افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 14 نيسان 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 14 نيسان 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

على ماذا يراهن المطالبون بنزع سلاح المقاومة؟

لم تحسم الحملات السياسية والإعلامية يوماً النقاش. تأثيرها كبير على الرأي العام. وفي بلد كلبنان، فإن مساوئ النظام الطائفي لا تمنع تحويل العصبيات إلى منطلق للدفاع عن فكرة يتجاوز الهدف منها مصالح جماعة طائفية بعينها. لكن، عندما يكون ممنوعاً في هذا البلد البحث عن المصير وفقاً لقواعد علمية ومعايير موحدة، يصبح النقاش حول أي أمر أساسي خاضعاً بدوره لحسابات غير علمية، ولا يستند إلى معايير واضحة.

تتصرف الولايات المتحدة مع لبنان اليوم كمستعمرة خاضعة لها، ومع المسؤولين عن السلطة الجديدة كأتباع لا حقّ لهم بالنقاش أو الاعتراض. وتستند في مسارها إلى وجود قوى وشخصيات وكيانات تتبنى وجهة النظر الأميركية ولا تعمل بها فقط، كحال القوى المناهضة للمقاومة ضد الاحتلال والداعية إلى نزع السلاح.

وهذه القوى اعتبرت أن نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان (علماً أنها لم تنتهِ بعد) تسمح لهم بالدفع أكثر نحو اعتبار حالة المقاومة عملاً مرضياً يضرّ بلبنان، وبالتالي إن نزع السلاح هو أقل الواجب، مع إضافات من نوع أن الحصول على ثقة الدول القوية في المنطقة والعالم يوجب الأخذ بمطالبها، ولا سيما منع أي حالة عداء مفعّل مع إسرائيل. علماً أن بين خصوم المقاومة في لبنان، من باتوا يشهرون أكثر من أي وقت سابق بأن القضية الفلسطينية لا تخص اللبنانيين بشيء، ولا مبرر لأي نوع من الالتزامات السياسية أو الوطنية أو الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، ما يقود إلى خلاصة واحدة: إسرائيل ليست عدواً تجب محاربته أو الاستعداد لمواجهته!

المشكلة اليوم ليست في نوع الحملة وسقفها وحجم الخطاب المكثف حول نزع سلاح المقاومة. بل في أن القوى الطامحة إلى التخلص من المقاومة، فكرة وأدوات وتنظيماً، تعتبر أن تعرّض المقاومة في لبنان لخسائر كبيرة في الحرب الأخيرة، وتوسّع النفوذ الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، يدفعان إلى التخلي الطوعي عن سلاح المقاومة. ويضيف هذا الفريق على تصوره، الحاجة إلى أن تقوم السلطة الجديدة بإبداء الاستعداد والقدرة على نزع السلاح بالقوة ما لم يقبل حزب الله التخلي عنه طوعاً.

ويفترض هؤلاء أن هذه عملية صعبة، لكنها ممكنة وقابلة للتحقق، وينظّرون للأمر بأن الناس سئموا المقاومة والسلاح، ولن يجد حزب الله من يقاتل معه أو إلى جانبه دفاعاً عن هذا السلاح.

لكن، هل تعكس هذه الطريقة في التفكير واقع البلاد فعلياً؟

اللبنانيون أحرار في تبني أي سردية تناسب عقولهم أو مشاعرهم، ولكنهم يحتاجون إلى كثير من العقل، عندما يقتربون من تبنّي وجهة نظر قد تكون مدخلاً لانفجار أهلي أكبر بكثير من الذي شهدته البلاد قبل خمسين عاماً.

وكل كلام عن حاجة اللبنانيين إلى التعلم من دروس الحرب الأهلية وعدم العودة إليها، نظري ولا علاقة له بالواقع، لأن لبنان يعيش، منذ عام 1990، في ظل انقسام سياسي وأهلي، وبقي دائماً مستعداً للعودة إلى الحرب الأهلية. ورغم أن طبيعة التسوية التي رافقت اتفاق الطائف استندت إلى موازين قوى داخلية وخارجية، تحول دون توفير البيئة القادرة على مواصلة الحرب الأهلية، إلا أن حالة لبنان، اليوم، تشي بتغييرات كبيرة، منها أن إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، تعتقدان بأن هذا البلد ليس في موقع من يحق له اختيار مستقبله، وأن عليه الخضوع للمطالب وإلا يخسر استقراره وقدراته وفرصته في الاستقرار والنمو. والموقف الأميركي والإسرائيلي هذا، يتطلب دفع القوى المحلية الرافضة للمقاومة إلى رفع سقف الخطاب، وصولاً إلى اختبار المواجهة على الأرض.

وفي هذه النقطة، تصبح الأمور شديدة التعقيد، تخرج المخاوف من قبل جهات تعرف أن أي مواجهة داخلية لن تحقق هدف نزع السلاح، بل ستقود لبنان نحو مرحلة أسوأ على صعيد الانهيار.

خصوم المقاومة يتحدثون اليوم بلسانين، واحد مباشر كما يفعل سمير جعجع و«ربعه»، إذ يقول إن المقاومة وسلاحها ليسا من طبيعة لبنان، ولا حاجة إليهما إطلاقاً. وثانٍ يحاول الاحتيال على الهدف، متحدثاً عن فشل جدوى المقاومة والسلاح، وعن الحاجة إلى فرصة حياة عبر التخلي عن هذا الخيار. والفرق بين الرأيين، هو أن جعجع يعتقد بأنه يقف على رأس قوة قادرة على لعب دور مباشر في عملية نزع السلاح، بينما يخشى أصحاب الرأي الآخر أن يطيح الانفجار بكل ما تبقّى لهم من مكاسب ومراكز نفوذ.

لكن، على ماذا يراهن هؤلاء؟

عملياً، ليس هناك الكثير من العناصر التي يمكن الرهان عليها، وأولها أن الفريق المحلي المعادي للمقاومة يريد من إسرائيل مواصلة الحرب، واستكمال ما يعتقد أنه مشروع ناجح للإجهاز على المقاومة، كما يرغب في تكرار تجربة 1982، لجهة أن تتولى إسرائيل بنفسها عملية إبادة المقاومة.

ولا يمانع هذا الفريق تشديد الحصار الأميركي والعربي على لبنان وحرمانه من أي نوع من المساعدات أو التسهيلات إذا كان في ذلك ما يساعد على تحقيق هدف نزع السلاح. لكن هذه القوى، ليست في موقع القادر أو حتى الراغب في أن تقوم هي بدور ما في هذه العملية.

ومن جهة أخرى، يراهن هؤلاء على أن جمهور المقاومة في وضع صعب، وأن حزب المقاومة يعاني الأمرّين، وأن الناس يحتاجون إلى دفعة واحدة ليعلنوا الاستسلام. ولذلك، يعتقدون بأن تضييق الخناق، يتم عبر استنفار الجماعات اللبنانية على خلفيات طائفية ومذهبية وسياسية ضد المقاومة من جهة، وعلى تحريض الجيش وقوى الأمن الداخلي على القيام بخطوات ميدانية لمحاصرة المقاومة.

لكن، هل في الخارج من لديه رهان على عناصر إضافية؟

ليس واضحاً أن الأميركيين والإسرائيليين يراهنون على أن قوى لبنانية ستقوم بمهمة الصراع المسلح مع المقاومة كتمهيد لنزع سلاحها. كما لا يبدو أن الأميركيين يريدون الإتيان بجيشهم إلى لبنان لتكرار تجربة الثمانينيات. لكن إسرائيل قد لا تكون معارضة لفكرة توسيع احتلالها، والقيام بمزيد من الأعمال العسكرية التي تسمح لها بالضغط على حزب الله لإلقاء السلاح. كما لا تمانع دولٌ عربية، مثل السعودية والإمارات، بتقديم الدعم المالي لكل من يلعب دوراً في مشروع نزع سلاح المقاومة.

لنضع جانباً ما الذي تريده المقاومة، وما الذي يمكن أن تقوم به للدفاع عن نفسها وعن سلاحها. ولنبحث في عناصر أخرى.

ألا يعتقد أعداء المقاومة أن طبيعة الانقسام السياسي والطائفي الموجود، ساعدت في تحويل قضية السلاح إلى مسألة وجودية عند غالبية شيعية وأقلية من الطوائف الأخرى؟ ألا يراقب أعداء المقاومة واقع بيئة المقاومة بعد الحرب، وكيفية إدارة حزب الله لأموره وأمور جمهوره، وبأي إدارة ونتائج؟ وهل ما يحصل يدل على وجود انهيار أو تراجع يشي بانهيار وشيك؟

ثم، مقابل ماذا يريدون التخلي عن السلاح؟ هل فكّر أعداء المقاومة بتقديم إجابة منطقية واحدة عن سبل مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية أم سيصمّون آذاننا بالحديث عن دور الجيش والمجتمع الدولي والديبلوماسية الفعالة؟

ثم عن أي نموذج يتحدثون ليتم تقليده في ما خص التسوية مع العدو، هل هو نموذج الأردن الذي بات نظامه يحتاج إلى حماية العدو نفسه ويخشى السقوط في أي وقت؟

أم نموذج مصر التي تعاني الأمرّين، ويتضح يوماً بعد آخر عجزها ليس عن إطعام شعبها فقط، بل عن لعب أي دور يوازي حجمها في المنطقة؟ أم عن نموذج سلطة رام الله، حيث التسوّل هو الإستراتيجية الوحيدة للحصول على رواتب موظفين لا يعملون إلا على قتل أفراد شعبهم وملاحقتهم بتهمة مقاومة الاحتلال، فيما يتعزز الاستيطان في كل الضفة الغربية؟

أم عن النموذج الجديد في سوريا، حيث التوسع الإسرائيلي رهن مزاج الحاكم في تل أبيب، وحيث يخشى حكام دمشق الجدد مجرد إدانة الغزو الإسرائيلي، ويظهرون الاستعداد لمنع أي أعمال ضد إسرائيل مقابل نيل رضى الغرب وعربه؟ أم عن نموذج «الجبهة اللبنانية» التي تورطت في علاقة عمل مفتوحة مع إسرائيل، وتسنى لها تجربة فكرة التقسيم، ثم الاستيلاء على السلطة بإرادة الاحتلال، وكانت النتيجة انهيار المشروع بكامله؟

ثمة نقاش لا جدوى منه مع أصحاب الوجهة القائلة بضرورة التخلي عن المقاومة وسلاحها. الحاجة فقط إلى نكء الجراح، وإعادة تذكير اللبنانيين بنتائج التعامل مع العدو، وحصيلة التعاون معه والخضوع للمطالب الأميركية، وهي عملية قاسية، ولكن يبدو أن هناك حاجة ملحّة إليها، فقط لتوضيح الصورة للناس الذين، وإن كانوا قد تعبوا ولا يريدون استمرار الصراع مع إسرائيل، إلا أنهم يبدون غير مدركين بأن خطوة بهذا الحجم، تتطلب إجماعاً لبنانياً، أو غالبية لبنانية واضحة، كما تتطلب واقعاً إقليمياً ودولياً ليس كالذي نعيشه اليوم إطلاقاً.

لكلٍّ منّا حقه في إعلان ما يريد، ولا نرى أنّ هناك بديلاً عن سلاح المقاومة لمقاومة العدو وتحرير الأرض والأسرى وردع العدوان، ونرى أنّ مهمة الاستعداد وتنظيم الجهوزية المطلوبة لإعادة الاعتبار إلى مفهوم الردع، لا يمكن أن تتعارض مع فكرة بناء سلطة تدير أمور الناس بطريقة عادلة. ألم يحصل في لبنان، بين عامي 1992 و2000، أن كانت السلطات تعيد تنظيم أمور الناس، وتدفقت عشرات المليارات من الدولارت على لبنان، فيما كانت المقاومة تخوض معركة يومية ضد العدو في الشريط المحتل... بلى يمكن ذلك، وهذا ما يجب أن يحصل؟

لماذ تذلّ أميركا الجيش اللبناني؟

بعد ثلاثة أسابيع على إعلان وقف إطلاق النار في الجنوب، بدأت قيادة الجيش اللبناني إصدار بيانات دورية تنبّه المواطنين إلى أن الجيش سيقوم بتفجير ذخائر غير منفجرة في عدد من النقاط الجنوبية.

وساد الانطباع يومها أن عمليات المسح للمناطق جعلت الجيش يستخرج صواريخ وقذائف أطلقها العدو ولم تنفجر خلال الحرب.

لكن التدقيق يكشف أن الذخائر الإسرائيلية مما يفجّره الجيش محدودة جداً، وأن النسبة الأكبر هي لأسلحة وذخائر حصل عليها من المقاومة في مناطق جنوب نهر الليطاني. ومع الوقت، تكشّفت معطيات بأن الولايات المتحدة فرضت على الجيش تدمير أي سلاح يحصل عليه أو يصادره من حزب الله، وإتلاف كل أنواع الأسلحة، بما فيها الفردية.

وللتثبّت من التزامه، فرض الأميركيون آلية متابعة لصيقة، خصوصاً لدى تسلّم الجيش مخازن لصواريخ كاتيوشا أو غراد، أو صواريخ مضادة للدروع مثل الـ«كورنيت» الروسي، أو أي عبوات ناسفة ووسائل قتالية ذات طابع هجومي.

وفيما لا يبدو الجيش مستعداً للإعلان عن الأمر أو إعطاء توضيح لما يحصل وتفسير سبب قبوله الأوامر الأميركية بحرمانه من أسلحة لا يحصل على ما يماثلها من الأميركيين، يتحدث ضباط كبار بكثير من الحسرة عن وجهة أميركية تريد من المؤسسة العسكرية أن تكون عبارة عن فرقة مكافحة الشغب، وأن الولايات المتحدة تمنع الجيش بوضوح من امتلاك أي قدرات يمكن أن تعتبرها إسرائيل تهديداً لها، وهي قدرات تضم أسلحة هجومية بما فيها أسلحة مضادة للدروع، إضافة إلى «محرمات» أكثر وضوحاً، إذ يمنع الجيش من امتلاك مسيّرات خاصة به، أو قدرات تفجيرية تسمح له بتعزيز مخازنه في هذا المجال.

وتصبح أكثر تعقيداً لدى الاطلاع على فحوى اللقاء بين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، إذ أخبرت الديبلوماسية الأميركية بعض من التقتهم بنتائج الاجتماع، وأنها «أنّبت» القائد لأن الجيش لا يقوم بدوره كفاية في عملية نزع سلاح حزب الله في كل لبنان!

*******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

جولة ثانية للمفاوضات الأميركية الإيرانية السبت المقبل بتفاؤل متبادل بين الطرفين

صواريخ اليمن إلى مطار بن غوريون والمقاومة تكبّد الاحتلال خسائر في رفح
لبنان: 50 سنة على 13 نيسان…فشل الاستقواء بالخارج والدولة الوطنية هي الحل

يعود وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة، بعد جولة أولى تكللت بالنجاح وفقاً لتعليقات واشنطن وطهران ومسقط التي استضافت الجولة الأولى، والتي سوف تستمر بلعب دور الوسيط ولو انتقل مكان التفاوض إلى مكان آخر كما قالت الخارجية الايرانية، وقد تجاوزت ايجابية التعليقات الاميركية والايرانية حدود توقعات المراقبين والمتابعين، بينما أصيب بالذهول أصدقاء واشنطن الذين وضعوا التفاوض مع طهران في خانة إملاء شروط الاستسلام، فسمعوا كلاماً إيرانياً عن حصرها بالملف النووي لم يقل الأميركيون عكسه، وهم يشيرون الى ان المحادثات كانت بناءة وإيجابية، وخرج الرئيس دونالد ترامب يتحدث عن الاستعداد لتقديم تنازلات طلباً للاتفاق مع إيران، بينما ربط الايرانيون الانتقال الى المحادثات المباشرة بالاتفاق على حصرية البحث بالملف النووي من جهة وحصرية البحث في قلب مفردات الملف النووي بالضمانات التي تقدمها إيران لتبديد القلق من وجود برنامج نووي عسكري عليها، وطمأنتهم إلى أن ايران تتمسك بالطابع السلمي لبرنامجها النووي، وربط كثير من المراقبين بين التبدل في الموقف الأميركي، وحاجة واشنطن لتهدئة جبهات المواجهة في الشرق الأوسط بهدف التفرغ للحرب التجارية مع الصين من جهة، ومن جهة أخرى بنتائج حرب اليمن والفشل الأميركي في تغيير واقع البحر الأحمر ووقف استهدافات اليمنيين للسفن المتجهة الى كيان الاحتلال أو وقف الصواريخ التي تستهدف عمق كيان الاحتلال.

على الجبهة اليمنية واصل الأميركيون شن الغارات الجوية على مناطق يمينة عديدة كان أبرزها استهداف العاصمة صنعاء مساء أمس، بينما أعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة أميركية مسيرة متطورة، فيما كانت صواريخ اليمن تستهدف عمق الكيان وتتسبب بإطلاق صفارات الانذار في القدس وتل أبيب ومنطقة غوش دان مع استهداف جديد لمطار بن غوريون، وفي المنطقة كان جيش الاحتلال يتلقى ضربات المقاومة في رفح بعدما قرر البدء بالتوسع البري وعدم الاكتفاء بالغارات الجوية، التي كانت تستهدف ليل أمس مستشفى المعمداني وتتسبّب بإخراجه عن الخدمة، وقد تسببت عمليات المقاومة بإعطاب آليات وقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال بعد مرور أيام سجل خلالها جرح عدد من الجنود والضباط وفقاً لبيانات جيش الاحتلال.

في لبنان إحياء لذكرى مرور خمسين عاماً على بدء الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975، وقد تحدث رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام في المناسبة وصدرت مواقف عديدة لقيادات سياسية مختلفة كان أبرز ما جاء فيها الإجماع على فشل الاستقواء بالخارج من جهة، وأن الدولة الوطنية هي الحل من جهة مقابلة، لكن إجماع اللبنانيين على الكلمات لا يعني إجماعاً على المعاني كما هي العادة دائماً، حيث ثمة من يرى شرط قيام الدولة الوطنية نزع سلاح المقاومة، ومن يراها بالفدرالية، بينما هناك من يرى معيار الدولة الوطنية بدفاعها عن الأرض بوجه العدوان وتصدّيها لمهمة تحرير الأرض المحتلة، ويرى السعي لبناء دولة وطنية أصيب بالفشل بالجمع المستحيل بين الدولة الوطنية والتنظيم الطائفي للدولة والمجتمع داعياً للسير بمندرجات إصلاحات اتفاق الطائف لجهة إلغاء الطائفية السياسية واعتماد قانون انتخاب خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف.

يزور الرئيس العماد جوزاف عون، قطر بعد غد تلبية لدعوة رسمية، حيث يلتقي الرئيس عون أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وسوف يبحث اللقاء في الدعم القطري للبنان في مختلف المجالات والتطوّرات الميدانية في الجنوب لجهة تنفيذ القرار 1701 والجهود الدولية لانسحاب «إسرائيل» من المناطق التي ما زالت تحتلها، إضافة إلى انتشار الجيش وبسط سيادة الدولة.

وشدّد الرئيس عون في كلمة متلفزة وجّهها إلى اللبنانيّين عشيّة مرور خمسين عامًا على «13 نيسان»، ذكرى الحرب الأهليّة اللّبنانيّة على أنّ «الدولة وحدَها هي التي تحمينا: الدولة القويّة، السيّدة، العادلة، الحاضرة اليوم. وطالما أنّنا مُجمعون على أنّ أيّ سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان أن نقول جميعًا: لا يحمي لبنان إلّا دولته وجيشه وقواه الأمنيّة الرسميّة. وآن الأوان أن نلتزم مقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان».

ويزور رئيس الوزراء نواف سلام سورية اليوم الاثنين للقاء كبار المسؤولين والبحث معهم في ملفات مشتركة تهمّ البلدين. وعشيّة زيارته أكد رئيس الحكومة، بعد وضع إكليل على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهليّة، على أهميّة وحدة اللبنانيين، وقال «يهمّنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الإصلاح». وأضاف سلام أنّ «هذه الذكرى علمت فينا ونتعلم منها في ألا نعيد ما كابده أهلنا. وحان الوقت لبناء دولتنا والثقة بها. وهذا الأمر مطلوب منا نحن المسؤولين عن هذا البلد».

وتطرّق سلام إلى جملة من المواضيع منها زيارته إلى سورية، إذ أكد أنّ قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية ستكون من ضمن المباحثات خلال زيارته إلى سورية». وعن الوضع في الجنوب، قال: «لا داعي لبقاء «إسرائيل» في هذه النقاط لأننا في زمن الأقمار الاصطناعيّة وبإمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الأرض من دون أن يضع النقاط ويحتل».

وفي ما يتعلق بقانون السرية المصرفية، قال: «هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال، وأهمية الإصلاح في هذا الجانب أنه يسهم في استعادة الودائع».

وأمس، أكد حزب الله على لسان النائب إيهاب حمادة مؤكداً أن «موقف حزب الله من موضوع السلاح واضح وليس بجديد، وقد سبق أن ذهبنا إلى طاولة حوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية». وأشار إلى أن «السلاح سيكون موضوع نقاش جدّي عندما تكون هناك استراتيجية دفاعية يثق بها اللبنانيّون بأنّها قادرة على حماية الكيان والسيادة والحدود والاستقلال اللبنانيّ الحقيقيّ»، مشدّداً على أن «هذا النقاش شأن داخلي، ولا يحقّ لأي طرف خارجيّ التدخل فيه، لا نصيحة ولا توجيهاً».

وحذّر النائب فيصل كرامي من خطورة التّخلّي عن السّلاح من دون ضمانات حقيقيّة لحماية لبنان، وقال: «إن المنطق يفرض أن يكون السّلاح بيد الدولة وحدَها لكن كيف نحمي لبنان من الأطماع الإسرائيلية وغير الإسرائيلية؟ هذا السّؤال يجب أن يكون في صلب أي حوار»، مشدداً على وجوب تطبيق القرار 1701 بشكل متوازن وبضمانات دوليّة متكافئة. وحذّر من «الالتفاف على اتفاق الطائف من خلال قانون انتخاب طائفي يُعيد إنتاج أمراء الحرب لأن ذلك قد يقود إلى تكرار أخطاء الماضي»، وقال: «إن قانون الانتخابات النيابية الحالي ينسف الاتفاق ويمهّد لحرب أهلية جديدة».

وفي عظة قداس أحد الشعانين استذكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذكرى التي وسمت لبنان بطابع الخلاف، وأشار إلى أنّه تزامناً مع مناسبة الشعانين «يصادف اليوم مرور 50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، الحرب التي مزّقت حياتنا وطفولتنا وشبابنا، وشوّهت علاقاتنا بلبنان وبعضنا ببعض». وشدّد الراعي على أنّ «لبنان طوى صفحة الحرب الأهليّة، واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعيّة ومحاربته، لكن طيّ الصفحات لا يكفي، إذ لا بدّ من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلّم منها، لأن من لا يفهم أخطاءه يكرّرها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم».

ودعا الراعي إلى إعادة دراسة ما حصل، والمضي في طريق «المصالحة والمصارحة حتى نتخطّى هذه المرحلة، تمامًا كما نجحت بلدان أخرى في ذلك»، معتبراً أنّ هذه العملية «تُسمّى تنقية للذاكرة».

أما متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده وفي قدّاس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس قال: «صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلّموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم كي لا تتكرّر، وأن يشدّوا العزم من أجل بناء دولة قويّة موحّدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يدُ الشر فتخرّبها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد».

وفيما أقرّ مجلس الوزراء مسودّة مشروع قانون «إصلاح وضع المصارف» تتجه الأنظار إلى جلسة اللجان المشتركة التي ستدرس مشروع قانون سريّة المصارف وإصلاح وضع المصارف، علماً أن هذا المشروع يتضمّن 37 مادة وجدولاً ملحقاً، ضمن 10 أبواب تتناول بالتدرّج، الأحكام العامة، الهيئة المصرفية العليا، عملية التقييم المستقل، عملية إصلاح وضع المصرف، صلاحيّات الهيئة المصرفيّة العليا، صلاحيّات لجنة الرقابة على المصارف، التعاون مع الهيئة المصرفيّة العليا، المدير المؤقت، عملية التصفية وأحكام متفرّقة. في حين يلحظ الجدول المرفق، تراتبيّة الأموال الخاصة والدائنين، لجهة تحديد الترتيب المعتمَد لجهة امتصاص الخسائر. وتشير المعلومات إلى توجّه لتمرير مشروع القانون في اللجان المشتركة قبل اجتماعات لبنان مع صندوق النقد، إذ إن أي إضافات أو تعديلات قد تناقش في الهيئة العامة تمهيداً لإقراره وفق الملاحظات التي سيضعها صندوق النقد ويأخذ بها البرلمان، لكن مصادر نيابيّة تشير إلى أن اللجان لن تبحث في مشروع وضع المصارف قبل أن يحيل مجلس الوزراء مشروع قانون لمعالجة الفجوة الماليّة الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام الماليّ لدراستهما سوياً نظراً لارتباطهما ببعضهما البعض. وليس بعيداً تشير المعلومات إلى أن مشروع إصلاح وضع المصارف سيحضر في اجتماعات الوفد اللبناني الذي يترأسّه وزير المال ياسين جابر ويضمّ وزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد مع صندوق النقد المقرّرة في واشنطن في 21 نيسان الحالي.

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


التزام احتكار السلاح عنوان مواقف 13 نيسان انتخابات بيروت بلا تشريع… وأوسع تحالف؟

يترقب الجميع المبادرة التي سيضطلع بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للحوار مع “الحزب” حول برمجة تسليم سلاحه للجيش

 

تتزاحم الاستحقاقات الداهمة في درب العهد والحكومة وسط مناخ ضاغط بقوة غير مسبوقة عليهما خارجياً وداخلياً، للمضي قدماً في الإجراءات التنفيذية والتشريعات المتصلة بمساري احتكار السلطة الشرعية وحدها للسلاح والإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية. وإذ أبرزت الجلسات المتعاقبة التي عقدها مجلس الوزراء وأنجز فيها مشروعي قانوني تعديل السرية المصرفية وإصلاح المصارف الوضع الضاغط الذي يملي استكمال هذه المنظومة التشريعية قبل مشاركة الوفد اللبناني في “اجتماعات الربيع” للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، تثار تساؤلات عما إذا كان ممكناً إنجاز هذا المسار السريع بتصديق مجلس النواب على المشروعين، علماً أن اعتراضات برزت في الساعات الأخيرة على ربط مشروع إصلاح المصارف بإقرارمشروع قانون معالجة الفجوة المصرفية، كما أنه سيتعين على مجلس الوزراء تعيين رئيس وأعضاء مجلس الإنماء والإعمار قبل سفر الوفد اللبناني إلى اجتماعات واشنطن المالية. ولذا تكتسب الأسابيع القليلة المقبلة طابعاً دقيقاً لجهة اختبار قدرة العهد والحكومة على الاستجابة للأولويات التزاحمة وكلها من “العيار الثقيل”، ويأتي في مقدمها ملف السلاح الذي يترقب الجميع المبادرة التي سيضطلع بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للحوار مع “الحزب” حول برمجة تسليم سلاحه للجيش باعتبار أن هذه القناة الحوارية ستكون الخيار الأمثل والأسرع الذي يجنّب لبنان تداعيات الضغط الخارجي التصاعدي عليه لتنفيذ هذا الالتزام ومنع إسرائيل من التصعيد المتدحرج والمتواصل ضده.


 

 

وإذ يشكل مسارا السلاح والإصلاح الأولويتين المتوازيتين، بدأت بعض المناخات السياسية و”الميثاقية” المتصلة باستحقاق الانتخابات البلدية التي ستبدأ في الرابع من أيار/ مايو المقبل تشق طريقها بقوة أيضاً إلى التحديات الداهمة، لا سيما منها ما يتصل باستحقاق المناصفة في انتخابات العاصمة بيروت لمجلسها البلدي. ذلك أن الأيام القليلة المقبلة تبدو مفصلية في تقرير وجهة الجهود الكثيفة لتامين انتخاب مجلس بلدي يوفّر عامل المناصفة بعدما تراجعت كثيراً احتمالات عقد جلسة نيابية تشريعية لإصدار قانون خاص ببيروت تكون فيه المناصفة إلزامية. وإذ تصاعدت التوقعات حيال ترجيح قرار للرئيس سعد الحريري بعدم انخراط “تيار المستقبل” في انتخابات بيروت، باعتبار أنه كان يشكل العامل الحاسم لتأمين المناصفة، برز تصريح لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر أمس استبعد فيه تعديل قانون البلديات، عازياً ذلك إلى ضيق الوقت ولأن مجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية في موعدها الذي حدده وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقال: “نحن من جانبنا نلتزم بإنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق”. ومع أن بري شدّد على “الحفاظ على المناصفة في بيروت وتوفير الحماية لها”، فإنه اعتبر أن “الاستعاضة عن التعديل تكون في قيام أوسع تحالف سياسي تنخرط فيه الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات؛ خصوصاً الفاعلة منها، شرط أن تلتزم بالاقتراع للائحة الأقرب إلى تحقيق المناصفة”.


 

ومن شأن قطع الطريق على عقد جلسة تشريعية لتعديل قانون البلديات أن يفاقم التعقيدات التي أحاطت بملف انتخابات بيروت، علماً أن الاحتمال الأقوى سيتمثل بمضاعفة المساعي لقيام أوسع حلف سياسي – عائلي غير مسبوق في الدورات الانتخابية لبيروت لتأمين المناصفة الطوائفية في بلدية بيروت المنتخبة المقبلة.

 

وسط زحمة التحديات هذه، أحيا لبنان أمس الذكرى الخمسين للحرب فيه التي تزامنت مع إحياء أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية والشرقية. ولم تغب الذكرى عن استذكار البابا فرنسيس في الفاتيكان للصراعات في الشرق الأوسط والعالم، إذ قال: “لنتذكر أيضًا لبنان الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت، لكي يتمكن، بمعونة الله، من أن يعيش في سلام وازدهار”.

 

وتركت الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مساء السبت إلى اللبنانيين في الذكرى، أصداء واسعة خصوصاً لجهة إعلانه أنه “آن الأوان لنقول جميعاً: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان، ونثبت أننا تعلّمنا من خمسين عامًا من حروبنا المجنونة، ونقول للذين رحلوا، وللذين لا يزالون بيننا، قسماً بتضحياتكم، لقد دفنّا الحرب للأبد، وممنوع ومستحيل أن نعود إليها أو تعود إلينا، وقسماً بأبنائكم والأجيال القادمة، وحدتنا هي سلاحنا، وسلاحنا هو جيشنا، لكي تكون كل خمسينيات السنوات المقبلة أيام خير، وسلام، وفرح، وحياة، لأننا خُلقنا للحياة”.


 

سلام إلى سوريا

واليوم يتوجه رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق على رأس وفد وزاري للقاء الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع للمرة الأولى والبحث معه في رزمة واسعة ومتشعبة من الملفات المتداخلة بين لبنان وسوريا. وبعدما وضع سلام أمس إكليلا من الزهر على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية، أعلن أن موضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية سيكون من ضمن المباحثات خلال زيارته اليوم إلى سوريا. وقال: “أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا وغداً (اليوم) أخبركم بالمزيد بشأن هذا الموضوع”. وأثنى على أهمية وحدة اللبنانيين وقال: “هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الاصلاح”. وعن الوضع في الجنوب، قال: “لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط لأننا في زمن الاقمار الاصطناعية وبإمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الأرض من دون أن يضع النقاط ويحتل”.

وفي الذكرى كانت مواقف للمراجع الدينية البارزة، فاعتبر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن “لبنان طوى صفحة الحرب الأهلية واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، لكنّ طيَّ الصفحات لا يكفي. ولا بدّ من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلم منها لأنّ من لا يفهم أخطاءه يكررها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم لأنّ لبنان يحتاج مستقبلًا يليق بتاريخه. لذلك لا بد من إعادة دراسة ما حصل والتصالح والتصارح حتى نتخطى هذه المرحلة تماماً كما نجحت بلدان أخرى في ذلك. وهذه تسمّى تنقية الذاكرة”.


كما أن ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قال: “اليوم (أمس) ذكرى بدء الحرب المشؤومة التي خلفت دماراً وخراباً وحصدت أرواحاً بريئة وندوبها لما تندمل بعد. صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم كي لا تتكرر، وأن يشدوا العزم من أجل بناء دولة قوية موحدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يد الشر فتخربها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد”.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بري لـ«الشرق الأوسط»: ضيق الوقت يحول دون تعديل قانون انتخاب البلديات بلبنان


الحفاظ على المناصفة ببيروت يستدعي جمع الأضداد بأوسع تحالف

 

بيروت: محمد شقير

 

تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، مع بدء العد العكسي لإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية (المحلية) على 4 مراحل، بدءاً بمحافظة جبل لبنان في 4 مايو (أيار) المقبل، للتأكد من مدى التزام القوى الحزبية والعائلات، بدعم من المرجعيات الروحية، في الحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلسها البلدي، وعدم تهديده لتفادي إقحام لبنان في أزمة سياسية ذات بُعد طائفي، في ضوء استبعاد تعديل قانون الانتخابات البلدية على نحو يسمح باعتماد اللائحة المقفلة لتوفير الحماية للمناصفة، وقطع الطريق على إخضاعها للتشطيب.


 

ويتألف مجلس بلدية بيروت من 24 عضواً، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين بموجب العرف وليس بالنص القانوني، وثمة مخاوف من حصول إخلال في هذا التوازن الطائفي، في ظل طغيان الصوت المسلم، بغالبيته السنيّة، على الصوت المسيحي.

 

ضرورة الحفاظ على المناصفة

 

وهذا الأمر من الأسباب الداعية إلى إدخال تعديل على قانون الانتخاب البلدي، بما يسمح بتشكيل «لوائح مقفلة» تضمن التقيُّد بمبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال إلزام المقترعين بالتصويت للاّئحة بأكملها، وتمنعهم من شطب أسماء واردة فيها.


 

لكن تعديل القانون أصبح مستبعداً، كما يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، نظراً إلى ضيق الوقت، إذ «لم يعد هناك من متسع أمامنا لإجراء الانتخابات سوى أسابيع معدودة، ومجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية» في موعدها الذي حدده وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، و«نحن من جانبنا نلتزم بإنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق».

 

ويصر بري على «الحفاظ على المناصفة (في بيروت) وتوفير الحماية لها». ويرى أن «الاستعاضة عن التعديل تكون في قيام أوسع تحالف سياسي تنخرط فيه الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات؛ خصوصاً الفاعلة منها، شرط أن تلتزم بالاقتراع للائحة الأقرب إلى تحقيق المناصفة».

 

وإذ يشدد على التزام الأحزاب والقوى السياسية بالتصويت للّائحة التي تُعَدّ الأقرب للفوز في الانتخابات، يؤكد في المقابل التزامه وحليفه «الحزب» بـ«تأييدها فعلاً لا قولاً، على أن ينسحب ذلك على الأطراف الأخرى». ويقول إن «هناك حاجة وطنية لقيام أوسع تحالف في ضوء عزوف تيار (المستقبل) عن خوض الانتخابات البلدية، وهذا ما توارد إلينا».


 

عزوف «المستقبل»

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية موثوقة، أن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يدرس إصدار بيان في اليومين المقبلين يعلن فيه عزوف التيار عن خوض الانتخابات ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

 

وعلمت أيضاً أن معظم الكتل النيابية المعنية بالاستحقاق البلدي في بيروت كانت قد باشرت الاتصال للتوافق على أن يتقدم عدد من نوابها باقتراح قانون يرمي إلى تعديل قانون البلديات لناحية اعتماد اللائحة المقفلة لضمان الحفاظ على المناصفة في المجلس البلدي لبيروت لقطع الطريق على احتمال الإخلال بها؛ خصوصاً بما يتعلق بحفظ تمثيل المسيحيين، لئلا يؤدي الخلل إلى اضطرار الفائزين منهم لتقديم استقالاتهم فوراً، احتجاجاً على تهديد الشراكة، وإعطاء ذريعة للمطالبين من الأحزاب المسيحية بتقسيم العاصمة إلى دائرتين انتخابيتين تجتمعان تحت سقف مجلس بلدي واحد.


 

اقتراح قانون

كشفت مصادر نيابية بارزة أن نواباً بيارتة من كتل متعددة كانوا باشروا في التوقيع على اقتراح القانون باعتماد اللائحة المقفلة، لكنهم لم يسجلوا اقتراحهم حتى الساعة لدى الأمانة العامة للمجلس النيابي، بخلاف الاقتراح الذي كان تقدم به النائب وضاح الصادق وزميله في تحالف «قوى التغيير» مارك ضو، وينص على إدخال إصلاحات على قانون البلديات، لا يقتصر فقط على اعتماد اللائحة المقفلة، ويقترحان تأجيل الانتخابات إلى حين إصلاح القانون البلدي.

 

وتوقعت المصادر أن يصرف عدد من النواب البيارتة النظر عن المضي في التوقيع على العريضة، ربما للأسباب والدوافع التي تحدث عنها الرئيس بري. وسألت: لماذا لم تتقدم الحكومة بمشروع قانون يرمي إلى اعتماد اللائحة المقفلة، وتطلب فيه تأجيل إجراء الانتخابات البلدية متذرعة بالتزامها بدعوة الوزير حجار لإجراء الانتخابات على 4 مراحل، بدلاً من أن ترمي كرة التأجيل في مرمى البرلمان الذي هو في غنى عن تحميله رد فعل المجتمع المدني احتجاجاً على ترحيلها إلى الخريف المقبل.


 

توسيع التحالف

 

وأكدت أن توسيع رقعة التحالف بما يضمن انخراط أحزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«التقدمي الاشتراكي» و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية – الأحباش» و«الجماعة الإسلامية» إلى جانب «التيار الوطني الحر» وكبرى العائلات البيروتية بغطاء واحتضان من المرجعيات الروحية، إضافة إلى «الحزب» وحركة «أمل»، على أن تتشكل لائحة من أعضاء غير حزبيين ومن أصحاب الكفاءات على شاكلة ما اتُّبع في تشكيل الحكومة.

 

جهد استثنائي

ورأت أن عزوف «المستقبل» عن المشاركة يستدعي من المعنيين في الحفاظ على المناصفة وترسيخ العيش المشترك، القيام بجهد استثنائي غير مسبوق في حثهم البيارتة للإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع والتصويت للائحة المقفلة، من وجهة نظر القيمين عليها لسد الفراغ المترتب عن عزوفه؛ كونه يشكل أكبر خزان انتخابي في العاصمة، وقالت إن تشكيلها لا يعني انعدام المنافسة، فيما يتحضر عدد من النواب في «قوى التغيير» لتشكيل لائحة من المجتمع المدني على غرار لائحة «بيروت مدينتي» التي خاضت على أساسها الانتخابات البلدية عام 2016، وسجّلت رقماً لا بأس به.

 

ولفتت إلى أن تجميع الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات في لائحة واحدة لا يكفي، ما لم يتوافر الحد الأدنى من الانسجام بداخل المجلس البلدي، لئلا يتحول إلى ساحة للصراع السياسي تجمع الأضداد تحت سقف واحد. وتنتقل المتاريس من الشارع إلى الداخل يتبادلون فيها الاتهامات، ما يؤدي إلى تعطيل دور المجلس، وتجعله عاجزاً عن تحقيق الإنماء لبيروت، في ظل عدم تصويب الخلل الذي ينتاب علاقة المجلس بالمحافظ وصولاً إلى معالجته، وهذا ما يشكو منه عدد من نواب الشطر الغربي من العاصمة الذين يطالبون بصلاحيات تنفيذية في المجلس البلدي؛ كونه المنتَخَب ويجب معاملته أسوة بالمجالس البلدية على امتداد الوطن.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 تفاؤل بحلحلة هادئة لملف السـلاح… وسلام إلى دمشق للملفات العالقة

بعد الجولة الأولى لمفاوضات مسقط الأميركية ـ الإيرانية السبت الماضي، والتي أشاع الجانبان أنّها كانت “بنّاءة وإيجابية”، دخل الجميع في انتظار لجولتها الثانية السبت المقبل، كون لبنان والمنطقة سيدخلان على ضوء نتائجها في مرحلة جديدة. ولكن هذه الحالة الانتظارية لم تلغ الاهتمام الداخلي بالملفات المطروحة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية والإدارية، إلى ملف السلاح. في وقت عبرت أمس الذكرى الخمسين للحرب الأهلية على أجنحة سلسلة من المواقف المحلية والدولية التي دعت إلى استخلاص العِبَر والدروس منها، خصوصاً في ظلّ مواقف البعض التي تهّدد بتكرارها. فيما احتفلت الطوائف المسيحية بـ”أحد الشعانين”، قبل أن ينطلق اليوم “أسبوع الآلام” الذي سار فيه السيد المسيح على درب الجلجلة وصولاً إلى القيامة.

بعيداً عمّا يطرحه من مواقف هنا وهناك حول موضوع سلاح “الحزب ومصيره، بات واضحاً أنّ الحوار الذي اقترحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في شأن هذا السلاح لا يعني عقد طاولة حوار شاملة شبيهة بتلك التي عُقدت سابقاً، سواء برعاية رئاسة الجمهورية أو رئاسة المجلس النيابي، بل هي تقتصر على آلية محدّدة للحوار بين “الحزب” والرئيس عون، بمشاركة وتنسيق كاملين من رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نواف سلام. فهذه الآلية ستكون أكثر فاعلية وعملانية من طاولة الحوار الفضفاضة، التي تلقى اعتراضات قوية لدى بعض الأطراف في أي حال. وأكّدت مصادر متابعة لـ”الجمهورية” أنّ هذا المسار يلقى تأييداً من جانب “الحزب”، كما من جانب خصومه.

وأشارت المصادر إلى أنّ هذه الآلية ستشهد تفعيلاً بعد انتهاء أسبوع الأعياد، الذي سيكون فيه التركيز منصباً على الملف المالي- المصرفي، كما أنّ عون سيكون منشغلاً بزيارتيه لدولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، ومن جهته، سيكون سلام قد أتمّ زيارته لدمشق. وأبدت المصادر تفاؤلها بحلحلة هادئة لملف السلاح، مبنية على الواقعية والتفهم لدى جانبي الدولة و”الحزب”، انطلاقاً من وعي الطرفين لمخاطر المرحلة في لبنان والمنطقة.

 

سلام إلى دمشق

وفي غضون ذلك، تتّجه الأنظار اليوم إلى زيارة رئيس الحكومة نواف سلام على رأس وفد وزاري لدمشق، حيث سيلتقي الرئيس السوري احمد الشرع وعدداً من المسؤولين.

وقالت أوساط مطلعة لـ”الجمهورية”، إنّ هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، كونها ستشكّل فرصة لإيجاد أرضية صلبة من أجل إعادة ترتيب العلاقات اللبنانية – السورية على أسس سليمة، ومعالجة الملفات العالقة بين البلدين، والتي تشمل ضبط المعابر الحدودية لمنع التهريب وتفادي تكرار المواجهات المسلحة، ترسيم الحدود البرية والبحرية، عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، كشف ملف المفقودين اللبنانيين، إلغاء المجلس الأعلى، مراجعة الاتفاقيات الثنائية، والتعاون الاقتصادي.

وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ “اتفاق جدة” الذي رعته القيادة السعودية بمشاركة وزيري الدفاع في البلدين، مهّد الطريق أمام تخفيف التوتر الذي ساد قبل فترة بفعل الاشتباكات على الحدود الشرقية والشمالية بين عشائر لبنانية ومسلحين من “هيئة تحربر الشام”، ما سمح بالانتقال إلى المرحلة التالية وهي إعادة هندسة مجمل العلاقات الثنائية وفق قواعد ثابتة تراعي مصالح الدولتين وشعبيهما.

في ساحة الشهداء

وأكّد سلام الذي وضع أمس إكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية، أنّ موضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية سيكون من ضمن المحادثات خلال زيارته لدمشق اليوم. وقال: “أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا، وغداً (اليوم) أخبركم بمزيد في شأن هذا الموضوع”.

وفي ذكرى 13 نيسان أثنى سلام على أهمية وحدة اللبنانيين وقال: “هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نساهم في عملية الإصلاح”. وأضاف: “هذه الذكرى علّمت فينا ونتعلّم منها في أن لا نعيد ما كابده أهلنا. وحان الوقت لبناء دولتنا والثقة بها. وهذا الامر مطلوب منا نحن المسؤولين عن هذا البلد”.

وعن قانون السرّية المصرفية، قال سلام: “هناك من استفاد من السرّية المصرفية لتبييض الاموال. وأهمية الاصلاح في هذا الجانب أنّه يساهم في استعادة الودائع”.

وعن الوضع في الجنوب، قال: “لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط لأننا في زمن الأقمار الاصطناعية، وفي إمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الارض من دون أن يضع النقاط ويحتل”.

 

وكان سلام كتب على منصة “إكس”: “في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب اللبنانية، نقف اليوم لا لنفتح جراحًا، بل لنسترجع دروساً يجب ألّا تُنسى. كل الانتصارات كانت زائفة، وكل الأطراف خرجت خاسرة مهما تباينت الآراء حول أسباب الحرب، فهي تتقاطع عند مسألة غياب الدولة أو عجزها. لا دولة حقيقية إلّا في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح. فلنطّبق بنود الطائف بالكامل، ونصوّب ما طُبّق خلافاً لروحه ونسدّ ثغراته. دولة تحفظ الذاكرة لنتعلّم من ماضينا كي لا نكرّر أخطاءنا، مسؤولية الدولة أن تعالج ملفات المفقودين والمخطوفين بجدّية وشفافية. دعوة إلى دقيقة صمت وطنية شاملة ظهر 13 نيسان تحت شعار: منتذكر سوا لنبني سوا. فلنجعل من الذكرى الخمسين نقطة تحوّل… ولننظر معاً إلى لبنان جديد، يليق بتضحيات أبنائه”.

 

البابا وماكرون

وفي الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية استذكر البابا فرنسيس لبنان أمس لدى ظهوره لفترة وجيزة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وقال قبل أن يعود إلى داخل مبنى الفاتيكان مع التوقف بين الحين والآخر للحديث مع بعض المحتشدين: “أحد شعانين مبارك وأسبوع آلام مقدس!”.

ولم ينس البابا في كلمته من يعانون من نزاعات حول العالم، فقال عن الحرب في السودان: “صراخ آلام الأطفال والنساء والضعفاء يعلو إلى السماء ويتوسل إلينا لكي نتصرف. أجدد ندائي إلى الأطراف المعنية لكي يوقفوا العنف ويستأنفوا مسارات حوار، وأدعو المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الأساسية للشعوب”.

 

وعن النزاعات الأخرى في الشرق الأوسط والعالم، قال: “لنتذكر أيضًا لبنان الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت، لكي يتمكن، بمعونة الله، من أن يعيش في سلام وازدهار. ولتحلّ أخيرًا نعمة السلام في أوكرانيا المعذبة وفلسطين وإسرائيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار وجنوب السودان، ولتنل لنا مريم العذراء الأم الحزينة هذه النعمة ولتساعدنا على عيش أسبوع الآلام بإيمان”.

ومن جهته، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في تغريدة له على منصة “إكس” في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية: “منذ خمسين عامًا، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية. في هذه الذكرى الحزينة، أحيّي جميع ضحايا ذلك الصراع الرهيب سواء من قضوا، أم من هم في عداد المفقودين ومن أُجبروا على مغادرة وطنهم”. تابع: “يمكن للبنان اليوم أن يخرج من “حروب الآخرين”، وأن يبني السلام والوئام الدائمين، في ظل دولة قوية وذات سيادة”. وقال إنّ “فرنسا تقف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني من أجل المضي قدمًا في هذا الاتجاه”.

 

أحد الشعانين

وفي قداس أحد الشعانين في بكركي الذي صادف ذكرى 13 نيسان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: “اليوم 13 نيسان 2025 يصادف مرور خمسين سنة على ذكرى اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان (1975-2025) التي مزّقت حياتنا وطفولتنا وشبابنا، وشوّهت علاقاتنا بلبنان وببعضنا البعض”. وأضاف: “طوى لبنان صفحة الحرب الأهلية واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، لكنّ طيَّ الصفحات لا يكفي. لا بدّ من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلّم منها لأنّ من لا يفهم أخطاءه يكرّرها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم لأنّ لبنان يحتاج مستقبلًا يليق بتاريخه. لذلك لا بدّ من إعادة درس ما حصل والتصالح والتصارح حتى نتخطّى هذه المرحلة تماماً كما نجحت بلدان أخرى في ذلك”.

وبدوره متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده، قال خلال قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس: “اليوم ذكرى بدء الحرب المشؤومة التي خلّفت دماراً وخراباً وحصدت أرواحاً بريئة وندوبها لما تندمل بعد. صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلّموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم لكي لا تتكرّر، وأن يشدّوا العزم من أجل بناء دولة قوية موحّدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يد الشر فتخربها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد”.

 

الوضع الجنوبي

وعلى الجبهة الجنوبية، استمرت إسرائيل في خرق وقف النار والقرار الدولي 1701، وكان جديد هذه الخروقات غارة لمسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه على منطقة الدبش عند الأطراف الشرقية لبلدة يحمر الشقيف. فيما هدم الجيش الإسرائيلي تمثال القديس جاورجيوس في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، في انتهاك جديد لاتفاق وقف النار.

ونشر وزير العمل السابق مصطفى بيرم مقطع فيديو يوثّق لحظة هدم العدو التمثال وأرفقه بتعليق، قال فيه: “العدو الصهيوني يهدم تمثالاً له رمزية دينية مقدسة (القديس جاورجيوس) في جنوب لبنان (يارون) ويوثق ذلك بكل وقاحة، في تأكيد متكرّر لمعاداته لكل ما هو سواه، وأنّه كيان غريب محتل لا مكان له بين شعوب وأهل هذه المنطقة”.

 

تسليم السلاح

وفي جديد مواقف “الحزب”، قال عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور إيهاب حمادة خلال احتفال تأبيني في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، “إنّ المشروع الأميركي- الإسرائيلي أعاد إحياء نفسه بأشكال قد تكون جديدة ولكن معلومة، ولكنه يتميّز الآن بمجموعة أمور مختلفة تاريخياً عن أدائه في المراحل السابقة، ولعلّ أهم هذه الأمور هو الاجتماع الغربي الشيطاني مع الولايات المتحدة الأميركية ومع العدو الإسرائيلي على مستوى التنفيذ، وبالتالي بات الكل في غرفة واحدة ويعملون ميدانياً، وأما الخطة الآن على مستوى الضغط وضبط الإيقاع والتخطيط، فهي بيد الأميركي، ولذلك من يقاتلنا الآن هو الأميركي بشكل مباشر، ولا يشكّل الكيان الإسرائيلي الغاصب إلاّ أداة قذرة لتنفيذ هذا المشروع”.

ولفت حمادة إلى أنّه في هذه الآونة يكثر الحديث عن تسليم السلاح وما شاكل، علماً أنّ موقفنا في هذا الخصوص واضح، وهو ليس جديداً، فنحن ذهبنا إلى طاولة حوار لنبحث في الاستراتيجية الدفاعية، وعندما يصبح هناك استراتيجية دفاعية، يثق اللبنانيون حينها بأنّها تحمي الكيان والإنسان اللبناني والحدود والسيادة اللبنانية والاستقلال اللبناني الحقيقي، وكل ذلك في سياق داخلي ليس لأحد في الخارج الحق أو الشرعية في التدخّل ولو جزئياً أو على مستوى النصيحة، ونحن حاضرون ومنفتحون على هذا النقاش”.

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

عون إلى قطر غداً وسلام في دمشق لإعادة تنظيم العلاقات

إنجاز ملف المفاوضات مع صندوق النقد.. وتعيينات قريبة في مجلس الإنماء والإعمار والكهرباء

 

أحيا لبنان، بصمتٍ مدوٍ، الذكرى الخمسين للحرب التي اندلعت في 13 نيسان عام 1975، وسط بيروت، بحضور الرئيس نواف سلام، الذي وضع اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء، مع الوقوف دقيقة صمت حداداً على الشهداء الذين سقطوا في الحرب المشؤومة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة  عبر لـ «اللواء» أن زيارة الرئيس عون إلى قطر في الـ 48 ساعة المقبلة تأتي في سياق  شكر دولة قطر على وقوفها إلى جانب لبنان ودعمها إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال مشاركة سفيرها في اللجنة الخماسية.

ولفتت إلى أن العلاقات اللبنانية- القطرية تحضر في هذه الزيارة التي لن تستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة،  كما أن البحث قد يشمل سلسلة ملفات ومن بينها الإجراءات المتخذة في ملف الاصلاحات.

إلى ذلك، أوضحت المصادر انه ليس واضحا ما إذا كانت هناك من جلسة حكومية مرتقبة قبيل توجه وفد وزاري إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.

واليوم، يتوجه الرئيس نواف سلام الى دمشق، لعقد سلسلة اجتماعات، ابرزها مع الرئيس احمد الشرع، والتي تتناول بحث العلاقات الثنائية، وإلغاء المجلس الاعلى اللبناني- السوري، وبحث ملف الحدود من الاشتباكات الى الترسيم، عبر لجنة مشتركة برعاية المملكة العربية السعودية، وملف عودة النازحين، وملف المفقودين اللبنانيين والسجناء السوريين، واتفاقيات في الزراعة والنفط والغاز وتصدير البضائع عبر منصة مشتركة.

وتوقع الرئيس سلام في كلمته في وسط بيروت ان يعود «بأخبار طيبة بشأن قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية».

وحسب بعض مصادر المعلومات فإن نائب رئيس الحكومة طارق متري اعد خطة لاعادة 400 الف لاجئ بوقت قصير اذا ما تم الاتفاق مع سوريا.

وحسب معلومات «اللواء» سيتم التركيز على مصير  المفقودين اللبنانيين في سوريا منذ سنوات طويلة، وسط معلومات عن ان معظمهم بات في عداد الشهداء وان البحث جار عن جثامينهم، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات من اي جهة رسمية لبنانية او سورية.

وحسب مصادر السرايا الحكومية، فإن الوفد سيثير ايضا موضوع عودة النازحين السوريين، بعدما شكل مجلس الوزراء لجنة خاصة لهذا الملف تضم نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء الشؤون الاجتماعية والخارجية، الدفاع، الداخلية العدل والعمل.  وهي اعدت خطة لإعادة 400 الف نازح خلال فترة قريبة.

وقالت المصادر: ان الزيارة ستمهد لزيارات وزارية لاحقة تشمل وزراء الاقتصاد والاشغال العامة والنقل والزراعة وغيرها من وزارات معنية بالعلاقات البينية بين لبنان وسوريا، للبحث في الاتفاقات المعقودة ودرس ما يجب الغاؤه منها وما يجب وضع اتفاقات جديدة له.

واكتفى وزير الداخلية العميد الحجار بالقول لـ«اللواء»: «انها اول زيارة رسمية للحكومة الجديدة وننتظر ان تكون فاتحة خير لعلاقات جديدة بيننا وبين سوريا لتنظيم العلاقات».

وكشف مصدر رسمي ان زيارة سلام الى دمشق ستكون قصيرة، ويعود بعدها مساء الى بيروت.

ويضم الوفد وزير الخارجية يوسف رجي والدفاع ميشال منسى والداخلية احمد الحجار، للقاء الرئيس الشرع وايضا وزراء الخارجية والدفاع والداخلية السوريين، لإستكمال الحديث حول العلاقات الثنائية في كل المجالات، لاسيما لجهة تنظيم وضع الحدود ووقف عمليات التهريب بكل انواعها وطرح اعادة البحث بالاتفاقات المعقودة بين البلدين وتنظيم العلاقات على نحو جديد من دولة إلى دولة، على ان يتم لاحقا البحث في توقيع اي اتفاقية جديدة برعاية سعودية سبق ان مهدت لها الرياض عبر ترتيب اجتماع  لوزيري الدفاع اللبناني والسوري. ولن يرافقهم هذه المرة اي مسؤول امني باعتبار ان التواصل قائم بين المسؤولين الامنيين في البلدين حول الامور الطارئة.

عون إلى قطر

ويغادر الرئيس عون الى قطر في زيارة رسمية غدا او الاربعاء، بدعوة من الامير تميم بن حمد آل ثاني، على ان تليها نهاية الشهر زيارة الى الامارات العربية المتحدة.

رسالة عون

ومساء السبت وجَّه الرئيس جوزف عون رسالة «بالعامية» الى اللبنانيين، واستهلها بالقول: «بعد نصف قرن على مأساة الحرب الاهلية واجب علينا ان نكون تعلمنا ان العنف والحقد لا يحل اي مشكلة في لبنان، وان الدولة بمؤسساتها هي المرجع الوحيد فنتساوى جميعا رغم اختلافاتنا».

واكد رئيس الجمهورية «الأوان حان لنقول جميعاً ان الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية السيدة العادلة الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة عن ارادة اللبنانيين»… مشيراً الى ان اي طرف يستقوي بالخارج يجلب الدمار للبلاد».

ولم تمرّ الذكرى، دون موقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأعلن يمكن للبنان اليوم ان يخرج من حروب الآخرين، وان يبني السلام والوئام الدائمين في ظل دورة قوية وذات سيادة».

إقرار المشاريع الاصلاحية

الى ذلك، تواصل الحكومة قريبا مسار التعيينات الادارية ووضع مشاريع القوانين الاصلاحية بعد إقرار مشروعي السرية المصرفية وتنظيم المصارف، وعلى برنامجها تعيين رئيس واعضاء مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار بعدما اقفلت وزارة التنمية الادارية باب الترشيحات لهذه المراكز. كذلك وضع مشروع قانون اصلاح القضاء واستقلالية السلطة القضائية في اقربجلسة لمجلس الوزراء.

وفي الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء السبت الماضي، اقر المجلس مشروع اعادة هيكلة تنظيم القطاع المصرفي.

وقال وزير الإعلام بول مرقص «سنحقّق في غضون أسابيع قليلة رزمة إصلاحية يحتاجها لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي وخصوصاً صغار المودعين». وأكد أن الحكومة ستنكبّ راهناً على إعداد مشروع قانون معالجة الفجوة المالية الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام المالي،  مشيرا إلى أن الحكومة سبق أن أقرّت مشروع قانون يرمي إلى إجراء تعديلات على قانون السرية المصرفية كشرط ضروري للمحاسبة.

وأضاف:«أموال المودعين لا سيّما صغار المودعين تتمتّع في مشروع القانون الذي أقرّ اليوم بالأولوية في حماية الودائع».

واعتبر الرئيس سلام، ان اقرار قانون السرية المصرفية، مؤشر إلى أهمية الإصلاح في هذا المجال، قائلاً: «هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال، لكن الإصلاح في هذا الجانب سيكون له دور كبير في استعادة الودائع المفقودة». وقال إن هذا الإصلاح يشكّل جزءاً من التزام الحكومة بمكافحة الفساد وضمان الشفافية في النظام المصرفي.

وينشغل لبنان في اليومين السابقين لعطلة الجمعة العظيمة والفصح المجيد، بالاستعدادات الجارية لاجتماعات صندوق الدولي، ومعرفة ما اذا كان المجلس النيابي سيتمكن من اقرار مشروع القانون الذي أقره على الوزراء في جلسته الأخيرة.

ويتوجه رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان الى الولايات المتحدة قبل الجمعة العظيمة، وعشية توجُّه الوفد الرسمي المؤلف من الوزيرين ياسين جابر (وزير المالية) وعامر البساط (وزير الاقتصاد) الى جانب حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وذلك لعقد اجتماعات مع صندوق النقد الدولي، والموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس حول الاصلاحات المالية والمصرفية.

البلديات

على الصعيد البلدي، اوضح الوزير الحجار ان التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية يسير بخطى ثابتة وفق الاجراءات المقررة، وسيتم هذا الاسبوع تحديد موعد الانتخابات في بيروت او محافظتي البقاع ودعوة الناخبين إلى الاقتراع، بعد ان حددنا مواعيد انتخابات جبل لبنان ثم محافظتي الشمال.

وبالنسبة لمحافظتي الجنوب والنبطية، لا سيما القرى الامامية عند الشريط الحدودي، قال الحجار: «الامور قيد الدرس والانتخابات ستجري، اما في القرى المدمرة فقد يُصار إلى تحديد اقلام اقتراع في المدن او القرى القريبة الآمنة بما يمكّن الناخبين من ممارسة حقهم الانتخابي».

الهيئة الناظمة

وعلى صعيد الكهرباء، كشف رئيس حزب القوات اللبنانية ان وزير الطاقة جو الصدي، انهى الاجراءات الخاصة بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، بعد تأخير دام 23 سنة، منذ صدور قانون تنظيم الكهرباء 464/2002.

السيطرة للجيش جنوبي الليطاني

واهتمت الاوساط الدولية والمحلية بالمعلومات التي تسربت عن مصدر مقرّب من الحزب، بأن «معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني». وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هناك «265 نقطة عسكرية تابعة للحزب ، محددة في جنوب الليطاني، سلَّم الحزب منها قرابة 190 نقطة».

ميدانياً، شنت مسيَّرة اسرائيلية غارة جوية بصاروخ موجَّه، واستهدفت منطقة الدبش عند الاطراف الشرقية لبلدة يحمر الشقيف.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

مفاوضات مسقط: التحوّل الكبير ترامب لا يعتبره رجل المرحلة…

 متى الضربة القاضية على رأس نتنياهو؟

القنبلة الاقتصادية الايرانية أهم من القنبلة النووية – نبيه البرجي

 

 

هذا هو الفارق الاستراتيجي بين نظرة دونالد ترامب ونظرة بنيامين نتنياهو. الأول لا احتواء للشرق الأوسط الا باحتواء ايران. الثاني لا تغيير للشرق الأوسط الا بتغييير ايران. هنا الضربة الديبلوماسية، وهناك الضربة العسكرية، باعتبار أن آيات الله الذين خسروا مواقعهم الجيوسياسية (الأمامية) في المنطقة لن يتوقفوا عن الرهان بـ «الصبر الاستراتيجي» الذي كتب عنه محمد جواد ظريف ـ وكان نجم مفاوضات فيينا ـ على حركة الأعاصير التي تتبدل بين ساعة وأخرى.

 

أفضل ما فعله الرئيس الأميركي أنه أناط بصديقه الملياردير ستيفن ويتكوف، البعيد عن المراوغة الديبلوماسية، وعن الصخب السياسي، مهمة قيادة محادثات مسقط مقابل عباس عرقجي الذي يعتبر «الوجه الأكثر اشراقاً»ً في المؤسسة الديبلوماسية الايرانية. هكذا تلاشت الشروط العالية، والضاغطة، والمؤثرة، بعدما تمكن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي من ازالة أي أثر للشبح الاسرائيلي من الغرفة الأميركية.

مدينة الجبال الرائعة

 

مسقط مدينة تستمد ألقها من كونها بوابة المحيط الهندي، بكل ألغازه، وبماضي القوافل التي كانت تنقل الحرير والحلى والأفاويه. اذ تقع بين تلك الجبال الرائعة يبدو أنها أخذت هدوءها من «عبقرية المكان». هي مختلفة عن فيينا التي طالما عرفت صهيل الخيول، ولم يكن آخرها صهيل الخيول العثمانية. لا ننسى أن النمسا أنتجت ادولف هتلر، مثلما أنتجت سيغمند فرويد، وكذلك يوهان شتراوس الذي أدرك ما يعنيه وجود مدينة على ضفاف الدانوب، فكان أن وضع سنفونية «الدانوب الأزرق». في هذه المدينة تم توقيع الاتفاق النووي بين أميركا وايران، بعد سنوات من المفاوضات الشاقة والمعقدة.

 

ولكن أليست فيينا المدينة التي عقد فيها المؤتمر الشهير، عام 1815، أي بعد سقوط نابليون بونابرت، والحاجة الى خارطة جديدة للعلاقات الأوروبية ـ الأوروبية. نجم المؤتمر كان المستشار النمساوي كليمنت ميترنيخ، مع الفرنسي شارل تاليران.

 

البوسعيدي كان نجم محادثات مسقط. لم يشرف فقط على هندسة الغرفتين المنفصلتين لتكونا مكاناً مثالياً لاطفاء النيران التي في الرؤوس، بل انه تولى أيضاً هندسة الأجواء السيكولوجية بين ويتكوف وعراقجي اللذين خرجا من المحادثات التي استغرقت 150 دقيقة، ليتصافحا بما يشبه العناق. دردشة لدقائق بدت كما لو أنها لساعات. الحبورعلى وجه وزير الخارجية الايراني اختزل المشهد برمته. المسار قد يستغرق اشهراً لا سنوات، وان كان البيت الأبيض قد اشار، في بيانه، الى «وجود قضايا بالغة التعقيد مع ايران». المهم أنها المحادثات التي لا تجري وسط النيران أو وسط المقابر. دونالد ترامب يريد ان يقطع الطريق على طريق الحرير وفي ايران، وما تعنيه لهذه الطريق. ورقة ذهبية في وجه التنين، اذا ما أخذنا بالاعتبار مدى حساسية الموقع الايراني بالنسبة الى النظرة الصينية للشرق الأوسط.

 

الاسرائيليون لم يكونوا يتوقعون أن تمضي الأمور بتلك الانسيابية ، وهم الذين توقعوا أن تكون المحادثات بمثابة محاولة كل طرف استنزاف الطرف الآخر. حتى الآن ما زالوا يشترطون تفكيك البرنامج النووي الايراني على الطريقى الليبية. شرط تعجيزي وغير منطقي، حتى أن هناك جهات اعلامية ألمحت الى أن ترامب، وخلال لقاء المكتب البيضاوي، سأل نتنياهو عن رده لو طلبت احدى الجهات المؤثرة طبعاً تفكيك الترسانة النووية الاسرائيلية. الرئيس الأميركي غير مقتنع بطرح مسألة التفكيك الا في سياق تكتيكي ولا علاقة له بالمسار الاستراتيجي للمحادثات.

الضربة القاضية

 

المعلقون الاسرائيليون المعارضون لسياسات الائتلاف اليميني المتطرف رأوا في مشهد المصافحة بين ويتكوف وعراقجي مؤشرأ على اقتراب الضربة القاضية على رأس رئيس الحكومة الذي بدا أن الكرسي بدأ يهتز تحته منذ تلك اللحظات الصعبة في البيت الأبيض، وحيث اضطره الرئيس الأميركي الى الاصغاء، وعدم اللجوء الى اللهجة التي استخدمها في الكابيتول، الصيف الماضي (14 تموز)، وحيث فاق تصفيق المشرعين من سائر الأنواع، والاتجاهات، له التصفيق لونستون تشرشل الخارج، للتو، منتصراً من الحرب العالمية الثانية.

 

الآن بدأ الحديث يتزايد في تل أبيب حول انتخابات مبكرة تؤدي الى تغيير التركيبة الحالية في الكنيست. أكثر من ذلك شركاء في الائتلاف أخذوا علماً، ومن مصادر في واشنطن، أن ترامب لا يجد في نتنياهو رجل المرحلة لأنه يربط بقاءه في السلطة ببقاء الحرب.

 

بالحرف الواحد سألت قناة «فوكس نيوز» ما اذا كان هدير القاذفات سيتوقف في سماء الشرق الأوسط ؟ أوحت أيضاً بأن البنتاغون بعث بالأرمادا الجوية والبحرية الى المنطقة، أو الى أمكنة قريبة اليها، من أجل وضع حد للحروب لا من أجل تفجير الحروب. على كل الأبوسعيدي كان متفائلاً بـأن تكون عاصمة بلاده المدخل الى حقبة من الاستقرار على امتداد الشرق الأوسط. جدعون ليفي لاحظ الاكفهرار في وجه نتنياهو «هكذا تكون عادة وجوه الموتى…».

 

بالتأكيد، الايرانيون لا يريدون الحرب، بل ويخشون من حرب تفتقد كل ديناميات التوازن الاستراتيجي. الآن ليست ديبلوماسية حائكي السجاد، وانما ديبلوماسية بائعي السجاد (حيث السرعة في الأداء). آية الله خامنئي ترك الفقه السياسي، باللمسات الايديولوجية الحادة، الى الفقه الاقتصادي، باللمسات البراغماتية الناعمة. أغرى، بل أغوى، ترامب بـ 4 تريليونات دولار كاستثمارات في السوق الايرانية المتعطشة لكل أنواع المنتجات الأميركية، من طائرات البوينغ (وحيث الاختبار لقوة العلاقات) الى زجاجات الكوكا كولا.

 

الدولة العبرية خلاف ذلك تأخذ ولا تعطي. ترامب، وفي تصريح أخير له، قال «اننا نعطي اسرائيل الكثير» مشيراً الى اعادة النظر بالموضوع. ويتكوف يعرف الكثير عن احتياجات، وعن أفاق، السوق الايرانية. كذلك الكثير عن الأمزجة الايرانية بعيداً عن القيود «الشرعية» التي يفرضها النظام.

القنبلة الاقتصادية

 

للتو كانت تعليقات الشاشات الأميركية. ايران تفضل القنبلة الاقتصادية على القنبلة النووية، حتى في المفهوم الثوري للقوة. هذا يتزامن مع صدور أبحاث لافتة في محتواها عن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، الممول من اللوبي اليهودي (الايباك). لاحظت أن استراتيجية التسلل التي ينتهجها رجيب طيب اردوغان للاقتراب من الحدود مع اسرائيل قد تكون أشد خطراً بكثير من الاستراتيجية الصاخبة التي ينتهجها المجمع الديني الايراني، والتي اصيبت بضربات مدوية في الفصل الأخير من العام الفائت. هذا لا يعني أن اللوبي اياه لن يحاول عرقلة المفاوضات اذا ما لاحظ أن اسرائيل ستكون خارج اللعبة.

 

معلقون أميركيون عرفوا بدعمهم للسياسات الايرانية العمياء رأوا أن مرشد الجمهورية الاسلامية اشترى ترامب بالـ 4 تريليونات دولار، وهو سعر منخفض بالنسبة الى رجل يمسك بيده مصير الشرق الأوسط أن في اتجاه الاحتواء، أو في اتجاه التغيير.

الانفتاح على التسوية

 

هل يمكن القول ان ما حدث في مسقط قد يشق الطريق الى نوع آخر من التغيير، أي برؤية واشنطن البانورامية لا برؤية أورشليم الضيقة. وكان بناة هذه المدينة قد راهنوا أن تكون أثينا لا أن تكون اسبارطة. «وول ستريت جورنال» نقلت عن ترامب قوله ان ادارته منفتحة على التسوية مع ايران حتى قبل محادثات مسقط التي تمحورت حول البرنامج النووي، دون أي مسألة أخرى. لا الموضوع الباليستي، ولا الموضوع الجيوسياسي. كما أن الرئيس الأميركي وصف المحادثات بأنها «تمضي على نحو جيد».

 

جلسة السبت المقبل، وفي السلطنة أيضاً، مخصصة للنقاط التقنية، أي جلسة خبراء لا جلسة سياسيين ولا جلسة ديبلوماسيين. المهم أن البداية كانت واعدة، وتشي باحتمال أن تمضي المفاوضات بأقل قدر ممكن من التعثر، مع اعتبار أن اشياء كثيرة، وكثيرة جداً، قد تغيرت في السنوات العشر المنصرمة.

 

ما لوحظ لدى الأوساط السياسية، والاعلامية، الخليجية، الترحيب بالمنحى الذي تأخذه المفاوضات، وعلى أساس أن المنطقة التي اقتربت كثيراً من الانفجار قد تتجه الى الانفراج، شرط أن ينزل نتنياهو عن خشبة المسرح. وهذا ما يتوقعه، أيضاً، الخليجيون، وحتى الاسرائيليون، خصوصاً بعد كلام ترامب عن صفقة، خلال أسبوعين، حول مسألة الرهائن. كلام أشبه بـ «الأمر الأميركي».

 

ماذا عن لبنان ؟ هل يفترض بنا التوجس من أن يحاول نتنياهو الالتفاف حول محادثات مسقط وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان ؟ الاجابة عن السؤال من باريس «لبنان لا بد أن يتأثر ايجاباً بأي خطوة الى الأمام بين واشنطن وطهران. وحين يرغم رئيس الحكومة الاسرائيلية بصفقة حول غزة، لا يستطيع أن يقوم بأي خطوة انتحارية ضد لبنان..

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

رئيس الجمهورية: لا يحمي لبنان إلا دولته وجيشه وقواه الأمنية الرسمية

 

 

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه «لا بد ان نذكر آلاف الشهداء الذين سقطوا من كل لبنان وفي كل أنحائه منذ 13 نيسان 1975، وآلاف الجرحى الذين لا تزال جراحهم شاهدة، وآلاف العائلات التي لم تندمل جراحها بعد، والمفقودين الذين، هم وذويهم، سيبقون ضحايا الحرب الدائمين».

 

وقال: «من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة أن العنف والحقد لا يحلّان أي معضلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، وأنه كلّما استقوى احد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه ايضاً، وخسر الوطن. وأننا جميعًا في هذا الوطن، لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية، فلا الأفكار التي هي اصغر من لبنان، لها مكانتها في الواقع اللبناني، ولا الأوهام التي هي اكبر من لبنان قدمت أي خير لأهلنا ووطننا.»

 

وشدد على ان «الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان».

 

مواقف الرئيس عون جاءت في كلمة وجهها الى اللبنانيين عشية مرور 50 عاماً على احداث «13 نيسان».

 

وفي ما يلي نص الرسالة:

«إخوتي اللبنانيات واللبنانيين،

 

أحببت اليوم، في هذه اللحظة بالذات، أن أوجّه إليكم هذه الرسالة، بكل صراحة وبشكل مباشر عشية الثالث عشر من نيسان مع مرور خمسين عامًا على تلك الذكرى المشؤومة. خمسون عامًا مرّت، ومن وُلدوا في ذلك اليوم، تخطوا اليوم منتصف أعمارهم قضوه في القلق والخوف واللااستقرار. أما أولئك الذين كانوا ينتظرون، في العام 1976، أن يختاروا للمرة الأولى من يمثلهم، باتوا اليوم في السبعين أو جاوزوها، وربما لم يُمنحوا بعد فرصة أن يختاروا أي لبنان يرغبون.

 

خمسون سنة، جيلان كاملان، تاهت أيامهم، وضاعت أحلامهم، وتبدّدت أعمارهم، ولا يزال الضياع مستمرًا. والاهم في هذه المناسبة، ان نذكر آلاف الشهداء الذين سقطوا من كل لبنان وفي كل أنحائه، وآلاف الجرحى الذين لا تزال جراحهم شاهدة، وآلاف العائلات التي لم تندمل جراحها بعد، والمفقودين الذين، هم وذويهم، سيبقون ضحايا الحرب الدائمين.

 

بعد خمسين عامًا، أسأل نفسي، وأسأل جميع المسؤولين: لأجل ماذا؟ صحيح أن الحرب انتهت باتفاق الطائف الذي تضمّن تسويات ميثاقية مهمّة، وتعديلات دستورية أساسية، ولكن يبقى السؤال: أما كان بالامكان أن نحقق هذه التعديلات بالحوار، من دون الحاجة إلى حرب؟ أما كان بالامكان تطوير نظامنا بالحوار والتوافق، من دون دمارٍ ومعارك؟ بلى، كان ذلك ممكنًا بالطبع. فلماذا لم ننجح في تحقيقه؟

 

نعم، هناك مسؤولية كبيرة تقع علينا، كما على كثير من العوامل الخارجية التي منعتنا وساهمت في تفجير حربنا، فغدت حربنا وحروب الآخرين سوية، لكن على أرضنا وحدنا وبدمنا، ونحن وحدنا من دفع الثمن.

 

اليوم، بعد نصف قرن على تلك المأساة التي ولّدت مآس أخرى، أتيت لأقول لإخوتي اللبنانيين: من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة. وأول الدروس التي تعلّمناها هو أن العنف والحقد لا يحلّان أي مشكلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، فهذا وطن يتمتع بثوابت، وأولها أن لا أحد يُلغي الآخر فيه.

 

أما الدرس الثاني، فهو أنه كلّما استقوى احد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه ايضاً، وخسر الوطن. وقد إرتكبنا جميعًا هذا الخطأ، ودفعنا الثمن، وآن الأوان لكي نتعلّم من أخطائنا.

 

آن الأوان لنُدرك أنه مهما بلغت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تبقى أقل بكثير علينا جميعا وعلى لبنان من أي ثمن ندفعه للخارج.

 

امّا الدرس الثالث، فقوامه أننا جميعًا في هذا الوطن، لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية. على مدى خمسين سنة من الحرب، ومئة عام من عمر لبنان الكبير، تأكّدنا أن لا الأفكار التي هي اصغر من لبنان، لها مكانتها في الواقع اللبناني، ولا الأوهام التي هي اكبر من لبنان قدمت أي خير لأهلنا ووطننا.

 

لهذا، أعلنّا جميعًا إيماننا بلبنان كوطن نهائي لنا جميعًا. وحين نقول «لا خلاص لنا إلا بالدول اللبنانية»،

 

فنحن نعني مؤسساتها، والتزامنا ببعضنا البعض، لنكون جميعًا متساوين، حتى في اختلافنا.

 

فلا أحد منا خائف، ولا أحد منا يخيف. لا أحد منا ظالم، ولا أحد منا مظلوم. لا أحد منا غابن، ولا أحد منا مغبون. جميعنا، كما أردد وأكرر، نتظلل علما واحدا، ونحمل هويةٍ واحدة.

 

قبل أيام، انطلقت صواريخ مجهولة من جنوب لبنان، لم يُعرَف من أطلقها، لكن اللبنانيين أجمعوا على أنها ضد لبنان، ومؤامرة خبيثة على بلدنا تستهدف إستقراره وأمن اللبنانيين، لأنها تقدّم ذريعة إضافية الى من لا ينتظر ذريعة للإعتداء علينا، وتضع الدولة اللبنانية في موقع أضعف تجاه من يؤيدنا في العالم، وتجاه أصدقائنا الراغبين في مساعدتنا. من المهم جدًا إجماع اللبنانيين على إدانة هذه الممارسات، ورفض هذه الإرتكابات، حتى إنّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بادر بتقديم إخبار قضائي ضدّ من قام بهذا العمل،

 

وهي خطوة مشكورة ومقدّرة جداً، ولها دلالاتها الكبرى والمهمة.

 

لذا، أقول اليوم، إنه آن الأوان لكي نستخلص الدرس الأخير من هذه الخمسين سنة على 13 نيسان… آن الأوان لنقول جميعا: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان، ونثبت أننا تعلّمنا من خمسين عامًا من حروبنا المجنونة، ونقول للذين رحلوا، وللذين لا يزالون بيننا: قسماً بتضحياتكم، لقد دفنّا الحرب للأبد، وممنوع ومستحيل أن نعود إليها أو تعود إلينا.

 

وقسماً بأبنائكم والأجيال القادمة، وحدتنا هي سلاحنا، وسلاحنا هو جيشنا، لكي تكون كل خمسينيات السنوات المقبلة أيام خير، وسلام، وفرح، وحياة، لأننا خُلقنا للحياة… والحياة خُلقت لنا.

 

عشتم، وعاش لبنان».

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

هل استبعاد اللوائح “المقفلة” في بيروت “يقطع الطريق” على المناصفة؟

 

قفز ملف بلدية بيروت إلى الواجهة بعدما قطع رئيس مجلس النواب نبيه بري أي أمل بتعديل القانون، ما يتيح إيجاد مخرج يبقي على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في مجلس بلدي مؤلف من أربعة وعشرين عضواً.

ففي موقف مفاجئ، نعى الرئيس بري اللوائح المقفلة، فأعلن في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” أن ضيق الوقت يحول دون تعديل قانون انتخاب البلديات واعتبر أن تعديل القانون، من أجل اعتماد اللوائح المقفلة لضمان المناصفة في مجلس بلدية بيروت، أصبح مستبعداً، نظراً لضيق الوقت، إذ “لم يعد هناك متسع من الوقت أمامنا لإجراء الانتخابات سوى أسابيع معدودة، ومجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية” في موعدها الذي حدده وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، و”نحن من جانبنا نلتزم إنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق”.

 

عون في ذكرى 13 نيسان

وفي كلمة له لمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان، كانت لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جملة من المواقف اللافتة، فأعلن أنه كلّما استقوى أحد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه أيضاً، وخسر الوطن. وقد ارتكبنا جميعاً هذا الخطأ، ودفعنا الثمن، وآن الأوان لكي نتعلّم من أخطائنا، وتابع الرئيس عون: آن الأوان لنُدرك أنه مهما بلغت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تبقى أقل بكثير علينا جميعاً وعلى لبنان من أي ثمن ندفعه للخارج.

 

أبو الغيط في بيروت

ومساء، وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت ومن المقرر أن يشارك في المنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي سيفتتح اليوم برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون وستكون لرئيس الجمهورية و”أبو الغيط” كلمتان في المناسبة.

 

سلام في سوريا

واليوم أيضاً، يزور رئيس الحكومة نواف سلام العاصمة السورية، دمشق للقاء الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين.

ومن الملفات التي ستكون على طاولة النقاش ملف الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، وملف المفقودين اللبنانيين، لأن لبنان يسعى لإقفال هذا الملف نهائياً.

 

وكشفت مصادر السراي لـ “نداء الوطن” أنّ زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، ستستمرّ بضع ساعات، وستتركز على ملفات عدّة، تشمل تصحيح مسار العلاقات على قاعدة الحفاظ على سيادة البلدين واحترام بعضهما البعض، منع التعديات من لبنان على سوريا والعكس، ومنع تدخل كل من البلدين في شؤون بعضهما البعض، ضبط الحدود والمعابر، منع التهريب، واتخاذ كل الإجراءات الأمنية اللازمة لمنع تكرار الاشتباكات الحدودية.

 

وبحسب المصادر نفسها، سيبحث الطرفان في مختلف الاتفاقيات، وسيناقشان إلغاء المجلس الأعلى اللبناني – السوري وإمكانية وضع اتفاقيات جديدة، تشمل الاستثمار في مجالات عدّة سواء في الاقتصاد والزراعة أو خطوط النفط والغاز والتجارة والترانزيت، كما سيطالب لبنان بتشكيل لجنة للكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، إضافة إلى البحث في ملف النازحين وسبل توفير الظروف الملائمة لإعادتهم إلى بلادهم، مشيرة إلى أنّ الحكومة اللبنانية تملك خطة جاهزة أعدتها لجنة يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، تنص على إعادة أربعمئة ألف لاجئ خلال فترة قريبة، ولكن ذلك يحتاج الى إجراءات تنسيقية مع الجانب السوري، وهذا سيكون مدار بحث خلال محادثات اليوم في سوريا، على أن تعود بعدها اللجنة الوزارية إلى متابعة الموضوع والاهتمام بتنفيذه بالتنسيق مع السوريين.

 

 

أسلحة “الحزب” في سوريا

 

وليس بعيداً، صحيفة “واشنطن بوست”، وفي تقرير لها عن أسلحة “الحزب” في سوريا، كشفت أنه لا تزال هناك عناصر ناشطة من شبكة إيران في سوريا ولا سيما تلك المرتبطة بـ “الحزب”، وأن الحكومة السورية الجديدة اعترضت أكثر من اثنتي عشرة شحنة متجهة إلى لبنان، وقد أسفرت إحدى هذه العمليات الأمنية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية في كانون الثاني، عن العثور على صناديق طائرات بدون طيار مخبأة في شاحنة محملة بأعلاف الحيوانات”.

 

ووفق الصحيفة “هناك مخزون ضخم في سوريا يعمل “الحزب” على نقله منها، فهو يعرف أماكنه، ويعمل مع الشبكات السورية لإخراجه”.

 

في الشأن المالي، أوضحت مصادر السراي لـ “نداء الوطن” أن الحكومة، وبعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية وقانون إصلاح قطاع المصارف، ستسعى مع النواب لإقرارهما في البرلمان، من أجل تسهيل مهمة الوفد اللبناني المتجه إلى واشنطن في 21 نيسان الحالي للمشاركة في اجتماعات الربيع في صندوق النقد الدولي.

 

مشروع قانون إصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها، المحال إلى المجلس النيابي، بموجب مرسوم بعد إقراره في مجلس الوزراء، يبدو أنه واقع في إشكال من شأنه أن يؤجل سريان مواده كافة إلى حين إقرار قانون معالجة الفجوة المالية الذي يسمح بإعادة الانتظام المالي، وبحيث يلتحقان معاً مع مشروع تعديلات قانون السرية المصرفية، لتكتمل العملية التشريعية الهادفة إلى انتشال لبنان من أزمته المالية.

 

التعيينات في مرحلة فرز الأسماء

 

وتكشف مصادر السراي لـ”نداء الوطن”، أن العمل بدأ على فرز أسماء المتقدمين لمنصب رئيس مجلس الإنماء والإعمار، وعندما تنهي اللجنة التي تتولى هذه المهمة، أعمالها، سيتم تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار وفق معايير الكفاءة والنزاهة والحصول على ثقة الداخل اللبناني والمجتمع الدولي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram