علماء من جامعة طوكيو تمكّنوا من "زراعة" قطع حقيقية من لحم الدجاج ليست مقلّدة، بل أصلية – باستخدام جهاز يحاكي الدورة الدموية، ويغذّي الخلايا داخل جل خاص يحتوي على ألياف دقيقة. والنتيجة؟ قطعة دجاج بطول 2 سنتيمتر، بطراوة وملمس يُشبهان تمامًا اللحم الطبيعي.
ولكن، ما القصة من الناحية العلمية؟
الأمر يبدأ بخلايا جذعية مستخلصة من دجاجة حقيقية، تُزرع في بيئة اصطناعية تحاكي جسم الكائن الحي. العلماء طوّروا نظامًا دقيقًا لضخ المغذيات يشبه تدفّق الدم، مما يتيح للخلايا أن تنمو وتتجمّع كما لو كانت داخل عضلة دجاجة حقيقية.
لماذا هذه التقنية ثورية؟
لا حاجة للذبح: لا كائن يُقتل، بل خلايا تنمو بسلام.
أثر بيئي أقل: تربية الحيوانات تستهلك كميات ضخمة من الماء، وتُنتج غازات ملوثة، بينما هذا النوع من الإنتاج لا يحتاج أكثر من مختبر.
إمكانية التخصيص: يمكن تصميم اللحوم حسب الطلب – مثل دجاج بطعم التوابل الحارة، أو غنيّ بالأوميغا 3 والبروتينات.
صحي أكثر: يُمكن التحكم بنسبة الدهون، ورفع قيمة البروتين، وتقليل الكولسترول.
ما العيب إذن؟
حتى الآن، تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من هذه اللحوم تبلغ مئات الدولارات، لأن العملية معقدة وتتطلب تقنيات متقدّمة. لكن العلماء متفائلون: خلال خمس إلى عشر سنوات، قد تصبح هذه اللحوم متوفرة في الأسواق، بأسعار مناسبة.
ومن زاوية فلسفية…
هذا النوع من اللحوم "بلا ماضٍ"! لم يكبر في مزرعة، لم يشهد لحظة ذبح، ولم يرفرف له جناح… فقط خلايا نمت بهدوء في جوٍّ معقّم داخل مختبر!
فهل ستأكل طعامًا طبيعيًا من حيث التكوين، لكنه لم ينشأ في حياة طبيعية؟
الخلاصة؟
إذا كنت تبحث عن لحمٍ بلا ذنب، بلا ذبح، بطعمٍ لذيذ، وبمواصفات غذائية مصممة حسب رغبتك، فإن لحوم المختبر قد تكون خيار المستقبل.
أما إذا كنت ترى أن اللحم لا يُؤكل إلا إذا جاء من كائن عاش وتحرّك، فهنا يبدأ الجدل الأخلاقي والعاطفي.
فما رأيك أنت؟ هل ستتناول هذا النوع من اللحم، أم ستراه مجرد نسخة "صناعية" لا تحمل نكهة الحياة؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :