افتتاحية صحيفة النهار:
لبنان السياسة في "قمة دبي": عدنا وعدتم إلينا تحضيرات أمنية للموسم السياحي والجنوب قَلِق
سلام: لا ينسى لبنان لفتات الأشقاء في الخليج العربي. وأشير شاكرا إلى قرارات الدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الإخوة الإماراتيين لبلدهم الثاني لبنان
مع أن فعاليات قمة الإعلام العربي المنعقدة في دبي منذ الإثنين تعدّ الحدث الإعلامي الأبرز المتصل بتطور الإعلام العربي والعالمي، فإن طبيعة المؤتمر ومكان انعقاده والدولة الراعية لم تبخل على لبنان بإضافة بارزة إلى المساهمة الإعلامية بمشاركة سياسية بارزة ومميزة.
والحال أنه وسط المراوحة النسبية في المشهد الداخلي عقب انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية وترقب مآل الاستحقاق الأبرز المتصل بملف استكمال بسط سيادة الدولة وسحب كل سلاح خارج سلطتها، بدا واقع ملف العلاقات الثنائية بين لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة متجها نحو مزيد من التعزيز، سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى تنمية التبادل الإعلامي والاقتصادي، بدليل المصادفة التي جمعت بين وجود وفد إماراتي رسمي في بيروت في اليومين الأخيرين للبحث في تنفيذ تفاصيل ما اتفق عليه إبان زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون لأبو ظبي قبل أسابيع، وحضور رئيس الحكومة نواف سلام مع وزيري الثقافة والإعلام قمة الإعلام العربي في دبي، علما أن سلام كان خطيباً أساسياً في افتتاحها، بما اكتسب دلالات بارزة لجهة تخصيص لبنان ورئيس حكومته بهذه اللفتة.
وتزامنت المشاركة اللبنانية الحكومية في القمة الإعلامية العربية في دبي مع اجتماع عون في قصر بعبدا بوفد إماراتي حضر للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانية، ترجمةً لنتائج القمة اللبنانية – الإماراتية. وأكد رئيس الجمهورية أن "الاهتمام الذي أبداه الشيخ محمد بن زايد بدعم لبنان يؤكّد عمق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".
وقال: "وجود البعثة الإماراتية في بيروت اليوم يُشكّل ترجمةً عمليةً لهذه العلاقة التي تنمو يومًا بعد يوم، وهي مصدر شكر وتقدير من الشعب اللبناني بكل فئاته". وكان تشديد على أن "زيارة الوفد الإماراتي للبنان تُشكّل امتدادًا لزيارة الرئيس عون الأخيرة لأبو ظبي".
أما في قمة دبي التي تشارك "النهار" فيها) راجع الوقائع الإعلامية للقمة(، فأسبغ الحضور الحكومي اللبناني في افتتاحها وجلساتها أمس عاملا إضافيا بارزا عزز الحضور المميز عموما للإعلام والإعلاميين اللبنانيين في فعاليات المؤتمر الذي يعدّ الأبرز والأكبر سنويا منذ نحو عقدين. وجديد المشاركة اللبنانية أن رئيس الحكومة تناول في كلمته، إلى جانب الملف الإعلامي، الملف السياسي اللبناني وتطوراته، وكرر أمام المؤتمر التزامات الحكومة ولبنان الرسمي في ما يتصل بالإصلاح والسلاح خارج سيطرة الدولة.
وأكد سلام الذي ألقى كلمته عقب كلمة شيخ الأزهر، أن “الإعلام لم يعد مرآة بل صار مصنعاً للسلم وللفتنة أحيانا، ونحن في حاجة إلى إعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار. ومع احترامنا الكامل للحريات وتأكيد أهمية حمايتها، نحتاج إلى إعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار، أي إعلام مسؤول، لا ينجر خلف الشائعات ولا يسخّر للتحريض والتزوير”.
وتطرق إلى الواقع الداخلي في لبنان قائلا: “لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي أنهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، أن يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروع واقعي: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم والقادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب”.
أضاف: “اليوم بعدما عاد لبنان إلى العرب، فهو مشتاق إلى عودة أشقائه العرب إليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. ولكن دعوني أذكر هنا بأننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 1701 ونلتزم وقف الأعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقا إسرائيلية يومية لسيادتنا. ولا ينسى لبنان لفتات الأشقاء في الخليج العربي. وأشير شاكرا إلى قرارات الدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الإخوة الإماراتيين لبلدهم الثاني لبنان. ولا ننسى أن نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفان وإخلاص في بلدهم الثاني، الإمارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة”.
وكان سلام التقى قبل افتتاح المؤتمر، شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، وقال بعد اللقاء: “كانت مناسبة للتشديد على أهمية مواجهة خطاب التطرف وتنمية ثقافة الحوار والانفتاح”.
أمن السياحة … والجنوب
في غضون ذلك، بدأت الاستعدادات الأمنية جديا لتعزيز أمن الموسم السياحي، إذ خصص حيز مهم من اجتماع مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية أحمد الحجار أمس لهذا الموضوع. وأشار الحجار إلى أن “الدولة اللبنانية أثبتت في الانتخابات البلدية تطبيقها مبدأ الحياد التام”، مؤكدا أن “الأجهزة المعنية عملت طيلة فترة الاستحقاق الانتخابي على حفظ الأمن والنظام وحماية العملية الانتخابية ومكافحة الرشى والمال الانتخابي، وأظهرت جدية والتزاما للشفافية المطلقة والنزاهة”.
وبحث المجتمعون في الأوضاع الأمنية وتفعيل إجراءات السير في كل المناطق.
كذلك أعطى الحجار التوجيهات للمعنيين باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة تحضيراً للموسم السياحي المرتقب، بدءا من المطار والطرق المؤدية إليه وكل المناطق اللبنانية.
وعلى صعيد الوضع الميداني في الجنوب، أعلنت قيادة الجيش أمس أنها في سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس إسرائيلي، مموه ومزوّد آلة تصوير في خراج بلدة بليدا – مرجعيون، وعملت على تفكيكه. توازيا، عملت الوحدة على إزالة ساترَين ترابيَّين أقامهما في بلدتَي بليدا وميس الجبل – مرجعيون الجيش الإسرائيلي.
وتوجهت آليات فوج التدخل في الجيش اللبناني برفقة مديرية المخابرات (مكتب تبنين) وجرافات فوج الأشغال إلى منطقة كروم المراح شرق مدينة ميس الجبل لإزالة الساتر الترابي الذي رفعه الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
وكانت القوة الإسرائيلية التي توغلت إلى كروم المراح عند أطراف ميس الجبل فجرا قد انسحبت، بعد رفعها ساتراً ترابياً وقضمها عشرات الأمتار من الأراضي اللبنانية.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
توقّع عاصفة بين سلام والحزب... و"الثنائي" الرابح الأكبر في البلديات
فيما لا يزال الوسط السياسي يقرأ في نتائج الانتخابات البلدية ومدى انعكاسها على الانتخابات النيابية المقرّرة السنة المقبلة، ارتفعت وتيرة الإنشغال بملف سلاح «حزب الله»، وجاءت المواقف التي أعلنها رئيس الحكومة نواف سلام من دبي حول ما سمّاه «التحرّر من ثنائية السلاح وثنائية القرار»، لتنذر بهبوب عاصفة سياسية بينه وبين «الحزب»، قد تُبدّد ما هو متبقٍ من ودّ بينهما، وذلك بعدما كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد اتفق مع الحزب على مناقشة ملف السلاح في أجواء هادئة بعيداً من أي تشنج، بالتزامن مع سعي حثيث لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701.
قالت أوساط سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه بعد الانتهاء من الانتخابات البلدية والاختيارية، فإنّ ملفات عدة ستتصدّر الاهتمام الرسمي والسياسي في المرحلة المقبلة وهي:
ـ مسألة معالجة السلاح الفلسطيني التي ستكون موضع جسّ نبض او اختبار أولي في بعض المخيمات قريباً، تطبيقاً لما تمّ الاتفاق عليه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته الأخيرة للبنان.
ـ ورشة إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي، وسط توقع ضغط متصاعد من الثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» على الحكومة ورئيسها نواف سلام في اتجاه البدء بخطوات محسوسة على هذا الصعيد بعدما طالت فترة الانتظار. علماً انّ هذا الملف كان موضع بحث خلال زيارة وفد كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية جوزاف عون.
ـ تحرير التلال الخمس التي لا يزال العدو الإسرائيلي يحتلها في المنطقة الحدودية وإطلاق الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال ووقف الانتهاكات الاسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، مع ما يتطلّبه ذلك من تفعيل للاتصالات الدولية، خصوصاً مع الدولتين الضامنتين وهما الولايات المتحدة وفرنسا، لإلزام تل أبيب بتنفيذ التزاماتها.
– إطلاق حوار بين رئيس الجمهورية و«حزب الله» حول الاستراتيجية الدفاعية، التي يُفترض ان تكون جزءاً من استراتيجية الأمن الوطني، وذلك بعد التأكّد من تطبيق إسرائيل مندرجات اتفاق وقف النار والقرار الدولي 1701.
ـ محاولة احتواء الضغوط الأميركية التي يرجح أن تزداد على الدولة اللبنانية لدفعها إلى اتخاذ إجراءات عملانية نحو نزع سلاح الحزب، وهذا هو المتوقع من زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس القريبة لبيروت.
ـ التحضير لموسم سياحي مزدهر مع ترقّب عودة الخليجيين إلى لبنان هذا الصيف، فيما كان وفد إماراتي يزور بيروت للبحث في فرص التعاون.
وأكّد عون خلال استقباله أمس الوفد الإماراتي برئاسة مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي السيد عبد الله ناصر لوتاه، الذي حضر إلى بيروت ترجمة لنتائج القمة اللبنانية – الإماراتية «انّ العاطفة التي أبداها سمو الشيخ محمد بن زايد تجاه لبنان ليست جديدة، بل تعكس العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وهي امتداد للدعم الذي قدّمه مؤسس الدولة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي دعا منذ الستينات للوقوف إلى جانب لبنان وإعماره، ولدى اندلاع الأحداث الأليمة قال كلمته التاريخية بأنّ لبنان بلد شقيق وعزيز، وانّ تعافيه واستقراره مسؤولية عربية مشتركة، وسنقف إلى جانب شعبه». وشدّد على «انّ المرحلة الراهنة تقتضي توسيع التعاون وتعميق مجالات التبادل والتكامل في اتجاهات عدة في التربية والحوكمة وإدارة القطاع العام إلى مبادرات القطاع الخاص والاستثمارات المختلفة، خصوصاً في اقتصادات المستقبل، أي اقتصادات المعرفة والرقمنة والتكنولوجيا العالية وغيرها، وخبرة الأشقاء في دولة الإمارات كبيرة في هذه المجالات».
سلام وبن زايد
وفي هذه الأثناء، بحث رئيس الوزراء نواف سلام مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي استقبله في ابو ظبي أمس «في العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك وإمكانيات تعزيزهما لمصلحة البلدين وبما يحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية والازدهار». حسب بيان رسمي، اكّد أنّ الجانبين عرضا لعدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكّدين أهمية العمل على تعزيز أسباب الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها وتنمية دولها.
وأكّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «موقف دولة الإمارات الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه ودعمها لكل ما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعبه الشقيق».
من جانبه، عبّر سلام عن شكره لرئيس دولة الإمارات، مقدّراً «موقفه الداعم للشعب اللبناني»، ومؤكّداً «الحرص على تعزيز علاقات لبنان مع دولة الإمارات في مختلف المجالات لما فيه الخير لشعبيهما».
وكان سلام أكّد في قمة الإعلام العربي المنعقدة في دبي، أنّ «الإعلام لم يعد مرآة بل صار مصنعاً للسلم وللفتنة أحياناً. ونحن بحاجة إلى إعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار»، معتبرًا، «أننا ملتزمون بالقرار 1701. ولا ينسى لبنان وقفات الخليج العربي إلى جانبه وخصوصاً الإمارات». وقال: «آتيكم من لبنان الذي ينهض من ركام أزماته وقد قرّر ان يستعيد دولته وكلمته، ومشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح والتحرّر من ثنائيّة السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار»، لافتًا إلى «أننا اليوم بعدما عاد لبنان إلى العرب فهو مشتاق إلى عودة أشقائه العرب اليه عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل».
عاصفة سياسية
وفي مقابل المناخ الإيجابي الذي ظهر في الأيام الأخيرة بين الرئيس عون و«حزب الله»، بدا أمس أنّ مناخ التوتر الذي برز بين «الحزب» وسلام آخذ في التوسع، ما يطرح السؤال: هل إنّ «البقية الباقية من الودّ» بين الجانبين، التي تحدث عنها النائب محمد رعد من قصر بعبدا مكتوب لها الاستمرار أم ستنقطع؟
وإذ كرّر رئيس الحكومة في دبي ما سبق أن أعلنه في الحوار مع قناة «سكاي نيوز عربية» لجهة الإصرار على مطالبة «حزب الله» بالتخلّي عن سلاحه للدولة، قائلاً انّ لبنان «قرّر أن يستعيد سيادته وأن يتحّرر من ثنائية السلاح التي كانت تسيطر على ثنائية القرار»، توقعت مصادر سياسية أن تؤدي مواقف سلام إلى «التسبب بعاصفة سياسية داخلية ربما تترك انعكاساتها على عملية بناء الدولة وتماسك القوى الداخلية في اللحظة الحرجة إقليمياً».
قراءة نتائج الانتخابات
في غضون ذلك، لا يزال الوسط السياسي ومعه الإعلام يقرآن في نتائج الانتخابات البلدية، على رغم من عودة الإنشغال بقوة بملف سلاح «حزب الله»، حيث قال مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية» انّ النقطة الأهم في هذا الاستحقاق، والتي لا لبس فيها هي انّ الثنائي استطاع تثبيت قوته على الأرض، وانّ «حزب الله» لا يزال موجوداً وحاضراً في العمق. واستخلص المصدر من الجولات الانتخابية الأربع الآتي:
ـ اولاً، تمكن «حزب الله» و حركة «أمل» من تأمين التوازن والمناصفة في بيروت، ومن دونهما كان من الصعب ان يتمثل المسيحيون بالمقاعد الـ12 أو حتى نصفهم او أقل في المجلس البلدي، وبالتالي نجحا في التأكيد على أنّهما حاجة ضرورية للتوازن في البلد.
ـ ثانياً حقق الثنائي فوزاً كاسحاً في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
ـ ثالثاً: تشتت الصوت السنّي وافتقاده للمرجعية.
ـ رابعاً: قلق وضياع لدى الطائفة الدرزية دفعت الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى الانكفاء في اتجاه الامير طلال أرسلان لإعادة ترتيب البيت الدرزي بينهما.
ـ خامساً: مسيحياً، تقدّم محدود لـ«القوات اللبنانية» وعدم هزيمة «التيار الوطني الحر» وبروز العائلات التقليدية التي اثبتت أنّها رقم صعب.
وعمّا إذا كان ممكناً إسقاط نتائج الانتخابات البلدية على الانتخابات النيابية المقرّرة في ربيع السنة المقبلة قال المصدر: «لا يزال هناك متسع من الوقت. وهناك احتمال كبير لمتغيرات قد تحصل». وأضاف: «صحيحٌ انّ الحسابات مختلفة بعضها عن بعض في الاستحقاقين، لكن من الواضح انّ المزاج العام، اقله عند الشيعة لا يزال تحت سقف «الثنائي»، وقد تمكن شدّ العصب من تحديد الأحجام بنحو أوضح». واستبعد المصدر حدوث أي تغيير على مستوى قانون الانتخاب، ما يعني انّ النتائج ستُعرف بنسبة كبيرة سلفاً.
حزام أمني
جنوباً، وفي ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف اطلاق النار والقرار 1701، سُجّل ميدانياً سعي إسرائيلي حثيث لإقامة حزام أمني في المنطقة الحدودية، حيث يقيم الجيش الإسرائيلي يومياً إنشاءات تدلّ إلى احتلال طويل لهذه المنطقة.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان امس، أنّه «في سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي، مموه ومزود بآلة تصوير في خراج بلدة بليدا – مرجعيون، وعملت على تفكيكه. كما عملت الوحدة على إزالة ساترَين ترابيَّين إقامهما العدو في بلدتَي بليدا وميس الجبل – مرجعيون. وتتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، وسط استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واعتداءاته على اللبنانيين، ولا سيما في منطقة الجنوب. أيضاً، توجّهت آليات فوج التدخّل في الجيش اللبناني برفقة مديرية المخابرات (مكتب تبنين) وجرافات فوج الأشغال إلى منطقة كروم المراح شرقي مدينة ميس الجبل، اليوم، لإزالة الساتر الترابي الذي رفعه الجيش الإسرائيلي مساء أمس (الاثنين) على الأراضي اللبنانية. وكانت انسحبت القوة الإسرائيلية التي توغلت إلى كروم المراح عند أطراف ميس الجبل فجراً، بعد رفعها ساتراً ترابياً وقضمها عشرات الأمتار من الأراضي اللبنانية».
الداخلية السورية
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية السورية، أنّ اللواء أحمد لطوف معاون وزير الداخلية للشؤون الشرطية استقبل وفداً من الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن ميشال بطرس.
وأفادت الوزارة عبر حسابها على منصة «إكس»، أنّه «جرى خلال اللقاء بحثُ آخر التطورات على الحدود السورية ـ اللبنانية، وسبل تعزيز التعاون المشترك لضبطها ومنع عمليات التهريب».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
أصوات «التغيير» مثّلت أقلّ من 10% من المقترعين... وبعلبك وراشيا استثناء
انتهت الانتخابات البلدية، بتثبيت القوى السياسية حضورها، حتى تلك المُغيّبة قسراً عن المشهد مثل تيار المستقبل، مقابل خساراتٍ مدوّية للّوائح الدائرة في الفلك التغييري في كلّ المحافظات، باستثناء لائحتين فقط شكّلت أرقامهما مؤشّراً لافتاً، على القوى السياسية المعنية قراءته، هما لائحة «بعلبك مدينتي» التي حصدت 32% من أصوات المقترعين في بعلبك، مع متوسط أصواتٍ بلغ 5500 صوت، ولائحة «راشيا تستحق» التي نالت 42% من الأصوات، مع متوسط أصواتٍ بلغ 1085 صوتاً.
بخلاف هاتين الحالتين، لم يصل تمثيل غالبية اللوائح المحسوبة على الجو التغييري وجمعيات المجتمع المدني إلى حدود الـ10%، وهذا ما تعكسه أرقام أبرز اللوائح.
بداية مع الحالة الأهم، وهي لائحة «بيروت مدينتي» التي نالت 8.8% من الأصوات، متراجعةً 28 نقطة مئوية عمّا حصلت عليه في الانتخابات البلدية عام 2016، علماً أنها لائحة العاصمة التي يمثّلها خمسة نواب تغييريين في المجلس النيابي، ومدعومة بشكلٍ أساسي من نائبين «تغييرييْن»، إلى جانب وجوه «تغييرية» برزت في الشأن العام منذ عام 2016. وفي مدينة صور، حصدت لائحة «صور مدينتي» متوسط أصوات بلغ 1000 صوت، ما يشكّل 10% من أصوات المقترعين، علماً أن الناشطين في صور كان لهم حضورهم البارز على صعيد الحراك عام 2019.
وفي طرابلس، «عاصمة الثورة»، حصدت لائحة «الفيحاء» 1293 صوتاً، بما يعادل 3.2% من أصوات المقترعين. وفي دير القمر، كانت حصّة لائحة «دير القمر مدينتي»، 5.5% من الأصوات. وعلى عكس بعلبك، جاءت نسبة أصوات «الهرمل للجميع» بحدود الـ9%. وفي النبطية، سجّلت لائحة «النبطية تستحق الحياة» حضورها بـ7% من الأصوات، إذ نالت 519 صوتاً مقابل 7200 صوت للائحة «تنمية ووفاء».
يروّج المعنيون بالجو التشريني - «التغييري»، من طبّاخي لوائح ومرشحين وناشطين، أنّ المسألة ليست مسألة ربحٍ وخسارة، بقدر ما هي تمسك بممارسة حقّهم بخوض «العرس الديمقراطي». غير أنّ مجرّد تسجيل الحضور، كيف له أن يبقى هو الغاية، وهل هو تذكير مستمر بوجود معترضين؟ وماذا بعد ذلك؟ أم أن المعترضين يفترضون أن في لبنان من لم يعلم بوجودهم بعد؟
إلا أن منطلقات «التغييريين» تخالف منطلقات الناخبين وأسئلتهم المُفترضة تلك. فهناك مصلحة، لمن ينطقون باسم الجو «التغييري» من نواب أو ناشطين، بتكريس وجود حالةٍ تغييرية يحاجُّون انطلاقاً منها، ويتحدّثون باسم قواعدها الشعبية المُفترضة، وينسبون إلى أنفسهم شرعية مستمدّة منها، علماً أنّ ما أوصل 12 منهم إلى الندوة البرلمانية، وما جعل من بعض الناشطين السياسيين «قادة» يتحدّثون باسم «التغيير»، لم يكن أكثر من مزاجٍ تغييري، عبّر عنه الناس في انتفاضة تشرين 2019، وهو آخذ بالضمور منذ سنوات، حتى وإن سمح في عام 2022، بوصول مجموعة نوابٍ إلى البرلمان مستفيدين من قانون الانتخابات النيابية القائم على النسبية.
وهو تراجع، بذاته غير منفصل عن وضع تسجيل الحضور هدفاً، حيث ليست هناك حاجة لا إلى العمل الجدّي، ولا إلى الانفتاح على التحالفات، ولا إلى علاقة متواصلة مع الناس، ولا همّ لفهم جميع الحساسيات التي تحكم خياراتهم الانتخابية.
صحيح أنّ نتائج الاقتراع القائم على القانون الأكثري، كما في حالة الانتخابات البلدية، لا يمكن الركون إليها بشكلٍ كامل لتقدير ما إذا كانت نتائج الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي بعد عام ستكون مشابهة أم لا، إلا أنّ المقاعد النيابية الـ11 لن تكون بالضرورة محسومة لصالح ما يُسمى الجو التشريني – «التغييري».
ومن المفارقات اللافتة، أن من خاضوا الانتخابات البلدية في الجنوب على سبيل المثال، باسم مستقلّين، استطاعوا خرق لوائح الثنائي حزب الله وأمل، وكانت حظوظهم أكبر ممن خاضوها باسم لوائح مدعومة من أشخاص وجهات كانت تدور في الفلك التغييري، كلائحة «النبطية تستحقّ» التي يحمل بعض أعضائها خطاباً سياسياً معادياً يتقاطع مع ما يقوله العدو الإسرائيلي. وهو مؤشّر إلى أنّ النَّفس المعارض ضمن الجو الشيعي، على محدودية تمثيله، ينبذ هذا الخطاب الذي يتلطّى أصحابه جنوباً بغطاء «التغيير».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
«غسل القلوب» في السراي؟ جهود «للمصالحة» بعد عودة سلام
استراتيجية أميركية جديدة و«اسرائيل» تسعى لاجهاض الحوار
تحقيقات المرفأ تبلغ القضاة
تشهد الايام المقبلة حركة ديبلوماسية ناشطة، بعدما انتظمت الحياة السياسية، مع انتهاء الانتخابات البلدية والنيابية، فيما ينتظر الجميع وصول نائبة المبعوث الأميركي الخاص الى المنطقة، مورغان اورتاغوس، لمعرفة ما ستحمله معها، وسط مخاوف متزايدة من اقدام اسرائيل على توسيع مروحة اعتداءاتها.
ومع تقدم ملف السلاح الفلسطيني الى صدارة المشهد محليا، وفي عواصم القرار الدولي والاقليمي، وبعيد الجولة التاريخية للرئيس الاميركي دونالد ترامب الخليجية، وما افرزته من تداعيات خصوصا على الساحة السورية، عاد الهم الامني ليتقدم على ما عداه في الداخل الاسرائيلي، وسط الخشية من تحول لبنان الى ساحة تصفية حسابات.
اجهاض الحوار؟
مخاوف حركت تل ابيب، متهمة حزب الله من جديد، بالسعي لاستعادة قدراته العسكرية، وتعزيز انتشاره وقدراته في بلدات الجنوب والمناطق المحاذية للحدود، مع ما يشكله ذلك من تحديات امنية متزايدة، ملوحة بتوسيع مناطق احتلالها في الجنوب، محتجة بذلك لتوسيع استهدافاتها كما حصل نهاية الاسبوع الماضي، رغم ان صفحات تابعة للمستوطنين، نشرت معلومات عن ان عملية الخميس – الجمعة، جاءت ردا على اختراق مسيرة لحزب الله الحدود ووصولها الى اجواء حيفا قبل ان تعود ادراجها، رغم ان الاخطر، في الادعاءات الاسرائيلية، هو في تحميل فريق القيادة المركزية الاميركية، المشرف على لجنة وقف النار، جزءا من مسؤولية تلك الشؤون الجوية، التي تتم بغطاء منها، في ظل تقارير اسرائيلية عن عدم القدرة على تدمير شبكة الانفاق والبنى التحتية للحزب.
وتوقعت المصادر ان تشهد الاسابيع المقبلة شد حبال داخليا وخارجيا، محوره السلاح، بعد سلسلة المواقف التي صدرت، عن اكثر من جهة معنية، تزامنا مع تصعيد ميداني اسرائيلي، بدأت بوادره، بهدف اجهاض اي محاولات لفتح قنوات الحوار الداخلي، مستبعدة حصول اي حرب في المدى المنظور، لعدم رغبة الطرفين المعنيين، اقله حتى الساعة.
ورأت المصادر ان كلام امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير، الذي بنى عليه كثيرون، ليس بجديد، فقد ذكره في اطلالتين سابقتين، «فحزب الله ليس لديه شيء اضافي ليقدمه في موضوع السلاح، الذي يتوقف على ما ستقوم به اسرائيل لجهة، وقف عدوانها، اطلاق الاسرى، وانسحابها من الاراضي المحتلة، مشيرة الى ان «واشنطن تراعي الخصوصية اللبنانية في بعض جوانبها، بطريقة يبقى خلالها لبنان في مرحلة الاستقرار وعدم الفوضى «المشروطين» ، الا ان ذلك لا يعني تفهما أميركيا بالمطلق».
استراتيجية جديدة
على هذه الخلفيات تتقاطع المعلومات، التي تحدثت عنها تقارير ديبلوماسية عديدة، والواردة من أكثر من عاصمة أن الاستراتيجية الأميركية المعتمدة في منطقة الشرق الاوسط قد اتخذت منحى جديدا بعدما انحرفت بشكل متدرج وغير متسرع عما كانت عليه من قبل، وأن هناك معطيات جديدة توحي بأن الرئيس ترامب مصمم على السير بمشروعه في المنطقة بمن حضر.
عليه، اعتبرت المصادر، ان الوصول الى وقف لاطلاق النار في غزة، وفقا للرؤية الاميركية، سيكون له تاثيره الايجابي الكبير في الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، لان ذلك سيفتح صفحة جديدة في المنطقة، وان كانت ملامحها غير واضحة بعد، ويصعب التكهن بها، على ما ينقل زوار واشنطن، مؤكدين ان الادارة تعمل على قدم وساق لاتمام هذه العملية.
وبناء على ما تقدم، نصحت المراجع الديبلوماسية بضرورة فهم عناوين الاستراتيجية الأميركية في لبنان والمنطقة نتيجة ما انتهت اليه زيارة ترامب الى المنطقة، لافتة الى أنها لا تخفي ما تريده من جميع الأطراف.
وحول الترتيبات العسكرية الجديدة، من اعادة نشر لفرقة الجليل، على طول الحدود مع لبنان، من مزارع شبعا الى الناقورة، وابقاء الفرقة 210، عملها في قطاع مزارع شبعا امتدادا الى هضبة الجولان، فترى فيه المصادر مجرد اعادة تمركز وتموضع، بعدما استقرت الاوضاع الى حد ما على طول هذا الخط الحدودي، في ظل الخطوات المتخذة من الجانب اللبناني، اذ ان هذا القرار كان مخططًا له منذ عدة أشهر، لكنه كان مرهونًا بثبات الهدوء النسبي على الحدود الشمالية.
توغل وانسحاب
وكانت توغلت فجر الثلاثاء قوة اسرائيلية في اتجاه الداخل اللبناني، قبل ان تعود وتنسحب بعد رفعها عدد من السواتر الترابية، قبل ان يعمد الجيش اللبناني، الى إزالة ساترَين ترابيَّين بعد إقامتهما في بلدتَي بليدا وميس الجبل - مرجعيون من قبل العدو، وفي منطقة كروم المراح شرقي مدينة ميس الجبل.
وفي سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي، مموه ومزود بآلة تصوير في خراج بلدة بليدا - مرجعيون، وعملت على تفكيكه.
زيارة للعراق
وفيما تردد ان رئيس الجمهورية سيقوم نهاية الاسبوع بزيارة الى العراق، حيث ستكون له سلسلة من اللقاءات والاجتماعات، لبحث قضايا مشتركة، يتوقع ان تنجع الجهود في تأمين لقاء بين وفد من حزب الله ورئيس الحكومة «لغسل القلوب» واستيضاح بعض ما ورد في حديثه مع محطة «سكاي نيوز»، بعد الامتعاض الذي اثاره في بيروت، ولدى بيئة الحزب تحديدا، في ظل اجواء التشنج التي خلفتها الهتافات التي رافقت وصول الرئيس سلام الى ارض ملعب المدينة الرياضية، لحضور مباراة الانصار والنجمة.
وفيما يتوقع ان يلتقي رئيس الحكومة بوزير الخارجية السورية على هامش زيارته الاماراتية، علم ان الوزير اسعد الشيباني، سيكون في بيروت قريبا، لبحث عدد من الملفات التي سبق وانطلق النقاش بشانها سابقا، وسط توقعات بتشكيل لجنة مهمتها موضوع النزوح السوري، وآليات تسويته بشكل نهائي.
سلام من دبي
وخلال مشاركته في قمة الاعلام العربي في دبي، أكد رئيس الحكومة أن «لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته، فمشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروع واقعي: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب».
وكان زار رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر في أبو ظبي، كما التقى على هامش فعاليات المؤتمر بشيخ الازهر.
ملف التعيينات
في ملف التعيينات علم ان التشكيلات الديبلوماسية سلكت طريقها الصحيح، حيث تم الاتفاق على عدد السفراء من خارج الملاك، فيما تبقى بعض العقبات الاجرائية، التي تحتاج الى التذليل، في ظل قرار الحكومة تفعيل عمل البعثات الديبلوماسية، في عواصم القرار، خلال الفترة المقبلة، خصوصا ان العديد من تلك المراكز شاغرة، او شل عملها بسبب الازمات المتلاحقة في بيروت.
البلديات
وبعد اقفال صناديق الاقتراع في كل المحافظات انتهت معارك البلديات، لتنتقل معها المعارك الى ملعب آخر، ساحته اتحادات البلديات التي لا تخلو من السياسة. انتخابات تختلف هذه الدورة عن سابقاتها، بحسب بعض المراقبين، فلبنان على ابواب استحقاق نيابي بعد عام بالضبط، حيث ينظر الى موقع الاتحادات كمنصة توفر خدمات وامكانات، وتعزز الحضور السياسي والانمائي للمرشحين، رغم اقرار الجميع بان الاتكال هذه المرة على الجهات المانحة، في ظل تعثر الدولة المالي.
هذه المعارك كانت بدايتها من المتن الشمالي، حيث شكا تحالف القوات – الكتائب، من تعرضه للخيانة والغدر، من قبل رؤساء بلديات، وعدوا بالتصويت لمصلحة رئيسة بلدية بكفيا، قبل ان يتراجعوا لمصلحة ميرنا المر، رغم ان الابرز يبقى انتصار «شراكة» المر – الوطني الحر، الذي كرس التحالف الانتخابي النيابي بين الطرفين.
وفي شان بلدي آخر، تستمر الاتصالات بين الاطراف المسيحية، «للملمة الوضع» ورأب الصدع، الذي خلفته معركة نيابة رئاسة البلدية، التي انتهت لمصلحة مرشح القوات اللبنانية، رئيس نادي الحكمة راغب حداد، بعدما كان حزب الكتائب قد اعلن تاييده لمرشحه اليكس بريدي. معركة بين الطرفين فرضتها ظروف الاطاحة بمرشح المطران الياس عودة، ايليا اندريا لمصلحة خرق العميد المتقاعد محمود الجمل، والذي اتهم به انصار الحزبين اللذان عمدا الى «تشطيبه».
استقلالية الهيئة المصرفية
هذا وعقدت اللجنة الفرعية لقانون إصلاح المصارف اجتماعا برئاسة النائب ابراهيم كنعان وفي حضور وزيري المال والاقتصاد ياسين جابر وعامر بساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ورئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ. وبعد الجلسة تحدّث كنعان فقال «اجتماع اللجنة الفرعية، تخلله نقاش حول المادة 5 التي تتعلّق بتكوين الهيئة المصرفية العليا، مشيرا الى ان «الاقتراح يرمي الى هيئة مستقلة، لا يتم تعيين خبراء فيها من قبل الحكومة، أو ممثلين عن المصارف، وهذا الاقتراح سيبحث لاتخاذ القرار المناسب في شأنه والبت به في الجلسة المقبلة».
تحقيقات المرفأ
قضائيا، وبعد ان انهى المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، تحقيقاته مع العسكريين والامنيين والسياسيين ( باستثناء النائب غازي زعيتر الى حين انتهاء الدورة العادية للمجلس)، اطلق المرحلة الاخيرة، والاكثر حساسية، من جلساته للاستماع الى زملائه من القضاة، قبل ختم تحقيقاته، وتحويل الملف للنيابة العامة التمييزية، علما ان البيطار ابلغ عبر رئيس مجلس القضاء سهيل عبود كلا من المدعي العام السابق غسان عويدات والقاضي غسان خوري طلب مثولهما امامه والاستماع اليهما بصفتهما مدعى عليهما في الملف، يوم الجمعة، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الجسم القضائي لم يشهد لها لبنان مثيلا، وفقا لمصادر قانونية.
وفي سياق آخر، علم ان المحقق العدلي في قضية اخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، القاضي زاهر حمادة، باشر تحضير رده القانوني، بالرفض، على كتاب المدعي العام الليبي الذي وصل الى بيروت قبل ايام، والذي طلب فيه تسليم هنيبعل القذافي. وكشفت مصادر متابعة للملف ان طرابلس لم تف بما التزمت به لجهة تسليم الوثائق ومحاضر التحقيقات التي اجريت حول اختفاء الصدر، وهو الشرط اللبناني للافراج عن القذافي، الذي حاول «مساومة» الدولة مشترطا الابداء بما يعلم في حال الافراج عنه.
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
سلام من دبي: تلازم الإصلاح والسيادة يستوجب حصرية السلاح
لقاء بعبدا يستبق الحوار الرئاسي مع الحزب.. وزيدان رئيساً لبلدية بيروت
فرضت التطورات الإقليمية، سواءٌ لجهة التهديدات بين اسرائيل والدول الاخرى المناهضة لها في الاقليم، او لجهة الاتصالات المباشرة، والمحاولات الجارية لتبريد الجبهة السورية بين سوريا واسرائيل، نفسها على المشهد الداخلي اللبناني، الذي ينوء تحت الاعباء بانتظارات متعددة من حصر السلاح تحت سلطة الدولة وإمرتها الى عبء البحث عن مصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وترتيبات ذلك، والمنوطة باللجنة اللبنانية – الفلسطينية التي شكلت لهذا الغرض.. الى التعيينات في مجلس الوزراء والتشكيلات والهموم المالية، والتحسينات الممكنة على الرواتب والاجور، فضلاً عن مصير اموال المودعين..
ولئن كانت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية طويت، بما لها وما عليها، فإن جانباً آخر من المعركة بدأ ليس فقط على مستوى رؤساء البلديات، بل اتحاد البلديات، ورئاسة البلديات في المدن الكبرى.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء جلسة غداً الخميس عند الساعة الحادية عشر لبحث المواضيع المبينة في جدول الأعمال من 20 بنداً ابرزها: البند 10 تحت عنوان تعيينات مختلفة، عُلم انها تشمل تعيين نائبين لرئيس مجلس الانماء والاعمار(ماروني وشيعي) والامين العام، وسيتم اختيار اسم لكل مركز من ضمن سلة اسماء استوفت الشروط. كما سيتم الابقاء على مفوض الحكومة بالوكالة زياد نصر. ومطروح للتعيين ايضا احمد عويدات مديراً عاماً لمؤسسة اوجيرو للإتصالات.
ومن البنود طلب تطويع 36 تلميذ ضابط لصالح امن الدولة والامن العام. وطلب توقيع اتفاقيات، وتعديلات نصوص بعض مواد في بعض القوانين، ومراسيم مالية، وقبول هبات وبنود ادارية وإجرائية.
لقاء سلام ورئيس دولة الإمارات
عربياً، التقى مساء أمس الرئيس نواف سلام رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر في أبو ظبي، بعد مشاركة في اعمال القمة العربية – الإعلامية في دبي.
وقد جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتنموية، حيث أعرب الرئيس نواف سلام عن تقديره للتجربة الإماراتية الرائدة في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والحوكمة، مؤكدًا الحرص على الاستفادة منها في دعم مسيرة التقدم في لبنان.
كما شدد الجانبان على أهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وضرورة التنسيق المستمر بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وشكر الرئيس سلام رئيس دولة الامارات على قرار رفع حظر السفر عن المواطنين الاماراتيين مؤكداً أن أبواب لبنان مفتوحة أمام جميع الأشقاء العرب، كما شكر دولة الامارات على استضافة عشرات آلاف اللبنانيين الذين يعملون فيها بالامن والامان وجودة الحياة.
وشارك الرئيس سلام في القمة الإعلامية العربية في دبي على رأس وفد ضم وزيري الاعلام بول مرقص والثقافة غسان سلامة، والقى كلمة لبنان في المؤتمر ومماجاء فيها: لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي انهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، ان يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروعا واقعيا: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب.
أضاف: اليوم بعدما عاد لبنان الى العرب، فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا اننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، ونلتزم وقف الاعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقا إسرائيلية يومية لسيادتنا.
ولا ينسى لبنان لفتات الاشقاء في الخليج العربي واشير شاكرا الى قرارات الدعم من دولة الامارات.
.. وعون ينوِّه
وفي الاطار نفسه، نوه الرئيس جوزف عون «بقرار رئيس دولة الامارات برفع الحظر عن مجيء الاماراتيين الى لبنان، وبدء الرحلات الجوية التي تحمل اماراتيين الى وطنهم الآخر لبنان».
وكان عقد امس، اجتماع عمل تقني في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، ضم أعضاء الوفد الاماراتي، الذي حضر الى بيروت ترجمة لنتائج القمة اللبنانية – الإماراتية، للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانية واولياتها، برئاسة مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي السيد عبد الله ناصر لوتاه وعضوية : القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في بيروت فهد الكعبي، والمدير التنفيذي للأداء والتميز الحكومي بمكتب رئاسة مجلس الوزراء إبراهيم سلمان، والمديرة التنفيذية لمكتب التبادل المعرفي الحكومي منال بن سالم، والمدير الاقليمي في صندوق ابو ظبي للتنمية عبد الله المنصوري، وعن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير وعدد من مستشاري الرئيس عون، بعد ان استقبل الرئيس عون الوفد الاماراتي.
وكان الرئيس عون اثار مع عضوي مجلس الشيوخ الاميركي السناتورين أنغوس كينغ وجايمس لانكفورد، بحضور السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون «بالتفصيل الدقيق» الوضع في الجنوب وقدرة لبنان على التحرك وتنفيذ المطلوب منه، في ظل اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي وخروقاته اليومية لإتفاق وقف اطلاق النار ومنع الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في المناطق الباقية من جنوبي نهر الليطاني، واكد انه طالما لم يتحقق الانسحاب الاسرائيلي وتتوقف الخروقات ويعود الاسرى، من المتعذر تنفيذ لبنان المطلوب منه بنشر الجيش في كامل الجنوب وبسط سلطة الدولة ومؤسساتها كاملة.
وافادت المصادر: ان وفد الكونغرس كان مستمعاً لشرح الرئيس عون، ومهتماً بما يطلبه لبنان وبخاصة حاجات الجيش وما يمكن ان تقدمة الولايات المتحدة من دعم له ليتمكن من تنفيذ المطلوب منه. لكنها اوضحت ان نواب الكونغرس لا سلطة تنفيذية لهم في الادارة الاميركية، ومن هنا يعوّل لبنان على الضغوط التي يمكن ان يمارسها الكونغرس لا سيما لجنتا الخارجية والدفاع على الادارة للضغط على اسرائيل للإنسحاب من الجنوب، وبخاصة ايضا منع عرقلة المساعدات للجيش اللبناني التي يعارضها بعض الاعضاء المتشددين الموالين للكيان الاسرائيلي. عداعن الدفع نحوتقديم الدعم للبنان في مجالات اخرى غير العسكرية.
ويرتقب ان تكون للرئيس عون زيارة الى بغداد نهاية هذا الاسبوع – الارجح يوم الاحد- او مطلع الاسبوع المقبل، وستكون زيارة قصيرة لشكرالعراق ما قدمه ويقدمه للبنان من دعم ومساعدات، لا سيما في مجال النفط والفيول لزوم انتاج معامل الكهرباء. وذلك تمهيدا لزيارات رسمية اخرى تخصصية تضم الوزراء المعنيين بتطوير العلاقات، وتوقيع اتفاقات تعاون مع الجانب العراقي.
ويبحث رئيس الجمهورية تحديداً ملف المساعدة العراقية في إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ ينتظر العراق أن تصدر الحكومة اللبنانية قراراً بإنشاء هيئة رسمية تتولّى قبول المساعدات في ملف الإعمار. وقد تتضمّن الزيارة لقاء بين عون والمرجع الديني الأعلى في النجف السيد علي السيستاني. اضافة الى رئيسي الجمهورية والحكومة.
وينتظر لبنان مجيء الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت والمقررة حسب معلومات «اللواء» من مصادر رسمية الاسبوع المقبل، لكن لم يتم بعد تحديد موعد الزيارة بشكل نهائي ولاجدول اعمالها وتحركها سواء منفردة اومع لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وسيطّلع الجانب اللبناني على ما تحمله اورتاغوس، لجهة المطالبة الاميركية المتكررة بنزع سلاح حزب الله ضمن مهلة محددة زمنياً لا تتجاوز الـ6 اشهر.
وحسب مصدر مقرب من «الثنائي» ومطّلع على ما دار في اللقاء بين الرئيس عون ووفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، فإن الرد على موضوع حصر السلاح بيد الدولة، تمثل بكلام رعد من انه لا «امتيازات تُمنح للدولة من دون واجبات تلتزم بها»، مؤكداً أنّ «التفاهم لا يُبنى إلّا حين تتساوى الالتزامات مع الواجبات»، في رسالة مباشرة إلى أن ملف سلاح المقاومة لن يكون بنداً تفاوضياً خارج المعادلة الثلاثية، وبعيداً عن التزام الدولة بتنفيذ وتطبيق الأولويات التي قدّمها حزب الله للرئيس عون والتي يعتبرها مدخلا إلزاميا للبحث في هذا الملف.
وفي سياق المتابعة المالية، استقبل وزير المال ياسين جابر امس سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وجرى عرض للأوضاع العامة والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها وزارة المال. وتوقف الطرفان عند الدينامية الجديدة المتبعة من قبل الوزارة، والمتمثلة بإجراءات تسرّع متطلبات الاستقرارين المالي والنقدي وتحّفز النمو. كما جرى عرض للعلاقات الثنائية اللبنانية السعودية والأجواء الإيجابية التي أرختها مواقف المملكة تجاه لبنان، والتي بدون شك ستُعزز العلاقات الفُضلى والمميزة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتي يؤمل أن تعطي أيضاً دفعاً لتنشيط عوامل الاستثمار وتشجيعه لتعود الدورة الاقتصادية في البلاد إلى حال التعافي. وأبدى جابر ارتياحاً للأجواء التي سادت اللقاء، كما أبدى تفاؤلاً بأن تنتج الخطوات الإصلاحية المتسارعة التي يقوم بها لبنان سواء على المستوى الحكومي أو التشريعي، واقعاً نهضوياً يؤشر إلى مرحلة انفراج مقبلة.
وفي اطار متابعة الاتصالات من اجل التمديد لليونيفيل، استقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. وتم في خلال اللقاء التداول في أهمية تعزيز التنسيق المستمر مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وفي هذا السياق، شدد الوزير منسى على «أهمية التمديد لمهمة اليونيفيل في جنوب لبنان خلال شهر آب المقبل من دون إدخال أي تعديلات عليها، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤديه هذه القوة في دعم الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة».
زيدان رئيساً لبلدية بيروت وحداد نائباً
بلدياً، تم امس، في مكتب محافظ بيروت مروان عبود و بحضورأعضاء المجلس البلدي المنتخب، انتخاب المهندس ابراهيم زيدان رئيساً لبلدية بيروت، وقال زيدان بعد انتخابه:ستكون البلدية في خدمة المواطنين، وسنعمل على تأمين الخدمات الناقصة، ونريد الحفاظ على العاصمة، والفريق متجانس ويريد العمل يداً بيد.
كما تم انتخاب المحامي راغب حداد نائبًاً للرئيس. وهوشكر الأعضاء الذين انتخبوه، وقال: وسنكون يداً واحدة في المجلس الجديد لما فيه خير بيروت.
وقال المحافظ عبود: انها انطلاقة مرحلة جديدة في مسار العمل البلدي، آملاً أن تكون مشرقة، وتُمهّد لعصر ذهبي تعود فيه بيروت إلى واجهة العمران والتنمية.
وأكد عبود أن المجلس البلدي الجديد يتميز بتركيبة جامعة تمثّل مختلف الأطراف، ما يُشكّل عامل قوة في سبيل التفرغ للإنتاج وإعادة الإعمار، قائلاً: بيروت بحاجة إلى النهضة والإعمار، والمرحلة المقبلة ستكون للعمل لا للتعطيل.
وكشف المحافظ أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل لجان متخصصة في مجالات الأشغال والشؤون الاجتماعية والزراعة، موضحًا أنه سيُشرف شخصياً على أعمال هذه اللجان لضمان تنفيذ المشاريع المقررة.
كما أشار إلى نيّة إشراك خبراء وممثلين من المجتمع الأهلي وأفراد من اللوائح التي لم يحالفها الحظ في الفوز، بهدف توسيع دائرة المشاركة وتحقيق مصلحة بيروت بعيداً عن الاصطفافات واتفقنا على إشراك الجميع في اللجان وعدم استثناء أحد ليكون لجميع أهل بيروت الحق في المشاركة فالمرحلة المقبلة مرحلة عمل وإنتاج.
تجميد مفاوضات الحد الأدنى
على المستوى المعيشي، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن الحديث عن رفع الحد الأدنى للأجور قد جُمّد بانتظار مشورة مجلس شورى الدولة الذي ننتظر رأيه في المرسوم، فيما نعدّ مراجعة أمامه على غرار المراجعة التي جرت العام الماضي في ما خص موضوع إلغاء 9 ملايين ليرة وهو بند بدل غلاء معيشة.
وأكد الأسمر أن الاتصالات مستمرّة مع وزير العمل وهناك وعد بأن تكون هناك شطور وبدلات غلاء معيشة في نهاية العام، لكنّنا لا نعول على الوعد فرغم أن الوزير يقوم بمساعيه إنّما الواقع يتعلّق بالهيئات الاقتصادية التي ترفض هذه المسألة، ما ينعكس سلباً على التراتبية الإدارية والوظيفية داخل المؤسسات.
وعن تحديد 320 دولاراً كحد الأدنى للأجور،قال: أنّ هذا الرقم مرفوض، لأنه لا يساوي شيئاً أمام الواقع الاقتصادي الحالي وزيادة الغلاء، مشيراً إلى وجود رفض لزيادة متممات الأجر وهي المنح المدرسية بما يتلاءم مع الواقع إن في المدرسة الرسمية أو الخاصة.
وأشار إلى أن المفاوضات لم تنقطع ولكنها تراوح مكانها ولا تعطي النتيجة المطلوبة، فيما سيكون للاتحاد موقف ولن يقف مكتوف الأيدي، بل قد يلجأ إلى الاعتصامات والنزول إلى الشارع.
الجنوب: إجراءات للجيش بمواجهة التوتير الإسرائيلي
جنوباً، توغلت فجر امس، قوة اسرائيلية مسافة 150 مترا داخل الحدود اللبنانية الى كروم المراح قبالة موقع البغدادي في اطراف ميس الجبل الشرقية، وتمركزت بالقرب من منزل المواطن حسان عمار الذي عاد للإقامة فيه مع زوجته و أطفاله، و حفاظاً على سلامتهم، بادر عمار الى اخراجهم من المنزل قبل ان يعود اليه بالتزامن مع استمرار ورشة الأشغال الإسرائيلية واستقدمت جرافتين للعدو الى مقربة من الطريق العسكري الحدودي.
وتوجهت قوة من الجيش اللبناني إلى كروم المراح فيما واصلت القوة الإسرائيلية أعمال التجريف لاستحداث ساتر ترابي داخل الأراضي اللبنانية وبقيت قوة المشاة تتحرك داخل الاراضي اللبنانية شرق ميس الجبل متخطية احد المنازل و من دون دخول الجرافات التي بقيت قرب الحدود.
وصباح امس إنسحبت القوة المعادية من كروم المراح بعد استحداثها ساترا ترابيا وقضمها عشرات الامتار من الأراضي اللبنانية. وتوجهت آليات تابعة لفوج التدخل في الجيش اللبناني، برفقة عناصر من مديرية المخابرات – مكتب تبنين، وجرافات تابعة لفوج الأشغال، إلى منطقة كروم المراح لإزالة الساتر الترابي.
وأشعل العدو حريقاً كبيراً في المساحات المفتوحة بين قرية الغجر وبلدة العباسية وبين الغجر وسهل الماري باقطاع الشرقي للجنوب، كما ألقى العدو قنبلة صوتية على راميا. وذكرت معلومات عن وقوع اصابة طفيفة.
وأزال الجيش اللبناني الساتر الترابي الذي اقامه العدو الاسرائيلي في خلة غاصونه خراج بلدة بليدا .وعثرت عناصر مديرية المخابرات على جهاز تجسس كاميرا بالقرب من الساتر وعملت على تفكيكه من قبل فوج الهندسه في الجيش.
الى ذلك، ارتقى الشاب عبد الله زين الدين متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها جراء غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية كان يستقلّها على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور قبل ايام. كما اعلن عن استشهاد الشاب نبيل بلاغي في ياطر.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
انهيار مشروع واشنطن وتل أبيب للمساعدات ومجزرة حصيلتها 50 شهيداً وجريحاً
المسارات التفاوضية للأزمات تدخل أسبوعاً حاسماً في اسطنبول ومسقط والدوحة
إعادة الإعمار إلى الواجهة بين رئيس الحكومة والثنائي والضغط الشعبيّ خيار وارد
بعد حملة دعائيّة رافقت ولادة شركة لتنظيم تسليم المساعدات لسكان غزة في جنوب القطاع، تقول المقاومة إنها مجرد واجهة لمهام أمنية تنفذها مجموعات من المرتزقة الذين تمّ تجنيدهم للمهمة، انهار المشروع دفعة واحدة، عندما تسبّب بمقتل وجرح أكثر من 50 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال حراس الشركة، على طالبي المساعدات الذين دخلوا بالآلاف وفقد المرتزقة الأميركيون السيطرة على الموقع وقاموا باستدعاء جيش الاحتلال الذي فتح النار على الجائعين الذين وصلوا مقرّ الشركة، ووفقاً لمصادر معنيّة بالمساعدات يشكل هذا الفشل المتوقع تصويتاً لصالح العودة الحصرية لتولي المهمة بالطريقة السابقة من خلال تعاون المنظمات الأمميّة مع السلطات الإدارية المحلية في غزة المقرّبة من حركة حماس.
بالتوازي قالت مصادر دبلوماسية إن التوتر والطريق المسدود لفرص الحرب، يجمع مسارات التفاوض الخاصة بالملفات الساخنة، في حرب أوكرانيا والملف النووي الإيراني والحرب في غزة، وقالت المصادر إن التوتر الأميركي الروسي الناجم عن تقدير أميركي بأن الأولوية الروسية ليست لوقف الحرب بل لفرض أمر واقع يتيح فرض الشروط الروسية، والخروج من هذا التوتر مصلحة مشتركة أميركية روسية وهو ما لا يمكن تحقيقه دون التحضير لمسار تفاوضي قابل للحياة، إحداث اختراق في اتجاه الحل السياسي، بينما في الملف النووي الإيراني ورغم تعقيد ملف تخصيب اليورانيوم وتمثيله مفصلاً حساساً بنظر الفريقين الأميركي والإيراني، وتمسك كل من الفريقين بموقفه المبدئي، فإن القناعة قائمة بوجود مصلحة مشتركة بعد فشل التفاوض والعودة إلى أحد نوعين من المواجهة غير المجدية، المواجهة الباردة وعنوانها العقوبات الأميركية ورفع مستوى التخصيب الإيراني، أو المواجهة الساخنة وعنوانها حرب لا يريدها الطرفان، فيصبح التفاوض والبحث عن مخارج للعقد التفاوضية إلزامياً، وهذا هو ما عملت عليه مسقط لابتكار حلول ومخارج تلاقي قبول الطرفين، وتقديم تنازلات متبادلة بينهما. وبالعودة إلى غزة تؤكد المصادر أن الطريق المسدود لخيار الحرب الإسرائيلية وضغط الحكومات والشارع في دول الغرب بلا استثناء، وتصدّع الوضع الداخلي الى حد يصعب تحمل تداعياته فيما جيش الاحتلال لا يملك أي أفق لتحقيق انتصارات تذكر وهو يعاني التفكك والعجز البشريّ وتراجع الروح القتالية، بينما القتل والتجويع والتدمير سياسات تكفلت بتدمير سمعة “إسرائيل” في الغرب وأشعلت غضب الشارع والحكومات، وكلها عناصر تضغط لطلب إيجاد حل سياسي، ما يجعل الأسبوع القادم مفصلياً في هذا السياق ليس في غزة فقط، بل في أوكرانيا والملف النووي ايضاً.
لبنانيا كشفت مصادر نيابية عن عزم الثنائي الوطني على خوض معركة إعادة الإعمار بوجه تلكؤ الحكومة ورئيسها، بعدما صار واضحا للثنائي أن التركيز على سلاح المقاومة يجري لحساب التغطية على التهرب من المسؤوليات في إطلاق ورشة إعادة الإعمار، ولم تستبعد المصادر ان تخرج الى الواجهة تحركات شعبية ضاغطة.
يتحرّك لبنان على خطوط متشابكة من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسط محاولات حثيثة لإعادة التموضع عربياً ودولياً، بينما تبقى ملفات أساسيّة، كالإصلاحات والسيادة، رهينة التجاذبات الداخليّة والمصالح المتقاطعة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وبينما يترقّب لبنان زيارة المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس إلى بيروت، تتجه الأنظار إلى زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى بغداد الأحد ولقائه المرجع الدينيّ السيد علي السيستاني والرئيس العراقي، في محاولة لبناء جسور تعاون مع العراق، خصوصًا في ملف إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي. هذه الزيارات تأتي في سياق حراك دبلوماسي متشعّب يشمل أيضًا انفتاحًا متزايدًا على دول الخليج، كما تؤكده زيارة الوفد الإماراتي إلى بيروت، والدعم السعوديّ للبنان، ما يعكس دينامية إقليمية جديدة تهدف إلى إعادة وصل لبنان بمحيطه العربي.
وفي الداخل، تتقاطع الضغوط بين متطلبات الإصلاحات والملفات السيادية. رئيس الجمهورية جوزاف عون يُصرّ على مقاربة ملف السلاح بواقعيّة، مع التمسك بمبدأ حصره بيد الدولة، لكن من دون تجاهل التوازنات الداخلية، حيث يشدد على الحوار مع حزب الله لتجنب أي انزلاق نحو المواجهة. في المقابل، يتمسّك الحزب بسلاحه كضمانة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة وجود ضمانات دولية، وهو ما يعقّد الملف، في ظل تأخّر الحسم الأميركي في هذا الشأن.
وفي المقابل يدفع رئيس الحكومة نواف سلام نحو مسار مغاير، يركز على بناء دولة القانون والسيادة، مع التأكيد على إنهاء ثنائية السلاح التي عطلت مشروع الدولة لعقود، مجددًا الدعوة للانتماء العربيّ ورفض الارتهان للمحاور. وأكد سلام خلال مشاركته في قمة الاعلام العربي في دبي أن “لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي أنهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرّر أن يستعيد نفسه، أن يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالاً، بل مشروعاً واقعياً: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنيّة. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذراً في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب”. أضاف “اليوم بعدما عاد لبنان إلى العرب، فهو مشتاق إلى عودة أشقائه العرب إليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا أننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 1701، ونلتزم وقف الأعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالاً لأراضينا وخروقاً إسرائيلية يومية لسيادتنا”. اضاف “ولا ينسى لبنان لفتات الأشقاء في الخليج العربي وأشير شاكراً الى قرارات الدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الاخوة الإماراتيين لبلدهم الثاني لبنان. كما لا ننسى أن نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفان وإخلاص في بلدهم الثاني، الإمارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة”.
وأمس، التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون وفدًا إماراتيًا حضر للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانيّة، ترجمةً لنتائج القمة اللبنانيّة – الإماراتيّة. وأكد رئيس الجمهورية أن “الاهتمام الذي أبداه الشيخ محمد بن زايد بدعم لبنان يؤكّد عمق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”. وقال “وجود البعثة الإماراتية في بيروت اليوم يُشكّل ترجمةً عمليةً لهذه العلاقة التي تنمو يومًا بعد يوم، وهي مصدر شكر وتقدير من الشعب اللبنانيّ بكل أطيافه”. وتمّ التأكيد على أن “زيارة الوفد الإماراتي إلى لبنان تُشكّل امتدادًا لزيارة الرئيس عون الأخيرة إلى أبو ظبي”.
واستقبل وزير المال ياسين جابر صباح سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وجرى عرض للأوضاع العامة والخطوات الإصلاحيّة التي تقوم بها وزارة المال. وتوقف الطرفان عند الديناميّة الجديدة المتبعة من قبل الوزارة، والمتمثلة بإجراءات تسرّع متطلبات الاستقرارين المالي والنقدي وتحّفز النمو. كما جرى عرض للعلاقات الثنائية اللبنانية السعودية والأجواء الإيجابيّة التي أرختها مواقف المملكة تجاه لبنان، والتي من دون شك ستُعزز العلاقات الفُضلى والمميزة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتي يؤمل أن تعطي أيضاً دفعاً لتنشيط عوامل الاستثمار وتشجيعه لتعود الدورة الاقتصادية في البلاد إلى حال التعافي. وأبدى جابر ارتياحاً للأجواء التي سادت اللقاء، كما أبدى تفاؤلاً بأن تنتج الخطوات الإصلاحية المتسارعة التي يقوم بها لبنان سواء على المستوى الحكومي أو التشريعي، واقعاً نهضوياً يؤشر إلى مرحلة انفراج مقبلة.
وعقدت اللجنة الفرعيّة لقانون إصلاح المصارف اجتماعاً برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور وزيري المال والاقتصاد ياسين جابر وعامر بساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ورئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ. وناقش الاجتماع المادة 5 التي تتعلّق بتكوين الهيئة المصرفيّة العليا، التي تناط بها عملياً مسألة البتّ بأي موضوع يتعلّق بتصفية المصارف أو دمجها، أو بإصلاح وضعها بحسب ظروفها، بعد التقييم المستقلّ لأوضاع هذه المصارف. وقد تقدم حاكم مصرف لبنان باقتراح عملي لتعديل مشروع الحكومة. وقد نوقش بشكل مبدئي مع الحاضرين، بمن فيهم الوزراء ولجنة الرقابة على المصارف. واتخذ القرار بإعطاء المجال بضعة أيام للمعنيين لدراسة الموضوع، خصوصاً أنه يركز على استقلاليّة مصرف لبنان والهيئة العليا عن أي تداخل سياسيّ من قبل الحكومة أو مصرفي من قبل المصارف”. وبحسب أعضاء اللجنة فإن الاقتراح يرمي الى هيئة مستقلة، لا يتمّ تعيين خبراء فيها من قبل الحكومة، أو ممثلين عن المصارف في الهيئة لأنها تتعلّق باتخاذ قرار بأوضاع المصارف. وهذا الاقتراح سيبحث لاتخاذ القرار المناسب في شأنه والبتّ به في الجلسة المقبلة، إضافة الى المادة 6 المتعلقة بموجبات أعضاء الهيئة المصرفية العليا.
وفي سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي، مموّه ومزود بآلة تصوير في خراج بلدة بليدا – مرجعيون، وعملت على تفكيكه. كما عملت الوحدة على إزالة ساترَين ترابيَّين بعد إقامتهما في بلدتَي بليدا وميس الجبل – مرجعيون من قبل العدو. وتتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وسط استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واعتداءاته على اللبنانيين ولا سيما في منطقة الجنوب. أيضاً، توجهت آليات فوج التدخل في الجيش اللبناني برفقة مديرية المخابرات (مكتب تبنين) وجرافات فوج الأشغال إلى منطقة كروم المراح شرقي مدينة ميس الجبل، لإزالة الساتر الترابيّ الذي رفعه الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وكانت انسحبت القوة الإسرائيلية التي توغّلت إلى كروم المراح عند أطراف ميس الجبل فجر أمس، بعد رفعها ساتراً ترابياً وقضمها عشرات الأمتار من الأراضي اللبنانية هذا وأغار الطيران الإسرائيلي مستهدفاً محيط بلدة ياطر، ما أدّى إلى وقوع شهيد جراء الغارة عملت فرق الإسعاف على نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة.
واستقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في مكتبه في اليرزة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. وتمّ في خلال اللقاء التداول في أهمية تعزيز التنسيق المستمر مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصاً قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وفي هذا السياق، شدّد الوزير منسى على “أهميّة التمديد لمهمة اليونيفيل في جنوب لبنان خلال شهر آب المقبل من دون إدخال أي تعديلات عليها، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤديه هذه القوة في دعم الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة”. وتناول البحث ملف النازحين السوريين في لبنان وضرورة وضع خطة واضحة لعودتهم إلى بلادهم، في ظل المتغيرات التي طرأت على الساحة السورية. وشمل النقاش أيضاً الوضع على الحدود اللبنانية السورية والإجراءات المتخذة لمراقبة وضبط الحدود.
وكتب سفير بريطانيا هاميش كاول على منصة “إكس”: “الحدود الشرقيّة مع سوريا. رأيت الأسبوع الماضي كيف تدعم قواعد التشغيل الأمامية الجديدة للجيش اللبناني مكافحة التهريب وتعزز أمن الحدود. أشدت بجنود فوج الحدود البري الثالث لعملهم الدؤوب في الدفاع عن لبنان. دعم المملكة المتحدة مستمر”.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
عون التقى البعثة الإماراتية.. والشيخ محمد بن زايد استقبل سلام
رئيس الحكومة زار رئيس الامارات والتقى شيخ الأزهر: أبواب لبنان مفتوحة أمام الأشقاء العرب
زار رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر، في أبو ظبي. وتم البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتنموية.
وتحدث الرئيس سلام عن “تقديره للتجربة الإماراتية الرائدة في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والحوكمة”، مؤكدا “الحرص على الاستفادة منها في دعم مسيرة التقدم في لبنان”.
كما شدد الجانبان على “أهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وضرورة التنسيق المستمر في ما يخدم مصالح الشعوب العربية ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة”.
وشكر الرئيس سلام لرئيس الامارات “قرار رفع حظر السفر عن المواطنين الإماراتيين”، مؤكدا أن “أبواب لبنان مفتوحة أمام جميع الأشقاء العرب”.
كما شكر لـ”الإمارات استضافة عشرات آلاف اللبنانيين الذين يعملون فيها ويعيشون حياة هانئة ومستقرة”.
وكان سلام التقى شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في دبي، حيث جرى البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وقد دعا الرئيس سلام فضيلة شيخ الأزهر لزيارة لبنان والذي وعد بتلبيتها قريباً.
لبنان الرسمي من دبي: مشروعنا التحرّر من ثنائية السلاح
بعثة إماراتية في بيروت.. عون: ترجمةً عمليةً لعلاقة تنمو يوماً بعد يوم
لا يراعي لبنان الرسمي خاطر هذا او ذاك عندما يتعلق الامر بسيادة الدولة على اراضيها. امس، ورغم إبداء حزب الله اول امس على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، انزعاجا من مواقف رئيس الحكومة نواف سلام من حصرية السلاح ومن تصدير الثورة، كرر سلام من الامارات الموقف نفسه، وبسقف أعلى، في أداء يؤكد، للداخل والخارج، ان لا عودة الى الوراء في بناء دولة فعلية في البلاد.
التحرر من ثنائية السلاح
أكد سلام اذا خلال مشاركته في قمة الاعلام العربي في دبي أن “لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي انهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، ان يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروعا واقعيا: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب”. أضاف “اليوم بعدما عاد لبنان الى العرب، فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا اننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، ونلتزم وقف الاعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقا إسرائيلية يومية لسيادتنا”. اضاف “ولا ينسى لبنان لفتات الاشقاء في الخليج العربي واشير شاكرا الى قرارات الدعم من دولة الامارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الاخوة الاماراتيين لبلدهم الثاني لبنان. كما لا ننسى ان نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفان وإخلاص في بلدهم الثاني، الامارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة”.
اهتمام الامارات
ودائما على خط العلاقات اللبنانية – العربية، التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون وفدًا إماراتيًا حضر للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانية، ترجمةً لنتائج القمة اللبنانية -الإماراتية. وأكد رئيس الجمهورية أن “الاهتمام الذي أبداه الشيخ محمد بن زايد بدعم لبنان يؤكّد عمق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”. وقال “وجود البعثة الإماراتية في بيروت اليوم يُشكّل ترجمةً عمليةً لهذه العلاقة التي تنمو يومًا بعد يوم، وهي مصدر شكر وتقدير من الشعب اللبناني بكل أطيافه”. وتم التأكيد على أن “زيارة الوفد الإماراتي إلى لبنان تُشكّل امتدادًا لزيارة الرئيس عون الأخيرة إلى أبو ظبي”.
********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
انفجرت بين نواف سلام و"حزب الله"
المواجهة. . .
من هتافات أنصار «حزب الله» في المدينة الرياضية: «نواف سلام صهيوني»، إلى رد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، من منبر قصر بعبدا، أنه لن يرد على الرئيس نواف سلام، «حفاظاً على ما تبقى من ودّ موجود»، يبدو أن العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام، و«حزب الله»، على قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، خصوصاً بعد موقفين متلاحقين للرئيس سلام، الأول قاله لمحطة «سكاي نيوز عربية»، (وهو الذي استدعى رداً من «حزب الله»)، وفيه:»لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة»، أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى». والثاني تضمَّنه خطابه في دبي، في «قمة الإعلام العربي 2025»، والذي قال فيه :»إن مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب».
مصادر سياسية متابعة أكدت لـ«نداء الوطن» أنّ الردّ الأفضل على كلام رعد، جاء من رئيس الحكومة نفسه من دبي، واستغربت تبدّل موقف «حزب الله» الذي سبق ووافق على البيان الوزاري ومنح الحكومة الثقة على أساسه، حيث أنّ مضمون الفقرة المتعلّقة بالسلاح واضحة جدّاً في البيان الوزاري ولا يمكن تأويلها.
والسؤال الذي يطرحه المراقبون هو: إلى أين سيصل واقع «القلوب الملآنة» بين الرئيس سلام و«حزب الله؟» وكيف سيتم التوفيق بين «العلاقة المميزة» بين «الحزب» ورئيس الجمهورية، والعلاقة المتوترة بين «الحزب» ورئيس الحكومة؟
الرئيس سلام التقى على هامش مشاركته في القمة الإعلامية، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أكد «موقف الإمارات الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه ودعمها كل ما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعبه الشقيق».
واللافت أن كلام الرئيس سلام عن أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى. ولن نظل صامتين بشأن الأسلحة المتبقية خارج سيطرة الدولة. ونحن نطالب بالسلام». استحوذ على إطراء من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستزور لبنان. وتحدثت معلومات دبلوماسية عن أن أورتاغوس حين تأتي إلى بيروت ستحمل في جعبتها مهلاً محددة بشأن تسليم «حزب الله» أسلحته من شمال الليطاني كما من جنوبه، ولا فترة سماح بعد المهلة التي ستحددها.
وتقول مصادر متابعة أن أورتاغوس لن تعطي «فترة سماح» كما كان يحدث في السابق. ومن باب الضغط سيتبلغ الجانب اللبناني بأن إسرائيل ترفض الانسحاب من النقاط الخمس التي ما زالت تسيطر عليها، قبل الاتفاق على النقاط المتنازع عليها على الحدود وهي ثلاث عشرة نقطة.
ومن باب الضغط أيضاً سيتبلغ لبنان بأن إسرائيل سترفض التمديد لقوات الطوارئ الدولية، وهذا يعني، في حال عدم التمديد، أن الجنوب ولا سيما بقعة عمل «اليونيفيل»، سيكون مكشوفاً ومفتوحاً على كل الاحتمالات.
لقاءات مباشرة سورية إسرائيلية
في سياق آخر، يبدو أن الاتصالات السورية - الإسرائيلية تسير بوتيرة سريعة، خمسة مصادر مطلعة قالت لوكالة «رويترز» إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وعقدتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه، بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد، محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان.
وفي وقت سابق، تم تعيين الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء في الجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سوريا. وذكرت ثلاثة مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة حصلت في المنطقة الحدودية، بما في ذلك الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.
ولم يصدر بعد أي رد من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو المسؤولين السوريين على طلبات للتعليق.
مصادر دبلوماسية وصفت ما يجري بين سوريا وإسرائيل بأنه يأتي من ضمن ما التزمه الرئيس السوري أحمد الشرع، أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض برعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
طعنٌ في نتائج انتخابات نائب رئيس اتحاد المتن الشمالي
وفي تطور انتخابي قد يعيد خلط الأوراق في موازين القوى على مستوى اتحاد بلديات المتن، علمت «نداء الوطن» أن طعناً يُحضَّر لتقديمه ضد نتائج انتخابات نائب رئيس الاتحاد ، ومضمون الطعن عدم قانونية إجراء الدورة الثانية، والاكتفاء بالدورة الأولى ما يطيح بنائب الرئيس المنتخب لمصلحة رئيس بلدية انطلياس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :