العطش يهدد لبنان: نقص المياه هذا العام الأسوأ منذ نحو 80 عاماً

العطش يهدد لبنان: نقص المياه هذا العام الأسوأ منذ نحو 80 عاماً

 

Telegram

 

صيف جديد يطرق أبواب لبنان، ولكنّه لا يحمل معه نسمات الانتعاش بل ينذر بعطشٍ قاسٍ وخطر متصاعد.
ففي بلد كان يُعرف بوفرة مياهه وينابيعه، يعيش شعبه اليوم تحت وطأة شحّ مائيّ يهدّد حياتهم اليومية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة. فالمياه التي كانت حقاً طبيعياً وبديهياً، تحوّلت إلى سلعة نادرة لا تُنال إلا بشق الأنفس، فيما الدولة تقف عاجزة عن مواجهة تحديات هذا الواقع المتدهور.
أشار رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبة لـ "نداء الوطن"، إلى أن أزمة نقص المياه هذا العام تُعدّ الأسوأ منذ نحو 80 عاماً. وقال: "استناداً إلى البيانات الإحصائية، تُعتبر سنة 2025 الأسوأ من حيث كمية المتساقطات المسجّلة في محطة بيروت - المطار، مقارنةً بالسنوات الماضية، حيث لم نشهد مثل هذا التراجع منذ عام 1933 أو 1935".
وأوضح وهيبة أن السنتين الماضيتين لم تكونا سيئتين من ناحية الأمطار، بل على العكس، فقد كانت السنة الماضية "كريمة جدًا". أضاف: "معدّل الأمطار السنوي في منطقة بيروت يبلغ حوالى 825 ملم، ولكن في العام الماضي سجلنا ما يقارب 1150 ملم، أي تجاوزنا المعدل بأكثر من 200 ملم. أما هذا العام، فالوضع مختلف تماماً، حيث لم نسجل حتى الآن سوى 382 ملم فقط، وهي كمية منخفضة جداً".
وعن أسباب هذا الانخفاض الحاد، أشار وهيبة إلى أن الصورة ليست واضحة بالكامل بعد، وقال: "قد يكون للتغير المناخي والاحتباس الحراري دور في ذلك، ولكن لا يمكننا الجزم. فهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد موسماً جافاً، حيث سبق أن كانت سنة 2014 ضعيفة من حيث الأمطار، وإن لم تكن بالسوء الذي نراه هذا العام".
 
وعلى الرغم من خطورة المؤشرات، لفت وهيبة إلى أن الوضع المائي لا يزال "مقبولاً" حتى اللحظة، إذ لم يبدأ المواطنون بعد بالتهافت على تأمين المياه. وختم بالتأكيد على أهمية الترشيد في الاستهلاك، قائلاً: "من الضروري أن نستخدم المياه بحكمة. فمثال على ذلك، إذا كان لدينا خزان ماء، يجب أن نحرص على عدم هدره، ونستهلك فقط الكمية التي نحتاجها في الاستخدامات المنزلية".
مع تراجع نسبة المتساقطات وتزايد الضغوط على مصادر المياه، يقف لبنان أمام تحدٍ جديد يهدد راحة الناس وأمنهم المعيشي.
 
فالأزمة المائية لم تعد احتمالاً مستقبلياً، بل واقعاً يفرض على الجميع التعامل معه بجدية ومسؤولية. الترشيد لم يعد خياراً بل ضرورة، والاستعداد لصيف قاسٍ يبدأ من الوعي اليومي بأهمية كل نقطة ماء.
وبين ما هو طبيعي وما هو ناتج عن الإهمال، يبقى الأمل معقوداً على تغيير السلوك ورفع جهوزية الدولة قبل أن يتحوّل العطش إلى أزمة لا يمكن احتواؤها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram