أكدت اللبنانية الأولى، السيدة نعمت عون، أن المغتربين ليسوا مجرد جزء من تاريخ لبنان، بل هم جزء أساسي من حاضره ومستقبله، وهم العمود الفقري للوطن.
وقالت: “لبنان يقف عند مفترق طرق، وهذه المرحلة هي مرحلة الوحدة وإعادة الإعمار، ووضع الأسس لوطن لا يشعر فيه أي لبناني بالحاجة إلى الهجرة كي ينجح. لذا، لا أطلب منكم فقط أن تتذكروا لبنان، بل أطلب منكم أن تؤمنوا به.”
جاءت مواقف السيدة عون خلال لقاء جمعها بأبناء الجالية اللبنانية في نيويورك، الذي نظمه القنصل العام للبنان في نيويورك، مجدي رمضان.
وخلال اللقاء، ألقت السيدة عون كلمة قالت فيها: “أصحاب المعالي، الضيوف الكرام، الأصدقاء الأعزاء، يشرفني ويسعدني أن أكون معكم الليلة. زيارتي لنيويورك تتمحور حول مشاركتي في “لجنة وضع المرأة (CSW)”، حيث تشرفت بتمثيل لبنان والدفاع عن حقوق النساء اللبنانيات، ومشاركة قصتهن الملهمة مع العالم – قصة صمود، تكيف ونجاح. لكن وجودي الليلة معكم يتعلق بأمر لا يقل أهمية، وهو أنتم. رؤيتكم جميعًا هنا تملأني بالفخر والاعتزاز. الجالية اللبنانية هي من أهم ثروات وطننا. لقد حملتم اسم لبنان إلى أعلى مستويات النجاح في عالم الأعمال والتعليم والتكنولوجيا والرعاية الصحية والثقافة، وأكثر من ذلك. نحن لا نشعر فقط بالفخر بكم، بل نحن ممتنون لكم بعمق.”
وأضافت: “على مدى السنوات الخمس الماضية، وبينما كان لبنان يعاني من الانهيار الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمات الإنسانية، والحروب، كنتم دائمًا إلى جانب وطنكم. لقد أرسلتم المساعدات، ودعمتم العائلات، ومولتم المستشفيات والمدارس، وأعطيتم الأمل عندما بدا كل شيء ضائعًا. أنتم لستم مجرد جزء من تاريخ لبنان، أنتم جزء أساسي من حاضره ومستقبله. أنتم العمود الفقري لوطننا. ومع ذلك، وبقدر ما يسعدني هذا اللقاء، لا أستطيع تجاهل شعور بالحزن العميق. لأنه بينما أنظر إلى هذه القاعة المليئة باللبنانيين المبدعين والناجحين، لا يمكنني إلا أن أواجه حقيقة مؤلمة: أنكم لستم في لبنان. أحلم بلبنان يحقق فيه أبناؤه مواهبهم وطموحاتهم داخل وطنهم، وليس خارجه. لا بد أن نوقف نزيف العقول الذي عانى منه بلدنا لأكثر من قرن.”
وتابعت: “اليوم، لبنان يقف عند مفترق طرق. هذه المرحلة هي مرحلة الوحدة، وإعادة الإعمار، ووضع الأسس لوطن لا يشعر فيه أي لبناني بالحاجة إلى الهجرة كي ينجح. لذا، لا أطلب منكم فقط أن تتذكروا لبنان، بل أطلب منكم أن تؤمنوا به. أن تؤمنوا بأننا، معًا، قادرون على إعادة بناء لبنان، وتعزيزه، ورفعه إلى مستويات أعلى – ليس فقط لاستعادة ما كان، بل لخلق شيء أعظم. لبنان قوي، مليء بالفرص، بحيث لا يغادره أبناؤه الأذكى والأفضل، بل يعودون إليه. عودوا إلى الوطن، ليس فقط في عطلة، وليس لفترة قصيرة… بل عودوا للبقاء فيه. هذا ليس مجرد حلم، إنه رسالة يجب أن نحققها معًا، يدًا بيد.”
وختمت السيدة الأولى قائلة: “في الختام، أود أن أتوجه إليكم باللغة العربية وأقول إنه عندما انتخب فخامة الرئيس، قلت من على باب مجلس النواب أننا نريد أن يعود المغتربون إلى لبنان. واليوم، أتيت إليكم لأجدد التأكيد على هذا الأمر. نحن فخورون جدًا بكم، ولكننا نريد أن تحققوا إنجازاتكم للبنان، في لبنان.”
وكان القنصل العام رمضان قد ألقى كلمة رحب فيها بالسيدة الأولى، وركز على “أهمية التزام السيدة عون بالمواطنة المسؤولة والتضامن الاجتماعي”، متطرقًا إلى “دورها على رأس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية”، وقال: “إن السيدة الأولى ورئيس الجمهورية يجسدان فسحة أمل في التغيير الإيجابي الذي يستحقه جميع اللبنانيين واللبنانيات في لبنان حر، مستقل، سيد ومزدهر.”
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :