افتتاحية صحيفة الأخبار:
اختلاسات رياض سلامة: هكذا اشترى الحاكم السابق سكوت HSBC في سويسرا
في وقت يكتفي القضاء اللبناني بالتحقيق في شيكات مالية بقيمة 44 مليون دولار، حوّلها الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة من حساب الاستشارات في المصرف إلى حساب المحامي ميشال تويني، ومنه إلى حساب مروان عيسى الخوري (ابن شقيقة سلامة)، لتنتهي في الحساب الخاص للحاكم السابق في البنك المركزي مجدّداً، ثبّت القضاء السويسري عمليات تبييض أموال نفّذها عبر مصرف HSBC في جنيف.
وتوصّلت التحقيقات التي شارك فيها إلى جانب السويسريين محقّقون فرنسيون ولبنانيون إلى أدلّة موثّقة حول تجاوزات خطيرة ارتكبها المصرف السويسري عبر «غضّ النظر» عن أكثر من 300 معاملة وصلت قيمتها إلى 330 مليون دولار (راجع «الأخبار» الجمعة 23 كانون الأول 2022)، ونُفّذت على مدى أكثر من 13 عاماً بين مصرف لبنان وHSBC في سويسرا وحسابات شركة «فوري» (يملكها شقيق الحاكم السابق رجا سلامة ومسجّلة في جزيرة تورتولا أكبر الجزر في الجزر العذراء البريطانية).
واتّهمت هيئة الرقابة على الأسواق المالية السويسرية (FINMA)، قبل نحو عام، بنك HSBC Private Bank بالفشل بشكل خطير في الوفاء بالتزاماته المتعلّقة بمنع غسل الأموال، وعوقب بحرمانه مؤقّتاً من إقامة علاقات تجارية جديدة مع فئة العملاء ذوي المخاطر العالية، على أن يقدّم بياناً كاملاً بالمسؤوليات داخل مجلس إدارته.
غير أن الفضيحة لم تطاول المصرف المركزي السويسري الذي مُنعت أي ملاحقة جنائية بحقه رغم الدور الأساسي الذي لعبه في قضية سلامة. ويبدو أن حال سويسرا ولبنان واحد في هذا الاطار، إذ يحقق القضاء اللبناني بخجل في اختلاسات سلامة، لكنه يمتنع عن فتح ملفات مصرف لبنان بالكامل بما يطاول حكماً نواب الحاكم المتعاقبين ورؤساء الدوائر الإدارية والمالية فيه، إلى جانب المصارف الخاصة اللبنانية وعدد كبير من الشركاء السياسيين وغير السياسيين.
غير أنه على الأقل في سويسرا، انكشفت خارطة الاحتيال الإجرامي بشكل واضح أمام القضاء، وبات من الصعب جداً الاستمرار في إخفاء الأوساخ تحت السجادة، خصوصاً بعد دخول لبنان على خطّ هذه القضية إثر ادّعاء الرئيسة السابقة لهيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلين إسكندر (نيابة عن الدولة)، قبل تقاعدها، على مصرف HSBC في سويسرا، وطلبت دخول الدولة اللبنانية طرفاً في الدعوى مستغلّة إتاحة القانون السويسري لممثّل أيّ دولة الادّعاء بشكل مباشر.
وهو ما سيتيح للدولة الحصول على مبالغ كبيرة جرّاء الضرر المالي والمعنوي الذي أُلحق بها خلال أكثر من 13 عاماً بسبب غضّ المصرف النظر عن التحويلات غير الشرعية، علماً أن خطوة إسكندر لم ترق يومها لوزيرَي المال والعدل السابقين يوسف خليل وهنري خوري اللذين سبق أن عطّلا إجراءات عدة لإسكندر وحاولا منعها من التدخل في التحقيقات الخارجية!
شريك آل سلامة السويسري
في سويسرا، وصل التحقيق القضائي إلى خواتيمه ونشرت منظمة Public Eye أولَ أمس التفاصيل الكاملة لعمليات تبييض الأموال، بما فيها هويات الأشخاص الذين سهّلوا مهمة الأخوين سلامة داخل المصرف السويسري بين نيسان 2002 وآذار 2015.
التحويلات التي قاربت 330 مليون دولار انتقلت من مصرف لبنان إلى حساب شركة Forry Associates في بنك HSBC الخاص في جنيف. هذه الشركة التي يستفيد منها اقتصادياً رجا سلامة، والتي أظهرت متوسط إيرادات سنوياً بقيمة 25 مليون دولار رغم عدم وجود مكاتب خاصة لها ولا موظفين، أصبحت بكبسة زر من الحاكم مخوّلة بيع وشراء سندات الخزينة واليوروبوند الصادرة عن مصرف لبنان لقاء منحها عمولات.
لذلك، كان لا بدّ لعمل مماثل أن يثير شكوكاً في البنك السويسري الذي أطلق نظام المراقبة الداخلي فيه أول تنبيه حول الأمر عام 2006. فبين حزيران وأيلول من ذلك العام، وصلت خمسة تحويلات مالية من مصرف لبنان إلى المصرف الخاص في جنيف فاقت قيمتها 8 ملايين دولار تحت عنوان «قرار المجلس المركزي/ رسوم وعمولات».
وحين طلب القسم المختص بهذه القضايا في HSBC توضيحات، أكّد مدير الحسابات فيه أن لا شيء يدعو للريبة، مشيراً إلى أن رجا سلامة عمل في Republic National Bank of New York في بيروت قبل إنشاء Forry Associates، وهي شركة استشارات مالية مفوّضة من قبل مصرف لبنان لتسويق سندات الخزينة واليوروبوندز.
وحول المبالغ المالية الخارجة من حساب الشركة، طمأن «المسؤول الكبير» بأنها من استثمارات رجا العقارية في لبنان، موضحاً أنه تفقّدها خلال زياراته إلى لبنان وهي موزّعة بين عقارات وشاليهات. وأظهرت التحقيقات أن هذا المدير كان رجل الأخوين سلامة في المصرف وأمّن لهما الطريق أمام عمليات التبييض على مدى سنوات.
في ذلك الوقت، كانت إجراءات KYC (اعرف عميلك) لا تزال في بدايتها، وكان يُفترض بالرابط العائلي بين رجا ورياض أن يصنّف الأول مباشرة ضمن العملاء الذين يشكّلون مخاطر أكبر من غيرهم في ما يتعلق بغسل الأموال، ما يتطلب التعامل معهم بإجراءات أكثر صرامة. وهنا تكمن المخالفة الأساسية للمصرف السويسري نتيجة غضّ النظر عن هذا الإجراء وعدم تصنيف رجا ضمن هذه الفئة إلا بعد 11 عاماً!
المجلس المركزي في دائرة الاتهام
وبحسب ما عرضته المنظمة السويسرية نقلاً عن القضاء، فإن مئات ملايين الدولارات تدفّقت إلى حساب شركة «فوري» الجاري من مصرف لبنان، من بينها 207 ملايين دولار أعاد رجا تحويلها مجدّداً إلى حسابات خاصة له في أربعة مصارف مختلفة في لبنان بحجة «النفقات الشخصية».
أما الجزء الآخر من هذه الأموال، فكان يُغذّي حسابات شركات وهمية أخرى في سويسرا وخارجها تصبّ جميعها في جيب مالك واحد هو رياض سلامة.
وقد حوّلت «فوري أسوشيتس» أكثر من 26 مليون دولار و9.2 ملايين يورو و5.3 ملايين فرنك سويسري من حسابات الشركة في سويسرا إلى سلامة وشركاء يدورون في فلكه.
في نهاية 2007، عُرضت القضية على لجنة مختصة في البنك (DDC) مؤلّفة من أعضاء إداريين ومن الدائرة القانونية ودائرة الامتثال. اتّخذت اللجنة قراراً بسفر «المسؤول الكبير» إلى بيروت قبيل عيد الميلاد للحصول على جواب «دقيق» من مصرف لبنان حيال التحويلات المالية الكبيرة إلى Forry Associates، علماً أن مصرف لبنان كان قد زوّد HSBC بعقد وساطة بينه وبين «فوري» موقّع عام 2002 من قبل رياض سلامة.
لكن، في ربيع 2009، أرسل أحد المسؤولين في المصرف رسالة إلكترونية إلى مصرف لبنان يطلب فيها تزويده بوثائق إضافية كان قد وُعد بها قبل عام ونصف عام.
وبعد أسابيع، أرسل سلامة رسالة عبر نظام «سويفت»، يؤكد فيها موافقة المجلس المركزي المؤلّف من نوابه الأربعة ووزير المال والممثّل المنتدب عن وزارة الاقتصاد، على دفع كامل رسوم وعمولات شركة «فوري أسوشيتس»، ما يحمّل هؤلاء جميعاً مسؤولية الاختلاسات باعتبارهم شركاء في الجرم، رغم إعلان نواب الحاكم عدم علمهم بدور الشركة الوسيطة.
أما مدير حساب رجا سلامة في جنيف، وهو مسؤول مهم في HSBC، فقد حرص على منع زملائه من طلب تفاصيل إضافية مؤكداً أن تصرفاً مماثلاً سيكون «غير مناسب أو لطيف» خصوصاً بعد التفسيرات التي قدّمها مصرف لبنان.
في هذا الإطار، أحصت Public Eye نحو عشرين طلب توضيح أرسلها قسم الامتثال إلى مدير حساب شركة Forry Associates بين عامي 2006 و2013، نظراً إلى التدفق السريع للأموال والتحويلات إلى شركات أخرى غامضة، منها شركة West Lake Commercial Inc البنمية التي تمتلك حسابات في مصرف Julius Baer Zurich، قبل أن يثبت المحقّقون السويسريون أن مالك هذه الشركة التي تلقّت أكثر من 7 ملايين دولار من «فوري»، ليس سوى سلامة نفسه.
هل يتحرك «العهد الجديد»؟
مطلع عام 2013، دقّت إحدى الموظفات في دائرة الامتثال ناقوس الخطر وأرسلت بريداً إلكترونياً إلى فريق التحقيق في الجرائم المالية، مشيرة إلى «الدورة غير العادية للأموال الخارجة والداخلة إلى حساب فوري». ونتيجة التدقيق في مسار الأموال، صُنّف رجا لأول مرة كـ«شخص مرتبط بشخصية بارزة سياسياً» PEP Associate، وهي فئة أكثر عرضة للمخاطر المتعلقة بالفساد أو غسيل الأموال أو التعاملات المالية المشبوهة.
لكن، مرة أخرى، تدخّل مدير حساب سلامة في المصرف السويسري لإعطاء التطمينات اللازمة ليبقى شقيق الحاكم عميلاً مميزاً غير قابل للمسّ به... إلى أن تولى المحققون في لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) إجراء تحقيق داخلي عام 2015 حول حساب فوري وكل «الإشارات السلبية» التي لم يلتقطها المصرف السويسري الخاص. وفي المحصّلة، طلب المحققون من «المصرفي» المكلّف بمعالجة حسابات رجا أن يتوجه مجدداً إلى مصرف لبنان ليلتقي حاكمه ويحصل منه على توضيحات.
نتيجة ذلك، تلقّى HSBC نسخة جديدة من العقد الموقّع بين مصرف لبنان و«فوري»، وهو مختلف عن نسخته الأولى التي كان تحمل توقيع شخص يُدعى كيفن والتر، بينما حملت النسخة المحدثة توقيع رجا سلامة كمدير عام إلى جانب توقيع شقيقه، في حين أن المصرف لا يذكره سوى كصاحب الحق الاقتصادي للشركة. جراء كل ما سبق، أوصت لجنة التحقيق في الجرائم المالية عام 2016 بقطع المصرف علاقته مع شقيق الحاكم وإغلاق حسابه المصرفي. إلا أن HSBC تمنّع عن القيام بالإجراءات الروتينية اللازمة في حالة مماثلة، وهي إبلاغ مكتب مكافحة غسل الأموال بكل الحسابات التي تثير الشكوك فور حصولها، وفقاً لـ public eye.
مرّت 4 سنوات قبل أن يتحرك مكتب مكافحة تمويل الجرائم ويعدّ تقريراً يفصّل فيه كل التنبيهات والإشارات السلبية التي حامت حول الأخوين سلامة ومرّرها المصرف السويسري، ما اضطر المصرف إلى تقديم بيانات متعلقة بثلاثة حسابات: حساب رجا الشخصي وحساب «فوري» الذي أُغلق وحساب رياض سلامة.
وحتى اللحظة الأخيرة، حاول «المسؤول المصرفي» في البنك السويسري حماية الأخوين سلامة عبر الادّعاء بأن الإجراءات القضائية بحق الحاكم السابق في لبنان تحمل بصمات «سياسية». وقد استدعي هذا المسؤول إلى التحقيق كشاهد أمام المحاكم السويسرية في حزيران 2021. إلا أن مسار المحاسبة الحقيقية لم يطاول HSBC بعد، ولا الموظف الذي سهّل وقنّن كل تجاوزات الأخوين وساعدهما في تبييض الأموال.
ما سبق يرسم مساراً واضحاً للقضاء اللبناني حول جزء من جريمة اختلاس الأموال العامة التي قام بها الحاكم السابق بالتعاون مع شقيقه والمجلس المركزي وكبار الإداريين في مصرف لبنان، إضافة إلى دور مكمّل لوزارة المال، ولا سيما أن العملية موثّقة بشكل كامل في القضاء السويسري. وثمة تعاون منذ عام 2020 بين القضاءَين اللبناني والسويسري وتبادل للمعلومات يسمح بوضع اليد على كل تلك الوثائق، فضلاً عن إمكانية استعادة الأموال المنقولة وغير المنقولة التي جمّدتها المحكمة في جنيف.
فهل يتحرك القضاء اللبناني لاستعادة أمواله المنهوبة ومحاسبة الناهبين بشكل جدّي وفق ما جاء في خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزيف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام؟ أم أن كل ما كُتب لا يعدو كونه شعراً جميلاً يُتلى على مسامع اللبنانيين وأصحاب الودائع، فيقتصر التحقيق على 44 مليون دولار فقط، لـ«ينفد» سلامة فور تسديدها ويُغلق ملفه وملف شركائه الممثّلين الحاليين والسابقين في السلطة ويضيع حق المودعين والمواطنين؟
تضم Public Eye، وهي جمعية مستقلّة مقرها سويسرا، 29 ألف عضو. بدأت عملها عام 1968 لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الشركات السويسرية وإجراء تحقيقات لكشف حالات الفساد والنماذج التجارية غير القانونية وغير المشروعة التي تلحق الضرر بسكان البلدان الأخرى. ومن أهدافها حثّ السلطات السياسية والقضائية السويسرية على مكافحة الفساد وسوء الإدارة والتهرب الضريبي حتى لا تكون سويسرا ملاذاً لمن يجمعون ثرواتهم بطرق غير مشروعة.
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الرئيسان الروسي والأميركي يضعان إطار الحل الأوكراني والتشاور حول الملفات
نتنياهو بدعم ترامب يستأنف الإبادة في غزة: 350 شهيداً من النساء والأطفال
اليمن يستهدف قاعدة نيفاتيم الجوية… والحوثي: نذهب بالتصعيد إلى أعلى مستوياته
تمكن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب من صياغة إطار للحل الأوكراني خلال اتصال هاتفي مطول بينهما، حيث تفيد المعلومات التي وزعها الكرملين عن مضمون الاتصال بين الرئيسين أن المبادئ التي يجب تثبيتها لانطلاق مسار التفاوض حول أوكرانيا في السعودية كما تم الاتفاق، قد جرى توضيحها، وأن موسكو تتصرف بعدما نجحت باسترداد كامل إقليم كورسك الروسي الذي كانت القوات الأوكرانية قد نجحت باختراقه بدعم أميركي في الصيف الماضي، تتصرف كمنتصر في الحرب، وأن واشنطن تسلم بهذا الانتصار الروسي وتدعو كييف للتعامل مع الأمور بواقعية، وتقول المعلومات الروسية إن الاتفاق خلال الاتصال تم على التشاور في كل الملفات الدولية إضافة للعلاقات الثنائية وخفض سباق التسلح وتفعيل اتفاقيات خفض التوتر النووي. وعن المنطقة تفيد المعلومات الروسية بالتركيز على دور محوري للسعودية في حلول المنطقة سواء ما يتصل بالقضية الفلسطينية أو ما يمكن للتعاون الإيراني السعودي إنجازه في خفض التوترات الإقليمية، إضافة للتأكيد على حل تفاوضي لتعقيدات الملف النووي الإيراني.
في المنطقة استفاق الناس على حرب إبادة بدأها بنيامين نتنياهو فجراً على قطاع غزة مستأنفاً الحرب التي توقفت قبل شهرين. وقالت التصريحات الأميركية والإسرائيلية إن الحرب تتمة لما بدأه ترامب في حربه على اليمن، وإن الهدف هو استخدام المزيد من القتل والتدمير لفرض شروط جديدة على المقاومة في غزة، إضعاف قدرة اليمن على إسنادها بعدما خرج لبنان والعراق من القدرة على الإسناد وتغيّر الوضع في سورية، وكانت حصيلة اليوم الأول لحرب الإبادة قرابة 450 شهيدا منهم 350 امراة وطفلاً، بينما بدأت التظاهرات الحاشدة تخرج في شوارع المدن الغربية طلباً لوقف الإبادة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، وبدأت مؤشرات خجولة في بعض المدن العربية ينتظر أن تتسع وتكبر حتى يوم الجمعة المفترض أن يشهد تحركاً عالمياً عربياً جامعاً لنصرة غزة.
اليمن واصل عملياته في البحر الأحمر، حيث استهدفت القطع البحرية الأميركية، وردا على استئناف حرب الإبادة قامت القوات اليمنية بإطلاق صواريخ فرط صوتية نحو قاعدة نيفاتيم الجوية في النقب، وانطلقت صفارات الإنذار في جنوب فلسطين المحتلة وهرع آلاف المستوطنين إلى الملاجئ، بينما قال قائد حركة أنصار الله، نؤكد أننا سنستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وسنعمل كل ما نستطيعه ضد العدو الإسرائيلي.
يعقد مجلس الوزراء، جلسة غداً الخميس، لاعتماد الصيغة النهائيّة لمنهجية التعيينات الإدارية ومناقشة التحول الرقمي في القطاع العام في حين تشير أوساط سياسية إلى أن البحث بدأ في تعيين حاكم لمصرف لبنان وفي التعيينات القضائيّة. وبحسب هذه الأوساط فإن النقاش دائر حول اختيار اسم من اسمين وهما كريم سعيد ووزير المال الأسبق جهاد أزعور.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت، لإعادة لبنان إلى خريطة الاهتمام العربي والدولي، لافتاً خلال استقباله في السرايا وفداً من مجلس الأعمال اللبناني – السعودي إلى أن العمل مستمرّ لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعوديّة.
وعلى هامش إفطارٍ أقامته دار الأيتام الإسلاميّة في بيروت، أكدّ رئيس الحكومة أن «معالجة كلّ أمراض جسمنا العليل تُعَدّ أولوية. لذلك سنعمل بطريقة الخطوط المتوازية، لنستطيع إنجاز أكثر من ملف في أسرع وقت ممكن. فتأمين الانسحاب الإسرائيلي أولويّة، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الإدارة أولوية، وإنصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والالتزام ببرنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية». مشيرًا إلى أن «الأولوية المطلقة لإعادة بناء الدولة بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانيّة بقواها الذاتيّة، كما نصّ عليه اتفاق الطائف»، مشدّداً على أن ذلك «يشعر المواطنين بالأمن والأمان، ويعزّز الاستقرار، ويطمئن بيئة الأعمال، وهي شروط ضروريّة للنهوض بالاقتصاد وتوفير فرص عمل لأبنائنا».
وقال سلام في كلمته: ولّت عهود الفرص الضائعة، وعلينا جميعاً أن نتعاون لإنجاح فرص الإنقاذ المتاحة في هذا العهد الجديد، لنكون على مستوى الثقة التي أولانا إيّاها اللبنانيون في الداخل، والأشقاء والأصدقاء في الخارج، والذين لن يبخلوا علينا بالدعم والمساعدة، إذا عرفنا نحن أن نساعد أنفسنا أولاً وأخيراً».
وتابع سلام: «من أهم مقوّمات الاستقرار الاجتماعي العمل بجدّية لتحقيق الإنماء المتوازن، خاصة في المناطق المحرومة تاريخيًّا، من عكار شمالًا إلى الناقورة والقرى المنكوبة جنوبًا، وصولًا إلى بعلبك والهرمل شرقًا. نريد لأبناء هذه المناطق أن يعيشوا في كنف الدولة العادلة والقادرة على تلبية حاجاتهم الإنمائيّة، ويتمتعوا بحياة كريمة في مناطقهم. في الشمال، نستعدّ لتفعيل المنطقة الاقتصادية وتشغيل مطار القليعات الذي يوفر آلاف الوظائف لأبناء المنطقة. وفي الجنوب، سنُعيد إعمار القرى المهدّمة بأسرع مما يتصوره كثيرون من خلال دعم ومساعدات الأشقاء والأصدقاء. وفي البقاع، سنشجّع الزراعات ذات الإنتاجية والمردود المالي العالي لأهلنا في محافظة بعلبك والهرمل، ليعيشوا حياة هانئة بعيدًا عن أجواء القلق والخوف التي عانت منها أجيال وأجيال».
وختم بالقول: «وعدنا في البيان الوزاري باستكمال تطبيق ما لم يُنفَّذ بعد من اتفاق الطائف، ومنه الهيئة الوطنية المولجة البحث في سبل الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية التي نصّت عليها المادة 95 من الدستور. وذلك بهدف استئصال آفة الطائفية التي تضرب الحياة الوطنية، وتعطّل طموح الشباب في الوصول إلى دولة القانون والمؤسسات القائمة على العدالة والمساواة بين المواطنين، والتي تعتمد الشهادة العلميّة والكفاءة في الوظائف العامة بدل الهوية المذهبية أو الزبائنية السياسيّة».
في سياقٍ آخر، اجتمعت لجنة الدفاع الوطنيّ والداخلية والبلديات في مجلس النواب بدعوة من رئيس اللجنة النائب جهاد الصمد، في حضور وزيري الداخلية والدفاع والمديرين العامّين للأجهزة الأمنية اللبنانية، إضافةً إلى مدير المخابرات في الجيش اللبناني ومدير العمليّات في الجيش اللبناني. وتناول الاجتماع الأوضاع الأمنية المستجدّة، ولا سيّما في الشمال والبقاع. وتمّ الاتفاق على «إصدار توصية للحكومة تقضي بإيفاد وفد رسميّ لبنانيّ إلى سورية للقاءات فورية، على أن يتكوّن هذا الوفد من وزيري الداخلية والدفاع وعضويّة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، بهدف تشكيل لجان ارتباط وتنسيق مباشرة في النقاط الحسّاسة الحدودية، لا سيما في عكار والهرمل وعرسال والمصنع، بما يسمح باستدراك أي حوادث قبل وقوعها وتفاعلها». كما أكّد النوّاب الحاضرون ضرورة التزام تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وألّا يُطبَّق من جهة واحدة، وإلزام الدول الراعية لهذا القرار ولاتفاق وقف النار، «إسرائيل»، بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وتطبيق بنود هذا الاتفاق».
وتمّ البحث في «ملفات عدة مثل النقص في عديد قوى الأمن الداخلي وما يؤدي إليه من بطء في سوق الموقوفين إلى القضاء، إضافة إلى نقص الآليات والمحروقات. وقد وعد وزير الداخليّة بخطة وتحرّك جديّ، بدءًا من إجراء المناقلات والتشكيلات الجديدة في الأجهزة الأمنية».
إلى ذلك توقف القصف والاشتباكات على جانبي الحدود بين لبنان وسورية، بعد وصول وزارتي الدفاع اللبنانية والسورية إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بعد اتصال وزير الدفاع اللبناني ميشال منسّى بنظيره السوري مرهف أبو قصرة، بحثا خلاله «التطورات على الحدود اللبنانية – السورية». وشارك الجيش اللبناني، بعد تعليمات من قيادة الجيش، في الردّ على مصادر النيران من الجانب السوري، ما أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية عن قيام الوزير يوسف رجي ببحث التطورات على الحدود مع نظيره السوري أسعد الشيباني في بروكسل، حيث اتفق الجانبان على متابعة الاتصالات «بما يضمن سيادة الدولتين، ويحول دون تدهور الأوضاع. وكان سقط من الجانب السوري 11 قتيلاً، فيما سقط في الجانب اللبناني، 7 قتلى مدنيين وجرح عشرات آخرين، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
وأمس، استمعت قاضي التحقيق في الشمال سمرندا نصار الى الوزير وليد فياض بصفة شاهد، لساعتين تقريباً. وقد تمّ خلال هذا الوقت استعراض المراحل التاريخية لمشروع سد المسيلحة والاستفسار عن نقاط أساسيّة تتعلق بالشركات المنفذة والاستشارية، هذا وتمّ الادعاء أمس، على الشركتين الإيطالية «مالتورو Maltauro» والفرنسية «»Coyne et bellier»». وحدد موعد الجلسة المقبلة في 8 نيسان المقبل، حيث ستشهد بدء التحقيق مع المدعى عليهم، وبعدها يستكمل الاستماع للوزراء المتعاقبين على الوزارة بصفة شهود في هذه القضية.
من جهة أخرى، دان حزب الله استئناف العدو الإسرائيلي حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأشار إلى أنّ «قرار حكومة نتنياهو الإرهابية بالانقلاب على وقف إطلاق النار واستئناف إشعال الحرب بشراكة كاملة مع الإدارة الأميركية وسط صمت دولي مخزٍ، يؤكد أنّ هذا الكيان المارق ومعه الإدارة الأميركية لا يحترمان أي تعهّدات واتفاقات، وأنّهما وجهان لعملة واحدة متعطشة للدماء لا تعرف إلا لغة القتل والتدمير. كما يفضح ذلك حقيقة الإدارة الأميركية في سعيها المستمر إلى زعزعة استقرار المنطقة عبر العدوان على فلسطين ولبنان وسورية واليمن، بدعمها المطلق لأداتها العسكرية الصهيونية، وسعيها لفرض سياسات ووقائع جديدة بقوة النار». وطالب ما تبقى من المجتمع الدولي الحر، ومن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرّك العاجل لوقف هذه الجريمة المتمادية ضد الإنسانية، ورفع الصوت عاليًا للجم التوحّش الصهيوني الأميركي.
******************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
ترقّب للتعيينات الإدارية وحاكمية "المركزي" ... حراك فرنسي ومؤتمر استثماري لإعادة الثقة
تسير عجلة العمل الحكومي على قدم وساق، فبعد إنجاز التعيينات الأمنية، ينتظر الرأي العام اللبناني استكمال التعيينات الإدارية التي ستنجز كما أعلن بإرساء منهجية جديدة. وعلى خط موازٍ، زيارة مرتقبة لمبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وتليها زيارة رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون إلى فرنسا.
وإذ بدأ لبنان ينسج مجدداً علاقاته الثنائية مع دول العلم وخصوصاً المؤثرة، يكرّس عودته إلى خريطة التواصل، لاسيما أن زيارة الرئيس عون إلى فرنسا تأتي بعد زيارته إلى السعودية والتي وضعت خريطة طريق للعلاقات الثنائية المقبلة بين البلدين.
وعلى خط التعيينات، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد في القصر الجمهوري، لاعتماد الصيغة النهائية لمنهجية التعيينات الادارية، اضافة إلى مناقشة موضوع التحوّل الرقمي في القطاع العام. وفي هذا الإطار، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على "أهمية اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها لمواكبة ملف الحدود ومكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية وتعزيز الأمن والاستقرار".
وكما يبدو أن اسم حاكم مصرف لبنان المقبل حُسم حتى الآن، كما تشي مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، حيث وقع الخيار اذا لم يحصل أي تعديل على رجل الأعمال والمصرفي سمير عساف، وذلك بتزكية فرنسية ربطاً بالثقة التي توليه إياها باريس، وتحديداً بما يتعلق بالمسار الإصلاحي ودعم إعادة الإعمار والسياسة النقدية وأيضاً منع أي احتمالية إعادة شق أي قنوات مصرفية أو نقدية تتيح وصول الأموال لحزب الله.
وإسم عساف ليس جديداً في ساحة التعيينات وحلبة الاستحقاقات، إذ تذّكر المصادر أنه سبق وطُرح اسمه في العام 2020 لتولي حاكمية المركزي وفيما بعد كأحد الأسماء التي برزت خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية كرئيس للجمهورية.
لودريان يتقصى!
ويمكن وصف زيارة لودريان إلى لبنان بزيارة تقصي تحضيرية وتحديداً حول ملف إعادة الإعمار، وهذا ما أشارت إليه الصحافية رندة تقي الدين لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لافتة إلى أن لودريان موكل بهذا الملف، وقادم إلى لبنان للاطلاع عن كثب على الخطة التي وضعت من الحكومة والاحتياجات لإعادة الإعمار، وسيلتقي الحكومة والمسؤولين لهذا الغرض، خصوصاً أن فرنسا ستنظم مؤتمراً لإعادة الإعمار في لبنان.
وحول زيارة الرئيس عون إلى باريس في 28 آذار الجاري، أوضحت تقي الدين أن لا رابط بين زيارة لودريان والرئيس عون، مشددة على أن زيارة الرئيس هي زيارة عمل مهمة بالنسبة للفرنسيين، إذ سيطلع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منه على ما آلت اليه الأوضاع في لبنان وكيف تسير الأمور في الحكومة والرئاسة، وماذا يحصل في لبنان والمنطقة، إذ ستكون العناوين الأبرز في الزيارة، السيادة والقوات الإسرائيلية في الجنوب، وضبط الحدود بين لبنان وسوريا وإمكانيات الجيش وغيرها من المسائل المهمة.
مؤتمر للإستثمار والصين ترفع الحظر
عودة الثقة إلى لبنان تبرز على أكثر من صعيد، منها السياسي والدعم لإعادة الإعمار وأيضاً الجانب الاقتصادي. وفي السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام "العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت، لإعادة لبنان على خارطة الاهتمام العربي والدولي"، لافتاً إلى أن "العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعودية".
كلام سلام جاء خلال استقباله أمس في السراي الحكومي، وفداً من مجلس الاعمال اللبناني- السعودي. ولفت سلام إلى انه "سمع كل الحرص من المسؤولين الخليجيين لا سيما من وزير الخارجية السعودي ورئيس وزراء دولة قطر على دعم لبنان بالاستثمارات والمجالات المختلفة مع حرصهم الشديد على تطبيق الإصلاحات".
وشدد سلام على ان "الاصلاح القضائي هو المدخل الأساس في طريق الاصلاح الشامل لحماية المستثمرين واللبنانيين"، مؤكداً "أولوية انجاز الاصلاح الاقتصادي والمالي"، لافتاً إلى العمل على تسهيل كل الإجراءات الادارية لإنشاء الشركات والمؤسسات من خلال إطلاق مشروع لمكننة الادارة عبر وزارة شؤون التكنولوجيا".
توازياً، أعلن سفير الصين في لبنان تشيان مينجيان خلال لقاء مع سلام أمس، قرار حكومة بلاده رفع حظر سفر الصينيين إلى لبنان، وعلى استمرار دعم بلاده للبنان على مختلف الأصعدة.
الفرزلي يشيد بكلام جنبلاط
لا يزال مضمون كلمة الرئيس وليد جنبلاط خلال إحياء الذكرى الـ 48 لاغتيال المعلم كمال جنبلاط يتفاعل، إذ نوّه رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي بموقف جنبلاط بما يتعلق بمحاولات تسلل أو انجراف وراء الفكرة الصهيونية بفكرة الدويلات الطائفية والمذهبية، ونصيحته بالحفاظ على التراث العربي والعروبة احتراماً لتراث سلطان باشا الأطرش والأمير شكيب إرسلان وكمال جنبلاط.
وأشار الفرزلي إلى أن جنبلاط يعي مخطط الدويلات الطائفية، كما أن مخطط سلخ الدروز عمره سنوات
عون.. "مسؤوليتنا جميعاً"!
تطبيق القوانين والمحاسبة والعدالة، شكلوا محور لقاء الرئيس عون بوفد من نقابة المحامين في طرابلس برئاسة النقيب سامي مرعي الحسن، بحيث أشار عون إلى أن المشكلة في لبنان ليست في القوانين، بل في تطبيقها ومحاسبة من يخالفها، وفي تفسيرها وفق الأهواء والمصالح الشخصيّة.
ورأى عون أنه "مع وجود أشخاصٍ يؤمنون بالعدالة والمحاسبة، لدينا أملٌ في قدرتنا معًا على إصلاح الاعوجاج، ومحاربة الفساد، وتحقيق المحاسبة في كافّة طبقات المجتمع. وهذه مسؤولية جماعيّة، وليست مسؤوليتي وحدي".
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
انحسار حذر لعاصفة الحدود الشرقية وانتشار عسكري… لودريان إلى بيروت وباريس “منشغلة” بحاكمية المركزي
المبعوث الفرنسي إلى لبنان الوزير السابق جان إيف لودريان يصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل قبيل أيام قليلة من الزيارة التي سيقوم بها الرئيس اللبناني العماد جوزف عون إلى باريس في 28 آذار الحالي.
انحسرت “عاصفة” الحدود الشرقية للبنان مع سوريا نسبياً، وإنما بحذر شديد، في الساعات الأخيرة، من دون أن يعني انحسارها انتفاء احتمالات تجددها نظراً إلى تعذّر معالجة الاسباب والأوضاع التي يمكن أن تتسبب بتجدد الاشتباكات “الميليشيوية – العشائرية” ظاهراً على طرفي الحدود المتداخلة، علماً أن تصفية الحسابات والصراعات بين الحكم الانتقالي في سوريا وإيران وأذرعتها وفي طليعتهم “الحزب” تلعب الدور المحوري في إبقاء عوامل الخشية من الاشتباكات قائمة في اي لحظة. وإذ بدا الانحسار النسبي للاشتباكات العنيفة التي شهدتها منطقة الحدود لجهة الهرمل طوال أيام ثلاثة نتيجة فورية لتواصل بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري والإجراءات العسكرية التي نفذت في الساعات الأخيرة، تحدثت معلومات عن استعدادات لدى الجانبين اللبناني والسوري لتكثيف التواصل واطلاق قناة تفاوضية رسمية على مستوى لجان حكومية انطلاقاً من القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة في السرايا بتشكيل لجنة تنسيق وزارية لمتابعة هذا الملف الخطير أمنياً وعسكرياً وديبلوماسياً. ولم تستبعد المعلومات أن يفتح بذلك ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا من جملة الإجراءات الإلزامية التي يتعين الشروع في معالجتها، علماً أن النظام السوري السابق أسقط عشرات المحاولات واللجان والإجراءات التي كانت تهدف إلى ترسيم الحدود ووضع حد للتسيّب الذي يطبع واقعها “التاريخي” السلبي.
وقد دخل الجيش اللبناني أمس إلى أحياء حوش السيد علي من الجهة اللبنانية، بعد توغّل القوات النظامية من الجيش والأمن العام السوري إلى الجانب اللبناني من البلدة .ويأتي دخول الجيش اللبناني بناء على اتفاق بين أجهزة مخابرات البلدين على خلفية اتصال جرى بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، أفضى إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من الطرفين. وقامت وحدات من الجيش بإقفال بعض المعابر غير الشرعية على الحدود في منطقة الهرمل التي تستعمل في التهريب بما في ذلك المعبر الرسمي في مطربا من خلال سواتر ترابية وتعزيز الانتشار العسكري في المنطقة. وكان مختار بلدة حوش السيد علي محمد ناصر الدين أكد لـ”النهار” أنّ قوات الإدارة السورية الجديدة توغلت داخل الأراضي اللبنانية لمسافة خمسة كيلومترات عند الساعة الثانية فجر الثلاثاء، وواصلت تقدمها ما أدّى إلى توسيع نطاق سيطرتها في البلدة.
تزامنت هذه التطورات مع تراجع نسبي خلال اليومين الأخيرين في عمليات النزوح من مناطق الساحل السوري إلى عكار كما أفاد مراسل “النهار” في المنطقة ميشال حلاق. وعزا المراقبون الأمر إلى التوترات الأمنية التي تشهدها قرى المنطقة الشمالية الشرقية وحالة الاستنفار والحشود العسكرية فيها. وأشار التقرير اليومي الذي تصدره غرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة عكار إلى أن عدد النازحين السوريين الجدد المسجلين لديها بلغ حتى البارحة 13104 نازحين معظمهم من الطائفة العلوية ممن هربوا من الساحل السوري.
بيربوك ولودريان
وسط هذه الأجواء تبرز مجدداً التحركات الديبلوماسية الغربية في اتجاه لبنان وتتخذ دلالات مهمة سواء في ملفات تنفيذ القرارات الدولية أو في ملفات الاصلاح الداخلي. وبرز في هذا السياق الإعلان المفاجئ لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس أنها ستتوجه إلى لبنان اليوم الأربعاء.
كما أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن المبعوث الفرنسي إلى لبنان الوزير السابق جان إيف لودريان يصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل قبيل أيام قليلة من الزيارة التي سيقوم بها الرئيس اللبناني العماد جوزف عون إلى باريس في 28 آذار الحالي. وقد أصبح لودريان مكلفاً بملف مساعدة لبنان على إعادة الإعمار وسيزور بيروت للقاء المسؤولين والاطلاع منهم على التوجهات المتصلة بخطة إعادة الإعمار في لبنان والتفكير في المسارات والقنوات والاحتياجات العائدة لها علما أنه يستجمع هذه المعطيات والمعلومات من أجل الإعداد لعقد مؤتمر في باريس لإعادة الاعمار في لبنان. وتجدر الإشارة إلى أن باريس تعلّق أهمية على موضوع تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، علماً أن واشنطن وباريس تتوافقان على تفضيل الوزير السابق جهاد أزعور لتسلم هذا المنصب. وكان المرشح الذي كان أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغبته في ترشحه صديقه المصرفي سمير عساف لم يرغب في ترشيحه للمنصب وأكد أنه غير مرشح لمنصب حاكم مصرف لبنان وهو مستقر في عمله المصرفي. لكن يبدو أن هناك اختلافاً في الراي بين الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام حول المرشحين لهذا المنصب. فرجل المال كريم سعيد المرشح للمنصب لا يحظى حتى الآن بتأييد الجميع علماً انه يحظى باحترام كبير في الأوساط المالية في الخارج كما المرشح الآخر فراس ابي ناصيف، لكن صلة القرابة العائلية التي تربطه برئيس الحكومة تبعد احتمال تعيينه. ومن بين المرشحين أيضاً المصرفي رجل المال فيليب جابر، علماً أن اسمه لم يتم تداوله بشكل كبير ولكنه معروف في قطاع المال العالمي. والمرشح الآخر كميل أبو سليمان محام معروف ومحترم. لكن لا يوجد بعد توافق على اسم أحدهم.
إلى ذلك وفي ظل الاحداث التي جرت على الحدود السورية اللبنانية، ترى باريس أن العلاقة بين لبنان وسوريا ينبغي أن تكون بين دولة ودولة وليس بين ميليشيات و”الحزب ” وغيره فيما تتقاتل هذه الميليشيات لأسباب تهريب وإجرام وسياسة بين “الحزب” والنظام الجديد في سوريا. فباريس مستمرة في دعمها للجيش اللبناني لكي يتمكن من ضبط الأمن على الحدود السورية- اللبنانية ومنع مثل هذه الأحداث.
وفي سياق أوسع تشير كل التوقعات في العاصمة الفرنسية إلى أن إسرائيل ستضرب إيران، لكن التوقيت ليس معروفاً خصوصاً بعد أن عاودت إسرائيل حربها على غزة. وتتوقع المصادر أن تقوم إسرائيل بضربة على إيران قد تتبعها مفاوضات بين أميركا وإيران.
المشهد الداخلي
وفي المشهد السياسي الداخلي شدّد أمس رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على أنه “عندما لا يوجد قضاء عادل، لا توجد محاسبة، وعندما لا توجد محاسبة، لا تسود حتى “شريعة الغاب”، لأن الغاب له شريعة، أما هنا، فقد غابت كل الشرائع”. وقال: “يجب تحقيق دولة القانون والعدالة، فلا يمكن أي إصلاح أن ينجح إذا لم يكن هناك قضاء مستقل ومحاسبة. واليوم، المشكلة ليست فقط أن القوانين موجودة، بل أن كل طرف يفسّرها على هواه ولمصالحه الشخصية. لهذا السبب، استعنا بالوزير رشيد درباس وعدد من كبار القانونيين والمفكرين لإجراء دراسة معمّقة حول الدستور والقوانين، حتى لا يتم تفسيرها تبعًا للمصالح الشخصية”. وأشار الرئيس عون إلى “أن المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار وتطغى على المصلحة الشخصية”.
وبدوره، كشف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت، “لإعادة لبنان إلى خارطة الاهتمام العربي والدولي”، لافتاً إلى أن العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعودية.
وفي المواقف السياسية أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن “الآفاق اليوم أفضل من السابق، لكن هذا لا يعني أننا وصلنا إلى بر الأمان. المنطقة تمر بمرحلة غليان، والأحداث تتسارع، ما يفرض علينا العمل بجدية لحماية وطننا وتعزيز سيادته”. ولفت جعجع إلى أن “لبنان دخل مرحلة جديدة مع العهد الجديد والحكومة الجديدة، وهناك تحسن واضح بالمقارنة مع الماضي، حيث لم نلاحظ حتى الآن أي ممارسات فساد كما كان الحال في الحكومات السابقة. وهذا تطور إيجابي، لكن الأهم هو استكمال بناء الدولة الحقيقية التي تحتكر القرار والسلاح وتفرض سيادتها على كامل أراضيها وحدودها. وهنا أطرح سؤالا: لماذا لم تفرض الدولة سيطرتها الكاملة على حدودها حتى الآن؟ قبل فترة قصيرة، شهدنا دخول آلاف السوريين إلى لبنان من الحدود الشمالية من دون أي رقابة رسمية. هذا أمر غير مقبول، والدولة مطالبة بالسيطرة الكاملة على حدودها لمنع الفوضى وحماية البلاد. لدينا الإمكانات كلها للقيام بذلك، سواء عبر التكنولوجيا الحديثة أو الدعم الدولي، لكن المطلوب هو قرار سياسي حاسم”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سلام يطلق مسارات الأولويات.. وآلية التغيير الإداري غداً
قلق أممي من انعكاسات تجدد الحرب.. واتصالات التهدئة لم تطوّق اشتباكات البقاع
دفعت اسرائيل مجدداً المنطقة الى حافة الانفجار الكبير، بعد تهدئة على جبهة غزة، وتوقيع اتفاقية تبادل الاسرى قبل شهرين بين دولة الاحتلال وحركة «ح» والفصائل الفلسطينية، عبر الغارات الاجرامية بدءاً من فجر الاثنين – الثلاثاء، تحت مبررات، لا تخدم سوى العدوان، من أن القتل واستهداف المدارس والخيم والمنازل المرمَّمة، هي للضغط على حركة «ح» للاذعان الى الشروط الاسرائيلية.
وفي الوقت الذي يدفع فيه لبنان، عبر مؤسسات الدولة المكوّنة حديثاً الخطر الاسرائيلي في الجنوب، والخطر الآتي من الشرق، وحتى الشمال، طغى مناخ الحرب المتجدّدة على الوضع الداخلي، مع تصريحات، غريبة وتخدم توجُّه الكيان الاسرائيلي المعادي ادلى بها المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيف ويتكوف ، ويطالب فيها لبنان التوجُّه الى مفاوضة اسرائيل، عبر شخصية مدنية، ولا اعمار للجنوب او المناطق المتضررة قبل اطلاق السلام مع اسرائيل.
وفي نيويورك، حذرت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان بلاسخارت من الانعكاسات الخطيرة لما يجري على لبنان، في احاطتها حول القرار 1701، التي قدمتها الى مجلس الامن.
بإنتظار ان تبت الحكومة في جلستها ظهر غدٍ الخميس إعتماد الصيغة النهائية لمنهجية التعيينات الادارية، ومناقشة موضوع التحول الرقمي في القطاع العام، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك انها ستتوجه إلى لبنان اليوم الأربعاء.
وعلمت «اللواء» ان بيربوك ستزور لبنان زيارة قصيرة لساعات قليلة قادمة من سوريا، وتلتقي قرابة الثالثة بعد الظهر رئيس الجمهورية جوزاف عون بحضور وزير الخارجية يوسف رجّي.
مجلس الوزراء والآلية
وغداً، تعقد الحكومة جلسة ثانية في السراي الكبير، لاستكمال آلية التعيين في حين لم يتوضح بعد ما اذا كانت جلسة الجمعة، ستعقد لتعيين حاكم لمصرف لبنان، وفقاً للمعلومات، نظراً للخلاف المتجدد حول شخصية الحاكم واسمه، والجهات الدولية الداعمة له.
عون: لا إصلاح بلا قضاء مستقل
ورأى الرئيس جوزف عون انه «عندما لا يوجد قضاء عادل لا توجد محاسبة، وعندها لا تسود حتى «شريعة الغاب» لان الغاب له شريعة، اما هنا، فقد غابت كل الشرائع.. وربط بين الاصلاح والقضاء المستقل، مشيراً الى ان المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة.
سلام:أولويات متلازمة
وفي افطار «دار الايتام الاسلامية» الذي نظم غروب امس تحت عنوان «لبنان يبنيه تضامن بنيه»، بحضور ممثل الرئيس نبيه بري الوزير ياسين جابر والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ورؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وسعد الحريري (ممثلاً بأحمد الحريري) وحسان ذياب، اكد الرئيس نواف سلام «اننا سنبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير»، مشددا على ان «تأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية، على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف».
وأكد الرئيس نواف سلام على ان آلية التعيينات ستقر الخميس، مشدداً على اهمية اللجنة الوزارية لمواكبة ملف الحدود ومكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية.
وأكد العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت لاعادة لبنان الى خارطة الاهتمام العربي والدولي، مشيراً الى ان العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان، ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى السعودية.
توغُّل سوري في حوش السيد علي
بقاعاً، توغل الجيش السوري في بلدة حوش السيد علي، مسيطراً على جزء منها، فيما الجيش اللبناني يقف عند مدخلها.
وكان الجيش اللبناني بدأ التحضير للدخول إلى أحياء حوش السيد علي من الجهة اللبنانية، بعد توغّل القوات النظامية من الجيش والأمن العام السوري فيها. ويأتي دخول الجيش اللبناني بناء على اتفاق بين أجهزة مخابرات البلدين على خلفية اتصال جرى بين الوزير منسى ونظيره السوري أبو قصرة، أفضى إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من الطرفين.
وعلمت «اللواء» ان وزير الخارجية يوسف رجّي مهّد للإتصال بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري خلال لقائه وزير خارجية السلطة السورية المؤقتة محمد الشيباني في بروكسل خلال لمؤتمر الخاص بالوضع السوري، وناقش معه ضرورة وقف اطلاق النار والمواجهات ومعالجة هذه الازمة المستجدة، وحاول الوزير شيباني القاء المسؤولية على الحزب، لكن الوزير رجّي أصرَّ على معالجة الوضع وطلب منه الاتصال بوزير الدفاع السوري للتواصل مع نظيره اللبناني واعطاه رقم الوزير منسى، وفعلا تواصل وزيرا الدفاع وإتفقا على وقف اطلاق النار وبدء التنسيق بين مخابرات البلدين حتى توقف القتال، وبذلك انحصر العمل على التهدئة بالجهات العسكرية بعد التمهيد الدبلوماسي.
وكان يفترض بعد هذا الاتفاق انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية التي دخلتها في البلدة بعد انتشار الجيش اللبناني فيها. لكن افيد مع بداية المساء عن تجدد الإشتباكات عند الحدود اللبنانية – السورية لناحية حوش السيد علي.
وسيطر الهدوء الحذر نهار أمس على منطقة الحدود الشرقية الشمالية لجهة بلدة حوش السيد علي وبلدة القصر ومحيطها وغابت الاشتباكات. وشوهدت تحضيرات للجيش اللبناني للدخول إلى أحياء بدلة حوش السيد علي من الجهة اللبنانية.
وقال مختار حوش السيد علي اللبنانية: ان مسلحي «هيئة تحرير الشام» يحتلون 5 كلم من اراضي البلدة. ويسرقون المنازل.
وحلّقت طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني في اجواء المنطقة الحدودية الشمالية اللهرمل مع سوريا التي شهدت معارك مساء امس الاول، لمراقبة الوضع.
من جهة ثانية، فرّ نحو 13 ألف سوري الى شمال لبنان منذ اندلاع أعمال العنف في منطقة الساحل، في غرب البلاد في السادس من آذار،وفق ما أفادت غرفة إدارة الكوارث والأزمات التابعة لمحافظة عكار اللبنانية.
وأحصت الغرفة وفق تقرير اطلعت صحفي وصول 12798 سورياً الى المحافظة الحدودية، توزعوا على 23 بلدة وقرية حيث يقيمون لدى عائلات أو في قاعات ومستودعات..
وليلاً سقطت قذيفة عند حاجز للجيش اللبناني عند مدخل حوش السيد علي.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
اشتباكات حدودية بين عشائر لبنانية ومقاتلين سوريين
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية الرسمية، بتجدد الاشتباكات، اليوم الثلاثاء، بين أبناء العشائر اللبنانية والفصائل السورية في بلدة حوش السيد علي وبلدة المشرفة، عند الحدود الشمالية لمدينة الهرمل اللبنانية مع سوريا.
وأمس الاثنين، اشتدت الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي عشائر البقاع على الحدود اللبنانية – السورية في شمال مدينة الهرمل، بعد تعرض بلدة حوش السيد علي لقصف من الجانب السوري، ما استدعى رداً من الجيش اللبناني.
وكان هدوء حذر ساد قبل ظهر الاثنين، بعد ليلة عنيفة من الاشتباكات بين الطرفين، وذلك على خلفية مقتل 3 سوريين في محيط ريف حمص، سلمهم الجيش اللبناني إلى الجانب السوري، في حين أوضح وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن القتلى مهربون.
وقال وزيرا الدفاع اللبناني ميشال منسى والسوري مرهف أبو قصرة أمس الاثنين إنهما اتفقا على وقف إطلاق النار، وذلك بعد الاشتباكات على الحدود أودت بحياة عشرة أشخاص على مدى يومين.
وقالت «وكالة الأنباء السورية»، الاثنين، إن قوات وزارة الدفاع سيطرت على قرية حوش السيد علي الحدودية بعد طرد مقاتلي جماعة «الحزب» منها.
ونفى «الحزب» في بيان يوم الأحد مسؤوليته عن الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية السورية.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الجيش يضبط الوضع على الحدود وإسرائيل تفجّر الحرب ضد غزة
يتحضّر الجيش اللبناني للدخول إلى أحياء حوش السيد علي من الجهة اللبنانية، بعد توغّل قوات سورية في المنطقة.
ويأتي دخول الجيش اللبناني بناء على اتفاق بين أجهزة مخابرات البلدين على خلفية اتصال جرى بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، أفضى إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من الطرفين.
وكانت افادت معلومات ان الجيش السوري يتقدم ببلدة «حوش السيد علي».
وأفادت مصادر أن الجيش السوري لن يتقدم أكثر من بلدة «حوش السيد علي»، وأنه سيبقى داخل سوريا ولن يتوغل في لبنان، وتم رصد وصول مزيد من التعزيزات السورية الى الحدود مع لبنان.
وأفادت معلومات عن اشتباكات عنيفة على مشارف بلدتي القصر والمشرفة، ومعلومات عن سقوط جرحى لبنانيين تم نقلهم إلى مستشفيات الهرمل.
وأفيد أن أصوات تبادل القصف المدفعي الذي يحصل في محلة حوش السيد علي الحدودية تسمع في العديد من القرى والبلدات الحدودية الشمالية-الشرقية من محافظة عكار.
واثر تطور الاحداث مساء اول امس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
«إلحاقًا بالبيان السابق المتعلق بتعرّض قرى وبلدات لبنانية حدودية للقصف من جهة الأراضي السورية، تعرضت منطقة حوش السيد علي – الهرمل لقصف مركّز من الجانب السوري. وقد ردت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وتعمل على تعزيز تمركزها الدفاعي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية. تستمر الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية».
وفي بيان لاحق، اعلن الجيش اللبناني عبر منصته على «اكس»: «استقدم الجيش تعزيزات من الوحدات الخاصة إلى منطقة الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية بعد استهداف عدد من مراكزه من جهة الأراضي السورية، كما ركّزت الوحدات العسكرية المنتشرة نيرانها على أهدافها ضمن قطاعات الرمي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية.»
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن حصيلة تطورات اليومين الأخيرين على الحدود اللبنانية – السورية أدت إلى استشهاد سبعة مواطنين، وجرح اثنين وخمسين آخرين، وفق الآتي: – سقط امس ستة شهداء وجرح اثنان وأربعون آخرون.
– سقط اول أمس شهيد يبلغ من العمر خمسة عشر عاما وجرح عشرة أشخاص من بينهم طفلة عمرها اربع سنوات.
وتدعو وزارة الصحة العامة كل المستشفيات، وبخاصة القريبة من مناطق الاعتداءات، إلى ضرورة استقبال جميع الجرحى بالسرعة القصوى، مشيرة إلى تأمين العلاج على نفقة وزارة الصحة العامة.
إسرائيل تستأنف الإبادة.. 412 شهيداً في غارات عنيفة على قطاع غزة
واشنطن: من يحاول إرهابنا سيدفع ثمناً باهظاً وستُفتح أبواب الجحيم
”تل ابيب”: عدنا للحرب لرفض ”حركة ح” إطلاق الاسرى والعروض الاميركية
توازيا ومن دون سابق انذار اسقطت تل ابيب خديعة التفاوض ومماحكاتها وهدنة وقف النار وامرت جيشها بالتحرك عسكريا لتدمير ما تبقى من غزة وابادة سكانها تمهيدا لتهجيرهم وكشف بتسلئيل سيموتريتش وزير ماليتها المتطرف ان الخطط لاستئناف الحرب اعدت وبمعرفة رئيس الاركان الجديد للجيش. وفجر الثلاثاء انطلقت الطائرات الحربية لتلقي بحممها على السكان المدنيين موقعة مئات الشهداء والجرحى. وأفادت وزارة الصحة التابعة ل”حركة ح” الثلاثاء بأن حصيلة الشهداء الفلسطينيين ارتفعت إلى 412، “غالبيتهم من الأطفال والنساء”، وأكثر من 500 مصاب، جراء سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة في قطاع غزة منذ ليلة الاثنين. وزعم جيش الاحتلال الثلاثاء أنه يواصل قصف أهداف تابعة لحركة (ح) وحركة الجهاد الإسلامي في أنحاء قطاع غزة. وادعى الجيش الإسرائيلي أن الأهداف التي قصفها خلال الساعات القليلة الماضية شملت خلايا للمسلحين ومخازن أسلحة وبنية تحتية عسكرية أخرى تستخدمها حركة ح“لتخطيط وتنفيذ أنشطة إرهابية وشكلت تهديدا على قوات جيش الدفاع ومواطني دولة إسرائيل”.
الرئيس محمود عباس: على إسرائيل وقف الحرب
من ناحيته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى “إجبار” إسرائيل على وقف “العدوان” في غزةو في الضفة الغربية بما فيها القدس”. كما أصدر رئيس الوزراء محمد مصطفى دعوة مشابهة خلال اجتماع لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية الثلاثاء.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عدوانه الشامل على قطاع غزة، بسلسلة غارات واسعة وأحزمة نارية.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: “نُقل إلى المستشفيات في قطاع غزة أكثر من 220 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، جرّاء العدوان” الإسرائيلي، مشيرا إلى أنّ “الاحتلال نفّذ أكثر من 200 غارة جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً، ولا يزال يواصل القصف”.
وذكرت تقارير أن خمسة شهداء، بينهم طفلان، وعشرات المصابين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني، جراء قصف الاحتلال لعدد من خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس.
وأكد مسعفون وصول أكثر من 15 شهيدًا، بينهم خمسة أطفال، وأكثر من 20 مصابًا إلى أحد مستشفيات غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف المدينة.
ووصلت عشرات الإصابات إلى مستشفى العودة في النصيرات، جراء استهداف منازل المواطنين في مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي مستشفى العودة بتل الزعتر في مخيم جباليا، وصل 8 شهداء من بينهم 6 أطفال، وعشرات المصابين نتيجة استهداف منازل المواطنين شمالي القطاع.
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية بسقوط عدد من الشهداء جراء استهداف طائرات الاحتلال لمنزلي عائلتي سليمان وأبو طير في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، بالإضافة إلى قصف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.كما استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، وثلاثة منازل في شارع الصناعة بحي تل الهوى، إلى جانب منازل أخرى في مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع.
الاحتلال الاسرائيلي
وأصدر الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، تعليمات لجيشه بالتحرك بـ”قوة” ضد قطاع غزة بزعم رفض “حركة ح” العروض التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء، وذلك في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني الماضي.
وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “أصدر بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد منظمة ح في قطاع غزة بعد “رفضها مرارا وتكرارا إطلاق سراح الرهائن، وكل العروض التي تلقتها من المبعوث الأميركي ويتكوف ومن الوسطاء”.
واعلن الجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك: “بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشنّ قوات جيش الدفاع والشاباك هجومًا واسعا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة”.
ونقل موقع ”أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسبقا بالهجمات وأهداف العملية العسكرية المتجددة في قطاع غزة.
البيت الأبيض
وذكرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة الثلاثاء، وقالت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حركة ح وذراع ايران في اليمن وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا. ستُفتح أبواب الجحيم”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ضوء أخضر أميركي يُشعل غزة… فماذا عن الجبهة الشماليّة؟
توترات أمنيّة تزنّر لبنان… هل يعود اللبنانيّون الى الشارع؟
الضغوط الدوليّة تعرقل التعيينات… التضامن الحكومي يهتز؟ – ميشال نصر
من اليمن الى غزة ، اشتعلت الجبهات دفعة واحدة بالتكافل والتضامن، هذه المرة بين «اسرائيل» والولايات المتحدة، حيث يربط بين الجبهات والحلفاء حبل ايران، الذي يبدأ بنفوذها الاقليمي ولا ينتهي بملفها النووي، وبينهما سلاحها الافعل الممرات البرية والبحرية.
هذا الانهيار الدراماتيكي، دفع بالكثيرين الى السؤال عن حدوده وحجمه وتدحرجه، ومدى اتساعه ليشمل جبهات أخرى، باتت منذ السابع من تشرين الاول 2023 مرتبطة عضويا بالقطاع واحداثه، وفي مقدمتها الجبهة اللبنانية، حيث بدت ظاهرة علامات القلق والتوتر والخوف من انفجار الجبهة الجنوبية.
سؤال يصبح مشروعا، في ظل ما يرشح من مواقف صادرة من واشنطن تتحدث عن «انذارات ومهل» واجراءات قد تتخذ، من باب الضغط على لبنان والحزب وبيئته، رغم ان البيان الصادر عن حارة حريك حول غزة اكتفى «بالتضامن المعنوي».
الوضع اللبناني
مصادر سياسية اكدت ان لا شيء يوحي حتى الساعة بوجود قرار «اسرائيلي» باشعال الجبهة اللبنانية قريبا، خصوصا ان الحزب ملتزم بقواعد الاشتباك التي وضعها اتفاق وقف النار، وبالتالي بالنسبة لحارة حريك فان اقرار الاتفاق بين لبنان و «اسرائيل» انهى مرحلة الاسناد، وفصل المسارات، وان بقيت مرتبطة لجهة التداعيات والنتائج السياسية، مستبعدة ان يكون حادث اطلاق النار على احدى السيارات في «افيفيم» من مارون الراس، بداية لتغيير في تلك القواعد.
وتتابع المصادر بان ثمة ضمانات فرنسية واميركية الى حد ما بتحييد لبنان اقله راهنا، في ظل التزامه بمتطلبات وقف النار وتطبيق القرار 1701، رغم كل الحجج والمبررات التي تقدمها «اسرائيل» «بقبة باط» اميركية تتحدث بخلاف ذلك.
الموقف الاميركي
فوفقا للمعلومات، لم يتلق المعنيون في بيروت اي موقف جديد من الجانب الاميركي، الذي يرى في التواصل السياسي اللبناني – «الاسرائيلي» من خلال اللجان الثلاث، بوابة الزامية لاعادة الاعمار والانسحاب من النقاط المحتلة، في مقابل اصرار لبناني على ان الخطوة الاولى يجب ان تبدأ من الانسحاب «الاسرائيلي» الكامل وعودة الاسرى، ليصار الى تطبيق باقي بنود القرار 1701 .
تحت هذا العنوان يندرج التهديد الأميركي بإعطاء مهلة محددة لنزع سلاح الحزب، في عملية ابتزاز عبر الضغط، مع التأكيد على أن العدو «الإسرائيلي» سيظل في النقاط التي يحتلها، فالتجريف المستمر وتوسيع نطاق النقاط بشكل متسارع يوميًا، يُعد دليلاً ملموساً على هذا التوجه، على ما تشير المعلومات.
ضغوط يجب أن تواجه بوحدة الصف، وتحلي جميع الفرقاء اللبنانيين بالوعي الكافي لمواجهتها ومنع الفتنة الداخلية، خصوصا في ظل ما يحصل على الحدود اللبنانية- السورية مؤخراً، في وقت يتحضر فيه الاقليم لعاصفة كبيرة، مع احتمال حدوث انفجار في أي لحظة، فالمنطقة اليوم على «كف عفريت»، والتحضيرات الأميركية لضرب إيران قائمة، فيما السؤال عما إذا كانت الضربة ستكون أميركية أو «إسرائيلية» أو مشتركة.
اهتزاز الحكومة
وضع ترك تردداته على التضامن الحكومي، بعد مرور اقتراح وزير الخارجية خلال جلسة الحكومة ما قبل الاخيرة حول السلاح وتسليمه مرور الكرام، لتعود وترد عليه وزيرة البيئة تمارا الزين، بعد مطالعة نائب رئيس الحكومة لقناة «الحرة» ، ما دفع بـ «القوات اللبنانية» الى الطلب بعقد جلسة مناقشة عامة في مجلس النواب «لتصويب المسار»، وهو ما اثار مخاوف اوساط متابعة من بدء اهتزاز الحكومة، ونجاح المساعي الدولية في نقل الصراع الى الداخل اللبناني.
الامن الى الواجهة
في غضون ذلك، تزداد بشكل لافت وتيرة معالم التصعيد الميداني على حدودي لبنان شرقاً وجنوباً. الاولى عبر الاشتباكات مع الجانب السوري، فيما تشكل الثانية استكمالاً لمسار الاعتداءات التي ينفذها جيش الاحتلال.
الجبهة الشرقية
فقد كشفت مصادر ميدانية ان الموجة الاخيرة من الاشتباكات على الحدود الشرقية، والتي وصفت بالاقسى والاعنف، اظهرت استعدادات الطرفين لخوض المواجهة، مؤكدة ان الجيش اللبناني قادر، ويملك كل الامكانات لرد اي هجوم على الحدود اللبنانية، في ظل الوضع «المزري» للجيش السوري، وهو ما بينته المواجهات الاخيرة، حيث تمكن الجيش من الحاق خسائر كبيرة بالجانب السوري، مشيرة الى ان الرهان على وجود بيئة لبنانية حاضنة امر غير صحيح، بدليل ردات الفعل في طرابلس وغيرها، مبدية اعتقادها بان هذه العمليات ستتكرر، لاسباب سورية داخلية، أهمها حاجة النظام الى «الالهاء» عن المجازر التي ترتكب في الداخل السوري.
ودعت المصادر الى عدم استبعاد العامل «الاسرائيلي»، اذ ان «تل ابيب» معنيّة ببقاء التوتر على الحدود الشرقية حتى الوصول لأن يشمل القرار 1701 هذه المنطقة، ولذا فإن الهدف «الإسرائيلي» قد يكون تفعيل «استراتيجية المعركة» بين القصف والحروب في هذه المنطقة، حتى يقوم مجلس الأمن بتوسيع مهام اليونيفيل لتشمل حدود لبنان مع سورية، وهو ما كان المح اليه النظام السوري لجهة تدخل دولي لضبط الحدود ، مما يشير إلى مخطط لنشر قوات دولية على هذه الحدود، لتطويق لبنان من جميع الاتجاهات.
واقع ميداني اجبر الجانب السوري على التراجع، بعدما نجحت الاتصالات على خطين: الاول ديبلوماسي قاده وزير الخارجية مع نظيره السوري من بروكسل، والثاني عسكري تولاه وزير الدفاع مع نظيره ايضا، حيث تم الاتفاق على تكليف المخابرات اللبنانية والسورية التنسيق لوقف النار، وحل الاشكالات، وهو ما ترجم هدوءا على طول جبهة القتال الممتدة من حوش السيد علي، التي سيطر عليها الجيش السوري بقسميها اللبناني والسوري، الى الشواغير حيث تتمركز وحدات الجيش اللبناني، وصولا الى القصر والمشرفة، قبل ان يعود الوضع الى توتره مع ساعات المساء الاولى.
ووفقا للمعطيات، فان الاتصالات تركز حاليا على انسحاب القوات السورية من الجانب اللبناني من حوش السيد علي تمهيدا لعودة سكانها اليها، وثانيا على تبادل للجثث، حيث علم ان الجانب السوري يحتفظ بثلاث جثث لبنانية احداها لابن رئيس البلدية السابق علي الحج حسن.
وفي هذا الخصوص، علم انه تم التوصل مساء الى اتفاق تقوم بموجبه الادارة السورية بتسليم جثتي الاخوين محمد واحمد نورس مدلج للصليب الاحمر اللبناني عند معبر جوسيه. كما علم ان وحدات الجيش اللبناني باشرت اقفال بعض المعابر في منطقة الهرمل، ومنها معبر مرطبا الشرعي، تزامنا مع تحضيرات لدخول قوة من الجيش الى الاحياء اللبنانية من بلدة حوش السيد علي بعد انسحاب القوات السورية منها.
ليل طرابلس
وليس بعيدا، اشتعلت جبهة مخيم البداوي ومنطقة وادي النحلة في طرابلس، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين شبان من الجهتين على خلفية قيام ابراهيم سيف من الوادي نهاية الاسبوع، «بمصادرة» شاحنة مساعدات غذائية مقدمة من السفارة الايرانية لعدد من العائلات داخل المخيم، والمنتمية الى حركة الجهاد الاسلامي، وتوزيع محتوياتها على اهالي بلدته على اعتبار انهم اولى بها، وفقا لمصادر امنية، التي اشارت الى ان الاشتباكات بدأت بعدما كمن شبان من المخيم لسيف ومجموعة كانت برفقته، ففتحوا النار عليها، ما ادى الى اصابة ابن عمه، ليتطور الامر الى اشتباكات دامت لساعات، قبل ان يتدخل الجيش ومسؤولو الفصائل الفلسطينية.
زيارة باريس
في المقابل، يبدو واضحا ان لبنان الرسمي، عبر رئاسة جمهوريته، يخوض حملة ديبلوماسية استباقية تصاعدية، تمثلت في الاتصالات والاجتماعات للجم التوتر، حيث ستكون الاوضاع الامنية سواء جنوبا او شرقا، حاضرة على جدول اعمال زيارة الرئيس عون الى باريس، التي يمكن ان تؤدي دورا فاعلا سواء من خلال الضغط الاوروبي على دمشق، او حتى على «اسرائيل»، في ضوء مواقفها الداعمة للبنان في لجنة المراقبة.
وتكشف المعلومات، ان الرئيس اللبناني سيشكر نظيره الفرنسي على الدعم والجهد الكبير، الذي بذلته فرنسا من اجل اتمام الاستحقاق الانتخابي، وفي التوصل الى وقف لاطلاق النار بين لبنان و «اسرائيل»، فيما سيحضر بالتأكيد الملف الاقتصادي كطبق اساسي على الطاولة، وتحديدا مؤتمر دعم لبنان الذي ستنظمه فرنسا خلال شهر تموز المقبل، والذي يبدو ان طريقه «غير سالكة» حتى الساعة، وفقا لاوساط فرنسية، نتيجة عدم الحماسة الخليجية لتمويل الصندوق الخاص بلبنان، في ظل الاولويات الخليجية المختلفة، فضلا عن عدم رغبة هذه الدول بخرق «الحظر الاميركي» المفروض على بيروت.
وكان اكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت، لاعادة لبنان على خارطة الاهتمام العربي والدولي، لافتا الى ان العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان، ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى السعودية.
مجلس الوزراء
سياسيا، وفي الوقت المقتطع، لم تنجح الحكومة في انجاز آلية التعيين في ظل «التضارب» بين المشاريع المقترحة والتي تحتاج الى مزيد من الدرس، رغم ان الاتجاه الحاكم يظهر تقدم الآلية السابقة التي كان وضعها الوزير محمد فنيش، مع ادخال تعديلات عليها تعطي مزيدا من الصلاحيات لكل من وزارة التنمية الادارية ومجلس الخدمة المدنية.
تأخير بطبيعة الحال ادى حتما الى ترحيل البت ببعض التعيينات وفي مقدمتها حاكمية مصرف لبنان، ربما لما بعد عطلة العيد، افساحا في المجال امام مزيد من الاتصالات، في ظل خلط الاوراق الحاصل وعملية شد الحبال الاقليمية والدولية بين واشنطن وباريس والرياض، حيث لكل منها معركتها و «فيتواتها» لايصال مرشحها، وهو ما دفع بباريس الى ارسال موفدها الى بيروت، عشية زيارة رئيس الجمهورية الى فرنسا للضغط باتجاه تمرير مرشحها.
عودة الى الشارع
على صعيد آخر، يتخوف المراقبون من عودة مشهد التحركات الشعبية وشلل الادارة العامة والاحتجاجات، على الغلاء غير المنطقي، الذي بدأ يلمسه اللبنانيون من خلال ارتفاع الأسعار بشكلٍ غير مدروس، وذلك قبل تطبيق أي من الضرائب المرتفعة، بعدما اختارت الحكومة الطريق الأسهل نحو إقرار موازنة العام الحالي مثقلة بالضرائب، واضعة نفسها في مرمى المعارضة حتى من قبل مؤيديها، وذلك بسبب ما تعتبره «تهريبة» بذريعة عدم مواصلة الصرف على القاعدة الاثني عشرية، في انتظار إنجاز وزير المال ياسين جابر لمشروع القانون المتعلق بالرسوم الواردة في الموازنة، والذي لن يكون على قدر طموحات المواطنين.
**************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
44 مليون دولار لم “يحفظها” سد المسيلح من “التسرب”
قوس الأزمات يتمدّد من غزة إلى حوش السيد علي
قد لا تكون الجبهات مترابطة، لكن قوس الأزمة الممتد من قطاع غزة إلى الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا، مروراً بالجنوب اللبناني، يؤشِّر إلى تصدُّع الهدنة أو اتفاقات وقف النار، ومن شأن هذه المعطيات الجديدة أن تعيد خلط الأوراق سواء بين إسرائيل وحركة ح أو بين إسرائيل ولبنان، وحتى بين النظام الجديد في سوريا ولبنان.
في غزة، ردَّت إسرائيل على “طوفان الأقصى”، بما يمكن تسميته “الطوفان الأقصى”، يوم من الغارات أسفر عن سقوط ألف بين قتيل وجريح كما عن سقوط قادة سياسيين وفي مقدمهم رئيس الحكومة في قطاع غزة عصام الدعاليس إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة.
الوضع في غزة مفتوح على كل الاحتمالات بعدما تبيَّن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحوز على ضوء أخضر أميركي، ما يتيح له رفع سقف تصعيده.
الجيش السوري يسيطر على حوش السيد علي
إلى الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، الاشتباكات التي بدأت فردية تطورت بشكلٍ متسارع. الجيش السوري سيطر على بلدة حوش السيد علي في جزءَيْها السوري واللبناني، والبلدة المذكورة كانت تشكِّل ما يمكن تسميته “الجسر اللوجيستي” لـ “الحزب”، في استخدامها كمعبر غير شرعي للتهريب في الاتجاهين، ويبدو أن الجيش السوري كان على دراية بهذه المعطيات، فقرر السيطرة عليها، ما من شأنه قطع “متنفسِ تهريب” لـ “الحزب”. وقد أفيد مساء بتجدد الاشتباكات عند أطراف تلك البلدة.
الجنوب تحت مراقبة المسيّرات
على الجبهة الجنوبية، تمَّ التداول بفيديوات عن ملاحقة المسيَّرات الإسرائيلية عناصر من “الحزب”، ويأتي هذا التطور كرسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يطبَّق بكافة مندرجاته، بدليل وجود مسلحين من “الحزب” في جنوب الليطاني.
مصادر ديبلوماسية تخوَّفت من أن تمتد نيران غزة إلى لبنان، فكما وجدت إسرائيل ذريعة لفتح الحرب مجدداً على غزة، لن تجد صعوبةً في إيجاد أكثر من ذريعة لتجديد الحرب على لبنان انطلاقاً من جنوب الليطاني في اتجاه شمال الليطاني.
اشتباكات بين البداوي ووادي النحلة
تطورات الجنوب لم تحجب الضوء عن تطورات الشمال الذي شهد اشتباكات بين مخيم البداوي للفلسطينيين ومنطقة وادي النحلة والتي اندلعت على خلفية مساعدات مقدَّمة من “الحزب” ما أثار امتعاض خصوم الحزب، وتطور الأمر إلى اشتباكات دامت لساعات.
مجلس وزراء لآلية التعيينات
كل هذه المعطيات من شأنها أن تشكِّل حافزاً للسلطة السياسية لتسريع معالجة الملفات. وفي هذا السياق، يعقد مجلس الوزراء جلسة غداً الخميس في السراي الحكومي، مخصصة لاستكمال آلية التعيينات، وقد تكون هناك جلسة ثانية، بعد غد الجمعة في القصر الجمهوري، في حال تم التوافق على اسم حاكم مصرف لبنان الذي يبدو أنه ما زال موضع تجاذب بين أربعة أو خمسة أسماء.
وزيرة خارجية ألمانيا في بيروت
دبلوماسياً، تقوم وزيرة خارجية ألمانيا “أنالينا بيربوك” بزيارة إلى لبنان ويستقبلها الرئيس جوزاف عون بعد ظهر اليوم وسبق أن التقت في بروكسل وزير الخارجية يوسف رجي. وتكشف معلومات “نداء الوطن” أن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية لا تأتي في إطار منح تقديمات للبنان بل من أجل تكرار ما هو مطلوب من لبنان، حيث ستشدد على تطبيق الإصلاحات والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي، وسيكون هناك موقف حازم في هذا الاتجاه حيث ستؤكد أن الوضع اللبناني يخضع للمراقبة الدوليةولا يمكن التهرب من الالتزامات أو الالتفاف عليها.
القاضية سمرندا نصار تتابع ملف سد المسيلحة
وفي تطور قضائي بارز، استمعت القاضية سمرندا نصار، قاضية التحقيق الأول في الشمال، إلى وزير الطاقة السابق وليد فياض، بصفة شاهد، على مدى ساعتين، في قضية سد المسيلحة، غادر بعدها فياض قصر العدل في طرابلس، مع إمكان دعوته للاستماع إليه مجدداً.
وفي المعلومات أن القاضية نصار ستستمع أيضاً إلى وزراء طاقة سابقين من بينهم ريمون غجر، أما وزراء الطاقة السابقون، كالوزيرة ندى البستاني، فإن الاستماع إليها سيتم على سبيل الاستئناس، وليس كحالة الوزيرين فياض وغجر، باعتبارها تتمتَّع بحصانة نيابية.
وتضيف المعلومات أنه تمَّ الادعاء على الشركات المنفِّذة والشركات الاستشارية، ومن بينها شركات أجنبية، بهدف كشف حقيقة كيف تم صرف 44 مليون دولار، من أصل 65 مليون دولار، وأكثر من ذلك تطالب الشركات بـ 17 مليون دولار إضافية، فيما السد يُعتبر فاشلاً من حيث التنفيذ.
وتقول مصادر قضائية إن ملف سد المسيلحة يشكِّل الجزء الظاهر من جبل الفساد في وزارة الطاقة، من تلزيمات السدود إلى صفقات الفيول، وصولاً إلى البواخر التركية لتوليد الكهرباء.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :