غالب أبو زينب: وزير الخارجية يشوه صورة الوزارة

غالب أبو زينب: وزير الخارجية يشوه صورة الوزارة

 

Telegram

 

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، وتحديدًا مع تكثيف عمليات استهداف قيادات ميدانية في “المقاومة” وقيادات من حركة “حماس” داخل الأراضي اللبنانية، يبرز سؤال كبير حول مستقبل المعادلة الداخلية في لبنان، ودور “حزب الله” في هذه المرحلة الحساسة. فبينما تغيب أي محاسبة دولية أو رادع فعلي للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، يرى البعض أن الحزب يزداد تمسّكًا بسلاحه، معتبرًا أنه يشكل اليوم أكثر من أي وقت مضى عنصر توازن وردع لا يمكن الاستغناء عنه.

 

وبينما يروج بعض المحللين المقربين من الحزب لفكرة أن لهذا السلاح دورًا استراتيجيًا أكبر من أي وقت مضى، يزداد الانقسام الداخلي حول هذا الدور، بين من يرفضه بالمطلق، وبين من يعتبره ضرورة في مواجهة التهديدات المتصاعدة

 

عضو المجلس السياسي في “حزب الله” غالب أبو زينب، في حديث خاص اكد ان أولًا، الحديث عن تسليم السلاح أو نزعه أو كل هذه المقولات، هي أحاديث غير واقعية ولا تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية.

 

ما يجب أن يحصل في الواقع هو إجراء حوار ضمن منظومة الدفاع عن لبنان، كما ورد في خطاب القسم من قبل رئيس الجمهورية، والذي تحدث فيه عن استراتيجية وطنية دفاعية أمنية إعلامية عسكرية. هذه النقطة نتناولها كذلك مع سماحة الأمين العام، وبالتالي، المسألة الأساسية هي أننا نريد لهذا السلاح أن يكون عنصر قوة للبنان.

 

وقال ابو زينب انه عندما تُناقش هذه المسألة بهدوء، وكما أشار فخامة رئيس الجمهورية، وليس في الإعلام، عندها يمكننا تحديد قيمة هذا السلاح العسكرية، وقيمته في الدفاع، وإمكاناته، وكل التفاصيل الأخرى، ضمن سياق تكاملي في إطار استراتيجية واضحة للبنان.

 

لذلك، اضاف ابو زينب لا أحد يمتلك أوراق قوة ويرميها، لأن في هذه الحالة يصبح مكشوفًا، خصوصًا في ظل الوضع المتوتر حاليًا، ليس فقط في ما يخص جبهة الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة واحتلالهم لعدة نقاط، بل أيضًا في ظل التصريحات العجيبة والغريبة التي تصدر عنهم، وتدخلهم في الشؤون الداخلية اللبنانية ومحاولتهم فرض رؤيتهم، وأحيانًا يقولون إنهم لا يريدون الانسحاب.

 

من جهة أخرى، لفت ابو زينب الى ان الوضع في سوريا شديد التعقيد، ونحن بحاجة إلى الحفاظ على كل عناصر القوة، لأننا لا نعرف ما الذي قد يحدث في المستقبل.

 

وحول متى تتوافر الظروف الملائمة لسحب هذا السلاح ؟

 

اجاب ابو زينب : نحن لا نتحدث عن “سحب” السلاح، بل عن الاستراتيجية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية. فالمسألة ليست تسليم السلاح أو سحبه، بل وضع استراتيجية، وعلى ضوء هذه الاستراتيجية يتم الاتفاق حول كيفية التعامل مع الأمور.

 

و قال:” كل من الأمين العام والرئيس بري، وحتى رئيس الجمهورية، يتشاركون هذا التوجه. لا يمكن لأحد أن يناقش موضوع “ماذا نفعل؟” أو “كيف نتصرف؟” أو “ما هي الاستراتيجية؟” قبل أن ننتهي من المسألة الأساسية التي حددناها، وهي الانسحاب الإسرائيلي، وعدم تهديده للبنانيين، وبدء عملية إعادة الإعمار.”

 

في نهاية المطاف، اشار ابو زينب : نحن أمام ورشة عمل ضخمة، لا تتعلق فقط بهذه المسألة. لدينا ورشة كبيرة لبناء الدولة بكل تفاصيلها: من القطاع العام إلى مفاوضات صندوق النقد الدولي، إلى كيفية الحفاظ على أرصدة الدولة، مثل الذهب وغيره، ومنع خصخصة ممتلكات الدولة ومنع الحيتان المالية من وضع يدهم على أراضي ومقدرات الدولة، وتحميل الشعب اللبناني كلفة الفساد.

 

الفساد في المصارف مستشرٍ، ونحن نتحدث منذ فترة طويلة عن ضرورة بناء الدولة، لكن مفاصل الفساد والحيتان المالية والمستفيدين ما زالت قائمة، والبعض يتماهى مع الأجندة الأميركية بكل وضوح.

 

و حول الحديث عن ربط إعادة الإعمار مباشرة بسحب سلاح حزب الله؟

 

اجاب ابو زينب : إعادة الإعمار يجب ألا تكون مرتبطة بهذه المسائل. بعض القوى تحاول أن تضغط لصالح العدو الإسرائيلي، وبعض الأطراف في الداخل اللبناني تروّج لفكرة أن الإعمار لن يتم إلا إذا تم تسليم أو نزع السلاح. هذا الكلام غير صحيح.

 

لن يتم تسليم السلاح ولا نزعه تحت الضغط. هذه الضغوط تُفقد لبنان أوراق قوته. الإدارة الأميركية تمارس الابتزاز تحت شعارات مختلفة: انتخبوا رئيس جمهورية، عيّنوا رئيس حكومة، شكّلوا حكومة، وسنقدّم المساعدات، لكن في الواقع كلما استجبنا لمطالبهم زادت الشروط.

 

مضيفا هذا التوغل الأميركي بات يشمل كل تفاصيل الوزارات والتعيينات، وفتح شهية بعض الدول العربية للتدخل كذلك. هذا أمر غير مقبول. ونحن نقوم بواجبنا تجاه الناس، ودفعنا حتى الآن قرابة 850 مليون دولار للإيواء والترميم، وسنكمل ضمن إمكانياتنا، لكن لن نرضخ للابتزاز.

 

الدولة اللبنانية يجب أن تعلن أن هذا الابتزاز غير مقبول ولن يؤدي إلى إعمار، بل سيؤدي إلى مأزق. وإذا كان البعض يفكر أن الحصار سيضغط على بيئة المقاومة لتغيير نتائج الانتخابات النيابية، فليعلم أن هذه البيئة تعرف جيدًا من يعرقل ومن يبتز.

 

وحول لماذا لا يرد حزب الله رغم أن وقف إطلاق النار سارٍ من طرف واحد منذ كانون الأول؟ و بالتالي هل فقد حزب الله قدرته القتالية؟

 

شدد ابو زينب في هذا الاطار انه منذ اتفاق وقف اطلاق النار هناك ما يقارب 3000 خرق من قبل العدو وهذا لم يتوقف منذ اليوم الأول. مضيفا اللجنة التي من المفترض أن تكون ضامنة، والتي تتألف من الأمريكي والفرنسي، لا تقوم بدورها، بل على العكس، هناك تواطؤ أمريكي وتبريرات.

 

و في هذا الاطار اشار ابو زينب إلى استدعاء السفير الإيراني بسبب تغريدة ليست مباشرة، وهي تعبر عن رأي، ولم يُذكر فيها اسم لبنان أو أي شيء يتعلق به. ومع ذلك، أبدى وزير الخارجية حساسية عالية تجاهها، بينما تغيب عنه الحساسية تمامًا عندما يتعلق الأمر بأمرين:

 

و قال؛ أولًا، عندما صرحت أورتيغوس من بعبدا، لم نرَ هذه “النخوة” من وزير الخارجية، بل نأى بنفسه واعتبر أن هذا ليس من شأنه.

 

ثانيًا، اضاف ابو زينب انه عندما جرى التعدي على شخصية كبيرة تمثل طائفة لبنانية، وهي السيد وليد جنبلاط، بطريقة غير لائقة، لم يعتبر وزير الخارجية ذلك تدخلًا في الشؤون الداخلية، ولم يستدعِ السفيرة الأمريكية. وأنا أقولها صراحة: هو لا يجرؤ على ذلك.

 

بينما التغريدة، التي لم يُذكر فيها لبنان أصلًا، رأى أنها تستحق الاستدعاء. وحتى لو تم ذكر لبنان، فاستدعاء السفراء يجب أن يكون وفق خط بياني واضح للعمل، لا أن يكون انتقائيًا أو مرتبطًا بـ”يجرؤ” أو “لا يجرؤ”.

 

لذلك، حتى في هذا الموضوع، اضاف ابو زينب يجري تشويه موقع وزارة الخارجية، وتشويه موقع وزير الخارجية نفسه، وهذا الموقع لا يتحمل مسؤوليته كما يجب، بل يسبب إحراجًا للعهد، لأنه من المفترض أن يمثل وزير الخارجية تطلعات العهد، لكنه في الواقع يُفسد علاقاته، ويُظهر وكأن هذا السلوك هو سلوك رئيس الجمهورية.

 

بينما في الحقيقة، هذا الأمر ليس مطلوبًا من رئيس الجمهورية، بل الوزير يتحرك في دائرة فهمه الحزبي، التي يجب أن يخرج منها لينتقل إلى دائرة تمثيل العهد الجمهوري

 

أما بخصوص المقاومة فقال ابو زينب :

 

“فقد قررت الانسحاب والالتزام بوقف إطلاق النار بالتفاهم مع الدولة اللبنانية. لكن المسار الدبلوماسي لم يصل بعد إلى نتائج إيجابية. يجب أن نُعطي هذا المسار فرصته، ولكن في المقابل لا نرى أداءً ديبلوماسيًا بمستوى الاعتداءات.

 

يجب رفع الصوت عندما يحصل أي خرق أو اعتداء. إلى الآن، الصوت خافت. المقاومة تملك كل مقومات القوة، لكنها ملتزمة بالمسار الذي اختارته الدولة اللبنانية.

 

وعندما يستنفد لبنان كل أوراقه الدبلوماسية ولم يُحقق نتائج، عندها يجب أن نفكر كلنا كلبنانيين ما هي الأوراق الأخرى التي يمكن استعمالها، ومنها المقاومة.

 

مضيفا نحن في جهوزية دائمة، لكن الآن نحن في مرحلة المسار الدبلوماسي.

 

العدو الإسرائيلي متوحش، والاعتداءات لم تتوقف. إمكانية حصول عدوان جديد واردة في أي لحظة، ولبنان بحاجة لتصعيد الفعل الدبلوماسي، لأن الروتين الحالي لا يؤدي إلى نتائج.

 

و حول الحديث عن مغادرة سكان الضاحية خوفاً من اعتداءات جديدة!

 

اجاب ابو زينب: رغم المسيرات فوق بيروت، لم تتعطل الحياة في الضاحية. الناس يعيشون بشكل طبيعي، الأسواق نشطة، والمشاريع الجديدة تُفتح، والزحمة موجودة. من يريد التأكد يمكنه زيارة الضاحية ورؤية الحركة التجارية بنفسه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram