Labubu هوس جماعي في قمة التفاهة..

Labubu هوس جماعي في قمة التفاهة..

 

Telegram

 

في وسط العاصمة الصينية بكين، بيعت دمية “لابوبو” نادرة من الجيل الأول مقابل 150 ألف دولار أميركي خلال مزاد خاص، حيث أعلن مدير المزاد بفخر: “تهانينا للمشتري عبر الإنترنت على اقتنائه اللعبة الوحيدة من نوعها في العالم!” هذه اللعبة التي أصبحت حديث جيل “زي” وانتشرت كعدوى رقمية بين الكبار والصغار على حد سواء، لم تكن مصدر إعجاب الجميع. من هنا، تبرز المراهقة مهى بصوت مختلف، هادئ لكنه واثق، لترفض الانجرار خلف موجة “الهوس الجماعي”.

تطلّ ابنة الـ 13 عاماً، بابتسامة ساخرة ونبرة صريحة تعبّر فيها عن استغرابها من التعلّق الكبير بهذه اللعبة، لا سيما من قبل الراشدين. تقول بنبرة فيها الكثير من التساؤل: “تخيّلوا معي طفلاً صغيراً يستيقظ من النوم ليجد لعبة عيناها تضيئان… ما الذي قد يشعر به هذا الطفل؟ هذه هي لعبة لابوبو التي صار الكبار والصغار يقومون بفتح صناديقها وكأنها كنز”.

وتطرح مهى تساؤلاً واضحاً: “هل أنتم فعلاً تحبّون هذه اللعبة؟ أم أنكم فقط تتابعون الترند؟”

وتلفت إلى خطورة الترويج من قبل المؤثرين لها: “المؤثرون، مثل ليسا وهايلي بيبر وكيم كارداشيان، باتوا ينشرون صوراً عن مجموعاتهم الخاصة من لابوبو. لكن هل ننسى أن هؤلاء يتقاضون المال مقابل الترويج لهذه اللعبة؟ هل نصدّق أنهم يحملونها فعلًا لأنهم يحبّونها؟”

وتتابع بأسف: “لو لم تكن لابوبو ترنداً، لما فكرت أصلاً في شرائها. من الذي يرغب فعلاً في اقتناء وحش؟”

تشرح مهى خلفية موقفها بالقول: “تنبّهت أن العديد من الأطفال ينجرفون وراء هذا الترند، والرأي الوحيد المتوفّر على مواقع التواصل الاجتماعي هو عن هذا الهوس والعشق للعبة لابوبو. قررت أن أخرج عن هذا السرب. أريد نشر التوعية لهؤلاء حتى يتنبّهوا لمخاطر دمية تبدو وكأنها دمية، لكنّها بالنسبة لي أكبر من ذلك”.

وترى أن هذه الموجة ليست بريئة كما تبدو، إذ تضيف: “أعلم أن هناك من سينتقدني على رأيي. السوشيال ميديا تعمل على غسل دماغ الجمهور، لكن هناك جانباً آخر يتعمّد الناس تجاهله. اختلاف هذه الدمية عن جمالية الدمى المعتادة لا يتعلق بالشكل فقط، بل بالمفهوم. هذه اللعبة تؤثّر على شخصية الطفل والمراهق. أنا منفتحة على الإيجابيات في الحياة، وأؤمن بضرورة تقبّل الآخر بكل اختلافاته، ولكن ليس عن طريق لعبة تُجسّد عالم الوحوش”.

وتختم بطرح تساؤل مشروع: “يمكننا تقديم هدية وابتكار دمية تشبه لابوبو في الألوان والقصص، ولكن بجمال ودفء، تُجسّد صورة جميلة عن الصديق الصامت الذي يأتي على شكل دمية… فلماذا اللجوء إلى دمية الوحش؟”

الاختصاصية في علم النفس الأسري رانيا سليمان تعلّق على موجة “هوس لابوبو” التي تباع في متجر الألعاب بوب مارت (Popmart)، وتقول لـ”النهار”: “الانجراف الكلي وراء الترندات السطحية، مثل ظاهرة “الأنبوكسينغ” أو اقتناء الألعاب الرائجة، يعكس هشاشة نفسية واجتماعية لدى الأطفال والمراهقين، تنبع من شعور داخلي بعدم الكفاية أو الرغبة في الانتماء إلى جماعة. فالهدف لا يقتصر على امتلاك اللعبة بحد ذاتها، بل يتعدّاه إلى اختبار شعور بالقبول والاندماج ضمن محيط رقمي أو اجتماعي يفرض نمطاً استهلاكياً موحّداً. وفي غياب بيئة تشجع التعبير الفردي والنقد الذاتي، يتحوّل هذا التماهي إلى نمط سلوكي مستدام، تغذيه مشاهد المؤثرين ومقاطع “فتح العلب” التي توهم الطفل بأن السعادة تُقاس بما يشترى ويعرض ويقاس بعدد المشاهدات”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram