بين الجغرافيا والدم... باسيل يفتح ملف مصير المسيحيين في سوريا

بين الجغرافيا والدم... باسيل يفتح ملف مصير المسيحيين في سوريا

 

Telegram

 

صدر عن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بيان تناول فيه الأوضاع المتدهورة في سوريا، ولا سيما ما وصفه بـ"القتل الجماعي على أساس الهوية الدينية أو الرأي"، معبّرًا عن قلقه العميق حيال مصير مكوّنات المجتمع السوري، وعلى رأسها المسيحيون، الذين رأى أنهم باتوا من دون حماية داخلية أو خارجية.
وقال باسيل في بيانه: "وأنا أرى ما يحدث في سوريا من قتل جماعي على أساس الهوية الدينية أو الاختلاف بالرأي، أشعر بالألم والقلق مما يجري في بلدٍ نتشارك معه إرثاً حضارياً غنياً بتنوعه، ويصيبنا ما يصيبه من خسارة لهذا الإرث". وأضاف: "أقف إلى جانب كل مضطهد بسبب انتمائه أو معتقده. أفكّر بمسيحيي الشرق وما أصابهم في العراق وفلسطين، وفي سوريا تحديداً، لأنهم يدفعون ثمن انتشارهم على مساحة أوطانهم. فهم لا يملكون جغرافيا خاصة بهم بل عاشوا عبر التاريخ مع جميع مكونات أوطانهم، وناضلوا من أجل مشروع الدولة الحاضنة على أساس أن الدين لله والوطن للجميع".
وأشار باسيل إلى أن مكونات أخرى في سوريا "تمتلك مقومات واضحة لحمايتها"، قائلاً: "الكردي له جغرافيته وقوته الذاتية، والدرزي له جبله، والعلوي له ساحله وستكون له حمايته حتماً، والشيعي له مرجعيته وسنده، أما المسيحي فقد صار انفتاحه نقطة ضعف، وانتشاره على مدى سوريا مصدر خطر على وجوده". وأضاف بأسى: "لا شرق يحميه ولا غرب يكترث له، وتبقى حمايته من السماء".
وختم باسيل بيانه بالدعوة إلى الوعي المشترك لحماية الأوطان قائلاً: "بوعينا المشترك نحفظ أوطاننا... حمى الله سوريا ولبنان من مسلسل الدم الذي لن يوفر أحداً".
يأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه سوريا تصعيدًا جديدًا في العنف، لا سيما في مناطق ريف دمشق وشمال البلاد، وسط عمليات قمع واسعة تطال معارضين وناشطين من مختلف الطوائف والانتماءات، إضافة إلى تقارير حقوقية متكررة حول تهجير قسري وتغيرات ديموغرافية.
ويُعيد كلام باسيل التذكير بموجات تهجير مسيحيي العراق بعد عام 2003، إثر الغزو الأميركي وصعود الجماعات المسلّحة، وكذلك الوضع الحرج للمسيحيين في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس وبيت لحم، حيث تراجعت أعدادهم بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.
كما أثير ملف مصير المسيحيين في سوريا مرارًا خلال الحرب المستمرة منذ العام 2011، خصوصًا بعد سيطرة تنظيمات مسلّحة على مناطق واسعة من البلاد، واستخدام بعضها خطابًا طائفيًا حادًا، ما تسبب بموجات نزوح جماعي للمسيحيين من مناطق مثل الرقة وحمص وريف حلب.
 
رغم استعادة النظام السوري السيطرة على غالبية هذه المناطق، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من تغيّر النسيج المجتمعي في البلاد، لا سيما في ظل غياب الضمانات السياسية والقانونية التي تكفل التعددية الدينية والثقافية.
ويحمل بيان باسيل رسالة مزدوجة، إذ يحذّر من تهميش المكوّن المسيحي في المشرق العربي، وفي الوقت نفسه يدعو إلى تعزيز العيش المشترك وحماية الهوية الوطنية الجامعة، في مواجهة ما وصفه بـ"مسلسل الدم" الذي يهدد الجميع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram