افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 آذار 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 آذار  2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

واشنطن تهدّد لبنان بغزّة: المفاوضات الآن… أو إطلاق يد إسرائيل!

 

 لا يزال لبنان يتهيّب من استدراجه عبر "مجموعات العمل الدبلوماسية" إلى مباحثات مباشرة مع العدو الإسرائيلي كخطوة أولى على طريق التطبيع، خصوصاً مع انتقال الولايات المتحدة إلى مستوى جديد من الضغط، عبر الطلب إلى لبنان إعداد فريق غير عسكري في مهلة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، لبدء البحث في النقاط التي أعلنت عنها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وتشمل ملفات الأسرى اللبنانيين والتلال الخمس التي أبقتْها إسرائيل تحت الاحتلال والنقاط البرية الخلافية الـ 13 على الخط الأزرق.

ومع كل الإيحاءات التي أعلنها العدو والولايات المتحدة حول دبلوماسية التفاوض على القضايا العالقة، فإن لبنان المُحاصر بين مثلّث الضغوط القصوى الأميركية - الإسرائيلية والموقف العربي المستسلِم للتطبيع والاعتبارات الداخلية، لا يبدو قادراً على اتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن، وإبلاغه إلى الولايات المتحدة. فما خرجَ من مواقف على لسان مسؤولين، من بينهم وزير الخارجية يوسف رجي عن أنه "لم يصلنا أي موقف رسمي حول ما يُشاع عن تطبيع مع إسرائيل، وهذا الموضوع ليس مطروحاً نهائياً"، لا ينفي وجود ضغط جدّي على الدولة اللبنانية للسير في مشروع التطبيع وربطه بعملية إعادة الإعمار، ولا يُعفي الدولة من مسؤولياتها في التعامل مع هذا الأمر، في وقت تبدو السلطة السياسية غائبة تماماً.

وفي سياق "الضغوط القصوى" التي تمارسها في المنطقة ضد كل خصوم إسرائيل، بعثت الإدارة الأميركية برسالة عاجلة إلى المسؤولين اللبنانيين، تولّت أورتاغوس نقلها شخصياً إلى الرؤساء، تطلب فيها التجاوب السريع مع طلب المحادثات السياسية المباشرة حول النقاط الخلافية مع إسرائيل. ونقلت مصادر مطّلعة عن مسؤول لبناني أن الجانب الأميركي تحدّث بلهجة تهديد، وأن المسؤولة الأميركية قالت إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لمعالجة النقاط الخلافية. وفي حال قرّر لبنان عدم التجاوب، لا يرى الجانب الأميركي داعياً لاستمرار عمل لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

وتحدّثت المعلومات عن تهديد أميركي بالانسحاب من لجنة الإشراف ووقف أي ضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة أو إطلاق سراح الأسرى. والأهم أن الأميركيين أشاروا إلى أن إسرائيل ستكون في حلّ من أي التزام تجاه الأمن في لبنان، وهو ما اعتبر مسؤول لبناني بارز أنه يشبه ما قامت به الإدارة الأميركية عندما قدّمت الغطاء لإسرائيل للخروج من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتغطية استئناف الحرب ضد الفلسطينيين في القطاع.

وعلمت "الأخبار" أن رئيس الجمهورية جوزيف عون اقترح عقد اجتماع رئاسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام للبحث في الكلام الأميركي عن اللجان، لكنّ الاجتماع لم يحصل حتى الآن، مع ترجيحات بأن يكون هناك لقاء على هامش الإفطار الذي سيقام في بعبدا اليوم لمناقشة الأمر.

وبحسب المعلومات، فإن فريق رئيس الجمهورية يقترح أن يقدّم لبنان تصوّراً مقابلاً، لا يلتزم فيه بالمباحثات السياسية وفي الوقت نفسه لا يرفض الطرح الأميركي، وذلك بإضافة خبراء وتقنيين مدنيين إلى الوفد العسكري المشارك في لجنة الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، يشبه ما فعله لبنان في مرحلة التفاوض على الحدود البحرية، ما يمكّنه من التوصّل إلى تفاهم سريع. ولم يتضح موقف رئيس المجلس من الاقتراح، فيما لا يبدو رئيس الحكومة معترضاً من حيث المبدأ، وإن كان قد التزم أمام فريق وزاري بأنه "لن يكون شريكاً في مفاوضات تقود إلى تطبيع مع العدو".

وتقول أوساط سياسية بارزة إن محاولة واشنطن وتل أبيب رسم مستقبل المنطقة بالحديد والنار، تضع الجميع في حالة من الصدمة والقلق، في ظل التخوف من أن يعمَد العدو إلى استئناف حربه على لبنان بالتوازي مع غزة، والعدوان الأميركي على اليمن الذي "أتت ساعته" بحسب الرئيس دونالد ترامب، خصوصاً أن واشنطن وتل أبيب تتصرفان من دون أي اعتبارات أو خطوط حمر.

ولذلك، فإن المعنيين يشعرون بالتخبط، ويظهر جلياً غياب التوازن السياسي الذي يسمح بأن يكون للبنان موقف موحّد، خصوصاً أن أطرافاً داخلية تعتبر أن الفرصة الآن مؤاتية لتحقيق ما لم يكن بالإمكان تحقيقه سابقاً، وهو توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، ركوناً إلى الحرب الأخيرة واقتناعاً من هذه الأطراف بأن الجو الدولي سيضغط بكل السبل لتنفيذ هذا المشروع، وأن الولايات المتحدة مصرّة على الذهاب بعيداً للتخلص من حزب الله الذي لن يكون بمقدوره الوقوف في وجه اتفاق من هذا النوع.

ومع عودة الحرب على غزة، والتخوف من تداعياتها على الجبهة اللبنانية، استؤنفت الحركة الغربية تجاه بيروت التي زارتها وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، وأكّد الرئيس عون أمامها أن "استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ وتلال في الجنوب، يُعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي"، مشيراً إلى أن "إسرائيل رفضت كل الاقتراحات الّتي تقدّم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس، وهي لا تزال تحتفظ بعددٍ من الأسرى اللبنانيين". ومن المفترض أن يزور المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان بيروت الثلاثاء المقبل قبل أيام من زيارة عون لباريس في 28 الجاري، علماً أن لودريان بات مكلّفاً بملف مساعدة لبنان على إعادة الإعمار.

ويتكوف: نثق بعون وسلام

نفى مكتب المبعوث الاميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، على صفحته على منصة "اكس" أمس، صحة التقرير الذي نشرته "النهار" حول مواقف قالت انه أبلغها الى شخصيات لبنانية التقاها في الدوحة. وأوضح في بيان "أن التقرير الذي يزعم أن المبعوث الخاص ويتكوف التقى بمسؤول لبناني لم يُذكر اسمه في الدوحة هو تقرير كاذب ومضلل، والترويج للشائعات والأخبار الزائفة لا يؤدي إلا إلى نشر الفوضى وتقويض مصداقية وسائل الإعلام". وأضاف أن "لبنان دولة مستقلة لها قراراتها السيادية". وشدد ويتكوف على "أننا ندعم الرئيس جوزيف عون وحكومة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".

**************************

افتتاحية صحيفة البناء:

التصعيد الأميركي الإسرائيلي على اليمن وغزة يواجه بالصمود ويستنهض العالم

 

انفجار الوضع في تركيا بعد اعتقال رئيس بلدية اسطنبول وتظاهرات تعمّ المدن

تفاؤل بقاعيّ بانتشار الجيش وتصدّيه للاعتداءات… والجنوبيون يأملون المثل

 

تواصلت الاعتداءات الأميركية على اليمن مستهدفة مدنه وتجمعاته السكنية، بينما واصلت القوات اليمنية الردّ على الاعتداءات واستهداف حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فيما دخلت الحرب على غزة يومها الثاني بالمزيد من الغارات التي تحصد أرواح النساء والأطفال. ومع الثبات اليمني والفلسطيني على خط مواجهة العدوان، عادت التظاهرات المساندة لغزة إلى ملء شوارع المدن العالمية الكبرى، فعمت التظاهرات مدن أوروبا وأميركا وعدداً من المدن العربية. وشهدت المواقف السياسية للحكومات الغربية دعوات واضحة لوقف الحرب والعودة الى اتفاق وقف إطلاق النار، وتسجيل فشل إعلامي ودبلوماسي أميركي إسرائيلي في حشد رأي عام مساند للحرب أو في حشد تأييد سياسي للحكومات التي وقفت مع الحرب الإسرائيلية بعد طوفان الأقصى.

الحدث الجديد الذي فاجأ المنطقة والعالم كان ما شهدته تركيا مع الحملة التي شنتها حكومة الرئيس رجب أردوغان على المعارضة التي يمثل حزب الشعب الجمهوري ومرشحه الرئاسي أكرم إمام اوغلو الذي جرى اعتقاله بتهم رشى وفساد وإرهاب مع مئة من مناصريه، ولم تتأخر الحركة الاحتجاجية على العملية عن الظهور بقوة تمثلت بآلاف المتظاهرين الذين ملأوا شوارع المدن التركية الكبرى، وسط حظر للتجول أعلن في اسطنبول، وحظر شمل وسائل التواصل الاجتماعي، بينما بدأت الاتصالات بين أحزاب المعارضة لتنظيم تحركات حاشدة يتوقع أن تشهدها المدن التركية اليوم مع دعوة حزب الشعب الجمهوري لأعضائه إلى الحضور الى مراكز الحزب في كل أنحاء تركيا العاشرة صباح اليوم لتنظيم التحركات الاحتجاجية. والأحداث التركية تأتي على خلفية انقسامات عميقة ممتدة إلى تاريخ بدء الحرب على غزة والاتهامات التي واجهت أردوغان بالخداع وتقديم الدعم لحكومة بنيامين نتنياهو اقتصادياً والإحجام عن إغلاق سفارة الاحتلال في أنقرة، وجاءت أحداث سورية ودخول الجماعات المسلحة المدعومة من حكومة أردوغان إلى دمشق وتسليمها الحكم فيها، مع ارتفاع صيحات العثمانية المتطرفة التي تصفها المعارضة بـ الفاشية الجديدة، لتنفجر الأوضاع مع مجازر الساحل السوري التي فوجئت الجماعات التركية العلوية بعدم اتخاذ حكومة أردوغان أي خطوة لوقفها، ما وضع العلوييين في تركيا في حالة تصادم مع الحكومة على خلفية اتهام الحكومة برعاية أعمال تطهير عرقي ضد الطائفة العلوية. وتتابع الأوساط الدولية ما يجري في تركيا باهتمام مع مواقف صدرت عن الاتحاد الأوروبي تصف ما جرى بالخطير والمثير للقلق.

لبنانياً، مع دخول الجيش إلى بلدة حوش السيد علي في الشمال الشرقي للبقاع، ساد التفاؤل الأجواء بين الأهالي بعدما قام الجيش بالتصدّي للاعتداءات التي تعرّض لها أبناء البقاع من الجماعات المسلحة خلف الحدود، وكان للحدث البقاعي ترددات في الجنوب حيث يواصل الاحتلال اعتداءاته اليومية ويتمسك باحتلال أراضٍ لبنانيّة تزيد عن مساحة التلال الخمس، وسط موقف أميركيّ يقدم التغطية للاحتلال والعدوان ويدعو لبنان لقبول الدعوة للتفاوض السياسي، وتتحدّث أوساط جنوبية عن تفاؤل بأن يقف الجيش اللبناني في الجنوب وقفة شبيهة بوقفته البقاعية، كترجمة لتحمله المسؤولية الحصرية لحمل السلاح في جنوب نهر الليطاني، وامتلاكه حق الدفاع عن النفس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

بقي الوضع الأمني الحدودي من البقاع الى الجنوب في واجهة الاهتمام المحلي الرسمي والعسكري والشعبي أمس. في السياق، أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أن "في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي - الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية". وكانت قيادة الجيش أشارت أيضاً إلى أن "ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر - الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع - بعلبك".

وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية - الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل أطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة".

جنوباً، أصيب جندي في قوات "اليونيفيل" جراء انفجار لغم أرضي في الوادي الواقع بين ياطر وزبقين في القطاع الغربي.

ليس بعيداً، حاضر قائد القطاع الغربي لليونيفيل، الجنرال نيكولا ماندوليسي، خلال ورشة عمل جامعية مخصصة للتواصل الفعّال، شملت دروسًا حضورية وأنشطة تجريبية. وتحدّث عن "التركيز الحالي للبعثة، الذي يشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم عمل الجيش اللبناني وتسهيله، ومساعدة السكان المحليين". ولفت إلى أن "وجود اليونيفيل أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام"، وأن تعاوننا وتفاعلنا مع المجتمعات المحلية والجيش اللبناني هما عنصران أساسيان لنجاح السلام"، وقال: "أنتم، الشباب، أنتم الحاضر والمستقبل للمجتمع". وشدّد على "أهمية التعاون المستمر في بناء الثقة وتعزيز السلام، وعلى أن التفاعل مع المجتمعات المحلية هو ركيزة أساسية في مهمة حفظ السلام في لبنان، مما يرمز إلى الحضور الدولي".

وسط هذه الأجواء، وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، مستهلة زيارة للبنان تلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين ستعرض خلالها لمختلف التطورات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوزيرة الخارجية الألمانية Annalena Charlotte Alma Baerbock خلال استقباله لها بعد ظهر أمس في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، أنه مقتنع بأن "لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون إصلاحات، وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلباً دولياً أو إقليمياً، بل حاجة لبنانية"، مؤكداً ان "توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الإصلاحات على مختلف المستويات".

وأكد الرئيس عون أن "استمرار احتلال "إسرائيل" لأراضٍ وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي"، لافتاً إلى أن "الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون يقوم بواجبه كاملاً في بسط الأمن ومصادرة السلاح على أنواعه".

وأكد الرئيس عون للوزيرة الألمانية أن "إسرائيل" رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً أن لبنان مصرّ على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم "إسرائيل" مؤخراً".

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب. وقد حضرت الوزيرة الألمانية على رأس وفد ضمّ: النائب أرمن لاشيه، سفير المانيا في لبنان كورت جورج شتوكل -شتيلفريلد، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الألمانية توبيا تانكل، الناطقة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور، وكليمنس شور من مكتب وزيرة الخارجية.

وأشار سلام إلى أن تحقيق الاستقرار يتطلّب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الإعمار، وفي القطاعات الاقتصادية، خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.

نفى المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ما أوردته إحدى الصحف حول لقاء ويتكوف بمسؤول لبناني لم يُكشف عن هويته في الدوحة، مشدداً على أن التقرير "كاذب ومضلل"، موضحًا أن "نشر الشائعات والأخبار الكاذبة لا يؤدي إلا إلى إثارة البلبلة وزعزعة مصداقية وسائل الإعلام".

وأكد، في تصريح، أن "لبنان دولة مستقلة تتخذ قراراتها السياديّة بنفسها ونحن نثق في قدرة الحكومة على ذلك".

وشدّد ويتكوف على "أننا ندعم الرئيس جوزاف عون وحكومة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".

وعشيّة جلسة لمجلس الوزراء ستخصّص لإقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكوّنات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة. فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.

عرض وزير المال ياسين جابر في مكتبه في الوزارة مع السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون شؤوناً عامة. كما التقى وفداً من مؤسسة "لازارد" Lazard برئاسة الخبير Jerome Alexis عرض لنظرة مؤسسته للإصلاحات التي تزمع الحكومة السير بها بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ولإعادة هيكلة الدين العام ومحفظة اليوروبوند.

واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن، الذي اعتبر بعد اللقاء أنّ "الوضع الأمني على الحدود خطير، وأن الأمور تتّجه نحو مزيد من التأزم"، مؤكّداً أن "الرادع الوحيد لحماية لبنان يكون بتعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة بنائها، والمضي في الإصلاحات لتمكينه من مواجهة التحديات المتصاعدة". الخازن وبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي دعا الحكومة الى "اعتماد الكفاءة والشفافية والابتعاد عن الزبائنية السياسية في التعيينات الإدارية، والى القيام بالإصلاحات المطلوبة وعلى رأسها اللامركزية الإدارية وإقرار الهيئات الناظمة في الكهرباء والاتّصالات والمطار نظرًا لدورها المهم، بالإضافة إلى إقرار الإصلاحات الضرائبية". وحذّر من "تأجيل هذه الخطوات"، مشيراً إلى أنّ "يجب عدم تمرير الوقت بالتحجج بوجود انتخابات بلدية ومن بعدها انتخابات نيابية، فلا أولويات على الإصلاحات المطلوبة من الدول الخارجية وصندوق النقد ومن الداخل أيضاً".

من جهة ثانية، وفي إطار التشكيلات الأمنية، عيّن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بعد فصل العميد خالد حمود.

***********************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

مانشيت “النهار” – الجيش بقاعاً: تعقيدات و”تخوين”!

 

بداية الانتشار العسكري على الحدود تكشف الأفخاخ! الحكومة تتشدّد في مكافحة التهريب وتنسّق مع دمشق

 

شكل انتشار وحدات من الجيش اللبناني أمس في المناطق التي شهدت اشتباكات عنيفة في منطقة الحدود الشرقية الشمالية طوال الأيام السابقة، بداية احتواء ميدانية للوضع المتوتر الذي لا يزال محفوفاً بمحاذير تجدد النزاع المسلح ما لم يجرِ فعلاً وبحزم وضع يد السلطات المعنية الرسمية في كل من لبنان وسوريا على كل النزاع بشقيه الجغرافي المزمن العائد إلى تداخل الحدود، والأمني العسكري المتصل بترجمة التشدد المطلوب لمنع التفلّت الأمني السائد في تلك الأنحاء. ولكن بداية انتشار الجيش خصوصاً في بلدة حوش السيد علي التي شهدت الاشتباكات الأكثر عنفاً، كشفت الجوانب المعقدة من الواقع السائد حديثاً في مناطق التداخل الحدودي والتي بات واضحاً أن تفلت عمليات التهريب والصدامات المسلحة بين الجماعات من الجانب السوري مع العشائر و”الحزب” في الجانب اللبناني لم يحجب التداعيات الأخطر المتصلة بانعكاس الصراعات الإقليمية التي لا تزال تتحكم بالوضع في سوريا على الوضع الحدودي مع لبنان وتضغط في اتجاه قيام السلطات اللبنانية بإجراءات صارمة لمنع الاحتكاكات في انتظار حل يتخذ طابعاً جذريا، وهو أمر لا يبدو أن الظروف متاحة راهناً لإنجازه خصوصاً لجهة حتمية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا.

 

وأعلنت قيادة الجيش أنه “في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية-السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.

 

ولكن الخطوة العسكرية قوبلت في بعض المناطق بتفلت أشاع أجواء استياء واسع بعدما انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تم تصويره في بلدة حوش السيد علي، إبان دخول وحدات الجيش للتمركز في المنطقة، ظهر فيه بعض مناصري “الحزب” يوجهون للعسكريين عبارات مسيئة قائلين “لبيك يا نصرالله، خاين، خاين، عملاء…”، وبعد عبور آليات الجيش، انتشر مقنّعو الحزب في الشارع حاملين الاسلحة.

 

وفي إطار المعالجات الحكومية عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة التدابير الواجب اتخاذها لضبط ومراقبة الحدود على اختلافها ومكافحة التهريب، اجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام خلص إلى التأكيد على “تقدير الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، في حماية أمن المواطنين وتعزيز إمكانات الجيش عتاداً وعديدا والتشدد في مكافحة التهريب واعتقال المهربين، وإحالتهم إلى القضاء المختص”.

 

كما تقرر الطلب إلى وزير الدفاع “متابعة التواصل مع نظيره السوري لمعالجة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات، مؤخراً، ولمنع تكرارها، وذلك عبر تعزيز التنسيق والتواصل مع السلطات السورية لما يحفظ أمن البلدين وسلامة الأراضي والمواطنين”.

 

وزيرة الخارجية الالمانية

 

في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون لوزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك التي وصلت امس الى بيروت في زيارة رسمية، أنه مقتنع بأن “لبنان لا يمكن أن ينهض من جديد من دون إصلاحات، وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلباً دولياً أو اقليمياً، بل حاجة لبنانية. كما أكد أن “استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي”، لافتاً إلى أن “الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون يقوم بواجبه كاملاً في بسط الأمن ومصادرة السلاح على انواعه”. ولفت الوزيرة الألمانية إلى أن “إسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدّم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة”، مشيراً إلى أن “إسرائيل لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً أن لبنان مصرّ على استعادة جميع الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخرا”.

 

ورداً على سؤال حول الأوضاع على الحدود اللبنانية- السورية، أبلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الألمانية أن “الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لإعادة الاستقرار إلى الحدود اللبنانية- السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

ونقلت الوزيرة الألمانية إلى الرئيس عون اهتمام بلادها بالأوضاع في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصا، وتحدثت عن “أهمية إقرار الإصلاحات لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة”، واستوضحت “طبيعة الأحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية-السورية. ثم زارت رئيس الحكومة نواف سلام.

 

ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة ثانية في السرايا لإنجاز إقرار آلية التعيينات. وقد أعدّت اللجنة المكلفة بإعداد الآلية عملية تنقيحها الأخيرة أمس. ويصر رئيس الحكومة على صدورها بعد استكمال المندرجات التي تكفل حسن سير تطبيقها وأن تكون شفافة وقائمة على جملة من المعايير التي تتطلب: الجدارة والكفايات والشفافية في الأسماء المرشحة بحسب قوله لـ”النهار” وهذا “ما اكدت عليه في البيان الوزاري”. ويضيف على الصفات التي يذكرها حصول “التنافس المطلوب” بين الاسماء المرشحة التي ستبدأ فور الإعلان عن الآلية بتقديم سيّرهم االعلمية إلى الوزارات والإدارات.

 

اليونيفيل             

 

في سياق جنوبي آخر، أحيت أمس قوة “اليونيفيل” في مقرها العام في الناقورة الذكرى السابعة والأربعين لتأسيسها، في حضور رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها ارولدو لاثارو الذي أكد في كلمة “أن بعثة حفظ السلام لا تزال ملتزمة تخفيف التوترات وتعزيز الحوار من أجل وقف دائم لإطلاق النار”، معلناً “أننا بعد تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني، ندخل فصلاً جديداً، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني لتنظيف الطرق وإجراء الإصلاحات وإزالة المتفجرات”. وقال إن “القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تظل الضامن الأمني الوحيد في الجنوب، معتبراً “أن التنفيذ الناجح للقرار 1701 – الذي يدعو لبنان وإسرائيل إلى العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار ويشكل أساس ولاية اليونيفيل الحالية – لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جهودنا المشتركة لمنع التصعيد.

 

تعرّضت الزميلة لينا اسماعيل، مراسلة “النهار” في بعلبك، لاعتداء من مجموعة أشخاص عندما كانت تغطي دخول الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية.

 

وتعرّض شاب للزميلة اسماعيل بألفاظ نابية وأصرّ على أخذ هاتفها، لتنضمّ إليه امرأة قامت بالاعتداء الجسدي عليها ونزع الهاتف من يدها.

 

وبعد محاولات عدة تمت استعادة الهاتف. وكانت “النهار” تواصلت مع الجهات المعنية لوضعها أمام مسؤولياتها في إنهاء التفلّت الذي يواجه الصحافيين والتصرّفات الميليشيوية مع المطالبة بمحاسبة المعتدين من دون مماطلة.

 

وتعليقاً على الحادثة، استنكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي التعرّض للزميلة اسماعيل، وهي تقوم بمهمتها في تغطية عملية دخول الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية التي كانت هدفاً لاعتداءات من الجانب السوري. كما استنكر سلبها هاتفها وتوجيه الكلام النابي لها.

 

وإذ شكر القصيفي المساعي التي بُذِلت من استرداد هاتفها ووضع حدّ لمثل هذه الممارسات، أدان أيّ استهداف لأي صحافي وإعلامي يقوم بواجبه المهني تحت أي ذريعة وعنوان من أي جهة أتى، داعياً السلطات المعنية: الأمنية والقضائية لتحمل مسؤولياتها في هذا المجال.

 

********************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ويتكوف: ندعم الحكومة اللبنانية في سعيها لبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها

 

قال المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اليوم (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة تدعم الرئيس اللبناني جوزيف عون وحكومة الرئيس نواف سلام في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

 

وأضاف: «أوضحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في السر والعلن، أن الولايات المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية، بقيادة الرئيس عون والرئيس سلام، في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتنفيذ إصلاحات لتعزيز مؤسسات الدولة، وتلبية مطالب الشعب اللبناني».

 

ونفى ويتكوف تقريراً صحافياً زعم أن مسؤولاً لبنانياً التقى قبل أيام في الدوحة مع المبعوث الأميركي، وأن ويتكوف أكد أن إدارة ترمب غير راضية عن أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع «الحزب»، وأنه «سيتم الطلب من لبنان التوجه إلى مفاوضات سياسية مباشرة مع إسرائيل».

 

ووصف ويتكوف التقرير بأنه «كاذب ومُضلل»، محذّراً من أن «نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة لا يؤدي إلا إلى إثارة البلبلة وتآكل مصداقية وسائل الإعلام».

 

وأضاف: «لبنان دولة مستقلة تتخذ قراراتها السيادية بنفسها، ونحن نثق بقدرة هذه الحكومة على فعل ذلك».

 

***********************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

عون: إسرائيل تعرقل الـ1701 وترفض الانسحاب… الأمن أسير احتمالات… والحـكومة تحضّر لورشة إصلاحات

 

لبنان في عين العاصفة، ومضغوط بجبهتَين إسرائيلية وسورية مفتوحتَين على احتمالات خطيرة جداً، وخصوصاً في هذه المرحلة التي استأنفت فيها إسرائيل حرب الإبادة الشاملة لقطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد ملحوظ في وتيرة اغتيالاتها واعتداءاتها على المناطق اللبنانية في الجنوب تحديداً وصولاً إلى عمق البقاع. وتجنّباً لهذه الاحتمالات يتحرّك لبنان الرسمي على أكثر من خط دولي وعربي للحؤول دون مفاقمة الوضع أكثر، مراهناً على الدور الأساس للولايات المتحدة الأميركية في الضغط على إسرائيل ووقف اعتداءاتها، ومراهناً أيضاً على جهات عربية وإقليمية لردع المجموعات السورية على الحدود ومنع ممارساتها الاستفزازية والعدوانية، التي تتقاطع مختلف القراءات والمقاربات السياسية على الخشية من أن تكون خلف تلك الممارسات نوايا لهجومات وجرائم لاحقة، وإيقاظ فتنة طائفية ومذهبية لا تقلّ خطورة عن العدوان الإسرائيلي، لا بل ربما تفوقه.

 

الحدود

 

على الحدود الجنوبية توتر ملازم للمنطقة جرّاء استمرار الجيش الإسرائيلي بالخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار والاعتداءات على المناطق اللبنانية، التي كان لآخرها بالأمس استهداف سيارة مدنية بالقرب من مخيّم الرشيدية في صور.

 

وأمّا على الجبهة الشمالية الشرقية فيسود هدوء حذر، بعد دخول وحدات من الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي بعد انسحاب المسلحين السوريِّين، حيث سُجِّل دخول نحو 60 آلية للجيش الذي استحدث مجموعة من النقاط العسكرية والأمنية داخل البلدة.

 

وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد ترأس اجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة بدراسة التدابير الواجب اتخاذها لضبط ومراقبة الحدود على اختلافها ومكافحة التهريب، انتهى إلى القرارات التالية: تقدير الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في حماية أمن المواطنين، تعزيز إمكانيات الجيش عتاداً وعديداً، التشدّد في مكافحة التهريب، واعتقال المهرّبين وإحالتهم إلى القضاء المختص.

 

كما تقرّر الطلب إلى وزير الدفاع متابعة التواصل مع نظيره السوري لمعالجة الأسباب التي أدّت إلى اندلاع الاشتباكات، مؤخّراً، ولمنع تكرارها، وذلك عبر تعزيز التنسيق والتواصل مع السلطات السورية لما يحفظ أمن البلدَين وسلامة الأراضي والمواطنين.

 

مخاوف

 

وإذا كانت المستجدات الأمنية على الجبهة السورية قد أُخضِعت إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، إلّا أنّ السؤال يدور حول الإمعان الإسرائيلي في التصعيد على جبهة لبنان، واللافت في هذا المجال التخوّف الذي أبداه أحد كبار المسؤولين من أن تسعى إسرائيل إلى تمديد التصعيد العنيف الذي بدأته في اليومَين الأخيرَين في غزة إلى جبهة لبنان. وعلى ما نُقِلَ عن هذا المسؤول: «الدولة تقوم بمسؤولياتها على المسار الديبلوماسي والسياسي، لكن لنكن صريحين، لم يَصدُق أحد معنا في ضبط إسرائيل ومنع اعتداءاتها، وفي هذا الجو الأفق مسدود والوضع في منتهى الدقة والخطورة، وقد تبادر إسرائيل إلى أي عمل عدواني، وإن حصل ذلك واجبنا أن نواجهها على كل المستويات ونحمي بلدنا».

 

وفي السياق عينه، جاء تأكيد مطلعين على أجواء «الحزب» في الثنائي، رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، بأنّ «إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة للقيام بأي عدوان» إلّا أنه قلّل من احتمال تمدّد التصعيد الإسرائيلي من غزة إلى لبنان، فالحزب لا يبدو أنّه في وارد الإنجرار إلى التصعيد، وقراره ألّا يتجاوز الدولة اللبنانية التي هي المسؤولة وأخذت على عاتقها التحرّك السياسي والديبلوماسي. وأمّا الأهم فهو أنّ «إسرائيل التي تبدو وكأنّها تتحرّك بكامل حرّيتها في غزة برعاية مباشرة من الولايات المتحدة، قد لا تتمكن من ذلك على جبهة لبنان، خصوصاً أنّ «الحزب» ما زال يملك من القدرات من حيث القدرة والتأثير من النوع الذي يُهدِّد العمق الإسرائيلي».

 

والمستجدات على الجبهة الجنوبية عرضها رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، وأكّد أنّ «استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ وتلال في الجنوب يُعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي»، مشدّداً على أنّ «إسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدّم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس وهي لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيِّين». وشدّد من جهة ثانية على أنّ «الإصلاح هو حاجة لبنانية وليس فقط مطلباً دولياً أو إقليمياً».

 

أمّا الوزيرة الألمانية فأكّدت على «أهمية إقرار الإصلاحات، ونقلت اهتمام بلادها بالأوضاع في لبنان، لاسيما في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية-السورية».

 

إلى ذلك، أعلن المتحدّث باسم الأمم المتحدة أنّ قوات حفظ السلام في «اليونيفيل» رصدت 7 نشاطات للجيش الإسرائيلي شمالي الخط الأزرق في لبنان، وأكّد أنّ الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان.

 

وخلال احتفال بالذكرى الـ47 لتأسيس «اليونيفيل» في الناقورة، أكّد قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو «أنّ بعثة حفظ السلام لا تزال ملتزمة بتخفيف التوترات وتعزيز الحوار من أجل وقفٍ دائم لإطلاق النار».

 

وشدّد على «أنّ القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تظلّ الضامن الأمني الوحيد في الجنوب. ومن أجل مساعدة الحكومة، علينا تقديم الدعم للجيش اللبناني الضامن الوحيد للأمن في الجنوب والسيادة في لبنان. لا يمكن تطبيق القرار 1701 بنجاح إلّا من خلال جهودنا المشتركة، حيث تعمل «اليونيفيل» والجيش اللبناني جنباً إلى جنب لمنع التصعيد، والحفاظ على الاستقرار، وتعزيز سلطة الدولة في جنوب لبنان. ومع ذلك، فإنّ قدرة «اليونيفيل» على دعم الجيش اللبناني بشكل فعّال ستعتمد على دعم الحكومة اللبنانية والسلطات المحلية، التي يُعدّ تعاونها ضرورياً لضمان قدرة البعثة على العمل بأمان وكفاءة في تنفيذ مهمّتها. سيتطلّب هذا الأمر صبراً، لكنّنا ملتزمون تحقيق هذه الأهداف».

 

وأضاف: «إنّ عودة الاستقرار ستُهيّئ الظروف المناسبة لمعالجة معوّقات السلام. ومن خلال الاجتماعات الثلاثية، وربما مع شركاء خارجيِّين، علينا حَل النزاعات الحدودية والتقدّم نحو أمن دائم».

 

لمسات قبل الإقرار

 

حكومياً، لم تبقَ سوى لمسات قليلة وأخيرة فاصلة عن إقرار آلية التعيينات الإدارية، ووفق الوعد الحكومي، فإنّ هذه الآلية سيُقرّها مجلس الوزراء اليوم، على أمل أن يشكّل إقرارها البداية الأكيدة لمرحلة الإصلاحات الموعودة، وإعادة بناء الإدارة على أسس النزاهة والكفاءة والخبرة، وتنقِيَتها من الفساد والفاسدين والمُفسِدين. على أنّ الشرط الأساس لذلك يتمثل في إخراج آلية موضوعية مراعية لكل المعايير القانونية والدستورية، وليس آلية مبالغ فيها تتضمّن معايير عشوائية قابلة للطعن فيها، لتساهم في علاج وضع الإدارة، ولا تساهم في اهترائها أكثر فأكثر.

 

وفي سياق متصل بالتعيينات، تدرّجت تشكيلات أمنية بدأها المدير العام الجديد لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، فعيّن العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، خلفاً للعميد خالد حمود.

 

ورشة مجلسية

 

مع بداية العقد العادي الأول للمجلس النيابي اعتباراً من يوم أمس الأول الثلاثاء 18 آذار، وإذا ما صدقت الوعود الرسمية، فإنّ المجلس النيابي سيتحوّل في ما تُسمّيها الحكومة المرحلة الإصلاحية، إلى خلية عمل دائمة، عبر مجموعة مشاريع القوانين ذات الصلة بالمسار الإصلاحي، التي ستحيلها الحكومة على المجلس النيابي. وهذا يعني على ما تكشف مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، أنّ لدى الحكومة توجّهاً لعقد جلسات مكثفة لمجلس الوزراء، خصوصاً أنّ سبيل التعافي التي قرّرت الحكومة أن تسلكه، يتمَوضع في كمّ هائل من الضروريات والأولويات المتراكمة التي تتطلب الحسم السريع في الحكومة ومجلس النواب.

 

يُشار في هذا السياق إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري قد سبق له أن أكّد لمرات متتالية أمام زواره الإستعداد الكلي للتعاون الكامل بين مجلس النواب والحكومة، وأنّ المجلس سيكون رافعاً للحكومة ورافداً لها في كل ما يُحقّق مصلحة لبنان، ويُوفّر العلاجات الضرورية والملحّة للوضع الإقتصادي والمالي، ويُخفِّف من الأعباء على اللبنانيِّين، ويساهم في الإنماء الشامل إقتصادياً ومالياً وخدماتياً لكلّ المناطق اللبنانية.

 

الموازنة على النار

 

ولعلّ الملف الذي يحظى بأولوية العمل لإنجازه خلال الأشهر المقبلة، يتعلق بموازنة العام 2026، إذ أكّدت مصادر وزارة المالية لـ«الجمهورية» أنّ الموازنة يُفترض أنّها ستوضع على النار، لأنّ الدوائر المعنية بها قد باشرت خطواتها التحضيرية لإعداد مشروع موازنة العام المقبل، يُحاكي ضرورات الوضع اللبناني بصورة عامة ومتطلباته. ولفتت عن توجيهات صارمة لإنجاز مشروع الموازنة بالسرعة الكلية، ليصار إلى إقراره في مجلس الوزراء ومن ثم إحالته على مجلس النواب ليس ضمن المهلة القانونية المحدّدة لذلك، بل قبل سريان هذه المهلة.

 

اتصالات لتجنّب الطعن

 

وكانت الحكومة قد بادرت إلى إقرار مشروع موازنة 2025 بمرسوم في مجلس الوزراء، هروباً من الصرف على القاعدة الإثني عشرية، خصوصاً وأنّ ثمة أعباءً كبرى أمامها لا تفي بها القاعدة الإثني عشرية.

 

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ بعض الاتجاهات النيابية فكّرت بالطعن بقرار الحكومة إصدار الموازنة بمرسوم أمام المجلس الدستوري، وقد اتفقت قراءات العديد من الخبراء في القانون والدستور على أنّ مجرّد وصول الطعن إلى المجلس الدستوري سيُعتبَر مرسوم الحكومة باطل المفعول، إذ لن يتأخّر المجلس الدستوري في قبول مراجعة الطعن وإبطال العمل بمرسوم إصدار الموازنة.

 

وتشير المعلومات إلى أنّ اتصالات مكثفة جرت على أكثر من صعيد سياسي ونيابي، ركّزت على تجنّب الطعن بإصدار الموازنة بمرسوم، وذلك إفساحاً في المجال أمام الحكومة بأن تعمل بالمتوفّر لها في موازنة 2025، لأنّ قبول الطعن وإبطال العمل بقرار الحكومة سيعني حكماً فرملة عمل الحكومة. يضاف إلى ذلك أنّه كان في مقدور الحكومة أن تسحب مشروع الموازنة وتعدّله إلّا أنّ الوقت ضاغط جداً، والحكومة تحتاج إلى التفرّغ لأمور أخرى غير الموازنة، خصوصاً أنّ التفرّغ لإعداد موازنة جديدة يتطلّب أشهراً عديدة من العمل في مجلس الوزراء ثم في سلسلة طويلة من الجلسات في لجنة المال والموازنة، وبعدها في الهيئة العامة لمجلس النواب، فتكون الحكومة بهذه الحالة قد استنزفت واستنفدت نصف عمرها على هذا الأمر.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الحزب” يردّ على دخول الجيش إلى حوش السيد علي: ” عملاء صهاينة”!

 

مشهدٌ “سوريالي”، لا يخلو من مفارقات، لعل أبرزها قلة الوفاء للجيش اللبناني، ومهاجمته إلى درجة اتهامه بـ “العمالة لإسرائيل”.

 

هذا ما حصل أمس مع قوة من الجيش اللبناني التي دخلت إلى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي، فلم يتوانَ “الحزب”، المتستِّر بالعشائر والأهالي، عن الهتاف ضد الجيش، واتهام ضباط القوة وعناصرها بأنهم “عملاء”!

 

والواضح أن “فائض القوة”، وهو آخر ما يملكه “الحزب”، يستخدمه هذه المرة ضد الجيش اللبناني الذي تعاطى مع الاستفزاز بكثير من الروية والهدوء، وكان بإمكانه أن يوقف مَن رشقوه بهتافات التخوين. وفي هذا السياق، سألت مصادر مراقِبة: هل ستتم ملاحقة مَن خونوا الجيش أمام القضاء العسكري؟ وفي حال لم يحدث هذا الأمر، كيف سيتصرف الجيش في المنطقة التي انتشر فيها، في بيئة يبدو أنها معادية لانتشاره؟ واستطراداً، هل سيُثار هذا الاستفزاز على طاولة مجلس الوزراء اليوم في حضور وزراء محسوبين على “الحزب”؟ وأكثر من ذلك، هل سيتم الاتصال بقيادة “الحزب” للاستفسار منها حول خلفية ما حدث؟

 

تدابير أمنيَّة

 

في المقابل، أصدر الجيش اللبناني بياناً لم يتطرق فيه إلى الإشكال الذي حصل بل قال إنه “في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.

 

الجيش السوري: لا انتشار داخل البلدة

 

ومساءً، نقلت وكالة “سانا” السورية عن العقيد عبد المنعم ضاهر، قائد اللواء الأول في الفرقة 52 في الجيش السوري أنه “جرى تواصل وتنسيق بين ضابط الارتباط في الوزارة مع نظيره في الجيش اللبناني، تم خلاله الاتفاق على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي قرية “حوش السيد علي” وضمان عودة المدنيين إليها من دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف البلدة.

 

وما شهدته بلدة حوش السيد علي أثبت بالمعطيات والوقائع التي لا يرقى إليه الشك، أن “الحزب” كان يستخدمها كقاعدة انطلاق لعملياته، وهذا ما يفسر وجود مستودعات الذخيرة والراجمات والأسلحة الحديثة فيها، وقد عمد الجيش السوري إلى نقلها إلى الداخل السوري، وبعد دخول الجيش اللبناني عمد إلى تفكيك ما تبقى من أسلحة.

 

عون يتابع وهيكل الأوضاع شرقاً

 

التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، تابعها رئيس الجمهورية جوزاف عون وهو تلقى أمس سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل أطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.

 

وزير الخارجية: “الحزب” يتنصّل

 

وفي سلسلة مواقف متقدمة، أعلن وزير الخارجية يوسف رجّي، أن “لبنان سيعيد النظر بالاتفاقيات والمعاهدات التي فرضت على لبنان في عهد النظام السوري السابق”.

 

رجّي وفي لقاء مع الرابطة المارونية، تحدث عن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي مشيراً إلى أن هدف لبنان هو العودة إلى اتفاقية الهدنة عام 1949، ومؤكداً أن الحل الوحيد هو الضغط الدولي ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

 

رجي جدد القول إن “الشروط واضحة وهي تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته ووقف العمليات العسكرية وهي شروط قاسية تسبب بها الفريق الذي خاض الحرب وتأخر قبل أن يسلّم بضرورة وقف إطلاق النار. كما أكد رجّي أن نص الاتفاق واضح ويحدد المجموعات المسموح لها حمل السلاح، لكن “الحزب” يتنصّل منه.

 

التعيينات نضجت… لم تنضج

 

على خط التعيينات، ما نضج منها هو تعيين العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات خلفاً للعميد خالد حمود، أما على صعيد التشكيلات القضائية، فإن بعضها شبه محسوم فيما البعض الآخر ما زال غير ناضج وقيد الدرس، وفي مقدمها المدعي العام المالي الذي سيخلف القاضي علي ابراهيم، ومنصب رئيس التفتيش القضائي الذي يبدو أن مَن سيتولاه قد حُسِم.

 

وعشية جلسة مجلس الوزراء، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أنه “لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت”، وذلك خلال سلسلة لقاءات عقدها في السراي.

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

ترحيب بقاعي بانتشار الجيش.. والبدء بإغلاق معابر التهريب

 

عون: لبنان مصرّ على إنهاء احتلال النقاط الخمس واستعادة الأسرى.. وسلام يؤكد على ملاحقة المهربين

 

في خطوة تركت ارتياحاً واسعاً، شعبياً وسياسياً، بسط الجيش اللبناني سلطاته على قرية حوش السيد علي، بتنسيق مع السلطات السورية، للحؤول دون عودة الأوضاع للتدهور، كما سيطر على عدد من المعابر غير الشرعية. وعلى الرغم من بعض التشويشات غير المبررة، التي واجه «بعض العناصر» وحدات الجيش، والهتافات التي اطلقت، بغير اتجاه، وبلا اي معنى، فضلاً عن ممارسات مسيئة ضد بعض الاعلاميين الذين تواجدوا في المنطقة لتغطية التطورات العسكرية الايجابية.

 

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن آلية التعيينات الإدارية يفترض أن تسلك طريقها في مجلس الوزراء اليوم بعد ما اشبعت درسا ورأت أنه بمجرد إقرارها فإن هناك شروطا تتم مراعاتها قبل أن تكون الكلمة الفصل لمجلس الوزراء.

 

إلى ذلك تحدثت المصادر نفسها عن أن التطورات على الحدود مع سوريا وما جرى في منطقة حوش السيد علي قد يحضر في مجلس الوزراء حيث يتم التأكيد على دور القوى العسكرية الشرعية ومن غير المستبعد أن يتم التطرق إلى ما وجِّه للجيش من اتهامات بالتخوين لحظة دخوله المنطقة.

 

وفي قصر بعبدا أنجزت التحضيرات لمأدبة الافطار التي يقيمها رئيس الجمهورية بحضور سياسيين وديبلوماسيين وامنيين وشخصيات مختلفة وأمامهم يلقي كلمة شاملة تتمحور حول الملفات الأساسية.

 

ونفى مصدر وزاري لـ«اللواء» كل ما تروِّجه مطابخ بعض السياسيين، عن تعيينات معينة في بعض الادارات العامة، مؤكداً ان كل التعيينات ستخضع للآلية التي سيقرها مجلس الوزراء اليوم، والتي تحافظ على الاسس التي ارسى قواعدها اتفاق الطائف.

 

وسط ذلك، تصر الادارة الاميركية على لبنان لفتح قنوات اتصال لحل احتلال النقاط الخمس، وقد تواصلت الموفدة الاميركية مورغن اروتاغوس مع كبار المسؤولين من اجل ذلك.

 

وقالت المعلومات ان الاتصال جاء بهدف تشكيل لجان تفاوض تحت طائلة سحب اليد الاميركية من لجنة المراقبة، وترك اسرائيل تتصرف كما هي الحال في غزة.

 

وتوقفت مصادر سياسية عند ما قاله وزير الخارجية يوسف رجي من ان الحزب يتنصل من اتفاق وقف النار، والنص واضح وصريح ويحدد المجموعات المسموح لها حمل السلاح.

 

وفي الاطار، كشف مصدر على صلة بالادارة الاميركية ان واشنطن لا تمانع ان تعاود اسرائيل الحرب في لبنان، عبر اجتياح بري واسع، يهدف الى تهجير شيعة الجنوب، في حال رفضوا الرضوخ لما يمكن وصفه بـ«سايكس – بيكو» جديد، وهو يعني معاهدات وتسولات مع اسرائيل للتنازل عن مساحات حدودية شاسعة جنوباً لصالح توسيع دولة الاحتلال.

 

وتحضر هذه الاوضاع الخطيرة وانعكاساتها على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم، والمخصص اصلاً لإعادة قراءة آلية التعيين في وظائف الدولة، ثم اقرارها بصورتها النهائية.

 

وكشف مصدر مطلع انه صرف النظر عن جلسة كانت متوقعة غداً، لتعيين حاكم لمصرف لبنان.

 

سياسة ومناقالات أمنية

 

وتبقى التشكيلات والتعيينات الدبلوماسية موضع عناية وزير الخارجية يوسف رجّي الذي قال لـ «اللواء»: لا شيء بعد على صعيد التشكيلات الدبلوماسية ونحن نقوم بدرسها بالتنسيق مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام على ما يجب ان نقوم به.

 

وحول معالجة الوضع مع سوريا قال الوزير رجّي: التنسيق قائم بين وزيري دفاع البلدين في هذا الموضوع، ونحن نعمل دوماً على متابعة الوضع وندرس الخطوات المقبلة، لكن الامر بحاجة الى بعض الوقت.

 

ويرافق الوزير رجي الرئيس عون في زيارته المرتقبة الى باريس في 28 من الشهر الحالي، فيما يرتقب وصول الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان إلى بيروت الثلاثاء المقبل لتنسيق الزيارة والاطلاع على تطورات الوضع اللبناني لوضع الرئيس الفرنسي ماركون في صورته قبل زيارة عون لباريس.

 

وفي اطار المناقلات والتشكيلات الامنية، اصدر مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله برقية مناقلات في المديرية ابرز ما فيها تعيين العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بدل العميد خالد حمود الذي جرى فصله مع العميد خالد عليوان الى الديوان بتصرف المدير العام. كما جرى فصل العميد جورج خير الله من إمرة فصيلة الاشرفية وتعيينه في رئاسة ديوان المدير العام. وفصل رئيس مكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في الجنوب العميد زاهر عاصي ووضعه بتصرف المدير العام.

 

وفي السياق، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، «أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكونات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة.

 

وقال: فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.

 

وزيرة خارجية المانيا

 

في هذا الوقت حطت وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في بيروت في زيارة وصفتها مصادر رسمية لـ «اللواء» بانها استطلاعية قبل نهاية ولايتها الوزارية. والتقت الرئيس عون بحضور الوزير رجّي، واكدت بيربوك على أهمية إقرار الاصلاحات بعد تشكيل الحكومة، ونقلت اهتمام بلادها بالأوضاع في لبنان لاسيما في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية- السورية. واستوضحت «طبيعة الاحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية-السورية».

 

وابلغ الرئيس عون الوزيرة أنه مقتنع بأن «لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون اصلاحات، وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلبا دوليا او اقليميا، بل حاجة لبنانية، مؤكدا ان توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الاصلاحات على مختلف المستويات.

 

وأكد الرئيس عون ان «استمرار احتلال اسرائيل لاراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي»، لافتا الى ان «الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الاماكن التي انسحب منها الاسرائيليون يقوم بواجبه كاملا في بسط الامن ومصادرة السلاح على انواعه».

 

وأكد الرئيس عون للوزيرة الالمانية ان «اسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها واحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من اجل ايجاد حل جذري لهذه المسألة»، مشيرا الى أن «اسرائيل لا تزال تحتفظ بعدد من الاسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً ان لبنان مصر على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم اسرائيل مؤخرا».

 

وردا على سؤال حول الاوضاع على الحدود اللبنانية-السورية، ابلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الالمانية ان «الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لاعادة الاستقرار الى الحدود اللبنانية- السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية.

 

وزارت بيربوك رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وأكدت له استمرار دعم بلادها للبنان في هذه المرحلة، عبر مشاريع اقتصادية واجتماعية بالاضافة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني ومن خلال المشاركة في قوات اليونيفيل.

 

وقال سلام خلال اللقاء: أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب. وأن تحقيق الاستقرار يتطلب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الاعمار، وفي القطاعات الاقتصادية. خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.

 

واعتبر سلام أن هناك فرصة جدية في سوريا بنتيجة التغيير الذي حصل، مطالباً ألمانيا بالمساعدة على توفير المتطلبات اللازمة لإعادة النازحين السوريين بما يتطابق مع شروط عودتهم الكريمة والمستدامة.

 

الجيش في حوش السيد علي

 

في البقاع، تمركزت خمسون آلية في الجانب اللبناني من حوش السيد علي لحفظ الامن والتصدي للخروقات.

 

وقالت قيادة الجيش اللبناني ان الوحدات العسكرية بدأت بتنفيذ تدابير امنية في البلدة، بما في ذلك تسيير دوريات.

 

على ان المثير للاشمئزاز ظهور كلام عدائي ضد الجنود والضباط، وهتافات للشهيد السيد نصر الله، لكن عشائر الهرمل سارعت الى الاستنكار وطالبت بحماية الجيش.

 

وشدد الرئيس جوزف عون على ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار، ووقف الاعتداءات وضبط الحدود عند القرى المتاخمة.

 

وكان عون بقي على اتصال مع قائد الجيش رودولف هيكل، لمتابعة سير دخول الجيش واتصالات التهدئة مع الجانب السوري.

 

كما تابع وزير الدفاع ميشال منسى التطورات الميدانية عند الحدود الشرقية والشمالية، واجرى ما يلزم من اتصالات للمحافظة على الاستقرار في المنطقة.

 

وشهدت الحدود الشمالية الشرقية انتشاراً كبيراً لوحدات الجيش اللبناني، في حين تستعد العائلات التي نزحت عن البلدة قبل يومين للعودة إليها، بانتظار استكمال إعادة انتشار الجيش اللبناني وفتح الطريق أمامهم للدخول مجددًا.

 

ومساء، اعلن الجيش السوري عن اتفاق مع الجيش اللبناني على إنهاء الوجود العسكري في قرية حوش السيد علي وإعادة المدنيّين. وقال: نه تم خلال الاتفاق على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي قرية حوش السيد علي وضمان عودة المدنيين إليها دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف البلدة.

 

ونقلت وكالة «سانا» عن قائد عسكري سوري: أن الجيش السوري ملتزم بتنفيذ الاتفاق ونؤكد على أن أي خرق لهذا التفاهم من قبل «الحزب» سيواجه برد حازم ومباشر دون إنذار مسبق.

 

ولكن يبدو ان بعض اهالي المنطقة استاؤوا من انسحاب الجيش الى خارج البلدة وطالبوا ببقائه لحمايتهم من اي اعتداء.

 

وبدأ الجيش اللبناني اغلاق معابر غير شرعية بين الاراضي اللبنانية والسورية.

 

اللجنة الوزارية

 

وعقدت اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة التدابير الواجب اتخاذها لضبط ومراقبة الحدود على اختلافها ومكافحة التهريب إجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، وفي حضور وزراء المالية ياسين جابر، الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، العدل عادل نصار، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني ، مدير عام القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.

 

وبعد الاجتماع جرى التأكيد على: تقدير الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، في حماية أمن المواطنين.

 

تعزيز إمكانيات الجيش عتاداً وعديداً.

 

التشدد في مكافحة التهريب.

 

واعتقال المهربين، وإحالتهم إلى القضاء المختص.

 

كما تقرر الطلب إلى وزير الدفاع متابعة التواصل مع نظيره السوري لمعالجة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات، مؤخراً، ولمنع تكرارها، وذلك عبر تعزيز التنسيق والتواصل مع السلطات السورية لما يحفظ أمن البلدين وسلامة الأراضي والمواطنين.

 

وانطلاقاً من استراتيجية الادارة المتكاملة للحدود (Ibm)، قررت اللجنة ضرورة متابعة إجراءاتها التنفيذية من قبل الوزارات والجهات المعنية. على أن تستكمل اللجنة عملها في اجتماع قريب، في ضوء الاقتراحات التي قدمها الوزراء المعنيون.

 

الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للانسحاب

 

وفي الجنوب، دعت الامم المتحدة اسرائيل الى سحب قواتها من جنوب لبنان، مشيرة الى رصد سبعة انشطة للجيش الاسرائيلي شمالي الخط الازرق.

 

ميدانياً، استهدف العدو الاسرائيلي منطقة «رباع التبن» جنوب كفرشوبا بقذيفة مدفعية. واطلقت قوات الاحتلال بعد ظهر أمس النار على مواطن في تل النحاس وجرى نقله الى مستشفى مرجعيون للعلاج.

 

وسمعت نهاراً صوات انفجارات ورمايات في بعض قرى الجنوب في القطاع الغربي تبين انها ناتجة عن مناورة يجريها العدو الاسرائيلي في الجليل قرب الحدود مع لبنان.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

شروط أميركية وتحذير لـ«الترويكا»… اسبوعان للتجاوب والا!

 

 تهجُّم على الجيش اللبناني لضبطه الوضع في الهرمل – ميشال نصر

 

بين ازمات الداخل المتدحرجة والمتكاثرة، من تعثر اقلاع العهد بفعل الظروف المتقاطعة والمحيطة بتلك العملية، من سياسية الى امنية واقتصادية، الى مصائب الحدود الجنوبية والشرقية، وما بعد بعدها، من تل ابيب الى واشنطن، وبينهما ما تبقى من عواصم الممانعة، حيث طبول الحرب تقرع، يتوزع الاهتمام الداخلي والدولي، وسط ضبابية المشهد الاقلمي، في ظل التوازنات الدولية الجديدة التي ترسم، وتوزيع القوى والحصص، نفوذا وجغرافية.

 

في قلب تلك العاصفة يتخبط لبنان، الذي استبشر مواطنوه خيرا مع اكتمال عقد سلطته التنفيذية، مع انجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة اصيلة، واقلاع قطار «ترشيق الادارة»، قبل ان يصحوا على كابوس تحول معه ما كان يتردد همسا وتسريبا، الى فعل حقيقي يضع البلاد والعباد على برميل بارود قابل للاشتعال والانفجار في اي لحظة.

 

تصريحات ويتكوف

 

فطين الازمات اضيفت اليه بلة تصريحات مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، الشديدة الاهمية والخطيرة جدا، في اعنف موقف من ادارة الرئيس ترامب ضد المسؤولين اللبنانيين الرسميين، تحديدا الرؤساء الثلاثة، الذي فضح المستور الاميركي، في ظل مقاطعته ومساعدته «مورغان اورتاغوس» لبيروت بناء لقرار البيت الابيض، الذي ينتظر الحصول على الرد اللبناني في غضون اسبوعين.

 

كلام ويتكوف الذي جاء من الدوحة، التي التقى على ارضها عددا من الشخصيات اللبنانية بناء لطلبه، اكد ان المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة ودقيقة للغاية، عسكريا وسياسيا، عشية العاصفة الاقليمية المتوقعة، حيث تحييد الساحة اللبنانية، واخراجها من المعادلة اساسي، اذ ترى مصادر مواكبة زيارة ويتكوف الى الدوحة، ان الاخير، كان حازما في كلامه، معتبرا ان «التسويف وتدوير الزوايا» الذي درج عليه المسؤولون اللبنانيون لم يعد ينفع، «فقطار المنطقة اقلع وعلى المسؤولين اللبنانيين حسم خياراتهم بعيدا عن الحجج والمبررات التي درجوا عليها لسنوات».

 

وتتابع المصادر بان المسؤول الاميركي توقف عند النقاط التالية:

 

– عدم رضى واشنطن عن المسؤولين اللبنانيين، ما يمكن ان يتحول في القريب العاجل الى انسحاب اميركي كامل من التسوية التي انتجت اعادة تكوين السلطة.

 

– اعلانه ان تل ابيب تحظى بتغطية اميركية كاملة ، للبقاء في النقاط التي تحتلها، طالما ان بيروت تمتنع عن فتح حوار ومفاوضات مع اسرائيل لحل المسائل العالقة.

 

– تاكيده ان الاعمار له شروطه السياسية، وان الرهان على احداث خرق، على هذا الصعيد، من خلال دول الخليج هو امر في غير محله.

 

– تاكيد واشنطن لاول مرة عن اتجاهها لوقف المساعدات للجيش اللبناني، وهو ما قد يعرض السلم الاهلي للخطر.

 

– تاكيده على ان القرار 1559 هو اساس في اي عملية، كما في تقييم مدى التزام لبنان بالخطة المرسومة.

 

-على بيروت ان تنجز ترسيم كافة حدودها البرية والبحرية، مع «اسرائيل» ومع سوريا.

 

اذن، الوضع حساس ومهلة الاسبوعين للرد على «اللغم» الاميركي، تضع البلاد في وضع خطير ومفتوح على كل الاحتمالات،وهو ما دفع بالرؤساء الثلاثة الى الاتفاق على عقد لقاء قبيل افطار بعبدا، لوضع رد مشترك، اذ بالتاكيد ستكون هناك مواقف اميركية اكثر خطورة وتشددا، وترجمة عملية للتهديدات، على ما تشير المصادر، التي اكدت ان على لبنان الرسمي ان ياخذ بجدية الموقف الاميركي بصفته الرسمية الواضحة والمباشرة، في وقت ولحظة حساسة تمر بها المنطقة، وسط وضع هش يزنر الحدود اللبنانية كلها.

 

وختمت المصادر، بان لبنان امام مشكل مركب ، حيث سيستمر الاستقرار الهش الذي تعيشه البلاد لفترة لن تطول، في حال استمرت الولايات المتحدة في منحاها التصاعدي من الضغوط، فنتيجة المخاض العسير، اما ان «يزمط «البلد ويباشر ورشة اعادة الاعمار والنهوض، واما سيكون على خط الزلازل والحروب في المنطقة، مع ما سيعنيه ذلك.

 

مجلس الامن

 

وليس بعيدا، وفيما كان قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال اورولدو لازارو يعلق اهمية على التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701 والحفاظ على الاستقرار في الجنوب، كانت اجواء مداولات مجلس الامن الثلاثاء، تسير على موجة اخرى.

 

فوفقا لاوساط دبلوماسية شاركت في الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الامن لمناقشة تنفيذ القرار 1701، اثار الامين العام للامم المتحدة نقطتين مثيرتين للاهتمام كان سبق وتم طرحهما الا ان لبنان تمسك برفضهما، الاولى، «تعزيز حرية حركة اليونيفيل وتمكينها من الوصول الى جميع المناطق ذات الاهمية» اي عدم فرض اي قيود على مهامها، والثانية، «اعتماد تقنيات جديدة لتحسين الرصد والتحقق»، عبر كاميرات متطورة ومسيرات.

 

واذ اشارت المصادر، الى ان النقطتين الواردتين في تقرير من 35 صفحة، جاءتا بعد تواصل مع المندوبة الاميركية في نيويورك دوروثي شاي، وهما ان دلتا على شيئ فعلى «تشكيك» بالاليات الموضوعة حاليا، والاهم، «تلميح الى تقاعس لبناني ما»، كاشفة ان التوافق الروسي – الاميركي قد يسمح بتمرير التعديلات المطروحة على القرار 1701، بما تعنيه من تغيير واضح في قواعد الاشتباك، رغم التساؤلات حول الدور والموقف الفرنسي «المنحاز» لبيروت، علما ان المندوب الفرنسي لم يبد اي اعتراض خلال النقاشات.

 

الحدود الشرقية

 

وفي جديد الوضع الامني على الحدود الشمالية – الشرقية، دخلت قوة مؤللة كبيرة من الفوج المجوقل الى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي، تمهيدا لعودة النازحين. خطوة جاءت بعد سلسلة من الاتصالات بين المخابرات اللبنانية والسورية، اثمرت انسحابا للقوات السورية، بعد اتفاق على ترسيم خط فاصل للحدود الادارية بين الجزءين اللبناني والسوري، لتلافي اي اشكالات او صدامات مستقبلا، وعودة الاهالي الى منازلهم، فيما بقيت نقطة عودة السكان اللبنانيين الى الجانب السوريعالقة.

 

ومساء اعلنت وكالة سانا عن اتفاق بين سوريا ولبنان يقضي بسحب وحدات الجيش التابعة للبلدين من قرية حوش السيد علي، مع ضمان عودة الاهالي اليها دون اي وجود عسكري داخلها، على ان تتمركز وحدات الجيشين عند مداخل البلدة.

 

مصادر متابعة اشارت الى ان الضربات المؤذية التي الحقها الجيش اللبناني بالجانب السوري، من خلال رده المدروس والمركز، لعبت دورا اساسيا في سرعة انجاز الاتفاق وتراجع الجيش السوري، الى ما وراء خط حدود 1923، متحدثة عن دور دبلوماسي فعال لعبته الدوحة، من خلال وساطة في الكواليس قامت بها بين بيروت ودمشق، بمشاركة من انقرة.

 

وختمت المصادر الى ان الاهتمام اللبناني، ينصب راهنا سواء من خلال الخطوات السياسية او العسكرية المتخذة، على تفويت الفرصة التي تسعى اسرائيل اليها لجهة تدويل الامن على تلك الحدود من خلال نشر قوات دولية، بناء لطلب سوري، وهو ما نجح الجانب اللبناني حتى الساعة في تفاديه. علما ان وزير الدفاع اكد ان احدا لم يفاتح بيروت في هذا الخصوص.

 

المانيا

 

وسط هذه الاجواء، وصلت الى بيروت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك ، مستهلة زيارة للبنان تلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين ستعرض خلالها لمختلف التطورات سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

 

خطة امنية لبيروت

 

في الاثناء، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لاقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، كاشفا عن العمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.

 

نفضة في المعلومات

 

وليس بعيدا استمرت امس، ورشة التغييرات في قوى الامن الداخلي، مع اصدار المدير العام لقوى الامن الداخلي قرارا، الغى بموجبه مذكرات فصل سابقة، قضت بتعيين العميد محمود قبرصلي رئيسا لشعبة المعلومات، خلفا للعميد خالد حمود الذي وضع في تصرف المدير العام، حيث كانت ترددت معلومات عن اقتراح لتعيينه سفيرا في احدى الدول العربية، الا انه سقط نتيجة رفض وزير الخارجية، كما تم وضع كل من العمداء، بلال الحجار، زاهر عاصي، خالد عليوان، سعدالله سمروط، جورج خير الله بتصرف اللواء المدير العام.

 

وفي هذا الاطار توقعت مصادر متابعة ان تشهد المديرية العامة تشكيلات لعدد كبير من ضباطها بعد اتمام تعيين مجلس قيادتها الجديد.

 

تراخيص السلاح

 

تزامنا وفي انتظار حسم مصير مديرية المخابرات، شارفت وزارة الدفاع الوطني على انجاز آلية جديدة لمنح رخص السلاح، للمستحقين حصرا ضمن شروط قاسية، في اطار السعي للحد من ظاهرة انتشار السلاح المرخص، بعد فترة الفلتان التي سادت خلال السنوات الماضية ، نتيجة الاوضاع التي مرت بها البلاد.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الجيش ينتشر على الحدود ويقفل معابر غير شرعية

 

لا ينتظر الجيش اللبناني حامي الوطن والحدود والحامل على منكبَّيه وزر كل الازمات والمشاكل الامنية على مساحة لبنان شكرا وثناءً من المواطنين الساهر على حمايتهم وامنهم، ما دامت هذه رسالته ووظيفته، على رغم ان معظم المهام الملقاة على عاتقه في الأعوام الاخيرة ليست من صلب وظيفته، لكنّه لا ينتظر في المقابل تخوينه واتهامه بالعمالة واستقباله بعبارات نابية عوض رشقه بالورود والأرز،كما يليق به ويفعل كل وطني مخلص لا ولاء له الا الى وطنه.

 

ما حصل في بلدة حوش السيد علي امس إبان دخول الجيش اليها لضبط الوضع، بعد اشتباكات دامية سقط بنتيجتها ستة قتلى من الجانبين، لا يقبله عقل ولا منطق مهما كانت خلفياته، خصوصا اذا كانت على صلة بنزع سلاح او غيره حماية لأهالي المنطقة والبلدة، من حمام دم كان يمكن ان يؤدي اليه استمرار الاشتباكات.

 

على اي حال وعلى أمل ان يعود كل لبناني الى لبنانيته ويؤدي التحية لكل عسكري في الجيش، يبقى ان المؤسسة العسكرية تفرض هيبتها وتضع حداً لأي انتهاك وتكفل حماية لبنان واللبنانيين مما يفبركه بعض المستفيدين من التفلت وضرب الاستقرار لمصالح لم تعد خافية على أحد.

 

الحزب يخوّن

 

فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تم تصويره في بلدة حوش السيد علي، إبان دخول وحدات الجيش للتمركز في المنطقة، فيه من قلة الاحترام واللاوطنية ما يندى له الجبين. ذلك ان مناصري الحزب ظهروا يوجهون للعسكريين عبارات جد مسيئة بحق جيش الوطن قائلين “لبيك يا نصرالله، خاين، خاين، عملاء…” وبعد عبور آليات الجيش ، انتشر مقنّعو الحزب في الشارع حاملين الاسلحة. ليس بعيدا، تعرّضت الزميلة لينا اسماعيل، مراسلة “النهار” في بعلبك، لاعتداء من مجموعة أشخاص حين كانت تغطي دخول الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية. وتعرّض شاب لاسماعيل بألفاظ نابية وأصرّ على أخذ هاتفها، لتنضمّ إليه امرأة قامت بالاعتداء الجسدي عليها ونزع هاتفها.

 

عون يتابع

 

وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.

 

جملة ملفات

 

في الاثناء، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لاقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكونات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة. فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.

 

وكان سلام عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات ابرزها مع وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram