شكّلت الصفقة التي أفضت إلى إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي - الأميركي خطوة إيجابية باتجاه استئناف المفاوضات لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، لا سيما مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة لترتيب الصورة التي يمكن أن تكون عليها في المستقبل، بعد سلسلة قرارات بدأت بوقف الضربات الأميركية على اليمن، والمفاوضات مع إيران، وأخيرًا المفاوضات مع حماس.

وفي هذا الإطار، يوضح مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أنه جرت خلال الأيام الماضية محادثات بين وفد قيادي من حركة حماس ومبعوث للرئيس الأميركي، بعد تعنّت نتنياهو واستمراره في العدوان على قطاع غزة وارتكابه للمجازر بحق شعبنا المحاصر في القطاع، وقد كانت الأجواء إيجابية، وتعاطت الحركة بكل إيجابية ومسؤولية، وتم الاتفاق الذي أثمر عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، وهو ما يؤكد أن المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هي السبيل لإعادة الأسرى ووقف الحرب.

وأكد أن هذه الخطوة يجب أن تقابلها خطوات أخرى لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة.

وأبدت حركة حماس، وفق طه، استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار.

وثمّن الجهود الحثيثة التي يبذلها الإخوة الوسطاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقتين، وكذلك الإخوة في تركيا طوال المرحلة الماضية.

وأمل أن تفضي هذه المفاوضات، التي انطلقت بالعودة إلى المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه قبل استئناف العدوان على غزة، مذكّرًا بأن نتنياهو، بعد أكثر من سنة ونصف، لم يحقق أيًا من أهدافه، وما زال يدفع بمزيد من الخسائر في صفوف جنوده وضباطه، في ظل انقسام كبير داخل الكيان الإسرائيلي في المؤسسة العسكرية والأمنية وفي الشارع.

وبرأي طه، ليس أمام نتنياهو إلا العودة للاتفاق وتنفيذ بنوده.