أُقيمت ما بين 21 و26 نيسان 2025 اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليَّين في عاصمة الولايات المتحدة واشنطن، في حضور بعثات دولية رفيعة المستوى، مكوّنة من وزراء مال، إقتصاد، وحُكّام مصارف مركزية ووفود من جميع أنحاء العالم.
كانت المواضيع الرئيسة تتوزّع على 5 أركان، وهي: الحَدّ من البطالة، زيادة فرص التوظيف، إعادة الإنماء في دول العالم بعد تراجع السنة الماضية، مكافحة الفقر الذي يضرب بلداناً عدة، خفض الدين العام والإستثمار، في الإقتصاد البيئي، وإعادة الثقة.
إنّ موضوع التمويل وزيادة الديون عبر صندوق النقد والبنك الدوليَّين كان ركناً أساسياً في المباحثات، كما كان الحديث عن عدم زيادة الديون من دون حَوكمة رشيدة وشفافية، ومشاريع واضحة لإعادة الأموال ودفع الفوائد.
وشدّد المجتمعون على أهمية مراقبة وتدقيق أي تمويل، يُمكن أن يُفيد تمويل الإرهاب والفساد والترويج للمخدّرات.
من جهة أخرى، كان الحديث عن أهمية القطاع الخاص لإعادة إنماء الدول، والإستثمار وإعادة الحركة والتبادل التجاري، وخلق الوظائف الجديدة، التي تتماشى مع التغيّرات والمطالب الدولية.
كما كان التركيز في اجتماعات الربيع السنوية، على المواضيع والإستثمارات التي تتعلق بالبيئة (ESG)، الممارسات البيئية والإجتماعية حَوكمة الشركات (Environmental, social, and governance) والـ SSDG، وSustainable Development Goals (أهداف التنمية المستدامة – SSDGs)، للإستثمار البيئي كأولوية قصوى للتمويل والإنماء.
أمّا الأهم في هذه الجلسات العامة والموضوعات الماكرو-إقتصادية، فقد كانت الإجتماعات الجانبية المركّزة، إذ اجتمع الوفد اللبناني مع عدد كبير من المسؤولين في صندوق النقد، للتفاوض على اتفاق جديد وتمويل عبر البنك وصندوق النقد الدوليَّين، وقد استطاع المجتمعون التوصل إلى تمويل بـ 400 مليون دولار، موزّعة على الطاقة والمساعدات الإجتماعية، القسم الأكبر منها مكوّن من الديون على المدى الطويل، وقسم صغير من الهبات الإجتماعية.
وقد شدّد الوفد اللبناني على الإصلاحات التي تتمّ من قِبل فريق العمل الجديد، والنية الحقيقية لتنفيذ القوانين والقرارات المرجوّة منذ سنوات عدة.
الجدير بالذكر، أنّ الوفد اللبناني كان متضامناً، إذ كان يلحق أولوية موحّدة، مبرهناً عن نيّته الحقيقية والشفافة للإصلاح، مقارنةً بالسنوات الأخيرة، التي كان كل أحد «يُغنّي على ليلاه» فيها، وكانت هناك مصالح متفرّقة، وأجندات مخفية.
في المحصّلة، شكّلت اجتماعات الربيع السنوية في واشنطن 2025، محاور مهمّة لإثارة الموضوعات الإقتصادية والإنمائية الدولية، في ظل بعض التراجع الإقتصادي والإنمائي والإنكماش والتضخُّم المستشري في دول عدة، وكانت الأولوية لإعادة الدورة الإقتصادية والإنماء والحدّ من الفقر والبطالة والتركيز على الإستثمارات المثمرة والبيئية.
وقد كان العنوان الكبير خفض الدَين العام والتركيز على الإستثمار والتمويل حيال البلدان التي ستُنفّذ بجِدّ كل الإصلاحات والحَوكمة الرشيدة والشفافية، وسيكون هناك تدقيق صارم من قِبل الصندوق والبنك الدوليَّين وشركات التدقيق الدولية لمكافحة الفساد وتمويل الإرهاب والمخدّرات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :