شيّع "حزب الله" وأهالي بلدة بليداعدداً من الشهداء بمراسم خاصة، تقدّمه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله وعدد من الفاعليات والشخصيات وعلماء الدين وعائلات الشهداء من البلدة والبلدات الجنوبية المجاورة.
وخلال التشييع، ألقى فضل الله كلمةً أكد فيها أن "هذه المقاومة الباقية والمستمرة تستمد وجودها من ثقتها بالله ومن ايمانها ومن هذا الشعب وهؤلاء الناس، فما دام شعبنا حاضرا وموجودا ومستعدا دائما للتحمل والصبر، فهذه المقاومة باقية لأنها هي هؤلاء الناس، هي الامهات والزوجات والآباء والأبناء، وهي حبات التراب من مزارع شبعا الى الناقورة ومن اقصى الجنوب إلى اقصى البقاع وامتداداً إلى كل ساحات وجودها، لن نخاف على مقاومتنا بوجود هذا الشعب، ولن يخاف هذا الشعب على مصيره ووجوده بوجود هذه المقاومة".
وقال فضل الله: "صحيح قد أصابنا الوجع والألم وذرفنا الدمع على كل نقطة دم من دماء هؤلاء الاعزة، لكنه دمع الكبرياء والكرامة والعنفوان، فقد حفظتم ايها الشهداء كرامتنا وأبقيتم لنا هذا الجنوب، رغم كل هذا الدمار، خصوصاً هنا في بليدا التي دمر العدو فيها الحجر، ظناً منه أنه يستطيع أن يدمر فيها الإرادة، لكن وجودنا هنا تأكيد على ارادتنا بأن نبقى في قرانا على خط الحدود، مهما كان الدمار ومهما كانت الاضرار ومهما كانت التحديات والتهديدات، لان هذه الارض هي ارضنا وهذا الوطن هو وطننا، لن نهجّر منه لن نغادره لن نتركه ولن نقبل ان يبقى عليه اي محتل مهما كانت الصعاب والتحديات".
وأضاف: "في وداع هؤلاء الشهداء، نتطلع اليوم الى ما يحصل على أرضنا، واليوم قام العدو بسلسلة من الاعتداءات على قرانا في الجنوب، وأوقع شهداء من هذه القرى والبلدات في اطار ضغطه وحربه واستباحته لهذا البلد، لأنه يستغل ويستفيد من مجموعة عوامل، يستغل ضعف الدولة وعجزها لأننا لم نعد بحاجة لمن يدين ومن يستنكر ومن يرفض ومن يعتبر انه قام بواجبه برفع العتب، نحن بحاجة الى موقف فيه اجراء عملي حتى على المستوى السياسي والدبلوماسي".
واذ شدد فضل الله على أن العدو يستغل هذا الضعف وهذا العجز منذ وقف إطلاق النار الذي تتحمل المسؤولية عنه من الجهة اللبنانية هي الحكومة، أشار إلى أن "السلطة استمرار والحكومة وافقت والتزمت واقرت، وهي اليوم الجهة المعنية والمسؤولة مع بقية مؤسسات الدولة، قد يأتي إلينا من يقول لنا أين هي الدولة، وانتم تتحدثون عن الدولة، نعم كنا في الجنوب دائما نطالب بالدولة منذ زمن السيد عبد الحسين شرف الدين والإمام السيد موسى الصدر وكل علمائنا وأحزابنا وقوانا كانوا يطالبون بدولة الحماية ودولة الرعاية، وها نحن اليوم بعد هذا العدوان وبعد الاتفاق الذي وافقت عليه الدولة، نطالبها وسنظل نطالبها، ولن نقبل على الاطلاق بأن تتخلى عن مسؤولياتها وتدير ظهرها، ونحن سنكون الى جانبها ومعها ان اتخذت القرار المناسب والاجراء المناسب".
وتابع: "نعرف حجم الضغوطات وخصوصا الضغوط الاميركية والتصعيد الذي يمارس ضد لبنان من أجل اخضاعه، ولكن كيف نواجه، فهل نواجه بالاستسلام والخضوع والقبول بهذا الواقع، أم نواجه بطرق أخرى، وعلى الأقل ان تلتزم الدولة في هذا المجال بما قالته في بيانها الوزاري باتخاذ الاجراءات كافة وبالوسائل كافة، إتخذوا اي اجراء، المهم بالنسبة إلينا ان تكون الدولة دولة، وعلى مستوى تحمل مسؤولياتها" .
وشدّد فضل الله على أن "هذا الوضع لا يجوز ان يستمر"، معتبراً أن "لدى الدولة ادوات كثيرة للضغط على الادارة الاميركية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية".
وأشار إلى أن "العدو يستفيد من أصوات في الداخل هي أسوأ من قذائف العدو وغاراته، الذين لا يبررون فقط الاعتداءات الاسرائيلية بل يحرضون ويدعون هذا العدو الى أن يقتل ابناء شعبنا، ويظنون انهم يريدون إعادة عقارب الساعة الى العام 1982، يوم كان بعض اللبنانيين عملاء، قاتلوا مع الاحتلال وشاركوا في ارتكاب المجازر وفي حصار بيروت، ولكن هؤلاء لم يتعلموا من تجارب الماضي، وعندما سقط مشروع الاحتلال سقطوا، واليوم هذه الاصوات وهذا التحريض هو شريك في دمنا، وشريك مع هذا العدو، هؤلاء عملاء ويرتكبون ضد بلدهم اكبر خيانة عندما يدعون الاحتلال الى ان يقصف ويقتل ويتناغمون معه، فهم جزء من مشروع الاحتلال وعندما يُهزم هذا الاحتلال سيُهزمون كما هُزموا عام 1982".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :