واحدة من أكثر الحوادث الاقتصادية التاريخية المضحكة المشابهة لفكرة التعريفات الجمركية العبثية هي "حرب الأزرار" بين فرنسا وبريطانيا في القرن التاسع عشر."
في عام 1860، وقعت فرنسا وبريطانيا اتفاقية تجارية لتخفيض التعريفات الجمركية على العديد من السلع، ولكن بعض الصناعات المحلية لم تكن راضية. ومن بين تلك الصناعات كان صانعو الأزرار الفرنسيون، الذين رأوا أن الأزرار البريطانية أرخص وأكثر جودة، مما قد يهدد أعمالهم.
للتصدي لهذا، ضغط صانعو الأزرار على الحكومة الفرنسية لفرض تعريفة جمركية مشددة على الأزرار المستوردة. وهنا بدأت المهزلة: بدلاً من فرض تعريفة على جميع الأزرار الأجنبية، قررت فرنسا فرضها فقط على الأزرار المصنوعة من الصدف وليس الأزرار المصنوعة من المعدن أو الخشب.
هذا القرار أدى إلى استيراد الأزرار البريطانية المصنوعة من الصدف بشكل منفصل عن الملابس، ثم إعادة خياطتها داخل فرنسا لتجنب الرسوم الجمركية! تحولت هذه السياسة إلى مزحة في الأوساط الاقتصادية، حيث كان الجميع يعرف أن الهدف منها حماية الصناعة المحلية، لكنها لم تكن فعالة بأي شكل من الأشكال.
وهكذا، بدلًا من دعم الاقتصاد المحلي، خلقت فرنسا طبقة جديدة من "خياطي الأزرار" الذين كانت وظيفتهم الوحيدة هي إعادة تثبيت الأزرار على الملابس المستوردة!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :