افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 10 آذار 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 10 آذار 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

«لا إنقاذ ولا إصلاح من دون إعادة الإعمار» | قاسم: المقاومة مستمرة في الميدان وستُخرِج المحتل

أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة باقية ومستمرة، وهي وشعبها لن يسمحا للإسرائيلي بالبقاء في المناطق التي لا يزال يحتلها. وتوجّه «للبعض في الداخل: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم»، مشدّداً على أن «صبرنا ليس هزيمة بل هو بقرار، وثوابتنا مستمرة وحضورنا قائم»، و«لن نسمح بترسيخ المعادلات الجديدة بطريقة إسرائيلية». وأضاف: «نحن نعطي الدولة الفرصة في العمل السياسي لكي نثبت للعالم كله أنّ إسرائيل لا تنسحب بالسياسة بل بالمقاومة»، متوجّهاً إلى جمهور المقاومة بالقول: «اطمئنوا، قيادتكم ومقاومتكم والمقاومون موجودون وقادرون على التصرف في الوقت المناسب».

وفي حوار تلفزيوني عبر قناة «المنار»، هو الأول منذ تعيينه أميناً عاماً، أكّد الشيخ قاسم أنه «لا توجد بنود سرية في اتفاق وقف إطلاق النار، ولا بنود تحت الطاولة. هذا الاتفاق وردت فيه عبارة جنوب الليطاني خمس مرات، وهو جزء من القرار 1701. ولا علاقة لنا بأيّ اتفاق جانبي بين أميركا وإسرائيل»، مشيراً إلى أن إدخال مستوطنين إلى موقع العباد «أكبر دليل على أننا أمام مشروع إسرائيلي توسّعي كبير من المحيط الى الخليج، وكما عطّلنا هذا المشروع في عام 2000 وفي عام 2006 سنعطّله مجدداً».

وعن مجريات الحرب أكّد أنه «بدءاً من 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة، واستعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان»، مشدّداً على أن «الصمود الأسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب تل أبيب والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت الإسرائيلي يذهب إلى الاتفاق».

وأكّد أننا «لم نحاور عن ضعف، فنحن قلنا إن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى وقت يريد الإسرائيلي التوقف تحت سقف قرار 1701 لم يكن لدينا المانع». كما أكّد أن «المقاومة كانت تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدّمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي»، لافتاً إلى أن «المقاومة بخير ومستمرّة، وهي جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات، ونُجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة».

وتعليقاً على كلام وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي أخيراً، قال قاسم إن رجي «هو من يُعطي الذريعة لإسرائيل، هناك 2000 خرق إسرائيلي حتى الآن. هذا كلام لا يليق بمسؤول لبناني وكان على وزير الخارجية أن يتحدّث عن الخروقات الصهيونية». وأكّد «أننا نقول المقاومة مستمرة فيعني أنها مستمرة في الميدان».

وأشار إلى «أننا نصبر لأن الدولة مسؤولة ولا يعني ذلك أن الأمور ستبقى كما هي، ولن نسمح للمعادلات الجديدة بأن تترسخ بالطريقة الإسرائيلية»، و«نحن في مرحلة جديدة لم تتغير فيها الثوابت إنّما الأساليب والطرق والأزمنة، والمقاومة الآن أشدّ بطولة وعزيمة من الوقت الذي قاتلت فيه». ولفت إلى أن ««الهجمة السّياسيّة علينا من قبل أميركا وإسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان، كبيرة جداً.

هناك حصار علينا ومواجهة صعبة، لكن علينا البحث عن الطّرق الّتي سنربح فيها، وأن نتخطّى بعض المصاعب»، مشيراً إلى أنّ «جماعة التّطبيع سيدفعون أثماناً باهظةً من قبل الإسرائيلي والأميركي». وأشار إلى «أنّنا نقول أيضاً بحصريّة السّلاح لقوى الأمن الدّاخلي والجيش لضبط الأمن في لبنان وللدّفاع، ولسنا ضد أن يكونوا مسؤولين، ونرفض منطق الميليشيات وأن يشارك أحد الدّولة في حماية أمنها، لكننا مقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي»، و«كمقاومة نعتبر أنّ إسرائيل خطر بكلّ المعايير، ومن حقّ المقاومة أن تستمر».

وأكّد قاسم أن «ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّ توجهيات أميركية وإسرائيلية، ودخلنا إلى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأميركية، واخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، وعلاقتنا معه إيجابية». ولفت قاسم إلى أن «وضع الحكومة لم يستقر بعد، لكننا حريصون على التعاون مع رئيس الحكومة وأصل دخولنا إلى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية، ولا نعمل في الدولة بمنحة من أحد بل بتمثيل من الشعب، وتمثيلنا الشعبي قويّ ومستمرّ وموجود».

وحول الانتخابات البلدية، قال: «نحن مع إجراء الانتخابات في وقتها، ومع القانون الحالي، وإذا تم طرح قوانين أخرى ندرسها ونقرر بشأنها، وسنشارك في الانتخابات، واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجوداً بين الرئيس نبيه بري والسيد نصرالله». وأضاف: «تحالفنا وحركة أمل تخطّى كلّ التحالفات وهو متجذّر وله علاقة بالأرض والعائلات وبرغبة بإعمار لبنان». وأضاف أنّ «العلاقة مع التيار الوطني الحر لم تنقطع، ولا نعيش أزمةً مع مَن بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التّفاهم أو التّحالف الدّاخلي. وبالنسّبة إلى تيار المستقبل فعوامل الاتفاق معه متوفّرة وعقل رئيس التيّار سعد الحريري منفتح، وهناك قابليّة للتّعاون مع تيار المستقبل»، كما أن «علاقاتنا ممتازة مع أحزاب الديمقراطي والمردة والسوري القومي»، مشيراً إلى أنه كانت للحزب التقدمي الاشتراكي «مواقف إيجابية تجاه العدو الإسرائيلي في لبنان وسوريا».

وفي ملف إعادة الإعمار، أكّد قاسم أن «الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن إسرائيل اعتدت على مواطنين لبنانيين، ونحن لم نشنّ الحرب بل صددناها والإسناد ليس هو سبب الحرب»، معتبراً أن «عملية الإعمار جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد، ومن دون إعمار لا إصلاح ولا إنقاذ، وهناك استهداف لطائفة أو جماعات في البلد بسبب انتمائهم إلى المقاومة، وعلى الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد». وقال إن «إيواء الناس هو إنجاز كبير قمنا به وتحمّلنا كلّ الوزر المتعلّق بالترميم والإيواء رغم أن هذا جزء من مسؤولية الدولة».

ووصفَ قاسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «وحش يريد مصادرة العالم»، معتبراً أن «الاعتداء على إيران له أثمان كبيرة جداً وسينعكس على المنطقة كلّها». أما في سوريا، فـ«من المبكر معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع، ونتمنى لسوريا الاستقرار وأن يجدوا طريقة للتفاهم حول نظام يساعد على إقامة سوريا القوية، وأن يضعوا حداً للتمدد الإسرائيلي»، مؤكداً «أننا لا نتدخل في سوريا، ولا أستبعد أن تنشأ هناك مقاومة ضد العدو الصهيوني».

واعتبر قاسم أن المشاركة الحاشدة في تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين «كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وأن المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات».

*****************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

هزات ارتدادية للزلزال السوري والبطريرك اليازجي للشرع: أوقفوا المجازر فورا


التهديد اليمني بفتح جبهة البحر الأحمر يحرّك عجلة التفاوض لاستئناف الاتفاق
قاسم: المقاومة لن تدع الاحتلال في المناطق المحتلة… والاتفاق جنوب الليطاني

 كما خذل العرب عشرات آلاف الشهداء في غزة خذلوا مجدداً ضحايا مجازر الساحل السوري، بل إن بعض الحكومات العربية أصدرت بيانات تأييد للنظام باعتبار ما يجري في الساحل خطة خارجية لزعزعة النظام، ولولا صدور بيانات أميركية وبريطانية وألمانية تصف ما يجري بالجريمة ودعوتها لتحقيق ينتهي بمحاكمة المرتكبين، لما اضطر النظام إلى تشكيل لجنة تحقيق والإعلان عن رفض الفوضى وما ترتّب عليها من مجازر. وكانت عين النظام على الموقف الأميركي الذي قال “أدانت الولايات المتحدة مقتل أشخاص غرب سورية على يد من وصفتهم بـ»الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين»، مطالباً إدارة المرحلة الانتقالية بـ»محاسبة مرتكبي المجازر ضد الأقليات». وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان أمس، إن «الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب، الذين قتلوا أشخاصًا في غرب سورية في الأيام الأخيرة». وأكد أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب الأقليات الدينية والإثنية في سورية، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدروز والعلويين والأكراد، وتقدّم تعازيها للضحايا وعائلاتهم». وأضاف «يجب على السلطات المؤقتة في سورية أن تحاسب مرتكبي هذه المجازر ضد المجتمعات الأقلية في سورية». وتردّد في العواصم الأوروبية خطاب البطريرك يوحنا اليازجي، الذي جاء فيه، «حُرمات النّاس وكراماتهم قد انتُهكت، والصّيحات والهتافات الّتي تُستخدم تبثُّ التّفرقة وتؤدّي إلى النّزعة الطّائفيّة وزعزعة السّلم الأهلي. كما أنّ العديد من المدن والبلدات والقرى قد أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها»، موضحًا أنّ «المناطق المستهدَفة هي أماكن العلويّين والمسيحيّين. وقد سقط أيضًا العديد من القتلى المسيحيّين الأبرياء». داعياً رئيس النظام أحمد الشرع إلى إيقاف المجازر فوراً.

في المنطقة تحرّكت عجلة التفاوض حول مواصلة تطبيق اتفاق غزة، بعدما وجّه اليمن تهديداً بالعودة إلى حرب البحار والحصار البحري على السفن المتوجهة إلى كيان الاحتلال، إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد غد الأربعاء، وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس إن المفاوضات تشهد حراكاً من الممكن أن يؤدي إلى التوصل لاستئناف تطبيق اتفاق وقف النار في غزة، بصيغة تضمن الإفراج عن عدد من الأسرى يعقبه انسحاب إسرائيلي من محور فيلادلفيا، على أن يتم إعلان وقف نار دائم مع تبادل لاحق بعد عيد الفطر.

في لبنان، تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حوار مع قناة المنار عن المقاومة واتفاق وقف إطلاق النار وبقاء الاحتلال في مناطق لبنانيّة، فأكد أن المقاومة سوف تخرج الاحتلال من كل المناطق المحتلة، معتبراً أن الوقت الآن هو فرصة للدولة كي تقوم بما يلزم لإلزام الاحتلال بالانسحاب وفقاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، وعن توازن القوى بين المقاومة والاحتلال، قال قاسم إن المقاومة تضررت كثيراً لكن الاحتلال تضرّر أيضاً، متسائلاً عن معنى عدم عودة المستوطنين النازحين إلى شمال فلسطين المحتلة رغم أن المقاومة أوقفت إطلاق النار وسلّمت منطقة جنوب الليطاني للدولة اللبنانية، وحكومة الاحتلال تبذل جهداً استثنائياً لإقناعهم بالعودة وتقديم المساعدات لهم، بينما لم يتردّد الجنوبيون بالعودة إلى ركام بيوتهم والاعتداءات مستمرّة بحق قراهم، وهم لم يروا شيئاً بعد في اتجاه إعادة الإعمار، وشرح ملابسات التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وبنوده، نافياً وجود أي بنود سرية، مؤكداً أن الاتفاق جزء من القرار 1701 ومحصور بجنوب الليطانيّ.

أشار أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن «جسمنا كبير في حزب الله ولدينا قدرات كبيرة جدًا». وفي حديثٍ لـ»المنار»، أوضح قاسم أنه «نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة». وتوجّه لوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، بالقول: «2000 خرق «إسرائيلي» حتى الآن وعلى وزير الخارجية أن يتحدّث عن الخروقات الإسرائيلية، وهو يُعطي الذريعة لـ»إسرائيل»، ونحن لن نتوقّف عن المقاومة».

وأضاف: “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة، وكانت مراسلاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري متكرّرة وكنّا مهتمّين بوضعه في جوّ الجبهة”.

وتابع قاسم “المقاومة بخير ومستمرّة، لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات، أما من جهة الإسرائيلي فأكثر من 100 ألف مستوطن لم يعودوا حتى الآن إلى الشمال”. وشدّد قاسم على أنَّ “الإسرائيلي صاحب نظرة توسعيّة، وأنَّ إدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “إسرائيلي” كبير من المحيط إلى الخليج.

وأكمل “لا علاقة لنا بأيّ اتفاق بين أميركا و”إسرائيل”، والاتفاق أُعلن عبر وسائل الإعلام ولا توجد بنود تحت الطاولة أو اتفاق سرّي وكلمة جنوب نهر الليطاني وردت فيه 5 مرات. وهذا الاتفاق هو جزء من 1701”.

وتوجّه قاسم لـ”إسرائيل” بالقول: “المقاومة وشعبها لن يدعوكم تستمرون”، مؤكدًا، “من يقاتل لبنانيّون وعلى أرض لبنانيّة”، مضيفاً إذا بقي الاحتلال يجب التصدّي له بالجيش والشعب والمقاومة، فحين نقول إنّ المقاومة مستمرّة فإننا نعني أنها مستمرّة في الميدان.

ورأى الشيخ قاسم أنه “ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّ توجهيات أميركية و”إسرائيلية””، ولفت إلى أنّه “دخلنا إلى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأميركية، واخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، وعلاقتنا معه تتسم بحرارة إيجابية”.

وأضاف “لم يستقرّ وضع رئيس الحكومة ولكننا حريصون على التعاون معه وأصل دخولنا الى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية”. وبيّن أنه “نحن أمام حكم جديد وحكومة جديدة فلنخرج من المهاترات ولنرَ تجربة عملية في البلد”.

وحول الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، قال “نحن مع إجراء الانتخابات البلدية في وقتها، وسنشارك في الانتخابات واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجودًا بين الرئيس نبيه بري والشهيد السيد حسن نصرالله”، وأضاف “عندما تصدّينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة تصدّينا لكي نمثل الناس وتجربتنا رائدة”، وتابع “نحن مع القانون الانتخابي الموجود إلا إذا طرحت أفكار أفضل نناقشها ونعطي رأينا”.

وبينما أكد الشيخ قاسم أن “إسرائيل” خطر بكل المعايير وليس من حق أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن”، أضاف “نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان”.

وشدّد على أن “تمثيلنا الشعبي قويّ ومستمرّ وموجود”، وأضاف “لا نعيش أزمة من بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التفاهم أو التحالف الداخلي”، وأوضح أنه “لم تنقطع العلاقة مع التيار الوطني الحر، وهناك قابليّة للتعاون مع تيار المستقبل وعوامل الاتفاق معه متوفّرة وعقل الرئيس سعد الحريري منفتح”، لافتًا إلى أن “تقييم مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي إيجابي حيال “إسرائيل””، ومؤكدًا أن “معيارنا في العلاقات هو الناس مَن تريد”.

وبما يتعلق بملف إعادة الإعمار، قال الشيخ قاسم “الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن “إسرائيل” اعتدت على مواطنين لبنانيين، وسنساهم في التخفيف من أي ثغرات موجودة، ونحن لم نشنّ الحرب بل صدّيناها والإسناد ليس هو سبب الحرب”. وأضاف “عمليّة الإعمار هي جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد”، وشدّد على أنه من دون “إعمار لا إصلاح وإنقاذ”، ورأى أن “على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد”.

وأمس، بدأ الجيش الإسرائيليّ تمرينًا مفاجئًا لاختبار جاهزيّته لعمليّات التسلّل في القواعد والمواقع العسكريّة في الشمال. وفي تطوّر منفصل، في المقابل شارك عدد كبير من أهالي بلدة كفركلا في تشييع 24 من أبنائهم الذين قضوا في الحرب، حيث جرت مراسم التشييع وسط ركام المنازل والمحالّ التجاريّة المدمّرة. وأفادت معلومات متطابقة عن تحليق طائرة درون (كواد كابتر) فوق رؤوس المشيّعين أثناء مراسم الدفن.

إلى ذلك، أفادت تقارير ميدانيّة عن استهداف جيش العدو الإسرائيليّ لأحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين في الكتف والرقبة وقد تمّ نقله إلى مستشفى مرجعيون بحالةٍ حرجة. كما وأطلق الجيش الإسرائيليّ النار مستهدفًا محيط عمل رعاة الماشية في مزرعة بسطرة بقذيفة هاون.

في سياقٍ متصل، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، زيارة إلى تل أبيب، حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائيّة الذي تمّ التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (2006). وجاء في بيانٍ صدر عنها، أن الزيارة هي تأكيد أهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، وتواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701.

وفي الشمال يسود هدوء نسبيّ مدينة طرابلس في ظلّ انتشارٍ كثيف لعناصر الجيش اللبنانيّ، وذلك عقب التوتّر الذي شهدته ليلًا مناطق القبة وجبل محسن وباب التبانة. وجاء هذا التوتّر على خلفيّة قيام شابّ من جبل محسن بطعن قاصرٍ بالسكين، وسط شائعات أشارت في البداية إلى أنّ القاصر سوريّ الجنسيّة. وقد شهدت المنطقتان إطلاق نارٍ متفرّق، ما استدعى تدخّل وحدات الجيش بشكل مكثّف للسيطرة على الوضع، خصوصًا في أحياء البقار والجبل وشارع سورية الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن.

إلى ذلك، أصدر المجلس الإسلاميّ العلويّ بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: “السلم الأهلي والاستقرار الأمني خطّ أحمر، وتجاوبًا مع طلب الأجهزة الأمنيّة تسليم الشابّ أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل معه، وقد قابل هذا المطلب بإيجابيّة. ولنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنيّة بأنّها ستقوم بواجبها بكل شفافيّة للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. إنّ طرابلس كانت وما زالت أنموذجًا للانصهار الوطنيّ وسدًّا منيعًا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة”.

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: “لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة”. وقال: “لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان “وطن لقاء”، وليس “ساحة صراع”.

على خط آخر أعلن الجيش اللبنانيّ رسميًّا تسلُّم الشحنة الأولى من هبة الوقود القطريّة للعام 2025، والمقدّمة عبر صندوق قطر للتنمية. هذا الإعلان جاء في بيانٍ أصدرته قيادة الجيش – مديرية التوجيه، مشيرةً إلى أنّ هذه الهبة “تهدف إلى دعم قدرات المؤسّسة العسكريّة ومساندتها في مواجهة الصعوبات التي تمرّ بها البلاد خلال المرحلة الراهنة”.

************************************

افتتاحية صحيفة النهار


الاختبار الداهم من سوريا… ماذا بعد الصمت؟ التعيينات الأمنية الخميس رهن توافق الرؤساء

 

نفت مصادر سياسية وثيقة الصلة بكل من قصر بعبدا وعين التينة وجود أي خلاف بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف التعيينات

 

تصاعدت المخاوف في لبنان على المستويات الرسمية والأمنية والشعبية حيال انعكاسات الأحداث والتطورات الجارية في سوريا في ظل الأنباء عن مجازر مروعة شهدتها مناطق الساحل السوري منذرة باقتتال أهلي طائفي ولو أن آخر المعلومات تحدثت عن تراجع نسبي في الاشتعال الحاصل. ولعل ما زاد وتيرة المخاوف اللبنانية تمثّل في موجات النزوح الجديدة للسوريين الهاربين من جحيم الاقتتال الأهلي في الساحل السوري بحيث كانت مناطق عكار وجبل محسن في طرابلس مقصداً لألوف النازحين كما أن مناطق البقاع الشمالي “تأهلت” لتلقي دفعات مماثلة جديدة. وقدرت الأعداد الأولية للنازحين الذين وصلوا إلى عدد من البلدات العكارية وحدها بنحو عشرة آلاف نازح حتى البارحة. وبإزاء هذا الخطر الداهم الجديد بدا من المستغرب للكثير من الأوساط المعنية أن يلتزم كبار المسؤولين اللبنانيين الصمت المطبق فيما يفترض أن يرتب هذا التطور المثير للقلق استنفاراً على مختلف المستويات وخطة عاجلة لمنع تلقي لبنان كالعادة النتائج والتداعيات الأشدّ سلبية لمجريات التقلبات السورية. ذلك أن تداعيات الأحداث السورية عادت تثير المخاوف من تسرب تداعياتها الأمنية إلى لبنان إذ تتهم السلطات السورية الحالية “الحزب” بالتورط مع فلول النظام الأسدي في الصراع. وأمس اتهم مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية، علي الرفاعي، إيران و”الحزب” بالوقوف وراء زعزعة الأمن في البلاد من خلال “فلول النظام السابق” وذلك تعليقاً على الاشتباكات الدامية التي وقعت بين القوات الأمنية وعدد من المسلحين الموالين للرئيس السوري السابق بشار الأسد، في الساحل السوري.


 

ولا يقف الأمر عند التطورات السورية وحدها إذ أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب وعبره بات يثير عوامل ريبة كبيرة في الأهداف التي ترمي إليها إسرائيل لجهة عرقلة وحشر السلطات اللبنانية في خانة الاستفزاز والإحراج في وقت لا تجد فيه المراجعات اللبنانية الضاغطة على الولايات المتحدة الأميركية أي استجابة مناسبة لردع التصعيد الإسرائيلي. ولذا ستكتسب الأيام الطالعة دلالات بارزة لجهة رصد ومعاينة كيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون في مواجهة التحدي المزدوج الذي دهم العهد والحكومة بعد شهرين فقط من انطلاقتهما وبدء مواجهة الأولويات والاستحقاقات الداخلية كالتعيينات وغيرها.

 

وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.


 

وأفادت المعلومات أنه “تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701”.

 

توافق… على المحك

أما في الوضع الداخلي، فنفت مصادر سياسية وثيقة الصلة بكل من قصر بعبدا وعين التينة وجود أي خلاف بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف التعيينات. وأفادت مصادر عين التينة أن الدقائق العشرين التي أمضاها رئيس المجلس في بعبدا قبل أيام قليلة لا تعني أن الاجتماع كان قصيراً بسبب عدم التفاهم بين الرئيسين، بل على العكس تماماً كان استكمالاً للمشاورات الجارية سابقاً بينهما، وضرورياً لاستماع كل منهما إلى ما لديه من تحفظات أو ايجابيات حيال بعض اسماء القيادات الأمنية المطروحة، علماً أن الاجتماع لم يفض إلى معالجة التباينات حيال خيارات كل من الرجلين التي لا تزال على حالها، وتتطلب وفق المصادر المزيد من التشاور ومحاولات الإقناع.


ومن جانبه يشدد رئيس الحكومة نواف سلام على عدم اعتراضه على المشاورات الجارية حيال التعيينات لكنه يعمل على إعطاء صورة متقدمة وشفافة عن التعيينات المقبلة تختلف عن مقاربات الحكومات السابقة حيث يريد أن يكون للوزراء كلمتهم في هذه التعيينات وأنه من غير المنطق أن تمر سلتها بـ”خط عسكري”. واذا كانت التعيينات الأمنية غير محسومة بعد فإن الأمر نفسه ينطبق على المالية منها. وفي الجلسة الأخيرة بين سلام ووزير المال ياسين جابر لم يتم البحث في شكل نهائي في الاسماء المطروحة لتولي حاكمية مصرف لبنان.

 

ومن غير المستبعد أن تحسم التعيينات الأمنية والعسكرية في الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، ولكن على قاعدة التوافق بين الرؤساء قبل الجلسة، منعاً لتظهير أي خلافات على طاولة المجلس. وعلم أن المشكلة لا تزال تدور حول اسم المرشح لتولي مديرية الأمن العام، حيث يتمسك رئيس المجلس بمرشحه العميد مرشد سليمان في حين يفضل رئيس الجمهورية مدير المخابرات في البقاع العميد محمد الأمين. وتكشف المصادر أن التباين حول الاسمين لن يؤدي إلى مشكلة بل سيصار إلى تفاهم حول أحدهما قبل جلسة الخميس، علماً أن الاتفاق حول قيادة الجيش ومديرية قوى الامن الداخلي لم يبت بعد كذلك، رغم تقدم اسم العميد رودولف هيكل لقيادة الجيش على أي اسم آخر. ويبدو أن رئيس الجمهورية يصر على إتمام التعيينات الأمنية في الجلسة المقبلة للحكومة، نظراً إلى أولويتها، على أن يتبعها في جلسة لاحقة التعيينات المالية المتصلة بالحاكمية، لتنطلق بعدها التعيينات الإدارية، بالتوازي مع التشكيلات القضائية والديبلوماسية انطلاقاً من التفاهم بين الرؤساء، على أنه لن يكون ممكناً انجاز سلة متكاملة للتعيينات، بل على مراحل، وفق الآلية التي سيقرها مجلس الوزراء.


 

يشار إلى أنه على صعيد العلاقات اللبنانية- الأميركية أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عطلة نهاية الاسبوع أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان ووصفه بانه “رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية”. واعتبر كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس في حديث لـ”النهار” أن  اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية- الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة”. وقال بولس: “من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني- أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة”. ووصف بولس السفير المعيّن باأه “رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز”. وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله في غضون ثلاثة أشهر تقريباً مكان السفيرة الحالية ليزا جونسون.


 

التصعيد الإسرائيلي

أما على الصعيد الميداني في الجنوب، فاستمرت أجواء التوتر والحذر تحكم مجمل الاجواء في المنطقة الحدودية. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن “الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال”.

وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن “أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة”. وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان: مقتل جندي جراء «اعتداء إسرائيلي» على بلدة كفركلا

 

قالت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الأحد، إن جندياً قُتل وأصيب شخصان آخران بجروح، حالة أحدهما حرجة، في جنوب لبنان.

 

وأضافت «الصحة» في بيان نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية: «اعتداءات العدو الإسرائيلي على المواطنين في بلدة كفركلا أدت إلى سقوط شهيد عسكري وإصابة شخصين».

 

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي المواجهة بين «الحزب» وإسرائيل، وحدد مهلة مدتها 60 يوماً لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، ولسحب «الحزب» مقاتليه وأسلحته من المنطقة، وانتشار الجيش اللبناني هناك.

 

وتم تمديد هذه المهلة إلى 18 فبراير (شباط)، لكن إسرائيل قالت إنها ستحتفظ بقوات في خمسة مواقع في جنوب لبنان.

 

وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتتهم «الحزب» بانتهاك الاتفاق. ويتهم «الحزب» إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يرد على الضربات الإسرائيلية.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  أحداث الشمال السوري تهدّد لبنان.. ومشاورات عاجلة في مجلس الأمن

 

كان الاهتمام منصبّاً داخلياً على ملف التعيينات الامنية والادارية وعلى الوضع في الجنوب بتطوراته المتمثلة باستمرار الخرق الإسرائيلي لوقف اطلاق النار وعدم استكمال الانسحاب الى الحدود، لكنه تحول بين ليلة وضحاها الى الشمال السوري الذي يشهد ما يشبه التطهير العرقي على يد قوى النظام، بذريعة ملاحقة «فلول النظام» السابق، ما ادّى حتى الامس الى سقوط أكثر من 1000 قتيل غالبيتهم الساحقة من المدنيين العلويين ومن طوائف اخرى، وحصول موجة نزوح جديدة في اتجاه شمال لبنان ومناطق اخرى، وسط مخاوف من امتداد شرارة ما يجري الى الاراضي اللبنانية نظراً للوضع الامني الهش السائد على الحدود اللبنانية ـ السورية.

فيما كانت أنظار المسؤولين اللبنانيين تتركّز على تنظيم حملة ديبلوماسية مكثفة بهدف دفع إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها التي تصاعدت كماً ونوعاً، تحول الاهتمام في اليومين الماضيين إلى الأحداث التي شهدتها محافظتا طرطوس واللاذقية في الساحل السوري، والتي تخللتها حالة من التوتر الشديد تتخذ طابعاً سياسياً وطائفياً. ويتأثر لبنان بهذه الأحداث من خلال الزخم الذي تشهده حركة النزوح السوري من هذه المنطقة نحو لبنان. ولكن أيضاً بالاتهامات التي رماها بعض الموالين للحكم السوري الجديد لـ«الحزب» بالتورط في هذه الأحداث إلى جانب من سمّوهم «فلول النظام السابق».

 

 

وهذا الاتهام خطر جداً وفق مصادر سياسية بارزة، لأنّه قد يفتح لبنان على تطورات لا أحد يعرف ما يمكن أن تقود إليه في سوريا. ولذلك، سارع «الحزب» يوم السبت إلى الإعلان في بيان صادر عن مكتب العلاقات الإعلامية فيه، أنّ «بعض الجهات دأب على الزج باسم «الحزب» في ما يجري من أحداث في سوريا، وعلى اتهامه بأنّه طرف في ‏الصراع. وهو ينفي بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات، ويدعو وسائل الإعلام ‏إلى توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافاً سياسية وأجندات ‏خارجية مشبوهة».

 

مجلس الأمن

 

وقد ارتفعت الأصوات الدولية المندّدة بالمجازر ضدّ المدنيين في الساحل السوري. فأعلن نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، انّ «سلطات روسيا والولايات المتحدة طالبتا بعقد مشاورات عاجلة ومغلقة لمجلس الأمن الدولي بسبب العنف الموجّه ضدّ المدنيين في غرب سوريا». واشار الى «اننا نتوقع أن تخصص الرئاسة الدنماركية للمجلس وقتاً لها» في العاشرة صباح اليوم بتوقيت نيويورك.

 

ودان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو «مجازر تُرتكب بحق أقليات في سوريا». وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها. واشار في بيان، الى أنّ «الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة»، لافتاً الى انّ «الولايات المتحدة تقف مع الأقليات الدينية والإتنية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكردية، وتقدّم تعازيها بالضحايا ولأسرهم». وأضاف: «يجب على السلطات الانتقالية في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر بحق أقليات في سوريا».

 

واكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، انّ «الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في سوريا غير مقبولة ويجب ضمان حماية السكان».

 

موقف إسرائيلي

 

وفي اسرائيل نفى رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي تصريحات نُسبت إليه أمس عن تبعية الأردن وسوريا، وأنّ دمشق ستكون جسراً للوصول للفرات والعراق وكردستان»، لافتاً الى انّ «الفيديو مفبرك وأطالب بحذفه فوراً».

 

 

وكان رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست أشار الى انّ «سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تماماً مثل الأردن من دون قدرات عسكرية»، مؤكّداً اننا «لن نسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد». ورأى أنّ «دمشق يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وسنضمن دخولها تحت سيطرتنا»، معتبراً أنّ «سوريا هي جسرنا للوصول إلى الفرات وسوف نصل إلى العراق وكردستان في المستقبل»، بحسب ما نقلت عنه قناة «الجزيرة».

 

دول الجوار

 

وفي غضون ذلك، استضاف الأردن، امس، اجتماعاً لمجموعة دول جوار سوريا على مستوى وزراء الخارجية وقادة الجيوش ومديري المخابرات بمشاركة تركيا وسوريا والعراق ولبنان.

 

وفي ختام الاجتماع، دانت المجموعة «عدوان إسرائيل على سوريا ومحاولات تدخّلها في الشأن السوري»، مؤكّدة أنّ «العدوان الإسرائيلي على سوريا يشّكل خرقاً للقانون الدولي وتصعيداً يدفع لمزيد من الصراع». وطالبت «مجلس الأمن بوقف عدوان إسرائيل على سوريا وضمان انسحابها من كل الأراضي السورية». ودانت «كل المحاولات التي تستهدف أمن سوريا وسلمها وسيادتها».

 

وقال وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك، إنّ «أمن سوريا واستقرارها جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة». واضاف: «الاجتماع أكّد الموقف الموحّد لمحاربة الإرهاب ومكافحة داعش، ندعم سوريا بما يحقق أمنها واستقرارها». ولفت إلى أنّ «إسرائيل تحاول خلق حالة من الفوضى وذرائع لتحقيق أهدافها بالمنطقة».

 

من جانبه، قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، «من المهم فتح حوار سوري يشمل جميع مكونات الشعب لتحقيق الاستقرار». وتابع: «محاربة داعش تتطلّب دعماً إقليمياً ودولياً، واستقرار العراق ينبع من استقرار سوريا».

 

 

وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، إنّ بلاده تدين سياسات إسرائيل التوسعية في سوريا. واضاف: «ندعم كل الخطوات لحفظ أرواح كل السوريين، يجب أن يبقى جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن إذكاء النعرات». وأكمل وزير الخارجية التركي: «نواصل مكافحة تنظيم داعش. واجتماعنا وضع خطة تشمل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الإرهاب».

 

أما وزير خارجية لبنان يوسف رجي فقال: «استقرار سوريا مهمّ لاستقرار لبنان، ولدينا ملفات لمعالجتها منها ترسيم الحدود وتهريب السلاح». بدوره، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: «مستعدون للاستمرار في العمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للمنطقة». واضاف: «نحمي كل مكونات الشعب السوري ولا نميز بينها ولن نسمح بتكرار مآسي الشعب السوري». واعتبر انّ «الحكومة السورية الجديدة هي الضامن للسلم الأهلي، لن نسمح لأي جهة أن تأخذ دور الدولة وكل من تورط في الانتهاكات سيحال للقضاء».

 

لجنة تحقيق

 

في هذه الأثناء أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث السّاحل السّوري أُنيطت بها مهمّات «الكشف عن الأسباب والظّروف والملابسات الّتي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، التّحقيق في الانتهاكات الّتي تعرّض لها المدنيّون وتحديد المسؤولين عنها، التّحقيق فـي الاعتداءات على المؤسّسات العامّة ورجال الأمن والجيش وتحديد المسؤولين عنها؛ وإحالة من يثبت تورّطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء». وشدّد على أنّه «يتعيّن على جميع الجهات الحكوميّة المعنيّة، التّعاون مع اللّجنة بما يلزم لإنجاز مهامها»، مشيرًا إلى أنّه «يحقّ للجنة الاستعانة بمن تراه مناسبًا لأداء مهامها، على أن ترفع تقريرها إلى رئاسة الجمهورية في مدّة أقصاها 30 يومًا من تاريخ صدور هذا القرار».

 

 

الشرع والفلول

 

وقال الرئيس السوري احمد الشرع في كلمة له مساء امس «إنّ سوريا تواجه خطر فلول النظام السابق، ولا خيار أمام الفلول سوى الاستسلام فوراً، وأنّ سوريا لن تنجرّ إلى حرب أهلية». وأوضح أنّه «لن يتمّ التسامح مع فلول النظام السابق، وسيُحاسب كل من تورط بدماء المدنيين». وأكّد «تجريم أي دعوة أو نداء يدعو للتدخّل بشؤون سوريا، أو أي دعوات لبث الفتنة»، مشدّداً على أنّه لن يسمح لأي قوى خارجية أن تجرّ سوريا إلى حرب أهلية. ولفت إلى أنّه «سيتمّ التواصل مع الأهالي في الساحل السوري للاستماع إليهم».

 

اليازجي

 

وتوجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر يازجي​، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في دمشق، إلى الشرع​، قائلًا: «لقد باركنا لكم وهنّأناكم بانتصار الثّورة، وكذلك بتولّيكم منصب رئاسة الجمهوريّة. وأنتم الآن السيّد الأوّل ورئيس البلاد، ونريدكم رئيسًا على ​سوريا​ الواحدة الموحّدة بمناطقها وألوانها وأطيافها وعشائرها ومذاهبها كافّة». وشدّد على أنّ «الأحداث الدّامية الّتي تحصل في السّاحل السّوري، قد خلَّفت العديد من القتلى والجرحى من المدنيّين ومن قوّات الأمن العام. ولكن أولئك القتلى ليسوا جميعهم من فلول النّظام، بل إنّ أغلبيّتهم من المدنيّين الأبرياء والعزَّل ومن النّساء والأطفال».

 

واضاف اليازجي: «لقد أُجبر سكان بعض المناطق على مغادرة منازلهم، ثمّ تمَّ رميهم بالرّصاص وقتلهم، ومن ثمّ سرقة بيوتهم وممتلكاتهم وسيّاراتهم، كما حدث في بانياس- حي القصور مثلًا»، مبيّنًا أنّ «أيقونة السيّدة العذراء تُحطَّم وتُداس وتُنتهك حرمتها. وهي مريم العذراء الّتي يكرِّمها معنا جميع المسلمين، والّتي خصَّها القرآن الكريم بسورةٍ كاملةٍ «سورة مريم»، وذكر أنّ الله اصطفاها وجعلها أكرم نساء العالمين».

 

وتوجّه إلى الشّرع، بالقول: «ليس هذا هو خطابكم، وهذه الأعمال تتنافى ورؤيتكم لسوريا الجديدة بعد انتصار الثّورة. لذا، نداؤنا إليكم أن توقفوا بحكمتكم وجهودكم هذه المجازر، أوقفوها فورًا وأعطوا الشّعور بالأمان والاستقرار لجميع أبناء سوريا بكلّ أطيافهم».

 

وشدّد على أنّ «نداءنا إليكم أن تدفعوا باتجاه المصالحة الوطنيّة والسّلم الأهلي والتّعايش السّلمي واحترام الحرّيّات كقيمة عليا في المجتمع القائم على مبدأ المواطنة، كما تعلنون وتعبِّرون عن ذلك بشكل دائم. فلتسقط الطّائفيّة ويحيا الوطن، ولتحيا سوريا حرّة أبيَّة».

 

وقد اصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في سوريا بياناً مشتركاً دانوا فيه بشدّة أي تعدّ يمسّ السلم الأهلي، واستنكروا ورفضوا المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء، واكّدوا ضرورة وضع حدّ لهذه الأعمال المروعة التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية.

 

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ حصيلة الخسائر البشرية في أحداث الساحل السوري حتى مساء السبت بلغت 1018 شخصاً، من بينهم 745 مدنياً تمّت تصفيتهم في مجازر طائفية وهم علويون ومسيحيون، فيما ارتُكبت مذبحة في مدينة بانياس بقتل المسلحين كاهن رعية كنيسة سيدة البشارة الخوري غريغوريوس بشارة مع افراد من عائلته.

 

قاسم

 

قال الأمين العام للحزب  الشيخ نعيم قاسم في حديث لقناة «المنار» مساء امس انّ «اسرائيل لن تكتفي بما هي عليه، والمقاومة مستمرة في الميدان، ونحن مع بناء دولة قادرة وعادلة». واضاف: «اذا انعدمت المقاومة في لبنان فهل يبقى لبنان؟»، وقال: «عندما تصدّينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة تصدّينا لكي نمثّل الناس وتجربتنا رائدة». وتابع قاسم، «نحن الآن صابرون لأنّ الدولة مسؤولة ونحن أمام معادلات جديدة لن تترسّخ بطريقة «اسرائيلية»، وأكمل، «الهجمة السياسية علينا من قبل أميركا واسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان هي هجمة كبيرة جدًا جدًا». وقال: «لم يستقرّ وضع رئيس الحكومة نواف سلام ولكننا حريصون على التعاون معه، وأصل دخولنا الى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية، ونحن دخلنا الى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأميركية». وأشار إلى أنَّ «أميركا تريد التدخّل في كلّ التعيينات، وليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّة توجيهات أميركية واسرائيلية».

 

وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، قال قاسم: «هناك حرارة إيجابية، واخترنا الرئيس عون بالتوافق». وأكّد أنَّ «المعادلات الجديدة لن نتركها تترسّخ بطريقة «اسرائيلية» بل علينا ترسيخ معادلة تحمي مستقبلنا، وجماعة التطبيع سيدفعون أثمانًا أكثر». وقال: «نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان». واعتبر انّ «اسرائيل خطر بكل المعايير ومن حق المقاومة أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن، والإسناد لم يكن سبب الحرب على لبنان».

 

وأضاف: «الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأنّ اسرائيل اعتدت على مواطنين لبنانيين، ونحن لم نشنّ الحرب بل صدّيناها والإسناد ليس هو سبب الحرب، وعملية الإعمار هي جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد، على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد».

 

ووصف قاسم الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنّه «وحش يريد مصادرة العالم، وهو طاغوت ويعمل بطريقة وحشية ويرى العالم غابة»، محذّراً من انّ «الاعتداء على إيران له أثمان كبيرة جدًا وينعكس على المنطقة كلّها».

 

 

وقال، «من المبكّر القول الى أين تتّجه الأوضاع في سوريا، (…) وليس لنا تدخّل في سوريا ولا نستبعد تشكيل مقاومة ضدّ الاحتلال الاسرائيلي، ومؤشرات التقسيم في سوريا موجودة بقوّة». وتوجّه قاسم الى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، قائلاً: «2000 خرق «اسرائيلي» حتى الآن وعلى وزير الخارجية أن يتحدث عن الخروقات الإسرائيلية، وهو يُعطي الذريعة لاسرائيل، ونحن لن نتوقّف عن المقاومة». وأضاف: «عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة، وكانت مراسلاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري متكررة وكنّا مهتمّين بوضعه في جوّ الجبهة».

 

وأكّد قاسم أنّ «المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات، أما من جهة الإسرائيلي فأكثر من 100 ألف مستوطن لم يعودوا حتى الآن الى الشمال». وشدّد على أنَّ «الاسرائيلي صاحب نظرة توسعية، وأنَّ إدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع اسرائيلي كبير من المحيط الى الخليج». وقال: «لا علاقة لنا بأيّ اتفاق بين أميركا واسرائيل، والاتفاق أُعلن عبر وسائل الإعلام ولا يوجد بنود تحت الطاولة أو اتفاق سرّي وكلمة جنوب نهر الليطاني وردت فيه 5 مرّات، وهذا الاتفاق هو جزء من القرار 1701».

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

تحضيرات حكومية لجلسة الخميس.. واتصالات مع واشنطن للجم الاستفزازات الإسرائيلية

قاسم ينتقد أداء وزير الخارجية.. والجيش يطوق اشكالاً بين لبنانيين وسوريين في العاقبية

 

بقي الوضع الداخلي تحت وطأة المشكلات الأمنية، والعمليات الجارية في الجنوب على خلفية القصف والملاحقة، والتشويش على إعادة التطبيع في قرى الحافة الأمامية، واستمرار سقوط الشهداء والجرحى، وآخرهم سقوط جندي من الجيش اللبناني شهيداً بعارض صحي، بعد استهداف المشيعين في كفركلا بالرصاص والمسيّرات واطلاق القنابل الصوتية.

وتركزت الاتصالات، وفقاً للمصادر اللبنانية على منع الاحتلال من الاستمرار بانتهاكاته، خصوصاً وأن لبنان ملتزم بكامل مندرجات القرار 1701.

المقرّ الخاص والتعيينات

وسط هذه التحديات خطت الحكومة الجديدة اولى خطواتها نحو تنفيذ برنامجها لتطبيق ما لم يطبق في اتفاق الطائف ودستوره، بتقرير اختيار مقر خاص لجلسات مجلس الوزراء، ونحو إجراء التعيينات الادارية والعسكرية، بالتزامن مع المساعي والاتصالات الحثيثة لمعالجة تداعيات وانعكاسات الاحداث الخطيرة في سوريا على الداخل اللبناني، ولمتابعة ما يجري في الجنوب من انتهاكات اسرائيلية لوقف اطلاق النار واعتداءات على المواطنين العائدين.

وحسب  معلومات مصادر وزارية لـ «اللواء»، فإن البحث ما زال قائماً عن المقر الخاص لمجلس الوزراء، وأن القرار اتخذ بعقد جلسة لمجلس الوزراء كل يوم خميس في المقر الخاص. وأن البحث ما زال قائماً بآلية التعيينات.وستعقد جلسة الخميس المقبل في القصر الجمهوري بإنتظار إيجاد المقر الخاص الملائم أمنياً ولوجستياً لإنعقاد الجلسات.

واوضحت المصادر ان مجلس الوزراء يتجه الى البدء بتعيين اعضاء الهيئات الناظمة لقطاعات النفط والكهرباء والاتصالات وغيرها، لكن لم يتم تحديد أي قطاع سيتم البدء به، والامر سيتم بعد انتهاء آلية التعيينات التي تعتمد الى نحو كبير على مباريات في مجلس الخدمة المدنية. وقد يتم تعيين قائد الجيش  في هذه الجلسة او التي تليها. لكن حتى وضع الآلية النهائية للتعيينات الادارية لا شيء نهائياً بعد ولا قرار ولا اسماء، ما عدا التداول بأسماء الضباط المقترحين لتولي مناصب قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي وامن الدولة.

وبالتوازي، لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت.

كماافادت المصادر الرسمية ان الرئيس عون يجري الاتصالات اللازمة لمنع وصول اللهيب السوري الى لبنان، وبخاصة بعد الاشتباكات التي حصلت على الحدود الشرقية مع سوريا.  وشدد على ضبط الحدود بين البقاع وسوريا لمنع اي توتر اونزوح جديد.

بلاسخارت إلى إسرائيل

وفي اطار التحرك لوقف العدوان، بدأت امس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى الكيان الإسرائيلي، حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين.وستركّز المناقشات «على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 2006».

وجاء في بيان للمنسقة: تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701.

وتسلّم الجيش اللبناني الشحنة الاولى من هبة الوقود القطرية عن العام 2025 التي قدمتها دولة قطر عبر صندوق قطر للتنمية، بهدف دعم قدرات المؤسسة العسكرية لمواجهة الصعوبات في المرحلة الراهنة.

دبلوماسياً  أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار رجل الاعمال الاميركي اللبناني الاصل ميشال عيسى ، ليكون سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: «ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية».

واعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، أن  اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت يُظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة».

قاسم: 5 مرات وردت عبارة جنوب الليطاني في الاتفاق

سياسياً: كشف الأمين العام للحزب  الشيخ نعيم قاسم أن في اتفاق وقف النار، لا توجد بنود تحت الطاولة أو اتفاق سري وكلمة جنوب الليطاني وردت فيه 5 مرات وهذا الاتفاق هو جزء من 1701.

وأشار قاسم أن الاهداف التي استهدفها الحزب كانت عسكرية وليست مدنية، معتبراً أن المقاومة بخير ومستمرة، ولكن خرجت وتأذت وبذلت تضحيات.

وقال قاسم: نحن مع بناء دولة قادرة وعادلة، ونخن عندما تصدينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة.

وعن الوضع داخل الحزب، كشف قاسم انه كان لدينا انكشاف زمني وبعض الخلل، ونجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر والمحاسبة.

وأكد: لن نتوقف عن المقاومة، وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية التي بلغت 2000 خرق اسرائيلي حتى الآن.

وأضاف: حتى لو بقي الجيش الاسرائيلي في النقاط الخمس كم سيبقون؟ فهذه المقاومة لن تدعهم يستمرون.

وأشار قاسم أن العلاقة مع رئيس الجمهورية تتسم بحرارة ايجابية، ونسعى إلى التعاون مع الرئيس سلام، ووجودنا في الحكومة ومنحها الثقة يأتيان في هذا السياق.

ولفت إلى أن العلاقة لم تنقطع مع التيار الوطني الحر، ولا يعيش ازمة من بقي على تحالف معنا.

وعلى الارض، واصل الاحتلال الاسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهت مدته في 18 شباط، عبر اعتداءات وخروقات متواصلة ضد المواطنين، جواً وبراً. وقد بدأ أهالي بلدة كفركلا الحدودية في جنوبي لبنان بالتجمع صباح الأحد في ساحة البلدة للمشاركة في تشييع 24 من أبنائها. وقد تجمعوا وسط ركام المنازل والمحال المدمرة. وحلّقت درون اسرائيلية منذ الصباح فوق المشيعين في البلدة، الذين قصدوا الجبانة لتشييع شهداء ارتقوا خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، منهم 7 مدنيين.

لكن قوات الاحتلال اطلقت النار تجاه المشيعين ما ادى الى إصابت مواطن برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون وهو بحالة خطرة.

ولاحقا، أفيد بأن قوات العدو أطلقت النار قرب بوابة فاطمة كفركلا مجدداً، مما أدى الى إصابة أحد العسكريين في الجيش اللبناني بجروح.

كما أطلق العدو النار مستهدفاً محيط تواجد رعاة الماشية في مزرعة بسطرة بقذيفة هاون.

والى ذلك سجّل تحليق لمسيّرات العدو في اجواء منطقة الهرمل.

وتوفي جندي في الجيش اللبناني، بعدما تعرض لأزمة قلبية، بعدما أطلق الجيش الاسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم تشييع شهداء كفركلا.

وفقد الاتصال بالجندي زياد شبلي في الجيش اللبناني لدى مروره في مزرعة بسطرة، وتوجهت دورية للجيش واليونيفيل باتجاه المجيدية للبحث عنه.

ورجحت المصادر أنه سلك طريق المزرعة على دراجة نارية، وسمع اطلاق نار وقذيفتين اسرائيليتين.

إشكال العاقبية

وفي بلدة العاقبية الساحلية وقع اشكال كبير بين اهالي البلدة وسوريين ، أطلقوا النار وتحركت قوة من الجيش اللبناني إلى المكان للسيطرة على الوضع.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بخاري: آمال ترتسم بعد انتخاب عون وتشكيل الحكومة

 

لا تعكس السكينة التي تغلف المشهد السياسي اللبناني احوال الغليان المخيمة على المشهدين الاقليمي والدولي في ضوء ارتفاع منسوب التوتر والتهديد بين اسرائيل مدعومة من الادارة الاميركية وايران وما تبقى من اذرعها او من يدور في محورها وكلام رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو عن “ان العودة للقتال في غزة لا يزال مطروحًا، ونحن نستعد للمرحلة القادمة في حرب على 7 جبهات، كما ونحن في حرب متعددة الجبهات وسنحارب بقوة”، لأبلغ دليل الى المدى الممكن ان تتجه نحوه الاوضاع في ظل الدعم الاميركي اللامحدود لإسرائيل، الماضية في تحذيراتها وخروقاتها على كل المحاور وفي لبنان بشكل خاص من خلال الغارات التي تنفذها يومياً جنوباً وبقاعاً مستهدفة عناصر من الحزب، وجديدها اليوم في خربة سلم.

غارة وشهيد

فقد نفذ الجيش الاسرائيلي غارة من مسيرة على سيارة في بلدة خربة سلم ما ادى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفاد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف عنصرا من الحزب عمل على اعمار بنية تحتية لتوجيه أنشطة الحزب في جنوب لبنان.

أضرار الاعتداءات

في السياق، أكدت وزيرة البيئة تمارا الزين ان المعطيات تشير إلى ان الاضرار بلغت 6.8 مليار دولار وان الضرر الأكبر كان في الوحدات السكنية حيث بلغ 4.6 مليار دولار أي ما يشكل 67 % من إجمالي الأضرار (حتى منتصف كانون الاول مما يعني انه إلى ازدياد نتيجة الخروقات الاسرائيلية وعمليات التفجير والتفخيخ والقصف)”، موضحة “هذه المعطيات قابلة للتغير ولكنها تعطي صورة أولية تقديرية لحجم الأضرار وتتيح للدولة اللبنانية الاستناد عليها لتحشيد التمويل الدولي اللازم لإعادة الإعمار والتعافي”. أضافت في بيان: “نستكمل حالياً العمل عبر وزارة البيئة – لبنان على معالجة ملف الركام وعلى تقييم بيئي شامل يكون ركيزة للمباشرة في التعافي البيئي، وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان”.

مساعدات سعودية

في الغضون، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري الذي وضعه في جدول البرامج والمشاريع التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في لبنان خصوصا في شهر رمضان المبارك وقد تم تدشين هذا المشروع برعاية مفتي الجمهورية وذلك بتقديم معونات وحصص غذائية لمساعدة المحتاجين في كافة المناطق اللبنانية بلغت مئة ألف سلة غذائية يستفيد منها 500 ألف فرد في كل المحافظات و 22 ألف قسيمة شرائية،.وأكّد المكتب الإعلامي ان هذه المساعدات العينية هي جزء من المساعدات الدورية التي تحرص المملكة العربية السعودية على دعم البرامج الإغاثية والإنسانية في العديد من المناطق اللبنانية المحتاجة والتي ينفذها مركز الملك سلمان بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الخيرية والاجتماعية في لبنان.وأشار المكتب الإعلامي إلى أنّ السفير بخاري أكّد خلال لقائه سماحته أنّ المملكة العربية السعودية وقيادتها ستبقى باستمرار داعمة لمسيرة استنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها وحريصة على وحدة اللبنانيين وسلامة الأراضي اللبنانية ومشجعة للآمال التي بدأت ترتسم معالمها بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واعدة.

زيارة موفقة

من جهته، أكّد مفتي الجمهورية أهمية التعاون بين لبنان وأشقائه العرب وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وتأتي في هذا السياق الزيارة الموفقة التي قام بها رئيس الجمهورية جوزيف عون والوفد المرافق الى المملكة العربية السعودية واللقاء الخير مع ولي العهد محمد بن سلمان والنتائج الإيجابية التي رافقت هذه الزيارة وانعكاسها الإيجابي على الساحة اللبنانية، وشدد على ان لبنان بدأ الخطوة الأولى نحو الإصلاح والنهوض والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة وسلامة اللبنانيين جميعا بإصرارهم ودعم أشقائهم وأصدقائهم.

سفير جديد

على الضفة الخارجية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: “ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية”.

واعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، أن اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة”. وقال بولس في حديث لـ”النهار”: “من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني-أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة”. ووصف بولس السفير المعيّن بانه “رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز”. وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا. ووفق منصة “لينكد إن”، ذكر عيسى، المقيم في نيويورك، على حسابه أنه درس الاقتصاد في جامعة باريس العاشرة، ثم عمل في القطاع المصرفي قبل أن ينتقل للتركيز على السيارات ويستحوذ على وكالات هامة. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله “في غضون ثلاثة أشهر تقريباً”.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

دفع لإنجاز التعيينات الأمنيّة هذا الأسبوع… وإسم توافقي للأمن العام

 عكار ملاذ العلويين الفقراء الفارين من المجازر – بولا مراد

 

 

بعدما تأمل اللبنانيون خيرا بأن سوريا تتجه بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها اثر سقوط النظام السابق، الى استقرار ينعكس على لبنان، ويؤدي لعودة مئات آلاف النازحين الى بلادهم، بيّنت الاحداث الاخيرة وبخاصة المجازر التي شهدها الساحل السوري، ان النيران السورية كامنة تحت الرماد، وان الانفجار في حال حصل سيكون كبيرا ويودي بالمنطقة ككل.

 

نازحون جدد..

 

ولعل اولى الانعكاسات السلبية للتطورات السورية على المشهد اللبناني، هي توافد آلاف النازحين السوريين الجدد الى شمال لبنان، هربا من المجازر والقتل والتنكيل، خاصة بعدما تحولت الحدود بين البلدين مشرعة، مع تدمير «اسرائيل» المعابر الشرعية، وعدم قدرة الجيش المنهمك في اكثر من مهمة ، على التصدي لموجات النزوح الكبيرة، التي تهدد باغراق البلدات اللبنانية ذي الغالبية العلوية ، بغياب اي دور لمفوضية اللاجئين والمؤسسات والمنظمات الدولية الانسانية.

 

وتقول مصادر نيابية معنية بالملف لـ «الديار» ان «التصدي بالقوة للهاربين من ابشع المجازر، وعمليات الاعدام التي تحصل على الهوية غير وارد. فالوافدون راهنا ليسوا نازحين اقتصاديين، انما فقراء علويّون يحاولون انقاذ حياتهم حيث يلجأون الى عكار ، وهو ما يستدعي تحمل المنظمات الانسانية مسؤولياتها لاغاثة الآلاف، الذين باتوا من دون مأوى، بحيث بات نحو 60 شخصا يسكنون في بيت واحد».

 

وتشير المصادر الى انه «في الوقت عينه لا يمكن للاجهزة الأمنية التخلي عن مسؤولياتها، بحيث ان هناك خشية حقيقية من انتقال التوتر الامني والطائفي الى المجتمع السوري النازح في لبنان، وليس ما حصل في مدينة طرابلس نهاية الاسبوع من اشكالات وتوترات، الا عينة مصغرة عما ينتظرنا، اذا لم يتم الضرب بيد من حديد من قبل الجيش اللبناني».

 

الوضع في سوريا

 

وبمحاولة منها لاستيعاب تداعيات ما حصل، أعلنت الرئاسة السورية امس الأحد أنه «بناءً على مقتضيات المصلحة الوطنيّة العليا، والتزامًا بتحقيق السّلم الأهلي وكشف الحقيقة، قرّر رئيس الجمهوريّة تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث السّاحل السّوري، الّتي وقعت بتاريخ 06/03/2025»، فيما أفاد تلفزيون سوريا بتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن ومناصرين للنظام السابق في ريف اللاذقية.

 

وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة الأمن العام أرسلت تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار وإعادة الهدوء إلى المنطقة، في وقت نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بوزارة الدفاع قوله إن اشتباكات عنيفة تجري بمحيط قرية بتعنيتا بريف اللاذقية، وتحدثت عن «عناصر مسلحة تنتمي للنظام السابق، نفذت هجوما على محطة غاز بانياس بهدف تخريبها، لكن قوات الأمن العام تصدت لهم».

 

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني، استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل السوري. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن عبد الغني قوله: «قواتنا بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية، لملاحقة فلول وضباط النظام السابق في الأرياف والجبال».

 

اما بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ، فتوجه خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في دمشق إلى الرّئيس السّوري أحمد الشرع قائلا:»أوقفوا المجازر بالساحل السوري فورا، وادفعوا باتجاه المصالحة الوطنية والسلم الأهلي».

 

التعيينات على نار حامية

 

اما بالشأن السياسي الداخلي، يفترض بحسب معلومات «الديار» ان يتم بت ملف التعيينات الأمنية والعسكرية هذا الاسبوع، وان يكون هذا الملف بندا رئيسيا على جدول اعمال اول جلسة تعقد لمجلس الوزراء.

 

وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «اسم قائد الجيش حُسم منذ فترة، بحيث ستؤول القيادة للعميد رودولف هيكل، اما المشاورات فلا تزال جارية بحسم اسم مدير عام قوى الامن الداخلي ومدير عام الامن العام». وتضيف المصادر:»بات محسوما ان اسم الاول سيحسمه رئيس الحكومة نواف سلام ،حتى ولو لم يكن هناك تفاهم كلي على الاسم مع الرئيس عون. بالمقابل، فان اسم مدير عام الامن العام سيكون توافقيا ويرضى عنه الـ رؤساء الـ٣ ، مع ترجيح ان يستمر شد الحبال بشأنه حتى الربع ساعة الاخيرة التي تسبق جلسة التعيينات».

*****************************************

 افتتاحية صحيفة نداء الوطن

قاسم يصعِّد: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم

الحريق السوري “يلتهم” آلاف الضحايا

 

هل وقع المحظور في سوريا؟ وهل ما حاول النظام الجديد تفاديه، منذ إسقاط “نظام الأسد” وقع فيه

 


قد يكون من المبكِر جداً انكشاف حقيقة ما جرى منذ الخميس الفائت، عند بدء المعارِك، خصوصاً أن كل طرف يقدِّم روايته ولم تصدر “رواية موحدة” في ظل تناقض المعطيات والمعلوما

 

ما هو مؤكد جملة من الوقائع التي لا يرقى إليها الشك:

 

أولاً، أن مجموعات النظام السابق، التي باتت تعرَف بـ”الفلول”، هي التي فتحت معركة السيطرة على الساحل السوري

 

ثانياً، أن النظام الجديد قام برد فعل عنيف، خصوصاً بعدما أدت عملية “الفلول” إلى سقوط عشرات القتلى من قوات النظام وبدأت تتوارد الأخبار عن انتهاكات وعمليات قتل جماعية.

 


ثالثاً، الرئاسة السورية أعلنت أنها شكلت لجنة مستقلة للتحقيق في الاشتباكات التي وقعت في منطقة الساحل.

رابعاً، قوات سوريا الديمقراطية دخلت على خط المعارك من الباب السياسي والإعلامي، قائد قسد مظلوم عبدي دعا الرئيس الشرع لمحاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في الساحل متهماً الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف في المقام الأول وراء عمليات القتل. وقال عبدي لـ”رويترز: “نناشد الشرع التدخل لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبي المجازر”.

 

 

كيف انفجر الوضع؟

 


مصادر أمنية ميدانية روت حقيقة ما حصل فقالت إن التوترات بدأت في الساحل السوري من بلدة بيت عانا التابعة لداليا في ريف جبلة الجنوبي، مسقط رأس قائد “الفرقة 25” سهيل الحسن، بعد تعرض دورية لاستهداف مباشر خلّف قتلى وجرحى، الخميس الفائت وتكرر الاستهداف أثناء إسعاف المصابين، ما دفع وزارتي الدفاع والداخلية لإطلاق حملة لملاحقة من تسميهم “فلول النظام”.

 

وقبيل ساعات المساء الأولى، تكثفت الهجمات على نقاط تمركز عناصر الأمن العام ووزارة الدفاع من حواجز ومقار ومخافر أمنية في مناطق متعددة في الساحل، انتهت بسيطرة “الفلول” على عدة مناطق منها القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، ومحاصرة الكلية البحرية في جبلة، كما انتشرت في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس، إضافة إلى جبلة وبانياس.

 


التحركات دفعت الإدارة السورية للتحرك سريعاً وإرسال أرتال من المؤازرات قادمة من مناطق مختلفة، من وزارة الدفاع، تبعتها تعزيزات من فصائل كانت مع المعارضة سابقاً، وتعرضت هذه الأرتال لكمائن على الطرقات المؤدّية إلى الساحل السوري.

 

ووسط هذه التحركات، ظهر بيان يتحدث عن إنشاء ما سمي “المجلس العسكري لتحرير سوريا”.

وبعد ساعات من تحركات عناصر النظام السابق، أعلنت الإدارة السورية امتصاص الهجوم، وفي صباح اليوم التالي، في السابع من آذار، انتشرت عناصر وزارتي الداخلية والدفاع في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس، وبدأت عمليات تمشيط للأرياف والبلدات المحيطة، واستعادة النقاط التي خسرتها.

 

واعتباراً من مساء الجمعة وفجر السبت بدأت العمليات الانتقامية والثأرية بشكلٍ غير مسبوق، وبدأت المعلومات تتوارد عن عمليات إعدام فردية وجماعية طاولت عائلات بأكملها، من علويين، ولم توفِّر عائلات مسيحية، ما دفع هؤلاء إلى اللجوء إلى قاعدة حميميم الروسية وعبور الحدود مع لبنان، عبر معابر غير شرعية، وصولاً إلى قرى علوية في عكار.

 

 

واشنطن: نقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية

 

وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، دعا الإدارة السورية الجديدة إلى محاسبة مرتكبي المجازر ضد الأقليات في سوريا. روبيو دان مَن وصفهم بـ”الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين”، بمن فيهم الجهاديون الأجانب، وأعلن أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وكذلك إلى جانب المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكرد، وتقدم تعازيها للضحايا وأسرهم.

 

ولبحث تداعيات ما يجري، عقد اجتماع دبلوماسي أمني في عمَّان، شارك فيه وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في الأردن وتركيا وسوريا والعراق ولبنان. اللافت أن الاجتماع دان كل المحاولات والمجموعات التي تستهدف أمن سوريا وسيادتها وسلمها.

 

إسرائيل لحماية الدروز

وفي تطور بارز أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ستسمح للعمال الدروز السوريين بدخول هضبة الجولان المحتلة. ولم يحدد بيان الوزارة موعداً لإصدار التصاريح. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن القيادة السورية الجديدة تشكل تهديداً لإسرائيل وتعهدت بالمساعدة في حماية الأقليات في سوريا، ومنها الدروز.

 

التعيينات لم تنضج بعد

في الشأن اللبناني، لم يحدد موعدٌ لجلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع بعد، كما أن التعيينات فيها لم تنضج بعد، وقد تحتاج إلى مزيد من التشاور، وفي معلومات “نداء الوطن” أن اسم قائد الجيش واسم رئيس جهاز أمن الدولة قد حسما، فيما لا يزال التباين قائماً على اسم المدير العام للأمن العام حيث توضَع أكثر من ملاحظة على الاسم الذي يقترحه الرئيس نبيه بري والملاحظات كافية لأن تشكِّل مانعاً لتعيينه. أما في ما يتعلَّق بالتعيينات في قوى الأمن الداخلي فقد أخذ الرئيس نواف سلام على عاتقه إنجازها

 

 

الشيخ نعيم قاسم يصعِّد

 

وأمس، كانت للأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة “المنار” سلسلة مواقف عالية السقف طغى عليها الطابع التصعيدي، ومما قاله: “للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم” ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ “إسرائيل” وليس نحن.

 

وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق “حروب الآخرين” فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن “المقاومة شأن آخر”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram