لبنان بين جولاني وغولاني.. ومايحاك في الخفاء..

لبنان بين جولاني وغولاني.. ومايحاك في الخفاء..

 

Telegram

 


      لم يعد ممكنا تجاهل خطورة وضع لبنان وتجاوزه مرحلة الصعوبة بأشواط بعد أن دخل حالة الخطر الشديد والذي يتزايد يوما بيوم، والأصح أنه خطر داهم يقترب لحظة بلحظة، أمام ما يحاك ويعمل في السر والعلن بهدف تغيير هوية لبنان الملتزم قضايا الأمة والمتمسك بثوابتها وفي مقدمها فلسطين ورفضه الاستسلام وتبعاته من توطين وتقسيم 
  فما يجري اليوم يشبه انقلاب سياسي بدعم خارجي استخدم بعض الداخل لفرض واقع يبدل  التوازنات ويدخل معادلات جديدة لوطن لا زال جرحه نازف حتى اللحظة من حرب همجية تخاض على اكثر من جبهة بدء من عدوان الاسرائيلي واستمرار اعتداءاته  يزرع الضحايا يخرق هدنة وقف إطلاق النار  يتجاوز بنودها بالفي خرق تحت ناظري  لجنة المراقبة ورئيسها الأميركي التي تكتفي بتعداد الخروق، والانكى تبرير  من بعض الداخل الرسمي وهذه سابقة لم تشهدها دولة على مستوى العالم، وصولا لما هو حاصل في الشمال على الحدود البقاعية في منطقة الهرمل وما ترتكبه "الفصائل المسلحة" التي عمل الغرب لاضفاء "شرعية اصطناعية  " لها بعد انقلاب سوريا وحاول الباسها قناع دولة ، لكن سرعان ما سقط القناع عنها، وترجم اعتداءات متكررة طالت مواطنين لبنانيين بعمليات قتل، تهجير ، احراق بيوت واحتلال ارض رغم وجود صكوك ملكيتها اللبنانية وهي تعود لهم منذ مئات السنين وقبل سايكس بيكو ، في جريمة حرب إرهابية اوقعت ضحايا أبرياء ارتقوا شهداء "الدفاع المقدس"  بمعركة حماية الوجود، أمام همجية مجموعات تكفيرية تشغلها أجهزة استخبارات دولية، تحول وجودها خطرا حقيقيا على لبنان الوطن الغارق اساسا بمستنقع ازمات في منطقة ملتهبة بحروب ونزاعات من غزة مرورا بزلزال سوريا، وصولا إلى باب المندب والحرب على اليمن، جبهات مفتوحة في عالم متوتر تحكمه مواجهة قوى عظمى ترسم خرائط مستقبلها بتوازنات جديدة تقررها الجبهات الساخنة ،أو التي لا زالت جمرا تحت رماد حروب إقليمية دولية، شرارتها تقلب العالم رأسا على عقب   لحرب جبابرة بمعركة اسقاط النظام العالمي "احادي القطب الاميركي " والانتقال لنظام جديد "متعدد الأقطاب" ينهي تفرد واشنطن ويعلن فشلها في إدارة العالم، وثمة قوى ناهضة على مستوى العالم تعمل لحجز مكانتها أو ملئ الفراغ  الذي تفرزة المتغيرات القادمة، وهذا وضع العالم كله بحالة صدام وحروب متنوعة يواجه اندفاعة أميركية متسارعة لحد التهور تعمل لتغيير معالم الشرق الأوسط، بدء من توسع الكيان "إسرائيل الكبرى" التي رفع خارطتها رئيس حكومة كيان العدو نتنياهو من الأمم المتحدة مهددا المنطقة بأكملها ،بما فيها لبنان الواقع تحت تأثير مباشر للمشروع الأميركي بخصوصية موقعه الجغرافي وحدوده مع فلسطين المحتلة ، ما وضعه بعين عاصفة هوجاء هدفها تقويضه من الداخل بضرب كل نقاط القوة عنده وفي مقدمها:
ـ الوحدة الوطنية عماد الاستقرار 
ـ التشويش على  مشروع الدولة بعد التفاف اكثرية اللبنانيين حولها مع انطلاقة العهد الجديد  الذي تعرض لنيران إسرائيلية في الجنوب والشمال
ـ زرع الشك بين الدولة وشعبها
ـ تحميل المقاومة مسؤوليه ما جرى وتهميش دورها في حماية لبنان
ـ التمهيد لإدخال لبنان حظيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني 
  وهذا المشروع الذي بدأ يطل برأسه على الساحة اللبنانية بعد أن اوجد له الأميركي أرضية جمعت أصحاب التاريخ الاسود والمغمس بالعمالة لإسرائيل وبعض المرتزقة الطارئين على السياسة  صنيعة السفارات وصولا لمتسولي العمل السياسي والمواقف المدفوعة الثمن جمعهم أمر عمليات  لمشروع تدمير لبنان فالبعض ربما تخونه الذاكرة ولا يقرأ بالتاريخ القريب ولم يفهم الجغرافيا السياسية ولم تردعه المغامرات السابقة ويعتبر أن القرار الأميركي قدر والاستسلام لإرادة العدو الاسرائيلي تؤمن امتيازات وتعيده للسلطة وهذا مفهوم خاطئ ومقامرة خاسرة وتنم عن قصر نظر لا يفقه صاحبة الف باء السياسة وصناعة الدول والمصالح الدولية والتوازنات التي فرضت نفسها حتى على الأميركي نفسه الذي يلعب حاليا في الفراغ ويستعجل تحصيل اوراق قبل الوصول إلى المواجهة والمرجح أن تكون سياسية مع دول عظمى أكثر من عسكرية التي لا يرغبها احد تخوفا من حدودها ونتائجها وتأثيرها في قيادة العالم وهذا من ابقى التصادم غير مباشر بين الدول العظمي بل قتال على جبهات متعددة وحروب غير مباشرة وحرب الروسية الأوكرانية كانت درسا قاسيا للجميع ومحاولة جر إيران إلى حرب مشهد لا زال حاضر أمامنا مع ما يجري داخل كيان اسرائيل والضغوطات التي يتعرض لها نتنياهو وكيف يواجه ازاماته بالهروب إلى الامام واعادة فتح جبهات وهذه الوقائع تحتم على اللبنانيين مزيد من الوعي وزيادة في التلاحم الوطني وتكريس معادلة : جيش شعب مقاومة  ما يعزز الثقة بالدولة ودور الجيش اللبناني الذي يبقى ضمانة تقطع الطريق على ما يحاك في أقبية غرف مظلمة عواقبها على لبنان ايام عجاف تخدم العدو  بمرحلة ربما تطول وتغرق المنطقة باكملها التي بدات تتحول شيئا فشيئا مسرح لعمليات مشاريع دولية قد توصل لحرب عالمية باي لحظة، تبعاتها لا قدرة للبنان على التأثير بها، ومجرد الانزلاق بوحولها تكتب نهاية لبنان التعددي، تلحقه بحظيرة التبعية أشلاء وطن ممزق وشعوب متناحرة في كيانات مذهبية، تطوي صفحة وطن الرسالة ارض حوار الحضارات وتعايش الأديان بمقدمها إرادة الإنسان الصامد التي ترجمت مقاومة وطنية ابقى حاجة وضرورة ومعادلة فرضت نفسها بعقلانيتها وإدارة المعركة والالتزام بقرار الدولة والحكمة في مواجهة المرحلة حصنت ثوابت التزامها لبنان تواجه مشروع اسرائيل الكبرى وتقزم دورها المرسوم كقوة ، والاهم تتعارض مع سيطرتها على السرق الأوسط وفرض نموذجها العنصري بمرحلة هي الأدق والأخطر، المطلوب فيها الحفاظ على هوية لبنان العروبية والالتزام بالقضية المركزية فلسطين، لحماية تعددية لبنان وتنوعه من عنصرية صهيونية  متمادية بدأت تتغلغل بالعالم العربي واكلت بوجوهها في الداخل اللبناني   

  د محمد هزيمة 
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram