لا ضـمـانـات لـدى إسـرائـيـل بـإخـراج حـزب الله مـن الـمـعـادلـة

لا ضـمـانـات لـدى إسـرائـيـل بـإخـراج حـزب الله مـن الـمـعـادلـة

 

Telegram

 

أثبتت التجارب البعيدة والقريبة أن اسرائيل لا تلتزم بالضرورة بتفاهم أو اتفاق، وأنه متى توافر لها الحافز والتقدير بوجود فرصة، تنقلب على ما تم الاتفاق عليه، بل إن قرار الانقلاب يكون أحياناً متخذاً منذ لحظة عقد الاتفاق... وكالعادة بغطاء ودعم أميركيَين. تجربتا غزة ولبنان تؤكدان هذه الحقيقة. ففي كليهما، يتعامل العدو مع الاتفاق على أنه استجابة لمتغيّرات ميدانية وسياسية فرضت عليه وقف الحرب.

في المقابل، تعاملت المقاومة في لبنان مع نضوج العدو للقبول بوقف الحرب، كفرصة لتخفيف معاناة المدنيين وتقليل الخسائر البشرية والمادية، بالتوازي مع استعدادها لمواجهة تحديات المرحلة التالية من المخطط الأميركي - الإسرائيلي الذي فشل في حسم المعركة مع حزب الله، بأدوات وتكتيكات مختلفة. يتعامل العدو مع اليوم التالي للحرب كامتداد لها، لتحقيق الأهداف نفسها، أو ما أمكن منها وفقاً للمتغيرات الداخلية والإقليمية وحتى الدولية (الأميركية).

ومن أبرز هذه المتغيرات سقوط النظام السوري السابق وإغلاق خط الإمداد عبر الساحة السورية، وإنتاج سلطة سياسية في لبنان يراهن على أن تكون قاعدة ملائمة للدفع نحو خيارات داخلية تدفع باتجاهها إسرائيل وتحديداً ما يتعلق بسلاح المقاومة وموقعها في المعادلة الداخلية... من دون إغفال الخيار العدواني الذي تنفذه بطريقة مدروسة، ووفقاً لوتيرة تنطلق من حسابات عسكرية وسياسية أيضاً.

في هذه الأجواء، يراقب العدو مسار حزب الله في اليوم الذي يلي حرباً اغتيل فيها السيد حسن نصر الله وعدد من القادة السياسيين والعسكريين، وضُربت فيها قدرات عسكرية نوعية له، فضلاً عن تدمير القرى والمدن...

والسؤال الرئيسي الذي يشغل جهات التقدير والقرار في الكيان يتمحور حول إمكانية أن تؤدي المتغيرات إلى تأسيس فعلي لإمكانية إنهاء الحزب أو إضعافه إلى حدّ يسمح بخضوعه للإملاءات الإسرائيلية - الأميركية. وقبل ذلك، إنهاؤه كقوة عسكرية قادرة على تهديد إسرائيل أو الدفاع عن لبنان.

المؤكد إسرائيلياً حتى الآن أن هذا الهدف لم يتحقق ولا يوجد ما يؤشر إلى قرب تحقّقه، وأن هناك متغيرات يمكن البناء عليها لمواصلة الدفع في هذا الاتجاه، إلا أنه لا توجد ضمانة بتحقيق الأهداف المؤمّلة. بتعبير آخر، ليس هناك جواب واضح على هذا السؤال في تل أبيب.

وبحسب رأيٍ وازنٍ في الساحة الإسرائيلية، عبّر عنه الخبير في شؤون الشرق الأوسط آيال زيسر، فإنه في ظل المعطيات والمعادلات القائمة، «يفضل الإسرائيليون الاعتماد على التمنيات بأن التنظيم تلقّى ضربة قاسية، وأنه مرتدع الآن، ويسعى إلى الهدوء وليس إلى المواجهة، تماماً مثلما قلنا عنه بعد حرب لبنان الثانية في صيف 2006، وكما قلنا عن حماس بعد كلّ جولة مواجهة خضناها ضدها طوال العقد الماضي»، مشدداً على أن «الواقع على الأرض لا ترسمه التمنيات».

أصحاب هذا الرأي الذي يبدو أن له تأييداً وازناً ويزداد اتساعاً، يؤكدون أنه رغم الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل، فإن «حزب الله لم يُهزم، ولم يتم القضاء عليه، ولا على دوافعه لمهاجمة إسرائيل». كما أن تاريخ الحزب ومواقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ثبتت التقدير بأنه ليس في وارد تغيير أي من ثوابته الإستراتيجية. ولذلك، فإن ما يقوم به حتى الآن، من وجهة نظر خبراء وقادة إسرائيليين، أنه يعتمد خيار الهدوء بانتظار حصول متغير ما، وإلى ذلك الحين «يقوم بترميم قدراته» وفقاً لخطة مدروسة.

يبقى أن السيناريو الذي تخشاه إسرائيل هو أن يبقى حزب الله القوة العسكرية الأولى في لبنان في ظل امتلاكه عشرات آلاف الصواريخ وعشرات آلاف المقاتلين المدربين، وأن يسهم ذلك في إنتاج معادلة توازن تؤدي إلى إفشال الضغوط الأميركية - الإسرائيلية للدفع نحو صدام داخلي، خصوصاً أن العدو يدرك بأن الضربات التي ينفذها غير قادرة حتى الآن على إحداث تحوّل جذري في معادلة القوة. يُضاف إلى ذلك أن هناك إقراراً بأن «لحزب الله منطقاً خاصاً يختلف عن المنطق الغربي أو الإسرائيلي، وعمر حزب الله يُقاس بالسنوات والعقود، لا بالأيام أو بالأسابيع، كما هي الحال عندنا. لذلك، يجب ألّا نُفاجأ بحدوث ما هو غير متوقّع، وبأسرع ممّا نتصور»، كما نبّه زيسر.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram