أصدر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية
بيان إثر العدوان الصهيوني الغاشم المتمادي على لبنان، لا سيّما ما حصل عشية عيد الأضحى المبارك ليل أمس،
جاء فيه
لم تعد تجدي بيانات الإستنكار، على ندرتها في الداخل اللبناني، لأسباب مختلفة، منها ما يتصل بخوف البعض من السيّد الأميركي الذي يحركهم، ومنها ما يرتبط بالتماهي مع أهداف العدو الصهيوني، حتى ولو كان ذلك على حساب سيادة لبنان واستقلاله، إضافة إلى آخرين يئسوا من إحداث أي فرق في المعادلة السياسية الداخلية.
وأمام خطورة التمادي الإسرائيلي في عدوانه على لبنان الشعب والأرض والسيادة، يهم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبناني أن يؤكد على ما يلي:
أولاً: إن الكيان الصهيوني هو كيان مؤقت زرعه الإستعمار في قلب منطقتنا، لإثارة الفتن والحروب، في سبيل منع شعوب المنطقة من التقدم والإزدهار والإستقرار، وهو كيان غير شرعي، ولن يكون غير ذلك في يوم من الأيام، لأنه قائم على الإحتلال والتهجير والقتل والإجرام، وهو كيان إرهابي يشكل خطراً على شعوب المنطقة بأكملها، ولا يمكن التعايش معه، بل تجب مواجهته بشتى الوسائل المشروعة، وعلى رأسها المقاومة.
ثانياً: إن طبيعة هذا الكيان الإجرامية، تجعله لا يقيم وزناً للقانون أو القرارات الدولية، وبالتالي فإن أي حديث عن إتفاقيات أو تفاهمات معه هو وهم وسراب، ولن يحقق الإستقرار والأمن للدولة التي تظن أن هذه الإتفاقيات ستحميها من عدوانيته وغطرسته وإرهابه.
ثالثاً: أثبتت التجارب والوقائع أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة المقاومة، وبالتحديد المقاومة المسلحة المستندة إلى حاضنة شعبية واعية، وفيّة ومضحّية، والتاريخ القريب يشهد أن تحرير أيار ٢٠٠٠، وانتصار تموز وآب ٢٠٠٦، والصمود الأسطوري في الحرب الأخيرة على لبنان في العام الماضي، كل ذلك ما كان ليحصل لولا تضحيات المقاومين الأبطال، ودعم الجيش والشعب، في أروع ملاحم البطولة والفداء التي ميّزت لبنان عن سواه من دول المنطقة.
رابعاً: إن الجهات الضامنة لإتفاق تطبيق القرار ١٧٠١، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية، هي الراعي الأساسي للعدو الصهيوني في اعتداءاته المتكررة على لبنان، دولة وشعباً وسيادة، وبالتالي فإن أي حديث عن الدبلوماسية لتحقيق الأمن والإستقرار، وحفظ السيادة، هو كلام غير واقعي، ما لم يستند إلى قوة المقاومة التي تردع هذا العدو.
ولئن استطاع العدو تحقيق بعض الإنجازات في حربه الأخيرة على لبنان، من اغتيال قادة المقاومة، إلا أن الحقيقة الساطعة تبقى ظاهرة وواضحة أمام القاصي والداني، وهي عجز الآلة العسكرية الإسرائيلية، المدعومة بكل الوسائل العسكرية والتفوق التكنولوجي للغرب أجمع، عن احتلال قرية واحدة من القرى الحدودية، ومدينة الخيام تشهد، مما دفع بالعدو إلى ارتكاب المجازر بحق المدنيين.
خامساً: إن صمت بعض القوى السياسية في لبنان عن الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، يعطي رسالة للعدو للإستمرار في سياسته العدوانية، وبالتالي يجعل لبنان فاقداً للسيادة، وعرضة للإستهداف الدائم.
أمام ما تقدم يؤكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم في مواجهة العدوانية الصهيونية، وعدم الرهان على القرارات والإتفاقيات الدولية، وبشكل خاص عدم الرهان على الموقف الأميركي، الذي تصرح إدارته بشكل واضح وصريح أنها مع الكيان الصيوني الغاصب، والفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن يشهد على التماهي مع العدو في مجازره وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني.
ويؤكد اللقاء أن الحل يكون بالتناغم بين الدولة وشعبها، من خلال استراتيجية دفاعية تستند إلى التنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش الوطني، وكل القوى القادرة على العمل لمواجهة العدو الصهيوني، وفي مقدمها المقاومة.
إن لبنان وطننا جميعاً، وجميعنا معنيون بحمايته والدفاع عنه، فلنكن على قدر المسؤولية الوطنية، لنحمي بلدنا ونعمل على نهضته وتقدمه، ولأنه مرقد أجدادنا وآبائنا، ومرتع أبنائنا، فلن نتخلى عن واجب الدفاع عنه بكل ما اوتينا من قوة.
نسخ الرابط :