زار بيروت في الأسابيع الماضية وفد دبلوماسي من دولة أوروبية كبرى بهدف استطلاع الأوضاع السياسية والأمنيّة في لبنان وسوريا، والتقى شخصيّات لبنانية سياسية وإعلامية طرح عليهم العديد من الأسئلة عن المستقبل بعد تسلّم العماد جوزف عون موقع الرئاسة الأولى وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور نوّاف سلام.
استفسر عن مصير ومستقبل “الحزب” وسلاحه ودور الطائفة الشيعية في المرحلة المقبلة ومخاوفها المستمرّة، وعن العلاقات اللبنانية – السورية في ضوء الأحداث المستمرّة على الحدود، وعن التطوّرات الأمنيّة في سوريا ومستقبلها، ولا سيما الأحداث الأخيرة في منطقة الساحل.
أفادت بعض الشخصيات التي التقت الوفد الدبلوماسي الأوروبي أنّ الأوروبيين يشعرون بالقلق من التطوّرات الجارية في لبنان وسوريا وغزة في ظلّ تصاعد التطوّرات الأمنيّة والعودة إلى الحرب مجدّداً والصراعات المتصاعدة في المنطقة كلّها، وهو ما قد يؤدّي إلى ضياع فرصة التغيير والاستقرار التي يعمل عليها الأوروبيون.
عبّر بعض أعضاء الوفد الأوروبي أمام من التقوهم عن مخاوفهم من أن يؤدّي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي اللبنانية واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إلى صعوبة استكمال مشروع نزع سلاح “الحزب” من كلّ الأراضي اللبنانية، لأنّ وجود الاحتلال سيؤدّي إلى زيادة المخاوف لدى قسم كبير من اللبنانيين، وخصوصاً في الجنوب، ورفضهم لسحب سلاح “الحزب”. وتزيد التطوّرات الأمنيّة التي جرت أخيراً في سوريا وعلى الحدود من المخاوف على الأوضاع الأمنيّة في لبنان
ماذا عن سلاح “الحزب”؟
على الرغم من أنّ الوفد أكّد استمرار الدعم الأوروبي للبنان وللجيش اللبناني والقوى الأمنيّة وإعادة الإعمار من خلال المساعدات المستمرّة ومشروع إقامة مؤتمر دوليّ لدعم لبنان في باريس، إلّا أنّ أعضاء الوفد اعتبروا أنّ التطوّرات الأمنيّة والسياسية في لبنان لا تساعد على هذا المشروع بسبب الخلافات بين القوى اللبنانية على كيفيّة معالجة سلاح “الحزب” في ظلّ التطوّرات الأمنيّة والعسكرية غير المستقرّة في كلّ المنطقة.
خصّص أعضاء الوفد قسماً كبيراً من اللقاءات والأسئلة للاستفسار عن مستقبل “الحزب” وسلاحه، ومستقبل الطائفة الشيعية ودورها في المرحلة المقبلة. وتركّزت الأسئلة على الآتي: ما هو الدور السياسي الذي يمكن أن يلعبه “الحزب” في المرحلة المقبلة؟ وهل يمكن أن يتخلّى عن سلاحه كليّةً ويلتزم المشاركة في الدولة اللبنانية ومؤسّساتها؟ وماذا بقي من قوّة الحزب العسكرية؟ أوَلا يزال قادراً على العودة إلى الحرب؟ وماذا عن مستقبل الطائفة الشيعية؟ ولماذا يتملّك الخوف قادتها؟ وما هي الأسباب التي أدّت إلى بروز حالة القلق؟ وأيّ دور لإيران على صعيد “الحزب” والشيعة في لبنان في المستقبل؟ وهل صحيح أنّ إيران تخلّت عن دعمها لـ”الحزب”؟
إقرأ أيضاً: بعد “الحاكِم”: معارك رئاسيّة مقبلة
هكذا يستنتج المراقب أنّ الأسئلة كلّها تتركّز على “الحزب” ودوره ومستقبله، وعلى دور الطائفة الشيعية، وأنّ حجم القلق يزداد لدى الدبلوماسيين الغربيين من التطوّرات في لبنان وسوريا وفي المنطقة كلّها، وأنّ هذه التطوّرات قد تنهي فرصة قيام السلام الحقيقي والاستقرار، وهو ما قد يعرّض لبنان والمنطقة لمخاطر جديدة في ظلّ السياسات الأميركية والإسرائيلية التصعيدية، وفي حال لم يتمّ التوصّل إلى حلول جذريّة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :