افتتاحية صحيفة الأخبار:
الحكومة ترضخ لبرنامج الجنرال الأميركي في إدارة لجنة الإشراف
العدو يعود إلى زمن الحرب: 26 غارة في نصف ساعة
«حزب الله عم يعطي ذريعة للمجتمع الدولي كرمال ما يضغط على إسرائيل…كيفني معك!».
هذا ليس موقف مسؤولٍ في كيان الاحتلال، بل ردّ وزير خارجية لبنان يوسف رجي على سؤال عمّا إذا كان ما تقوم به إسرائيل يبرّر لحزب الله استمرار المقاومة.
رجي الذي كان كثيرون يأملون أن يكون «دبلوماسياً»، ربطاً بصفته المهنية، وجد أنه طالما يمثّل «القوات اللبنانية» في حكومة نواف سلام، فيمكن له أن ينطق بالموقف الذي يناسب فريقه السياسي. لكنه عندما قال ما قال، لم يكن في لقاء مغلق، بل في برنامج تلفزيوني، بينما كانت قوات الاحتلال توسّع من نقاط تمركزها داخل الأراضي اللبنانية، وتقوم طائراتها بالإغارة حيث تريد.
أمس، قرّر العدو فجأة، أن يرفع من وتيرة الاعتداءات، من دون أن يعرف لبنان الرسمي سبب ما يقوم به. لكن في لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من يبرّر لإسرائيل ما تقوم به، على خلفية أن الجيش اللبناني لم يعمد إلى «إزالة نقاط تهديد لأمن إسرائيل» في الجنوب. وهو الموقف الذي لا يجد ما يردعه من جانب السلطات اللبنانية. وبات الجيش اللبناني يصدر بيانات تنديد مثله مثل أي حزب سياسي، كما فعل أمس رداً على دخول مجموعات من المستوطنين إلى موقع العباد في خراج بلدة حولا المتاخمة للحدود.
الجيش يصدر بيانات استنكار ووزير الخارجية يحمّل المقاومة مسؤولية الخروقات الإسرائيلية
وفي غضون نصف ساعة، عادت أجواء الحرب لتخيّم على الجنوب. 26 غارة إسرائيلية متتالية تنقّلت من القطاعين الغربي والأوسط والشرقي وصولاً إلى منطقتي الزهراني وجزين، ما أثار هلعاً وأدّى في بعض المناطق إلى التهافت على محطات الوقود خشية تطور الوضع، فيما سُجّل نزوح محدود من بعض الأماكن.
وقد بدأ العدو حملته عند التاسعة والربع ليلاً، عندما حلّق الطيران المعادي بشكل مفاجئ على علو منخفض واستهدف وادي مريمين بين ياطر وزبقين والأطراف بين بيت ياحون وعيتا الجبل، قبل أن يتقدم نحو أطراف أنصار تبنا في أطراف البيسارية في ساحل الزهراني، ثم توسّع نحو جبل الريحان والقطراني وبرغز، ومناطق متصلة بالبقاع الغربي. ليعلن جيش الاحتلال في ختام الغارات، أنه «هاجم مواقع عسكرية لمنظمة حزب الله تشكّل تهديداً لأمن اسرائيل».
وكتبت مراسلة «الأخبار» في الجنوب آمال خليل، أن الاستباحة الإسرائيلية استمرت في زمن تثبيت وقف إطلاق النار. حيث استعاد أهل البلدات الحدودية مشاهد ما بعد نكبة 1948، عندما كانت العصابات الصهيونية تستبيح البلدات الجنوبية من دون رقيب أو حسيب، وكانت الدولة اللبنانية تتسلح بالاستنكار والمناشدات. فمشهد عشرات المستوطنين وهم يؤدّون صلوات تلمودية في تلة العباد في أطراف بلدة حولا، بدا وكأنه يدخل لبنان عنوة في زمن التطبيع، بعد زمن النقاط المحتلة والمناطق العازلة، في ظل هدوء مريب في الموقف الرسمي اللبناني لا ينسجم مع تمادي العدو. فيما علمت «الأخبار» أن الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الحكومة في السراي الحكومي أمس لأعضاء لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، أُرجئ إلى أجل غير مسمى. وبحسب مصادر مواكبة، فإن لجنة الإشراف برئاسة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز «تضغط على الحكومة وأركان الدولة لتمرير التعيينات العسكرية كما صاغتها أميركا التي اختارت ضباطاً لتولي مهام حساسة، وتبتزّ لبنان عبر صمت اللجنة الخماسية عن الاعتداءات الإسرائيلية، بل والتغطية عليها».
وكان نحو 900 مستوطن دخلوا بمواكبة جيش الاحتلال، من مستوطنة المنارة إلى قبر الشيخ العباد الذي يزعم الصهاينة أنه يعود لأحد الحاخامات، وأمضوا اليوم بكامله قبل أن يغادروا عند مغيب الشمس. وبحسب الصور التي نشرها إعلام العدو، أُزيلت عن القبر الأسلاك الشائكة التي كانت تقطعه في وسطه حيث يمر الخط الأزرق الذي رسّم الحدود بعد تحرير عام 2000، علماً أن لبنان تحفّظ عن الترسيم حينها ما أدخل الموقع ضمن النقاط الـ 17 المتحفظ عليها لبنانياً. وبعد عدوان 2006، استحدثت قوات الاحتلال سياجاً وأسلاكاً شائكة مكهربة فوق القسم المحتل من القبر الذي صار جزءاً من ثكنة ضخمة لقوات الاحتلال.
وأزال جنود الاحتلال الشهر الماضي الأسلاك الشائكة واستولوا على كامل القبر ومحيطه الواقع ضمن الأراضي اللبنانية المحررة في «جبل شنان»، بحسب التسمية اليهودية لتلة العباد. ومنتصف شباط الماضي، دخل نحو عشرين مستوطناً من حركة «بريسلوف» الحريدية إلى الموضع، وقاموا بعملية صيانة وترميم للقبر، وطلوا شاهده باللون الأزرق، وضمّوا «الجزء المقدس» منه الواقع في الجانب اللبناني. وسرّبت وسائل إعلام العدو بأن جيش الاحتلال يخطط لتنظيم رحلات للمستوطنين إلى الموقع للمرة الأولى منذ عام 2000.
تدنيس المستوطنين لتلة العباد جاء بالتزامن مع منع أهالي حولا من الوصول إلى منازلهم فوق التلة منذ وقف إطلاق النار، إذ تبلغت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من دولة العدو بأن تلة العباد الواقعة على ارتفاع أكثر من 900 متر باتت منطقة عازلة يُمنع على الأهالي الوصول إليها، بعدما دمّرت كل المنازل المحيطة وجرفت الحقول المحاذية للعباد. وثبّت الجيش اللبناني نقطة على المفرق المؤدي إلى الموقع لمنع المواطنين من الوصول إليه.
الموقف الرسمي الوحيد رداً على العدوان جاء في بيان صدر عن قيادة الجيش، اعتبر أن إدخال المستوطنين إلى الأراضي اللبنانية «يمثّل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية وأحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار». وأعلن البيان أن «قيادة الجيش تتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية واليونيفل».
وفي إطار الاعتداءات اليومية، أطلقت قوات الاحتلال النار على شبان اقتربوا من جدار كفركلا، ما أدّى إلى إصابة أربعة منهم. وفي أطراف ميس الجبل، تعرّض مواطنون لإطلاق نار أثناء تفقّدهم لمنازلهم.
*****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الحوثي: خلال 4 ايام يعود الحصار البحري على الكيان إن لم تدخل مساعدات غزة
مجازر ضحيتها المئات في الساحل السوري وجبلة تحت القصف… نحو الصوملة
عشرات الغارات الإسرائيلية تُفقد اتفاق وقف إطلاق النار والدبلوماسية أي معنى!
في التوقيت الذي تتزايد معه التهديدات الأميركية الإسرائيلية بالحرب على غزة، وتعلن المقاومة استعدادها لكل الاحتمالات مع تمسكها بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار حول شرط إنهاء الحرب والانسحاب الكامل مقابل إطلاق الأسرى، أعلن قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن مهلة أربعة أيام لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، مهدداً بالعودة إلى الحصار البحري على التجارة من كيان الاحتلال وإليه، بالرغم مما يحمله ذلك من مخاطر تصعيد المواجهة مع الأميركيين الذين أعلن رئيسهم دونالد ترامب تصنيف حركة أنصار الله حركة إرهابية وفرضه المزيد من العقوبات عليها وعلى قادتها وتهديده بالمزيد من الضغوط عليها.
في الساحل السوري تدهورت الأوضاع الأمنية وتجاوزت المعارك التي اندلعت أول أمس، بين قوات هيئة تحرير الشام والمجلس العسكري في الساحل، الحدود المتوقعة للمعركة التي تحولت إلى مجازر إبادة بحق المدنيين في الساحل سقط خلالها المئات، بعدما استعانت هيئة تحرير الشام بمتطوعين وشعرت بالعجز عن الحسم العسكري. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوات المروّعة وصور جثث النساء والرجال والمسنين والأطفال والعائلات التي قتلت في مذابح جماعيّة، ما دفع كل التعليقات الدولية الى اعتماد التحفظ والاكتفاء بالدعوة إلى ضبط النفس ووقف إراقة الدماء، لم يصدر أي بيان داعم لهيئة تحرير الشام وحكومتها إلا عن السعودية وقطر، وكان لافتاً حجم القلق الذي أبداه محللون دوليون لمستقبل سورية وحديثهم عن نهاية وحدة سورية ودخولها مرحلة الصوملة والدولة الفاشلة، خاصة في ظل الوضع شمال سورية وجنوبها، وتعقيدات توحيد الجغرافيا السورية والسلوك الفئوي لحكومة اللون الواحد القائم على أيديولوجية التطرف الديني، واستمرار العقوبات الأميركية من جهة، وتمادي حركة الاحتلال الإسرائيلي في الجغرافيا السورية من جهة مقابلة.
في لبنان برزت الغارات الإسرائيلية التي تجاوزت أمس العشرين غارة، والتي اتسعت لتشمل كل مناطق الجنوب اللبناني، في أوسع استباحة للسيادة اللبنانية، وبما طرح السؤال الكبير حول ما تبقى من اتفاق وقف إطلاق النار، ومعنى الرهان على فعالية المسعى الدبلوماسي في استنهاض همم رئيس وأعضاء لجنة الإشراف على الاتفاق، الذين يبدو استنهاض الأموات أسهل من استنهاضهم؟ّ! والسؤال الكبير مطروح حول ماذا سيفعل لبنان، سواء على مستوى الدولة والمقاومة وتعاون الدولة والمقاومة، والكل بات في وضع لا يمكن قبوله ولا يحله الانتظار لمجهول لن يحدث ويزداد معه الوضع سوءاّ، ولا يعني شيئاً أن يرمي البعض كرة المسؤولية هنا وهناك، بينما لا جواب على التحدّي دون التواضع والتسليم بفشل وطني كبير يستدعي مواجهة شجاعة على مستوى التحدّي.
فيما كانت الأنظار منصبّة على متابعة التطورات الأمنية في سورية في ظل المعلومات والصور والفيديوات التي توثق ارتكاب فصائل «هيئة تحرير الشام» مجازر بالجملة في مناطق الساحل السوري وحمص، خطفت سلسلة الغارات الإسرائيلية المفاجئة على الجنوب الأضواء، في خرق فاضح للقرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار ما يستوجب من الدولة اللبنانية اتخاذ إجراءات وخطوات عملية باتجاه لجنة الإشراف الدولية في الجنوب والدول الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» والتي أبدت استغرابها إزاء الصمت الرسميّ لا سيما من الحكومة اللبنانية مما يقوم به العدو الإسرائيلي حتى من مواقف الإدانة، وكذلك صمت ما يُسمّى «السياديين» الذين يدعون ليل نهار الى تسليم سلاح حزب الله للدولة ويتناسون استمرار الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب والاعتداءات اليومية على القرى والمدنيين. وحملت المصادر لجنة الإشراف والولايات المتحدة الأميركية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية مسؤولية تمادي العدو الإسرائيلي بعدوانه على الجنوب، محذرة من أن استمرار العدوان وعجز الحكومة عن اتخاذ خطوات جديدة لحماية لبنان وأرضه وسيادته ومواطنيه، سيمنح أهالي القرى الجنوبية ومن خلفهم المقاومة اتخاذ قرار التصدّي لهذه الهمجية الإسرائيلية في اللحظة المناسبة ما يُعيد التوتر إلى الحدود ويطيح باتفاق وقف إطلاق النار ويقوّض العهد الجديد المدعوم أميركياً وغربياً وعربياً. وتساءلت المصادر كيف يمكن لأركان الدولة والحكومة والوزراء الحديث عن استعادة ثقة المواطنين اللبنانيين بالدولة وبجيشها ومؤسساتها وعلاقاتها الدولية لحماية لبنان فيما العدو الإسرائيلي يستبيح السيادة وينتهك القرارات الدولية ويقتل المدنيين اللبنانيين؟ وكيف يتحدّثون عن استعادة الثقة الدولية بلبنان وجذب الاستثمارات الخارجية والسياح الخليجيين والعرب والأجانب والحرب الإسرائيلية على لبنان لم تنتهِ بعد؟
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء أمس سلسلة غارات متتالية ومفاجئة على أماكن عدة في الجنوب، وقد استهدف تلة زغرين في جبل الريحان – منطقة جزين، كما شن غارات بين بلدتي ياطر وزبقين، والمنطقة الواقعة بين عيتا الجبل وبيت ياحون، واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي وادي الزرارية، ووادٍ في بلدة البابلية مع تحليق كثيف ومنحفض فوق أجواء منطقة الزهراني.
كما شنّ طيران العدو الحربي سلسلة غارات جوية استهدفت منطقة الحمدانية الواقعة بين بلدتي كفروة وعزة.
وبلغت سلسلة الغارات الإسرائيلية أمس، على الجنوب نحو 20 غارة جوية، وفق قناة المنار.
وزعم المتحدث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن جيش الاحتلال «أغار على مواقع عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي والتي تم رصد داخلها وسائل قتالية ومنصات صاروخية للتنظيم، ما يعتبر تهديدًا على دولة «إسرائيل» ويشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين «إسرائيل» ولبنان. سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة «إسرائيل» وسيمنع كل محاولة لإعادة إعمار حزب الله أو تموضعه». كما ادعى وزير الحرب الإسرائيلي أن «سلاح الجو يشنّ غارات عنيفة لإزالة تهديدات عاجلة حاول حزب الله القيام بها لخرق وقف إطلاق النار».
وربط خبراء في الشؤون الإسرائيلية بين الغارات أمس، على الجنوب وبين محاولات الحكومة الإسرائيلية الدؤوبة لبعث رسائل اطمئنان للمستوطنين لحثهم على العودة إلى الشمال وذلك بعد رفض غالبية المستوطنين العودة بسبب الخوف من خطر حزب الله على الحدود واعتقادهم بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة لم تستطع القضاء على حزب الله، رغم سلسلة الاغتيالات والتدمير للقرى ولمخازن أسلحة وصواريخ، ورغم موافقة حزب الله الابتعاد إلى ما وراء الليطاني وفق تفاهم وقف إطلاق النار. ولفت الخبراء لـ»البناء» الى أن الحكومة الإسرائيلية وبعد تعيين رئيس أركان جديد تحاول الإيحاء للمستوطنين بأنها لا تزال تمتلك حرية الحركة في كامل الأراضي اللبنانية لمواجهة محاولات حزب الله لترميم داخله عسكرياً وبشرياً وتنظيمياً، وأنها تملك أيضاً اليد الطولى في الرد على أي تهديد ضد «إسرائيل» من لبنان.
كما ينوّه الخبراء بتزامن الغارات على الجنوب مع مناخ التصعيد الأميركي الإسرائيلي في المنطقة لا سيما ضد إيران وقرار رئيس حكومة الاحتلال وقف الإلتزام بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والأحداث في الساحل السوري وقبلها في جنوب سورية، وذلك في إطار استكمال الحرب على حركات ودول المقاومة في المنطقة بأدوات متعددة عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وتزخيم التصعيد الأميركي – الإسرائيلي لفرض الشروط ومشاريع التقسيم والهيمنة المطلقة على المنطقة والعالم.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار صباح أمس، على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة. وأفيد عن إصابة مواطنين من فريق «جهاد البناء» المكلف الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة.
وفي خرق إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية، دخلت مجموعة من يهود الحريديم إلى «قبر العباد» الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، صباحاً، تحت غطاء» زيارة دينية» نظّمها جيش الاحتلال إلى الموقع لزيارة قبر لـ»الحاخام آشي». وأدّى مئات الحريديم، طقوساً دينية عند القبر. ولفتت صحيفة «معاريف» إلى أن نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار صدر عن قيادة الجيش بيان أشارت فيه الى أنه «في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقه لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية». وأضاف البيان: «أن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار». و»تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل».
بدوره، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الوضع الجنوبي مع وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى إلى جانب الأوضاع الأمنية في البلاد عموماً وحاجات المؤسسة العسكرية، واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائج زيارته إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كما «وضعه في أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة العربية غير العادية التي انعقدت في القاهرة تحت عنوان «قمة فلسطين». وتداول الرئيسان عون وبري في الأوضاع العامة في البلاد ولا سيما الوضع في الجنوب.
وأشارت معلومات «البناء» الى أن المسؤولين السعوديين وعدوا الرئيس عون بسلة مساعدات هامة سيعلن عنها خلال زيارته الثانية الى السعودية مع رئيس الحكومة والوزراء المختصين المتوقعة خلال الأسبوعين المقبلين، حيث سيتم توقيع عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين. كما علمت «البناء» أن السعودية ستقدّم للبنان ملياري دولار أميركي نقداً مخصصين لدعم المؤسسات الحكومية للدولة اللبنانية مع تدقيق خاص بكيفية صرفها لكي لا تذهب في عمليات الفساد.
في غضون ذلك، وفي إطار الحرب الأميركية واستكمالاً للحرب العسكرية الإسرائيلية على حزب الله، يُعِدّ الكونغرس الأميركي مشروع قانون بشأن اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة خلال 60 يوماً لنزع سلاح حزب الله، ويتضمن أيضاً فرض عقوبات على حركة أمل وحزب الله بسبب دعمهما للمقاومة. إلا أن جهات مطلعة لفتت لـ»البناء» الى أن العضو في الحزب الجمهوري توم حرب وعضو الكونغرس الأميركي اللبناني الأصل دارين لحود يقفان خلف الدفع بهذا المشروع، مشيرة الى أن مشروع القانون لم يوافق عليه الكونغرس حتى الآن ولا يزال مجرد طرح وقيد الدرس.
وأوضح مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، أنّ «هذا المشروع مطروح في الكونغرس ومن حيث المبدأ فلا بأس به كطرح، فقد حان الوقت لتحديد مهلة زمنية، بهذا الخصوص»، ولفت الى أنّ «الجيش اللبناني يقوم بواجبه بشكل لا بأس به»، متمنيًا أنّ يكون العمل بشكل أسرع بخصوص ما يتضمنه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وكان قد أعاد النائب الأميركي الجمهوري جريج ستيوب تقديم مشروع قانون إلى الكونغرس، يهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية والجيش لتقليص نفوذ «حزب الله» في لبنان.
وفيما يطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء الأحد المقبل في مقابلة شاملة على قناة المنار للحديث عن آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وجه الشيخ قاسم رسالة شكر إلى أهل الوفاء وحملة الراية لمشاركتهم في حفل تشييع الأمين العام السابق للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله.
وعلى خطٍ موازٍ، تترقّب الساحة الداخلية جلسة مجلس الوزراء المتوقعة الأسبوع المقبل، حيث سيطرح ملف التعيينات في المواقع الأمنية والعسكرية والمالية والإدارية، حيث بات من المحسوم تعيين مدير العمليات في الجيش العميد رودولف هيكل قائداً للجيش وفق معلومات «البناء»، فيما لم يحسم اسم حاكم مصرف لبنان في ظل التداول بأكثر من مرشح لهذا المنصب وخلاف بين مرجعيات عدة حوله، إلا أن الخلاف الأساسي يتمحور على مركزي المدير العام لقوى الأمن الداخلي وعلى المدير العام للأمن العام في ظل تباين بين رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري حولهما في ظل ترشيح عين التينة للعميد مرشد الحاج سليمان وهو ضابط في الأمن العام ولديه خبرة طويلة في عمل الجهاز ويملك المواصفات التي تؤهله لهذا المنصب، فيما يدعم رئيس الجمهورية رئيس فرع مخابرات البقاع العميد الركن محمد الأمين.
وأفادت وسائل إعلام أن اللقاء بين الرئيسين عون وبري أمس، كان سلساً وليس متوتراً كما أشيع وجرى الاتفاق على البدء بالدفعة الأولى من التعيينات الاسبوع المقبل.
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الحريديم” داخل الحدود وغارات: دلالات تصعيدية خطيرة
كان الخرق الإسرائيلي الجديد للسيادة اللبنانية، تمثل في دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى “قبر العباد” الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، صباحاً.
من بوابتين بارزتين ميدانية ومالية عاد الواقع الجنوبي ليتقدم أولويات المشهد الداخلي في لحظة عبور الدولة اللبنانية “المتجددة” من الحقبة السابقة إلى الحقبة الحالية الجديدة. التطور الأول اكتسب دلالات تصعيدية نوعية وإضافية في مسار الاختراقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل عبر استباحة الحدود الجنوبية للمتدينين المتشددين وتركهم يمارسون شعائر مزعومة على مقربة من الحدود وتبعتها غارات جوية كثيفة ليلاً، الامر الذي يثير مزيدا من التساؤلات المريبة في ظل الاحراج الذي يواجهه لبنان بالتعويل على الضغط الديبلوماسي الأميركي خصوصا على تل أبيب لجعلها تنكفئ عن تصعيد الاستفزازات والاختراقات والإفساح أمام السلطات اللبنانية لتنفيذ التزاماتها في ما يعود للاتفاق والقرار 1701. ولذا اثار الحادث الخطير أمس بترك مئات المتشددين اليهود ينتهكون الحدود اللبنانية بزعم ممارسة شعائر دينية مخاوف من أن تكون إسرائيل ماضية نحو فرض أمر واقع احتلالي إضافي بعد احتلالها للتلال الخمس الحدودية وتوسيع تحصيناتها، بما يشكل ضغطاً محرجاً على العهد والحكومة ويضع الإدارة الأميركية في عين الشبهة المتسعة بتغطية إسرائيل فيما يفترض بالجانب الأميركي أن يلتزم تعهداتها ودوره الراعي للاتفاق بالوقوف ضد التصعيد الإسرائيلي المفتعل.
وكان الخرق الإسرائيلي الجديد للسيادة اللبنانية، تمثل في دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى “قبر العباد” الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، صباحاً، تحت غطاء” زيارة دينية” نظّمها الجيش الإسرائيلي إلى الموقع لزيارة قبر لـ”الحاخام آشي”. وأدّى مئات الحريديم، طقوساً دينية عند القبر. ولفتت صحيفة “معاريف” إلى أن نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: “في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد- حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية”. وأضاف البيان: “إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار”. تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل”.
إلى ذلك، أطلقت القوات الاسرائيلية صباح أمس النار على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة. وأفيد عن اصابة مواطنين من فريق “جهاد البناء” المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة. وليل أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات متلاحقة وكثيفة استهدفت مناطق بين بلدتي ياطر وزبقين وبيت ياحون والزرارية ووادي برغز وجبل الريحان حيث بلغ عدد الغارات ست غارات.
أما التطور الثاني من البوابة المالية والإعمارية فجاء عبر تقرير للبنك الدولي قدر فيه احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أعقاب الصراع الذي شهده لبنان بنحو 11 مليار دولار أميركي، وفقاً لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان لعام 2025 (RDNA)، الذي يقيم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول 2023 حتى 20 كانون الأول 2024.
وأوضح التقرير الذي صدر عن البنك الدولي، ان “هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليار دولار أميركي من قبل القطاع العام، منها مليار دولار أميركي لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، والخدمات البلدية والعامة، والنقل، والمياه والصرف الصحي والري). في حين سيكون هناك حاجة إلى تمويلٍ من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليار دولار أميركي، يكون معظمه موجهاً إلى قطاعات الإسكان، والتجارة، والصناعة، والسياحة”. وأشار إلى أن “التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار أميركي، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار أميركي”.
وعلى الصعيد السياسي الداخلي برزت مواقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في كلمة القاها خلال إفطار أقامه في معراب واكد فيها أنه “لا خلاص إلَّا بقيام دولة فعليَّة في لبنان تُعدُّ خارطة الطريق لقيامِها واضحة جدّا وتقوم على جمع كلّ سلاح غير شرعيّ في مهلة واضحة ومحدَّدة، عودة قرار الحرب والسّلم إلى الحكومة حصراً، سيادة كاملة على الأراضي اللبنانيَّة برمَّتها، فضلاً عن السيطرة الشرعيَّة والفعلية على الحدود الشماليَّة والشرقيَّة والجنوبيَّة”. ودعا المكوّنات اللبنانيَّة كافَّة إلى “الالتفاف حول الدولة وسلطتها الشرعيَّة حصراً، ونَبْذ أيّ مشروع يقوِّض أو ينال من هيبتها، كما إلى مراجعة عميقة لمختلف المراحل السابقة، بهدف أخذ العِبَر من حياتنا الوطنيَّة غير المستقرَّة وغير المنتجة، من أجل تطوير نظامنا للوصول إلى بناء مستقبل لا تعيشُ فيه أجيالنا المقبلة بخطر وقلق أو بقِلَّة وتعتير، كما عاشت الأجيالُ على التوالي منذ الاستقلال”. وضم حفل آلافطار حشدا كبيرا من الشخصيات الرسمية والسياسية والدينية والسفراء.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تشن أوسع هجوم جوي على جنوب لبنان منذ وقف النار
أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية، بأن الطيران الإسرائيلي شن عشرات الغارات المتتالية على أماكن عدة في جنوب البلاد.
وأوضحت الوكالة، يوم الجمعة، أن الطيران الإسرائيلي استهدف تلة زغربن في جبل الريحان بمنطقة جزين، وشن غارات بين بلدتي ياطر وزيقين، وتابعت: «كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي واد في بلدة البابلية، وشن غارة عنيفة على تبنا، كما أغار على منطقة مريصع الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية، وسط تحليق كثيف ومنحفض فوق أجواء منطقة الزهراني».
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الجيش «شن قبل قليل غارات على مواقع عسكرية تابعة لتنظيم الحزب في جنوب لبنان، حيث تم رصد أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ تابعة للتنظيم»، مضيفا أن «وجود هذه الأسلحة والمنصات في تلك المواقع يشكل تهديدًا لإسرائيل، كما يُعد انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
***************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان يريد المساعدات والخارج ينتظر الإصلاحات.. المستوطنون يعبرون الحدود: انتهاك يُنذر بتوترات
بدأت الحكومة رحلة الألف ميل في مقاربة الملفات الداخلية، وتشعّبات تلك الملفات وتعقيداتها بالإضافة إلى عامل الوقت يضغط عليها، واللبنانيّون الذين وُعدوا بانفراجات ينتظرون ترجمة الوعود، ولاسيما في ما يتعلق بملف التعيينات، الذي ترتفع في بعض الأوساط أصوات تُعبِّر عن الخشية من أن يُغرَق في التجاذبات والمماحكات. ومن ضمن مجموعة الأولويات والتحدّيات لحكومة نواف سلام، يفرض الملف الجنوبي نفسه في صدارة قائمتها، وسط مخاوف على أكثر من صعيد محلي وخارجي من انزلاق الوضع في منطقة الحدود الجنوبية إلى توترات خطيرة.
على الخط السياسي برز اللقاء بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب المعلومات الرسمية، فإنّ الرئيسَين عرضا الأوضاع الراهنة في لبنان ولاسيما في الجنوب، وأطلعَ الرئيس عون الرئيس بري على نتائج زيارته إلى السعودية وأجواء مشاركته في القمة العربية الطارئة في القاهرة.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ ملف التعيينات لم يَغِب عن لقاء الرئيسَين. ولفتت مصادر المعلومات إلى أنّ «الرأي الجامع بين الرئيسَين من حيث المبدأ، أن تُملأ بصورة عاجلة الشواغر، وخصوصاً في المراكز الرئيسة، مراعيةً لأعلى معايير الكفاءة والاختصاص وحُسن الاختيار». وتشير المعلومات إلى أنّ ورشة التعيينات ستتمّ على جرعات متتالية في المدى المنظور.
الامتحان الصعب
وحَول التعيينات، فإنّ كل الأنظار مُصوَّبة على الحكومة وكيفية عبورها الامتحان الصعب الذي تخضع له والمتعلق بهذه التعيينات. فتؤكّد الأوساط الحكومية أنّه موضوع على نار حامية وعلى طريق الإنجاز. إلّا أنّ السؤال الذي يطرح نفسه على مائدة العمل الحكومي يقول: مقاربة ملف التعيينات وحسمه تتداخل فيهما مجموعة اعتبارات يُمليها عدم الإخلال بتركيبة البلد وتوازناته، ومعايير ليس أقلّها معيار النزاهة والكفاءة، فهل ستتمكن الحكومة من إثبات صدق قولها بأنّها ستتجاوز اعتبارات السياسة ومعاييرها ومحاصصاتها وتُقدّم تعيينات مشهودة، معيارها النزاهة والكفاءة لا التبعية والاستزلام؟
كرة ثلج… كرة نار
ضمن هذا السياق، أعرب مرجع سياسي عبر «الجمهورية» عن أمله في أن تُحدِث الحكومة «نقلةً نوعية في التعيينات، تنسف تجارب العهود السابقة التي لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ التعيينات خلالها، كانت عرضةً لمداخلات وحسابات ومحاصصات تغلب فيها المعايير السياسية والشخصية على أصحاب الجدارة والكفاءات. من هنا الانتباه واجب، فالملف الماثل أمامها، في يدها أن تحوّله إلى كرة ثلج تتدحرج بإيجابيات على كلّ المراكز الوظيفية، سواء أكانت مراكز أو رفيعة عبر اعتماد مبدأ الكفاءة والجدارة. أو أن تحوّله إلى كرة نار تحرق الوعود والآمال عبر التفرّد في القرار، أو الاستنسابية وتغليب المحسوبيات والصداقات على الكفاءات».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتوقع نجاح الحكومة في هذه المهمّة، أجاب المرجع: «إن شاء الله. نحن معها في إعادة انتظام الإدارة وملء كل الشواغر. وأنا مقتنع تماماً أنّ في إمكان الحكومة أن تنجح نجاحاً باهراً في ملف التعيينات، إن اعتمدت معايير النجاح فقط (أي الكفاءة والنزاهة والاختصاص)، وتجنّبت سوء الاختيار والتقدير، وحاذرت الوقوع في «مطبات المستشارين» ورغباتهم».
في سياق متصل، صدر مرسوم تعيين أعضاء الجمعية العامة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة السيدة الأولى نعمت عون وسحر بعاصيري نائباً للرئيس والأعضاء: غادة حمدان، ناتالي زعرور، جان مراد، لارا سعادة، جومانا سليلاتي، سابين سعد مكاري، سينتيا أسمر، مادونا أيانيان، ماي مخزومي، سمرندا نصار، ميريم صفير مراد، لميا عسيران، لينا قماطي، كايتي ساروفيم، زينا دكاش، عبلا محيو السباعي، نازك الخطيب، رولا فوزي جعفر، شرين عبد الرؤوف قطيش وروبى مكارم.
المساعدات… والإصلاحات
ومعلومٌ في هذا الإطار، أنّ موضوع التعيينات، مُدرَج في بنك المطالب الخارجية للبنان بإجراءات إصلاحية وإنقاذية عاجلة، وفي هذا الإطار، لفتت زيارات متتالية يقوم بها سفراء دول كبرى إلى مستويات سياسية ووزارية، ومعلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، أنّ جانباً من تلك الزيارات مرتبط بالحديث عن برنامج مساعدات لقطاعات معيّنة في لبنان، وأمّا الجانب الآخر منها، فغايته التعبير بصورة مباشرة وصريحة عن الارتياح البالغ لـ»التحوّلات والمتغيّرات» التي شهدها لبنان، بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، وأنّ لبنان سينتقل حتماً إلى واقع مختلف عمّا كان سائداً في السنوات الأخيرة.
الإلتزامات
إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ مسؤولاً مالياً دولياً أكّد أمام مجموعة من الاقتصاديِّين أنّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة في لبنان أمرٌ يبعث على الأمل في إعادة الانتعاش إلى لبنان. والمجتمع الدولي عبّر عن تأكيدات جدّية بدعم لبنان والوقوف إلى جانبه لتمكينه من تخطّي أزمته، وتعافيه مالياً واقتصادياً واجتماعياً.
وتحدّث المسؤول عينه عن فرصة متاحة في الوقت الراهن لإحداث نقلة ملموسة في هذا الاتجاه، ولاسيما أنّ المؤسسات المالية الدولية تواكب تطوّرات الوضع اللبناني بصورة حثيثة. وأكّد على ما مفاده أنّ المساعدات للبنان ستكون متاحة بعد أن تُوفي الحكومة بالتزاماتها الإصلاحية بالطريقة التي تعطي دليلاً أكيداً على مكافحة الفساد.
الموازنة
في سياق متصل، أثار إقرار الحكومة مشروع موازنة العام 2025 بمرسوم في مجلس الوزراء تساؤلات حول الحكمة من ذلك، واعتراضات على إقراره في مجلس الوزراء. فلوّح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بالطعن به، خصوصاً أنّه كان في إمكان الحكومة سحب المشروع وإعداد موازنة جديدة تحاكي الإصلاحات ووضع البلد كما هو في ظل المستجدات التي طرأت عليه بعد العدوان الإسرائيلي. والأمر نفسه متصل بقرار التمديد المفاجئ لسنّ التقاعد لعدد من الديبلوماسيِّين والسفراء، الذي لقيَ استغراب «الحزب التقدّمي الإشتراكي» الذي اعتبر أنّ معالجة الشكوى مَن باعتباره يحرم تجديد الإدارة العامة ورفدها بالكفاءات الجديدة. لافتاً إلى أنّ الشكوى العامة من ترهّل الإدارة العامة في لبنان يجب معالجتها من خلال المسلك الإداري السليم الذي يكون بفتح باب التوظيف من خلال مجلس الخدمة المدنية وليس تمديد سن التقاعد للموظفين الحاليِّين».
وإذا كان صدور المرسوم يعود إلى نفاذ مهلة إقرار مشروع الموازنة في مجلس النواب، فإنّ بعض الأصوات استغربت هذا التعجيل، واعتبرته إشارة سلبية سُجِّلت في رصيد الحكومة وسلة الوعود الواسعة التي أطلقتها أولاً، لأنّ الموازنة لا تُلبِّي متطلبات الوضع اللبناني برمّته، وخالية من النَفَس الإصلاحي، وثانياً لأنّ وقت إحالة المشروع تزامن مع فترة العدوان الإسرائيلي التي استحال فيها انعقاد مجلس النواب.
والبارز في هذا السياق، ما قاله وزير المال ياسين جابر إنّ «خيارات إقرار الموازنة كان الأفضل من بين الخيارات الأخرى، بالتزامن مع تحضيرات في الوزارة لإعداد مشروع جديد». وأكّد جابر أنّه يتطلّع إلى «موازنة ترصد الاستراتيجيات الإنمائية، وأهدافاً إصلاحية كانت رفعتها الحكومة عنواناً لها، وذلك من خلال إعادة تفعيل أجهزة الحوكمة وأجهزة الرقابة وإعادة هيكلة المصارف والدَين العام ومحفظة اليوروبوندز»، مشيراً إلى أنّ «مشروع الموازنة الذي يجري إعداده يأخذ في الحسبان إجراءات من شأنها أن تسهم في سلوك المسار الصحيح بالنسبة إلى الإنتظام المالي ويفسح المجال أمام الموازنات اللاحقة في زيادة الإنفاق في المجالات الاجتماعية».
وفي هذا الإطار، تبلّغ جابر من سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال «أنّ المساعدات يمكن أن يقدّمها الاتحاد من خلال مساعدة الوزارات في عملية إعداد وتحضير ميزانياتها الخاصة، ما يُسهّل على وزارة المالية عملها في مجال تحديد الاعتمادات المالية المرصودة لها».
غارات ومخاوف
جنوباً، الوضع على امتداد خط الحدود يشهد صعوداً وهبوطاً في ظل الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، التي استهدفت مجموعة من المواطنين في بلدة كفركلا أمس، واتبعت ذلك مساء بسلسلة غارات جوية (نحو 25 غارة) نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي واستهدفت وادي برغز، القطراني، وادي نفخة في زبقين، وحرش عيتا الجبل وبيت ياحون ووادي مريمين بين زبقين وياطر، ومنطقة الزهراني وجبل الريحان، ومنطقة وادي الزغارين الواقعة بين (سجد – العيشية – الريحان)، والمنطقة الواقعة بين البابلية والزرارية واطراف انصار.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان سلاح الجو شن غارات عنيفة لإزالة تهديدات عاجلة حاول «الحزب» القيام بها لخرق وقف إطلاق النار.
تضاف إلى ذلك المحاولات المعلنة لفرض وقائع جديدة في تلك المنطقة، سواء عبر جعل المناطق القريبة والمحاذية للنقاط الخمس التي يحتلها الجيش الإسرائيلي، مناطق خالية من الحياة كلياً، أو عبر زيارات ينظّمها الجيش الإسرائيلي لمجموعات من المستوطنين المتطرّفين إلى بعض المقامات الدينية باعتبار أنّها ملك لإسرائيل.
بيان الجيش
وحول هذا الأمر، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان أمس، أنّه «في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من القوات المعادية إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية».
وأكّدت القيادة، أنّ «دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار». وشدّدت على أنّها «تتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل».
الكلام نفسه
في هذا الإطار، أبلغت مصادر وزارية إلى «الجمهورية» قولها، إنّ الملف الجنوبي يُشكّل بند المتابعة الأول على صعيد رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة، وما جرى في الأيام الأخيرة من استهداف للعائدين إلى بلداتهم بالإضافة إلى الخرق الفاضح باستقدام «حُجّاج» إسرائيليِّين إلى محاذاة بلدة حولا (موقع العباد) وهو أمر غير مسبوق. وبالتالي أوجب تزخيماً إضافياً للعجلة الديبلوماسية خصوصاً مع الراعيَين الأميركي والفرنسي لاتفاق وقف إطلاق النار».
وعمّا هو ردّ الراعيَين، اكتفت المصادر بالقول «إنّهم يولون الأمر اهتماماً كبيراً». إلّا أنّ مسؤولاً رفيعاً أجاب رداً على سؤال لـ«الجمهورية» عمّا يمكن أن يقوم به لبنان في هذا المجال، لبنان ملتزم بالقرار 1701 وباتفاق وقف إطلاق النار، و«اليونيفيل» ولجنة المراقبة وكل الناس تعرف أنّه من جانب لبنان لم يقم أي طرف بخرق للقرار وللاتفاق. فيما إسرائيل تخرق وتعتدي ولا مَن يُلزمها على وقف هذا الأمر. ومرّات كثيرة بل ومتتالية رُفِعت الشكوى إلى رعاة الاتفاق وحتى الآن ما زلنا نسمع الكلام ذاته والوعود ذاتها، ويقولون لنا إنّ لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق ستتحرّك وستتابع الموضوع، فيما لا نرى بالعَين المجرّدة سوى اعتداءات وخروقات إسرائيل المستمرة».
كلفة العدوان
في سياق متصل، قدّر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أعقاب الحرب على لبنان بنحو 11 مليار دولار أميركي، وفقاً لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان لعام 2025 (RDNA)، الذي يُقيِّم الأضرار والخسائر والاحتياجات في 10 قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول 2023 حتى 20 كانون الأول 2024.
وأوضح التقرير الذي صدر عن البنك الدولي، أنّ «هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليارات دولار أميركي من قِبل القطاع العام، منها مليار دولار أميركي لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، الخدمات البلدية والعامة، النقل، المياه والصرف الصحي والري). في حين ستكون هناك حاجة إلى تمويلٍ من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليارات دولار أميركي، يكون معظمه موجّهاً إلى قطاعات الإسكان، التجارة، الصناعة، والسياحة».
***************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
غارات عنيفة على الجنوب ليلاً.. بعد «استباحة الحريديم» خراج حولا
التعيينات بين عون وبرّي في بعبدا.. وتمويل الإعمار يقلق الدولة
تدخل ورشة الاصلاحات، وإعادة تحريك عجلة الدولة على السكة الصحيحة في دائرة من الضغوطات الإقليمية، البالغة الصعوبة، فبعد الحوادث الخطيرة الجارية على الساحل السوري بين الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وعناصر عسكرية وحزبية محسوبة على النظام السابق، بقي الاحتلال الاسرائيلي يتصرف في الجنوب، وكأن الارض سائبة أو بلا سيادة، من خلال إدخال المئات من المدنيين الاسرائيليين «الحريديم» إلى حرم حولا الحدوية، تحت ذريعة زيارة قبر لأحد الحاخامات بترتيب مباشر وحماية من جيش الاحتلال الاسرائيلي، في وقت تحوم غيوم داكنة فوق تفاهمات غزة، والخشية من تهديد الجيش الاسرائيلي بإعادة الحرب إلى القطاع، مع تسخين حوثي جديد، عبر إعطاء اسرائيل مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات والاسلحة أو العودة إلى استهداف الملاحة البحرية باتجاه الموانئ الاسرائيلية.
وشكلت زيارة الرئيس نبيه بري إلى بعبدا تطوراً سياسياً بعد عودة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من القاهرة، وقبلها من الرياض، حيث أطلع الرئيس عون رئيس المجلس على محادثاته في العاصمة السعودية مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، وعلى أجواء القمة العربية الاستثنائية في القاهرة بالإضافة إلى الوضع في الجنوب.
وهنأ الرئيس بري- حسب مصادر المعلومات القريبة منه-، على مضمون كلمته في القاهرة ووصفها بالرائعة..
وغادر بري القصر الجمهوري بلا اي تصريح.لكن كان موضوع التعيينات من ضمن مواضيع البحث.لكن مصادر القصر اكدت انه لم يكن منزعجاً.
وكانت استمرت الاتصالات لإطلاق مسيرة التعيينات في مراكز الدولة مع انطلاقة العهد الجديد، وعلمت «اللواء» انها ستبدأ الاسبوع المقبل او الذي يليه على ابعد تقدير بالتعيينات العسكرية والامنية اذا حصل توافق حولها فتصدر سلة واحدة، وإلّا يتم تعيين قائد الجيش بداية والمؤهل للمنصب العميد رودولف هيكل، وتليها تعيينات المديرين العامين للأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة.
وافادت مصادرمتابعة لـ «اللواء»: ان اي اسم لم يُحسم بعد في التعيينات الأمنية، نتيجة تجاذب بين تيار المستقبل الذي يُفضّل تعيين العميد رائد عبد الله مديراً عاما لقوى الامن الاخلي، وبين الرئيس فؤاد السنيورة الذي يسعى لتعيين العميد محمود القبرصلي ويؤيده رئيس الحكومة نواف سلام. بينما لم يقرر رئيس الجمهورية بعد موقفه.
وبالنسبة للأمن العام لم يتم حسم اسم من الاسماء الثلاثة العميد حسن شقير (نائب مدير امن الدولة حالياً) اوالعميد مرشد سليمان، او العميد فوزي شمعون، علما ان العميد شمعون هو في سلك الامن العام حالياً ويشغل منصب رئيس مكتب الجنسية والجوازات والأجانب.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التفاهم على السير بالتعيينات في اقرب فرصة ممكنة شكل إحدى ابرز نقاط البحث بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولفتت المصادر إلى أن ما من أسماء بت فيها خلال اللقاء منعا لأي تفسير يتصل بالتعدي على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء أو اختزال دور رئيس الحكومة، قائلة ان الكلمة الفصل في التعيين هو للمجلس وإن وضع خيارات متعددة في موضوع الترشيح وارد إنما الأساس هو مجموعة معايير يتم اعتمادها ، لافتة إلى أن خيار تجزئة التعيينات متوقع وكذلك الأمر بالنسبة إلى إصدارها دفعة واحدة.
إلى ذلك ناقش الرئيسان عون وبري مواضيع عامة وتوقف رئيس المجلس عند زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية ومشاركته في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة والتي كانت محور اشادة.
ومن المرتقب أن يعقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قبل مجلس الوزراء المقبل والذي تردد أنه سيبحث في التعيينات الأمنية والعسكرية.
وكشفت مصادر رسمية أن لبنان سيكثف الاتصالات، لايجاد خطة عمل تقضي بمواجهة التصعيد الاسرائيي والانتهاك المتواصل للقرار 1701.
وعلى خط التحضيرات الجارية من أجل اتمام الانتخابات البلدية والاختيارية، زار وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار كُلًّامن رئيس الجمهروية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعرض معهما التحضيرات الجارية لانجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها. كما تم عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والأمنية وشؤونا متصلة بعمل الوزارة.
وإستغرب الحزب التقدمي الإشتراكي قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في جلسة أمس 6 آذار الجاري، والقاضي بتمديد سن التقاعد للدبلوماسيين والسفراء في وزارة الخارجية من 64 عاماً إلى 68 عاماً.
وقال الحزب في بيان: إن هذا القرار يحرم تجديد الإدارة العامة ورفدها بالكفاءات الجديدة.. والشكوى العامة من ترهل الإدارة العامة في لبنان يجب معالجتها من خلال المسلك الإداري السليم الذي يكون بفتح باب التوظيف من خلال مجلس الخدمة المدنية وليس تمديد سن التقاعد للموظفين الحاليين.
وأكد الحزب أن تجديد الإدارات العامة المختلفة بالجيل الجديد من أصحاب الكفاءات هو السبيل الوحيد للنهوض بمستوى التقديمات التي على الإدارة العامة تأمينها لكافة المواطنين.
وتعليقا على اقرار مجلس الوزراء قانون موازنة العام2025 بمرسوم، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في منشورٍ على حسابه عبر منصة «إكس»: «الموازنة هي أهم عمل تقوم به الحكومة، حيث تترجم من خلالها رؤيتها. وظهر أول مشروع لها موازنة حكومة مستقيلة منذ ثلاث سنوات! يعني مضت عشرة أشهر من الإصلاحات من حكومة عمرها أربعة عشر شهراً».
وأشار إلى أن «وفد صندوق النقد الولي يصل الأسبوع المقبل الى بيروت، متسائلاً: أين الإصلاحات والبيان الوزاري والوعود بالإنقاذ؟!».
وتابع باسيل: من الضروري الطعن وإدخال تعديلات كبيرة عليها في مجلس النواب.
كلفة الإعمار
ومن جهة ثانية، قدّر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار والتعافي نتيجة الحرب على لبنان بنحو 11 مليار دولار أميركي، وفقا لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان RDNA لعام 2025، الذي يقيِّم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول2023 حتى 20 كانون الأول2024.
وأوضح التقرير الذي صدر عن البنك الدولي، ان «هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليار دولار أميركي من قبل القطاع العام، منها مليار دولار أميركي لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، والخدمات البلدية والعامة، والنقل، والمياه والصرف الصحي والري). في حين سيكون هناك حاجة إلى تمويلٍ من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليار دولار أميركي، يكون معظمه موجهاً إلى قطاعات الإسكان، والتجارة، والصناعة، والسياحة».
وأشار إلى أن «التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار أميركي، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار أميركي».
وحسب مصدر لبناني معني كان حجم كلفة التمويل يقلق الدولة اللبنانية التي تبحث عن إنشاء «صندوق إعادة الإعمار» والجهات التي ستساهم في تمويله.
الجنوب و«الحريديم»
وفي خرق إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية، دخلت صباح امس مجموعة من يهود الحريديم إلى موقع «ضريح العبّاد» الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، تحت غطاء» زيارة دينية» نظّمها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الموقع لزيارة قبر لـ»الحاخام آشي».وأدّى مئات الحريديم، طقوساً دينية عند القبر.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية: ان نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الإسرائيلية.
وصدر حول هذا الخرق عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية.
وأضاف البيان: إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. وتُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.
الى ذلك، أطلقت القوات الاسرائيلية صباح امس، النار على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة. وأفيد عن اصابة مواطنين من فريق «جهاد البناء» المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة .
ميدانيا، أصيب ثلاثة مواطنين جراء إطلاق قوات العدو الصهيوني النار على تجمع للأهالي قبالة جدار كفركلا. والجرحى هم اثنين من فريق «جهاد البناء» المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي، وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة،، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، النار عليهم.
وقام جيش الاحتلال بعد الظهر بعملية بالاسلحة الرشاشة لمنطقة كروم الشرقي في بلدة ميس الجبل لترهيب الاهالي.
وليلاً نفذ جيش الاحتلال غارة على وادي زبقين، وغارة على حرج بيت ياحون، كما استهدفت سلسلة غارات وادي برغز، وعلى جبل الريحان والزهراني، وكذلك على بلدة أنصار والعزية في منطقة صور، وكذلك على البيسارية.
وتحدثت المعلومات عن أكثر من30 غارة.
وزعم وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان «سلاح الجو يشن غارات عنيفة لإزالة تهديدات عاجلة، حاول الحزب القيام بها لخرق وقف اطلاق النار».
وليلاً، حلق طيران حربي اسرائيلي على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية، وامتد التحليق إلى منطقة البقاع.
***************************************
افتتاحية صحيفة الديار
هل ينجح عون وسلام في التوفيق بين متطلبات الخارج وتوازنات الداخل؟
«تباين ودي» بين عون وبري على اسم مدير الامن العام
دروز لبنان وسوريا قد يدفعون ثمن «لعبة الامم» – رضوان الذيب
المرحلة الانتقالية محفوفة بالمخاطر والمشاريع الكبرى، وحسابات البيدر المحلي قد تتعارض كليا مع المخططات الخارجية وما يحاك من مشاريع قد تؤدي الى زوال دول وقيام كانتونات جديدة، والسؤال الاساسي، هل ينجح الرئيسين عون وسلام بالتوفيق بين المتطلبات الخارجية من لبنان ضد الحزب والحفاظ على الاستقرار الداخلي ؟ في ظل معلومات مؤكدة رغم نفيها من المراجع الرسمية، بان واشنطن طلبت من لبنان اجراء اتصالات مباشرة بين لبنان وإسرائيل في حال اراد لبنان انسحابا اسرائيليا شاملا من أراضيه ووقف الخروقات البرية والبحرية والجوية وخلاف ذلك، لا خطوط حمراء امام اسرائيل في لبنان، ولا مساعدات، لان الدول الخارجية تعتبر ان تنفيذ الاصلاحات اساسه اقصاء الحزب من الدولة، وهذا المسار الدولي لا تستطيع الحكومة تنفيذه، وبالتالي فان المراوحة الحالية مرشحة للاستمرار مع مواصلة الخروقات الاسرائيلية اليومية على قرى الجنوب وجرح 3 مواطنين في كفركلا امس ومنع المزارعين استغلال اراضيهم، والتطور الابرز دخول جماعات من المستوطنين الى قبر العباد في حولا وممارسة الطقوس الدينية داخل القبر الذي يدعي الاسرائيليون انه تابع للحاخام اشيل، ودخل المستوطنون بحماية الجيش الاسرائيلي الذي نظم الزيارة، واللافت انه لم يصدر اي موقف عن الحكومة اللبنانية او اللجنة المشرفة على وقف النار بعد ان تحول دورها الى عداد للخروقات.
التعينات
اجواء الود طغت على زيارة الرئيس نبيه بري الى القصر الجمهوري ولقائه الرئيس جوزاف عون الذي وضعه في اجواء زيارته الى الرياض ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واجواء القمة العربية كما جدد بري الثناء على كلمة الرئيس عون في القمة العربية، وبعدها تم التطرق الى موضوع التعينات وطرح الرئيس بري اسم العميد مرشد الحاج سليمان، فابدى الرئيس عون بعض الملاحظات، فتمنى بري إرسالها ليطلع عليها، ولم يطرح الرئيس عون اي اسم امام الرئيس بري، لكن مصادر قريبة من بعبدا سربت ميل عون الى تعيين العميد محمد الامين، والسؤال، هل يكون المخرج بتعيين العميد حسن شقير الذي تعرض لحملة اعلامية معروف مصادرها، ورغم التباين الودي على اسم مدير الأمن العام، فان مصادر بعبدا اكدت على التنسيق الدائم مع بري في ملف التعينات، علما ان الاجتماع استمر لـ 20 دقيقة وغادر رئيس المجلس دون الادلاء باي تصريح.
اما في موقع مدير عام قوى الامن الداخلي فالتعيين انحصر بين العميدين محمود قبرصلي المحسوب على فؤاد السنيورة ورائد العبدالله على المستقبل المطروح ايضا على رئاسة شعبة المعلومات، بينما حسم اسم العميد رودلف هيكل لقيادة الجيش، ومن المتوقع اعلان التعيينات العسكرية في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
لكن المشكلة الكبرى تبقى في التعيينات بمديرية المخابرات والاجهزة الامنية، وتحتاج هذه التشكيلات لمباحثات واتصالات طويلة، ومنذ الطائف كانت التعيينات توافقية في هذه المراكز، فهل تكسر الاعراف مع التحولات الكبرى في لبنان؟
وفي ظل هذه المعممة، يبقى السؤال، من هو القادر على طمانة الثنائي الشيعي وحمايته من الكم الهائل من المعلومات التي تسرب يوميا عن نهاية عصر الثنائي الشيعي في الدولة وحرمانه من التعيينات على كافة الصعد العسكرية والمالية والقضائية والإدارية بقرار أميركي، وان التعيينات العسكرية والقضائية تحديدا ستخضع للقرار الاميركي لجهة اختيار الاسماء والغربلة، حتى قوات الجيش اللبناني التي ستنتشر في الجنوب سيتم اختيار قادتها وضباطها وعناصرها بعناية فائقة، وولاؤهم للدولة وليس للحزب .
هذه التسريبات تقلق فعليا القيادات الشيعية، ويتم الرد عليها بالتمسك في اختيار الاسماء في التعيينات وتحديد المعايير ردا على التوجهات الدولية بتقليص وجود الثنائي في الدولة لصالح قيادات شيعية جديدة معادية للحزب ، هذا التوجه ظهر من خلال التسريبات عن قرار في الكونغرس باسم” بيجر “ يتضمن عدم الاعتراف بالكتلة النيابية للحزب واقصاء حركة امل مع ضغوط هائلة على كل الصعد، هذا هو الخطر الاكبر على الاستقرار في البلد. ويبقى اللافت وجود لوبي لبناني ناشط في الولايات المتحدة يقود حملة منظمة على الرئيس نبيه بري، كما تطال الحملة وليد جنبلاط وثوابته الوطنية، وهذا اللوبي يتحرك بقوة في وزارة الخارجية الاميركية وله علاقات واسعة مع المسؤولين عن الملف اللبناني.
الوضع الدرزي
ما يجري في لبنان لا يمكن فصله عن تطورات المنطقة، والمطلوب من لبنان اميركيا مطلوب من أحمد الشرع حسب مصادر متابعة للملف السوري، فإذا لم يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل فان سوريا ذاهبة الى التقسيم والتفتيت واذا اقدم على توقيع معاهدة الصلح فان سوريا الموحدة ستقدم له على طبق من الذهب والفضة «وعليه الاختيار»، وفي ظل هذه الاجواء يتقدم السؤال الاساسي، هل يدفع الدروز ثمن لعبة الامم الكبرى على الارض السورية ويدفع معهم دروز لبنان ثمن هذه الصراعات الكبرى مع اغراءات اسرائيلية باقامة كانتون درزي قد يمتد الى حاصبيا وراشيا وجنوب خط الشام بعد دخول اسرائيل على جبل الشيخ والتطورات العسكرية في لبنان، وتحويل الدروز الى حرس حدود لاسرائيل من درعا الى حاصبيا وانشاء جيش شبيه بجيش انطوان لحد، ،بالإضافة إلى وعود بمساعدات اقتصادية ومالية بمليارات الدولارات وتامين فرص عمل في اسرائيل لكل المواطنين في الجنوب السوري من كل الطوائف.
وفي المعلومات، ان كل الاتصالات بين الشيخ حكمت الهجري واحمد الشرع باءت بالفشل، وادت الى إنزال العلم السوري عن مركز محافظة السويداء ورفع العلم الدرزي وطرد المحافظ المعين من هيئة تحرير الشام.
واللافت ايضا، وجود قرار عربي ودولي بضرب الثوابت الوطنية للدروز والذي جسدها ال جنبلاط وارسلان، وظهر ذلك من خلال توجيه الدعوة للشيخ موفق ظريف لحضور مؤتمر الحوار بين الاديان في البحرين، ومشاركته في مؤتمر حول نبذ العنصرية في واشنطن، وتحدث الشيخ ظريف عن دروز لبنان وسوريا، كما استطاع ظريف تأمين مظلة حماية اسرائيلية لدروز السويداء، وما يجري بحق العلويين في الساحل السوري رفع من أسهم الشيخين حكمت الهجري وموفق ظريف بين دروز سوريا.
وفي ظل هذه المخاطر، يتمسك وليد جنبلاط بالثوابت الوطنية للدروز وسيرد في 16 آذار من المختارة بالذكرى الـ 48 لاستشهاد والده على كل الطروحات بعد هدية احمد الشرع للمختارة بالإعلان عن إلقاء القبض على اللواء ابراهيم حويجي في جبلة السورية ويتهمه جنبلاط بأنه المنفذ لجريمة اغتيال والده.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
11 مليار دولار كلفة إعادة الإعمار والحريديم يخرقون الجنوب
في مداري زيارتي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية ومصر ومقررات جلسة مجلس الوزراء أمس بقي الرصد السياسي للحدث اللبناني مضاف اليه حدث جنوبي تمثل بخرق فاضح اقدمت عليه اسرائيل من خلال دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى “قبر العباد” الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، تحت غطاء” زيارة دينية” نظّمها الجيش الإسرائيلي إلى الموقع لزيارة قبر لـ”الحاخام آشي” حيث ادوا طقوساً دينية، ما اثار اعتراض الجيش اللبناني الذي اعتبر ما جرى انتهاكا سافراً، مؤكدا ان القيادة تُتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوات اليونيفيل.
اجواء الرياض ومصر
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي تابع الوضع الجنوبي مع وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى الى جانب الاوضاع الامنية في البلاد عموماً و حاجات المؤسسة العسكرية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على نتائج زيارته الى المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كما وضعه في اجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة العربية غير العادية التي انعقدت في القاهرة تحت عنوان “قمة فلسطين”. وتداول الرئيسان عون وبري في الاوضاع العامة في البلاد ولاسيما الوضع في الجنوب.
مساعدات قطرية
من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني، وجرى عرضٌ للمستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وللعلاقات الثنائية بين البلدين. كما تم التطرق الى المساعدات القطرية المقدّمة للبنان، لا سيما للجيش اللبناني، لتمكينه من القيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقه وتعزيز انتشاره في الجنوب. وقد ثمّن الوزير رجّي وقوف قطر الدائم الى جانب لبنان وشعبه وجيشه.
التمديد للديبلوماسيين!
من جهة ثانية، استغرب الحزب التقدمي الإشتراكي “قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في جلسة أمس 6 آذار الجاري والقاضي بتمديد سن التقاعد للديبلوماسيين والسفراء في وزارة الخارجية من 64 عاماً إلى 68 عاماً”. اضاف في بيان: “إن هذا القرار يحرم تجديد الإدارة العامة ورفدها بالكفاءات الجديدة والشكوى العامة من ترهل الإدارة العامة في لبنان يجب معالجتها من خلال المسلك الإداري السليم الذي يكون بفتح باب التوظيف من خلال مجلس الخدمة المدنية وليس تمديد سن التقاعد للموظفين الحاليين”. وتابع: “يؤكد الحزب أن تجديد الإدارات العامة المختلفة بالجيل الجديد من أصحاب الكفاءات هو السبيل الوحيد للنهوض بمستوى التقديمات التي على الإدارة العامة تأمينها لكافة المواطنين”.
الطعن ضروري
وفي سياق متصل بجلسة الحكومة امس، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في منشورٍ على حسابه عبر منصة “إكس”: “الموازنة هي أهم عمل تقوم به الحكومة، حيث تترجم من خلالها رؤيتها”. وأضاف باسيل: “ظهر أول مشروع لها موازنة حكومة مستقيلة منذ ثلاث سنوات! يعني مضت عشرة أشهر من الإصلاحات من حكومة عمرها أربعة عشر شهراً”. وأشار إلى أن “صندوق النقد يصل الأسبوع المقبل”، متسائلاً: “أين الإصلاحات والبيان الوزاري والوعود بالإنقاذ؟!”.وتابع باسيل، “من الضروري الطعن وإدخال تعديلات كبيرة عليها في مجلس النواب”.
…لا شوائب: الا ان الخبير القانوني والدستوري الدكتور سعيد مالك اكد لـ”المركزية” ان لا شائبة في اقرار الموازنة بمرسوم، لا سيما أن نص المادة 86 من الدستور اللبناني واضحة، وما أقدمت عليه الحكومة من الناحية الدستورية لا يشوبه أي خلل. أعتقد أن أي طعن يُقدم أمام المجلس الدستوري سيُردّ”. وأضاف: “الموضوع راهنا في الإطار الاقتصادي: هل كان قرار الحكومة موفقاً في تبني موازنة 2025 كما أرسلتها الحكومة السابقة إلى مجلس النواب؟ وهل كان القرار السياسي بإصدار هذه الموازنة بمرسوم في محله؟ لكن من الناحية الدستورية، لا شوائب”.
كلفة اعادة الاعمار
على خط آخر، قدر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أعقاب الصراع الذي شهده لبنان بنحو 11 مليار دولار أميركي، وفقا لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان لعام 2025 (RDNA)، الذي يقيم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول 2023 حتى 20 كانون الأول 2024. وأوضح التقرير الذي صدر عن البنك الدولي، ان “هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليار دولار أميركي من قبل القطاع العام، منها مليار دولار أميركي لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، والخدمات البلدية والعامة، والنقل، والمياه والصرف الصحي والري). في حين سيكون هناك حاجة إلى تمويلٍ من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليار دولار أميركي، يكون معظمه موجهاً إلى قطاعات الإسكان، والتجارة، والصناعة، والسياحة”. وأشار إلى أن “التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار أميركي، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار أميركي”.
دخول مئات المستوطنين الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانية جنوباً تحت حراسة جيش العدو
الشرق – من جانب آخر وللمرة الأولى، أدّى مئات «الحريديم»، فجر امس، طقوساً دينية عند القبر، الواقع على تلة حدودية بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وذلك بموافقة الجيش الإسرائيلي وتحت حراسته.
ولفتت «معاريف» الى ان نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الإسرائيلية، وكانت أفادت قناة «i24 نيوز» العبرية بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لإدخال مئات اليهود للصلاة في قبر «الحاخام راب آشي» الموجود جزء كبير منه داخل الأراضي اللبنانية.
ولاحقا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، امس، بيان جاء فيه: «في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية». وأضاف البيان: «إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار».
وختم البيان: «تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل». الى ذلك، أطلقت القوات الاسرائيلية صباح امس، النار على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة.
وأفيد عن اصابة مواطنين من فريق «جهاد البناء» المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة.
كما مشّط الجيش الاسرائيلي بالاسلحة الرشاشة من موقع العاصي، منطقة كروم الشراقي شرق بلدة ميس الجبل، في اطار سياسة اسرائيل الهادفة الى ترهيب الاهالي وابعادهم عن المنطقة.
***************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إلزام لبنان بمهلة زمنية لتسليم السلاح غير الشرعي
“حرب إسناد” يخوضها “الحزب” دعماً لفلول الأسد
سالت الدماء في الساحل السوري وكأنها بمفعول رجعي، لكن هذه التطورات الدموية أتت على خلفية استمرار جمر السلاح غير الشرعي تحت رماد نتائج الحرب الأخيرة في لبنان. إذ أشار رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن السلاح الذي استخدمته فلول الأسد لم يصل من إيران، بل من لبنان وكل ما يقال عن أن الحدود اللبنانية مضبوطة، غير صحيح على الإطلاق”. وكأننا أمام حرب إسناد جديدة يفتحها “الحزب” دعماً لفلول نظام بشار الأسد.
على صعيد آخر، علمت “نداء الوطن” أن زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بعبدا، كانت لوضعه في أجواء زيارات الرئيس جوزاف عون الخارجية وإطلاعه على الموقف السعودي، خصوصاً في ما يتعلق بربط المساعدات للدولة بالإصلاحات والمساهمة في إعادة الإعمار شرط تطبيق القرارات الدولية وحصر السلاح بيد الدولة.
وعلى الرغم من توجيه الرئيس عون انتقادات مبطنة لإيران في كلمته في القاهرة، إلا أن الرئيس بري أثنى عليها وأيّدها. وفي حين لم تبحث التعيينات، فقد حضر ملف أمن الجنوب في اللقاء، وتباحثا في الخطوات الدبلوماسية المطلوبة لاستكمال تحرير الأراضي المحتلة.
كما حضر ملف الجنوب وخريطة انتشار الجيش وحاجاته والتنسيق مع “اليونيفيل” في صلب لقاء الرئيس عون مع وزير الدفاع ميشال منسى.
توازياً، علمت “نداء الوطن” من أوساط دبلوماسية، “أن على لبنان وضع مهلة زمنية كما فعل اتفاق الطائف لتسليم السلاح غير الشرعي”، في إشارة إلى سلاح “الحزب”. وقالت هذه الأوساط إن الرياض أبلغت رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة، “أن لا شيء اسمه إعادة إعمار من دون دولة”، ولفتت إلى “أن المجتمع الدولي حاسم بأن الأموال تأتي إلى الدولة فقط”.
وفي السياق، أطلق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال الكلمة التي ألقاها في إفطار جامع في معراب دعوة جاء فيها: “إن المُهمة الأولى للحكومة الحالية، وقبل أي مهمة ثانية أو ثالثة أو رابعة، هي الطلبُ المباشر والعلني من الجيش اللبناني البدء بتنفيذ ما ورد في خطاب القسم، وفي بيانها الوزاري بالذات، وفي اتفاق وقف إطلاق النار، واستطراداً في القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وتأسيساً على اتفاق الطائف، لجهة جمع كل السلاح غير الشرعي، وتفكيك البُنى التحتية العسكرية والأمنية غير الشرعية كلها، وعلى كامل الأراضي اللبنانية، ضمن مهلة زمنية محددة وواضحة، كما ورد أساساً في اتفاق الطائف، ومن دون أي تباطؤ أو مماطلة أو تمييع”.
بدورها كشفت أوساط قريبة جداً من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لـ”نداء الوطن” عن خطاب عالي السقف سيطلقه باسيل في احتفال ذكرى 14 آذار، مُعلناً خارطة سياسية جديدة تبدأ بالتموضع السياسي وتؤكد على حماية لبنان من الأخطار الوجودية، انتقالاً إلى عدم المهادنة مع “الثنائي الشيعي” وتحميله مسؤولية ضرب عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
استحقاقان: التعيينات والانتخابات
تبقى الاستحقاقات الأخرى قيد الاهتمام، ويتصدرها ملف التعيينات المرتقبة. وفي السياق أفادت معلومات “نداء الوطن” بأن العميد خطّار ناصر الدين هو الأوفر حظّاً لتسلّم المديرية العامة للأمن العام، علماً أن رئيس الجمهورية كان يفضّل العميد محمد الأمين، لكنه استبعد، كونه من خارج المديرية العامة للأمن العام والتزاماً بالاتفاق الذي جرى بين الرئيس عون والرئيس برّي بأن يكون المدير العام للمديرية من داخل الأمن العام. أما العميد فوزي شمعون فعليه مآخذ من جانب “الحزب”، وعلى العميد مرشد سليمان فيتو أميركي.
بالنسبة إلى المديرية العامة للأمن الداخلي، وبحسب المعطيات، فإن العميد رائد عبدالله هو الأوفر حظّاً، لكن هناك تريّثاً بانتظار معرفة علاقته وقربه من الرئيس سعد الحريري.
وفي ما خص حاكمية مصرف لبنان، الأسماء المطروحة هي: عصام أبو سليمان المدعوم من “كلّنا إرادة”، جهاد أزعور (لا فيتو عليه) وهناك مسعى لحلحلة بعض العقد، وكريم سعيد، وهو أحد الأسماء المطروحة جديّاً.
ومن التعيينات إلى الانتخابات البلدية، فقد علمت “نداء الوطن” أن وزير الداخلية أحمد الحجار أبلغ الرئيس عون جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات في موعدها مع وضع خطة للقرى الجنوبية المدمرة، وتم الاتفاق على أن لا تأجيل للانتخابات ولا استثناءات حتى لقرى الشريط الحدودي.
مستوطنون إسرائيليون
ميدانياً، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: “في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من القوات المعادية إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية وأحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار”. وأعلن “أن قيادة الجيش تتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل”.
نازحون علويون
من الجنوب إلى الشمال، حيث أفاد مراسل “نداء الوطن” مايز عبيد أن عكار كانت من جديد على موعد مع موجة نزوح سورية، ولكن هذه المرة لداعمي النظام السابق لا لمعارضيه. إذ وعلى خلفية ما يجري في مناطق الساحل السوري من أحداث دموية، ومن اقتتال بين فلول نظام بشار الأسد، وقوات قيادة العمليات، لا سيما في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة، شهدت قرى وبلدات عكار الحدودية (العلوية) موجة نزوح واسعة لمئات العائلات والأشخاص.
وتحدث الأهالي عن وصول أكثر من 3 آلاف نازح سوري إلى قراهم، مستخدمين الأراضي التي تربط المنطقتين كما النهر الكبير الجنوبي، وتمت استضافتهم في المنازل والمدارس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :