أدب الأسرى في فلسطين.. ولد في السجون ليستحثّ الخُطا إلى الحرية

أدب الأسرى في فلسطين.. ولد في السجون ليستحثّ الخُطا إلى الحرية

 

Telegram

 

نتابع هذه الأيام أخبار صفقات تبادل الأسرى التي تتضمن الإفراج عن أعداد متتابعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل أسرى الاحتلال المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، وقد احتاج الفلسطينيون إلى تضحيات كثيرة في هذه المرحلة الجديدة من الصراع مما عرف بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول للوصول إلى تحقيق هذا الهدف.
 
تحرر الأسرى بعض نتائج هذه الجولة من الصراع، مهما يكن ما سبقها من تدمير القطاع وتحويله إلى مكان منكوب، فالعدوان المفتوح مثّل فعلا تدميريا قصديا على المكان والعمران والإنسان، وخلّف عشرات الآلاف من الشهداء، بمن فيهم عدد من كبار القادة داخل غزة وخارجها.
إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمعاقين، وحالات لا نهائية من الأضرار النفسية المصاحبة للحروب الانتقامية التي يبرع فيها هذا المستعمر الأخير.
 
تعيدنا هذه الأحداث إلى ظاهرة الأسر والسجن في الحياة الفلسطينية المحوطة بالاحتلال وحتمية مجابهته، فمن الطبيعي أن يواجه الاحتلال بأشكال كثيرة من المقاومة، ويحاول المحتل من جهته إخفات صوت المقاومة، والتخلص منها
يوجد على امتداد أرض فلسطين التاريخية عدد كبير من السجون والمعتقلات تمثل إحدى إستراتيجيات عنف الاحتلال في مواجهة أهل البلاد الأصليين، ومنها: سجن بئر السبع، سجن عسقلان، المسكوبية، الرملة، عوفر، نفحة، الدامون، جلبوع، شطة، هداريم، مجدو، النقب (كتسيعوت) وغيرها.
ويضاف إليها مراكز التحقيق والتوقيف التي تبدأ فيها رحلة الأسير/السجين بتعريضه لألوان من التعذيب النفسي والجسدي لانتزاع اعترافات ومعلومات تتعلق به وبالمجموعات المقاومة التي ينتمي إليها، قبل أن ينتقل إلى السجن وأحكام السنين الطويلة والمؤبدات المكررة.
تتوافر هذه السجون على ألوان من محاولات القتل وكتم الحياة، فهي ليست أماكن احتجاز فحسب، وهناك عشرات الحوادث عن الأسرى الذين استشهدوا وقضوا في المعتقلات بسبب الأذى والإهمال ومنع الدواء وقسوة مواجهة الإضرابات ونحو ذلك مما يتحمل الاحتلال مسؤوليته، ومما رصدته منظمات إنسانية محايدة أو شبه محايدة.
ولكن عين العالم تغمض حين يتعلق الأمر بإسرائيل فذنبها مغفور وتعديها على حقوق الإنسان لا تؤاخذ عليه ما دام ضد الفلسطينيين، في صورة سافرة من صور الانحياز والنظرة غير المنصفة للإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم.
وقد بلغ العدد التراكمي للأسرى الفلسطينيين على مر السنين أكثر من مليون أسير، مما يدل على اتساع الظاهرة ودلالاتها في سياق الصراع مع الاحتلال، إلى جانب عنف الاحتلال في مواجهة حركات المقاومة بكل صورها، ولكل أسير من هؤلاء قصة وعذاب وتنكيل.
ولو أن هناك وسائل لتوثيق التجارب الإنسانية لأمكن بناء تراجيديا تعبيرية لا مثيل لها تخص هؤلاء وتخص أسرهم وأبناء شعبهم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram