التهكير الذهني ... هل فعلاً يتم إختراق دماغ الإنسان والتحكم فيه ..؟

التهكير الذهني ... هل فعلاً يتم إختراق دماغ الإنسان والتحكم فيه ..؟

 

Telegram

 

‏عند سماع المصطلح للوهلة الأولى قد تعتقد أنه عملية تهكير لأجهزة أو ما شابه، لكن المفهوم مختلف تمامًا، بكلمات بسيطة هو التحكم بأفكار الآخرين والسيطرة عليها عبر تقنيات مُعينة، ‏وهو فن يعتمد على عدة أشياء من بينها قوة الإيحاء والتنويم الإيحائي، والإيحاء عملية نفسية يقوم خلالها شخص بتوجيه الأفكار، والمشاعر، والتصرفات ..
‏ما الفرق بين التنويم الإيحائي والتنويم المغناطيسي؟ 
التنويم الإيحائي أو ما يُعرف بالإيحاء اليقظ، يمكن تعريفه بأنه استجابة للتنويم بدون الدخول لمرحلة النوم العميق، وقد يحصل خلط بين الإيحاء اليقظ والتنويم؛ ذلك لأن التنويم ارتبط في الأذهان بالاسترخاء الكامل
‏أما الإيحاء اليقظ والذي يتم استخدامه في التهكير الذهني هو تنويم لجزء من العقل الواعي بمعنى أن الشخص لا ينام أبدًا، إنما يدخل في حالة استرخاء وتركيز، حيث يقوم شخص ما لديه خبرة في هذا المجال بتوجيه العقل والأفكار
‏وبعبارة أخرى هي عملية قيادة الشخص لداخله والذهول (الوعي المشوش) عن العالم الخارجي وذلك عبر شيئين وهما: التركيز والتنفس للوصول إلى حالة من الإسترخاء، وذلك بعد إختراق العامل الحاسم في الدماغ، والوصول إلى مرحلة اللاوعي والتي يمكن إستغلالها إيجابيًا لإدخال خبرات معينة أو العلاج ..
‏الإيحاء اليقظ هي حالة مشابهة للحالة التي يكون فيها الناس تحت تأثير التنويم المغناطيسي، لكنك لست منومًا، وأبسط مثال على قوة الإيحاء تأثير الإعلانات التي تستمع لها عبر الراديو أو تشاهدها على التلفاز، فإن لم تعمل قوة الإيحاء فلن يكون هناك معلنون
‏البلاسيبو هو نوع آخر من قوة الإيحاء أو العلاج بالوهم أو قد يطلق عليه البعض الغُفل، هو أي شيء قد يبدو علاجًا طبيًا حقيقيًا لكنه ليس كذلك. وقد يكون قرصًا، أو حقنة أو أي نوع آخر من العلاج الوهمي وما يشترك به جميع أنواع البلاسيبو هو أنه لا يحتوي على أي مادة فعالة لها تأثير على الصحة .
- ‏كيف يتم اختراق حالة الوعي في الدماغ للوصول إلى اللاوعي؟ 
تعمل أدمغتنا ما بوسعها للتأكد من أنها تتبع الحقيقة، فإن أخبرك أحد ما بأن حيوانًا ما يطير فسترفض الفكرة لأنها لا تتوافق مع تجربتك، هذا هو العامل الحاسم في الدماغ، لكن إن كنت تشاهد فيلمًا عن حيوان ما يطير ‏ربما تكون على إستعداد لتقبل الفكرة كي تستمتع بالفيلم، فقد قمت بإعطاء دماغك رسالة مفادها “دعنا نتجاهل الكذب الواضح لبرهة من الوقت حتى نستمتع بالمشاهدة ” ، ‏هذا هو ما يُسمى بتجاوز العامل الحاسم والذي يسمح بالدخول لحالة من اللاوعي، وهي المرحلة التي يتم الإستفادة منها خلال التنويم المغناطيسي والتهكير الذهني ..
‏يتم التهكير الذهني على ثلاثة مراحل وهي :
1- الاتصال: في هذه المرحلة تكون صورة سريعة للهدف (الشخص الذي يتم تهكير ذهنه) وتتصل بعقله على شكل وصلة نفسية، وقد يشعر الهدف أنه على نفس درجة الاتصال العقلي مع الخبير الذي يجري العملية 
2- ‏التحديد: تبدأ بالتأثير في عقل الهدف من خلال تخاطر فعلي واقتراحي يتم بث صورة أو فكرة معينة في عقل الهدف، يتم ذلك بمهارة لدرجة أن الهدف يظن أنه قرر أن يفعل ما يأمره به الخبير
‏التحكم العقلي  : هنا قد يتم التحكم الكامل بدماغ الهدف، وتسييره، لكن ذلك يتطلب مهارة وقدرات عالية .
‏- إستخدامات التهكير الذهني؟ 
هناك إستخدامات مختلفة، حيث يتم إستغلال الحالة التي يدخلها الشخص في التركيز الشديد والذهول عن العالم الخارجي في إدخال قناعات مختلفة إلى الدماغ، وزيادة مستوى التركيز، والتخدير للعمليات الجراحية ، ‏حيث يُقال أنه قد يخضع شخص لعملية جراحية بتخدير التنويم فقط دون الإعتماد على أدوية فيزيائية، ربما هذا الأمر مشابه لما قد يُستخدم في الطب النفسي، ‏حيث يتم إعطاء المرضى أدوية تدخلهم في حالة اللاوعي، وهنا يأتي دور الطبيب في إكتشاف بواطن النفس، والتأثير، كما يمكن إستخدامه لتحفيز مستوى الخيال وزيادة مستوى الإبداع
‏- إستخدامه في السياسة :
تم إستخدام هذا النوع من قبل المنظمات السياسية بعد تجربته على مجموعة من الأشخاص لمعرفة مدى تأثير قوى خارجية على عقلك غير نفسك، ويتم استخدام هذه الآلية للإقناع والتأثير في أمور مختلفة عبر طرق مختلفة
‏ومن هذه الطرق، طريقة تكرار الكلمات لعدد معين، حيث يوجه الشخص المسؤول عن ذلك وجهه لوجه الشخص المستهدف، وعينه بعينه مع تركيز شديد وتكرار كلمة معينة لعدد معين، ‏بعدها يدخل العقل في حالة من التنويم اليقظ، فيكون الشخص مستيقظًا، لكن دماغه بكل ما فيه من ذكريات وماضي وحاضر يفكر في الكلمة التي يتم تكرارها
‏بعد تلك المرحلة يبدأ تكرار نفس الكلمة مرة أخرى، حينها يدخل العقل في المستوى الثاني، والذي من الممكن أن يتم فيه التأثير على محتويات الدماغ، من مسح أو تعطيل للذكريات أو الحاضر. هنا يشعر الدماغ بإرتباك شديد ‏وقد تحدث بعض المقاومة وعدم الرغبة في سماع الكلمات، فيتم تكرار نفس الكلمة لمرات عديدة أخرى، حينها سيبدأ الضغط الشديد على الدماغ، ولن يقوى معها الشخص على المقاومة، وستتم السيطرة الكاملة على الدماغ، حيث لم يعد هذا الدماغ ملكًا للشخص المنوَّم .
 
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram