افتتاحية صحيفة النهار:
ترقّب التحركات الفرنسية والأميركية حيال لبنان… التهويل بـ"إنهاء" اليونيفيل حلقة تصعيدية جديدة
يقوم رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم الثلاثاء بزيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني
لا يبدو المشهد الداخلي الخارج من أربعة أيام من عطلة عيد الأضحى، مريحاً على الإطلاق في ظل ما سبق وما واكب العطلة من تطورات مثيرة للقلق والمخاوف الإضافية حيال المناخ التصعيدي بين لبنان وإسرائيل. وبدا عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عشية عيد الأضحى الضاحية الجنوبية لبيروت، أن وتيرة التصعيد والتهديدات بالمضي قدماً في الغارات اتّخذت بعداً أشد خطورة على الصعيدين الميداني والديبلوماسي حين تصاعدت وتيرة "التبشير"الإسرائيلي بـ"إنهاء" مهمة وتفويض ووجود القوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل بـ"الاتفاق" بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. التهويل بهذا الاتجاه أو تسريب معطيات عنه قد تكون جادة، لم يُقابل بعد بالمعطيات الحاسمة التي من شأنها تبديد التداعيات السلبية الخطيرة التي يرتبها احتمال نسف مهمة اليونيفيل التي يعدّ وجودها ودورها في الجنوب أحد أبرز مضامين القرار الأممي 1701 كشاهد دولي وشريك للجيش اللبناني في إعادة بسط سلطة الشرعية بالكامل. فلا لبنان الرسمي تبلّغ أي معطيات جديّة عن هذا الاتجاه ولا الإدارة الأميركية أصدرت بياناً رسمياً واضحاً وقاطعاً عن حقيقة موقفها منه. ولذا بدا بديهيا ان تسود مخاوف ديبلوماسية مما قد يخطط لتعطيل دور اليونيفيل بعدا تصاعدت معالم "تقاطع" بين الاعداء على استهداف هذا الدور، إذ إنها تعرضت وتتعرض لاعتداءات ميدانية من إسرائيل ولمضايقات واعتراضات من "الأهالي" في مناطق نفوذ "حزب الله"، كما أن المعطيات عن الموقف الأميركي منها لا يشجع على إسقاط المخاوف على إنهاء دورها، علماً أن لبنان مدعوماً من الكثير من الدول يتمسك بدور اليونيفيل ووجودها من دون أي تعديل في صلاحياتها.
ومن غير المستبعد أن يطرح هذا الموضوع الطارئ في المحادثات التي سيجريها الموفدان الفرنسي والأميركي إلى بيروت في الأيام المقبلة، إذ يتوقع وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها، من اتفاق وقف النار مروراً بمصير اليونيفيل ووصولاً إلى الاقتصاد، كما يسود ترقّب لدقة ما ذكر عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح "حزب الله" باعتبار أن بيروت لم تكن تبلغت قبل العطلة أي شيء رسمي عن هذه الزيارة المحتملة.
وفي إطار جولته العربية، يقوم رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم الثلاثاء بزيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة. ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي.
موقف اليونيفيل
ووسط تصاعد التهويل بإنهاء مهمة اليونيفيل، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي، "أنّ بقاءنا سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل" وقال: "ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوب لبنان ودعمنا له حجر الأساس في عملية انتشاره"، مشيرًا إلى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوب لبنان "يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان".
وأضاف: "حريصون على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع".
ولفت إلى أنّه "لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان"، مؤكدًا "أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي"، وقال: "أعدادنا لم تتغير جنوب لبنان حتى الآن".
وأشار تيننتي إلى أنّ "48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق نوعاً من الأمل في منطقة جنوب لبنان".
وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قال مساء الأحد الماضي، أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" ستنتهي بأنها "غير صحيحة". وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن إسمه أن "هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة".
في السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن مصادر أميركية، أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل".
وكتبت الصحيفة: "الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات"اليونيفيل"، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم".
وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات "اليونيفيل" يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب.
ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات "اليونيفيل". وأضافت: "اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان".
وفي سياق مواز، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، "أن الوحدة 127 التابعة لـ"حزب الله" التي قصفها الجيش الإسرائيلي قبل أيام تشرف على إنتاح المسيّرات محلياً. وأضافت: "مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية يستكملون تحقيقاتهم بشأن مسيّرات حزب الله محلية الصنع خلال الأيام المقبلة". وأوضح أن "حزب الله دشّن خطوط إنتاج محلية للمسيّرات والصواريخ".
غارات ومسيرات
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت قيادة الجيش أمس أن "مسيّرتين تابعتين للعدو الإسرائيلي سقطتا في بلدتَي حولا - مرجعيون وبيت ليف - بنت جبيل. وقد عملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما وإجراء اللازم بشأنهما".
الى ذلك، ألقت محلّقتان إسرائيليتان قنبلتين في منطقتي رأس الناقورة، وبلدة راميا الحدوديتين من دون وقوع اصابات. وسجّل قيام جرّافات إسرائيلية تؤازرها قوة مدرعة بعملية تجريف في محيط الموقع الإسرائيلي المستحدث على مفرق موقع العباد بين بلدتي مركبا وحولا في قضاء مرجعيون. كما سجل تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي في أجواء معظم بلدات أقضية مرجعيون، النبطية والزهراني، على علو متوسط.
وعصراً، أفيد بأن مسيّرة إسرائيلية نفّذت غارة بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة على طريق وادي النميرية- زفتا قرب مسجد قيد الإنشاء. واشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة التي دفعتها قوة الانفجار إلى جانب الطريق، وأفيد لاحقاً عن سقوط قتيل جراء الغارة. وسجل تحليق مُستمر للطيران المُسيّر الإسرئيلي على علو منخفض في أجواء النميرية بعد الغارة.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
عون إلى عمّان... والأجندة الداخلية حبلى بالتحدّيات... ملف السلاح معقّد... ومصير "اليونيفيل" محور تساؤلات
المشهد الداخلي مضبوط على مجموعة تحدّيات، منها ما هو متصّل بأجندة العمل الحكومي التي تُحيطها وعود متجدّدة بإعادة تحريك الملفات الملحّة وتعبيد مسار الإصلاحات الموعودة بإنجازات ملموسة، وفي موازاة ذلك، تزخيم عجلة الإتصالات مع الدول الصديقة والشقيقة لتوفير التمويل اللازم لملف الإعمار. ومنها ما تعتريه حساسية وتباينات خلافية حادة حوله، كملف السلاح وكيفية حصره بيَد الدولة وحدها، ومنها أيضاً ما تلوح في أفقه مخاطر كبرى ينذر بها تزايد التسريبات والأحاديث في الآونة الأخيرة عن توجّه لدى بعض الدول الكبرى، ولاسيما لدى الولايات المتحدة الأميركية، لعدم التمديد لمهمّة قوات "اليونيفيل" في الجنوب.
أيّ وقائع ستُفرَض؟
على أنّه في أفق هذه التحدّيات يلوح ما يبدو أنّه انقلاب في الأولويات، يتقدّم فيه ملف التمديد لمهمّة "اليونيفيل" على ملف الإصلاحات الداخلية الذي يعتري مساره أصلاً، بطء حكومي في الخطوات والإجراءات المطلوبة، كذلك يتقدّم على ملف السلاح، سواء بشقّه المتعلق بسلاح "حزب الله" الذي طغى تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية وتوسيع نطاقها على المطالبات بنزعه، أو في شقه الفلسطيني الذي تؤكّد معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" أنّه أصطدم بتعقيدات مانعة لسحبه، ولعلّ أبرزها الواقع المعقّد في المخيّمات، والتباينات الفلسطينية - الفلسطينية، التي أكّدت الإتصالات الأخيرة التي جرت حول هذا الملف، استحالة اقتراب الفصائل الفلسطينية المتنوّعة من موقف واحد قابل لتسليم السلاح، وعزّزت المخاوف من توترات أمنية مفتعلة في كل المخيّمات، ما قد يخلق واقعاً قابلاً للتفلّت والخروج عن السيطرة.
وضمن هذا السياق، أكّد مصدر أمني لـ"الجمهورية" أنّ "هذا الملف حساس جداً، ومخاطره كبرى، خصوصاً أنّ الجهة الفلسطينية الدافعة إلى سحب سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيّمات (المقصود هنا السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس)، ليست هي الممسكة بالمخيّمات، بل هي فصيل من بين الفصائل الموجودة، يقف على خصومة وعداوة مع الفصائل الأخرى، فضلاً عن أنّ لكلّ مخيّم خصوصيّته، بعض المخيّمات تُشكّل خليطاً ما بين الفصائل الفلسطينية، الإسلاميِّين، المتشدّدين، التكفيريِّين، والخارجين على القانون، والمرتكبين واللصوص والهاربين من العدالة والمهرّبين وتجار المخدّرات، وكل هؤلاء مسلحون ولهم امتداداتهم في المخيّمات وخارجها، والقول بتسليمهم السلاح للسلطة اللبنانية كلام سهل جداً، إنّما التطبيق فصعب جداً، وهو ما تيقّنت منه بعض المستويات المسؤولة في الدولة".
ولفت المصدر إلى أنّ "الدولة اللبنانية التي من الطبيعي جداً أن تسعى جهدها لمنع وجود أي سلاح خارج إطار الدولة، مدركة لحساسية هذا الأمر، بالتالي ليست في وارد القيام بأي خطوة متسرّعة أو أي دعسة ناقصة في هذا السبيل، خصوصاً أنّ الأجهزة الأمنية على اختلافها لا تخرج من حساباتها احتمال لجوء بعض الأطراف والفصائل الفلسطينية إلى تفجير المخيّمات من داخلها، ما قد يفرض وقائع أمنية لا ترى الدولة اللبنانية مصلحة في حدوثها".
ووفق معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ "مسؤولاً كبيراً قابل حماسة بعض المسؤولين اللبنانيِّين لما طرحه الرئيس محمود عباس حول نزع السلاح الفلسطيني واستسهالهم لتطبيقه، بإثارة جملة من التساؤلات أولاً، حول ما يرمي إليه محمود عباس من طرح هذا الأمر في هذا التوقيت بالذات، والغاية منه، ولأي جهة خارجية يُريد أن يُسلّف هذه الورقة؟ وثانياً حول كيفية تطبيقه، وما إذا كانت هناك قدرة أصلاً لتطبيق أمر حساس لا يملك محمود عباس كلمة الفصل والحسم فيه؟ ونُقل عن المسؤول الكبير قوله إنّه يخشى من أن تكون خلف هذا الأمر محاولة غير بريئة لزجّ الجيش اللبناني بحرب مفتوحة في المخيّمات؟".
بحسب مصادر المعلومات، فإنّ رئيس السلطة الفلسطينية سمع كلاماً مباشراً بهذا المعنى من مسؤولين كبار خالفوا اندفاعته نحو أمر تشوبه مخاطر ومحاذير على الأمن والاستقرار ليس في المخيّمات فقط بل على خارجها.
مصير "اليونيفيل"
على المقلب الجنوبي، مع اقتراب انتهاء فترة انتداب قوات "اليونيفيل" في آب المقبل، طفت على السطح تساؤلات حول مصير هذه القوات في الجنوب، وسط مخاوف جدّية على القرار 1701، ومن وقائع غير محمودة في المنطقة الجنوبية تمهّد لها التسريبات عن رفض أميركي التمديد لمهمّة هذه القوات.
واللافت في هذا السياق ما روّج له الإعلام الإسرائيلي في الساعات الأخيرة بأنّ واشنطن قرّرت إنهاء عمل قوة "اليونيفيل" في جنوب لبنان بعد 47 عاماً على انتدابها في هذه المنطقة، وأنّ إسرائيل انضمّت إلى واشنطن في هذا القرار. على أن يُتخَذ القرار النهائي في هذا الشأن خلال شهر آب المقبل.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن مصادر أميركية، أنّ الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل". مشيرةً إلى أنّ "الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات "اليونيفيل"، لكنّها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم". وأشارت الصحيفة إلى أنّ تفويض قوات "اليونيفيل" يُمدَّد مرّة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضدّ القرار المقبل، والذي من المقرّر أن يصدر في آب.
ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست" فإنّ الولايات المتحدة قرّرت بالفعل التصويت ضدّ تمديد تفويض قوات "اليونيفيل". وأضافت: "اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان".
إشارات أممية
على رغم من أنّ هذا الأمر لا يزال في الإطار الإعلامي الذي لم يتأكّد رسمياً حتى الآن، فإنّ الأجواء مشوبة بقلق بالغ حيال هذا الأمر، إذ كشف مصدر ديبلوماسي لـ"الجمهورية" عن "إشارات أممية تتسمّ بشيء من الجدّية، ترجّح الفيتو الأميركي على تمديد مهمّة "اليونيفيل" في جنوب لبنان. ونُسِبَ إلى أحد كبار المسؤولين الأمميِّين مخاوف كبرى من أنّ عدم التمديد لـ"اليونيفيل" في جنوب لبنان، من شأنه أن يُعرّض المنطقة لوقائع وسيناريوهات دراماتيكية انطلاقاً من جنوب لبنان".
وبمعزل عن هذه المستجدات وما يُحيط بها من مخاوف على مصير "اليونيفيل"، فإنّ لبنان الرسمي على تمسّكه بهذه القوات، ورغبته في تمديد مهمّتها في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى أنّ هذه القوات تُشكّل إحدى مقتضيات القرار 1701. وهو ما أكّد عليه في جلسة مجلس الوزراء في نيسان الماضي. فيما خالف مرجع كبير هذه المخاوف والمناخ التشاؤمي الذي يضخ حيال هذا الأمر، وأبلغ إلى "الجمهورية" قوله إنّه لا يشارك القلقين من احتمال عدم التمديد لـ"اليونيفيل"، لأنّ ما يحصل الآن هو نفسه سبق أن حصل عشية التمديد السابق لهذه القوات، بالتالي لا يخرج الأمر عن سياق الضغط لتغيير قواعد عمل هذه القوات وابتزاز لبنان في موضوع حصر السلاح، ولاسيما سلاح "حزب الله"، وأمر طبيعي أن تسعى واشنطن إلى هذا الأمر بشراكة كاملة مع إسرائيل، وهو ما حصل بحذافيره قبل التمديد السابق.
وأضاف المرجع: "إنّ عدم التجديد لليونيفيل، إنْ حصل، أمر خطير جداً لا ينسف القرار 1701 فحسب، بل يؤدّي إلى سحب "اليونيفيل" وفتح المجال أمام واقع مجهول متعدّد المخاطر يشرّع المنطقة للاعتداءات الإسرائيلية بما قد يُدحرِج الأمور إلى مخاطر ومنزلقات حربية لا حصر لها ولا يُستبعَد أن تشهد مفاجآت غير محسوبة من جانبَي الحدود".
ولفت المرجع إلى أنّ الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة تدرك ذلك، وتدرك أيضاً أنّ القرار 1701 ليس حاجة لبنانية بل حاجة دولية، وتطبيقه يُشكّل عامل استقرار على جانبَي الحدود، وتبعاً لذلك فإنّ الأمر مفتوح حالياً من الآن وحتى شهر آب المقبل، على مشاورات واتصالات بين الدول وفي مجلس الأمن ولبنان. وفي خلاصتها سيُصار إلى استنساخ تجربة التمديد السابق، وخصوصاً أنّ لا مصلحة لأي طرف إقليمي أو دولي في التضحية بعنصر استقرار إقليمي ودولي، وفي خلق واقع متفجّر متفلّت من دون سقوف أو ضوابط".
وأثنى المرجع على الجهود التي تبذلها فرنسا في اتجاه التمديد لليونيفيل، واصفاً دورها بالإيجابي والداعم لموقف لبنان من مسألة التمديد وضرورته من دون أي تغيير أو تعديل في مهام "اليونيفيل"، وتشاركها في ذلك مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وحتى الموقف الأميركي على رغم من كل ما يُقال ويُروّج عن تقليص نفقات وتعديل مهام، لن يكون في نهاية الأمر خارج قرار التمديد لليونيفيل التي تُشكّل إحدى أهم مرتكزات القرار 1701، الذي ترى واشنطن ضرورة تنفيذه كاملاً بكل مندرجاته".
أنباء غير دقيقة
في موازاة ذلك، نقلت قناة "الميادين" عن متحدث باسم الخارجية الأميركية، قوله رداً على سؤال عن الأنباء عن نية الولايات المتحدة إنهاء عمل قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان: أنّ "تلك الأنباء غير دقيقة".
موقف "اليونيفيل"
إلى ذلك، أوضح الناطق باسم قوات "اليونيفيل" في لبنان أندريا تيننتي "أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل". ولفت في حديث من "سكاي نيوز عربية" إلى أنّه "لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمّة "اليونيفيل" في لبنان، مؤكّداً أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي. وقال: "أعدادنا لم تتغيّر جنوبي لبنان حتى الآن". وأشار تيننتي إلى أنّ "48 دولة تدعم مهمّتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق "نوعاً من الأمل" في منطقة جنوب لبنان".
وأشار إلى "أنّنا ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان ودعمنا للجيش "حجر الأساس" في عملية انتشاره"، مشيراً إلى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يُعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان.
نحن حريصون على ضمان الأمن والإستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع".
عون إلى عمّان
سياسياً، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمّان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وفي المعلومات الرسمية، فإنّ هذه الزيارة ستكون مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى عرض التطوّرات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي.
وكان الرئيس عون قد أكّد خلال تهنئته قوى الأمن الداخلي بعيدها الـ 164، بأنّ "قوى الأمن الداخلي مع المؤسسات الأمنية الأخرى، صمّام الأمان الذي يحفظ للبنان استقراره ويحمي مواطنيه".
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
«اليونيفيل» مادة للابتزاز... و3 لاءات لرئيس الجمهورية
لا تعويل على زيارة لودريان... ولا مواعيد للاميركيين
حركة المطار مُمتازة... ومُؤتمر استطلاعي للاعمار اليوم
بانتظار وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، دون التعويل كثيرا على نتائج زيارته، لان باريس لا تبادر ولا تملك ادوات الضغط على "اسرائيل"، على الرغم من تمايز الموقفين الفرنسي والأميركي من الغارات "الإسرائيلية" على الضاحية الجنوبية التي أدانتها باريس وأيّدتها واشنطن، تكثر المعلومات عن زيارات لمسؤولين اميركيين لم تحدد مواعيدها بعد، في ظل حملة التهويل الاميركية على الدولة اللبنانية، عبر التسريبات الاعلامية الممنهجة داخل لبنان وخارجه، بان واشنطن ستتخلى عن الاهتمام بالملف اللبناني اذا لم يلتزم بشرطي نزع السلاح والاصلاحات، وتتركه لمصيره لمواجهة "اسرائيل"، بات "كالاسطوانة المشروخة" والمملة لتعبئة الفراغ، في ظل عدم الاكتراث الاميركي الواقعي بالساحة اللبنانية، حيث يتقدم الملف الايراني المشهد، بعدما تم تلزيم سوريا لحلفاء واشنطن في المنطقة، فيما يقبع لبنان على "رصيف" انتظار ما ستؤول اليه التطورات، على وقع رفع سقف الضغوط السياسية والديبلوماسية، عبر التهديد الكلامي لا الاجرائي حتى الآن، بعدم التمديد "لليونيفيل" والضغط العسكري، من خلال منح "اسرائيل" الضوء الاخضر لاستباحة السيادة اللبنانية، دون معرفة المدى الذي يمكن ان يصل اليه التصعيد.
لا مواعيد للزيارات
وفي ظل هذا الابتزاز الاميركي، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان الإدارة الأميركية لم تحدد بعد موعد زيارة مسؤول الملف السوري توم برّاك إلى بيروت، لمعالجة الملفات المتعلقة بلبنان، وهو لن يحضر إلى لبنان قبل نهاية حزيران او بداية الشهر المقبل.
وثمة تسريبات ايضا عن زيارة مرتقبة لمستشار ترامب للشؤون الافريقية مسعد بولس، لنقل رسالة متشددة الى المسؤولين اللبنانيين.
"غضب" في بعبدا
وبالانتظار، يغادر رئيس الجمهورية الى الاردن اليوم، وقد فسرت مصادر سياسية البيان "الغاضب" للرئيس عقب الاعتداءات على الضاحية الجنوبية ، بان ثمة قناعة راسخة باتت تتشكل في بعبدا، بان واشنطن تراوغ وتسمح لـ "اسرائيل" بتخريب اي تفاهم لبناني- لبناني حول السلاح، وهي لا تريده ان ينجح لتبقى السيادة اللبنانية مستباحة، وتستمر في اعتداءاتها وغاراتها، والرئيس غير مقتنع تماما بان واشنطن لا تستطيع الحد من العربدة "الاسرائيلية".
وفي هذا السياق، وضع الرئيس ثلاث لاءات: لا مجال للرضوخ وللابتزاز، ولا تعديل للاولويات اللبنانية، ولا تخريب للسلم الاهلي.
مهمة الجيش الوطنية
وردا على كل من يتحدث عن تحول الجيش الى "كشافة" لدى "اسرائيل" ترسله حيث تشاء، فان المصادر تؤكد ان ما يقوم به الجيش هو اشرف مهمة وطنية، لسحب الذرائع وحماية الناس وارزاقهم، ومنع الاعتداء على المناطق اللبنانية، على الرغم من ادراك القيادة ان جيش العدو لا امان له، لكنها تحاول القيام بواجباتها على الرغم من المخاطر، ولن يكون الجيش يوما الا تحت امرة القيادة السياسية، ومهمته الاولى والاخيرة حماية الشعب اللبناني.
وضع اقليمي دقيق
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية نقلا عن مسؤولين "إسرائيليين" ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ناقش مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية امس، القضية النووية الإيرانية، وتعثر المفاوضات بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
في المقابل اعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ان بنوك الأهداف "الإسرائيلية" على طاولة القوات المسلحة الإيرانية، ولفت الى ان الحصول على معلومات استخباراتية عن منشآت "إسرائيل" النووية سيجعل ردنا بالمثل دقيقا".
لا ثقة بوزير الخارجية؟
اذا ثمة شيء ما يدور وراء الكواليس ستتضح معالمه في الايام والاسابيع المقبلة، وسيكون لبنان احدى الساحات التي ستتأثر سلبا او ايجابا بها. وفي الانتظار، لبنان الرسمي لم ينته بعد من اعداد رسالته الى مجلس الامن حول التمديد لقوات "اليونيفيل"، بانتظار تسمية رئيس الحكومة نواف سلام لمندوبه الى اللجنة المؤلفة في ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ووزير الدفاع وقائد الجيش، للاعداد لوثيقة رسمية موحدة بهذا الشان.
ووفق المعلومات، فان المشكلة لا تكمن في التـأخير، لان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون لودريان للتنسيق معه، لكن ما يحصل مؤشر على انعدام الثقة بوزير الخارجية يوسف رجي، الذي يدير الوزارة بعقلية حزبية غير منضبطة، باتت تثير استياء بعبدا على نحو غير مسبوق، خصوصا ان الوزير لم يلتزم بوعده للرئيس بالانضباط تحت السقف الحكومي.
واشنطن تنفي..!
وبعد ساعات على التسريبات "الاسرائيلية" عن توافق مع واشنطن على الغاء مهمة "اليونيفيل" في لبنان،أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن إسمه، أن التقارير التي تتحدث عن ذلك بأنها "غير صحيحة"، وقال أن "هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل، ولكن هذه التقارير غير صحيحة".
تسريبات "اسرائيلية"
وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مصادر أميركية، أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وقالت ان الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات "اليونيفيل"، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم. وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات "اليونيفيل" يتم تمديده مرة واحدة في السنة، من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب.
ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات "اليونيفيل"، وأضافت: اتفقت "إسرائيل" والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
ضغط لتعديل المهمة؟
ووصفت مصادر ديبلوماسية ما يحصل، بانه مجرد ضغط على لبنان لتوسيع مهام "اليونيفيل" لا الغاء دورها، والخطر يكمن في السعي الاميركي- "الاسرائيلي" الى تحويلها الى قوة مقاتلة تحت البند السابع، وهو ما ترفضه معظم الدول المشاركة التي لا تريد ان تتحول قواتها الى "اكياس رمل" لحماية "الاسرائيليين"، والمواجهات خلال الايام القليلة الماضية في بعض قرى الجنوب، تقدم نموذجا عما يمكن ان تتطور اليه الامور، اذا اصبحت هذه القوة معادية للجنوبيين.
علما ان الاعتراضات من الاهالي تحصل لمنع جنود "اليونيفيل" من الدخول الى الاملاك الخاصة او تصوير المنازل، بغياب دوريات الجيش، حيث لا يجرؤون على القيام بذلك عندما تكون الدوريات مشتركة. ووفق مصادر جنوبية، فان حزب الله لا يريد التصعيد ضد "اليونيفيل"، لكنه يثق بالجيش، ولا يجد اي تبرير لعدم مشاركته في كل الدوريات التي تنفذ مهامها. فيما تشير قيادة "اليونيفيل" ان القرار 1701 يسمح لها باعلام الجيش بتحركها، لا مشاركته بكل الدوريات، لان عديده لا يسمح له بذلك.
وفي هذا السياق، من المتوقع ان يتواصل الضغط الاميركي - "الاسرائيلي" خلال المدة الفاصلة عن التمديد في شهر آب، ويعول لبنان على دور باريس التي تعتبر الرافعة الاساسية لهذه القوة، وهو ما سيتم بحثه مع لودريان في بيروت.
"اليونيفيل" ومسؤولية "اسرائيل"
من جهته، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي، أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان و"إسرائيل"، وقال " ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان، ودعمنا للجيش "حجر الأساس" في عملية انتشاره، مشيرًا الى أنّ وجود قوات "إسرائيلية" جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان.
وأضاف: حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان، ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع. ولفت الى أنّ لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان، مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي، وقال: "أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن، وأشار الى أنّ " 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق "نوعا من الأمل" في منطقة جنوب لبنان.
تطور خطير
من جهة اخرى، أكد تيننتي أن الغارات "الإسرائيلية" على الضاحية الجنوبية تعد تطورا خطيرا، ولا تشكل فقط انتهاكا لسيادة لبنان وللقرار 1701 ، بل تشكل أيضا خطرا كبيرا على الاستقرار الهش الذي تشهده المنطقة المتنازع عليها، بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية. وأشار إلى أن التصعيد لا يزيد فقط من التوتر، بل يمكن أن يسبب وضعاً خطيراً جداً في منطقة تعاني أصلاً من 15 شهرا من النزاع.
وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هانيس بلاسخارت، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
حزب الله واوهام بعض الداخل؟
من جانبه، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، أن "ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان، وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق".
اضاف: "بعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي، الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ، قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي، كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون، وسيحصدون نتائج هذه الأوهام.
الوضع الميداني
ميدانيا، اعلنت قيادة الجيش عن سقوط مسيّرتين تابعتين للعدو "الإسرائيلي" في بلدتَي حولا - مرجعيون وبيت ليف - بنت جبيل. وعملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما، وإجراء اللازم بشأنهما".
الى ذلك، ألقت محلقتان "اسرائيليتان" قنبلتين في منطقتي رأس الناقورة، وبلدة راميا الحدوديتين من دون وقوع اصابات. وسجل قيام جرافات "اسرائيلية" تؤازرها قوة مدرعة بعملية تجريف في محيط الموقع "الاسرائيلي" المستحدث على مفرق موقع العباد بين بلدتي مركبا وحولا في قضاء مرجعيون".
كما سجل تحليق مكثف للطيران المُسير المعادي في أجواء معظم بلدات أقضية مرجعيون والنبطية والزهراني، على علو متوسط. وقبل الظهر، نفذ جيش العدوعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص المحتلة باتجاه سهل مرجعيون. وسجل تحليق لطائرة استطلاع "إسرائيلية" على علو منخفض جدا فوق قرى شرقي وغربي بعلبك.
وعصر امس، نفذت مسيرة "اسرائيلية" معادية عدوانا جويا، حيث شنت غارة بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة على طريق وادي النميرية- زفتا قرب مسجد قيد الانشاء. وقد اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة، التي دفعتها قوة الانفجار الى جانب الطريق، ما ادى الى ارتقاء الشهيد حسن حجازي من سكان كوثرية السياد.
وسجل تحليق مُستمر للطيران المُسير على علو منخفض في أجواء النميرية، بعد الغارة التي استهدفت السيارة. وقد نفذ جيش الاحتلال عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص المحتلة باتجاه سهل مرجعيون. وسجل تحليق لطائرة استطلاع "إسرائيلية" على علو منخفض جدا فوق قرى شرقي وغربي بعلبك. كما حلقت مسيّرة "إسرائيلية" في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.
إعادة الاعمار؟
وفي ظل الاخبار المتداولة عن تأجيل البنك الدولي لقرض الـ 250 مليون دولار، يعقد اليوم في السراي الحكومي مؤتمر اقتصادي للدول المفترض ان تساهم في اعادة الاعمار. ووفق مصادر مطلعة، سيطلب لبنان اموالا اضافية، ويأمل ان يصل القرض الاولي الى مليار دولار، والتعويل لدى رئيس الحكومة على ابراز الاصلاحات، واهمها التعيينات الاخيرة وخصوصا مجلس الانماء والاعمار الذي سيتولى مهمة الاعمار. ويمكن اعتبار المؤتمر بانه استطلاعي لكشف نوايا هذه الدول ومعرفة استعدادها للمساهمة، واذا كانت مشروطة.؟!
حركة المطار ممتازة
وفي مؤشر ايجابي لافت، شهدت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إرتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب خلال شهر أيار الفائت، لا سيما لجهة الوافدين الى لبنان، والذين قارب عددهم 300 ألف وافد، وهذا العدد يعتبر الأعلى الذي يسجل في شهر أيار منذ العام 2019، وهذا الأمر يبشر بالخير وبأن أعداد الوافدين الى لبنان سترتفع توالياً مع بدء فصل الصيف، وانتهاء العام الدراسي وبدء الإجازات الصيفية.
كما سجل شهر أيار الفائت ارتفاعاً في حركة الطيران ورحلات شركات الطيران المستخدمة حالياً المطار، وارتفع عدد الركاب الذين استخدموا المطار خلال شهر أيار 2025 بنسبة 10,26 في المئة، عما كان عليه في العام السابق 2024، وبلغ مجموع الركاب في الشهر الخامس من العام الجاري 560 ألفاً و50 راكباً ( مقابل 507 آلاف و892 راكباً في أيار 2024 )، اذ ارتفع عدد الوافدين الى لبنان بنسبة 12 في المئة وسجل 299 ألفاً و700 راكب، كما ارتفع عدد المغادرين من لبنان بنسبة 8,37 في المئة وسجل 260 ألفاً و322 راكباً.وبلغ مجموع الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية، التي استخدمت المطار خلال أيار الفائت 4607 رحلات بزيادة 7,28 في المئة عن أيار 2024.
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
لبنان حضر باتصال ترامب - نتنياهو.. ومخاطر التصعيد الإسرائيلي تتفاقم
عون يلتقي الملك عبدالله.. ولودريان يبدأ مهمة جديدة والتمديد لليونيفيل أبرز المواضيع
خيَّم القلق والترقُب على ايام عيد الاضحى المبارك في المناطق التي كانت عرضة للعدوان على الضاحية الجنوبية وبعض قرى الجنوب - شمال الليطاني، نظراً للمخاوف من استهدافات اسرائيل كالعادة للمواطنين الذاهبين بين القرى او من العاصمة الى مدنهم وقراهم لتفقد ما تبقى من منازلهم واهاليهم وسط حضور ملحوظ «لليونيفيل» والجيش، حيث تشتد الحملة على دور وحدات حفظ السلام العاملة في جنوب الليطاني، وتتبرع وسائل اعلام اسرائيلية للكشف عن توجُّه اسرائيلي - اميركي لترحيل «الطوارئ» التي لا حاجة اليها بعد، وذلك عشية التحضيرات الجارية لتمديد ولاية القوة الدولية، لكن مصدراً في الخارجية الاميركية نفى علمه بما تضمنته التقارير الاسرائيلية.
وكشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه بحث الوضع في لبنان مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في ضوء التصعيد الاسرائيلي ضد الضاحية الجنوبية، والاتصالات الجارية لتمديد انتداب قوة حفظ السلام لولاية جديدة.
ولئن كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي من المتوقع ان يصل الى بيروت اليوم، في اطار مهمة تتعلق بالوضع في لبنان في اطار ما يجري في الشرق الاوسط (مع الاشارة الى ان فرنسا لا تزال تدعم بقوة وجود اليونيفيل والتمديد لها) فإن الاجتماع الذي يعقد في السراي الكبير اليوم، سيوضح مسار اعادة الاعمار في الجنوب والضاحية الجنوبية.
واليوم، تعود الحركة الرسمية والسياسية الى طبيعتها بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، واول غيثها، مغادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.هي الاخيرة له حتى الان من ضمن جولاته العربية لشكر قادتها على دعم لبنان. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة. وعلمت «اللواء» ان الرئيس سيثيرموضوع استئناف مشروع جر الكهرباء من الاردن والغاز من مصر عبر الاردن وسوريا، وموضوع دعم الاردن للجيش اللبناني الذي سبق ووعد به الملك عبد الله خلال لقائه بالرئيس عون في قمة القاهرة.
ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي يضم وزير الخارجية يوسف رجي والمستشارين وينضم له القائم بأعمال السفارة اللبنانية في عمان جورج فاضل وتستمر زيارته ساعات ويعود بعد الظهر الى بيروت.
وبعد زيارة عون يغادر رئيس الحكومة نواف سلام الى نيويورك الاثنين المقبل لتمثيل لبنان في مؤتمر «حل الدولتين» الذي ترعاه منظمة الامم المتحدة واعدت له كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في اطار مسعى الدولتين لوقف الصراع والحرب على غزة.
وفي هذه الاثناء يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ويلتقي رئيس الجمهورية مساء بعد عودته من عمّان، وقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سلام ظهرا في السرايا الحكومية،كما يلتقي وفداً من حزب االله.
ولم يعرف ما اذا كان الموفد الاميركي الى سوريا توماس باراك وهو من اصل لبناني (من عائلة برّاك) سيزور بيروت بعد الاستغناء عن خدمات الموفدة مورغان اورتاغوس، وما الذي سيحمله معه، وسط تسريبات «محلية بأنه يحمل رسالة شديدة االلهجة حول ضرورة البت بموضوع سلاح حزب االله»، لكن حسب معلومات «اللواء» لم تتوافر اي معلومات رسمية عن زيارته ولم يتم تحديد اي موعد للزيارة. كما لم يتلقَ المسؤولون اي اشارات عن «رسالة شديدة االلهجة» سوى من الاعلام.
وعلى هذا لن تكون جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب انشغالات وسفر الرؤساء، ولاسيما وأن طبخة التعيينات في بعض المراكز لم تنضج بعد لا سيما لجهة تعيين نواب حاكم المصرف المركزي والتعيينات والتشكيلات الدبلوماسية.
وأشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» الى ان لقاء رئيس الجمهورية مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المرتقب بعد عودة الرئيس عون من زيارته الى الاردن يتناول مجموعة ملفات في مقدمها اعادة الأعمار واتفاق وقف اطلاق النار والعلاقات بين البلدين،واكدت ان هذه الزيارة محصورة بملف الإعمار ودور فرنسا في هذا المجال لاسيما التحضير لمؤتمر في هذا السياق.
ورأت ان فرنسا على التزامها بدعم استقرار لبنان ومؤسساته الشرعية، وهي مسألة ثابتة ولا تتبدل.
وعلم ان هناك سلسلة زيارات ديبلوماسية يشهدها لبنان في فترة قريبة عنوانها الحد من التوترات والإستفسار عما تحقق على صعيد تسليم السلاح والإصلاحات.
الى ذلك، تردد ان جلسة مرتقبة للحكومة هذا الاسبوع على ان أية معلومات بشأنها لن تسرب وفق القرار الاخير القاضي بعدم التسريب.
وفي الموازاة، فان تسريب المعلومات حول نية واشنطن والعدو انهاء مهمة اليونيفيل في الجنوب يطرح في اطار التمهيد لتكريس النفوذ والتواجد الأميركي المباشر داخل لبنان كبديل عن دور اليونيفيل،ما يُشكّل انتهاكًا خطيرًا للسيادة الوطنية وتحجيماً فعليًا لدور الجيش اللبناني..وفي معلومات خاصة جدا، فان واشنطن ابلغت المعنيين ايضا ان استمرار اليونيفيل سيكون مشروطا بتوسيع مهامها وتنفيذها تحت اشراف قيادة اللجنة الخماسية دون مؤازرة الجيش او العودة للدولة اللبنانية.
وتلقّت الدولة اللبنانية خلال الساعات الماضية تحذيرات واضحة من جهات دولية تطالب بـنزع سلاح فصائل المقاومة داخل المخيمات، تحت ذريعة قصفها من قِبل العدو اذا لم تنفذ الدولة هذا المطلب بشكل فوري.
ما يتمّ رسمه للبنان، بحسب مصدر في الثنائي، ليس مجرد عملية عسكرية، بل استنزاف من المرجح ان يتوسع اكثر، وهدفه كسر الإرادة السياسية اللبنانية، ودفع لبنان إلى خيارات خطيرة أبرزها: التوطين، التطبيع، والتخلي عن عناصر السيادة بحجّة الاستقرار أو المساعدات الدولية.
وختم المصدر بالتأكيد أن لبنان أمام مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي الذي لا يبدو انه سيتوقف قريبا، مشيرا الى ان هذا التصعيد قد يفتح الباب مجددا امام عودة الحرب الشاملة.
الجميِّل: الحوار بعد السلاح
سياسياً، اعلن النائب سامي الجميل انه تم الاتفاق مع الرئيس عون على الدعوة لحوار بين اللبنانيين، بعد انتهاء مشكلة السلاح واعادته الى الدولة، موضحاً انه كان يرغب بتحقيق المناصفة بالقانون، لكن المناصفة وصلت وفقاً لما هو معروف، مؤكداً انه ليس ضد الشريك الشيعي، بل هو لا يتعامل مع حزب لديه سلاح، مؤكداً على بناء البلد مع هذا الشريك.
حركة المطار: ارتفاع ملحوظ في أعداد الركاب
وعلى صعيد حركة الوافدين الى لبنان، شهدت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب الذين استخدموا هذا المرفق الحيوي الهام خلال شهر أيار الفائت، لا سيما لجهة الوافدين الى لبنان، والذين قارب عددهم 300 ألف وافد، «هذا العدد يعتبر الأعلى الذي يسجل في شهر أيار منذ العام 2019، وهذا الأمر يبشر بالخير وبأن أعداد الوافدين الى لبنان سترتفع توالياً مع بدء فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي في معظم دول الخارج، وبالتالي بدء الإجازات الصيفية» وفق بيان المطار.
كما سجل شهر أيار الفائت ارتفاعاً في حركة الطيران ورحلات شركات الطيران المستخدمة حالياً المطار.
عرقلة التجديد لليونيفيل
وعلى خط آخر تستمر الاتصالات اللبنانية الرسمية مع دول العالم المعنية بتنفيذ وقف اطلاق النار بعد مواصلة الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاته على الجنوبيين، وسط نقاش حول صيغة التجديد للقوات الدولية اليونيفيل العاملة في الجنوب، وتسريبات اسرائيلية حول رفض الولايات المتحدة التجديد لها وتوجهها لوقف الدعم المالي عنها والذي تبلغنسبته ما يقارب 58 بالمئة من نفقاتها، وهو مبلغ يتعذر على الدول الاخرى انفاقه، ما لم تقرر الدول المشاركة في اليونيفيل التمويل، هذا اذا لم تستخدم اميركاحق النقض- الفيتو ضد قرار التمديد.
وذكرت بعض المعلومات ان اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء لصياغة رسالة الى الامم المتحدة لطلب التمديد لليونيفيل برئاسة وزير الخارجية وعضوية ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ووزارة الدفاع لم تجتمع بعد لعدم تسمية ممثل رئيس الحكومة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلا عن مصادر أميركية، «أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان اليونيفيلز»
وكتبت الصحيفة: الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات «اليونيفيل»، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات «اليونيفيل» يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب.
ووفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات «اليونيفيل».وأضافت: اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
غير ان متحدثا باسم الخارجية الأميركية اكد لاحقا ان التقارير التي تتحدث عن ان الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على انهاء عمليات اليونيفيل غير صحيحة وقال ان هناك محادثات جارية بشأن التجديد للقوات الدولية.
كما ان الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي اوضح أنّه لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان، مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي وقال: أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن.
اضاف: أنّ بقاء القوة سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل. وقال لسكاي نيوز عربية: ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان، ودعمنا للجيش اللبناني حجر الأساس في عملية انتشاره، مشيراً الى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان
وأضاف: حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع
وأشار تيننتي الى أنّ « 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق «نوعا من الأمل» في منطقة جنوب لبنان..
الكشف على المبنى المستهدف
وكشف الجيش اللبناني انه اجرى كشفاً على المبنى الذي استهدف في حي الليلكي، ولم يعثر على اي منشآت عسكرية، وفقاً لمزاعم اسرائيل التي نفذت اكثر من غارة على المبنى المذكور، وحولته الى ركام ودمار (مبنى الكاظم).
استمرار العدوان جنوباً
ميدانياً، واصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، عبر اعتداءاته المتواصلة على الأراضي اللبنانية والمواطنين، واحتلاله لخمسة مواقع حدودية، وشنت بعد ظهر امس، طائرة مسيّرة غارة بصاروخين استهدفت سيارة على طريق وادي النميرية- زفتا وقد اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة التي دفعتها قوة الانفجار الى جانب الطريق، وادت الغارة الى ارتقاء شهيد هو الحاج حسن حجازي من سكان بلدة كوثرية السياد.واستمر تحليق الطيران المُسيّر الإسرئيلي على علو منخفض في أجواء النميرية بعد الغارة.
وقبل ذلك، ألقت محلقتان اسرائيليتان قنبلتين في منطقتي رأس الناقورة، وبلدة راميا الحدوديتين من دون وقوع اصابات.
ونجا المواطن ج. ش من إطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه «بيك أب» كان يقوده على طريق عين عرب – الوزاني.
وسجل قيام جرافات اسرائيلية تؤازرها قوة مدرعة بعملية تجريف في محيط الموقع الاسرائيلي المستحدث على مفرق موقع العباد بين بلدتي مركبا وحولا في قضاء مرجعيون.
ونفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي عملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة، من تلة الحمامص باتجاه سهل الخيام.
والى ذلك، سجل تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية على علو منخفض جدا فوق قرى شرقي وغربي بعلبك. كما حلقت مسيّرة إسرائيلية في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.وتحليق في أجواء معظم بلدات أقضية مرجعيون، النبطية والزهراني، على علو متوسط.
من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه في بيان: بتاريخ 8 /6 /2025، سقطت مسيّرتان تابعتان للعدو الإسرائيلي في بلدتَي حولا – مرجعيون وبيت ليف – بنت جبيل. وقد عملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما وإجراء اللازم بشأنهما.
وواصلت اسرائيل اختراع الذرائع لمواصلة عدوانها على لبنان، حيث زعمت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أنّ مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يستكملون تحقيقاتهم بشأن مسيّرات حزب الله محلية الصنع خلال الأيام المقبلة. وقالت:أنّ «الوحدة 127 التابعة لحزب االله» التي قصفها الجيش الإسرائيلي قبل أيام تشرف على إنتاج المسيرات محليّاً».
وذكرت ايضاً «بأن «حزب الله يجمع المسيّرات عبر مكونات بسيطة يمكن طلبها عبر الإنترنت ويصعب اكتشافها كتهديد أمني»..
وأدعت أنّ «إيران توفر مكونات المسيّرات والمتفجرات البسيطة بالإضافة إلى المال لحزب االله، إضافةً الى تدشينه خطوط إنتاج محلية للمسيّرات والصواريخ».!
**********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
أسعد الشيباني إلى بيروت: الملف الحدودي والموقوفون وهوية مزارع شبعا
يتصرّف مسؤولون كبار في بيروت، على أن لبنان يقترب من مرحلة بالغة الصعوبة، سيّما أنّ هناك عملية تشكّل لواقع أمني – سياسي في المنطقة، يعمل تحت الوصاية الأميركية – السعودية، وبشراكة واضحة مع إسرائيل. وبينما تتركّز الأنظار على الخطر الآتي من الجنوب وما يحضّر له العدو الإسرائيلي، فضلاً عن الحركة الدبلوماسية الغربية تجاه البلاد في هذا الشهر، بدأ الترقّب للزيارة المُفترضة لوزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى بيروت خلال الفترة المقبلة، وسط أجواء بأنه سيأتي مع وفد حكومي وإداري، في أول زيارة لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الأول العام الماضي.
الأسئلة بدأت تتوالى عن الملفات التي سيحملها الوزير السوري معه، وما يُمكِن أن تنتهي إليه، ذلك أن المحادثات الأمنية التي جمعت وزير الدفاع ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة في الرياض برعاية سعودية، لم تُترجم بشكل جدّي حتى الآن. ويُتوقع أن تسمح زيارة الشيباني بتوضيح الصورة بشكل أكبر، سيما أنها تأتي بعدَ قول الرئيس السوري أحمد الشرع إن «لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين».
وفضّلت أوساط رسمية لبنانية وضع الزيارة في إطار الإجراء الطبيعي والروتيني، خصوصاً أنها تأتي بعدَ الزيارات التي قامَ بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا وعلى رأسهم رئيس الحكومة نواف سلام. وكانَ لا بدّ لسوريا أن تتعامل بالمثل وأن ترسِل وفداً على مستوى رفيع لردّ الزيارة بالمعنى السياسي والبحث في العلاقات الثنائية والتشاور في نقاط عالقة تعني البلدين.
لكنّ مصادر متابعة للملف الإقليمي تقول إن الزيارة تنطوي على أبعاد مختلفة، منها أنها تستهدِف استكمال الحوار الذي بدأ مع الرئيس سلام، ولا سيما في الملف القضائي الخاص بالموقوفين في سجون لبنان، حيث تطالب السلطات السورية بالإفراج عنهم، أو تسليمها من يُفترض به متابعة حكمه في سوريا. كذلك اهتمام دمشق بملف ترسيم الحدود البرية المشتركة وضبطها، إضافة إلى الملف الفلسطيني الذي تعتبر سوريا نفسها معنية به في لبنان. وقالت المصادر إن «سوريا بدأت تبحث في تعيين سفير جديد لها في لبنان، وإن الشيباني سيتحدّث في هذا الأمر مع المسؤولين اللبنانيين».
أما في ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين في لبنان، فإن نظرة دمشق لم تتغير، حيث تعتبر أن الدولة السورية غير قادرة على استعادتهم، خصوصاً أنها عاجزة عن تأمين المعيشة لهم، كما أنها غير قادرة على التجاوب مع الخطة التي كشف عنها الوزير طارق متري وقال إنها ستُعرض قريباً على مجلس الوزراء لإقرارها.
لكنّ الملف الأهم، يبدو أنه يتعلق بمزارع شبعا المحتلة، إذ يتردّد في الآونة الأخيرة على مسامع المسؤولين اللبنانيين عن نية سوريا الإعلان أنها أراضٍ سوريّة، ما قد يفتح نزاعاً بين البلدين، برغم أن جهات لبنانية كثيرة، لا تمانع في اعتبار هذه الأراضي سوريّة، لأن في ذلك ما يعطّل حجة المقاومة بالعمل على تحريرها.
وقالت المصادر إن «ملف شبعا نوقش سابقاً في الزيارات التي قام بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا، وإن الجانب السوري تحدّث عن عملية مقايضة تقوم على تنازل سوري في الحدود الشرقية لمناطق متاخمة للقلمون الغربي من بينها بلدات شيعية داخل الأراضي السورية مقابل تثبيت شبعا حتى تكون جزءاً من مرتفعات الجولان، وهذا التبادل هو بسبب الوثاثق التي تؤكد أن المزارع هي جزء من قضاء حاصبيا».
أما عن الشق الآخر من الزيارة، فهو يتعلق بالتموضع الجديد لسوريا. وتشير مصادر مطّلعة إلى أن «القيادة السعودية طلبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للمملكة تفويضها بالملفين السوري واللبناني، على أن تكون هي عرّابة التفاهم لحكومة البلدين ومرجعيتهما السنّية».
وتقول المصادر إن «الرياض حالياً لديها نفوذ لا يستهان به في سوريا، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالملف اللبناني، حيث يتصرف معها المسؤولون السوريون كمرجعية، وهي من يحدد جدول الأعمال السوري المرتبط في لبنان».
ودخل هذا الأمر، في إطار الدور السلبي الذي تقوم به المملكة في لبنان، حيث تؤكد مرجعيات أساسية في البلد أن الرياض تتقدّم الولايات المتحدة الأميركية في ضغوطها على لبنان وتحريك جماعتها في الداخل ضد حزب الله، وتمويل الحملات الإعلامية في وجهه.
من جهة ثانية، يتردّد أن زيارة أخرى لا تقلّ أهمية، قد تحصل إلى لبنان قريباً، حيث يجري الحديث عن احتمال قيام السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك بزيارة إلى لبنان، وأن الموفدة مورغان أورتاغوس قد ترافقه كآخر زيارة لها إلى لبنان.
وإذ تؤكد مصادر متابعة أن باراك سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري، لكنّ لبنان لم يتبلّغ حتى الآن أي مواعيد رسمية، مشيرة إلى أن «الأجواء التي تسبق الزيارة، تشير إلى موقف أميركي سلبي من أداء الدولة اللبنانية تجاه حزب الله، خصوصاً أن التصور الأميركي كان يعتبر أن الدولة ستقوم بالعديد من الإجراءات في وقت سريع وهذا ما لم يحصل».
لودريان: المزيد من الضغوط
تضمّ الروزنامة اللبنانية هذا الشهر زيارة يجريها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت ويستهلّها اليوم الثلاثاء بلقاء المسؤولين من أجل بحث عدد من الملفات وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وترتيباته وإعادة الإعمار والإصلاحات.
وفيما قالت مصادر مطّلعة إنّ «زيارة لودريان تأتي في سياقها الطبيعي، خاصة أنّ فرنسا مهتمّة بالدرجة الأولى بملف إعادة الإعمار والحضور على الساحة اللبنانية وتثبيت هذا الحضور»، أكّدت أن «موضوع اليونيفل سيكون في صلب محادثات لودريان، حيث تحرص فرنسا على بقاء هذه القوات في جنوب لبنان وتعارض إنهاء دورها».
لكنّ هناك إشارات إلى أن الجانب الفرنسي يحاول إقناع الحكومة في لبنان باتخاذ خطوات أكثر فعالية في ملف سلاح حزب الله، من أجل ضمان التأييد الدولي للبنان، ومن أجل تسهيل حصوله على دعم اقتصادي عربي ودولي.
*****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب بحث مع نتنياهو خطورة عقدة التخصيب مع إيران… والمفاوضات الخميس
غروسي: قصف النووي الإسرائيلي وامتلاك سلاح نوويّ ردّ إيران على أي حرب
احتجاز سفينة مادلين في اشدود… وقافلة الصمود المغاربيّة بقيادة تونسية إلى ليبيا
لم تكتمل فرحة بنيامين نتنياهو عندما أبلغه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لن يقبل بتخصيب الإيرانيين لليورانيوم وأن تداعيات رفضهم لمقترحات مبعوثه ستيف ويتكوف لاتفاق التي تنص على الامتناع عن التخصيب خطيرة، ذلك أن ترامب تابع الحديث ليقول إن فتح الطريق أمام المزيد من التفاوض كاشفاً عن جلسة تنعقد الخميس المقبل، ما يعني أن الانسداد ليس نهائياً، وأن التمسك برفض التخصيب قد يشهد تدويراً للزوايا، خصوصاً أن ترامب أبلغ نتنياهو أنه قدّم مقترحاً جديداً لإيران ينتظر الجواب عليه خلال أيام، بينما كان نتنياهو لا يزال تحت تأثير صدمة الكشف الإيراني عن الكنز الاستخباريّ الذي بات بين أيديهم حول كل شيء عسكري واستراتيجيّ وسريّ في «إسرائيل»، وجاء كلام مدير وكالة الطاقة الذرية رافاييل غروسي لصحيفة جيروزاليم بوست، ليؤكد التهديد الإيراني بامتلاك سلاح نوويّ وبقصف المنشآت النووية الإسرائيلية رداً على أي استهداف لإيران.
ثقة قادة الكيان بالقدرة على خوض حرب مع إيران تراجعت كثيراً بعد عمليات الاستهداف الصاروخيّ للكيان من قبل إيران في عمليات الوعد الصادق 1 و2، والتي كشفت بصورة واضحة أن «إسرائيل» لا تستطيع حماية نفسها دون مشاركة اميركيّة فعالة، وهذا قبل أن يصبح الرد الإيراني مرتبطاً بما هو أبعد من مجرد الردّ على استهداف، بل في حال الدفاع الاستراتيجي كما هو الحال مع الملف النوويّ، وقبل أن يصبح بين يدي إيران ما بات بين يديها اليوم وهو كما يعرض إعلاميون إيرانيون كل شيء عن «إسرائيل» السرية سلاحاً وأرشيفاً وعمليات تنصت وتصوير واستطلاع وخطط استخبارية ضد دول عربية مثل مصر والأردن، وهو ما وصفه إعلاميون ومسؤولون سابقون في المخابرات الإسرائيلية للقنوات العبريّة، بقولهم إن «إسرائيلط باتت عارية أمام المرآة الإيرانية.
يحدث ذلك بينما يستشعر قادة الكيان بخناق العزلة يزداد حول أعناقهم ككيان وليس كحكومة فقط، فصورة الكيان في الخارج وخصوصاً في الغرب صارت في الحضيض، والشوارع الغربية تنفجر غضباً وتصل عدواها وضغوطها إلى الحكومات، وسفينة مادلين ليست إلا تعبيراً رمزياً عن ذلك، والتعامل الأرعن لجيش الاحتلال مع الناشطين الذين جاؤوا على متنها يزيد الطين بلة، بينما يستعدّ آلاف النشطاء للوصول إلى القاهرة جواً وتنظيم مسير لأجل غزة، وتلاقيهم قافلة الصمود المغاربية ليكتمل حشد عربيّ عربيّ داعم لغزة وفلسطين، فيما الوضع في غزة ضاغط إنسانياً لكنّه يزداد صلابة عسكرياً وترتفع كلفة العمليات العسكرية لجيش الاحتلال وهو يواجه شحاً في الموارد البشريّة يزداد تعقيداً مع انفجار العلاقة بين حكومة نتنياهو والحريديم الذين تقدّموا بمشروع قانون سوف يتمّ التصويت عليه غداً يدعو لحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
فيما خيّم الجمود على المشهد الداخلي بفعل عطلة عيد الأضحى، بقيت ارتدادات العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية تلقي بثقلها على المقار الرسمية التي أدانت العدوان ورفض لبنان الرضوخ للإملاءات والشروط الإسرائيلية، يعود النشاط السياسي اليوم مع حركة دبلوماسية لافتة باتجاه لبنان، حيث يصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت اليوم، ويناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مروراً بمصير اليونيفيل وصولاً إلى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله. فيما علمت «البناء» أن السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل لن يصل لبنان قبل شهر أيلول، وحتى ذلك الوقت سيملأ الموفد براك الفراغ.
ووفق معلومات «الجديد» فإن الموفد الأميركي إلى سورية طوم باراك سيزور بيروت وسيلتقي المسؤولين اللبنانيين ويضعهم أمام مسؤولياتهم.
والملاحظ أن العدوان الإسرائيلي الذي وصِف بالأقسى على الضاحية منذ إعلان وقف إطلاق النار، سبق وصول الموفدين الأميركي والفرنسي، كما كان يحصل مراراً عشية وصول الموفد الأميركي السابق عاموس هوكشتاين وكذلك المبعوثة الأميركية قيد الإقالة مورغن أورتاغوس، وذلك بهدف رفع الضغط السياسي والتفاوضي على المقاومة ولبنان.
وتربط مصادر سياسية بين موجة الغارات الأخيرة وسياق الضغط العسكري والسياسي على لبنان لفرض الشروط الأميركيّة بقوة النار الإسرائيلية، ورد إسرائيلي على التضامن السياسي والحكومي ولقاءات كتلة الوفاء للمقاومة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأيضاً رد على زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي إلى لبنان، وتوجيه رسالة إلى حزب الله بأن «إسرائيل» لن تسكت إزاء سعيه لترميم نفسه وإعادة التسلح، وذلك بعد اعتراض القوات السورية شحنة سلاح كانت تتجه للعبور إلى لبنان عبر الحدود.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» «أن حزب الله دشن خطوط إنتاج محليّة للمسيرات مستلهِمًا من التكتيكات التي برزت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، موضحة أن «المسيّرات تعتبر أبسط وأسرع في التصنيع والاستخدام مقارنة بالصواريخ والقذائف، كما أن الوصول إلى مكوّناتها وتجميعها أسهل بكثير، ما يمنح الحزب قدرة على المناورة والتطور العسكري رغم القيود الإقليمية».
وإذ يشير مرجع دبلوماسي لـ«البناء» إلى أن الجيش الإسرائيلي أبلغ الأميركيين والفرنسيين أنه لن ينسحب من النقاط الخمس في الجنوب حتى إشعار آخر، يُرجح خبراء ومحللون في الشؤون العسكرية أن يوسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية والأمنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وربما في بيروت، لكنهم يستبعدون اجتياحاً إسرائيلياً برياً للجنوب لأسباب عدة أولها غياب الحاجة للتقدّم البري في ظل الإمكانات التكنولوجية والاستخبارية والعسكرية ولتفادي الإنزلاق إلى مواجهة مكلفة بشرياً في ظل التخبط والانهيار المعنوي وضعف القدرة داخل الجيش الإسرائيلي، ويلفت الخبراء لـ«البناء» إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن بقاء سلاح مع حزب الله سوف يعود إلى بناء قوته من جديد وتهديد الأمن الإسرائيلي بعد سنوات، لذلك تحاول «إسرائيل» الاستفادة من فرصة الظروف الدولية والإقليمية وموازين القوى الجديدة للقضاء على حزب الله أو نزع سلاحه الثقيل بالحد الأدنى.
وأفادت أوساط مطلعة على موقف بعبدا لـ«البناء» إلى أن الاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون مع لجنة الإشراف الدولية ومع واشنطن وباريس بشأن العدوان الإسرائيلي لم تثمر، بسبب التعنت الإسرائيلي، حيث أبلغت الرئاسة الأولى الأميركيين بأن الجيش اللبناني تحقق من المباني المهدّدة وفق إنذارات العدو، ولم يجد أي سلاح أو صواريخ وفق زعم الاحتلال، لكن الأميركيين ابلغوا لبنان بأن إسرائيل لم تقتنع وتريد استهداف المباني وعلى الجيش اللبناني الإخلاء فوراً. كما لفتت أوساط السراي الحكومي لـ«البناء» إلى أن رئيس الحكومة نواف سلام أجرى اتصالات مكثفة بالأميركيين والفرنسيين للضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها والانسحاب من الجنوب، على أن يقوم رئيس الحكومة بعدة خطوات بعد عطلة العيد. وأكدت المصادر أن رئيس الحكومة لن يألو جهداً باتجاه المجتمع الدولي والأميركيين للضغط على «إسرائيل لوقف العدوان على الضاحية ولبنان».
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة النميريّة – النبطية جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة شخص إصابات بليغة.
وأمس، اجتاز 20 جندياً إسرائيلياً الخط الأزرق في منطقة «كروم المراح» في #ميس_الجبل وأجروا مسحًا داخل الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه «بتاريخ 8 /6 /2025، سقطت مسيّرتان تابعتان للعدو الإسرائيلي في بلدتَي حولا – مرجعيون وبيت ليف – بنت جبيل. وقد عملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما وإجراء اللازم بشأنهما».
إلى ذلك، أكَّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مواقف النائب فضل الله خلال إحياء حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد طالب عبد الله (أبو طالب)، في حسينية بلدة عدشيت الجنوبية أنَّ: «ما يعنينا هو قيام الدولة، من خلال مؤسساتها، بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها. وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبّر عن الموقف الرسميّ للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على لبنان كله؛ وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للاتّفاق».
وقال: «يستفيد العدوّ «الإسرائيلي»، اليوم، من عدم قُدرة الدولة على إيجاد معادلات الحماية والرّدع والمواجهة، وعدم قدرتها على القيام بخطوات تؤدي إلى منعِ الاعتّداءات «الإسرائيلية». وفي الوقت الذي لا نطالبُ الدولة اليوم أن تُواجه عسكريًّا لعدم وجود توازن عسكريّ، لكنها تستطيع أن تحشد عناصر القوّة كلها التي تملكها، سياسيًّا وشعبيًّا وأمنيًّا وإعلاميًّا، من أجل أن تضغط على الدول الراعية لوقف الاعتداءات».
وتابع عضو كتلة الوفاء للمقاومة: «يتحدّثون عن البيان الوزاري والالتزام به، بينما يتحدّث البيان بالترتيب عن حماية السيادة اللّبنانية وإعادة الإعمار وتولي الدولة حماية حدودها وردع المعتدي، واتخاذ الوسائل كافة لتحرير الأرض، بعدها تأتي البنود المتعلقة باستراتيجية وطنية للأمن الوطني، ومن خلالها تُناقش عناصر القوة بما فيها كيفية الإفادة من المقاومة».
في غضون ذلك وفي موازاة التصعيد العسكري الإسرائيلي انشغلت الأوساط السياسية بالأخبار التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية عن توجه أميركي – إسرائيلي لإنهاء مهمّة القوات الدولية العاملة في الجنوب لبنان.
وفيما أشارت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ«البناء» إلى أنها لم تتبلغ من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة أي قرار يتعلق بإنهاء مهمة اليونيفيل، أشار متحدث باسم الخارجية الأميركية، في حديث لـ«الميادين» إلى أن «تلك الأنباء غير دقيقة».
كما نفت مصادر معنية في اليونيفيل هذه الأخبار كاشفة لـ«البناء» عن ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة لإنهاء مهمة اليونيفيل، لكن الأميركيين والأوروبيين يريدون ذلك، وكشفت أيضاً عن ضغوط أميركية لتعديل صلاحية اليونيفيل وتوسيع حرية الحركة في الجنوب بقرار التجديد في مجلس الأمن في آب المقبل، كما شدّدت على أن دول أوروبا المشاركة في اليونيفيل لا سيما فرنسا وإيطاليا والصين وروسيا يرفضون إنهاء مهمة اليونيفيل ويشددون على استمرار الدور الذي تؤديه القوات الدولية في الحفاظ على الاستقرار على الحدود وتطبيق القرار 1701 ومنع العودة إلى الحرب فضلاً عن المهمات الإنسانية والإغاثية، وتشير إلى أن تعديل الصلاحيات وحرية الحركة يحتاجان إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، كما تلفت المصادر عن توجّه دولي لتخفيف الإنفاق على اليونيفيل بعد تقليص مهماتها عقب الحرب وانتشار الجيش اللبناني وتسلم الأرض في جنوب الليطاني وفق «الميكانيزم».
وأكد الناطق باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، في تصريح صحافي أنّ «ليس هناك أيّ نقاش حالياً بشأن وجود قوات اليونيفيل، وأي بحث في هذا الملف يتم داخل مجلس الأمن الدولي»، وأوضح تيننتي أن «قوات اليونيفيل تواصل أداء مهامها في جنوب لبنان، بالتنسيق والتعاون الكامل مع الجيش اللبناني»، مشدداً على أن «مجلس الأمن هو الجهة المخوّلة اتخاذ أي قرار يتعلق بوجود القوات الدولية أو الحاجة إليها». وأشار إلى أن «اليونيفيل بحاجة إلى إعادة الاستقرار في جنوب لبنان»، لافتاً إلى أن «انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط التي احتلتها في الجنوب ضروريّ لتحقيق ذلك». كما أكد أن «الجيش اللبناني ملتزم بتطبيق القرار الدولي، ويمارس دوره في الانتشار ضمن مناطق عمل اليونيفيل».
الى ذلك، شهدت حركة مطار بيروت الدولي، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب الذين استخدموا هذا المرفق الحيوي الهام خلال شهر أيار الفائت، لا سيما لجهة الوافدين إلى لبنان، والذين قارب عددهم 300 ألف وافد، وهذا العدد يعتبر الأعلى الذي يسجل في شهر أيار منذ العام 2019، وهذا الأمر يبشّر بالخير وبأن أعداد الوافدين إلى لبنان سترتفع توالياً مع بدء فصل الصيف وانتهاء العام الدراسيّ في معظم دول الخارج، وبالتالي بدء الإجازات الصيفية.
على صعيد آخر، وفيما أعلنت الناطقة باسم مفوضيّة اللاجئين ليزا أبو خالد أن المفوضية ستضطر إلى التوقف كاملاً عن دعم التكاليف الاستشفائيّة للنازحين السوريين مع نهاية عام 2025، كشف رئيس اللجنة الوزارية اللبنانيّة المكلفة ملف النازحين السوريين نائب رئيس الحكومة طارق متري أن اللجنة أنجزت خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين تقوم على مراحل عدة، وستعرضها على مجلس الوزراء في أقرب فرصة لأخذ موافقته على المضي قدماً بها.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط»: الكلام عن سحب «اليونيفيل» مجرد «شائعات»
ترقب طلب التجديد من الحكومة اللبنانية وسط مساعٍ لـ«ملاءمة» دورها بعد الحرب
وصف دبلوماسيون أمميون وغربيون لـ"الشرق الأوسط" التسريبات عن احتمال سحب القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، بأنها "غير دقيقة" و"مجرد شائعات"، وسط استمرار ترقب طلب الحكومة اللبنانية تمديد مهمة هذه القوة التي ينتهي تفويضها الحالي مع نهاية أغسطس (آب) المقبل.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ"الشرق الأوسط" إن "التقارير المشار إليها غير دقيقة"، من دون أن يدخل في أي تفاصيل أخرى.
وتواجه "اليونيفيل" منذ أشهر وضعاً جديداً بعد الحرب الأخيرة عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، والتي نشأت ضمن تداعيات دخول "حزب الله" على خط حرب غزة بعد هجوم "حماس" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفي ظل مساعٍ متجددة لـ"ملاءمة" الوضع الجديد مع التطورات التي تلت الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على وضع حد للأعمال العدائية.
وتنتشر "اليونيفيل" في جنوب لبنان منذ مارس (آذار) 1978. وأدخلت بعض التعديلات على تفويضها بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وبعد حرب عام 2006 بين إسرائيل و"حزب الله". وتتكرر التجاذبات على "اليونيفيل" كل عام تقريباً مع اقتراب موعد التجديد لها؛ إذ إن بعض الدول تسعى إلى إدخال المزيد من التعديلات على المهمات الموكلة إليها.
آلاف الجنود
وتمتد منطقة عمليات "اليونيفيل" من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق. وهي تضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو 50 دولة، ونحو 800 موظف مدني. وينتشر حالياً في المنطقة نحو أربعة آلاف جندي لبناني.
وقال الناطق باسم "اليونيفيل" أندريا تينينتي لـ"الشرق الأوسط" إن "التحدي الأبرز الذي تواجهه (اليونيفيل) يتمثل في غياب حل سياسي طويل الأمد بين لبنان وإسرائيل". وأضاف: "تواصل (اليونيفيل) تشجيع الأطراف على تجديد الالتزام بالتنفيذ الكامل للقرار (1701)، واتخاذ خطوات ملموسة نحو معالجة الأحكام العالقة من القرار، بما في ذلك خطوات نحو وقف دائم لإطلاق النار". واعتبر أنه "من السابق لأوانه التكهن بما قد يبدو عليه تفويض (اليونيفيل) بعد أغسطس المقبل"، مذكّراً بأن القرار في هذا الشأن "يقع على عاتق مجلس الأمن".
ووصف أحد الدبلوماسيين ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الولايات المتحدة تميل إلى المطالبة بإنهاء تفويض "اليونيفيل"، بأنه "تهويل معتاد سعياً إلى التأثير على لبنان وغيره من الأطراف المهتمة بالتجديد لـ(اليونيفيل) ودورها في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، وعلى طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل".
وقال دبلوماسيون غربيون إن الدبلوماسيين المعنيين في الأمم المتحدة يترقبون وصول رسالة من لبنان تعبر عن الرغبة في التمديد لعام إضافي للقوة. وتوقع أحدهم أن تتضمن الرسالة اللبنانية مطلباً واضحاً بانسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، ومنها التلال الخمس التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية منذ أشهر.
وبموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يجب على إسرائيل أن تنسحب من لبنان خلال مهلة 60 يوماً، غير أنها لم تفعل ذلك، ثم طالبت بتمديد بقائها في جنوب لبنان حتى 18 فبراير (شباط) الماضي، في مطلب أيدته واشنطن. ولا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في تلال الحمامص والعويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية. ويسعى لبنان إلى حل لهذه المسألة عبر اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف الأعمال العدائية، وعبر اتصالات مكثفة بين الجانبين اللبناني والأميركي.
ويسعى لبنان أيضاً إلى تضمين رسالته مسألة إطلاق اللبنانيين الذين تحتجزهم إسرائيل. وأكد دبلوماسي آخر أن فرنسا باعتبارها "حاملة القلم" في ما يتعلق بشؤون لبنان في مجلس الأمن "تنوي مواصلة العمل لتجديد التفويض" الخاص بـ"اليونيفيل".
فكرة الانسحاب
وكانت الصحف الإسرائيلية نسبت الأحد إلى "محللين إقليميين" تحذيرهم من أن خطوة سحب "اليونيفيل" قد "تهدد استقرار لبنان الهش بتعريضه لعمليات عسكرية إسرائيلية مباشرة، في حين لا تزال الحكومة في بيروت تكافح من أجل نزع سلاح (حزب الله) والفصائل الفلسطينية"، مضيفة أنه "يُنظر إلى إسرائيل على أنها تسعى إلى فرض ترتيبات أمنية جديدة على الحدود مع لبنان، مستغلةً استعداد إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب لتلبية مطالبها".
وكان المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي اقترح أخيراً أن على إسرائيل والولايات المتحدة "إطلاق مبادرة دبلوماسية مشتركة لإنهاء تفويض (اليونيفيل)، كجزء من ترتيب أمني أوسع بين إسرائيل ولبنان، برعاية الولايات المتحدة، يشمل آليات أمنية متكاملة لتحل محل القوة الدولية".
ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "الولايات المتحدة لم تحسم قرارها بعدُ في شأن دعمها المستقبلي لـ(اليونيفيل)، لكنها ترغب في رؤية إصلاحات كبيرة، مما قد يعني سحب الدعم". وأضافت أنه "من الأسباب التي ساقتها الولايات المتحدة لتغيير موقفها في شأن (اليونيفيل): الرغبة في خفض ميزانية الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون الأمني المباشر بين إسرائيل ولبنان".
225 مخبأ أسلحة
لم يشأ المسؤول الأممي التعليق على مواقف الولايات المتحدة أو إسرائيل في ما يتعلق بالتجديد لـ"اليونيفيل"، لكنه أشار إلى ضرورة احتفاظ "اليونيفيل" بحرية التنقل في منطقة عملياتها. وقال: "نحن ننفذ مئات النشاطات العملياتية يومياً، ونادراً ما نشهد قيوداً على حرية تنقلنا. في بعض الحالات، يعود ذلك إلى سوء فهم، وفي حالات أخرى يعتقد السكان المحليون خطأً أن أفراد الجيش اللبناني بحاجة دائمة إلى الوجود معنا". وأكد أنه "يمكن لـ(اليونيفيل) القيام بنشاطاتها مع الجيش اللبناني أو من دونه، وفقاً للقرار (1701)"، علماً أنه "حتى النشاطات التي تُنفذ من دون الجيش اللبناني، تنسّق وتُخطط مع الجيش". وقال أيضاً: "يبقى تنفيذ القرار (1701) من مسؤولية الأطراف، ولا تستطيع (اليونيفيل) فرضه".
ولفت تينينتي إلى أن "(اليونيفيل) لا تملك تفويضاً لدخول أي مكان بالقوة إلا إذا كانت هناك أدلة موثوقة على وقوع أعمال تؤدي إلى نشاط عدائي وشيك في ذلك المكان"، مذكّراً بأن "لبنان دولة ذات سيادة، وكما هي الحال في أي بلد آخر، يوجد إطار قانوني لدخول الممتلكات الخاصة". وكشف أنه "خلال الأشهر الخمسة التي مرت منذ التوصل إلى تفاهم وقف الأعمال العدائية، اكتشف جنود حفظ السلام التابعون لـ(اليونيفيل) نحو 225 مخبأً مشتبهاً به للأسلحة والذخائر، وأحالوا كل ما عُثر عليه إلى القوات المسلحة اللبنانية".
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
عون في الأردن.. ولودريان وتوماس باراك الى بيروت
وضعت نهاية الاجازة الرسمية في عيد الاضحى مساء امس حدا للاجازة السياسية التي امتدت على مدى اربعة ايام، غابت بفعلها التحركات والمواقف، باستثناء ارتدادات غارات اسرائيل على الضاحية الجنوبية، واستمرار الاشكالات بين قوات اليونيفيل والاهالي في بعض قرى الجنوب.
وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مرورا بمصير اليونيفيل وصولا الى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الاميركي توماس باراك الى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله، بقيت الحركة الداخلية في شبه جمود متأثرة بالعطلة.
الى الاردن
وسط هذه الاجواء، اعلنت رئاسة الجمهورية ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يغادر اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي.
اليونيفيل
في الوضع الجنوبي، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل. وقال في حديث تلفزيوني “ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان ودعمنا للجيش اللبناني “حجر الأساس” في عملية انتشاره، مشيرًا الى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان. وأضاف “حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع.” ولفت الى أنّ لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي وقال: “أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن.” وأشار تيننتي الى أنّ ” 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق “نوعا من الأمل” في منطقة جنوب لبنان”.
انهاء الدعم؟
ليس بعيدا، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”. وكتبت “الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات “اليونيفيل”، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم”. وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات “اليونيفيل” يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب. ووفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات “اليونيفيل”. وأضافت: “اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان”.
نفي
في المقابل، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” ستنتهي بأنها “غير صحيحة”. وأشارت هذه التقارير إلى أن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة اليونيفيل في آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن إسمه أن “هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة”.
هيكل – بلاسخارت
وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هانيس بلاسخارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
حصر السلاح
في السياسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي ان “للذهاب باتجاه البناء والاعمار يجب على محور الممانعة الوفاء بالالتزامات التي تعهّد بها ووقع عليها من دون قيود أو شروط لكي لا نعود دولة فاشلة ومارقة”، مؤكداً أنّ “الحلّ الدبلوماسي وحده ينقذ لبنان ويُنهضه من محنته”. أضاف “بالطبع هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله الذي يعيش حالياً حالة إنكار تام، إنما المسؤولية الأكبر تقع اليوم على عاتق الدولة التي يجب ان تحسم أمرها لجهة حصر السلاح بيدها وحدها، كما يجب عليها وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها”. وتوجّه الى رئيس الجمهورية “فخامة الرئيس، من المهمّ جداً أن نعطي إنطباعاً جيداً للرأي العام الداخلي والخارجي بأننا سائرون باتجاه الدولة الحقيقية صاحبة القرار والسيادة على كامل أراضيها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نحصّن فيها ساحتنا الداخلية ونحصل على الدعم الخارجي المنشود”.
واهمون: من جانبه، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أن “ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق. وبعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون وسيحصدون نتائج هذه الأوهام”.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
إنّه زمن التحوّلات... وهامش الوقت يضيق
براك وبولس "ثنائي أميركي" من أصل لبناني يتولى الملف مرحلياً
وصل لبنان إلى مفترق طرق حيث على السلطة التنفيذية أن تحدد موقفها بوضوح لا لبس فيه من أي طريق ستختاره كي تواجه أخطر الأزمات منذ انطلاق العهد الجديد رئاسة وحكومة؟ لم يكن لهذا السؤال من مبرر لولا تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية الخميس الماضي على الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ توقيع وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. وترافق مع هذا التصعيد طرح مصير «اليونيفيل» لجهة بقائها أو عدمه عندما تنقضي ولايتها نهاية آب المقبل.
وتعتبر أوساط دبلوماسية لـ «نداء الوطن» أنه آن الأوان لكي يتخذ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الموقف الذي لم يتخذاه بعد ألا وهو طرح مسألة تسليم «حزب الله» سلاحه وتفكيك بنيته العسكرية كشرط لانفتاح الأفق أمام تلقي لبنان المساعدات التي تكفل له الشروع في عملية إعادة الإعمار وإطلاق عجلة النهوض المتوقفة حالياً.
ومما قالته الأوساط أيضاً: «يجب أن نعترف بحقيقة حرجة. فبعد أكثر من ستة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار، أصبح من الواضح أن كلاً من السلطات اللبنانية (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء) و«حزب الله» ما زالوا يراوحون مكانهم. فعلى الرغم من الزيارات الدولية العديدة التي قام بها الرئيس جوزاف عون والوفود الأجنبية التي تزور لبنان، لم تصل أية مساعدات».
أضافت: «القضايا الرئيسية أمام لبنان حالياً هي:
1. موقف «حزب الله»: لا يزال يرفض الإعلان عن أي نية لنزع سلاحه أو تفكيك بنيته التحتية العسكرية.
2. السلطات: لم تتخذ زمام المبادرة للتصدي لوجود أسلحة خارج سيطرة الدولة.
ونتيجة لذلك، لا يزال لبنان يدور في حلقة مفرغة وهو عرضة للهجمات الإسرائيلية، غير مستقر سياسياً وراكد اقتصادياً، بدون استثمار حقيقي أو ازدهار».
وبدلاً من تقديم الحلول، يؤخر «حزب الله» التقدم. ليس لدى السلطات القدرة على عكس الأحداث الجارية أو تحدي التحولات الإقليمية الأوسع نطاقاً. تقاعسها عن العمل، أو سلبيتها المحسوبة، تضر الآن بالبلاد».
وتطرقت الأوساط الدبلوماسية إلى ما يطرح بشأن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، فأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري شدد سابقاً على أن لبنان بحاجة لـ «اليونيفيل» لسببين: اقتصادي، ومنع الاحتكاك المباشر مع إسرائيل تجنباً لحرب جديدة. والسؤال: لماذا استمرار استفزاز «حزب الله» لهذه القوات؟ ويقول «الحزب» في الوقت نفسه: نثق بالجيش الذي لا يتهمنا ولا نثق بـ «اليونيفيل» لأنها تتهمنا، ما يعني أنه لا يزال لدى «حزب الله» سلاح يريد إخفاءه ما يسقط كل مقولة خلو منطقة جنوب الليطاني من السلاح.
وتساءلت الأوساط هل هناك خلاف بين «حزب الله» وبري؟ وهل ستكون النتيجة دعوة إسرائيل إلى التحرك من خلال إضعاف «اليونيفيل؟»
وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى «أن هناك غياباً واضحاً للقيادة الحاسمة ذات الرؤية على مستوى رئاستي الجمهورية والحكومة ما يجعل الشعب اللبناني يدفع الثمن سياسياً واقتصادياً وأمنياً». وأعادت التذكير بكتاب «القيادة»، وهو آخر عمل منجز لوزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر قبل وفاته العام الماضي. فالقيادة الاستثنائية، بمعتقده، تتطلب إما رجل دولة أو صاحب رؤية. ورجل الدولة «مهمته التلاعب بالظروف بدلاً من تركها تتلاعب به مع ضمان احتفاظ مجتمعه بإحساسه الأساسي بنفسه من خلال التطورات التي يشجع على إحداثها داخله». ومصادر أخرى أبدت خيبة أملها، ففي رأيها إنه زمن التحولات الكبرى ويبدو أن رئيس سوريا التقط الفرصة التاريخية بينما العهد والحكومة يمارسان حتى الآن السياسة اللبنانية التقليدية في ظرف غير تقليدي واعتيادي أبداً. وتخوفت أن ينطبق على المسؤولين ما قاله تشرشل لرئيس الحكومة البريطانية تشامبرلين «لقد خُيِّرت بين العار والحرب، لقد اخترت العار وستحصل على الحرب»، وفي الموضوع اللبناني سيُقال «بين المواجهة والمهادنة اخترتم المهادنة وستحصلون على المواجهة».
«ثنائي أميركي» إلى لبنان
في ظل هذه التطورات، تؤكد مصادر قريبة من الخارجية الأميركية أن واشنطن تدرس دورها وخطواتها السياسية تجاه الملف اللبناني الذي من المرجح أن يتسلمه موقتاً «الثنائي الأميركي» توم براك ومسعد بولس. وتلفت مصادر البيت الأبيض إلى أن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك قد يتولى الملف الأمني الاقتصادي الذي يتقاطع العديد من تفاصيله مع الملف السوري، فيما يستمر بولس في منصبه الاستشاري في الملف اللبناني، لا سيما السياسي المحلي منه.
ومن المعروف أن شخصية براك حازمة ولا يساير بموضوع «حزب الله». ويعني أن أميركا لا تزال مهتمة جداً بالملف اللبناني. وبعد انتهاء مهمة المبعوثة الأميركية السابقة مورغان أورتاغوس، قد يتسلم الملف اللبناني بعدها السفير ميشال عيسى. لذا، مهمة «الثنائي» هدفها عدم حصول فراغ خصوصاً مع تسارع الأحداث وسط جو لدى المسؤولين اللبنانيين بأن الإدارة الأميركية تنظر بريبة إلى التطورات الراهنة. لذا، سيتحرك الثنائي براك - بولس لأن تثبيت عيسى إذا لم يحصل هذا الشهر في الكونغرس فسترحّل المسألة إلى ما بعد العطلة الصيفية أي إلى أيلول المقبل.
لودريان في بيروت وعون اليوم إلى الأردن
وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين حين يلتقيهم ظهراً رئيسي الحكومة ومجلس النواب ومساء رئيس الجمهورية، الملفات كلها من اتفاق وقف النار مروراً بمصير «اليونيفيل» وصولاً إلى الاقتصاد، أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس جوزاف عون يغادر اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي.
«اليونيفيل» تبقى أم لا؟
وفي السياق، قال الناطق باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل»، أندريا تيننتي أمس، إن مجلس الأمن الدولي هو الجهة المخولة باتخاذ أي قرار يتعلق بوجود «اليونيفيل» في جنوب لبنان، مؤكداً عدم وجود أي نقاش بهذا الشأن حالياً.
وقال «نحن بحاجة إلى إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان، ويتطلب ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي احتلتها مؤخراً»، وأكد تيننتي أن «الجيش اللبناني يلتزم بتنفيذ القرار 1701 وينتشر في المناطق المطلوبة وفق التنسيق القائم بينه وبين اليونيفيل».
وفيما ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلاً عن مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات «اليونيفيل»، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» ستنتهي بأنها «غير صحيحة». وأشارت هذه التقارير إلى أن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة «اليونيفيل» في آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن «هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات الطوارئ».
وسط هذه الأجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
غارات إسرائيل واتهاماتها مستمرة
ميدانياً، شنّت مسيرة إسرائيلية عصر أمس غارة بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة على طريق وادي النميرية - زفتا قرب مسجد قيد الإنشاء. وقد اشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة التي دفعتها قوة الانفجار إلى جانب الطريق. وأسفرت الغارة عن مصرع شخص.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية «بأن الوحدة 127 التابعة لـ «حزب الله» التي قصفها الجيش الإسرائيلي قبل أيام تشرف على إنتاج المسيّرات محلياً. وأضافت «مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية يستكملون تحقيقاتهم بشأن مسيرات «حزب الله» المحلية الصنع خلال الأيام المقبلة». وأوضحت أن «حزب الله» دشن خطوط إنتاج محلية للمسيرات والصواريخ».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :