوم...ولا تسليم للسلاح الفلسطيني
في تطوّر لافت وخطير، طرحت القناة 14 <الإسرائيلية> مسألة تزويد ايران من دول ثلاث - هي الصين، روسيا، وباكستان - بشحنات جوية متطوّرة، تشمل صواريخ دقيقة وتقنيات عسكرية متقدّمة، مما يعيد خلط أوراق الصراع الإقليمي، ويضع المنطقة أمام احتمالات مواجهة كبرى قد لا تبقى "تحت السقف>.
تزامن ذلك مع تقارير عن هبوط طائرتي شحن عسكريتين صينيتين في أحد المطارات الإيرانية، وسط تكتّم حول طبيعة الشحنات، ما يُعزز المعلومات المسرّبة في الاعلام "الاسرائيلي"، ويفتح الباب أمام فرضية قيام جسر جوّي عسكري ينقل الردع من الشرق إلى طهران.
بين التهديد الوجودي والتوازن الجديد
يرى مراقبون أن ما يُحاك في الكواليس، يتجاوز حدود الدعم التقني أو الرمزي، ويتعلق بإعادة رسم معادلة الردع الاستراتيجي. فـ "إسرائيل"، وفق تقارير غربية متقاطعة، لا تكتفي بضربات موضعية، بل تسعى فعليا إلى تغيير النظام الإيراني، وهو ما تعتبره دول المحور - من بكين إلى موسكو، مرورا بإسلام آباد - خطًا أحمر وجوديا لن يُسمح بتجاوزه.
هذه القراءة تفسّر الشحنات العسكرية التي يُقال إنها نُقلت جواً، وبعضها قد يشمل:
o صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
o أنظمة توجيه بالغة الدقة.
o تكنولوجيا تحصين للمنشآت النووية والدفاعات الجوية.
لماذا التحرك الآن؟
التوقيت ليس صدفة. تأتي هذه التطورات وسط انسداد كامل في مسار التفاوض النووي بين طهران وواشنطن، وبعد تهديدات مباشرة من "إسرائيل" بتنفيذ عمليات داخل العمق الإيراني. وذلك في ظل تراجع فعلي للدور الأميركي أقله ظاهراً، ما شجّع المحور الشرقي على التقدّم في خطوات عملية نحو دعم طهران.
هل نحن أمام "محور ردع مضاد"؟
إن صحّت هذه المعطيات، فإننا أمام ولادة غير معلنة لمحور عسكري شرقي يتجاوز الحسابات الكلاسيكية، ويهدف إلى تطويق أي مشروع "إسرائيلي" لتغيير النظام في إيران، بل وربما ردع "تل أبيب" عن التفكير في ضربة استراتيجية كبرى.
وهذا المحور لا يقتصر على روسيا والصين وباكستان، بل ربما ينفتح على دول أخرى تدور في الفلك ذاته، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لأي مغامرة عسكرية "إسرائيلية" مستقبلية.
هل تنخرط اميركا في الحرب؟
تواصل منطقة الشرق الأوسط حبس أنفاسها منذ يوم الجمعة الماضي، مع استعار الحرب "الإسرائيلية"- الايرانية وتفاقم الخشية من توسعها، في حال قررت الادارة الاميركية الانخراط بها.
وقد خرج الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليؤكد ان لا علاقة لواشنطن بالهجوم المتواصل على إيران، متوعدا انه "إذا تعرضنا لهجوم بأي شكل من الأشكال، فستنزل عليكم بكل قوة وقدرة القوات المسلحة الأميركية بمستويات غير مسبوقة"، معتبرا في الوقت عينه انه "لا يزال يمكننا بسهولة التوصل إلى اتفاق بين إيران و"إسرائيل"، وإنهاء هذا الصراع الدموي!"
وتبادلت ايران و"اسرائيل" في الساعات الماضية الضربات الجوية والصاروخية، التي أوقعت المئات من القتلى والجرحى في البلدين. فشنّ جيش العدو "الإسرائيلي" هجمات طالت منظومات البرنامج النّووي، وإنتاج الأسلحة والدّفاعات الجوّيّة والمطارات، فيما أطلقت طهران مئات الصواريخ الباليستية مستهدفة مدنا "اسرائيلية"، ومؤكدة "ان لا حدود في الرد، بعدما تجاوزت "اسرائيل" كل الخطوط الحمر".
موقف حكومي صارم
لبنانيا، ظلّ الترقب سيد الموقف، في ظل اجماع حالي على وجوب تحييد لبنان عن هذه الحرب. وعلمت "الديار" انه سيتم خلال جلسة مجلس الوزراء، التي تُعقد صباح اليوم في قصر بعبدا، لبحث الوضع الراهن في المنطقة وجدول اعمالها من 49 بندا، اصدار موقف حكومي موحد لجهة التمسك بحياد وتحييد لبنان عن الصراع الدائر، ومنع استخدام اراضيه من قبل اي مجموعة لدعم اي طرف ضد الآخر، وان كانت الحكومة ستدين قيام "اسرائيل" بالاعتداء على ايران.
وبحسب المعلومات، تتكثف الاجراءات والتدابير المتخذة من قبل الاجهزة الامنية، لمنع طابور خامس من اقحام لبنان بهذه الحرب.
والى جانب البنود ال49 التي يفترض ان يتم بحثها، علمت "الديار" ان التشكيلات الديبلوماسية نضجت ، وسيتم اقرارها في جلسة اليوم، بخلاف التعيينات القضائية والمالية التي لا تزال تراوح مكانها.
كذلك، اكدت مصادر معنية بالملف لـ "الديار" انه لن يتم اليوم تسليم اي سلاح فلسطيني متواجد داخل المخيمات، كما كان متفق عليها، لافتة الى ان "الامور لم تنضج بعد، كما ان ما يحصل في المنطقة يجعل البت راهنا بهذا الملف واتخاذ خطوات عملية بشأنه، امرا صعبا ومعقدا".
حرب لاسابيع
وبالعودة الى التطورات الكبرى على خط ايران- "اسرائيل"، لفت ما نقلته شبكة CNN عن مسؤولين في البيت الأبيض ومسؤولين "إسرائيليين" عن ان "الحرب ضد إيران قد تستمر أسابيع لا أياما"، مؤكدين انها "تمضي قدما بموافقة أميركية ضمنية"، اذ قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الإدارة على دراية بخطط "إسرائيل" وتدعمها ضمنيا. وعندما سُئل عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الصراع، قال المسؤول إن ذلك يعتمد على رد إيران.
كذلك لفت ما ادّعاه سياسيون وناشطون "اسرائيليون" عن ان "باكستان أرسلت 750 صاروخاً بالستياً لإيران، ما قد يؤدي إلى قصف مستودعات صواريخ في باكستان".
اسقاط النظام؟
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان "الهدف "الاسرائيلي" تطور من انهاء برنامج ايران النووي بالقوة، لمحاولة اسقاط النظام الايراني"، لافتة في حديث لـ"الديار" الى ان "تل ابيب تتوقع الا يكون الطريق لتحقيق هذا الهدف نزهة، لكنها مستعدة لتكبد التكاليف الباهظة اذا كان ذلك سيؤدي لضمان امنها واستقرارها لعشرات السنوات الى الامام، والقضاء على اي مصدر تهديد لها".
خروقات بالعملاء
ولم يعد خافيا ان شبكات العملاء، سواء داخل إيران كما في الداخل "الاسرائيلي" تفعل فعلها، اذ اعلن الطرفان امس عن اعتقال لجواسيس وعملاء سريين. اذ ذكرت "وكالة الجمهوريّة الإسلاميّة للأنباء- إرنا"، انه "بفضل جهود جهاز استخبارات شرطة محافظة البرز، تمّ اعتقال عضوَين من فريق " الموساد " الإرهابي، كانا يصنّعان قنابل ومتفجّرات وأفخاخًا متفجّرةً ومعدّات إلكترونيّة، في منزل في سفج بولاغ"، وذلك بعد أنباء مماثلة في الساعات القليلة الماضية عن اعتقالات في "إسرائيل" لشخصين يشتبه في تجسسهما لصالح إيران.
التطورات الميدانية
ووفقا للحكومة "الاسرائيلية"، فان 380 شخصاً على الأقل أصيبوا في الضربات الإيرانية، تسعة منهم في حالة خطيرة، فيما افادت وسائل إعلام "إسرائيلية" بارتفاع عدد القتلى، نتيجة القصف الصاروخي الإيراني في "بات يام" و"تل أبيب" إلى 6، والجرحى إلى 240 جريحا. وقال رئيس بلدية "بات يام" إن هناك أكثر من 20 مفقودا تحت أنقاض المبنى الذي تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مضيفا أن 61 مبنى تعرضت إلى أضرار.
وكانت ايران شنّت فجر الاحد هجوما واسعا ومزدوجا على "إسرائيل"، مستخدمةً أكثر من 50 صاروخا باليستيّا وعددا من المسيّرات، وقد تضرّرت عشرات المنازل والمباني، جرّاء سقوط صواريخ إيرانيّة في مدينة "بات يام" قرب "تل أبيب". كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيليّة"، بأنّ "أضرارا كبيرةً وقعت في معهد وايزمن للأبحاث في رحوفوت، جرّاء سقوط صاروخ>.
وأكّد وزير الدّفاع "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس ، خلال تفقدّه ووزير الأمن القومي "الإسرائيلي" مواقع سقطت فيها صواريخ إيرانيّة في بلدة "بات يام" ، أنّ "الخطّة بشأن إيران تسير كما هو مخطّط لها بل وأكثر من ذلك".
بالمقابل، أعلن قائد قوّات حرس الحدود الإيرانيّة العميد أحمد علي كودرزي، أنّ "في أعقاب الغارات الجوّيّة للک?ان الصّه?وني خلال الـ48 ساعة الماضية، تمّ رصد 44 طائرة مسيّرة وطائرة صغيرة تابعة لهذا الک?ان الشّرير، كانت تحاول دخول المجال الجوّي للبلاد، وتم تدميرها بفضل يقظة حرس الحدود". وأشار في بيان إلى أنّ "قوّات حرس الحدود الإيراني الشّجاعة بجاهزيّتها الكاملة للسّيطرة على الحدود وحراستها، حذّرت جميع الجماعات المعادية والإرهابيّة والمسلّحة والمهرّبين، من أنّها ستردّ بقوّة على أي هجوم على أمن حدود البلاد"، مؤكّدًا "الرّقابة الاستخباراتيّة للحفاظ على أمن إيران، ومواجهة أي تهديدات في الشّريط الحدودي".
مؤتمر عراقجي
وخلال مؤتمر صحافي ، وضع وزير الخارجيّة الإيرانيّة عباس عراقجي ما تقوم به ايران باطار "الرد والدّفاع عن النّفس، وهذا حق مشروع بحسب القوانين الدّوليّة"، مشيرًا إلى أنّ "قوّاتنا المسلّحة بدأت منذ ليليتين بممارسة هذا الحق، وأمس شاهدتم أبعادا جديدةً لهذه الرّدود وهي ستستمر". واضاف:"خلال اللّيلة الأولى استهدفنا المواقع العسكريّة فقط، لأنّ الكيان الصّهيوني كان قد استهدف أهدافنا الاقتصاديّة وبعض المناطق السكنيّة، ثم استهدفنا مصفاة النّفط في حيفا".
وشدد عراقجي على أنّ "جرّ الاشتباك إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي كبير، والهدف منه جرّ الحرب إلى أبعد من الحدود الإيرانيّة". وقال:"نحن لا نريد توسيع رقعة الحرب، وجرّها إلى دول المنطقة إلّا إذا أُجبرنا على ذلك".
وقالت إيران إنها استخدمت نوعا جديدا من الصواريخ الباليستية في الضربات الأخيرة على "إسرائيل"، وفقًا لوكالة أنباء فارس، وهي صواريخ باليستية من طراز "الحاج قاسم". ويعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر، ومجهز برأس حربي قابل للمناورة يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي، وفقًا لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية، وهو مزود أيضا بنظام ملاحة متطور يُمكّنه من إصابة الأهداف بدقة، والتصدي للحرب الإلكترونية".
**********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
«لبنان المستقر» تحت الضغوط الأميركية.. واستعداد الحزب للتدخل!
لليوم الثالث على التوالي، تبقى انشغالات اللبنانيين، على مستوى السلطات الرسمية أو الأمنية أو العسكرية، وحتى المعيشية تتركز على المواجهات الضارية بين اسرائيل وايران، والجبهات المتصاعدة بين الدولتين، ونتائجها على لبنان ودول المنطقة، حيث يعيش ألوف اللبنانيين، أو الذين علقوا في الخارج وهم في مهام سياحية او تجارية او خلاف ذلك..
ومن ابرز النقاط التي يعني بها لبنان:
1 - استمرار الالتزام بتوجهات السلطات الرسمية، سواءٌ لجهة الاستقرار والامن والمطار، وتوفير ما يلزم من خدمات وغير ذلك.
2 - التنبه للافخاخ الاسرائيلية، وايلاء الاستقرار في الجنوب اهمية خاصة، ومنع توفير اية فرصة للاحتلال للانقضاض على الوضع في لبنان، بعدما عادت طائرات التجسس والمسيّرات الى الاجواء اللبنانية من الجنوب والبقاع الى الجبل والضاحية والعاصمة بيروت.
3 -الانتباه الى عدم ابتزاز المستهلك اللبناني بزيادات عشوائية على المحروقات وغيرها، لا سيما المواد الغذائية والمحروقات.
4 - ابقاء الاتصالات قائمة بين المكونات اللبنانية للتشاور والتفاهم حول ما يتعين القيام به، في ضوء تحديات متعددة، ابرزها الضغوط الاميركية والدولية الى مسألة التمديد لليونيفيل لولاية جديدة، بعدما كشف النقاط عن ان واشنطن ابلغت من يعنيه الامر انها ليست بوارد المساهمة في تمويل «اليونيفيل».
وفي اطار متابعة التطورات ترأس الرئيس جوزف عون اجتماعا لمتابعة التطورات في القصر الجمهوري، بحضور الوزراء المعنيين وقادة الاجهزة الامنية.
وشدد الرئيس عون على اهمية الجهوزية الامنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والامن في البلاد. وتقرر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
وتلقى الرئيس عون اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اكد خلاله الاخير وقوف بلاده الى جانب لبنان، ودعم سيادته والمحافظة على الامن والاستقرار فيه.
كما تلقى رئيس الجمهورية اتصالاً هاتفياً من الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس تشاورا خلاله في التطورات الأمنية المتسارعة نتيجة المواجهات العسكرية المستمرة بين إيران وإسرائيل. وكان الرأي متفقاً بين الرئيسين اللبناني والقبرصي على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لوضع حد لهذه المواجهات لتجنيب المنطقة المزيد من الاضطرابات التي تزعزع الاستقرار.
واليوم يعقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا للنظر في التعيينات الدبلوماسية واقرارها، فضلا عن التطرق للاوضاع المحيطة بلبنان، بعد اندلاع الحرب الاسرائيلية - الايرانية.
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان التطورات الأخيرة في أعقاب الاعتداء الاسرائيلي ضد إيران والرد الايراني ستأخذ حيِّزاً من المناقشات وسط ترجيح ببحث ما يجري واتخاذ الموقف المناسب، مشيرة الى ان المجلس سيغوص في الانعكاسات على جميع الاصعدة.
ولفتت الى ان المجلس سيناقش جدول اعماله ويقر البنود الاساسية فيه.
اما بالنسبة الى ما تم تداوله عن استياء من الاجتماع الأمني الذي عقد في قصر بعبدا لجهة عدم مشاركة رئيس الحكومة فان مصادر سياسية مطلعة قالت ان ترؤس رئيس البلاد هذا النوع من الاجتماعات هو من صلاحياته وليس هناك ما يجب ان يشكل محور انتقاد، لاسيما ان هناك تنسيقا دائما بين الرئاستين الاولى والثالثة.
وعلى صعيد المواجهة الجارية بين اسرائيل وايران، يسود التوتر الواسع في المنطقة، وبدت الامور انها مفتوحة.
وفي الاطار، نقل عن «مرجع سياسي كبير مطلع» ان حزب الله اتخذ قراره «بالتدخل»، وانهى استعداداته الميدانية، واعد بنك اهدافه بدقة، ولم يبق امامه سوى تحديد «لحظة الصفر» لكن التوقيت مرهون بمجريات الحرب.
دعم الكنيسة
سياسياً،اثنى سينودس اساقفة الكنيسة المارونية في دورته العادية من 4 إلى 14 حزيران 2025 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، على إطلاق عجلة التشكيلات والتعيينات في الإدارة العامة والجسم القضائي والمؤسسات العسكرية والأمنية، إيذانًا ببدأ تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والمنتظرة من جميع اللبنانيين. ويجدّدون دعمهم لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة آملين ان يستمرّوا في هذه المسيرة بوتيرة أسرع ويتخذوا القرارات الجريئة والصائبة.
ولفت السينودس انتباه السياسيين والأحزاب والكتل النيابية الى الأهمية القصوى المعلّقة على متابعة تنفيذ وثيقة اتفاق الوفاق الوطني وسدّ الثغرات في ما نُفّذ منها استنسابيًا.وهذا يحتاج برأيهم الى إطلاق مسيرة وطنية لتنقية الذاكرة، كان من المفترض أن تحصل بين اللبنانيين بعد اتفاق الطائف لتضع حدًا نهائيًا للحرب.
المطار: الملاحة المستمرة
ملاحياً، يستمر مطار الشهيد رفيق الحريري في توفير السفر من والى بيروت، وسط حالة من الترقب بين المسافرين، بعد اعادة فتح الاجواء، وسط زحمة خانقة وكانت الملاحة استؤنفت وسط اجراءات لوجستية وتنظيمية تقوم بها الجهات المعنية لضمان سلامة الملاحة الجوية..
واكد وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني ان لا قرار باعادة اغلاق مطار بيروت الا في حال حدوث امر غير متوقع..
وتعمل شركة طيران الشرق الاوسط لاعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، سواء في اسطنبول او شرم الشيخ، حيث بلغ عدد العالقين حوالي الـ600 شخص، وهم يعانون، ويناشدون كبار المسؤولين لعودة آمنة الى بيروت.
وعلقت شركة طيران الامارات كل رحالاتها الى الاردن ولبنان لمدة اسبوع، بالاضافة الى العراق وايران لغاية نهاية الشهر..
***********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الكهرباء تتغذّى على العقود التي أرساها فياض: ماذا قدّم جعجع والصدّي لزيادة ساعات التغذية؟
سريعاً ستكتشف القوات اللبنانية أن تسطيح ملف الكهرباء وتحويله إلى أداة للتفوق الشعبوي، لا ينتج ساعات تغذية بالكهرباء أكثر، بل العكس، ولا يؤدي إلى معالجة الملف بل يزيد تعقيداته.
فما حصل بين رئيس القوات سمير جعجع وانضمّ إليه وزير الطاقة جو الصدي، للتهديف على وزير الطاقة السابق وليد فياض، واتهامه بأنه وقّع عقداً مع العراق وأنه أجبر الحكومة على الاستدانة في سبيل إنتاج الكهرباء، لم يكن في حينه إلا الوسيلة الوحيدة لرفع ساعات التغذية من صفر إلى 5 ساعات ثم 8 ساعات يومياً. أم أن القوات اللبنانية وجو الصدي يعتقدان أن الكهرباء ستوزّع مجاناً على عامة الشعب؟
فإذا كان الأمر كذلك، فليستعملا شعبويتهما لاستيراد الفيول والغاز أويل اللازمين لتشغيل المعامل بصفر كلفة، وليتنعّم الشعب بهذه الشعبوية.
كان لافتاً أن وزير الطاقة جو الصدّي يتعامل مع ملف بحجم ملف الكهرباء بهذه السطحية. بدا كأنه يبحث عن مخرج ما للورطة التي أوقعه فيها سمير جعجع عندما قال إن وزير الطاقة السابق رتّب ديناً على الخزينة بقيمة تتجاوز 1.5 مليار دولار.
الصدّي، الذي كان يعمل في شركة تصنّف "محترمة" في العالم، وتتمتع بمقدار لا بأس به من المصداقية، وهو الذي اعترض على تعيينات مجلس الإنماء والإعمار لأن فيها "إيد وإجر"، كان عليه ألا يغادر هذا المربع من أجل توزيع الاتهامات، وأبرزها على سلفه وليد فياض الذي لم يكن يكلّ ولا يملّ في سبيل تشغيل المعامل.
ففي الواقع، وفي عهد الصدّي، انخفضت التغذية بالتيار الكهربائي إلى أقلّ من 4 ساعات يومياً في بيروت الإدارية بعدما أوصلها فياض بشقّ الأنفس إلى ما بين 6 ساعات و8 ساعات يومياً.
والمعامل تعمل الآن، في عهد الصدّي والقوات، بواسطة الفيول الذي استورده فياض بعقود رسمية وبمناقصات عامة علنية لم يستطع أي طرف سياسي أن يلوّثها بشعبويته.
منها ما يموّل عبر رصيد مجمّع لدى مؤسسة كهرباء لبنان في حساباتها لدى مصرف لبنان، ومنها ما يموّل عبر الخزينة العامة بقرارات اتخذت في مجلس الوزراء وبعضها كان يحتاج إلى اعتمادات لم يقرّها مجلس النواب.
وهذا الأمر كان يحصل وسط رفض قاطع من مصرف لبنان على تمويل الدولة بالعملة الأجنبية، فكانت الدفعات المستحقة على الدولة تؤجّل من يوم إلى آخر، ما دفع العراق إلى وقف شحنات الفيول في بعض الأحيان.
قبل كل هذه الخطوات التي يستعملها جعجع والصدي لانتقاد فياض، كانت الآلية المتاحة أن يستورد لبنان الغاز من مصر عبر الخط العربي مروراً بسوريا، لتشغيل المعامل، وأن يستورد الكهرباء من الأردن عبر شبكة الربط السداسي التي كانت تمرّ أيضاً بسوريا. وكانت هذه العملية ستموّل بقرض من البنك الدولي فيما كانت العقوبات الأميركية على سوريا تمنع تحقيق ذلك، وقد اشترط البنك الدولي استصدار "استثناء" من وزارة الخزانة الأميركية.
لكن الاستثناء لم يصدر. وبما أن لبنان لم يكن لديه تمويل متاح من الخزينة، ثم جاء الرفض الأميركي بعد مماطلة استمرّت لسنتين، كانت معامل الكهرباء لدى مؤسّسة كهرباء لبنان شبه متوقفة عن الإنتاج. في هذا السياق، اتخذ قرار رفع تعرفة الكهرباء، واستفادت المؤسسة من الدولرة الشاملة التي فرضتها السلطة في لبنان بالتعاون الوثيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، من أجل دولرة التعرفة وجباية فواتير الكهرباء بالدولار أو بالليرة وفقاً لسعر صرف الدولار السوقي.
دواعي استعادة هذا الأمر ضرورية، لأن إدارة المدة الانتقالية في هذا الملف لم تكن أمراً سهلاً. ففي مطلع 2023 كان سعر الدولار قد بلغ 140 ألف ليرة، وكان لبنان قد استنفد مبلغ 20 مليار دولار من الدعم الذي وزّع يميناً ويساراً من مصرف لبنان وقوى السلطة، سواء على المصارف التي حصل الكبار منها على 8 مليارات دولار، أو على دعم السلع الذي بلغ 12 ملياراً.
ثم انتهت ولاية سلامة في المصرف المركزي، وحلّ محلّه النائب الأول وسيم منصوري الذي اشترط ألا يموّل الدولة بأي طريقة كانت، وألا يسمح لها بالإنفاق إلا بما خصّصت له اعتمادات في الموازنة.
وكان رصيد مؤسسة كهرباء لبنان، المفلسة أصلاً، بالكاد يساوي صفراً، فهل كان جعجع يتوقع أن تعمل المعامل ببلاش؟ أم أن الصدّي لديه رأي آخر؟
لو كان أي منهما "على قدّ الحمل" ولديهما بعض من الجرأة السياسية، لكانت سهام حملتهما الشعبوية بشأن الكهرباء وجّهت في اتجاه المجلس النيابي حيث يتمثّلان بعدد كبير من النواب، وسألا لماذا لم تصدر قوانين تخصّص الاعتمادات لتسديد ثمن الفيول في الموازنة العامة، ولو بشكل ملحق لها. وعليهما أن يسألا أيضاً عما هو مدفوع فعلياً للعراق من ثمن الاستيراد، من أصل ما هو مستحق فعلياً.
هذه كانت إدارة الأزمة التي قادها فياض. لا يبخّس من ثمن الرجل الذي كان يعمل ليل نهار من أجل تحسين عدد ساعات التغذية، ولا فرق أصلاً إذا دُفعت المبالغ من "جيبة" الخزينة أم من "جيبة" مؤسسة كهرباء لبنان، فكلتيهما مردهما "الدولة" التي عليها أن تقرّر أن تفرض الكلفة كلّها على المقيمين في لبنان أم نسبة منها.
كل نقاش بعكس ذلك لا معنى له. وسائر المسألة المتعلقة بالقوانين كانت أموراً قابلة للنقاش حين لم يكن الانهيار قد حصل، أما الآن بعد هذا الانفجار الهائل في سعر الصرف والتضخّم وتآكل المدخرات والأجور والأصول، فيسعى جعجع والصدي من خلفه إلى تحميل فياض تبعات إدارة مرحلة الأزمة، لأن مجلس النواب لم يقونن الإنفاق!
إذاً، كيف يتم تشغيل معامل الكهرباء بلا فيول؟ فليكشف الصدّي عن خطّته للقطاع، وما إذا كان ينوي بيعه بثمن بخس وتحميل الشعب كلفة إنتاج الكهرباء.
بخطّة كهذه ستكون الكلفة أكبر على المستهلك لأن التعرفة ستزيد لتمويل أرباح الشركات التي ستشتري. قد يكون لديه حلّ، وهو أن يعود إلى الخطوات التي اتبعها فياض وأن "يشدّ الهمّة" لتأمين استيراد الكهرباء من الأردن والغاز من مصر بأسعار أقلّ لتشغيل المعامل وزيادة ساعات التغذية.
بالمناسبة، كان يفترض بفياض أن يفتح ملف الهدر الأكبر في وزارة الطاقة وهو استيراد الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان الذي كان يتم بواسطة شركة محسوبة على أكثر من طرف سياسي، ثم تملّكها أشخاص محسوبون على القوات.
استيراد الفيول طوال السنوات الماضية، والذي بلغ 24 مليار دولار، كان مفروضاً على الخزينة لتأمين النهب المحمي سياسياً، ولم يكن لفياض أي دور فيه.
في إمكان الصدّي أن "يشدّ ركابه" ويفتح الملف. يمكنه أيضاً أن يفتح ملف الاستثمار في ملف زيادة القدرة الإنتاجية للكهرباء الذي فشل طوال العقود الماضية.
يمكنه القيام بالكثير إذا أراد. لكن عليه أولاً أن يعرض خطّة للكهرباء بكل محاوره من إنتاج وتوزيع وجباية، أفضل من تلك التي عرضها جبران باسيل على مجلس الوزراء. على الأقلّ من سبقه حاولوا القيام بأمر ما واستنكروا فشلهم أو إفشالهم، ولكن لا يمكن للصدّي وجعجع أن يبدآ بتوجيه الاتهامات قبل المحاولة على الأقل.
*********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
إيران تبني لأول مرة في المنطقة توازناً استراتيجياً للنار والدمار مع كيان الاحتلال
التسابق في الحرب بين استنفاد صواريخ القبة الحديدية وتدمير الصواريخ البالستية
التواصل الروسي الأميركي بداية لشبكة أمان لاحتواء الحرب في سياق تفاوضيّ
خلال يومين من المواجهة المفتوحة بين إيران وكيان الاحتلال، نجحت إيران باحتواء الصدمة الأولى رغم قسوة الخسائر التي أصابتها، وانتقلت مع ساعات الليلة الأولى إلى إقامة توازن النار والدمار مع كيان الاحتلال، ثم نجحت في الليلة الثانية في تحقيق توازن نسبي في الأهداف الاستراتيجية لتستكمل إنجازها ليلة الأمس، وكانت الليلة الثالثة رغم التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الرقابة العسكرية، ليلة إثبات تراجع القبة الحديديّة للاحتلال في صدّ صواريخ إيرانية بالستية وفرط صوتية دقيقة استهدفت مؤسسات ومنشآت استراتيجية، كما وصفتها مواقع إعلامية إسرائيلية دون القدرة على التصريح بالمزيد عن هويتها، إلا أن ما بدأ يتسرّب عبر الصحف الأميركيّة والبريطانيّة، يقول إن بطارية صواريخ ثاد الأميركية المتفوّقة قد تمّ تدميرها في تل أبيب بالقرب من مبنى وزارة الحرب الإسرائيلية، وأن منشأة وايزمان للبحوث العلميّة التي تم تدميرها وهي منشأة نووية، وأن مطارات إسرائيلية وقواعد جوية في الوسط والجنوب قد أصيبت بأضرار كبيرة، بينما يجري الحديث عن استهداف منشأة علميّة ذات طابع عسكريّ في حيفا بالتزامن مع استهداف معامل رافائيل التي تتولى إنتاج صواريخ القبة الحديدية لجيش الاحتلال ذات الصناعة المحلية، ولم يعد خافياً رغم العنوان المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني بالنسبة للأهداف الإسرائيلية، أن الهدف الواضح هو تدمير القدرة الصاروخية الإيرانية، لان ذلك يمنح “إسرائيل” فرصة مواصلة الحرب لأطول وقت يحتاجه العمل على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفي السياق إخراج الدفاعات الجوية الإيرانية من الخدمة، وهنا تكشف مصادر إيرانية عن مخزون هائل من الصواريخ وعن شبكات دفاع جويّ احتياطية جاهزة للحلول مكان كل ما يمكن استهدافه، بحيث لا يستمر الفراغ أكثر من ساعات، بينما تسعى إيران رغم استهدافها لمراكز استراتيجية عسكرية واستخبارية واقتصادية ونووية إلى استنفاد قدرة القبة الحديديّة على العمل وإدخالها مرحلة شبيهة بما حدث خلال الحرب مع حزب الله، عندما اعترف كبار ضباط جيش الاحتلال بالقيام بتعقيد انطلاق صواريخ القبة الحديدية بسبب شحّ ذخائرها وربط ذلك بالدفاع عن أهداف محددة فقط.
في قلب هذه الحرب تسعى إيران وأميركا إلى تفادي مخاطر المواجهة المباشرة، وتربط كل منهما فتح النار على الآخر بالتعرّض لإطلاق النار، ولا تبدو إيران مستعجلة على استهلاك أوراق قوتها كإعلان الذهاب إلى خيار امتلاك سلاح نووي أو إغلاق مضيق هرمز وسائر الممرات المائية أمام تدفق الطاقة إلى الأسواق العالميّة، وتضع هذه الأوراق في سلة أوراق الردع للانخراط الأميركي.
الحراك الدبلوماسيّ الذي لا يبدو أنه راهن أو ممكن حالياً يستعد ليكون جاهزاً عندما تنضج الظروف، ويصبح أحد الفريقين جاهزاً لتعديل مواقفه وتوجهاته بما يقرّب فرص التسويات، وفي هذا السياق جاء التواصل الروسي الأميركي على مستوى الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ليؤسس رأس جسر نحو إنشاء شبكة أمان يتم تفعيلها عندما تبدو الظروف مناسبة، بينما لا يبدو اليوم أن إيران أو “إسرائيل” بوارد التسليم بالعجز عن مواصلة الحرب.
فيما ينتظر لبنان زيارة الموفد الأميركي الجديد توم باراك إلى بيروت بعد غد الأربعاء وما سيحمله من رسائل حاسمة ونصائح للمسؤولين اللبنانيين في ما خصّ ملف السلاح ومزارع شبعا، أكدت أوساط سياسيّة أن لبنان تبلغ رسالة رسمية أميركية حذرت لبنان من التدخل في ما يجري على خط إيران – «إسرائيل» لا سيما أن «إسرائيل» قد تلجأ إلى رد قاس إذا أطلق أي صاروخ من الأراضي اللبنانية. وبناء على ذلك يجهد الجيش من خلال دورياته واستطلاعاته لمنع أي عملية قد تأخذ الوضع في لبنان نحو المجهول.
الى ذلك تحضر اليوم في جلسة مجلس الوزراء التي يترأسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا مقرّرات الاجتماع الأمني الذي ترأسه الرئيس عون يوم السبت والذي بحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات المواجهات على الصعيد الأمنيّ، خصوصًا ما يتصل بحركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي. وتمّ اتخاذ عدد من الإجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدنيّ والحركة الجوية. وشدّد الرئيس عون على أهميّة الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من مختلف جوانبه، ولا سيما لجهة الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعًا.
وتلقى رئيس الجمهورية اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، ودعمها لسيادته والحفاظ على أمنه واستقراره. وكذلك تلقى عون اتصالًا من الرئيس القبرصيّ نيكوس كريستودوليدس، وكان اتفاق على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لوضع حد لهذه المواجهات، لتجنيب المنطقة المزيد من الاضطرابات التي تزعزع الاستقرار.
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن “عدم التضامن مع إيران بهذه الحرب المصيريّة يعني خسارة العرب والدول الإسلامية للفرصة الوحيدة وللأبد”. وقال: لا يمكن فصل دول المنطقة عما يجري بين إسرائيل وإيران، وبالضرورة لبنان معني بحماية نفسه كقيمة إقليمية ضمن إطاره العربي والإسلامي، والقضية باتت قضية منطقة ونظام إقليمي وموقع واشنطن من لعبة الخراب الذي تديره لسحق الشرق الأوسط، ولا وجود لنظام عربيّ كما لا وجود نظام إسلامي، والتحديات الآن وجودية، واللحظة إنقاذية للمنطقة بما فيها من دول عربية وإسلامية، وما تقوم به إيران لحظة تاريخ غير مسبوق وسط لعبة تمزيق وتفريق وتحريق وإبادة وسياسات عداء مطلقة تقوم بها واشنطن للإطباق على كيانات الشرق الأوسط ونهبها وتصفيتها، ونصيحة تاريخية للعرب والدول الإسلامية المبادرة الآن، لأن الردّ الإيراني كشف زيف “إسرائيل” ووهنها وانكشافها تحت الضربات الإيرانية التاريخية، وحتى الآن الرد الإيراني تصاعدي، واللحظة بين يدي العرب والدول الإسلامية لقراءة الشرق الأوسط بخلفية أن “إسرائيل” سرطان، وأن الهيمنة الأميركية بالوعة نار وخراب ونهب حوّلت دول المنطقة إلى حطب، وأن التطبيع بالنسخة الأميركية الصهيونية مرض خبيث سيبتلع العرب ويأتي على آخر الدول الإسلامية، والثابت المطلق في هذه الأيام أن الرد الإيراني نسف نظرية القَدر والهيمنة، ورغم حزام الدعم الأميركي الأطلسي إسرائيل تلفظ أنفاس عظمتها تحت وطأة القوة الإيرانية المدمرة”.
وتابع: “إيران بهذا العمل تقدّم للعرب والدول الإسلامية فرصة تاريخية لا تتكرر، كما أنها تعيد وضع العرب والدول الإسلامية في قلب المعادلة التاريخية، واللحظة لحظة خيارات، وتركيا وباكستان والسعودية ومصر معنية بكتابة التاريخ، ولا شيء يهمّ أميركا بهذه المنطقة إلا النفط و”إسرائيل” والإطباق على أنفاس الدول العربية والإسلامية. واللحظة للخيارات التاريخية، وأي تضامن كبير من قبل تركيا وباكستان ومصر والسعودية مع إيران يشلّ يد أميركا ويعطيها فرصة الخلاص من أخبث كيان صهيوني مصطنع بهذه المنطقة، وفي الوقت نفسه يعيد تحرير الشرق الأوسط من قبضة واشنطن”.
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي وإذ أشار إلى أنّ لبنان يقف عند “مفترق طرق”، حذّر من مواصلة السير في “نفق المراوحة والانقسام”، داعيًا إلى نهضةٍ وطنيّةٍ جديدةٍ تبنى على أسس الشّراكة والتجدّد. وعبر الراعي عن قلقه حيال ما وصفه بمحاولات تشويه رسالة لبنان، قائلًا: “لبنان في عمق رسالته هو وطن التنوّع والشّركة، وطن الطوائف المتعدّدة في وحدةٍ وطنيّة، لكنّ هذه الرسالة مهدّدةٌ اليوم بفعل الانقسامات والتباعد والتجاذب»…
ويعقد مجلس الوزراء عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم جلسة في القصر الجمهوري لبحث الأوضاع المدرجة في جدول الأعمال، أبرزها إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في لبنان، والعرض الذي سيقدّمه وزير الأشغال لتأهيل وتطوير المرافئ الجوية والبحرية بنظام عقود التشييد والأشغال BOT أو DBOT.. وسيناقش مجلس الوزراء في طلب وزارة الطاقة تحديد التعويض الشهري المقطوع لرئيس وأعضاء الهيئة الوطنية لتنظيم الكهرباء، وطلب وزارة الأشغال تحديد تعويضات رئيس وأعضاء مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وطلب الموافقة على تعديل مخصصات أعضاء مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار.
وأوضح نائب رئيس الحكومة طارق متري، أن “التشكيلات الدبلوماسية ستتم على الأرجح اليوم وقد تُستكمل بتعيينات في مصرف لبنان”.
الى ذلك يفترض بحسب مصادر مطلعة أن يزور لبنان مجدداً عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في الأيام المقبلة على رأس وفد أمني لاستكمال البحث في آليات تسليم السلاح الفلسطيني من دون ان يعني ذلك أن الملف وضع على سكة التنفيذ اذ ان هناك عقبات تقنية وسياسية لا تزال تقف عائقا أمام المعالجة ويجري راهناً العمل على حلحلة العقد منعاً لتفلت الأمور والفوضى.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
ما علاقة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية بالسلاح الفلسطيني في لبنان؟
خلطت التطورات الكبرى التي تشهدها المنطقة، خصوصاً الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، كل الأوراق في الداخل اللبناني، وجمّدت البتّ في عدد من الملفات، لعل أبرزها ملف تسليم السلاح الفلسطيني الموجود داخل المخيمات؛ العملية التي كان يفترض أن تبدأ الاثنين من مخيمات بيروت.
الجنوب أولاً
ووفق مصادر رسمية، فإن الجهات الفلسطينية المعنية في لبنان لم تُبلّغ حتى الساعة بأي تعليمات، سواء من القيادة في رام الله، ومن الأجهزة الأمنية اللبنانية، بخصوص تسليم السلاح الموجود في أي مخيم خلال الأيام المقبلة. وأكدت المصادر، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن ذلك لا يعني تجميد الملف، إنما انتظار حلحلة بعض الشؤون الداخلية الفلسطينية التي تجري معالجتها. وتضيف المصادر: "الفصائل طلبت مهلة قبل بدء تسليم السلاح في مخيمات بيروت، وقد تم التفاهم على البدء بمخيمات الجنوب الواقعة ضمن منطقة عمليات القرار الدولي (1701)، على أن ينطلق التسليم من منطقة صور بمخيم البص، يليه الرشيدية، فالبرج الشمالي"، مشددة على أن "التنفيذ سيكون على مراحل، ومن دون مهل محددة".
الأحمد مجدداً في بيروت
ومن المنتظر أن يعود عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانيةـ عزام الأحمد، إلى بيروت في الأيام المقبلة على رأس وفد أمني لاستكمال البحث في آليات التسليم وباقي التفاصيل، وفقاً لمصادر لبنانية.
وكان الأحمد مكث أياماً في لبنان قبل عيد الأضحى لمحاولة حلحلة بعض الخلافات التي نشبت في حركة "فتح" على خلفية هذا الملف، كما أجرى مباحثات مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية والجهات الرسمية المعنية بالملف.
أبعاد إقليمية - دولية
ويؤكد مدير "مركز تطوير للدراسات"، الباحث الفلسطيني هشام دبسي، أنه "لا يوجد أي تجميد للبحث في ملف سحب السلاح من داخل المخيمات الفلسطينية، بل على العكس، جرى بحث هذا الملف سياسياً في المقام الأول، وكان يُنتظر إنضاج خطة الدولة اللبنانية للتنفيذ بناءً على موقف فلسطيني رسمي أبدى جاهزيته للاستجابة للمبادرة اللبنانية".
وأضاف: "على الرغم من ذلك، فإنه لا يمكن اختزال ملف السلاح الفلسطيني في أنه قضية تقنية أو مجرد مسألة ثنائية بين الجانبين الفلسطيني واللبناني. فهذه المسألة لها أبعاد إقليمية ودولية، ونحن، منذ اللحظة الأولى، ندرك أنه لا يمكن فصل هذا الملف عن مسار المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن الملف النووي؛ لأن استقرار الأمور في لبنان مرهون إلى حد كبير بمآلات هذا المسار".
سياق إقليمي ودولي
وتابع دبسي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط": "كل من كان يلوم الدولة اللبنانية على التريث، أو ينتقد موقف القيادة الفلسطينية، أصبح اليوم يدرك أن المسألة أوسع من مجرد قرار محلي. الصراع الإقليمي، خصوصاً بين إسرائيل وإيران، جزء أساسي من المشهد الحالي. ومن هذه الزاوية، يمكن فهم موقع السلاح الفلسطيني في لبنان ضمن السياقين الإقليمي والدولي. فما نشهده اليوم من تصعيد، خصوصاً من جانب إسرائيل، يشكل سبباً إضافياً لتأجيل (المؤتمر العربي - الفرنسي - الدولي)، الذي كان يهدف إلى دعم مسار الدولة الفلسطينية".
ويرى دبسي أن "هذه التطورات المتسارعة دفعت جميع الأطراف إلى إعادة النظر في خططها العملية. ولكن، إعادة النظر لا تعني التراجع عن الموقف السياسي الذي جرى الاتفاق عليه، كما ورد في البيان الرئاسي المشترك بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس واللبناني العماد جوزيف عون".
وكان عون وعباس قد أكدا ببيان مشترك بعد اجتماع بينهما في بيروت خلال مايو (أيار) الماضي، التزامهما مبدأ حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية. ووفق البيان المشترك، فقد أبدى الجانب الفلسطيني التزامه عدم استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمليات عسكرية، وتعزيز التعاون لضمان عدم تحوّل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى "ملاذات آمنة للمجموعات المتطرفة".
وتلا ذلك انعقاد الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، بدعوةٍ من رئيس "لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني"، السفير رامز دمشقية، وحضور رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، وجرى الاتفاق على بدء الخطوات العملية في منتصف يونيو (حزيران) الحالي.
ويشير دبسي إلى أنه "من المتوقع أن يصل الوفد الفلسطيني إلى لبنان خلال اليومين المقبلين لاستئناف العمل. لكن استئناف العمل لا يعني بالضرورة التنفيذ الفوري، فذلك مرتبط بقرار الدولة اللبنانية. فإذا رأت أن الوقت مناسب للبدء بالتنفيذ، فإن الجانب الفلسطيني لا يمانع وسيستجيب لهذا القرار... فاللحظة السياسية هي التي تحكم".
اعتراضات "تمت" معالجتها
وعما يجري الحديث عنه من انقسامات داخل "فتح" بسبب هذا الملف، يؤكد دبسي أنه "لا يوجد انقسام داخل الحركة، إنما كان هناك بعض الاعتراضات من عدد من الكوادر، انطلقت من مصادر وخلفيات مختلفة. فبعضهم عبّر عن تحفظه من منطلق سياسي؛ إذ ما زال يؤمن بضرورة التمسك بالسلاح، فيما اعترض آخرون بدافع عدم إشراكهم في صناعة قرار بهذه الأهمية، سواء من منطلق تنظيمي، وعلى خلفية شعور بالإقصاء أو التهميش. وهناك أيضاً من رأى في القرار نوعاً من التسرع أو الاندفاع في لحظة سياسية معقدة، مليئة بالتحديات والمنعطفات الحادة".
وأكد أن "هذه الاعتراضات تمت معالجتها بشكل مسؤول من خلال الوفد الفلسطيني الذي قدم من رام الله، وأُعيدت صياغة الأمور الداخلية بما ينسجم والمصلحة العامة. وقد صدرت قرارات متعددة تتعلق بإعادة ترتيب أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في بيروت وحركة (فتح) نفسها".
ويتوزع الوجود المسلح الفلسطيني في لبنان على 12 مخيماً رئيسياً، معظمها خارج سيطرة الدولة اللبنانية، وتسيطر عليها فصائل أبرزها "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية".
أما خارج المخيمات، فكانت تنشط فصائل تاريخية مدعومة من النظام السوري، أبرزها "القيادة العامة" و"الصاعقة"، التي فقدت معظم مواقعها وتراجع نفوذها بعد سقوط النظام السوري، فقد عمد الجيش اللبناني إلى تفكيك جميع القواعد العسكرية خارج المخيمات.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
ماكرون والرئيس القبرصي يتصلان بالرئيس عون ودعوات مشتركة لاحتواء التصعيد ودعم أمن لبنان
لا يمكن التكهن بأي من السيناريوهات ستنتهي الحرب الايرانية- الاسرائيلية المفتوحة على مصراعيها ولا الى اين تتجه، ما دامت الهجمات الاسرائيلية متواصلة على مواقع عدة في إيران التي تطلق بدورها موجات جديدة من الصواريخ في اتجاه اسرائيل، والاتصالات الدولية لم تتوصل بعد الى ما يلجم الطرفين عن استكمال مسلسل دموي خطير يتهدد المنطقة بأكملها ويقودها الى حلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة، وينذر بحرب واسعة مفتوحة في الاقليم، خصوصا ان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو أعلن أن هدفه الرئيسي هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنه أشار إلى عزمه على تغيير النظام الإيراني.
تحشد على الحدود
وفي التداعيات على لبنان قامت إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط "القبضة الحديدية" (205) و"العتزيوني" (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية. بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط وبعض إدارات الدفاع في المجتمع على طول حدود لبنان وسوريا، من أجل تعزيز الدفاع. وأشارت صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي الى ان "حزب الله لا يتصرف بطريقة تشير إلى أنه ينوي مهاجمتنا".
رئيس الجمهورية
تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تم خلاله البحث في التطورات المتسارعة بعد تصاعد المواجهات الإيرانية الاسرائيلية.
وأكد الرئيس ماكرون للرئيس عون وقوف بلاده إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة ودعمها لسيادته والمحافظة على الامن والاستقرار فيه.
أيضا، تلقى رئيس الجمهورية ، مساء اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً من الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس تشاورا خلاله فيوشكر الرئيس عون نظيره الفرنسي على موقفه مؤكدا على استمرار التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات. التطورات الأمنية المتسارعة نتيجة المواجهات العسكرية المستمرة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واسرائيل. وأكد الرئيس القبرصي للرئيس عون أن بلاده تدعم الجهود المبذولة لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
اجتماع أمني
كما رأس رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، احتماعاً حضره وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى ،وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار ،وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله ، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير ، المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس ونائبه العميد مرشد الحاج سليمان، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ،رئيس شعبة المعلومات العميد محمود قبرصلي، رئيس مكتب شؤون المعلومات في الامن العام العميد جوني الصيصا، والمستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور. وتم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في ضوء التطورات الامنية التي نتجت عن المواجهات العسكرية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات هذه المواجهات على الصعيد الامني، وكذلك ما يتصل بحركة الملاحة الجوية عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وفي ضوء التقارير المتوافرة لدى الأجهزة الامنية تم اتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدد الرئيس عون على اهمية الجهوزية الامنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والامن في البلاد. وتقرر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
استئناف الرحلات
وليس بعيدا، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية، في بيان، عطفاً على إعادة فتح الأجواء اللبنانية أمام الملاحة الجوية، "استئناف تشغيل جميع رحلاتها المغادرة من بيروت" .
رسامني يطمئن
وبعد استئناف الرحلات، شهد المطار زحمة وفوضى خصوصاً في ظلّ الضّغط على الخطوط وخدمة الـ"أونلاين". وحضر وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وجال في ارجاء المطار للإطلاع على سير الأمور بعد قرار إعادة فتح الاجواء، مؤكدا "أن لا قرار بإعادة إغلاق مطار بيروت إلا في حال حدوث أمر غير متوقع." وعن الزحمة التي يشهدها المطار، أشار رسامني الى ان "الفوضى طبيعيّة نتيجة إغلاق الأجواء وخلال ساعات قليلة يُحَلّ كلّ شيء والمطار سيبقى مفتوحًا إلا إذا طرأ طارئ خارج عن إرادتنا". وقال: "مَنّي فالل قبل حلحلة الأمور… باقي هون". وطمأن الى أنّ الوضع في لبنان آمن و"الصيفية هنا جميلة جداً".
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
حبس أنفاس وتخوّف من وصول "إشعاعات" الحرب إلى لبنان
قاتَل "لبنان السيادي" منذ أكثر من عقدَيْن، للنأي بالنفس عن صراعات المنطقة، أو للحياد كحدّ أقصى، فجاءت هذه الحرب لتحقق، بالمصادفة، هذه "الأمنية".
ثلاثة أيام على هذه الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، ولم ينخرط لبنان فيها، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا الموقف منذ اتفاق القاهرة، حين زجَّه الفلسطينيون عنوة في مواجهة مع إسرائيل، وصولاً إلى حرب "الإسناد والمشاغلة" التي زج فيها "حزب الله" لبنان عنوة في الحرب مع إسرائيل تحت عنوان "الإسناد والمشاغلة" لدعم حرب "طوفان الأقصى". الاحتساب الدقيق لموازين القوى أو بسبب الضغوط".
اتصالات وتحذيرات
التحييد والنأي بالنفس، لم يأتيا صدفةً بل نتيجة ضغوطات، وتؤكد مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن كل الاتصالات سواء في الداخل أو مع واشنطن والدول الأجنبية تركزت على النأي بالنفس عن الحرب، وقاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة الاتصالات مع الدول، وحصل لبنان على ما يشبه الوعد بأنه إذا لم يدخل أي فصيل الحرب سيبقى في منأى عنها.
و"حزب الله" ينأى بنفسه أيضاً
ووفق معلومات "نداء الوطن" فإن "حزب الله" أبلغ الدولة أنه لن يقوم بأي تحرك عسكري، وسينأى بنفسه عن الصراع الإسرائيلي - الإيراني، وجاء هذا الموقف بعدما تواصلت معه جهات عدة في الدولة اللبنانية طالبة منه عدم توريط لبنان في الحرب. ومن جهة ثانية، وزعت الدولة مهامها وكثفت إجراءاتها الوقائية، وحتى لو كانت هناك طمأنة من "الحزب"، إلا أن المخاوف تبقى من قيام حركة "حماس" بأي تحرك عسكري يؤدي إلى إشعال الوضع.
إرجاء الملفات وأبرزها السلاح الفلسطيني
اليوم، السادس عشر من حزيران، يفترض أن يكون قد بدأ تسليم السلاح الفلسطيني من بعض المخيمات في بيروت، وهذا لا يتوقع أن يحصل لأن لا مؤشرات إليه، فهذا الملف كان أقر إثر زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان، وصدور بيان مشترك لبناني - فلسطيني حول هذا الأمر.
ماذا جرى؟ وما هي خلفيات التأجيل؟مصادر سياسية مطلعة كشفت أنّ الجدول الزمني لجمع السلاح من المخيمات الفلسطينية، والذي كان يفترض أن ينطلق اليوم الإثنين من مخيمات بيروت، تأجل إلى أجل غير مسمّى، وذلك بسبب خلافات فلسطينية - فلسطينية، حيث ترفض بعض الفصائل التزام وعد تسليم السلاح وفقاً للخطة التي وضعتها اللجنة الفلسطينية - اللبنانية المشتركة، بحجة الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.
من جهة أخرى، أشارت المصادر نفسها إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية، وعلى غرار ما فعلته مع "حزب الله"، تواصلت مع مختلف الفصائل الفلسطينية وأبلغتهم ضرورة الامتناع عن استغلال الحرب الراهنة، لاستخدام الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق الصواريخ، بحجة مساندة إيران، وذلك منعاً لتعرض لبنان لخطر الاستهداف ردّاً على أي هجمات صاروخية.
زيارة توم براك مؤجلة
ويبدو أن التأجيل ينسحب أيضاً على المواعيد المرتقبة، وفي هذا السياق، تشير معلومات"نداء الوطن" إلى عدم وجود موعد رسمي حتى الساعة لزيارة الموفد الأميركي توم براك فما حصل بين إسرائيل وإيران بدّل الأولويات، لذلك لا يمكن القيام بأي شيء في لبنان والمنطقة من دون معرفة اتجاه الأمور في إيران. ولكن من جهة أخرى هناك من يعتقد في واشنطن بضرورة فصل المسارات، بمعنى أن مواصلة برّاك مهمته في لبنان وسوريا مفيدة في الضغط على إيران دبلوماسياً في موازاة الحملة الإسرائيلية العسكرية.
مجلس الوزراء ... جلسة تعيينات دبلوماسية
جلسة مجلس الوزراء اليوم يُتوقَّع أن تقر التشكيلات الدبلوماسية على الرغم من الاعتراضات التي قد تسجل على عملية الترفيع من فئة إلى أخرى لا سيما بالأسماء الشيعية،، ومن الأسماء التي حُسِمَت: فرح بري في لندن، وربيع الشاعر في باريس، وندى حماده معوض في واشنطن، وأمين عام الخارجية الحالي هاني شميطلي إلى إسبانيا، وأحمد عرفة (من داخل الملاك) من الكويت إلى رئيس بعثة لبنان في الأمم المتحدة في نيويورك، وهند درويش إلى الأونيسكو، وعلي قرانوح، من داخل الملاك، إلى السعودية، وطارق منيمنة، من خارج الملاك، إلى دولة الإمارات، علي الحلبي باق في القاهرة والجامعة العربية، زياد طعان إلى أبيدجان، جان مراد إلى قبرص، مدير المراسم أسامة خشاب إلى السويد ، هادي هاشم من رئيس بعثة لبنان بالوكالة في الأمم المتحدة إلى سفارة لبنان في سلطنة عمان، وحسين حيدر ، من داخل الملاك إلى سويسرا ، وليد حيدر، من داخل الملاك إلى بروكسيل، عبير طه من داخل الملاك إلى طوكيو، هادي جابر إلى موسكو والسفير غادي خوري من الفاتيكان إلى فيينا، ومصطفى أديب من سفارة لبنان في ألمانيا إلى الإدارة المركزية في بيروت وكذلك السفيرة كلود الحجل من قبرص إلى الإدارة المركزية في بيروت.
وتقول المعلومات إنه في السابق كانت القاعدة أن يتم تعيين سفراء من خارج الملاك والاستثناء من داخل الملاك، لكن هذه المرة القاعدة من داخل الملاك والاستثناء من خارجه. وسيكون هناك سفيران من السُنة من خارج الملاك لتعذر وجود بقية مرشحين سُنة داخل الملاك. وتختم المصادر "يُسجَّل لوزير الخارجية يوسف رجي أنه استطاع في أقل من شهرين إنجاز تشكيلات شاملة وأعاد الانتظام الى الجسم الدبلوماسي اللبناني، بعد تعثر عمره نحو ثماني سنوات، ومن خلال التشكيلات الشاملة يكون الوزير رجي قد أكد أن الكفاءات موجودة داخل السلك الدبلوماسي بمقدار كبير، وهو العليم بهذا الواقع كونه ابن هذه الوزارة".
تعثّر في التعيينات المالية والقضائية
في مقابل "تسيير" التشكيلات الدبلوماسية، يبدو أن التعثر هو عنوان التعيينات القضائية والمالية، وعنوانه الرئيس نبيه بري الذي يرفض أن يُناقش في الأسماء التي يقترحها، سواء لجهة المدعي العام المالي، أو لجهة نائب حاكم مصرف لبنان، فالرئيس بري يتمسك بالقاضي زاهر حمادة كمدعٍ عام مالي، وبوسيم منصوري كنائب للحاكم، وهذا التمسك قوبل بالرفض، ما ارجأ البت في الملف.
هل موسم السياحة في خطر؟
في هذه الأثناء بدأت المخاوف في القطاع السياحي من تطيير موسم الصيف، من خلال المؤشرات التالية:
إلغاء حجوزات في القطاع الفندقي والشقق المفروشة.
إلغاء حجوزات الطيران
وفي هذا الإطار، بدأ عدد من القطاعات المرتبطة بالسياحة كقطاع تأجير السيارات وقطاع المطاعم يدق ناقوس الخطر في حال استمرت الحرب.
نسخ الرابط :