افتتاحية صحيفة الأخبار:
برنامج ضغط سياسي لإطلاق عملية الإعمار | قاسم: محاصرة المقاومة تُهدّد الاستقرار
جاء خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليُعيد تأكيد الموقف السابق المتعلّق بأولويات المقاومة لهذه المرحلة، وما تأكيد ما سبق أن أعلنه قاسم بشأن كيفية التعامل مع متطلبات وقف العدوان الإسرائيلي وإزالة آثاره، سوى إشارة إلى البرنامج الذي ينوي الحزب التزامه لتحقيق هذه الأهداف.
غير أن قاسم قدّم أمس جديداً لافتاً، لدى قوله إن من يفترض أن الضغط على المقاومة لتقديم التنازلات سيُفيد في مواجهة العدو، هو واهم.
والأهم، كانت إشارته المباشرة إلى أن من يتبنى هذه الوجهة، إنما يهدّد الاستقرار في لبنان.
وفي هذا السياق، كان لافتاً استذكار قاسم مرحلة ما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتوقيع السلطة الحاكمة في حينه اتفاقية 17 أيار مع إسرائيل، واستعادته النضالات التي أدّت في فترة قصيرة إلى إسقاط هذا الاتفاق الذي كان يهدّد لبنان.
وهو موقف يصبّ في سياق الرد على دعوات التطبيع التي تصدر عن بعض الجهات الداخلية، أو التي يُروّج لها الأميركيون وحلفاؤهم في المنطقة.
وإذا كان متوقّعاً أن يخرج على اللبنانيين من يقرأ في هذا التنبيه تهديداً بتخريب الاستقرار الداخلي، فهو أمر مفهوم عند من يعتبرون أن حزب الله ليس في موقع من يحقّ له المطالبة بأن تقوم الدولة بدورها في كلّ الأمور الداخلية والخارجية.
لكنّ أهل الحكم في لبنان، سبق أن سمعوا من حزب الله، في لقاءات معلنة أو غير معلنة، أن المقاومة لا تلقي مواقف في الهواء، وأن التزامها تحقيق الاستقرار الداخلي وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو، لا يعني على الإطلاق الامتناع عن القيام بما يلزم لتحقيق هذه الأهداف. وهو ما تشرحه مصادر مطّلعة بالقول إن في موقف قاسم إشارة واضحة إلى أن من يُعبّر عن رأيهم، ومن يمثّلهم، لا يشعرون أبداً بأن الدولة تقوم بما يتوجّب عليها لتحميل العواصم العربية والغربية مسؤولية إلزام العدو بتطبيق الاتفاق.
وهي خطوة تأتي في السياق الهادف إلى القول إن المقاومة لا تزال تعطي الدولة الثقة للقيام بواجبها في هذا السياق. لكنّ حزب الله يعود مرة جديدة إلى تأكيد حقّه في القيام بكل ما يلزم لضمان وقف العدوان الإسرائيلي وتأمين الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.
وكان الوضوح أكبر في الشق الثاني من الموقف المتعلق بمسؤولية الدولة عن إطلاق عملية إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية. وهو بند كان محل نقاش موسّع مع الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام. وقد حرص حزب الله على التفاهم مع بري على استراتيجية الضغط المباشر على الحكومة للقيام بدورها.
كما تمّ إبلاغ عون بأن على الدولة المبادرة إلى خطوات عملية تجاه اللبنانيين المتضررين من العدوان، وعدم الاكتفاء بدور المراقب. وكان الحديث مع رئيس الحكومة أكثر تفصيلاً لجهة أن الحكومة تبدو مقصّرة تماماً، ولا عذر لها بعدم فتح النقاش داخل مجلس الوزراء حول الخطة المُفترض إعدادها للإعمار.
وتقول المصادر إن حزب الله، وكذلك بري، يعتقدان بأن تذرّع الحكومة بعدم توفّر الأموال لا يمنع أولاً، الشروع في إعداد الخطة. كما أنه يمكن العثور على تمويل محلي وازن للبدء بالعملية من جهة، مع عدم ربط لبنان للإعمار بأي شروط سياسية.
وهي نقطة تقود إلى البحث في كيفية إقناع الحكومة بعدم اللجوء إلى موقف مسبق ضد دول أو جهات خارجية تريد مساعدة لبنان في هذه الورشة. وأشار قاسم في خطابه إلى أن دولاً عربية وغير عربية تحدّثت مع حزب الله عن استعدادها للمساهمة في إعادة الإعمار، لكنها سألت عن خطوات الحكومة وخططها في هذا المجال.
وكان قاسم تحدّث أمس في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وبعدما تحدّث عن الشهيد وأدواره منذ انخراطه في العمل السياسي، انتقل للحديث عن الأوضاع العامة، مُركّزاً على الجوانب المتعلقة بالصراع مع العدو.
وقال قاسم إن "العدوان الذي قامت به إسرائيل منذ أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح كان صاخباً، هذا لعب بالنار، ولن يجعل إسرائيل تأخذ أو تحقّق ما تريد، وهذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرك بفعالية أكثر، وبرسم الرعاة، أميركا وفرنسا ومن معهما".
واعتبر أن "هذه المرحلة بعد وقف إطلاق النار هي مرحلة مسؤولية الدولة اللبنانية التي أخذت على عاتقها تطبيق وقف إطلاق النار، وأن تلتزم بالقسم المرتبط بالجانب اللبناني، ونحن ساعدنا الدولة على هذا الالتزام"، مطالباً إياها بأن "تضغط أكثر وأن تتحرك أكثر".
وأكّد قاسم "أننا لن نخضع للتهديدات والضغوطات، لو اجتمع العالم ليسلبنا حقنا وأرضنا، لن نستسلم، سنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة، وبحسب المرحلة، ولكن لا استسلام. احذفوا الاستسلام من قاموسكم، هذا أمر لن يحصل مع وجود المقاومة".
كذلك، شدّد قاسم على أنه "إذا ظنّ البعض أننا نُستفرد الآن في لبنان، وأن الكل ينقضّ علينا ليضغط بأساليب مختلفة من أجل أن نتراجع ونتخلى عن قوتنا ومقاومتنا، من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بحماية لبنان وقوة لبنان، فهو واهم. هذا أمر لن يحصل، مهما كانت الضغوطات. وإذا كان يعتقد البعض بأنهم بهذه الضغوطات يخرجوننا من المعادلة، فهم واهمون".
وفي هذا السياق، حذّر قاسم من أن العدوان الإسرائيلي "إذ ازداد أو إذا تجاوب بعضهم في لبنان مع العدو الإسرائيلي، فهذا يعني أنهم يضعون الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي على طريق الهاوية"، مؤكّداً أن "لبنان لا يمكن أن يكون مستقراً بعزل مكوّن، أو بمحاولة الاستفراد، أو بالضغط على المقاومة من أجل أن تقدّم ما لا يصح أن يُقدّم بعد كل ما قدّمته ولم تلتزم إسرائيل على الإطلاق".
على صعيد آخر، أكّد قاسم أن "كل خيرات العهد الجديد نحن شركاء فيه ونحن نساهم فيه. عندما يكون هناك انفتاح على بعض الدول العربية والأجنبية والعلاقات التي تعود إلى سابق عهدها أو تتحسن، هذا لأننا جزء من هذه القناعة. نحن نريد للدول العربية أن تعود إلى لبنان، نحن نريد لدول العالم أن تتعاون مع لبنان، نحن نريد لمن اتّخذ مواقف سابقة لأسباب مختلفة أن يعود إلى لبنان، لأننا نعتبر أن فيه مصالح مشتركة".
لكن قاسم، دعا في نفس الوقت هذه الدولة إلى عدم فرض خيارات "مضرة بلبنان"، وعدم تغليب فريق على آخر "بغير وجه حق. إنما لكم مصالح في لبنان، صحتين على قلبكم، خذوا مصالحكم وأعطونا مصالحنا في لبنان كلبنانيين، وبالتالي نتعامل كدولة لدولة، كندّ لندّ".
وفي ملف إعادة الإعمار، أكّد قاسم أنه "واجب على الحكومة، ويجب أن يبدأ موضوع إعادة الإعمار"، مطالباً الحكومة بأن "تضع هذه النقطة على أول جلسة من جلسات أعمالها، لأنه لا يصح أن يتأخر هذا الموضوع، لا يوجد مبرر، على الأقل ضعوا الإطار العام، الخطوات العامة، تشكيل اللجنة أو اللجان المعنية".
وكشف قاسم أن "عدداً من الدول العربية وغير العربية أيضاً" يتّصل بحزب الله، ويقول: "نحن حاضرون للدعم، لكن قولوا لنا أولاً أنتم كيف ستبدؤون، وضعوا لنا الإطار الذي ستبدؤون به لبنانياً".
************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب يبدأ زيارة المنطقة مع «صفر مشاكل» بعد التطبيع مع إيران واليمن وحماس
نتنياهو يتفادى التصادم مع ترامب لكنه لا يخفي الشعور بالاهانة مع صفقة عيدان
قاسم: نحن أقوياء ولن ينال الاحتلال من المقاومة بالسياسة ما عجز عنه في الحرب
يبدأ اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للمنطقة التي وصفها بالتاريخية، بوصوله إلى الرياض حيث تعقد غداً قمة خليجية يحضرها، بعد جولة محادثات أميركية سعودية ينتظر أن تتناول الكثير من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة، بعدما مهد الرئيس ترامب لزيارته بتصفير المشاكل مع القوى التي كانت عناوين حروب خاضتها وشجعتها أميركا دفاعاً عن "إسرائيل" وعن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين واحتفاظ "إسرائيل" بأراض لبنانية وسورية تحت الاحتلال، والتي تشكل الحرب الدائرة على غزة وما يرافقها من جرائم إبادة أبرزها وأشدها تأثيراً على المشهد الإقليمي. وتأتي هذه الزيارة بعكس الزيارة السابقة، حيث العلاقة الأميركية الإيرانية تتحسن ويشكل التفاوض إطاراً لحل الخلاف حول الملف النووي الإيراني مقابل اعتبار إيران العدو الأول وحشد دول الخليج في مواجهتها وتسويق التطبيع الخليجي الإسرائيلي تحت عنوان حماية دول الخليج من إيران، ومقابل التحريض على اليمن بصفته امتداداً لإيران في الجسم الخليجي يأتي ترامب الى الخليج وقد أنجز اتفاقاً ثنائياً مع اليمن أعلن بموجبه الخروج من الحرب التي شنها إسناداً لـ"إسرائيل"، بينما اليمن يواصل إسناده لغزة، ويتوقع أن يحتل ملف الحرب على غزة وسبل التوصل لاتفاق ينهيها مكان الصدارة في نقاشات ترامب وقادة الخليج وخصوصاً في السعودية، بعد الاتفاق بين واشنطن وحركة حماس بوساطة قطرية مصرية انتهت بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان الكسندر.
تأتي زيارة ترامب للخليج، وليس في يده صفقة قرن جديدة، ولا إعلان ضم أراضٍ عربية جديدة لكيان الاحتلال، بعدما كانت توقعات إسرائيلية قبل شهور بأن يوافق على ضم الضفة الغربية، بل إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تعيش تراجعاً مضطرداً، منذ قبول واشنطن بالتفاوض مع إيران على ملفها النووي دون الأخذ بالشروط الإسرائيلية وبعكس الدعوة الإسرائيلية لشن حرب على إيران، ومن بعدها الاتفاق مع اليمن ثم حماس، ليصفها محللون إسرائيليون بالمراحل الأشد سوءاً في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وإحجام بنيامين نتنياهو عن التصادم العلني مع الرئيس ترامب خشية المخاطرة بخسارة الدعم المالي والتسليحي الذي لا تستطيع تل أبيب خوض حروبها من دونه، لا يخفي غيظ نتنياهو الذي يتم تسريبه عبر الإعلام الإسرائيلي عن ديوان نتنياهو، مثل القول إن هناك دولاً تفاوض من وراء ظهر "إسرائيل"، والمقصود مفاوضات واشنطن مع حركة حماس التي انتهت بالإفراج عن الأسير عيدان الكسندر الذي رفض مقابلة نتنياهو.
في لبنان أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة جزء من العهد الجديد، وأنها لا تخشى التهديدات وتملك قوة كافية للقيام بما يتوجب عليها من مسؤوليات وطنية في الوقت المناسب، وأنها لن تيأس بل إن الاحتلال سوف ييأس من قدرتها وصبرها ولن ينجح بالاستفراد بها، ولا نيل ما يريد عبر الوسائل السياسية بعدما عجز عن ذلك بالحرب.
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار) أن "المقاومة خيار دفاعي وخيار سياسي وندعو للحفاظ عليها، أما الاستجابة للاستسلام فهذا يمثل خيار الخضوع للقوة". وتابع "نحن بمنطق الحق نلتزم المقاومة لنستمر بالدفاع عن أرضنا وأمتنا وأجيالنا، أما من يريد أن يستسلم هؤلاء لا خيار لهم إلا الخضوع، أما نحن فلن نقبل إلا العزة لأمتنا وأصحاب الحق دائماً منصورون"، وأضاف "نحن نؤمن بالنصر أو الشهادة، النصر نصر والشهادة نصر أيضاً لأنها تمنع العدو من تحقيق أهدافه وتفتح الباب أمام الأجيال القادمة".
وحول خرق العدو لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، قال الشيخ قاسم "لبنان قام بكل التزاماته ولكن "إسرائيل" لم تنسحب ولم توقف عدوانها". وأضاف "العدوان الإسرائيلي قبل أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح لعب بالنار ولن يجعل "إسرائيل" تحقق ما تريد وهذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرّك بفعالية أكثر وبرسم رعاة الاتفاق". وقال للعدو ومن خلفه "لن نخضع للتهديدات والضغوطات وسنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة وبحسب المرحلة"، وتابع "إذا ظنّ البعض أن الكل ينقضّ علينا ليضغط بأساليب مختلفة لنتخلى عن مقاومتنا وقوتنا من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بحماية وقوة لبنان فهو واهم"، ولفت إلى ان "لبنان يتجه اليوم نحو الاستقرار ومن يعيق الاستقرار "إسرائيل" وعدوانها".
وقال الشيخ قاسم "فلتلتزم "إسرائيل" بما عليها في الاتفاق ونحن نتفاهم على المستوى الداخلي على كل التفاصيل ولا مشكلة بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين مكونات الداخل"، وتابع "لجمهور المقاومة أقول، أثبتت التجربة في أولي البأس وما بعد وقف إطلاق النار أننا أقوياء في الميدان ويمكن أن نمنع الاخطار وأهداف العدو"، وأضاف "أنتم من يستعيد الأرض بثباتكم وأنتم مستقبل لبنان الواعد مع مقاومته وجيشه وشعبه"، وأكد "هناك أولويات هي وقف العدوان والانتهاكات والاحتلال والإفراج عن الأسرى هذا أمر أساسي والدولة اللبنانية معنية بأن تضغط بكل إمكانياتها"، وأوضح "لمن يخدم "إسرائيل"، وإن خُدام "إسرائيل" تاريخهم مظلم وفتنتهم دمرت لبنان وأنتم بهذه الطريقة تسيئون إلى البلد"، وشدد على أن "إعادة الإعمار واجب على الحكومة"، وطالب "الحكومة أن تضعه في أول جلسة من جلساتها".
ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ"البناء" إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على النبطية لا قيمة عسكرية له والجيش الإسرائيلي يبرر عدوانه بذريعة وجود أنفاق ومنشآت عسكرية وأسلحة تابعة لحزب الله، لكن الهدف من توسيع العدوان فرض قواعد اشتباك ومعادلات عسكرية وأمنية جديدة على المقاومة ولبنان وتكريسها بقوة النار والأمر الواقع، وتوجيه رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن حكومة نتنياهو حققت إنجازات بكسر معادلات الردع التي فرضتها المقاومة لعقود وأن حكومتهم تعمل لاستعادة الأمن في الشمال عبر إضعاف حزب الله وتوفير العودة الآمنة للمستوطنين إلى الشمال، إلى جانب الضغط العسكري والسياسي على الحكومة اللبنانية للدفع باتجاه نزع سلاح حزب الله تحت تهديد الاستمرار بشن الغارات والضربات والاغتيالات في كل لبنان".
وأعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني، وأشارت إلى أنها أحالتها الى الجيش اللبناني.
ولفتت اليونيفيل في بيان، الى أنه يواصل أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام تابع لليونيفيل، من حوالي 50 دولة، العمل على مدار الساعة للمراقبة بشكل حيادي والإبلاغ عن انتهاكات القرار 1701. وتقوم اليونيفيل بتنسيق أنشطتها بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، ويتم تنفيذ البعض منها بالتعاون معه. غير أن مصادر ميدانية تشير لـ"البناء" الى أن القوات الدولية تسير دوريات في بعض الأحياء الداخلية لقرى معينة من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة ما أثار امتعاض الأهالي ما يستوجب من قيادة اليونفيل تفعيل التنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني وفق ما ينص القرار 1701 حرصاً على عمل اليونفيل وسلامة الأهالي والعلاقة مع أهالي الجنوب.
سياسياً، وبعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس الأول، زار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برفقة رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، في دارته في خلدة، بحضور مجيد أرسلان. وجرى خلال اللقاء التباحث في آخر التطورات المحلية والإقليمية، ولا سيما أوضاع أبناء طائفة الموحدين الدروز في سورية.
في غضون ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لقاءاته مع المسؤولين الكويتيين في إطار زيارته الرسمية إلى الكويت، حيث استقبل الرئيس عون ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناول معه "ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية - الكويتية وإعادة إحياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري". كما تناول البحث "القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد، وأهميتها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكذلك القمة الخليجية - الأميركية التي تعقد اليوم في السعودية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والرئيس الاميركي دونالد ترامب، كذلك تناول الأوضاع في لبنان في ضوء التطورات الأخيرة. وبعد انتهاء اللقاء اصطحب ولي العهد الرئيس عون الى المبنى الرئيسي في قصر بيان، حيث تعقد المحادثات الرسمية بين رئيس الجمهورية وأمير الكويت.
وواصلت القوى السياسية تقييم العملية الانتخابية في الشمال والقراءة في النتائج لا سيما في المناطق المسيحية التي سجل معظمها نسب اقتراع مرتفعة مقابل نسب اقتراع منخفضة في المناطق الإسلامية السنية، وتعزو مصادر طرابلسية وشمالية السبب الى وجود أجواء تنافسية ومعارك انتخابية بين أحزاب وقوى مسيحية عدة تنافست في بلديات وتحالفت في أخرى، رغم أن التحالفات لم تكن سياسية بقدر ما كانت انتخابية وعائلية ومصلحية، كما في البترون حيث تحالف التيار الوطني الحر وحزب القوات والمرة، أما في قرى المناطق السنية فلم تشهد منافسات حادة بسبب غياب تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري ما أفقد زخم الاقتراع والحماوة الانتخابية، لا سيما أن القوى التي تحاول ملء الفراغ في الساحة السنية لم تستطع ذلك ولم يتجاوب الشارع السني والأزرق خصوصاً وفق ما تشير المصادر لـ"البناء" مع هذه القوى، ما دفع بعض القوى المتخاصمة في السابق كالنائب فيصل كرامي والنائب اللواء أشرف ريفي إلى التحالف لضمان الفوز مع نسبة أصوات مقبولة. ووفق معلومات "البناء" فقد لعبت المملكة العربية السعودية دوراً في التوفيق بين القوى السنية في الشمال لملء الفراغ الذي خلفه غياب تيار المستقبل.
ونشرت وزارة الداخلية نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية للعام 2025 في أقضية الشمال.
وأكد وزير الداخلية أحمد الحجار في مؤتمر صحافي، أن "العملية الانتخابية في الشمال وعكار تمت بشكل جيّد على رغم بعض الصعاب التي بدأت يوم السبت واستمرّ البعض منها يوم الأحد لا سيما الإشكالات الأمنية في بعض المراكز. بلغ عدد الشكاوى والمراجعات 675 بالإجمال فيما سجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً". وقال: "بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار". أضاف: "هناك 7 موقوفين بسبب الإشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشى يتم التثبت منها وتم الاشتباه بعملية تزوير وتوقيف المشتبه".
بدورها، أشارت قيادة الجيش إلى أن "وحداتها بالتعاون مع مخابرات الجيش نفذت عمليات دهم وأوقفت 35 شخصًا من مطلقي النار في مناطق مختلفة في الشمال، وضبطت في حوزتهم أسلحة وذخائر حربية. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، ويجري العمل لتوقيف بقية مطلقي النار. في هذا السياق، شدّدت قيادة الجيش على ضرورة امتناع المواطنين عن إطلاق النار لما في ذلك من تعريض حياة الآخرين للخطر، فضلًا عن المسؤولية القانونية التي يتحملها المتورّطون.
بدوره جدّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على حسابه على موقع "أكس": التأكيد أن "الرشوة الانتخابية، أيّاً يكن مصدرُها، ستُواجَه بإجراءات صارمة، وسنتابع التحقيقات للوصول إلى مصدر الرشوة واتخاذ التدابير القضائية المناسبة، فلا غطاء على أحد".اضاف: "أمّا مشهد السلاح والرصاص الطائش، الذي أسفر عن إصابات خطيرة، فهو مشهد مرفوض أخلاقياً وقانونياً، وظاهرة مخزية ومتخلّفة يجب أن تتوقّف". وأكد أن "الأجهزة المعنية، ولا سيّما الجيش، أوقفت العديد من مطلقي النيران، ولا تهاون في مواصلة المسار الأمني والقضائي وإنزال أشدّ العقوبات بحقّ المخلّين بالأمن". وناشد "المواطنين الكفّ عن هذه الظاهرة الخطيرة، فالسلاح ليس وسيلةً للتعبير، ولا لفرض واقعٍ خارج منطق الدولة".
وأشار النائب جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي عن انتخابات الشمال وعكار، إلى أن "مشاركتنا على اللوائح وفوزها يرمز الى قوّة حضورنا وتمثيلنا في هذه اللوائح والبلدات وقدرتنا على التواصل والانفتاح وعلى النجاح"، مؤكداً بأن "الأرقام تعبر عن وجودنا وانتشارنا في كل أقضية الشمال".
وأردف باسيل: "نحن لم نرفض أحداً بأي مكان، بل أبدينا انفتاحنا وتعاوننا مع الجميع، وبهذا المعنى كانت هناك توافقات وتزكيات كثيرة كنّا جزءاً أساسياً منها في جبل لبنان والشمال وعكار"، لافتا إلى أن "القوات، سعوا لمحاصرتنا وعزلنا وإلغائنا بأي مكان متاح لهم، وكان موقفهم بكل مكان بأن التحالف مسموح مع الجميع إلاّ مع التيار، طبعاً ما عدا الأماكن التي لا قدرة فيها أن يربحوا ولو جمعوا الجميع ضدّنا".
وفي إطار متابعتهما لتنفيذ اتفاق التعاون لتشكيل اللوائح البلدية، عقدت قيادتا حزب الله وحركة أمل اجتماعًا مركزيًا ناقشتا فيه المستجدات المتعلّقة بالانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، بالإضافة إلى محافظتي الجنوب والنبطية. ودرست القيادتان سير تشكيل اللوائح المُشتركة - لوائح التنمية والوفاء - وأبدتا الارتياح الكامل لهذا المسار، وخصوصًا في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، وتوجّهت بالشكر الجزيل لكل أبناء الشعب اللبناني الذين يشاركون بفعالية في سبيل تشكيل هذه اللوائح، كما شكرت القيادتان كلّ اللجان والماكينات الانتخابية في حزب الله وحركة أمل، والتي تعمل بكلّ صدق وإخلاص لتشكيل هذه اللوائح. وقد تناقش المجتمعون في بعض العوائق التي تواجه اللجان المختصة في تشكيل اللوائح، واتّخذت بعض القرارات العاجلة.
وأكدت القيادتان على ضرورة السعي الفعّال لتشكيل لوائح تزكية، خاصة في قرى الحافة الأمامية، وتوجهت القيادتان بالدعوة إلى كلّ العائلات الكريمة "والفعاليات الحزبية والثقافية والاجتماعية إلى إيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى والعمل معًا لنجاح اللوائح بالتزكية، حتّى وإن تطلب الأمر بعض التنازلات من هنا أو هناك".
*****************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الحكومة والقوى السياسية تتجنّد لاستحقاق العاصمة “اليونيفيل” سلّمت الجيش أكثر من 225 مخبأ للسلاح
أمير الكويت يؤكد لرئيس الجمهورية دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية في لبنان ويعلن استعداده لزيارته
شكّلت الأجواء التي سادت منطقة الشمال في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد الماضي، حافزاً واضحاً لدى السلطة الحكومية من جهة والقوى السياسية والحزبية المنخرطة في الجولات الانتخابية من جهة أخرى، لتجنب تكرار اتّساع المخالفات على نحو كثيف مماثل إجرائياً كما لتجنب “صدمة طرابلس” وتكرارها في بيروت خصوصاً الأحد المقبل. فمع أن معظم النتائج الرسمية التي صدرت أمس أو التي أفضت إليها الماكينات الانتخابية كشفت معظم الصورة التي رست عليها انتخابات أقضية الشمال وعكار، كان لافتاً أن النتائج النهائية في طرابلس تأخرَ صدورها في ما عزي إلى كثافة التشطيب بين اللوائح الست التي خاضت المواجهة الانتخابية بما سيؤدي إلى “خليط ” غير متجانس إطلاقاً في المجلس البلدي المنتخب مع انعدام التمثيل المسيحي. وإذ سادت انطباعات غير مريحة حول الفوضى التي طبعت بعض وقائع الجولة الشمالية، عكست مواقف رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار اتجاهات متشدّدة للتعامل مع الجولتين المتبقيتين من الانتخابات في بيروت والبقاع الأحد المقبل والجنوب في 24 أيار، منعاً لأي تشويش على الصورة الإيجابية العامة التي يبرزها انتظام العمليات الانتخابية في مواعيدها بلا خضّات أو مشاكل امنية مهمة ووسط ظروف إقليمية ضاغطة، بما يوفر للبنان ارتدادات خارجية إيجابية هو في أمس الحاجة إليها.
وإذا كان التشدّد في منع المخالفات على انواعها في الجولتين المقبلتين سيشكل أولوية متقدمة للسلطة، فإن “هاجس” بيروت التوازن التعددي والمناصفة الطائفية تقدّم بقوة لدى القوى والأحزاب التي انخرطت في لوائح العاصمة، لا سيما منها القوى التي انخرطت في الائتلاف الواسع الذي أُعلن الأسبوع الماضي، والذي يجمع حلفاء وأضداد سياسيين من معظم الاتجاهات والطوائف في ظل التداعيات التي خلفتها انتخابات طرابلس. وعُلم في هذا السياق أن القوى السياسية المسيحية كما القوى الأخرى أطلقت في الساعات الأخيرة حركة كثيفة في صفوف مناصري كل منها في بيروت، سعياً إلى تامين كثافة انتخابية والتزام بالتصويت لكامل اللائحة بما يجنب احتمالات السقوط في فوضى انتخابية من شانهأ أن تطيح المناصفة وتأتي بمجلس بلدي غير منسجم أقله حول الاهداف التي أمكن جمع هذا التحالف العريض حولها.
وفي هذا السياق، اعتبر أمس رئيس الحكومة نواف سلام أن “انتخابات الشمال نجحت بإدارة مسؤولة تُشكر عليها وزارة الداخلية”. وجدّد التأكيد أن “الرشوة الانتخابية، أيّاً يكن مصدرُها، ستُواجَه بإجراءات صارمة، وسنتابع التحقيقات للوصول إلى مصدر الرشوة واتخاذ التدابير القضائية المناسبة، فلا غطاء على أحد”. أضاف: “أمّا مشهد السلاح والرصاص الطائش، الذي أسفر عن إصابات خطيرة، فهو مشهد مرفوض أخلاقياً وقانونياً، وظاهرة مخزية ومتخلّفة يجب أن تتوقّف”. وأكد أن “الأجهزة المعنية، لا سيّما الجيش، أوقفت العديد من مطلقي النيران، ولا تهاون في مواصلة المسار الأمني والقضائي وإنزال أشدّ العقوبات بحقّ المخلّين بالأمن”. وناشد “المواطنين الكفّ عن هذه الظاهرة الخطيرة، فالسلاح ليس وسيلةً للتعبير، ولا لفرض واقعٍ خارج منطق الدولة”.
وكشف وزير الداخلية أحمد الحجار أن عدد الشكاوى والمراجعات بلغ 675 بالإجمال، فيما سُجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً. وقال: “بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار”. أضاف: “هناك 7 موقوفين بسبب الإشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى وجرت أحداث إطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، إحدى الإصابات خطيرة وندعو المواطنين إلى الإقلاع عن هذه العادة، ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش”.
عون وأمير الكويت
إلى ذلك، أنهى رئيس الجمهورية جوزف عون زيارته للكويت بعد محادثات أجراها مع أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ظهر أمس في المبنى الرئيسي في قصر بيان. وأكد أمير الكويت خلال المحادثات “حرص الكويت على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية”، معرباً عن “رضا الكويت في شأن نتائج اجتماع سفراء دول مجلس التعاون مع رئيس الوزراء اللبناني في 6 أيار الجاري الذي بحث عودة مواطني دول المجلس إلى لبنان. كما نثني على التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الذي يُعد ركناً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة”. وأضاف: “تجدّد دولة الكويت دعمها لجهود المجموعة الخماسية (أميركا، فرنسا، السعودية، قطر، ومصر) لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش. وتواصل دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية”.
وأكد أن “دولة الكويت، تدين الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701)، ووقف إطلاق النار. كما تؤكد أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار مطالبةً بعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة”.
وشدد الرئيس عون على “ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في كل المجالات”، وقال “إن لبنان سيبقى إلى جانب الدول الشقيقة”، مرحباً بقرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان، معتبراً “أن ما أبديتموه من دعم لنا يؤكد حرصكم على الوقوف إلى جانب لبنان”.
ووجّه الرئيس عون دعوة إلى أمير الكويت لزيارة لبنان، فردّ الأمير شاكراً، وقال: “سأحضر بدعوة أو بدون دعوة”، مستذكراً العلاقات اللبنانية – الكويتية ومحبة الكويتيين للبنان وسكنهم فيه منذ عقود طويلة، وحرصهم على العودة إليه.
اليونيفيل
وفي سياق متصل بالوضع في الجنوب، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني قالت إنها أحالتها إلى الجيش اللبناني.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني اتفاق لوقف إطلاق النار بين “الحزب” وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي الحزب من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
وأوردت القوة الدولية، وهي أحد أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، أنه “منذ شهر تشرين الثاني أعاد الجيش اللبناني، بدعم من اليونيفيل، انتشاره في أكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب نهر الليطاني”. وأضافت في بيان: “عثر حفظة السلام على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني” الذي لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود، إذ “لا يزال… يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية”.
وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة قرارها “حصر السلاح” بيد الدولة، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لسحب سلاح “الحزب” بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل.
وأكّد الرئيس جوزف عون نهاية الشهر الماضي، أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 85 في المئة من الجنوب الذي قام بـ”تنظيفه”، في إطار تنفيذ التزاماته باتفاق وقف النار.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
زيارة «تاريخية» لترمب… وقمة خليجية أميركية في الرياض
واشنطن تعدها فرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة
الرياض: غازي الحارثي
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيارته للسعودية والإمارات وقطر بـ«التاريخية»، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض قبيل توجهه إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل زياراته الخارجية الرسمية خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو (أيار)، التي تشمل قطر والإمارات.
ويصل الرئيس ترمب الرياض، الثلاثاء، مكرراً ما بدأه في ولايته الأولى، عندما افتتح زياراته الخارجية بزيارة تاريخية إلى السعودية في الشهر ذاته من عام 2017، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وشهدت توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة بين البلدين.
ونوّهت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بالأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس ترمب لرحلته إلى السعودية وقطر والإمارات.
وقالت ليفيت خلال إحاطة صحافية، الجمعة، إن «الرئيس ترمب يسعى لتعزيز العلاقة مع دول الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أنه بعد 8 سنوات «سيعود الرئيس ترمب ليؤكّد على رؤيته المتواصلة لشرق أوسط مزدهر وناجح، حيث تقيم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط علاقات تعاون، يتم فيها هزيمة التطرف ليحل محله التبادل الثقافي والتجاري».
جدول مليء بالاجتماعات
وبحسب البيت الأبيض، سيكون برنامج زيارة الرئيس الأميركي مليء بالاجتماعات الثنائية ومع رجال الأعمال والمستثمرين، إضافة إلى مشاركته في «منتدى الاستثمار السعودي الأميركي».
والأربعاء، سينضم ترمب إلى قادة دول مجلس التعاون لعقد القمة الخليجية – الأميركية الخامسة من نوعها في الرياض.
وأكدت «الخارجية الأميركية» لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة «لن تُغفل الدور الذي قامت به المملكة، في إطار استضافة المفاوضات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، ودورها في تهدئة الأوضاع في السودان واليمن».
وقال سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن بلاده «تقدِّر مبادرات المملكة في مجال دعم الحلول السياسية للنزاعات، وجهودها المستمرة لتأمين أسواق الطاقة العالمية، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات الدبلوماسية الإقليمية والدولية».
ملفات على الطاولة
وحول الملفات المتوقّع أن تناقش خلال زيارة الرئيس الأميركي، أكد وربيرغ أنها ستشمل ملفات استراتيجية تتعلق بـ«الأمن الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة»، مشدّداً على أنَّها «ستعزِّز التنسيق بشأن التهديدات البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن التطورات في غزة ولبنان واليمن والسودان وليبيا ولبنان والعراق، ومواجهة السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار»، على حدّ تعبيره.
وأردف وربيرغ: «تمثل الزيارة المرتقبة للرئيس ترمب إلى السعودية، على صعيد العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، فرصة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في مجالات تشمل الدفاع، والأمن، والاستثمار، والطاقة».
وشدَّد المتحدث الإقليمي على سعي بلاده نحو تعميق هذا التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ولبناء علاقات اقتصادية أكثر تنوعاً واستدامة، ترتكز على المصالح المشتركة. كما تُظهر هذه الزيارة التزام واشنطن الثابت بتقوية تحالفاتها مع شركائها الأساسيين في الشرق الأوسط، مرجحاً أن تتضمَّن النقاشات ملفَي الاستثمار والدفاع.
وأضاف: «تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع السعودية، لا سيما في مجالَي الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، إلى جانب توسيع التعاون الدفاعي لحماية المصالح المشتركة في مواجهة التهديدات الإقليمية».
وتشكِّل هذه النقاشات جزءاً من نهج أوسع لتمكين الحلفاء والشركاء في المنطقة من تعزيز قدراتهم الدفاعية وتطوير اقتصاداتهم.
الرئيس الثامن والزيارة الرابعة عشرة
ويعد الرئيس دونالد ترمب، ثامن رئيس أميركي يزور السعودية خلال العقود الخمسة الماضية، وفقاً لبيانات «الخارجية الأميركية»، بعد زيارات قام بها على التوالي الرؤساء الأميركيون ريتشارد نيكسون، وجيمي كارتر، وجورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما، وجو بايدن، بينما تأتي زيارة ترمب المرتقبة، الثلاثاء، لتصبح الزيارة الرابعة عشرة لرئيس أميركي إلى السعودية.
وكان عدد من الرؤساء الأميركيين قد كرّروا زياراتهم إلى السعودية في أكثر من مناسبة، على غرار الرئيسين جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن، اللذين زارا السعودية مرتين، إلى جانب الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أظهرت الأرقام الرسمية أنه أجرى 4 زيارات إلى السعودية خلال فترة رئاسته التي امتدت لولايتين، بالإضافة للرئيس ترمب الذي زار السعودية خلال ولايته الأولى عام 2017، ويعيد الزيارة مفتتحاً بها جولاته الخارجية في ولايته الثانية.
وقبل وصول الرئيس الأميركي إلى السعودية، بحث وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة، الاثنين، مع كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية ديفيد ساكس، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وأفصح عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين الأميركيين والسعوديين لـ«الشرق الأوسط» عن صفقات كبيرة في مجالات حيوية، سيشهدها «منتدى الاستثمار السعودي الأميركي»، الذي سيعقد بالتزامن مع الزيارة، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين، إلى جانب مجموعة من كبار التنفيذيين الأميركيين المشاركين في المنتدى.
«لحظة سياسية فارقة»
ويرى مراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تمثّل لحظة سياسية فارقة في العلاقات بين البلدين، من شأنها أن توسع الشراكة الاستراتيجية، وتعطي دفعة لمجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار بما يحقق مصالح الجانبين؛ معتبرين أن القضية الفلسطينية وأهمية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والدفع باتجاه حل الدولتين، وإقناع ترمب بأن نتنياهو عقبة حقيقية أمام تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة، ستكون ضمن الملفات الرئيسية للنقاش بين الرياض وواشنطن.
من جانبه، عَدّ السفير الأميركي السابق لدى السعودية، مايكل راتني، أن الزيارة المرتقبة للرئيس دونالد ترمب إلى الرياض منتصف مايو تُشكّل إشارة واضحة إلى متانة الشراكة الأميركية – السعودية، وتجسيداً لثقة واشنطن بتحالفها الاستراتيجي مع المملكة.
وقال راتني، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن اختيار السعودية محطة أولى في الولاية الثانية للرئيس ترمب يعكس، ليس فقط البُعد الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، بل أيضاً عمق الروابط الشخصية التي تربطه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
جلسة المعجّل المكرّر: تناقضات وسجالات… الكويت: حاضرون لتلبية ما يطلبه لبنان
على الخط الخارجي، زيارة وصفت بالمثمرة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الكويت، اقترنت بوعد من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته. وعلى الخط السياسي الداخلي؛ حكومة تقول يومياً إنّها ستفعّل حضورها وتدخل مدار العمل المجدي والإنجاز، وفي موازاة ذلك، مجلس نيابي يتحضّر للالتئام تشريعياً بعد غدٍ الخميس، في جلسة «المعجّل المكرّر»، بجدول أعمال من 83 اقتراحاً نيابياً، ولا يتضمّن أيّ مشروع قانون وارد من الحكومة. واللافت في زحمة الإقتراحات النيابية، هو أنّ بعضها قابل للسير به، فيما العديد منها يتناول أموراً حساسة وخلافية، ويُشكّل بالتالي باباً للتباينات والسجالات، ما ينذر بجلسة تشريعية صاخبة.
زيارة الكويت
أنهى رئيس الجمهورية زيارة قصيرة إلى دولة الكويت، التقى خلالها أمير الدولة وكبار المسؤولين فيها. وخلال اللقاء بين رئيس الجمهورية وأمير الكويت في الديوان الأميري أمس، أكّد الأمير مشعل حرص الكويت على دعم لبنان وتعزيز العلاقات الكويتية – اللبنانية والخليجية – اللبنانية. وأبلغ إلى رئيس الجمهورية قرار الكويت برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع لبنان، في خطوة تهدف إلى إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي وتعزيزها. وأمّا الرئيس عون فأعرب عن شكره لأمير الكويت، ووجّه إليه دعوة رسمية لزيارة لبنان، ووعد الأمير بتلبيَتها.
وقبل ذلك، استقبل عون في مقر إقامته في قصر بيان، رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي أكّد أنّ «لبنان هو في قلب كل كويتي. إنّ الكويت ماضية في تقديم المساعدة للبنان، وهي جاهزة لكل ما يطلبه في هذا الإطار»، وأكّد إدانة بلاده «للاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان».
خلال اللقاء، تمّ التوافق على «تسهيل دخول اللبنانيِّين إلى الكويت، وكذلك عودة الكويتيِّين إلى لبنان وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات». وأعرب رئيس مجلس الوزراء بالإنابة عن رغبته بزيارة لبنان «فور عودة رئيس الحكومة الكويتية من الخارج»، فأكّد الرئيس عون سروره بهذه الزيارة وترحيبه بها.
كذلك، استقبل الرئيس عون ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناول معه «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية وإعادة إحياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدَين، ورفع حجم التعاون في المجالَين الاقتصادي والاستثماري».
وعبّر الرئيس عون في حديث مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن «تقديره وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدّمته وتقدّمه دولة الكويت للبنان، خصوصاً في الظروف الصعبة التي مرّ فيها».
ولفت عون إلى أنّ «المسؤولية التي قبلتها وتحمّلتها تحتّم عليّ أن أمارس دوري كرئيس مؤتمَن على الدستور وأحمي بلدي وشعبي. إنّنا نقوم بخطواتنا تدريجاً، وأعتقد أنّنا حققنا العديد من الخطوات، وهو مسار طويل ولن نتراجع، وأنا أردّد دائماً أنّ القرار اتُخذ ولا عودة إلى الوراء، والجميع سيلمس التغييرات التي تحتاج إلى بعض الوقت لكنّها تسير في المسار الصحيح».
وأكّد أنّ «لا أحد في لبنان يُريد الحرب، والكل متفهّم لموضوع حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية». لافتاً إلى أنّ «هناك مَن يُريد إنهاء ملف السلاح بسرعة، وأقول إنّنا نستطيع ذلك لكن من دون تسرّع، عبر الحفاظ على السلم الأهلي لأنّه خط أحمر». وأكّد أنّ «الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف، والديبلوماسية هي الطريق لاستعادة سيادتنا كاملة وأسرانا»، لافتاً إلى أنّ «لبنان ملتزم إلى جانب أشقائه العرب، ولا يمكن أن يكون لا مقراً ولا ممراً لأي إساءة لأي دولة عربية».
إلى الجولة الثالثة
بلدياً، انتهت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في شمال لبنان، وبذلك تنتقل الاستعدادات إلى الجولة الثالثة الأحد المقبل في بيروت والبقاع، وسط أجواء تنافسية حادّة، ولاسيما في مدينة بيروت، وكذلك في مدينة زحلة على وجه الخصوص.
على أنّه في خضم هذه التحضيرات، كانت ارتدادات انتخابات الشمال هي الطاغية على المشهد الانتخابي، تحت رماد النتائج التي انتهت إليه، إذ عبّرت عن نفسها بسجالات توزّعت على غير منطقة، واتهامات ومحاولات بعض الأطراف السياسية في المنطقة القفز فوق تلك النتائج، وتجيير الانتصارات البلدية والاختيارية للوائحها وحلفائها.
فكما بات معلوماً، فإنّ انتخابات الشمال، وإن كانت قد تميّزت بأنّها عامت في بحر من المخالفات، وسجّلت رقماً قياسياً في صراع الماكينات والإشكالات والخروقات والإرتكابات والتوقيفات للمخالفين ومطلقي النار والمتسبّبين والمشاركين في أعمال الشغب والحوادث الأمنية، فإنّها انتهت إلى نتائج حاكت الأحجام العائلية والسياسية في المنطقة، ورسّمتها على حقيقتها من دون انتفاخات وأحجام وهمية أو مبالغات، وأثبتت بما لا يرقى إليه الشك، أنّ المزاج الشعبي وتوجّهاته، استعصى على محاولات الإستثمار السياسي، وخسّر ما تسمّي نفسها «قوى كبرى» رهانها على ما اعتبرتها تبدّلات ومتغيّرات شابت الوضع اللبناني بصورة عامة، وتوهّمت أنّها بالصوت العالي والصرف المالي وضجيج الماكينات الانتخابية والحملات الدعائية المكثفة، ستأخذ الناخب الشمالي إلى غير قناعته، بما يمكّنها من إحداث انقلاب بلديّ في الشكل، وسياسي في المضمون، يسيّدها المنطقة ويُلبسها هوية جديدة قابلة للاستثمار والصرف في الاستحقاق النيابي العام المقبل.
زغرتا تقول كلمتها
في حلبة الانتخابات، قالت زغرتا كلمتها في الانتخابات البلدية والاختيارية فجاءت النتائج بعكس ما كان يتوقعه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض الذي بنى معركته على أسس يبدو أنّها لم تُؤتِ ثمارها في عرين المردة، إذ إنّه كان أعلن من مجلس النواب أنّه «سيخوض المعركة ضدّ الميليشيا والمافيا فكان الشعار أكبر من المعركة»، ما دفعه للقول أنّه لم يقصد تيار المردة حين التقى قبل الانتخابات بالنائب طوني فرنجية، فبادره الأخير بالقول إن لم تكن تقصدنا فأعلنها جهاراً لكنّه لم يفعل وصعّد أكثر بخطابه على ما تقول مصادر المردة «ناحياً بالمعركة الإنمائية نحو السياسة لتسجيل نقاط ضدّ تيار المردة على اعتبار أنّ الأخير لم يفز برئاسة الجمهورية، بالتالي إنّ الوقت مناسب جداً للقضاء عليه».
وتضيف مصادر المردة «لم يترك شيئاً إلّا واتهمنا به من الهدر إلى المحسوبيات والسيطرة على اتحاد البلديات والانتفاع منه مادياً، فيما نحن مَن يدعم مالياً الاتحاد». وتلفت المصادر إلى أنّ «معوّض كان يعلم علم اليَقين أنّ معركته في مدينة زغرتا خاسرة فصوّب نحو اتحاد بلدياتها وعمل جاهداً للفوز بأكبر عدد ممكن من بلدياته، فلم يتمكن مع حلفائه إلّا من تحقيق فوز في 5 بلديات هي تولا، مزرعة التفاح، عشاش، رشعين وسرعل».
قبل الانتخابات، «كشف معوّض أوراقه مؤكّداً أنّ معركته الأساسية ليست بلدية زغرتا بل اتحادها فجاءت الخسارة مدوّية في البلدية والاتحاد الذي لم يتمكن من الفوز بالتحالف مع القوات اللبنانية والنائب السابق جواد بولس والكتائب إلّا بـ5 بلديات من أصل 25 بلدية من بلديات زغرتا الـ32 التي ربح منها من خارج الاتحاد بلدية واحدة هي كفرحورا التي تنتخب مجلس بلدي لأول مرة». علماً أنّ رئيس الاتحاد المقبل وبحسب المصادر «سيحظى على 17 صوت من أصل 25، ما يعني أنّ بسام هيكل هو حتماً رئيس الاتحاد المقبل».
3 مرات قبل موعد الانتخابات البلدية والاختيارية ظهر النائب معوّض إعلامياً وفي الثلاث ركّز هجومه على اتحاد البلديات وعلى غياب الإنماء في قضاء زغرتا، بحسب مصادر المردة، موضّحةً أنّه «أعطى معلومات مغلوطة عن صرف الأموال ما اقتضى الردّ عليه لاسيما بعد أن رفع السقف وطاول شخصياً وبالعبارة الصريحة النائب طوني فرنجية، ما دفع الأخير للردّ بسقف عالٍ فاجىء الحلفاء قبل الخصوم كَون المعروف عن النائب فرنجية أنّه ينتقي عباراته ويتصرّف بدبلوماسية ودماثة إلّا أنّه على ما يبدو وأمام كثرة الافتراءات قال: «نحن لها». وخاض معركته في الإنماء والسياسة وعدم السكوت لا بل وَضع النقاط على الحروف فحصد الفوز المدوّي في معظم بلديات القضاء وفوزاً كاسحاً في مدينة زغرتا ومخاتيرها الـ11».
وفي جولة على الأحياء في زغرتا، يشير البعض إلى أنّ «النائب معوّض يحاول أن يجعل الفيل طائراً ويكاد يصدق ذلك، زانه على رغم من أنه كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية لم يتمكن من تشكيل لائحة في بلدته، بل تلطّى خلف المجتمع المدني إلّا أنّ صناديق الاقتراع كشفت الفرق الشاسع في الأصوات بين الأول على لائحة «سوا لزغرتا إهدن» بيارو زخيا الدويهي الذي حصد 6000 صوتاً مقابل 3000 صوت للخاسر الأول في اللائحة المدعومة منه».
المطلوب أفعال
وإذا كانت الانتخابات قد شكّلت أولوية العمل الحكومي في هذه المرحلة، الّا أنّ التحضير لهذا الاستحقاق، لا يعني تأجيل الضرورات الأخرى وما هو ملحّ من الأولويات والخطوات الواجب الإقدام عليها من قبل الحكومة، لفتح مسار التعافي الموعود. وهو ما أكّد عليه مرجع مسؤول عبر «الجمهورية»، حيث قال رداً على سؤال عن تقييمه لعمل الحكومة، وما إذا كانت على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة: «كثرة الحكي لا تفيد، والناس شبعت من الشعارات، والاستغراق بالعناوين والوعود، المطلوب أفعال وإنجازات، ويجب أن يقدّم للناس شيئاً ملموساً، وواجب كلّ المسؤولين في كل المواقع في الحكومة وغير الحكومة، أن يتوقفوا عن الكلام ويدخلوا فعلاً إلى مدار العمل، والإيفاء بالالتزامات التي قُطعت، ليس للبنانيين فحسب، بل للمجتمع الدولي وللمؤسسات المالية الدولية بالمضي بالإصلاحات. وهذه المؤسسات لا تتوقف مراسلاتها التي تدعو فيها الحكومة إلى وضع الخطة الإصلاحية المالية الاقتصادية التي تساعد لبنان على التعافي وتحدّد كيفية خروجه من أزمته، والجواب ليس عندي بل عند الحكومة».
*****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تعيينات في مجلس الإنماء غداً.. والتشكيلات الدبلوماسية على نار حامية مع المداورة
الكويت ترفع التمثيل الدبلوماسي وعون إلى مصر.. وسلام لمواجهة حازمة للرشوة والرصاص الطائش
تُلقي التطورات ذات الصلة بالسعي الى حلحلة الازمات المتفاقمة او الطارئة في الشرق الاوسط، في ضوء طموحات ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يتوجه اليوم الى المنطقة لزيارة ثلاث دول في الخليج العربي: المملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة، تُلقي بظلالها على الوضعين الاقليمي واللبناني، مع توسُّع حركة سعي الحكم والحكومة باتجاه وضع ما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري من مندرجات موضع التنفيذ.
ومع عودة الرئيس جوزف عون من الكويت، بعد قمة ناجحة، مع امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح، ومحادثات شارك فيها ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، تتجه الانظار الى الاجندات الداخلية، سواءٌ في ما يتعلق بجلسة التشريع بعد غد الخميس او التحضير لجلسة جديدة لمجلس الوزراء، مع استمرار التحضيرات للجولة رقم 3 من الانتخابات البلدية في بيروت ودوائر البقاع.
وانتهت امس الاول المحطة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، بأقل ما يمكن من مشكلات، توقف عندها وزير الداخيلة احمد الحجار.. وذهب المتبارون من فائزين وخاسرين الى مراجعة النتائج واحتساب الارقام في لعبة التأسيس للتحالفات الانتخابية بعد اقل من عام.
التشكيلات على نار حامية
وعلى صعيد العودة الى التعيينات، كشف مصدر دبلوماسي ان التشكيلات الدبلوماسية على نار حامية، وتشمل مناقلات شاملة بين اعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء المعنيين من خارج الملاك.
ومن المنتظر ان تشهد بعض السفارات مداورة في تسمية السفراء..
وطبقاً لما اوردته «اللواء» فان ملف التعيينات تم إدراجه على جدول اعمال مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا الاربعاء في القصر الجمهوري، انما ورد تحت مسمى تعيينات مختلفة، وعلمت اللواء ان هذا مرده الى مواصلة العمل لإخراج التعيينات الأساسية من الحكومة وفهم ان تعيينات مجلس الإنماء والأعمار هي الأبرز، ومن المستبعد ان تمر تعيينات اخرى إلا اذا تم انجاز بعض التفاصيل، ولفتت مصادر سياسية مطلعة الى ان وزير شؤون التنمية الادارية فادي مكي عكف على التحضير لهذا الملف وهو يواصل ذلك قبيل انعقاد الجلسة.
الى ذلك، اثمرت زيارة رئيس الجمهورية الى دولة الكويت عن نتائج ايجابية، من شأنها ان تنعكس على مسار العلاقات بين البلدين لاسيما قرار رفع التمثيل الدبلوماسي الكويتي. ومن المرتقب ان يستكمل جولاته الخارجية اذ قد يزور الرئيس عون مصر، وبالنسبة الى مشاركته في مراسم تنصيب البابا اذا تزامنت زيارته الى مصر مع هذا الحدث، فيعود اليه القرار بشان ذلك.
على صعيد الانتخابات البلدية، فانه من المتوقع ان تشهد قائمقامية عالية اليوم الثلاثاء سلسلة انتخابات لبعض البلديات وفي هذا الاطار، كانت قد اشارت اللواء في وقت سابق الى ان توافقا تم بين الأعضاء المنتخبين والبالغ عددهم 18عضوا من بينهم 6 اعضاء مسيحيين على انتخاب نضال الجردي رئيساً لبلدية مدينة الشويفات وفادي كرم نائبا له.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه 14/5/2025 جلسة في القصر الجمهوري البحث المواضيع المبينة في جدول الأعمال الذي يضم 28 بنداً. ابرزها:
طلب وزارة العمل الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تحديد الإشتراكات المتوجبة على الصحفيين والمصورين اللبنانيين للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.
طلب وزارة العمل الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل الحد الأقصى للكسب الخاضع الحسومات فرع التقديمات العائلية والتعليمية في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، وتعديل قيمة التقديمات العائلية وطريقة توزيعها بين الزوج والزوجة والأولاد.
طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى فتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة لعام ٢٠٢٥ لإعطاء مساهمة لصندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية لتغطية المساعدات الإجتماعية والصحية للعام 2025.
طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على إجراء مباراة مفتوحة لملء أربعة مراكز الشاغرة لوظيفة مهندس في ملاك مصلحة الهندسة في بلدية طرابلس بموجب مباراة يُجريها مجلس الخدمة المدنية.
طلب وزارة الشؤون الإجتماعية الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الإجتماعية بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية وتفويض الوزير التوقيع عليها.
طلب وزارة الشؤون الإجتماعية الموافقة على وثيقة الإجراءات العملية الموحدة لتحديد ضحايا الإتجار بالبشر، مساعدتهم وحمايتهم في لبنان بصيغتها النهائية.
طلب مجلس الإنماء والإعمار الموافقة على إعفاء المعدات والتجهيزات الطبية العائدة للمستشفيات الحكومية، والممولة من اتفاقية التمويل مع البنك الإسلامي للتنمية القرض رقم 1012 – (BN من الرسوم الجمركية بما فيها الحد الأدنى للرسم الجمركي.
طلب وزارة الاتصالات الموافقة على إصدار طوابع بريدية تذكارية للسيد رئيس الجمهورية.
طلب وزارة الدفاع الوطني الموافقة على تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 9 تاريخ 6/3/2025 المتعلق بالسماح لقيادة الجيش بالتعاقد مع أطباء، صيادلة، ممرضين، تقنيين، عاملين مساعدين في الجسم الطبي، فنيين، إداريين ومبرمجين لجهة إضافة اختصاصات أخرى إلى الإختصاصات الواردة في القرار.
طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على ما يلي: أ – تمكين التلامذة اللبنانيين الذين تابعوا دراستهم خارج لبنان، في الجمهورية العربية السورية أو في أي دولة أخرى، والتلامذة السوريين وسواهم من سائر الجنسيات، من التقدم إلى الإمتحانات الرسمية في العام ٢٠٢٥ لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة،و ترشيح الطلاب السوريين الذين كانوا قد تسجلوا في المعاهد والمدارس الفنية الرسمية والخاصة الذين كانوا يملكون إقامة صالحة التاريخ، صادرة عن المديرية العامة للأمن العام أو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولكنها تصبح منتهية الصلاحية قبل تاريخ إجراء الإمتحانات الرسمية، على أن يصار إلى عدم إعطائهم إفادة النجاح في حال نجاحهم في الإمتحانات الرسمية، إلا بعد تأمين إقامة صالحة التاريخ.
اضافة الى بنود حول شؤون وظيفية وادارية واجرائية.
مجلس النواب
نيابياً، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية في الحادية عشرة من قبل ظهر بعد غد الخميس قبل الظهر وبعده ، بناءً لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري وتطبيقا لم تم الإتفاق عليه في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب في عين التينة، وذلك لدرس واقرار اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول أعمال يضم 83 اقتراحا، بعد جوجلة اكثر من 138 اقتراحا، علقوا في ادراج المجلس نتيجة للإنقسام النيابي على التشريع في غياب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف الاعمال، وبالتالي ما انعكس سلبا على قدرة المجلس على التشريع.
الكويت ترفع التمثيل الدبلوماسي
عاد الرئيس عون والوفد المرافق الى بيروت عصر امس، بعد زيارة رسمية الى الكويت، جرى في خلالها محادثات مع امير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وكبار المسؤولين الكويتيين. وابلغ امير دولة الكويت الشيخ مشعل الرئيس عون قرار رفع التمثيل الديبلوماسي بين الكويت ولبنان بهدف تعزيز العلاقات للثنائية وإعادتها إلى وضعها الأمثل.تمهيدا لرفع حظر سفر الكويتيين الى لبنان لاحقا بعد وصول السفير الكويتي الجديدلتسلم مهامه.
وأكد الرئيس عون على «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية -الكويتية وتطويرها في كل المجالات، وأشار الى «ان لبنان سيبقى الى جانب الدول الشقيقة»، مرحبا بـ«قرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان.
وأثنى الرئيس عون على وقوف الكويت الدائم الى جانب لبنان وعلى مواقفها الداعمة له في المحافل الاقليمية والدولية، لا سيما في ما خص الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وعدم التزام اسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار.
ووجه الرئيس عون دعوة رسمية إلى أمير الكويت لزيارة لبنان فوعد الأمير الكويتي بتلبيتها.
وابدى الامير مشعل الحرص على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية، مثنيا على «التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية ،الذي يعد ركنا أساسيا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وخصوصا في مجال مكافحة تهريب المخدرات».
وأكد وقوف الكويت الى جانب لبنان وكل ما يتخذه من إجراءات لبسط سيادته على كامل أراضيه حتى الحدود المعترف بها دوليا، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 425.
كما جدد دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش، مؤكدا «مواصلة دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية».
وأعرب عن ادانة الكويت الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبا بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) ووقف إطلاق النار، ومشددا على أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار، وعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة.
الانتخابات الممارسات والنتائج
على صعيد البلديات، بدأت وزارة الداخلية والبلديات إصدار النتائج الرسمية للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وصدرت من ظهر أمس وحتى السادسة مساء تباعا نتائج انتخابات في اقضية بشري والكورة والبترون، اضافة الى نتائج اقضية طرابلسي وعكار والضنية والمنية.
وبصرف النظر عن النتائج والاصطفافات، وصف الوزير الحجار العملية الانتخابية في الشمال وعكار بأنها تمت بشكل جيد، وكشف ان عدد الشكاوى بلغ 675، وسجل 145 حادثاً امنياً وحوالى 120 اشكالاً وتضارب، وسجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى، وجرت احداث اطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، وتم الاشتباه بعملية تزوير وتوقيف المشبته به.. مشدداً على عدم حيازة سلاح غير مرخص.
وكشف ان نسبة الاقتراع بلغت 43.2٪، وبالتحديد 37.25٪ في الشمال و49.33 في عكار..
ووصف الرئيس نواف سلام الانتخابات بالناجحة، مجدداً التأكيد ان الرشوة الانتخابية ستُواجَه بإجراءات صارمة، وسنتابع التحقيقات للوصول إلى مصدر الرشوة واتخاذ التدابير القضائية المناسبة، فلا غطاء على أحد».
اضاف: «أمّا مشهد السلاح والرصاص الطائش، الذي أسفر عن إصابات خطيرة، فهو مشهد مرفوض أخلاقياً وقانونياً، وظاهرة مخزية ومتخلّفة يجب أن تتوقّف». واكد ان «الأجهزة المعنية، ولا سيّما الجيش، أوقفوا العديد من مطلقي النيران، ولا تهاون في مواصلة المسار الأمني والقضائي وإنزال أشدّ العقوبات بحقّ المخلّين بالأمن». وناشد «المواطنين الكفّ عن هذه الظاهرة الخطيرة، فالسلاح ليس وسيلةً للتعبير، ولا لفرض واقعٍ خارج منطق الدولة».
والقى الجيش اللبناني القبض على العشرات من مطلقي النار، إثر اضطرابات رافقت الانتخابات لا سيما في عكار، ويحقق القضاء مع الموقوفين، وقال مصدر في الجيش انه تم توقيف 35 شخصاً من مطلقي النار في مناطق مختلفة.
الحزب: نحن جزء من هذا العهد
وقال الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اننا نلتزم بالحق، وليس بالقوة، مؤكداً على الاستمرار بالمقاومة لمنع اسرائيل من السيطرة والهيمنة.. وسنبقى واقفين على ارجلنا، وما يقوم به العدو يزيدنا تشبثاً بمواقفنا. وطالب بالتزام اسرائيل بتنفيذ ما عليها في ما خص اتفاق وقف النار والقرار 1701 (وقف الاعتداءات، اطلاق الاسرى والانسحاب من النقاط المحتلة).
وقال: نحن جزء من هذا العهد الجديد، الذي يمثله الرئيس جوزف عون.. وطالب عدم فرض خيارات على لبنان.
وطالب الحكومة اللبنانية بأن تضع اعادة الاعمار على اول جلسة لمجلس الوزراء وطالبها بوضع الاطار.
الى ذلك، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين ان اجراءات الحكومة للحد من سيطرة الحزب «مرضية».
«اليونيفيل»: ضبط مخابئ أسلحة وتسليمها للجيش
جنوباً، اعلنت وحدة حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل) عثورها على اكثر من 225 مخبأ للسلاح في جنوب نهر الليطاني، وسلمت السلاح الى الجيش اللبناني.
واشارت اليونيفيل ان الجيش اللبناني اعاد انتشاره في اكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب نهر الليطاني.
سلام يترأس وفد لبنان إلى قمة بغداد
يترأس رئيس الحكومة نواف سلام وفد لبنان الى القمة العربية التي تعقد في بغداد، السبت المقبل في 17 الجاري ويرافقه وزير الخارجية يوسف رجي.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب… هل يعبر لبنان زمن الغياب؟
تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت
قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد… ولن نستسلم – ابراهيم ناصرالدين
انتهى الاستحقاق البلدي والاختياري في الشمال على نحو سيىء ميدانيا، بعدما اشتعلت سماء المدن والبلدات بالرصاص العشوائي احتفالا بالنتائج، ما يعكس حالة التفلت وغياب هيبة الدولة التي تعرضت مساء امس لتحد جديد في طرابلس بعد احتجاجات امام السراي استدعت حضور وزير الداخلية.
في السياسة انصرفت القوى السياسية لحساب الخسائر والارباح في محاولة لتظهير موزاين القوى التي افرزتها صناديق الاقتراع. مسيحيا لم تكن ثمة كثير من العلامات الفارقة حيث حافظت كل القوى الاساسية على حضورها المنطقي وانتقل الصراع الى معركة الاستحواذ على اتحادات البلديات، وكان لافتا ارتفاع حدة الصراع السياسي بين تيار المردة وحركة الاستقلال، بينما خاض كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معركة مشابهة لجبل لبنان حيث بات واضحا لدى الطرفين ان التطورات الاخيرة لم تحدث انقلابا يمكن الاعتداد به في المزاج المسيحي، حيث لا يمكن لاي طرف ان يلغي الآخر، والانتخابات النيابية لها حسابات اخرى خصوصا انه صمد التحالف بين «المردة «و التيار». اما على الساحة السنية فيمكن الحديث عن برودة عكستها مدينة طرابلس بعد قرار تيار المستقبل بالعزوف وعدم دخول الرئيس نجيب ميقاتي في المعركة، وكان عنوان اليوم الانتخابي «التشطيب». بينما شهدت بلدات عكار السنية معاركها المحلية التي طغى عليها حضور النواب السنة. ويمكن الاستنتاج ان ثمة قلقا جديا يحتاج الى معالجة بعدما ثبت عدم القدرة على انتاج بدائل وازنة عن القوى التقليدية، وفقا لاستراتيجية المملكة العربية السعودية التي تسعى الى فرضها كامر واقع ولكن دون نتائج تذكر حتى الان. وفي هذا السياق» العين» على الانتخابات في بيروت قبل اسبوع من الاستحقاق حيث الخوف الاكبر من معركة تشطيب قد تصيب المناصفة بمقتل في ظل تحالف واسع لقوة مسيحية واسلامية لا يجمعها في السياسة شيء يذكر، والاهم انه لا ضمانات بالقدرة على التحكم بالتصويت السني الحاسم في هذا الاستحقاق. اما بقاعا فلا تعويل على حدوث مفاجآت في المدن والقرى الشيعية، ولا حتى السنية، فيما تبقى المعركة الاكثر اثارة في زحلة. الابرز سياسيا، كان اعلان الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان الحزب جزء من العهد، متهما «اسرائيل» انها تلعب بالنار، مؤكدا ان المقاومة لن تستسلم.
وفيما لبنان غارق في حسابات الربح والخسارة في زواريب المدن، والقرى، تنشغل المنطقة بنتائج زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخليجية والتي لن تكون فقط استثمارية حيث ستتكشف بعض ملامح سياسية الرئيس الاميركي الذي يريد اعادة ترتيب اوراق حلفائه بما يتناسب مع مصلحة اميركا اولا، فيضغط على رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ويعمل على احراجه داخليا لاجباره على الالتزام بجدول الاعمال الاميركي، وليس معلوما كيف ستترك زيارته تاثيرها على الحرب في غزة. يبدي اهتماما كبيرا بالتوصل الى تفاهمات مع طهران دون ان تتوضح بعد حدود هذا الاتفاق الذي تدعمه هذه المرة دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. سوريا ستكون حاضرة على «طاولة» البحث بطلب من الرياض والدوحة في ظل قلق متزايد من خروج الاحداث عن السيطرة بسبب التدخلات الاسرائيلية والتركية، وقد بدأ ترامب يرسل اشارات «مشجعة» عن استعداده للبحث في ترتيب تقاسم النفوذ هناك. فاين لبنان من هذه التطورات؟
وفق مصادر دبلوماسية في بيروت لا يحمل الرئيس الاميركي جديدا حيال الملف اللبناني، ولا يعتبره اولوية ملحة في هذه المرحلة في ظل تزاحم الملفات الكبرى التي شكل مخاضا للشرق الاوسط الجديد الذي يريد ان يجعله امرا واقعا من خلال توسيع شبكة الاتفاقات الابراهيمية. وثمة قناعة في البيت الابيض بان الملف اللبناني تديره «اسرائيل» بكفاءة ودون تهور وتعمل تحت سقف حماية امنها دون التسبب باشعال حرب جديدة لا تريدها واشنطن التي لا تبدو منزعجة من الضغط الذي تمارسه حكومة نتانياهو على الساحة اللبنانية. وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط الى انه اذا لم تضع الرياض لبنان على جدول اعمال المحادثات فانه لن يجد مكانا على طاولة البحث لانه يشكل ملفا ثانويا بالنسبة للاميركيين الذين ابلغوا الدولة اللبنانية بخارطة الطريق التي يريدون منها ان تلتزم بها.
لا وعود حاسمة
وفي هذا الاطار، لم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال جولته الخليجية على وعد واضح حيال مقاربة الملف اللبناني مع ترامب، وذلك على الرغم من وجود قناعة سعودية- قطرية بان ممارسة الضغوط على الدولة اللبنانية وعدم دعمها لا يساعد في اضعاف الحزب، كما ان عدم التزام «اسرائيل» بالانسحاب واستمرار خروقاتها للسيادة اللبنانية لا يساعد في طرح ملف السلاح بشكل جدي لانه بخلاف ذلك فان الساحة اللبنانية ستكون مهيئة للانفجار. لكن لا تغيير واضحا في موقف دول الخليج في مسألة اعادة الاعمار، فثمة تقاطع واضح بين الطرفين على عدم الاندفاع في هذا الملف باعتباره ملفا ضاغطا في وجه الحزب على اعتاب التحضير للانتخابات النيابية. ولهذا ترى تلك الاوساط، بان احتمال البحث في تطورات الساحة اللبنانية غير مرتفعة ، واذا ما حصل فان النتائج ستكون محدودة في هذه المرحلة، وتبقى «العين» على ما بعد الزيارة بانتظار رد فعل رئيس حكومة الاحتلال الذي يشعر ان ترامب يطوقه لاسقاطه داخليا، وعادة ما يهرب من ازماته بافتعال ازمات خارجية. ويبقى ايضا انتظار ما سيكون عليه الوضع في سوريا لان تاثيره سيكون مباشرا على لبنان .
اشكال في طرابلس
وبعد ليلة اطلاق الرصاص، لم تنته المشاكل شمالا، ومساء امس تجمع عدد كبير من المواطنين، امام قصر عدل طرابلس، احتجاجا على تأخير إصدار نتائج الانتخابات البلدية، وتوقف عملية الفرز، مطالبين وزير الداخلية باقالة محافظ الشمال وإعادة إجراء الانتخابات. فاستقدم الجيش تعزيزات كبيرة إلى ساحة عبد الحميد كرامي ومحيط قصر العدل. وقد وصل وزير الداخلية أحمد الحجار إلى طرابلس لمعالجة الأمر.
ارقام الشمال
وكان وزير الداخلية اعلن ان «العملية الانتخابية في الشمال وعكار تمت بشكل جيّد على رغم بعض الصعاب التي بدأت يوم السبت واستمرّ البعض منها يوم الأحد لا سيما الاشكالات الأمنية في بعض المراكز. بلغ عدد الشكاوى والمراجعات 675 بالإجمال فيما سجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً». وقال:»بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار». أضاف: «هناك 7 موقوفين بسبب الاشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى يتم التثبت منها وتم الاشتباه بعملية تزوير وتوقيف المشتبه». وتابع:»جرت احداث اطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، احدى الاصابات خطيرة وندعو المواطنين الى الاقلاع عن هذه العادة ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش». وبالنسبة الى السلاح المتفلت قال:» العمل قائم على عدم حيازة السلاح من دون ترخيص وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية والدولة تعمل على ذلك بجديّة واطلاق النار يتم من المواطنين وليس من حزب معيّن وستتم ملاحقات جدية لمطلقي النار».
ملاحقة مطلقي النار
واعلنت قيادة الجيش ان وحدات عسكرية تؤازر كلًّا منها دورية من مديرية المخابرات نفذت عمليات دهم وأوقفت 35 شخصًا من مطلقي النار في مناطق مختلفة ، وضبطت في حوزتهم أسلحة وذخائر حربية. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، ويجري العمل لتوقيف بقية مطلقي النار. في هذا السياق، تشدد قيادة الجيش على ضرورة امتناع المواطنين عن إطلاق النار لما في ذلك من تعريض حياة الآخرين للخطر، فضلًا عن المسؤولية القانونية التي يتحملها المتورطون.
ابرز النتائج
وفي ابرز نتائج نتائج الانتخابات في الشمال، فوز تحالف مجد حرب والكتائب القوات في شكا، وهي خسارة لها رمزيتها لتيار المردة ، وقد اكدت القوات وحرب حضورهما في تنورين. اما في قضاء بشري فلم تكن نتائج القوات اللبنانية مفاجئة. في اميون فازت لا ئحة القومي السوري والقوات ضد التيار الوطني الحر وانتهت الانتخابات بحصول انشقاق في صفوف «القومي». وفي طرابلس حيث كانت النسبة الادنى جاءت النتائج الاولية خليطا من اللوائح. في رحبة العكارية فاز تحالف النائب سجيع عطية والتيار على القوات. وفي زغرتا 6 بلديات في القضاء لحركة الاستقلال، وفاز المردة والتيار بـ 8 بلدات كاملة، و4 غير كاملة، ومن المرجح ان يبقى الاتحاد مع المردة. وقد اعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار اثبت وجوده في الشمال في مواجهة تحالف ثلاثي متهما القوات اللبنانية انها خاضت حرب الغاء، واعلن الفوز بـ 19 بلدية في البترون من اصل 31.
زيارة الكويت
سياسيا، انهى الرئيس عون زيارته الى الكويت بلقاء ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناول معه «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية واعادة احياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري». كما تناول البحث «القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد، واهميتها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكذلك القمة الخليجية – الاميركية التي تعقد اليوم في السعودية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والرئيس الاميركي دونالد ترامب، كذلك تناول الاوضاع في لبنان في ضوء التطورات الاخيرة.
الشيخ قاسم: لن نستسلم
ولمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل القيادي مصطفى بدر الدين، أشار الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الى ان «المقاومة كانت رادعة للعدو الإسرائيلي خلال السنوات الماضية ووضعت حداً لمخططات القضم الإسرائيلية للبنان، لذلك المقاومة منعت إسرائيل من فرض اتفاقات مذلة على لبنان وتحقيق ما تريد منه وتنفيذ مخططاته. وقال «سنبقى واقفين على أرجلنا وسييأس العدو من وقفتنا وصمودنا. واكد ان المقاومة منعت إسرائيل من فرض اتفاقات مذلة على لبنان وتحقيق ما تريد منه وتنفيذ مخططاته. وعن اتفاق وقف اطلاق النار الاخير، قال: «لبنان قام بكل التزاماته والمقاومة التزمت في جنوب نهر الليطاني مفسحة المجال للجيش اللبناني ليقوم بدوره، لكن ذلك لم يردع اسرائيل. واضاف» وسنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة حسب المرحلة والعدوان الاسرائيلي قبل ايام على منطقة النبطية واقليم التفاح لعب بالنار ولن يجعل اسرائيل تحقق ما تريد.واعتبر قاسم ان «لبنان يتجه نحو الاستقرار ومن يُعيق الاستقرار إسرائيل وعدوانها ولتلتزم بما عليها في الاتفاق ونحن نتفاهم على المستوى الداخلي على كل التفاصيل ولا مشكلة بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين مكوّنات الداخل. واضاف: العهد الجديد برئاسة العماد جوزاف عون فيه آمال كبيرة ونحن شراكة فيه وجزء منه.
اليونيفيل: عوائق اسرائيلية
جنوبا ،أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ، عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني، قالت إنها أحالتها إلى الجيش اللبناني واشارت الى انه عثر حفظة السلام على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني» الذي لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود إذ «لا يزال… يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
قمة لبنانية – كويتية ومحادثات موسّعة وتأكيد على أهمية ترسيخ التعاون الثنائي
عون وجّه دعوة لأمير الكويت لزيارة لبنان.. والأمير مشعل: لبنان أمام فرصة تاريخية لتحديد مستقبله
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية -الكويتية وتطويرها في كل المجالات، وأشار الى «ان لبنان سيبقى الى جانب الدول الشقيقة»، مرحبا بـ»قرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان». وأثنى الرئيس عون على وقوف الكويت الدائم الى جانب لبنان وعلى مواقفها الداعمة له في المحافل الاقليمية والدولية، لا سيما في ما خص الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وعدم التزام اسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار.
أما امير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فأكد الحرص على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية، مثنيا على «التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية ،الذي يعد ركنا أساسيا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وخصوصا في مجال مكافحة تهريب المخدرات». وأكد وقوف الكويت الى جانب لبنان وكل ما يتخذه من إجراءات لبسط سيادته على كامل أراضيه حتى الحدود المعترف بها دوليا، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 425.
كما جدد دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش، مؤكدا «مواصلة دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية». وأعرب عن ادانة الكويت الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبا بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) ووقف إطلاق النار، ومشددا على أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار، وعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة. مواقف الرئيس عون والشيخ الصباح جاءت خلال لقاء القمة اللبنانية – الكويتية والمحادثات الموسعة التي عقدت امس في المبنى الرئيسي في قصر بيان، والتي حضرها عن الجانب الكويتي ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، والمستشار في الديوان الاميري ورئيس بعثة الشرف السيد محمد عبدالله ابو الحسن، ووزير الخارجية عبدالله علي العبدالله اليحيا، ووكيل الديوان الاميري ومدير مكتب سمو أمير الدولة السفير أحمد فهد الفهد، ومدير مكتب ولي العهد الفريق جمال محمد الذياب، ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح، ووكيل الشؤون الخارجية في ديوان ولي العهد السيد مازن عيسى العيسى، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض فلاح فهد المطيري. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، ومدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، المستشارون العميد اندره رحال، وجان عزيز، وميريم عيد، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
المعلومات الرسمية
وصدرت المعلومات الرسمية التالية عن الديوان الاميري: «عقدت بقصر بيان ظهر اليوم جلسة المباحثات الرسمية بين دولة الكويت وجمهورية لبنان الشقيقة ترأس فيها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الجانب الكويتي، فيما ترأس صاحب الفخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة الجانب اللبناني، وبحضور سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله، ومعالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين.
وقد صرح معالي وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان جلسة المباحثات تناولت العلاقات الاخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، والتأكيد على اهمية ترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين وتوسيع أطره بما يخدم مصالحهما المشتركة، وبحث مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة تجاهها والتأكيد على ان امام لبنان فرصة تاريخية لتحديد مستقبله وتجاوز كافة التحديات الماضية، والبدء بعملية اعادة البناء والتطوير بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق إلى الامن والاستقرار، كما تم بحث اهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم مسيرة العمل العربي الموحد، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
هذا وقد ساد المباحثات جو ودّي عكس روح الاخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين، ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الاصعدة».
الشيخ فهد الصباح
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد استقبل عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس في مقر اقامته في قصر بيان، رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالانابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والقائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت احمد عرفة والوفد المرافق
في مستهل اللقاء، هنأ الشيخ الصباح الرئيس عون بانتخابه، ورحب به في الكويت، مؤكدا ان «لبنان هو في قلب كل كويتي، والشعب الكويتي يتضامن مع الشعب اللبناني ويرافقه في كل ظروفه»، مشيدا بـ»اللبنانيين المقيمين في الكويت»، مشددا على انهم «يقومون بواجباتهم من دون اي مشاكل تذكر».
اضاف: «ان الكويت ماضية في تقديم المساعدة للبنان، وهي جاهزة لكل ما يطلبه في هذا الاطار»، واكد إدانة بلاده «للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان».
واعرب رئيس مجلس الوزراء بالانابة عن رغبته بزيارة لبنان «فور عودة رئيس الحكومة الكويتية من الخارج».
فاكد الرئيس عون سروره بهذه الزيارة وترحيبه بها.
ثم استقبل الرئيس عون ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناول معه معه «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية واعادة احياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري».
*****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“اليونيفيل” تعثر على 225 مخبأ لـ “الحزب” وقاسم يستذكر بدر الدين كويتياً!
أبواب الخليج تفتح للبنان عشية قمة الرياض التاريخية
أتت الزيارة الخليجية الرابعة التي قام بها رئيس الجمهورية جوزاف عون للكويت في «توقيت بالغ الأهمية» على حد تعبير أوساط وزارية لـ «نداء الوطن». وربطت هذه الأوساط القمة اللبنانية – الكويتية أمس بـ «الحدث التاريخي» كما قالت، والذي ستشهده السعودية بدءاً من اليوم من خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اختار مجدداً الرياض المحطة الأولى الخارجية في ولايته الحالية على غرار ما قام به في ولايته الأولى عام 2017 .
ماذا عن قمة الكويت التي جمعت أمس الرئيس عون وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح؟ تجيب الأوساط الوزارية أن أهمية ما قام به رئيس الجمهورية حتى الآن هو «إعادة ترتيب كل جسور علاقات لبنان والتي من خلالها يعاد تعويم واقع لبنان المالي والاستثماري والاقتصادي. ولا يستطيع لبنان لوحده انتشال نفسه من الأزمة التي غرق فيها والاعتماد فقط على منطق الساحة وغيرها. ما يقوم به الرئيس عون الآن هو تجسير العلاقات المطلوبة مع الخليج».
ولفتت الأوساط الوزارية في سياق متصل إلى القمة الأميركية السعودية الخليجية التي تنطلق أعمالها في الرياض اليوم «وسط تباين أميركي إسرائيلي غير مسبوق في ثلاثة ملفات: اليمن وإيران و «حركة ح». وقالت الأوساط نفسها: يعطي الرئيس ترامب من خلال ذلك إشارة إلى السعودية أن الولايات المتحدة مستعدة أن تذهب إلى تسوية تاريخية على مستوى المنطقة ما يؤكد الدور المحوري للسعودية التي اختارها الرئيس الأميركي أول محطة خارجية له في إدارته الثانية. ما يعني أن بوابة الشرق الأوسط الجديد لن تكون تل أبيب بل الرياض التي ستتولى إعادة هندسة العلاقات على مستوى المنطقة».
بالعودة إلى نتائج قمة الكويت، فقد أكد رئيس الجمهورية «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية وتطويرها في كل المجالات، وأشار إلى «أن لبنان سيبقى إلى جانب الدول الشقيقة»، مرحباً بـ «قرار رفع التمثيل الدبلوماسي الكويتي في لبنان».
أما أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فأكد الحرص على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية، مثنياً على «التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية، الذي يعد ركناً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وخصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات».
«الحزب» يستعيد «إنجازات» بدر الدين التفجيرية في الكويت
في سياق متصل، أطل الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لمقتل قيادي «الحزب» مصطفى بدر الدين عام 2016. واستعاد قاسم من تاريخ بدر الدين مرحلة سجن الأخير في الكويت بين عامي 1983 و 1990. فهل كان كلام قاسم بمحض الصدفة في توقيت واحد مع القمة اللبنانية الكويتية؟
لكن قاسم لم يشر إلى أن اعتقال بدر الدين عام 1983 كان بتهمة تفجير السفارة الأميركية في الكويت. كما اعتقل معه 17 مشتبهاً بهم بعد شهر واحد من سبعة انفجارات في الكويت حدثت في يوم واحد في 13 كانون الأول 1983. وقد حُكم عليه بالإعدام بتهمة تدبير هجمات، ومنذ بتر ساقه تم تركيب ساق خشبية له في السجن. ومن أجل إجبار السلطات على إطلاق سراح بدر الدين وغيره قام أعضاء من «الحزب» برئاسة عماد مغنية بخطف أربعة مواطنين غربيين على الأقل في لبنان. كما قام مغنية باختطاف طائرة تتبع الخطوط الجوية الكويتية للمطالبة بالإفراج عنه وعن معتقلين آخرين. وتجدر الإشارة إلى أن بدر الدين فر من السجن في العام 1990 أثناء غزو العراق للكويت وفي وقت لاحق أعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت.
وفي سياق كلمته، ركز قاسم على «أولوية» إعادة الإعمار لكنه تجاهل كلياً بند تسليم سلاح «الحزب» إلى الدولة.
«اليونيفيل» و «العثور» على 225 مخبأ سلاح جنوب الليطاني
وفي توقيت ذات صلة باستحقاقات عدة، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في بيان أمس، عبر منصة «تلغرام»، أنها «عثرت على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني، وتمت إحالتها إلى الجيش اللبناني».
وأشارت إلى أن «أكثر من 10,000 جندي من جنود حفظ السلام تابعين لـ «اليونيفيل»، من حوالى 50 دولة، يواصلون العمل على مدار الساعة للمراقبة بشكل حيادي والإبلاغ عن انتهاكات القرار 1701. وتقوم «اليونيفيل» بتنسيق أنشطتها بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، ويتم تنفيذ البعض منها بالتعاون معه».
وقالت: «منذ شهر تشرين الثاني، أعاد الجيش اللبناني، بدعم من «اليونيفيل»، انتشاره في أكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب نهر الليطاني. لا يزال الانتشار الكامل يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية. وعثر حفظة السلام على أكثر من 225 مخبأً للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني».
الانتخابات… والشمال يؤكد خطه المسيحي التاريخي
وغداة انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت أول من أمس الأحد، قرأت أوساط نيابية بارزة لـ «نداء الوطن» نتائج هذه الجولة فلفتت إلى الحقبة الممتدة من العام 2005 ولغاية اليوم. وقالت إن رئيس «التيار الوطني الحر» حينها ميشال عون أخذ المسيحيين إلى «الحزب» عندما قام بتسونامي عام 2005. وقبل ذلك التاريخ، لم يكن المسيحيون قد ذهبوا في تاريخهم إلى خيارات انتحارية وانقلابية على خطهم التاريخي. لكن ميشال عون وفي قمة صعوده اصطدم بالشمال الذي بقيت هويته الخط المسيحي التاريخي. واليوم مع هبوط عون ما زال الشمال شمالاً أي عند التزامه الخط المسيحي التاريخي.
من ناحيته، أكد رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي أمس في ضوء انتخابات الشمال: «أيّدنا ودعمنا وصوّتنا للوائح لنا فيها تياريون ملتزمون أو مؤيدون أو مناصرون. إن وجودنا على اللوائح وفوزها يرمز إلى قوّة حضورنا وتمثيلنا في هذه اللوائح والبلدات وقدرتنا على التواصل والانفتاح وعلى النجاح، والأرقام تعبر عن وجودنا وانتشارنا في كل أقضية الشمال».
تزامنا، وبعد الإشكال في قصر عدل طرابلس، وتأزم الأوضاع، زار وزير الداخلية أحمد الحجار يرافقه وزير العدل عادل نصار سراي طرابلس لمعالجة الأمر.
من جهة ثانية، يعقد مجلس الوزراء، الثالثة والنصف من بعد ظهر غد الأربعاء، جلسة في القصر الجمهوري، للبحث في جدول أعمال يضم بنوداً إدارية عدة. كما يعقد مجلس النواب جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس، وذلك لدرس وإقرار اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول أعمال يضم 83 اقتراحاً.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :