هذا ما بدا واضحا، بعد أن وضعت العائلات خطط المواجهة وحضرت معارك «كسر عضم» بينها للسيطرة على مواقع القرار في البلديات، لإثبات الوجود وإعادة الاعتبار والحضور والمكانة إلى خارطة العائلات المرسومة والمعروفة عبر التاريخ في كل بلدة.
كذلك بلغ التنافس العائلي أشده في القرى، التي استنفرت ماكيناتها الانتخابية وفرقها، وأطلقت برامجها الانتخابية المتعددة لكسب تأييد أكبر عدد ممكن من الناخبين.
وذكرت مصادر متابعة للشأن الانتخابي في إقليم الخروب لـ«الأنباء»: «الانتخابات في الإقليم، هي معركة تصفية حسابات عائلية، وإثبات الوجود والتذكير بالأحجام العائلية المرسومة عبر التاريخ».
وما يؤكد هذه الصورة، التخبط والتعثر الحاصلان وعدم الاتفاق على تشكيل لوائح مكتملة في عدد من البلدات الوازنة في المنطقة.
وهذا ما تعيشه بلدة شحيم، كبرى بلدات إقليم الخروب، حيث أعلن عن تشكيل 4 لوائح انتخابية، الأولى حملت اسم «شحيم للجميع» وتتألف من تحالف «الجماعة الإسلامية» ومناصري «تيار المستقبل» فيما سحب الحزب «التقدمي الاشتراكي» مرشحيه منها، واللائحة الثانية «شحيم بالقلب» برئاسة أحمد قداح، ولائحة ثالثة برئاسة محمد سعيد عويدات وحملت اسم «شحيم بتستاهل» واللائحة الرابعة برئاسة سامي فهد عبدالله وأطلق عليها اسم لائحة «أحياء شحيم».
المشهد الانتخابي المأزوم، يخيم أيضا على بلدة داريا، التي أعلن فيها عن تشكيل لائحتين، الأولى تحمل اسم «معا من أجل داريا» برئاسة رئيس البلدية الحالي المهندس عبد الناصر سرحال، بالتحالف مع رئيس البلدية السابق كميل حسن وعائلات.
وتقابلها لائحة أخرى برئاسة رئيس البلدية الأسبق العميد المتقاعد باسم بصبوص مع الرئيس السابق محمد درويش وعائلات، وتحمل اسم لائحة «داريا بتجمعنا».
أجواء عائلية شديدة تتخبط أيضا فيها بلدات الزعرورية والرميلة والمطلة ودلهون وسبلين وعانوت وحصروت وبعاصير.
وتتنافس في الزعرورية على مجلسها البلدي المكون من 12 عضوا، لائحتان: الأولى تضم تحالف عائلتي شمس الدين وأبو ضاهر وتحمل اسم «لائحة العيش المشترك»، ولائحة أخرى قطباها العميدان المتقاعدان طلعت الزين وعصام نصر الدين، وتحمل اسم «شراكة ووفاء».
وفي بعاصير، أعلن عن تشكيل لائحتين منافستين وغير مكتملتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي أمين القعقور وأطلق عليها اسم «بعاصير تجمعنا»، في مواجهة لائحة «الإنقاذ لنهج جديد».
بلدة الرميلة لن تكون بمنأى عن المعركة الانتخابية، في ظل التنافس الحاد بين لائحتين، الأولى لرئيس البلدية الحالي المحامي جورج الخوري وتحمل اسم «الحلم المستمر»، ولائحة ثانية تدعى لائحة «قلب الرميلة».
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل دخلت العوامل السياسية على خط المعركة، مع إقحام الأحزاب والقوى السياسية في تسمية مرشحيها من خلال العائلات وتحت ستارها. وهذا ما بدا واضحا في العديد من القرى والبلدات في المنطقة.
في بلدة المطلة التي تعرف بـ«بلدة القوات اللبنانية»، انقسمت العائلات في السباق البلدي عبر لائحتين، الأولى تعرف باسم «لائحة المطلة أفضل»، ولائحة ثانية باسم لائحة «المطلة أمانة»، ويتوقع أن تشهد معركة شرسة للإمساك بزمام أمور البلدية داخل الصف الواحد.
وفي بلدات الجية، وجون والوردانية، ذات الغالبية الشيعية، لاتزال الجهود مستمرة لإظهار تشكيلة انتخابية جديدة.
الا ان تداخل العوامل العائلية من جهة والسياسية والطائفية من جهة أخرى تحولان دون الوصول إلى اتفاق، وهذا ما يعكس إشارات إلى أن المعركة الانتخابية لن تكون سهلة، وسيكون وقعها مؤثرا على الساحة الداخلية.
في هذه الأثناء، خرجت بعض بلدات الاقليم من هذا الاستحقاق، حيث فازت مجالسها بالتزكية، ومنها بلدية جدرا برئاسة المونسنيور جوزف القزي، والمجلس البلدي في بلدة ضهر المغارة المدعوم من «القوات اللبنانية»، إلى بلدتي عين الحور وبسابا.