الحمى القلاعية تهدد لبنان.. وزير الزراعة لـ”الجريدة”: الثروة الحيوانية في مهبّ الخطر!

الحمى القلاعية تهدد لبنان.. وزير الزراعة لـ”الجريدة”: الثروة الحيوانية في مهبّ الخطر!

 

Telegram

 

يشهد لبنان حالة من القلق المتصاعد في الأوساط الزراعية والبيطرية، عقب التحذيرات الأخيرة الصادرة عن وزارة الزراعة بشأن خطر انتقال مرض الحمى القلاعية (Foot and Mouth Disease) إلى الأراضي اللبنانية.
هذا القلق يأتي في ظل تفشيات جديدة للمرض في عدد من الدول المجاورة، وظهور سلالات فيروسية غير مسبوقة في المنطقة، ما ينذر بتحدٍ صحي واقتصادي كبير قد يطال القطاع الحيواني برمّته.
ما هي الحمى القلاعية؟ ولماذا تُعد شديدة الخطورة؟
الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات المجترة مثل الأبقار والأغنام والماعز. وتكمن خطورته في تأثيره المباشر على الإنتاج الحيواني، إذ يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج الحليب واللحم، وارتفاع نسب النفوق، مما يهدد الأمن الغذائي ويُلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الزراعي.
كما يتسبب تفشي المرض في فرض قيود تجارية صارمة على حركة المواشي ومنتجاتها، ما ينعكس سلباً على صادرات البلاد، ويُعقّد التبادلات الحيوانية بين الدول.
ما مدى جدية التهديد الذي يشكّله مرض الحمى القلاعية على الثروة الحيوانية في لبنان؟
في تصريح خاص لموقع “الجريدة”، حذّر وزير الزراعة الدكتور نزار هاني من “ارتفاع مستوى الخطر المحيط بلبنان في ما يخص الحمى القلاعية”، مشيراً إلى أن “رصد حالات جديدة في دول الجوار وظهور سلالات فيروسية غير مألوفة، يعززان المخاوف من انتقال العدوى إلى الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل التداخلات الحدودية والنشاط الحيواني المشترك”.
وأوضح هاني أن “الوزارة تتابع التطورات الميدانية عن كثب، وأن فرقها الميدانية تراقب أي مؤشرات تدل على انتشار المرض داخل لبنان”، مشدداً على “أهمية الجهوزية الكاملة في مختلف المناطق الريفية والزراعية”.
كما وجّه هاني “نداءً واضحاً إلى جميع مربي المواشي وأصحاب المزارع، دعاهم فيه إلى رفع مستوى الحذر والتشدد في الالتزام بالإجراءات الوقائية، من أجل حماية القطعان ومنع انتشار الفيروس”.
وعن طرق الوقاية، أكد الوزير أن “الوقاية تبدأ من داخل المزارع، وذلك من خلال:
– تعزيز الأمن الحيوي أي عبر ضبط حركة الدخول والخروج إلى المزارع
– التعقيم المنتظم للأماكن والمعدات
– منع اختلاط الحيوانات خصوصاً في المناطق الحدودية أو في المراعي المفتوحة حيث تزداد احتمالات انتقال العدوى
– الالتزام بالتحصين السنوي عبر استخدام لقاحات معتمدة ومسجلة لدى وزارة الزراعة، وعلى نفقة المربين، وفق برنامج يشمل جرعتين سنويًا للأبقار وجرعة واحدة سنويًا للأغنام.
 
خسائر متوقعة في حال التفشي
ويحذر هاني من أن “تفشي الحمى القلاعية في لبنان قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، ليس فقط على مستوى الإنتاج الحيواني، بل أيضاً على صعيد سلاسل التوريد والغذاء المحلي، في وقت يعاني فيه البلد من أزمات اقتصادية خانقة أصلاً”.
وأوضح أن “كل تأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة قد يكلف المربين والمستهلكين على حد سواء، ويدفع بالقطاع الزراعي إلى نكسة إضافية نحن بغنى عنها في هذه المرحلة الدقيقة”.
الوقاية مسؤولية جماعية
وشدد على ان “الوقاية من الحمى القلاعية ليست مسؤولية المزارعين فقط، بل واجب وطني يتطلب تعاوناً وثيقاً بين المربين، الجهات الرسمية، البلديات، والأطباء البيطريين، من أجل الحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية وحماية الأمن الغذائي في لبنان”، داعياً “كل من يرغب بالحصول على مزيد من المعلومات والإرشادات، إلى التواصل مع المراكز الزراعية في مختلف المناطق، أو زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة”.
في ظل هذه المعطيات، تبدو المواجهة مع الحمى القلاعية معركة وقائية بامتياز، تتطلب تحركاً سريعاً، واستجابة جماعية، لتجنيب البلاد كارثة بيطرية واقتصادية جديدة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram