في خضمّ الاستعدادات العسكرية لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة، أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تحذيراً لافتاً حول تأثير هذه الخطوة على مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة «حماس». والتحذير، الذي صدر خلال إحدى «المناقشات الأمنية الحساسة» التي جرت أخيراً، تضمّن تصريحاً واضحاً من زامير أمام رئيس الحكومة وعدد من الوزراء قال فيه: «ضعوا في اعتباركم أنه كجزء من مناورة واسعة النطاق، فإننا قد نخسر الرهائن».
وشكّل هذا التصريح محوراً بارزاً في النقاش الذي طغت عليه تباينات حادّة بين المستويين السياسي والعسكري، وعبّر عن قلق متنامٍ داخل المؤسسة الأمنية بشأن الكلفة المحتملة لتوسيع القتال في غزة، خصوصاً في ما يتعلق بملف الأسرى. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد أيّد رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، موقف زامير، مشيراً إلى أن «تخفيض حدّة العمليات العسكرية قد يفسح المجال لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة تُفضي إلى تحرير الرهائن».
في المقابل، رأى بعض الوزراء أنه لا إمكانية لتحقيق هذا الهدف من دون تصعيد عسكري واسع، معتبرين أن «الضغط الميداني هو الورقة الوحيدة القادرة على إحداث تغيير في موقف حماس». ومع ذلك، أوضح زامير أمام الحاضرين أن «الجمع بين هدفّي الحرب المعلنيْن – هزيمة حماس واستعادة الرهائن – يُمثّل إشكالية كبيرة عندما يُوضع أحدهما في مواجهة الآخر». وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن الجيش لا يزال يراهن على أن «التهديد» الجدّي بعملية عسكرية شاملة، بالتوازي مع «الضغط الإنساني»، والتلويح بخطة ترامب لتهجير سكان القطاع، كلّ ذلك قد يدفع «حماس» إلى تغيير موقفها التفاوضي.
من جهته، أصدر «مقرّ عائلات الأسرى» الإسرائيليين، بياناً علّق فيه على تحذير رئيس هيئة الأركان، واصفاً إياه بأنه يجب أن «يُبقي كل إسرائيلي مستيقظاً». وأشار البيان إلى أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين متّفقة على أن «النصر لا يمكن أن يُحتسب من دون إعادة الرهائن»، مؤكداً أن خسارتهم تمثّل «هزيمة وطنية»، وأن الأمن القومي والاجتماعي مرهون بعودتهم جميعاً.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :