أخطأوا التقدير مجددًا”… المقاومة مشروع متجذّر بالأرض ولا يرتبط بأشخاص!

أخطأوا التقدير مجددًا”… المقاومة مشروع متجذّر بالأرض ولا يرتبط بأشخاص!

 

Telegram

 

تستمر إسرائيل بعملياتها على قطاع غزة، الذي يعاني من حصار واستهداف دائم، فضلًا عن عمليات خاصة تستهدف القادة، والتي كان آخرها استهداف القيادي أحمد سرحان وخطف زوجته وأولاده. فكيف يمكن التعويل على مفاوضات تُجرى بالتزامن مع هذا التصعيد؟
يوضح مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة “حماس” في لبنان، محمود طه، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه الوحشي على قطاع غزة، ضاربًا بعرض الحائط كل الاتفاقات والتفاهمات والمفاوضات، ويمعن في ارتكاب المجازر بحق المدنيين، في سياسة ممنهجة تستهدف كسر إرادة شعبنا وإخضاعه تحت النار”.
ويلفت إلى أن: “ما شهدناه في الأيام القليلة الماضية هو تصعيد خطير في حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، إذ ارتفعت وتيرة المجازر وسقط المزيد من الشهداء والجرحى، في وقت تتعمد فيه آلة الحرب الإسرائيلية استهداف البنية التحتية المدنية، من منازل إلى مستشفيات، وحتى مراكز الإيواء”.
ويشير إلى أن “الاحتلال يراهن على أن المقاومة ستلين أمام هذا الضغط، لكنه واهم. المقاومة ما زالت صامدة، وشعبنا لا يزال يتحدى، رغم الجراح والدمار”، مؤكدًا أن “هذه الممارسات تكشف حقيقة عقلية الإرهاب التي تحكم قادة الاحتلال، وتبرهن أنهم لا يريدون سلامًا أو استقرارًا، بل يسعون فقط إلى فرض الإذلال بقوة السلاح”.
وفي موضوع دخول كوماندوس إسرائيلي إلى خانيونس واغتيال قيادي في حماس، يقول: “ما جرى مؤخرًا في خانيونس من عملية نفذتها القوات الإسرائيلية الخاصة، بما فيها الوحدات المستعربة، هو نموذج جديد للإرهاب المنظّم الذي يمارسه العدو داخل المناطق المدنية. لقد تسللت تلك القوات بزي مدني إلى أطراف المدينة، بعد أن سبقتها إجراءات عسكرية تمهيدية من قصف وتحذيرات تهدف إلى إخلاء المنطقة من سكانها، بحجة الاستعداد لعملية أمنية”.ويوضح أن “الهدف من العملية كان اختطاف أحد قادة المقاومة، الأخ المجاهد أحمد سرحان، وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة والقوة المتوغلة، أسفرت عن استشهاد القائد أحمد سرحان، بعد مقاومة شرسة. لكن ما ارتكبه الاحتلال بعد ذلك هو جريمة بكل المقاييس: اختطفوا زوجة سرحان وأطفاله، وقتلوا أحد أطفاله”.
لكن طه يؤكد أنه رغم استشهاد سرحان، فإن: “هذه العملية فشلت فشلًا ذريعًا. لم تحقق قوات الاحتلال أي إنجاز عسكري أو أمني يمكن البناء عليه، بل جاءت فقط لمحاولة التغطية على إخفاقات العدو في الميدان، ومحاولة الضغط على المقاومة في ظل المفاوضات الجارية، لكنهم أخطأوا التقدير مجددًا”.
ويشدد على أن الاحتلال يحاول خداع المقاومة والشعب الفلسطيني عبر تصعيد ميداني يتزامن مع المسار التفاوضي، إلا أن هذه المحاولات مكشوفة، ولن تؤتي ثمارها. الشعب الفلسطيني لا يُخدع، والمقاومة لا تُركع.
أما عن تأثير اغتيال القادة على المقاومة، فيلفت إلى أنه خلال العدوان، ومنذ 19 شهرًا، استُشهد عدد كبير من قادة المقاومة، وعلى رأسهم القائد يحيى السنوار، ومحمد الضيف، ومروان عيسى، وغيرهم، ويظن الاحتلال أن باستهدافه للقيادات العسكرية والسياسية والأمنية، يمكن أن يُنهي المقاومة أو يُخضع إرادة الشعب الفلسطيني. وهذا وَهْم كبير، طالما سقط فيه العدو وفشل في تحقيق أهدافه. فالمقاومة لا ترتبط بأشخاص، بل هي مشروع تحرر وطني متجذّر في الأرض والوعي”.
ويتابع طه: “رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقيادة، ورغم حجم المعاناة الهائل الذي تعرض له شعبنا في هذه الحرب الطويلة، إلا أن العدو الإسرائيلي لم ولن يستطيع أن يفرض الاستسلام أو يُركّع المقاومة”، ويشدد على أن “دماء القادة ليست نهاية، بل بداية جديدة لمراحل أشد صلابة في مسيرة المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني، برغم الألم، لا يزال أكثر إصرارًا على مواصلة نضاله حتى التحرير”.
وينبّه إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تعاني من عزلة غير مسبوقة، وتواجه ضغوطات داخلية وخارجية هائلة، أبرزها من الإدارة الأميركية وبعض الأطراف الغربية، التي بدأت تدرك حجم الجرائم المرتكبة في غزة، وتضغط في اتجاه التوصل إلى وقف للعدوان”.
أما عن موقف حركة حماس، فيقول: “من جهتنا، نحن معنيون بوقف العدوان ووقف المجازر وإنهاء معاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي استمرت لأكثر من 16 شهرًا. نعمل بكل السبل الممكنة من أجل تحقيق مصالح شعبنا، وتخفيف الكارثة الإنسانية التي خلّفها هذا الحصار والعدوان المتواصل، لكن العقبة الحقيقية كانت ولا تزال هي الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان، وعن إفشال جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين”.
ولا يخفي طه أن “هناك جهودًا تُبذل في هذه الساعات من أجل التوصل إلى صيغة تُنهي العدوان وتسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، ونحن ندفع بكل قوتنا في هذا الاتجاه، لأن معاناة أهلنا لا تحتمل مزيدًا من التأخير”.
وأمل أن تحمل الساعات أو الأيام القليلة المقبلة بوادر انفراج، عبر وقف حقيقي لإطلاق النار، ووقف المجازر.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram