لبى الرئيس اللبناني العماد جوزف عون، اليوم الجمعة دعوة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، إلى مأدبة إفطار رمضانية شارك فيها عدد من المسؤولين والفاعليات اللبنانية.
ووصل الرئيس عون، مساء اليوم، إلى دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت، حيث كان في استقباله الشيخ أبي المنى، وعدد من الفاعليات والمشايخ الدروز.
وشدد الشيخ أبي المنى في كلمة ألقاها خلال الإفطار، على "أهمية تضامن اللبنانيين ووقوفهم إلى جانب رئيس الجمهورية وأركان الدولة لبناء الوطن".
وأشار إلى أن "المِنطقة تواجهُ مخطّطاً فظَاً لتفتيت العالم العربي، ونحن نرى المحاولاتِ المتكررةَ لسلخ الأقليات عن هُويتها وتاريخها وعمقِها الوجدانيّ، لكن طائفة الموحدين الدروز كانت وستبقى في بلاد الشام مرتبطة بجذورها العربية الإسلامية، ومتمسكة بهويتها التوحيديةِ المعروفية، وحريصة على رسالتها الوطنية القومية".
وأضاف أبي المنى في كلمته: "نُدرك وتُدركون أنَّنا في هذا الشرق العتيق نواجهُ عدوَّاً متربِّصاً بنا، يستعملُ القوَّة العسكرية حيناً والقوَّةَ الناعمة حيناً آخرَ في دهاءٍ وغطرسة لا حدودَ لهما، كما هي الحالُ في عدوانه وأطماعه التوسُّعيّة؛ فيَقتلُ ويدمِّرُ غيرَ آبهٍ بقراراتٍ دوليةٍ واتفاقاتٍ ميدانية، مثلما فعل ويفعلُ اليوم في غزّةَ بآلته الإجرامية، ويمدُّ يدَه إلى داخل المجتمعات ليعبثَ بالجذور والتراث، ويقدِّمُ إغراءاتِ الحماية والاحتضانِ لاستمالة الشعوب التي أفقرتها الأنظمةُ المخابراتيةُ الاستبدادية وهدَّدتها السياساتُ الإلغائية؛ عدوَّاً لا بدَّ من مقاومته، إن لم يكن بالسيف دائماً، فبالكلمة والموقف والتضامن الوطنيّ والعربي، مقاومةً دبلوماسيةً تستنهض عواصمَ العالم والمجتمعَ الدولي المتقاعسَ، وسياسيةً تحفظُ الثوابتَ الوطنيةَ والقومية ولا تفرِّطُ بها، وثقافيةً تحافظُ على إرث الآباء وهويّة الأجداد، واقتصاديةً تُجيدُ التخطيطَ والتعاون والاستثمارَ المُجدي، وغايتُنا الوحيدة أن تُستعادَ الحقوقُ المشروعة ويتحقَّقَ السلامُ العادلُ الشامل، وهذا هو مطلبُنا ومطلبُ الأمّة".
وتابع: "صاحبَ الفخامة، قلتُم ونقول إنّ اللبنانيين صفتُهم الشجاعةُ وقوّتُهم التأقلم، والشجاعةُ اليومَ عندنا هي في المرونةِ والتأقلمِ مع الواقع وفي تغليب مصلحة البلد على كلِّ ما عداها. إنّ عهدَكم الذي عهدتموه يمتلكُ من الشجاعة والمرونة ما هو كفيلٌ بانطلاق مسيرة الخير بما تتطلّبُه من جهدٍ مشترَك وكفاءةٍ عالية، ورعايةٍ أبويةٍ طيِّبة من الرئاسة الأُولى، وثقةٍ مُستحَقَّةَ من المجلس النيابي، وتفاعلٍ إيجابيّ من الحكومة، وانخراطٍ من قِبل الجميع في هذه المهمة الوطنية، ونحن منهم، أخوةً وشركاءَ روحيين، لا نقبلُ التخلِّي عن مسؤوليتنا، بل نؤكِّدُ دائماً الشراكةِ الروحيةِ الوطنية لتكونَ المِظلةَ الواقية والمساحةَ المشترَكة لورشة الإصلاح والإنقاذ".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :