افتتاحية صحيفة النهار:
"عدم يقين" في الأمم المتحدة حيال اليونيفيل آلية التفتيش في الضاحية تمنع تجدّد الاعتداءات؟
لن يكون ملف اليونيفيل وموقف واشنطن منه بعيداً من خلفيات زيارة الموفد الأميركي إلى بيروت، سفير الولايات المتحدة الاميركية لدى تركيا توماس بارّاك الاسبوع المقبل
لا تحمل المعطيات المتّصلة بالتحركات والاتصالات الديبلوماسية الجارية حول مستقبل ومصير قوات اليونيفيل في ظل عاصفة الاعتداءات الأخيرة عليها وردود الفعل المحلية والخارجية، ما يحسم الاتجاهات التي يدفع في اتجاهها لبنان ولو مدعوماً من فرنسا وعدد كبير من الدول. ذلك أن المناخ الإقليمي الناشئ عن تعبئة عسكرية واسعة في عدد من بلدان المنطقة في الأيام الأخيرة، أثار مزيداً من الغموض المحفوف بتصاعد المخاوف من انعكاسات هذه الأجواء على لبنان بمزيد من التشدد الأميركي حيال كل ما يتعلق بملف نزع سلاح "حزب الله"، كما من الإجراءات المتصلة بانتشار الجيش اللبناني وإجراءاته في جنوب الليطاني وشماله، بعدما تردد على نطاق واسع أن التسريبات المتعلقة باتجاهات أميركية – إسرائيلية لإنهاء دور اليونيفيل لم ترم من فراغ، وجاء تكثيف اعتداءات "الأهالي" عليها في المنطقة الحدودية ليزيد "قناعة" الجانب الأميركي بإمكان إنهاء دورها.
ولعل المثير للقلق في هذا السياق، ما اوردته مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أمس، من أنه على رغم نفي الخارجية الأميركية للمعلومات التي نشرت في الصحافة الإسرائيلية حول إنهاء عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، أكد أكثر من مصدر رفيع في الأمم المتحدة لـ"النهار" أن "عدم يقين كبيرا" يخيّم على مصير قوة اليونيفيل في الجنوب اللبناني المتوقّع التجديد لها في نهاية آب المقبل. وثمة جهات من الإسرائيليين تريد سحبها من الجنوب اللبناني، فيما الولايات المتحدة تشترط تغيير مهمتها وإعطائها حرية تحرك كاملة، على أن تكون مهمتها أقوى للتدخل وإلا لا حاجة لانتشارها حسب إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تبحث عن تقليص تكاليف المساهمة في قوات الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يزور لبنان الأسبوع المقبل وفد مسؤول عن قوات حفظ السلام للأمم المتحدة للاطلاع عن كثب على وضع اليونيفيل. وأكدت المصادر الرفيعة لـ"النهار" أن النقاش حول تجديد مهمة اليونيفيل سيكون صعباً ومعقداً في هذه الظروف.
ولن يكون ملف اليونيفيل وموقف واشنطن منه بعيداً من خلفيات زيارة الموفد الأميركي إلى بيروت، سفير الولايات المتحدة الاميركية لدى تركيا توماس بارّاك الاسبوع المقبل، علماً أن المعلومات المتداولة حول مهمته تشير إلى استطلاعه أسباب تأخر لبنان في اتخاذ إجراءات عملية لحصر السلاح بيد الدولة والشروع في الإصلاحات.
وفي انتظار بلورة الاتجاهات الخارجية حيال استحقاق التمديد لليونيفيل، مضى لبنان الرسمي في حملة الدفاع عنها، وقام أمس وزير الدفاع ميشال منسى بزيارة لمقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، في حضور عدد من ضباط "اليونيفيل" والجيش، وعقد اجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين "اليونيفيل" والأهالي التي تكرّرت في بعض البلدات. وشدّد الوزير منسى على "أهمية تجديد ولاية اليونيفيل من دون تعديلات، فهذا التجديد أساسي للحفاظ على الاستقرار والسلام اللذين رسختهما مهمتكم على مر السنين. ونأمل أن يكلل مساعيكم الحثيثة بالنجاح في تجديد الولاية ما يضمن استمرار عملكم الحيوي في لبنان". وقال: "لا يمكننا أن ننسى عدوان عام 2006، ولا الحرب الأخيرة المروعة والمدمرة التي حوّلت، على مدى أشهر، الجنوب وجزءاً من بيروت والبقاع ومناطق عدة من لبنان إلى مقابر وأنقاض ودمار، وخلال هذه التحديات الهائلة، بقيتم صامدين، ثابتين على رسالتكم، مدفوعة بنزاهتكم الأخلاقية والتزامكم الإنساني الراسخ". ودان بشدة "جميع أعمال العدوان ضد اليونيفيل. إن مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى العدو من خلال عرقلة المهمة المشتركة التي نسعى بها جميعًا إلى دعمها والحفاظ عليها، واليوم يمر لبنان في مرحلة مفصلية وحاسمة، تتطلب استعادة الاستقرار في الجنوب وعلى كامل أراضيه. يكمن هذا التحدي في التنفيذ الكامل للقرار 1701. وهذا يتطلب التزاماً ثابتاً من جميع الأطراف التي وافقت على القرار منذ عام 2006، من دون أي تأخير أو خرق أو انتهاكات أو تجاهل لإرادة المجتمع الدولي".
وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تنينتي "أن قوات اليونيفيل تواصل دعم الجيش اللبناني"، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان". وأضاف "أن الاستقرار في الجنوب هشّ، وبعض الأطراف تؤثر على تحركات "اليونيفيل"، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرك من دون الحاجة للجيش اللبناني". وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور "اليونيفيل"، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس لها من الصحة".
عون في الفاتيكان
وسط هذه الأجواء، وصل رئيس الجمهورية جوزف عون بعد ظهر أمس إلى روما، في مستهل زيارة وصفت بانها رسمية وعائلية إلى الفاتيكان.
ومن المقرر، أن يستقبل البابا لاوون الرابع عشر الرئيس عون في العاشرة قبل ظهر اليوم في مقابلة خاصة، على أن تنضم بعد ذلك زوجته وأفراد العائلة لأخذ البركة البابوية.
وفي برنامج الزيارة، محادثات يجريها الرئيس عون بعد لقائه مع البابا، مع أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين.
على الصعيد الميداني والأمني، توجّه الجيش اللبناني بعد ظهر أمس نحو حي الأميركان في الضاحية الجنوبية للكشف على احد المباني، ولوحظ أن هذا الإجراء جاء لليوم الثالث على التوالي بحيث يجري كشف الجيش على مبانٍ محددة في مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت بناء على طلبات ترده من لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل. ولفتت أوساط معنية إلى أن هذه الآلية تسري تباعاً ومن دون ضجيج سياسي منذ ما بعد قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غاراته الأخيرة على الضاحية الجنوبية، بما يعكس توافقاً واضحاً بين أطراف اللجنة على اتباع الية التفتيش بدقة متناهية للحؤول دون تجدّد الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية.
وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقاً إسرائيليا لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم، بإزاحة سواتر ترابية عن أحد الطرقات المؤدية إلى المنطقة.
كما عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة شبعا – حاصبيا، كان الجيش الإسرائيلي قد أغلقها في وقت سابق.
كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون وغارة على بلدة قبريخا. وألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة. وأفادت معلومات عصر أمس عن تعرّض دورية للجيش اللبناني لرصاص قنص في بلدة رامية من موقع قوات الجيش الإسرائيلي.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
قلقٌ لبنانيّ من عواقب التصعيد... ومخاوف من ضغط في ملف السلاح
تتّجه الأنظار في لبنان والمنطقة والعالم إلى سلطنة عمان، حيث ستنعقد الأحد المقبل الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، لدرس الردّ الإيراني على المقترح الأميركي للاتفاق على الملف النووي الإيراني، وذلك على وقع تحضير إسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، اعترف بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله: «لا أقول إنّ هجوماً إسرائيلياً على إيران وشيك لكنه قوي ومحتمل»، لكنه أوضح: «أود تجنّب النزاع مع إيران. وعلى إيران أن تقدّم تنازلات». فيما حذّر مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، من أنّ إيران قد تردّ على أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية بهجوم صاروخي ضخم، من شأنه أن يتغلّب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية ويسبب أضرارًا وخسائر بشرية جسيمة.
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أنّ إسرائيل تستعدُّ، في ما يبدو، لشنِّ هجوم قريباً على إيران. وقالت إنّ هذا التطور «قد يزيد من تأجيج الشرق الأوسط، وتعطيل أو تأخير الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسُّط في اتفاق لقطع الطريق على إيران لبناء قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة، أنّ «من غير الواضح مدى اتساع نطاق الهجوم الذي قد تكون إسرائيل في صدد التحضير له». وأشارت إلى أنّ «التوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهرٍ ضَغَطَ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ترامب لاغتنام ما تعتبره إسرائيل لحظة ضعف إيران أمام ضربة». فيما قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في تصريحات، إنّه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المفاوضات بين طهران وواشنطن.
الفرصة الأخيرة
وفيما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، انّ رئيس الأركان الإسرائيلي عبّر عن موقف متشدّد رافض لأي عمل عسكري إسرائيلي منفرد ضدّ إيران، قالت القناة i24 العبرية نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين قولهم، إنّه «على رغم من الخلافات الكبيرة بين الإيرانيين والأميركيين، فإنّ الإدارة الأميركية لا تتعامل حاليًا مع محادثات يوم الأحد في عُمان على أنّها محادثات الفرصة الأخيرة».
ولكن مع ذلك، يُقرّ مسؤولو الإدارة الأميركية بأنّ الإعلان الإيراني عن افتتاح منشأة تخصيب جديدة واستبدال أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو «يُعقّد الأمور». واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين، أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن إيران يثير القلق، وإنّ الولايات المتحدة تُراقب تطورات الوضع من كثب.
الوكالة الذرية
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتمد امس قراراً يدين «عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية»، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر ديبلوماسية عدة، انّه «أيّدت النص الذي أعدّته لندن وباريس وبرلين وانضمّت واشنطن إليهم، 19 دولة من أصل 35».
وردّت منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانيتان على هذا القرار ببيان مشترك جاء فيه: «أصدر رئيس المنظمة الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن»، مضيفا: «أنّ تدابير أخرى ستُعلن لاحقاً». وتعهّد وزير الخارجية عباس عراقجي «الدفاع عن حقوق الإيرانيين في الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة»، المقررة في مسقط الأحد. وقال: «سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني»، معتبراً أنّ «قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة طهران على خلفية عدم الامتثال لالتزاماتها، يزيد من تعقيد النقاشات».
وفي المقابل، دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى «الردّ بحزم» ومنع إيران من تطوير سلاح نووي. وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على «إكس»: «عملت إيران بشكل مستمر على عرقلة عمليات التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأخرجت مفتشين (...) ونظفت وأخفت مواقع يشتبه في أنّها غير معلنة في إيران». وأضافت: «كل ذلك يقوّض نظام منع الانتشار العالمي ويشكّل تهديداً وشيكاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
قلق لبناني
وفيما لبنان ينتظر ما ستنتهي اليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية الاحد المقبل، عبّرت مصادر ديبلوماسية في بيروت عبر «الجمهورية» عن قلقها من عواقب التصعيد في الملف الإيراني على الوضع اللبناني الذي يتصف أساساً بالتشنج. ورأت هذه المصادر أنّ لبنان قد يكون إحدى ساحات المواجهة بأبعادها السياسية والعسكرية. فإيران لها حليفها الأساسي «حزب الله»، وفي المقابل باتت لإسرائيل هوامش تحّرك واسعة بناءً على ما تضمنه اتفاق وقف النار الموقّع في تشرين الثاني الفائت. وأما الولايات المتحدة فتمسك بأوراق الأزمة اللبنانية بإحكام، وسيكون من دواعي القلق في لبنان أن تخوض المواجهة إلى جانب إسرائيل.
وتوازياً، توقعت المصادر أن يرفع الأميركيون، ومعهم الحلفاء الغربيون، لهجتهم إزاء أركان الحكم، على قاعدة المماطلة في معالجة ملف سلاح «حزب الله» والتزام الإصلاحات. وهذا ما سيظهر في الحراك المنتظر من الموفدين الأميركيين بين سوريا ولبنان قريباً.
عون يلتقي البابا
في هذه الأجواء سافر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون إلى روما في زيارة للفاتيكان، حيث سيستقبله البابا لاوون الرابع عشر اليوم في لقاء خاص، وفق التقليد المعتمد في العلاقة بين رؤساء الجمهورية والأب الأقدس، تنضمّ بعده السيدة الاولى وأفراد العائلة في لقاء عائلي لأخذ البركة البابوية..
وفي برنامج الزيارة محادثات سيجريها عون بعد لقائه البابا، مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة.
لودريان والفرصة
وبالتزامن، أشار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لبرنامج «عشرين 30» عبر قناة الـ«lbci» إلى انّ «أكثر ما يلفت إنتباهي أنّه من الآن فصاعدًا هناك دولة لبنانية وهي تعمل، لكن ليس بكل طاقتها بعد، واستعدنا شكلًا من أشكال الإستقرار الأساسي بعد سنوات متعددة من الجمود وعدم الكفاية وهذه قوة كبيرة. وأرى حكومة متماسكة ومتجانسة ومتحدة ولم أر ذلك منذ فترة طويلة في لبنان، فهناك شخصيات رفيعة المستوى وتتمتع بكفاية فنية عالية وعازمة على أن تكون على قدر الثقة التي منحها إياها الشعب اللبناني وهو أمر ضروري للغاية اليوم». وأكّد انّ «جميع من التقيت بهم يدعمون تجديد ولاية قوات اليونيفيل»، وقال: «نحن اليوم على طريق التعافي، لذلك من المهم أن يستمر بناء الثقة وأن تواصل السلطات الحكومية جهودها من أجل الإصلاح الجوهري، لأنّ على لبنان أن يدرك أنّه إذا لم يتمّ إصلاحه فستكون خطوة إلى الوراء». وشدّد على انّه «يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد».
وقال لودريان: «لا أرى كيف يمكننا الشروع في إعادة إعمار الجنوب إذا لا أمن في الجنوب وما لم يُحصر السلاح بيد الدولة، ووحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تتولى هذه المهمّة لضمان الأمن وتمكين إعادة الإعمار». وأضاف: «استمعت باهتمام إلى خطاب الرئيس عون في 9 كانون الثاني (الماضي) وتأثرت بإصراره على استعادة السيادة الكاملة للبنان وحصر السلاح بيد الدولة، هذان الالتزامان أُكّدا في البيان الوزاري لرئيس الحكومة، والتحدّي اليوم هو تطبيقهما، وفرنسا تدعم هذا التوجّه كلياً، ولدى لبنان اليوم فرصة ليؤكّد مكانته كبلدٍ يجدد نفسه في الشرق الأوسط. وهذا ما يسعى إليه مؤتمر باريس عبر دعم إعادة الهيكلة، شرط أن تبدأ بمبادرة القادة اللبنانيين وتضامنهم»، لافتاً إلى انّ «القلق الدولي هو الحرب في لبنان وطريقة الإستجابة هي التحرك بسرعة، لأنّ ما حدث في سوريا يمكن أن يكون أيضًا فرصة للبنان».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
لبنان والمنطقة أمام ساعات وأيام مصيرية
تهويل بحرب على إيران وأسئلة عن دور حزب الله؟
برّاك قريبا في بيروت «والعين» على مزراع شبعا!
في وقت ينتظر لبنان زيارة السفير الاميركي في تركيا توم برّاك الاسبوع المقبل، شهدت الساعات المقبلة خلطا للاوراق في الاولويات بعدما ادخلت الولايات المتحدة و «اسرائيل» المنطقة في دائرة من «الذعر»، حيث بلغت حرب الضغوط على ايران ذروتها. فمع انقضاء مهلة الشهرين التي وضعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب للمفاوضات النووية، وعشية الجولة السادسة في عمان الاحد، تمت فبركة سلسلة من الاتهامات لطهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبدأت تقرع «طبول الحرب» الاسرائيلية على طهران، بغطاء اميركي، وسط حديث عن 3 سيناريوهات محتملة، و48 ساعة حاسمة، فاما يكون التهويل جزءًا من الضغوط لاجبار طهران على التنازل في الجولة المقبلة، او تسمح اميركا «لاسرائيل» بتنفيذ ضربة عسكرية محدودة «لكسر» ارادة الايرانيين. اما الخيار الثالث، فهو السماح للاسرائيليين بضرب المنشآت النووية، وهو خيار سيدخل المنطقة في حرب مفتوحة تحرق «الاخضر واليابس».
لقاء بعبدا
في هذا الوقت، وقبل مغادرته الى الفاتيكان، حضر تاثير اندلاع الحرب المفترضة بالساحة اللبنانية في اجتماع بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وقائد الجيش رودولف هيكل في قصر بعبدا، واذا كانت الاوضاع الامنية في البلاد «الطبق» الرئيسي في اللقاء، ومهام الجيش في الجنوب، والعلاقة مع لجنة وقف النار، فان الرئيس حرص على الطلب من قائد الجيش ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية للامساك بالوضع الميداني في حال حصول تطورات اقليمية قد تكون خطرة بتداعياتها الداخلية.
ماذا سيفعل حزب الله؟
ووفق مصادر مطلعة، فان عددًا من السفراء الغربيين في بيروت كانوا مهتمين خلال الساعات القليلة الماضية بمحاولة الحصول على معلومات حيال رد فعل حزب الله في حال حصول مواجهة اسرائيلية –ايرانية، علما ان اجوبة المسؤولين اللبنانيين كانت مبهمة في ظل عدم وجود معلومات ملموسة حيال قدرات الحزب وجهوزيته بعد انتهاء الحرب الاخيرة، وكانت الاجابات غير حاسمة، مع ميل واعتقاد بان القرار السياسي لدى قيادة حزب الله هو بتجنب اي مواجهة الان، بدليل عدم الرد على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية واخطرها استهداف الضاحية مؤخرا، ما يفيد بان المقاومة تتجنب استدراجها الى معركة في توقيت لا يناسبها!
زيارة برّاك؟
في الانتظار، واذا لم تتدهور الاوضاع الامنية في المنطقة، ينتظر لبنان زيارة السفير الاميركي في تركيا توم برّاك الذي يتولى مهمة المبعوثة المقالة مورغان اورتاغوس قبل تولي السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى. برّاك المفترض ان يزور «اسرائيل» الاسبوع المقبل، سينتقل الى بيروت في مهمة مزدوجة. ووفق مصادر ديبلوماسية، فان الزيارة ذو شقين: الاولى سورية، حيث سيبحث ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، لكن الاكثر خطورة قد يكون بحث السيادة على مزارع شبعا، في ظل معلومات عن توجه سوري للاعلان انها تتبع للدولة السورية، ما سيؤدي الى نزاع يتجاوز الجغرافيا الحدودية الى مسألة الصراع مع «اسرائيل»، كما سيتم البحث في ملف النزوح، وكذلك ودائع السوريين في المصارف اللبنانية.
ربط الانسحاب بالسلاح؟
اما في الشق الاسرائيلي، فان برّاك سيكرر مطالبته لبنان التزام 1701 وخصوصا الشق المتعلق بسحب سلاح حزب الله، وسيؤكد ان الادارة الاميركية ترغب بالافعال لا الاقوال، وبعدها يمكن الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب ومعالجة التحفظات على الخط الازرق، وكذلك وقف الهجمات والاعتداءات على الارضي اللبناني، وقد يتغير جدول الاعمال، وحتى موعد الزيارة اذا ما ذهبت المنطقة الى المواجهة.
ساعات حاسمة
وفي هذا السياق، فان لبنان والمنطقة يمران بساعات وأيام مصيرية، قد يكون الجواب عن المرحلة المقبلة يوم الاحد او بعده لتحديد ماذا سيحصل تمامًا، وربما تتسارع الاحداث لتسبق هذا الموعد. وبالامس ابقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب مفتوحا امام الحرب عندما اكد إن «إسرائيل» قد تشنّ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا الى أن طهران قادرة على تجنب ذلك من خلال تقديم المزيد في المباحثات مع واشنطن، وعلى الرغم من تاكيده عدم رغبته بالحرب، وأوضح ترامب للصحافيين ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت إسرائيل ستشنّ ضربة «لا أريد أن أقول إن ذلك قريب، لكن ذلك يبدو أمرا قابلا للحدوث»! وفي تصريح لافت اكد السفير الأميركي في «إسرائيل» ان اي ضربة إسرائيلية لإيران دون ضوء أخضر من واشنطن هي احتمال ضعيف جدا...
الاستعدادات للضربة
من جهتها نقلت وسائل اعلام اميركية عن مسؤولين اميركيين قولهم»علمنا أن إسرائيل على أهبة الاستعداد لضرب إيران ونصحنا رعايانا بمغادرة المنطقة. وقالت محطة « سي بي إس» الأميركية انه تم إبلاغ مسؤولين أميركيين بأن إسرائيل مستعدة تمامًا لشن عملية ضد إيران، فيما اكدت هيئة البث الإسرائيلية ان التقديرات تفيد بأن الفجوات في المفاوضات بين واشنطن وطهران كبيرة ونستعد لكل السيناريوهات سواء التوصل إلى اتفاق مع إيران أو فشل المفاوضات». بدوره اكد مسؤول إسرائيلي للقناة 13 ان «اسرائيل» تنتظر محادثات الأحد وإذا كان رد إيران غير مقبول لواشنطن قد يتصاعد موقفنا بسرعة.
استغلال لحظة ضعف!
من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن إسرائيل تستعدُّ، فيما يبدو، لشنِّ هجوم قريبا على إيران. وقالت الصحيفة إن هذا التطور «قد يزيد من تأجيج الشرق الأوسط، وتعطيل أو تأخير الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسُّط في اتفاق لقطع الطريق على إيران لبناء قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة أن «من غير الواضح مدى اتساع نطاق الهجوم الذي قد تكون إسرائيل بصدد التحضير له». وأشارت إلى أن «التوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهر ضَغَطَ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ترامب لاغتنام ما تعدّه إسرائيل لحظة ضعف إيران أمام ضربة».
سيناريو التدهور
وفي الأيام الأخيرة، تسارعت التطورات التي اوحت بقرب الضربة العسكرية. فيوم امس عقد اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فييننا، واعلن ان ايران انتهكت التزاماتها الدولية بعدم نشر الاسلحة النووية. واشار الى ان هذا القرار خطر ويؤشر الى ان ايران اقتربت من الحصول على السلاح النووي. في المقابل، ردت طهران بالاعلان عن مناورة عسكرية مفاجئة، واعلنت انها ستفتتح مركزا جديدا للتخصيب، كما انها ستستبدل الجيل الاول للتخصيب في «فوردو» بالجيل السادس. ويوم الاحد، عقد الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجتماعا موسعا لمجلس الامن القومي والمسؤولين العسكريين والمسؤولين عن السياسة الخارجية في مقر كامب دايفيد وبشكل سرّي وبشكل لافت، يوم الاثنين الماضي، اتصل ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبحث الملف النووي الايراني، وعلى أثر هذا الاتصال بين ترامب ونتنياهو عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر اجتماعًا مغلقًا أيضًا. ويوم الاربعاء صدرت إنذارات وتحذيرات من الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع للديبلوماسيين والعسكريين في البحرين والعراق واسرائيل وغيرهم تسحب الديبلوماسيين والعسكريين وعائلاتهم من هذه الدول وتتخذ إجراءات في دول أخرى. في هذا الوقت، أكد الرئيس ترامب ان الوضع في الشرق الاوسط قد يتحوّل إلى خطر جدًا، لأن الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالحصول على السلاح النووي.
احتمالات الحرب ضعيفة؟
في المقابل، تقلل اوساط ديبلوماسية من احتمال اندلاع حرب شاملة، دون استبعاد حرب محدودة، وتشير الى غياب الوجود العسكري الاميركي المكثف في منطقة الشرق الأوسط عكس السنة الماضية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هجوم إسرائيل؟ وهل هي قادرة على تنفيذ الهجوم العسكري منفردة وتحمل تبعات الرد الإيراني؟ «فاسرائيل» تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأميركي، في مواجهة أي رد استراتيجي واسع النطاق من طهران. وكانت القوى الغربية التي كانت متمركزة في الشرق الأوسط هي التي واجهت بشكل رئيسي الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل في نيسان 2024 حيث تولت حاملات الطائرات والمدمرات الأميركية والفرقاطات الفرنسية والألمانية والبريطانية وكذلك المقاتلات اعتراض نحو 300 صاروخ ومسيرة ايرانية.
تراجع الحشد العسكري
وبالمقارنة، فإن الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال عام 2024، كان الأعلى من نوعه منذ الحرب الغربية على العراق عام 2003. فقد شهدت المنطقة حينها تمركز عدد كبير من السفن الحربية، من بينها حاملتا طائرات أميركيتان وأكثر من ست مدمرات وغواصات، وذلك في إطار الاستعداد لاعتراض أي هجوم صاروخي محتمل من إيران. أما الآن، فقد تقلص هذا الوجود بشكل ملحوظ لا سيما بعد الاتفاق الأميركي-اليمني الشهر الماضي؛ إذ لم يتبقَ، وفق خريطة التمركز التي نشرها المعهد البحري الأميركي، سوى حاملة الطائرات كارل فينسن المتمركزة في بحر العرب، ترافقها مجموعة قتالية تضم الطراد يو إس إس برينستون ومدمرتين هما: يو إس إس ستيريت ويو إس إس ويليام بي. لورانس. في المقابل، لا توجد حاليا أي سفن حربية أميركية أو أوروبية كبيرة في البحر الأحمر أو شرق المتوسط. وانطلاقًا من هذا التراجع في التمركز الحربي البحري، فإن أي تصعيد محتمل سيضع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أمام تحدٍ كبير.
لا نتائج حاسمة للهجوم
ومع ذلك، اسرائيل قادرة على شن هجوم بمفردها، لكن الهجوم لا يضمن نتائج حاسمة، فقد تكون المنشآت النووية الإيرانية محصّنة بعمق وموزعة جغرافيًا، كما أن الرد الإيراني سيكون مكثفًا. وبالتالي، حتى في ظل الدعم الغربي، فإن أي هجوم سيكون مقامرة استراتيجية، محفوفة بتداعيات إقليمية قد تشمل حربًا شاملة تمتد إلى الخليج وشرق المتوسط.
لودريان: السلاح مقابل الاعمار؟!
في هذا الوقت، اكد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حديث اعلامي ان جميع من التقى بهم يدعمون تجديد ولاية اليونيفيل»، وشدد على انه « يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد». وقال: «لا أرى كيف يمكننا الشروع في إعادة إعمار الجنوب إذا لا أمن في الجنوب وما لم يُحصر السلاح بيد الدولة ووحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تتولى هذه المهمة لضمان الأمن وتمكين إعادة الإعمار».
وزير الدفاع في الجنوب
داخليا ، وفي سياق تطويق ذيول الاحداث على «اليونيفيل»، دان وزير الدفاع ميشال منسى الاعتداءات على اليونيفيل التي» تخدم العدو الاسرائيلي» ، واكد « ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل»، وأمل أن» تنجح الجهود في ذلك». واشار الى ان» الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار». موقفه جاء خلال زيارته مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، في حضور عدد من ضباط «اليونيفيل» والجيش، وعقد اجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين «اليونيفيل « والأهالي التي تكررت في بعض البلدات.
«اليونيفيل» والاشاعات؟
من جهته، أكد المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تنينتي «أن هذه القوات تواصل دعم الجيش اللبناني، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان». وأضاف ، «أن الاستقرار في الجنوب هش، وبعض الأطراف تؤثر في تحركات «اليونيفيل»، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرك دون الحاجة الى الجيش اللبناني». وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور «اليونيفيل»، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس له من الصحة.
الوضع الميداني
ميدانيا، قام الجيش اللبناني بعملية تفتيش في حي الأميركان في الضاحية الجنوبية وكشف على احد المباني، وبعد 3 ساعات من الحفر في مبنى سبق واستهدفته قوات الاحتلال، لم يعثر على اي أسلحة... وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقا اسرائيليا لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم بإزاحة سواتر ترابية عن احد الطرقات المؤدية الى المنطقة. كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون، حيث سقط جريح، وسجلت غارة على بلدة قبريخا. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة. ومساء، شنت طائرة مسيرة غارة على النبطية.
وقفة احتجاجية للعسكريين
حياتيا، نظّم عدد من العسكريين المتقاعدين وقفة احتجاجية في محيط السراي الحكومي في بيروت، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية واستعادة حقوقهم المالية، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتناول خصوصًا المتقاعدين. وجاء التحرّك وسط إجراءات أمنية مشدّدة، في أجواء من الغضب والتصعيد.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
«احتراز لبناني» من احتمالات «حرب النووي».. ونصائح دولية بتوسيع سيطرة الدولة
التشكيلات الدبلوماسية أمام مجلس الوزراء الإثنين.. وسلام الى مؤتمر «حلّ الدولتين» في نيويورك
انشغل الوسط اللبناني الرسمي والسياسي بمتابعة ما يجري على صعيد التجاذب الواسع بين الولايات المتحدة الاميركية وايران على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي يتهم ايران بالسلبية، مما صعّد من وتيرة الاستعدادات للضربات، مع الدخول الاسرائيلي المباشر على خط التهديدات والوعيد.
ولعلّ مردّ المخاوف يتصل بانعكاس المبارزة الحاصلة، والحماس الاسرائيلي للتورط بها قبل واشنطن ما اذا كان ثمة انعكاسات على الوضع اللبناني، سواءٌ في الجنوب او الضاحية الجنوبية.
واكد مصدر رسمي لـ «اللواء» ان المشاورات بين المسؤولين التقت على «موقف احترازي»، خشية اندلاع الحرب بين طهران وواشنطن وتل ابيب على خلفية الملف النووي الايراني.
واكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الجهد الدولي منصب لبنانياً على توفير بيئة آمنة في الجنوب، بعد تيقن المجتمع الدولي من سيطرة الدولة بقواها الذاتية على المنطقة المرشحة للاعمار، وهنا ما يتطلب إلزام اسرائيل بوقف خرق وانتهاك القرار 1701.
لودريان والفرصة المتاحة
ورأى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ان اكثر ما لفت انتباهه ان هناك من الآن فصاعداً دولة لبنانية، وهي تعمل لكن ليس بكامل طاقتها بعد، واستعدنا شكلا من اشكال الاستقرار السياسي بعد سنوات عديدة من الجمود وعدم الكفاءة وهذه قوة كبيرة.
واشار: نحن اليوم على طريق التعافي لذلك من المهم ان يستمر بناء الثقة، وأن تواصل السلطات الحكومية جهودها من اجل الاصلاح الجوهري.
واكد ان لبنان اليوم امام فرصة ليؤكد مكانته كبلد يجدد نفسه في الشرق الاوسط وهذا ما يسعى اليه مؤتمر باريس عبر دعم اعادة الهيكلة شرط ان تبدأ بمبادرة وتضامن القادة اللبنانيين.
وتساءل: لا أرى كيف يمكننا الشروع في اعادة اعمار الجنوب اذا لا امن في الجنوب، وما لم يحصر السلاح بيد الدولة، وحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب ان تتولى هذه المهمة لضمان الامن وتمكين اعادة الاعمار.
وكشف لودريان ان جميع من التقاهم يدعم تجديد ولاية اليونيفيل لما لها من ارتباط وثيق بـ 1701 والتشكيك بدورها يعني التشكيك بالقرار نفسه، مما قد يفتح الباب امام خطر اندلاع حرب في الجنوب، واثبتت «اليونيفيل» فعاليتها، ومن الضروري الاعتراف بها واحترامها.
والحال، لم يطرأ اي تطور جديد في المشهد اللبناني بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ولقاءاته الرسمية والسياسية، بإنتظار تحديد موعد للجلسة التشريعية لإستكمال اقرار القوانين التي تواكب مسار الاصلاحات واستعادة عافية الدولة. فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري عند العاشرة من صباح الاثنين المقبل، لمناقشة جدول الأعمال ومنها التعيينات الديبلوماسية.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان التعيينات الدبلوماسية باتت ناضجة، وعرف منها المرجّحون للعواصم المهمة: تعيين احمد عرفة مندوبا للبنان في منظمة الامم المتحدة بدلا من السفير هادي هاشم الذي قد ينقل سفيرا الى ابوظبي بالامارات العربية المتحدة ما لم يتم اختيار غيره، وتعيين ندى حمادة من خارج الملاك سفيرة في واشنطن، وتعيين ربيع الشاعر سفيراً في باريس، وفرح بري سفيرة في لندن.
وغاب الحديث عن زيارة للبنان جرى الكلام عن انها ستتم الاسبوع المقبل للموفد الاميركي الخاص الى سوريا توماس باراك ولم تتبلغ الجهات الرسمية بعد اي طلب للزيارة او تحديد مواعيد. وبالتوازي افيد أن وزارة الخارجية اللبنانية لم تتبلغ بعد اي طلب لزيارة وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني، ولا تم تحديد موعد رسمي له والوفد المرافق، والتي يفترض ان تتم ردا على زيارات رئيس الحكومة نواف سلام ووفود عسكرية وامنية الى دمشق لإستكمال البحث في ترتيب الملفات العالقة.
الى ذلك، يغادر الرئيس سلام مساء الاثنين بعد جلسة مجلس الوزراء إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر «حلّ الدولتين» الذي نظمته السعودية وفرنسا برعاية الامم المتحدة لوقف الحرب في غزة وحل القضية الفلسطينية، وستكون له لقاءات مع عدد من زعماء او ممثلي الدول العربية وغير العربية، وقد يلتقي ممثلي مصر والسعودية وقطر والاردن الذين تأكد حضورهم المؤتمر الى غيرهم في حال تثبيت الحضور والمواعيد.
ونفى المكتب الإعلامي للرئيس سلام، ما ورد في موقع اخباري (الكلمة اون لاين) حول حصول لقاء بين الرئيس سلام والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، وقال: هو كلام مغلوط ومن نسج الخيال جملة وتفصيلا. فلم يحصل هكذا لقاء بين أي مسؤول من حزب الله والرئيس سلام بعد زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى السرايا الحكومية. كما أن ما يصوره المقال بأنه مضمون، فلم يحصل لا في هذا اللقاء المفترض ولا في أي لقاء سابق.
وفي اللقاءات السياسية، إستقبل الرئيس عون النائب ملحم الرياشي، موفدًا من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وعرض معه شؤونًا داخلية والوضع في المنطقة.
وحسب معلومات «اللواء» من مصادر «القوات»: الزيارة هي في سياق التواصل الدائم بين عون وجعجع والذي تتخالله اتصالات هاتفية، لعرض مختلف المستجدات المحلية وفي كل المواضيع الطارئة لا سيما عندما تكون هناك بعض الامور بحاجة الى مناقشة اعمق وتفصيلية مباشرة. وقالت المصادر: التنسيق مفتوح والعلاقة مستمرة لتبادل الافكار والآراء لا سيما حول عمل مجلس الوزراء، ووزراء القوات يتابعون مع الرئيس ايضا كل القضايا المطروحة.
وغادر الرئيس عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون ظهر امس، إلى روما في زيارة إلى الفاتيكان. وسيستقبل البابا لاون الرابع عشر يوم غد الرئيس عون في لقاء خاص وفق التقليد المعتمد في العلاقة بين رؤساء الجمهورية والأب الأقدس، تنضم بعده السيدة الاولى وأفراد العائلة في لقاء عائلي.
واطّلع رئيس الجمهورية قبل سفره من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، على الأوضاع الأمنية في البلاد، في ضوء التطورات الأخيرة في الجنوب واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
وكشف الناطق باسم «اليونيفيل» اندريه تيننتي ان لبنان ملتزم بصورة كاملة بتطبيق القرار 1701، والجيش يقوم بكل ما عمله لهذا الهدف، مؤكدا ان وجود قوات اسرائيلية داخل الاراضي اللبناني انتهاك سيِّئ ليس فقط للقرار الدولي، ولكن ايضا للسيادة اللبنانية، وقال: «نطلب من الجيش الاسرائيلي الانسحاب من كل نقاط التواجد حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار»، معتبراً ان انتهاكات اسرائيلية واضحة مقارنة بالانتهاكات على يد حزب الله ووجود الاسلحة في لبنان.
إدِّعاء في الضمان
قضائياً، ادَّعت مصلحة القضايا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بناءً على طلب المدير العام للصندوق د. محمد كركي، بجرم جزائي امام النيابة العامة المالية في بيروت، ضد مارون الدكاش، وعلى كل مَن يظهره التحقيق فاعلاً او مشتركاً او متدخلاً بالجرائم المرتكبة (تزوير، تحوير، وتلاعب).
مطلبياً، نفذ «حراك المؤهلين والمؤهلين الاول المتقاعدين» وقفة امام مسجد محمد الامين، ثم انتقلوا سيراً الى محيط السرايا الحكومية مطالبين بحقهم من المحروقات، وهي حقوق ثابتة، حسب المؤهل المتقاعد مهيب مراد والذي اكد على ثبات الحقوق بحكم صادر عن مجلس شورى الدولة، وادى التحرك الى زحمة سير في وسط بيروت.
وفي الجنوب، لم تتوقف استهدافات القوات الاسرائيلية للمواطنين، فليلاً افيد عن استهداف غارة اسرائيلية على طريق النبطية الفوقا دراجة نارية، ادت الى سقوط شهيد.
كما شنت طائرات اسرائيلية على مرتفعات جبل الريحان واحراج البيسارية وغارة على بلدة تبنا في اقليم التفاح.
وكانت غارة من مسيّرة معادية استهدفت دراجة نارية في دير سريان أدَّت الى اصابة شخص بجروح حسب مركز طوارىء وزارة الصحة اللبنانية وهو من بلدة زوطر الشرقية.كما شن الاحتلال غارة على بلدة قبريخا.
وألقت محلّقة اسرائيلية 5 قنابل متفجرة على مزرعة مواشي لأحد المواطنين في بلدة رامية ما ادى الى نفوق عدد من رؤوس الابقار والماعز وحصول اضرار في المزرعة.
وبعد ظهر أمس، تعرضت دورية للجيش اللبناني لرصاص قنص في بلدة راميا، من موقع جيش الاحتلال، بدون وقوع إصابات.كما سجلت عملية تمشيط لجيش الاحتلال الإسرائيلي في اتجاه أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا.
الى ذلك، أعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه في بيان، أنه بتاريخ 12 / 6 / 2025، ضمن إطار متابعة الوضع في الجنوب وإزالة خروقات العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان– «اليونيفيل» على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة شبعا – حاصبيا، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها في وقت سابق.
وأزالت قوة من الجيش اللبناني خرقا اسرائيليا لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم، بإزاحة سواتر ترابية عن احد الطرقات المؤدية الى المنطقة.
ولم تغب طائرات الاحتلال المسيّرة عن سماء الضاحية الجنوبية لبيروت معظم نهار أمس، وحلّقت ايضاً في اجواء القطاع الغربي لا سيما فوق دير قانون النهر ومعروب وجنانا في قضاء صور.
الى ذلك، أعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، في بيان، أنه بتاريخ 11/6/2025، تعرض ضابط وعسكريان في الجيش لإصابات طفيفة، نتيجة إنفجار ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي أثناء عملهم على نقلها لمعالجتها في منطقة عيناتا– بنت جبيل».
وافادت معلومات: ان الجيش اللبناني توجَّه نحو حي الاميركان في الضاحية الجنوبية للكشف على مستودعات أحد المباني المهدمة مسبقاً جراء العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، بطلب من لجنة الاشراف على قرار وقف اطلاق النار، التي تلقت بدورها طلباً من الاحتلال الاسرائيلي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الجيش بالكشف على المباني في الضاحية الجنوبية، حيث كشف مسبقاً على أحد المباني في المريجة والسان تيريز، بتوجيه من لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الصين تعرض تعزيز حضورها العسكري في قوات «اليونيفل» | قاسم: انكشاف أمني كبير تسبّب بخسائرنا
دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى التعامل مع المرحلة الراهنة بعقلية مختلفة جذرياً عن المرحلة السابقة. وقال إن المقاومة باقية، وإن الحزب دخل في ورشة كبيرة لإعادة تنظيم أموره، وترميم قدراته العسكرية.
كلام قاسم جاء خلال لقاء مع مشايخ وقارئي العزاء في إطار التحضير لأنشطة حزب الله لمناسبة أيام عاشوراء نهاية الشهر الجاري. وهو لقاء كان يعقده دورياً الأمين العام الراحل الشهيد السيد حسن نصرالله. وقد أكّد الشيخ قاسم على الثوابت العامة في طريقة التعامل مع المناسبة، معلناً أن المجلس اليومي سيقام في مجمع سيد الشهداء كما جرت العادة، وأنه ستكون هناك مسيرة عاشورائية في ختامه.
وقد تحدّث الشيخ قاسم مع الحضور من خلال الشاشة، وقال في كلمة مسجّلة، إنه طلب قبل الموعد أن تُجمع له الأسئلة من بعض الحاضرين وقدّم مطالعة سياسية حاول خلالها الإجابة عن الأسئلة الرئيسية. وقال إن ما حصل في الحرب مع العدو لم يكن أمراً عادياً.
وإن الأضرار والخسائر التي وقعت في صفوف المقاومة، دلّت على وجود انكشاف أمني كبير وخطير، وإن العدو عمل على خطط أمنية طوال 17 عاماً، وتوفّرت له فرص تحقيق خرق تكنولوجي ضخم، إلى جانب عمليات الجمع المعلوماتي، ما مكّنه من ضرب نسبة معينة من قدرات المقاومة.
وأضاف الشيخ قاسم أن ما سبق أن أعلنه حول بقاء المقاومة ليس شعاراً، بل هو قرار استراتيجي وأن العمل جارٍ الآن على قدم وساق من أجل إعادة ترميم هذه القدرات، وإعادة هيكلة التنظيم، وقال إن الحزب قطع شوطاً كبيراً في هذا السياق.
ودعا الشيخ قاسم إلى مغادرة كل وسائل العمل التي كانت موجودة في المرحلة السابقة، مشيراً إلى أن الحزب لن يتحدّث في هذه المرحلة عمّا يقوم به، وأنه سيلتزم الصمت حيال كل ما يقوم به على مستوى التنظيم والمقاومة.
كما تحدّث عن أن الأولوية اليوم للعمل الاجتماعي والثقافي.
وفي ما يتعلق بالعمل السياسي، لفت إلى أننا نعمل على تمرير هذه المرحلة الصعبة.
وأكد قاسم ان لجان التحقيق والتقييم تعمل بانتظام للوصول الى اجوبة عن كل ما حصل. ودعا الحزبيين والجمهور الى الصبر في هذه المرحلة.
وقد أجاب الشيخ قاسم عن أحد الأسئلة الموجّهة، الذي قال كاتبه: هل كان الحزب سيتّبع نفس الاستراتيجية التي يتّبعها اليوم، فيما لو كان السيد حسن نصرالله ما زال حياً، فأجاب بالتأكيد على ذلك، مشيراً إلى أن كل القرارات تُتخذ بإجماع القيادة والشورى في الحزب.
واستعرض بعض الجوانب السياسية التي تقررت في قيادة الحزب قبل استشهاد السيد حسن وتتعلق بحرب الإسناد.
«اليونيفل»: استنفار صيني
على صعيد آخر، لا يزال المسؤولون في لبنان منشغلين في الأنباء عن محاولات العدو تعقيد عملية التجديد لقوات الطوارئ الدولية لعام جديد.
وبينما استمرت الاتصالات على صعد أمنية وعسكرية وسياسية من أجل احتواء المشاكل التي تزيد وتيرتها بين قوات الطوارئ الدولية وأهالي القرى الجنوبية، تكثّف الدول المنخرطة في «اليونيفل» حراكها الدبلوماسي مع اقتراب موعد التجديد لمهمتها في نهاية آب المقبل. وفيما استأثرت أوروبا سابقاً بتوجيه بوصلتها، دخلت الصين على خط نادي المؤثّرين، مطالبة بتولّيها مراكز قيادية في «اليونيفل».
وبحسب المعلومات، فإن أي أوراق رسمية لم توضع بين يدي الجهات المعنية حول الاقتراحات الصينية، لكنّ التسريبات جاءت من مصادر القوة الصينية في الجنوب.
ويجري الحديث عن مساعي بكين، لاستغلال الأزمة المالية في موازنة القوات الدولية، من أجل عرض توفير تمويل إضافي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، لتعويض أي نقص ينتج من قرار أميركي بتقليص دعم المنظمة الدولية.
لكنّ الصين، تطالب في المقابل، بأن يتم تعزيز دورها في القوة المنتشرة في لبنان. وتردّد أن الصين طالبت بدور قيادي في بحرية «اليونيفل» إذا كان الأمر متعذّراً في قيادة الأركان والعمليات.
وتشير المعلومات إلى أن الصين تعرض إرسال قطع بحرية متطورة إلى سواحل لبنان، مصحوبة بمنظومة من المُسيّرات الاستطلاعية والرادارات التي تعزّز الدور الرقابي للقوات الدولية.
كما أشارت المعلومات إلى أن الصين مستعدّة لتعزيز قواتها التي تتشكّل من حوالي 500 جندي ينتشرون بين القطاعين الغربي والشرقي ويضطلعون بمهام لوجستية وطبية وإنسانية، علماً أن مشاركة الصين في «اليونيفل» بدأت عام 2008 من خلال فرق تخصّصت بشكل رئيسي في نزع الألغام ومعالجة الحروق. ولدى الكتيبة ثلاثة مراكز في الحنية وشمع وإبل السقي.
لكن يبدو أن الصين تواجه معارضة كبيرة، مصدرها الرئيسي الولايات المتحدة الأميركية، مع استنفار فرنسي وإيطالي وإسباني وألماني معارض بقوة لتعزيز الحضور الصيني في القوات الدولية.
مع الإشارة إلى أنه، منذ تعزيز القوات الدولية إثر العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، تداورت كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا على منصب قائد اليونيفل، باستثناء ولاية وحيدة أعطيت لإيرلندا. فيما استأثرت فرنسا بقيادة الأركان.
وبرغم عدم مشاركة أميركا في «اليونيفل»، لكنها تملك نفوذاً بالغاً من خلال تأثيرها في مجلس الأمن الدولي على قرارات ومهمات حفظ السلام. وبرغم مساهمة روسيا والصين في «اليونيفل»، لكن دون تولي أي منصب قيادي مؤثّر.
حتى إن إسرائيل وأميركا وحلفاءَهما عارضوا تولي شخصية مدنية روسية منصباً متقدماً في الشؤون السياسية قبل سنوات.
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تراجع قرع طبول الحرب… بانتظار مفاوضات الأحد وإيران تعلن جاهزيّتها للرد
ترامب: الحرب واردة لكنها غير وشيكة ونقترب من التوصل إلى اتفاق مع إيران
الوكالة الدولية بتحريض أوروبي تصعّد نووياً وطهران تردّ بمنشأة تخصيب جديدة
رغم التطبيل الواسع النطاق عربياً ولبنانياً للحرب الوشيكة، أملاً بخلق رأي عام ضاغط لتفاديها يمكن توظيفه بالضغط على قوى المقاومة في المنطقة، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وسائل الإعلام يعلن أن الحرب ليست وشيكة رغم أنها محتملة، معتبراً أن لا شيء قبل مفاوضات الأحد التي سوف تتم في موعدها، كاشفاً عن مفاوضات تجري قبل جلسة الأحد وعن قرب التوصل إلى اتفاق، وصفه بالجيد للغاية، مضيفاً أنه كان يريده أفضل، بما يوحي بتعديل ما طرأ على الطلبات الأميركية لم يجعل الأفضل ممكناً، داعياً إيران إلى فعل المثل بالتخلي عن شيء تملكه كما قال، ووفقاً لمصادر متابعة لمسار التفاوض فإن حشد كل أدوات الضغط، من قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التهديد الإسرائيلي الذي تحفل به وسائل الإعلام دون تصريح إسرائيلي رسميّ عن الاستعداد للحرب، يعني أن الانسداد لم يعُد هو الحاكم في المسار التفاوضيّ، وأن فرص إحداث اختراق تبدو قائمة لكنها تطال تنازلات جوهريّة يسعى كل طرف لحشد عناصر قوته لتفادي أن يقدّم النسبة الأكبر منها، ولهذا قرأت المصادر في الردود الإيرانيّة على التلويح بالحرب والتعامل مع قرار الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بلغة شديدة اللهجة، تعبيراً عن جولة خشنة من جولات الحرب الناعمة.
إيران ردّت على قرار الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بإعلان وضع منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم قيد العمل، وأبلغت الوكالة بذلك، كما ردّت على التهديد بالحرب الإسرائيلية بتأكيد استنفار قواتها ودفاعاتها والجاهزيّة التامّة للرد، وتحدّث المسؤولون الإيرانيون عن قرار التعامل مع أي ضربة إسرائيلية بصفتها حرباً أميركية إسرائيلية كاملة، ما يعني استهداف القواعد والمصالح الأميركيّة الواقعة في مدى النيران الإيرانية، إضافة إلى ضربات مدمّرة تطال كيان الاحتلال الذي توفرت عنه كنوز من المعلومات التي وفرها الإنجاز الاستخباري الأخير، وتعتقد مصادر دبلوماسية أن تطوراً في الموقف الأميركي من تخصيب اليورانيوم قد حدث ومهد للتقدم في مسار التفاوض الذي وصفه ترامب بالجيد للغاية، وأن النقاش يدور حول ضوابط للتخصيب والمواد المخصبة ينتظر فيه ترامب من إيران تقديم تنازلات كما قال، ولم تستبعد المصادر أن تكون هناك مشاركة روسية ضمنية للمساعدة على الحلول وتنفيذها، كما لم تستبعد أن يكون الضغط الأوروبي عبر وكالة الطاقة الذرية سعياً لحجز مقعد في قطار الاتفاق الجديد.
بينما خطفت الأضواء مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإجراءات التي اتخذتها بلاده في المنطقة تحسباً لردات فعل إيرانية إذا تعرّضت طهران لضربة عسكرية إسرائيلية، يواصل لبنان التخبّط في الملفات الشائكة التي تحاصره من كل جانب وسط ترقب تداعيات توتر أميركي إسرائيلي – إيراني محتمل على لبنان، في ضوء استمرار العدو الإسرائيلي باعتداءاته اليومية على الجنوب والبقاع والضاحية.
وتنتظر الساحة السياسية زيارة توماس برّاك سفير واشنطن في تركيا والمكلف ملف سورية، إلى لبنان، وما سيحمله من ملفات ورسائل للحكومة اللبنانية، تتعلّق بسلاح حزب الله وموضوع التفاوض بين لبنان و”إسرائيل” حول الحدود وملف الإصلاحات.
ووفق معلومات “البناء” فإن الموفد الأميركيّ براك سيحلّ بديلاً عن المبعوثة الأميركيّة مورغن أورتاغوس حتى يتمّ تسليم السفير الأميركي الجديد في لبنان اللبناني الأصل ميشال عيسى. وتشير المعلومات الى أن توم براك سينقل رسالة الإدارة الأميركية للبنان وسيستطلع من المسؤولين في الدولة اللبنانية ما أنجزوه على صعيد الملفات الأساسية لا سيما تطبيق القرارات الدولية وبخاصة القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار وملف حصريّة السلاح وإنهاء السلاح غير الشرعيّ في لبنان لا سيما في المخيمات الفلسطينية، إضافة الى ملف الحدود الجنوبية والشرقية، والإصلاحات المالية والنقدية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ودعم الجيش اللبناني.
واستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون النائب ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه شؤوناً داخلية والوضع في المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة. كما استقبل الرئيس عون الوزير والنائب السابق غازي العريضي وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع السياسية الداخلية والتطورات الخارجية الراهنة.
ووفق معلومات “البناء” فإن جهات سياسية داخلية بالتنسيق مع لوبيات ضغط خارجية في الولايات المتحدة تعمل على تحريض الإدارة الأميركية ودول أوروبية وعربية على رئيس الجمهورية والضغط عليه لوضع مهلة لنزع سلاح حزب الله، وقد بدا ذلك بتصريحات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي الحاليين والسابقين وسياسيين في الحزب الديمقراطي الأميركي وإعلاميين أجانب وعرب معروفين بارتباطهم بـ”إسرائيل”، بموازاة حملة على الحكومة والعهد على مواقع التواصل الاجتماعيّ يشارك بها مناصرو القوات اللبنانية.
في غضون ذلك، وفيما علمت “البناء” أن الإشكالات بين أهالي بعض القرى الجنوبية ووحدات من قوات اليونيفيل قيد المعالجة ويصار الى وضع آليات ميدانية عملية بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتفادي الإشكالات، زار وزير الدفاع ميشال منسى مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، بحضور عدد من ضباط اليونيفيل والجيش، وعُقد اجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين اليونيفيل والأهالي التي تكررت في بعض البلدات.
وأدان منسى الاعتداءات على اليونيفيل التي “تخدم العدو الإسرائيلي”، وأكد “ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل”، وأمل أن “تنجح الجهود بذلك”. وأشار الى أن “الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار”.
بدوره، أكد المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تنينتي “أن قوات اليونيفيل تواصل دعم الجيش اللبناني”، مطالبًا إسرائيل بـ”الانسحاب من جنوب لبنان”. وأضاف في حديث تلفزيوني، “أن الاستقرار في الجنوب هش، وبعض الأطراف تؤثر على تحركات اليونيفيل، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرّك دون الحاجة للجيش اللبناني”. وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور اليونيفيل، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس لها من الصحة.
وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل توجهه الى الفاتيكان قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على الأوضاع الأمنية عموماً وفي الجنوب خصوصاً في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
وأشار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في حديث عبر الـ»LBCI»، الى أن “التشكيك بدور اليونيفبل تشكيك بـ1701، وللبنان فرصة لتأكيد مكانته في الشرق الأوسط”. وقال: “يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد”. وأضاف “احتكار السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة وتنفيذ هذا المبدأ يقع على عاتق سلطات الدولة وأنا أؤيد نهج الرئيس عون بشكل كامل فهو يجمع بين العزم والحذر، وهذا ما يُفترض أن يميز دور رئيس الجمهورية”.
ولفتت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” الى أن العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على لبنان ويخرق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار بتواطؤ لجنة الإشراف الأميركية – الفرنسية، الى درجة إحراج الدولة اللبنانية رغم أن الحكومة والعهد الجديد تشكّلا تحت الرعاية الأميركية والدولية، وأوضحت الجهات أن الحرب لم تنتهِ بل توقفت من طرف واحد والضربات اليومية الإسرائيلية تؤكد أننا لا زلنا في حالة حرب من جانب “إسرائيل” فيما الدولة اللبنانيّة التي تعهّدت للأميركيين تنفيذ التزاماتها بتطبيق القرار 1701 في جنوب الليطاني لم تستطع بالخيار الدبلوماسي والعلاقات الدولية إلزام “إسرائيل” بالانسحاب من تلة أو نقطة واحدة فكيف بانسحابها الى الحدود الدولية ووقف العدوان والخروقات وإعادة الأسرى وفرض إعادة الإعمار؟
وشدّدت الجهات على أن “لبنان طبق معظم التزاماته بموجب القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار لا سيما في جنوب الليطاني، لكن العدو لم يطبق ولا واحد في المئة من التزاماته وفق القرار، فكيف يطلبون من المقاومة تسليم سلاحها فيما يستمر الإسرائيلي بالاحتلال والعدوان والحرب والقتل والنسف ويهدّد بالاجتياح إلى الليطاني والأولي؟
وإذ لفتت الجهات الى أن المقاومة مستمرة بموقفها حتى الآن بالوقوف خلف الدولة وخيارها الدبلوماسي وتسهيل دور الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حذرت من أن نتنياهو يريد استفزاز حزب الله لجره الى الرد ويكون ذريعة لشن حرب أوسع على لبنان لتنفيذ مخططات لا علاقة لها بسلاح حزب الله، بل بالمشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة امتداداً لما يحصل في سورية، ولفتت الجهات رداً على تهديدات العدو بأنه “لو كانت تستطيع “إسرائيل” اجتياح لبنان لكانت فعلت خلال الحرب”، مؤكدة أن المقاومة مستعدة وستقف الى جانب شعبها وجيشها لمواجهة أي اجتياح اسرائيلي.
ووصفت الجهات لجنة الإشراف بـ”شاهد الزور”، وما يقال عن حرية حركة للإسرائيلي لا يمتّ للواقع بصلة، موضحة أن أزمة لبنان ليست بالسلاح بل بالاحتلال والفساد والتدخلات الخارجية والحصار الأميركي للبنان.
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أن الاعتداءات الصهيونيّة المتواصلة على لبنان وفلسطين، وما يرافقها من تدمير وقتل يومي، تكشف الطبيعة الإجراميّة لهذا الكيان الذي يضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والاتفاقيات الدولية.
وقال جشي: “لولا المقاومة لكان شارون وأتباعه لا يزالون يقبعون في القصر الجمهوريّ اللبنانيّ، ولولاها لما كنّا ننعم اليوم بسيادة واستقلال، جميع اللبنانيين مدينون للمقاومة وأبطالها وشهدائها، ومن ينكر ذلك فهو معاند ومصاب بالعمى”.
وردًا على بعض الأصوات الداعية للتخلي عن سلاح المقاومة، سأل جشي: “في ظل الاعتداءات اليومية على سيادة بلدنا ومواطنيه وأرزاقهم، ما البديل الذي تطرحونه لردع العدو؟ إذا كان الرهان على القرارات الدولية والعلاقات الخارجية، فإن الحكومة اللبنانية تحظى اليوم بتأييد عربي وخليجي ودولي غير مسبوق، ورغم ذلك فإن الاعتداءات مستمرة يوميًا”. مؤكدًا، أن التخلي عن المقاومة دون بدائل فعلية وقوية لردع العدو هو كلام يفتقد للمنطق والعقل، والحل يكمن في بناء دولة قوية وعادلة، بجيش مسلح وقادر، وإقامة معادلة تقوم على الردع لحماية الوطن والمواطنين.
وصعّد العدو الإسرائيلي من عدوانه أمس، من خلال سلسلة غارات على مناطق متعدّدة من الجنوب الى البقاع، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن “الغارة التي شنّتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على دراجة نارية في بلدة دير سريان أدّت إلى إصابة مواطن بجروح”. كما أعلن عن “إصابة مواطن بجروح في غارة شنها العدو الإسرائيلي واستهدفت سيارة في بلدة برج قلاويه قضاء بنت جبيل”.
وأغار الطيران الإسرائيلي ثلاث مرات مستهدفاً أطراف بلدة البيسارية – تبنا، وأغار مستهدفاً على دفعتين منطقة الريحان والزغرين.
وزعمت إذاعة جيش الاحتلال، بأن “سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان”. كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون وغارة على بلدة قبريخا. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة.
وتوجّه الجيش اللبناني نحو حي الأميركان في الضاحية الجنوبية للكشف على أحد المباني. وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقاً إسرائيلياً لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم بإزاحة سواتر ترابيّة عن أحد الطرقات المؤدية الى المنطقة. كما عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة شبعا – حاصبيا، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها في وقت سابق”.
كما تعرّضت دورية للجيش اللبناني لرصاص قنص في بلدة رامية من موقع قوات الجيش الإسرائيلي.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
تباطؤ «حزب الله» بتسليم سلاحه يدخل لبنان في جمود سياسي
سلام قريباً إلى نيويورك لمواكبة الاتصالات للتجديد لـ«يونيفيل»
تخشى مصادر سياسية من دخول لبنان في مرحلة جمود سياسي، يبقى تحريكها معلقاً على تجاوب «حزب الله» مع مطلب تسليم سلاحه ضمن جدول زمني مريح، بدلاً من أن يُلزم نفسه بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول الملف النووي. وهذا ما أخذ ينعكس سلباً على الاتصالات التي تجريها فرنسا تحضيراً لاستضافة «مؤتمر أصدقاء لبنان» الذي سيُخصص لإنشاء صندوق مالي لإعادة إعمار البلدات المدمرة في الحرب الأخيرة.
وتشير إلى أن شروط انعقاد ذلك المؤتمر ليست متوافرة حتى الساعة، لأن الدول النافذة المدعوة للمشاركة فيه تشترط للحضور حصرية السلاح بيد الدولة باعتبارها أولوية، ثم إعادة هيكلة القطاع المصرفي، «ومن دون وضع الأمرين على سكة التطبيق لا يمكن تأمين النصاب الدولي لانعقاده».
ويقول عدد من النواب الذين التقوا الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إن مهمته لم تعد تقتصر على استكشاف الأسباب التي تحول دون إنجاز الإصلاحات المالية بدءاً بإعادة هيكلة المصارف، بعد أن أضيف إلى جدول أعماله، بناء لرغبتهم، بندان هما سحب سلاح «حزب الله»، ووقف الاعتداءات على قوات الطوارئ الدولية المؤقتة «يونيفيل» في جنوب الليطاني مع اقتراب موعد التجديد لها.
استثمارات وحصرية السلاح
ويؤكد هؤلاء النواب لـ«الشرق الأوسط»، أن لودريان حذّر من إضاعة الفرصة المتاحة للبنان للنهوض من أزماته، مع توجّه معظم الدول الأجنبية والعربية إلى سوريا لمساعدة الرئيس أحمد الشرع، والاستثمار فيها. ويقولون نقلاً عنه: «إن هذه الاستثمارات من شأنها أن تأتي على حساب حصة لبنان منها لتنشيط الدورة الاقتصادية».
ويلفت هؤلاء إلى أن لودريان يرى «أنه لا مصلحة للبنان في أن يتراجع الاهتمام الدولي به، لما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على التحضيرات لاستضافة باريس مؤتمر أصدقاء لبنان، خصوصاً أن الدول المدعوّة لحضوره تتريّث في تلبية الدعوة، وتربط موافقتها (أيضاً) بالتطورات المتسارعة في المنطقة، وما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية-الإيرانية».
ويضيف النواب أن الموقف الفرنسي من حصرية السلاح بيد الدولة على قاعدة سحب سلاح «حزب الله» بدأ يتقدم، لكنه أقل حدّة من الموقف الأميركي الذي يتقاطع مع مواقف مماثلة لعدد من الدول العربية والأوروبية، ويؤكدون إعطاء الأولوية لحصرية السلاح على الإعمار، بخلاف ما يطالب به الحزب الذي هو في حاجة إليه، لتبرير دخوله في حوار حول سحبه.
سحب سلاح الحزب
وفي هذا السياق، ينقل نواب عن دبلوماسي غربي، فضّل عدم ذكر اسمه، قوله بأن لبنان بات مُلزماً بوضع جدول زمني لسحب سلاح الحزب، لأنه من غير الجائز عدم وضع خطة لاستيعابه من قبل الدولة بعد انقضاء 8 أشهر على الاتفاق الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار في الجنوب، بصرف النظر عن تمرد إسرائيل على الالتزام به، في مقابل تقيُّد لبنان ومعه «حزب الله» بحرفيته.
ويؤكدون أن الجدول الزمني لسحب سلاح الحزب ليس مقيداً بفترة زمنية قصيرة لحشره في الزاوية، وإنما بمهلة تتيح لقيادته التكيف معه، شرط أن تتجاوب على وجه السرعة مع دعوة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للحوار لإدراجه ضمن استراتيجية أمن وطني للبنان. ويدعون الحزب للخروج من لعبة شراء الوقت ليكون في وسعه أن يتخذ قراره، على إيقاع المفاوضات الأميركية - الإيرانية.
ويرى هؤلاء، نقلاً عن الدبلوماسي الغربي، أنه لا مصلحة في رهان «حزب الله» على عامل الوقت، ولم يعد أمامه من خيار سوى انخراطه بمشروع الدولة، وقبول حصرية السلاح بيدها. ويحذرون من تماديه في محاولة كسب الوقت، مع مواصلة إسرائيل، بغياب الضمانات الأميركية للبنان، ملاحقة ناشطيه، والإغارة على الجنوب، والبقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، مدّعية أنها تستهدف مواقعه لتخزين السلاح.
ويدعو هؤلاء للتهيُّؤ منذ الآن للتجديد لـ«يونيفيل» على أساس «الإقرار بحرية التحرك لوحداتها في جنوب الليطاني، وعدم التعرض لها من قبل الحزب»، ويؤكدون أن باريس تتزعم الدعوة لتحريرها من القيود الحزبية، في مقابل تبني الولايات المتحدة الأميركية لموقفها، مع تعديل يقضي بخفض عددها، بعد تراجع مساهمتها المالية في الموازنة السنوية للمؤسسات التابعة للأمم المتحدة.
سلام إلى نيويورك
ويتوقف النواب أمام استعداد رئيس الحكومة نواف سلام للتوجه الثلاثاء المقبل إلى نيويورك للمشاركة في المؤتمر الذي دعت له فرنسا والمملكة العربية السعودية، لتأييد حل الدولتين كأساس للشروع في وضع حد للمواجهة الدموية بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويؤكدون أن وجوده يشكل مناسبة للبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التجديد لـ«يونيفيل»، ويجزمون بأن لبنان يتمسك ببقائها كونها تشكل أعلى مرجعية دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار 1701، وأن المطلوب من «حزب الله» الإعلان صراحة عن استعداده لتوفير الحماية لها بمنع محازبيه، أو من يعول عليهم، من استهدافها، وهي التي تؤازر الجيش اللبناني في تحركه لبسط سلطة الدولة على الجنوب حتى الحدود الدولية.
لذلك، يُخشى من دخول لبنان في مرحلة من الجمود السياسي، وتفاديها يكمن في الإعداد لتقديم أوراق اعتماده إلى المجتمع الدولي للإبقاء على اهتمامه به لمساعدته للخروج من أزماته، وتلك الأوراق تبقى ناقصة ما لم تكن مدعومة بجدول زمني مريح لسحب سلاح الحزب، وإلا فإن الأنظار تبقى مشدودة للانفتاح على سوريا.
وعليه، فإن التباطؤ بسحب سلاح الحزب قد يكون وراء تردد البنك الدولي في حسم موافقته على إقراض لبنان، بشروط ميسرة، مبلغاً وقدره 250 مليون دولار لتأهيل البنى التحتية، وإن كان سيتخذ قراره النهائي، كما وعدت إدارته، في نهاية الشهر الحالي، من دون أن تُغفل عدم ارتياحها لتباطئه في الإفادة من قروض ميسرة مقدارها 700 مليون دولار تخصص لتنفيذ مشاريع إنمائية في عدد من المناطق، متذرعة بأن الحكومات المتعاقبة أعدت مشاريع قوانين لتنفيذها، وهي لا تزال تنتظر إقرارها من قبل المجلس النيابي، مع أنها تسأل ما إذا كان صرف القرض سيخضع للتجاذبات التي تطغى على المنطقة بانتظار ما ستتوصل إليه المفاوضات بين واشنطن وطهران؟
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
تصعيد إقليمي خطير وجولة الأحد فرصة أخيرة قبل ضرب إيران
تغلي منطقة الشرق الاوسط، ويسود الترقب الشديد قبل الساعات التي تفصلنا عن الاجتماع المرتقب في مسقط والمتعلق بالمفاوضات الايرانية الأميركية.
فحركة الاتصالات تتسارع بوتيرة عالية لاحتواء اي تصعيد عسكري اقليمي محتمل، والضبابية في المشهدية السياسية ما زالت المسيطرة في انتظار اللقاء الحسم بعد غد الأحد.
وبحسب المراقبين الدوليين والمتابعين لمجريات المفاوضات فإن الخامس عشر من الجاري سيكون ربما الفرصة النهائية المتاحة لإيران القبول بالشروط الاميركية، خصوصا وان الإدارة في واشنطن تحاول الضغط على حلفاء ايران في المنطقة وذلك للقبول بالشروط المطلوبة لاسيما في مسالة تخصيب الاورانيوم…
«فالنار المتاججة تحت الرماد» كما وصفها سفير اميركي سابق شغل منصبا في لبنان، لا بد ان تظهر وتحرق من حولها او تخمد وتختنق تحت الرماد وتموت.
الا ان الديبلوماسي شكك في اندلاع حرب اقليمية في الشرق الاوسط، وقال نامل ان تتجه الامور نحو الحلول، لان لا مصلحة لإيران الدخول في حرب اقليمية – دولية، وعقوبات اقتصادية أهلكتها، وسط مطالب دولية ملحة داعية الى ضرورة التخلي عن تخصيب الاورانيوم.
في المقابل، لا تبدو ان الإدارة الأميركية غافلة العين عن لبنان، على الرغم من انزعاجها في كيفية مقاربة المسؤولين لملف السلاح والتباطؤ بايجار الحلول لذلك.
وفي هذا الإطار، اكدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ان السفير الأميركي في تركيا والمكلّف بالملف السوري توم براك، سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري، ويبحث مع المسؤولين ملفات متنوعة وجديدة ابرزها المراحل التي قطعت لتطبيق القرار 1701 لا سيما مسألة سحب السلاح عند الليطاني جنوبا وشمالا، مسألة عودة النازحين السوريين، ترسيم الحدود البرية بين البلدين والفلتان الحاصل عند المعابر غير الشرعية، اضافة الى المساعدات العسكرية المقدمة الى الجيش اللبناني.
وقالت المراجع اعلاه ان المواضيع المتعلقة بإنجاز الإصلاحات وما حققته الحكومة في هذا المجال، اضافة الى الخطط الاقتصادية والمصرفية والمدرجة في خطة التعافي الاقتصادي، والاتصالات التي قطعت في مراحلها الديبلوماسية والمتعلقة بسلاح «حزب الله»، كل ذلك سيحملها مستشار الرئيس الاميركي مسعد بولس الى لبنان، وستكون زبدة لقاءاته مع المسؤولين تلك العناوين.
ونقلت المصادر عن مسؤولين في الإدارة الأميركية ان لبنان ما زال يفوت عليه الفرص الناجعة لانقاذه، وهو في هذا الاطار لا يقوم بتطبيق القرار١٧٠١ كما هو، لاسيما البند المتعلق بتسليم سلاح حزب الله، ويعطي الطرف الآخر ذريعة له للاعتداء على ارضه، على الرغم من ان واشنطن تدرك جيدا ان هناك تلال خمس ما زالت محتلة من قبل، إسرائيل وهي تقوم باتصالات ومشاورات معها للتخلي عنها والانسحاب منها.
وغمزت المصادر من زاوية إعادة الاعمار، وقالت إن جهات دولية واوروبية اجرت مشاورات ودخلت على خط التفاوض مع أميركا بهدف فصل موضوع السلاح عن مسألة الاعمار، الا ان اميركا متمسكة بموقفها الثابت والمتلازم بسحب سلاح حزب الله مقابل الإفراج عن المساعدات الإقتصادية اللازمة.
وكشفت المصادر ان دولا خليجية لا سيما السعودية تؤيد الموقف الاميركي في هذا المجال وهي اكدت أنه لا يمكن لها الاستثمار في لبنان أو المساعدة في اعادة الاعمار ما دامت الحكومة عاجزت عن فرض سيطرتها وقوتها على كامل التراب اللبناني.
**********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
المنطقة على فوهة بركان ومخاوف على لبنان من تضييع الفرصة التاريخية
تسليم السلاح الفلسطيني في موعده و"اليونيفيل" بين التقييد والتفويض
من الواضح أن المنطقة بأكملها على صفيح ساخن، قد ينفجر في أي لحظة وينذر بضربة إسرائيلية محتملة لإيران، كما هو واقع الحال في لبنان، الذي بات بدوره تحت الضغط الدولي المتسارع الذي بدأ يلمس مماطلة في تسليم السلاح غير الشرعي ومواربة في الشروع بورشة الإصلاحات.
التطور الدراماتيكي الحاصل، سرّع في وتيرة الأحداث على نحو ينذر بتحول نوعي في مشهد الصراع الإقليمي، خصوصاً بعد المواقف الأميركية التي نقلها الرئيس دونالد ترامب في مؤتمر صحافي، طالب من خلالها طهران بتقديم تنازلات في ما يتعلق بالمفاوضات حول برنامجها النووي، ومؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس وشيكاً ولكنه قوي ومحتمل.
وفي انتظار السباق المحموم بين الجولة السادسة المرتقبة من المحادثات الإيرانية الأميركية في مسقط، وإعلان مسؤولين أميركيين أن إسرائيل على أهبة الاستعداد لضرب إيران، واصلت الأخيرة التصعيد على لسان رئيسها مسعود بزشكيان مؤكداً بناء منشآتها النووية إذا دمرت.
إذاً، وفيما ترقص إيران على حافة الهاوية، ويقف العالم على حافة سيناريو بالغ الخطورة قد يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، تلفت مصادر دبلوماسية لـ «نداء الوطن» إلى أن إسرائيل لم تحصل بعد على الضوء الأخضر لضرب إيران في انتظار ما سينجم عن الجولة السادسة من المفاوضات والتي تبدو متعثرة. أضافت المصادر، إن الضربة الإسرائيلية ستكون حاسمة ولن تقتصر على المنشآت النووية ومراكز تخزين الصواريخ، بل ستشهد عمليات اغتيال على غرار ما حصل في غزة ولبنان.
سيناريو غزة
في الانتظار، تتواصل الرسائل الخارجية التي يتلقاها لبنان، ومفادها تلقف الفرص الذهبية المتاحة لإنجاز الملفين السيادي والإصلاحي. فما سمعه لبنان من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بضرورة قيام الدولة وفرض سيادتها على كامل أراضيها، سيسمعه من الموفد الأميركي توم براك الذي وبحسب مصدر في بعبدا سيزور لبنان الأسبوع المقبل، في إطار جولة تهدف إلى تقييم المستجدات السياسية والأمنية.
وفي هذا السياق أكدت مصادر أميركية، أن زيارة براك ستكون حاسمة وحازمة وستحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية عدم حصر السلاح غير الشرعي، عدم حظر القرض الحسن، والاستعداد للشروع في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل».
تضيف المصادر الأميركية، إن لبنان في طريقه لتبديد الفرصة التاريخية المقدمة إليه. والإدارة الأميركية تحدثت مع مسؤولين لبنانيين عن تكرار سيناريو حرب غزة في لبنان في حال عدم تسليم السلاح غير الشرعي.
تسليم السلاح الفلسطيني
من جهة أخرى، شدّدت مصادر متابعة على أنّ الموعد المحدّد يوم الإثنين 16 حزيران لبدء جمع السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت، لا يزال قائماً كما هو مخطّط وفقاً للجدول الزمني الذي وضعته اللجنة الفلسطينية - اللبنانية، حيث يتوقع أن تتمّ العملية بكل سلاسة، تمهيداً للانتقال إلى المخيمات الباقية خارج العاصمة.
في المقابل، لا تزال تفاصيل كثيرة غامضة، وما يثير ريبة الفصائل الفلسطينية هو غياب أي تواصل رسمي حتى الآن معها لتبيان هيكلية التسليم، وفقاً لمصدر فلسطيني مقرب من حركة «حماس».
تقويض الـ 1701
وفيما لا يزال دوي الصفعة التي سددها «حزب الله» لقوات «اليونيفيل»، يتردد محلياً وخارجياً، شدد مصدر دبلوماسي رسمي في وزارة الخارجية الفرنسية لـ «نداء الوطن»، على ضرورة تأمين حرية الحركة لقوات «اليونيفيل». واعتبر أن هذه النقطة ليست فقط مطلباً ميدانياً، بل تعكس موقفاً سياسياً رافضاً لمحاولات تقييد عمل هذه القوة. وبالتالي فإن فرنسا تعتبر أن أي قيد على تحرك «اليونيفيل» يقوض تنفيذ القرار 1701.
تصريح المسؤول الفرنسي لـ «نداء الوطن» يربط بين استقرار جنوب لبنان والأمن الإقليمي، بما يشمل لبنان وإسرائيل والمنطقة ككل. هذا الربط يبرز خشية فرنسا من أن يؤدي انفلات الوضع إلى نزاع إقليمي أوسع.
المصدر الرسمي أراد من خلال كلامه الإشارة، إلى أن فرنسا تعد نص مشروع تجديد عمل «اليونيفيل»، وتقوم بالاتصالات اللازمة مع الشركاء الدوليين لضمان حصول توافق عام على بنود قرار التجديد.
وفي هذا السياق، يتواصل التنسيق بين الجيش و «اليونيفيل» لإزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة شبعا – حاصبيا.
وسجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون حيث سقط جريح من سكان زوطر الشرقية. كما توجه الجيش اللبناني بعد ظهر أمس نحو «حي الأميركان» في الضاحية الجنوبية للكشف على أحد المباني.
دعوة رسمية إلى البابا لزيارة لبنان
في هذا الوقت يواصل رئيس الجمهورية جوزاف عون زياراته إلى الخارج، في محاولة لإعادة لحمة لبنان بمحيطه العربي والدولي. فقد وصل أمس الرئيس عون واللبنانية الاولى نعمت عون، إلى الفاتيكان على أن يلتقي البابا لاوون الرابع عشر اليوم، بالإضافة إلى محادثات يجريها مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وخلال لقائه بقداسة البابا تشير المصادر إلى أن الرئيس عون سيوجه للبابا دعوة رسمية لزيارة لبنان حين تسمح له الظروف بذلك لما تحمله هذه الزيارة من رسائل دعم للاستقرار اللبناني الداخلي وتعزيز الحضور المسيحي فيه.
زيارة الرياشي ممتازة
وقبيل مغادرته بيروت كان الرئيس عون قد استقبل النائب ملحم الرياشي موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وعرض معه شؤوناً داخلية والوضع في المنطقة. مصادر سياسة متابعة، وصفت الزيارة بالممتازة وأكدت التلاؤم بين مواقف الرئيس عون و-«القوات اللبنانية» في مختلف الملفات العالقة. وأكدت المصادر احترام «القوات» لأسلوب رئيس الجمهورية في معالجة الملفات وتدوير الزوايا.
حسم التشكيلات الدبلوماسية
داخلياً أيضاً، وفي انتظار انفراجة في ملف التعيينات القضائية العالقة، والتي لا تزال بحاجة إلى المزيد من الوقت والمشاورات بين الأطراف المعنية، تتجه الأنظار إلى جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، حيث أكدت مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن» أنّ الأسماء حسمت بالنسبة إلى ملف التشكيلات الدبلوماسية المطروح على جدول الأعمال، ولا يرجح أن تكون هناك عراقيل، خصوصاً بالنسبة إلى الأسماء المقترحة لتولي مناصب في العواصم الكبرى.
قضائياً، يمضي المحقّق العدلي طارق البيطار، في استجواباته في قضية انفجار مرفأ بيروت، وتلفت مصادر لـ «نداء الوطن» إلى أن النائب غازي زعيتر، سيستعيض عن حضور جلسة التحقيق المقررة اليوم أمام البيطار بتقديم وكيله القانوني مذكرة وجاهية يكرر فيها الملاحظات ذاتها بحجة أن النص الدستوري لا يجيز أثناء دورة انعقاد مجلس النواب اتخاذ إجراءات جزائية بحق أي عضو من أعضائه أو إلقاء القبض عليه إذا اقترف جرماً جزائياً إلا بإذن من المجلس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :