"حداد".. غزة.. قضية وُلدت لتبقى
استفاق العالم صباح الإثنين على مشاهد جريمة جديدة في فلسطين.
جريمة تخطت عقل الإنسان وحدود استيعابه، حيث تكرر مشهد الأشخاص وهم يحترقون أحياءً في خيامهم. ولم يتوقف ارتفاع عدد الشهداء الذين يسلبهم العدو أحلامهم كل دقيقة.
هذه المرة استهدف الإحتلال الغاصب أعين العالم في غزة، وقتل صحافيين حرقاً وأصاب آخرين، فغصّت مواقع التواصل الإجتماعي بمشهد الصحافي الذي تأكله النيران جلوساً.
وبعد “هولوكوست” الفجر، انتشرت دعوات لإضراب عالمي نصرة لغزة، وشاركت دول عربية في الإضراب على المستوى الشعبي، حيث أعلنت مؤسسات ونقابات في الأردن والكويت، ومصر، والمغرب، وتونس، عن التزامها بالإضراب.
وأخذ الإضراب طابعاً رسمياً في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، بعد قرار وزارة التربية بتعطيل المدارس، وقرارات مشابهة بتعطيل دوائر رسمية.
وخلال اليومين الماضيين، خرجت العديد من التظاهرات المؤيدة لفلسطين، مطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما شهدت دول أوروبية عدة تظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية، واصفة ما يحدث في غزة بأنه أبشع أنواع العنصرية، وسط صمت عالمي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأطفال والنساء في غزة، وتفاعل العديد من مناصري فلسطين مع دعوات الإضراب.
أما على صعيد لبنان، فشهد تحرّكًا واسعًا يشمل إضرابًا عامًا وتظاهرات، تجاوبًا مع الدعوات العالمية لوقف العدوان والتضامن مع غزة.
وقد دعا تحالف القوى الفلسطينية في لبنان (تجمع يضم قِوى المقاومة الفلسطينية)، إلى “مشاركة شعبية فلسطينية واسعة داخل المخيمات”، مؤكداً “أهمية الالتزام بضوابط أخلاقية تعبّر عن عمق الانتماء الوطني ورفض سياسات الإبادة”، وداعيًا الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم لجعل هذا اليوم “محطة تاريخية في مواجهة العدوان”.
بدورها، أعلنت المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية في لبنان تنفيذ الإضراب العام في كافة المخيمات والتجمعات، بما يشمل مقرات ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” (باستثناء العيادات والنظافة)، في رسالة احتجاجية على المجازر الصهيونية ودعوةً لمجتمع دولي أكثر فاعلية وإنصافًا.
كذلك انضمت جامعات ومؤسسات تعليمية بارزة إلى هذا الحراك، منها جامعة “الجنان” (جامعة خاصة)، و”جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية” في صيدا جنوب لبنان، ومدارس الإيمان – صيدا، إضافة إلى دعوة صريحة للمشاركة بالمسيرة التضامنية التي تنطلق مساء الأإثنين من دوار إيليا إلى ساحة النجمة في صيدا جنوبي لبنان، كما أعلنت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة “التزام مدارسها بالإضراب تضامنًا”.
وعبّرت نقابة وعمال بلدية طرابلس عن تضامنها من خلال دعوة إلى وقفة وإضراب أمام مبنى البلدية، موجهة رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية لمساندة غزة في وجه التواطؤ والصمت الدولي.
كما أصدر اتحاد المعلمين في لبنان بيانًا وصف فيه المجازر في غزة بأنها “جريمة تُكتب بحروف الدم”، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها، ورفضًا مطلقًا المجازر أو التعامل مع الضحايا كـ”خسائر جانبية”.
وحملت الدعوات وسم “strike for gaza”، حيث تزامن ذلك مع انطلاق مظاهرات العصيان المدني في عدة دول عربية، لوقف الإبادة على القطاع.
لكن الملحوظ حالياً، خصوصاً بعد الإبادة الأخيرة، هو انخفاض انتشار صور ومقاطع فيديو عن أحداث غزة الأخيرة مقارنة بفترة ما قبل وقف اطلاق النار، فغير مشاهد احتراق الصحافيين، لا نجد تغطية بالمقدار السابق.
بعيداً عن استهداف الإحتلال للصحافيين والمسؤولين عن نقل الصورة، قلّ محتوى فلسطين المتداول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة كبيرة ليس فقط من الصحافيين، بل أيضا من الصفحات التي كانت تنشر بشكل مكثّف.
والأغلب أن هذا يعود لجهود صهاينة العالم على إخفاء الحقيقة اليومية في غزة والضفة، بمساعة خورزميات “ميتا” و”أكس”، التي مما لا شك فيه، قادرة على إخفاء محتوى بهذه الأهمية.
الأساس في هذه المرحلة هو عدم الإستسلام لمحاولات المسيطرين على العالم بقمع الناس عن نصرة الإنسانية بكل الطرق، والحديث المستمر عن فلسطين وعن الانتهاكات واجب، مهما قست المشاهد والحقائق، لأن فلسطين ستبقى عربية لأهلها، وذاكرتنا ستحفظ.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي