بري وضع حجر الأساس لانتظام علاقة “الثنائي” – سلام
ليس خافيا ان العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام لم تكن ابدا على المستوى السياسي المطلوب، فرئيس الحكومة القادم من المحكمة الدولية الى السراي، لم يكن مرشح الحزب لرئاسة الحكومة، وسجلت بداية التصادم بين الطرفين عند تكليف سلام رئاسة الحكومة، مع كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من بعبدا في الاستشارات النيابية عن اقصاء وخديعة، في دليل واضح وإثبات على النفور والتباعد السياسي الواقع مع سلام، لكن وعلى الرغم من ذلك لم يبق حزب الله خارج الحكومة، واختار المشاركة لكسر الحواجز السياسية .
ومع ان الإختلاف عمره من عمر الحكومة، فإن العلاقة بقيت تفتقد للكيمياء السياسية مما تسبب بمواجهات عديدة عند اي موقف او محطة. وجاءت في الفترة الاخيرة مقاربة سلام الحادة لموضوع السلاح ثقيلة جدا على الحزب قيادة وجمهورا، مما أضفى المزيد من التباعد بين الفريقين.
لدى الحزب حساسية مفرطة في موضوع السلاح، وهذه النقطة بالذات اصل وسبب الخلاف العميق بين الطرفين. وفي حين يمر كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون عن سلاح حزب الله بسلاسة وقبول لدى حزب الله، فالامر يبدو مختلفا لأي موقف يصدر عن رئيس الحكومة، فما يقوله سلام ولو كان شبيها لخطاب بعبدا، غالبا ما يسبب نقزة واستنفارا لدى حزب الله، الذي كوّن فكرة بأنه مقرب من المجتمع الدولي، وينفذ أجندة الغرب في موضوع السلاح.
هذا التوتر كما تقول المصادر، وضع مؤخرا على طاولة النقاش السياسي، بمحاولة سياسية لرئيس الجمهورية لضبط العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة. ومؤخرا دخل رئيس المجلس نبيه بري على خط المعالجة، ولا يختلف إثنان على ان كلام بري “بسخن منسخن وببرد منبرد”، فتح الباب لإعادة وصل الود بين “الثنائي” وسلام، بعد مرحلة طويلة من التجاذبات. فالحزب عاتب على السراي لتأخر إعادة الإعمار والموقف من السلاح، وقد أتت هتافات المدينة الرياضية لتصب الزيت على نار العلاقة الحامية.
زيارة سلام الى عين التينة شكلت تحولا في مسار علاقة “الثنائي” مع السراي، فرئيس الحكومة يسعى لترتيب وشدشدة حكومته، وحزب الله يسعى لود السراي بمواجهة الضغوط الدولية . من هذا المنطلق، فان لقاء عين التينة بين بري وسلام هو بداية ستاتيكو جديد في علاقة “الثنائي” والسراي. ووفق المعلومات فان اللقاء تناول إعادة الاعمار بتفاصيله، من مطالب لجان التخمين وإصدار مراسيم وقوانين، ويمكن القول ايضا ان هذا اللقاء وضع حجر الاساس لمداميك علاقة مستقرة ومقبولة في المستقبل بين سلام والحزب.
الود الذي تحدث عنه الحزب وسلام سيترجم كما تؤكد المصادر، بلقاء قريب في السراي للمصارحة والمكاشفة وفتح صفحة جديدة في العلاقة، بتأكيد النائب رعد “سنلاقي رئيس الحكومة في أقرب وقت”. فالحزب مستاء من أداء الحكومة وعدم الإلتزام بالبيان الوزاري، ولديه تحفظات على المقاربة الحكومية لملف السلاح وإعادة الإعمار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي