كشفت إحصائيات رسمية عن استيراد الجزائر لأكثر من 2.5 مليون طن، من السكر، لتصبح رابع بلد استيرادا لهذه المادة في العالم، موازاة مع تسجيل استهلاك 3.5 مليار لتر من المشروبات السكرية، ما جعل المختصين يدقون ناقوس السكر بشأن هذه الأرقام وآثارها الصحية الوخيمة.
وكشف المنسق الوطني للمنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك، فادي تميم، في تصريح خاص بأن "استهلاك الجزائريين لمادة السكر مرتفع جدا"، وهذا، أضاف "حسب آخر الإحصائيات المعتمدة من طرف المنظمة العالمية للغذائية والتي تضع الجزائر في المرتبة الرابعة عالميا في استيراد هذه المادة".
وتتقاطع هذه الإحصائية، حسب تميم، مع ما سجلته المنظمة في آخر رصد لها، لكمية المشروبات السكرية (مشروبات غازية ومشروبات سكرية مصنعة)، المستهلكة في الجزائر، والتي بلغت الـ3.5 مليار لتر سنويا، وهو الرقم "الرهيب والخطير جدا"، على حد وصف محدثنا الذي قال:" .. معدل الاستهلاك الفردي للسكر سنويا هو 24 كيلوغرم".
عن أسباب هذا الإقبال على المادة، أوضح تميم: "مادة السكر مدعمة في الجزائر، أي مسقفة، ما زاد من شراهة المستهلكين لهذه المادة والمنتجات المصنعة بها، ما يعني أنَّ الخزينة العمومية تنفق على الحفاظ على سعرها في حد معين، مثلما توفر العلاج على مستوى المستشفيات مجانا".
وفشلت مبادرة كان قد تم إطلاقها قبل 5 سنوات من أجل تخفيض استهلاك السكر في الجزائر "لم ينخفض استهلاك السكر بل ارتفع، وهو ما يجعلنا اليوم مطالبين بضرورة الضغط على المصنعين، ووكل المتدخلين في هذ المجال من أجل خفض استهلاك هذه المادة الخطيرة، والهدف هو ضبط السلوك الاستهلاكي في السنوات القادمة".
من جهته، أكد الدكتور المختص في الصحة العمومية محمد كواش أن "استهلاك السكر في الجزائر مرتفع جدا وأصبح بأشكال مختلفة، سواء من خلال المشروبات الغازية أو الوجبات السكرية، ومن ذلك الحلويات التي ارتفع الإقبال عليها، وتستعمل في تحضير الكثير من الوجبات الموجهة للبالغين أو الأطفال".
واستدل المتحدث بالوجبات التي تحضر في شهر رمضان، ومنها الحلويات التقليدية كـ"الزلابية"، والتي "تعادل كمية صغيرة منها 17 حبة سكر".
وعن نتائج الشره في تناول السكريات قال المتحدث: "من بين أخطر الظواهر التي يتسبب فيها السكر، هو البدانة التي تعتبر مشكلا عالميا، حيث تصنف كمرض وكبوابة الإصابة بمختلف الأمراض الخطيرة والمزمنة، كالقلب، والشرايين، والسكري، خاصة وأنَّ المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والعصائر الصناعية تحتوي ليس فقط على نسبة عالية من السكر، ولكن أيضا مواد مسرطنة التي تستعمل لإعطاء نكهة كالملونات والمواد الحافظة".
نسخ الرابط :