افتتاحية صحيفة الأخبار:
إسرائيل تلعب في الصحن الدرزي في سوريا ولبنان
قبل نحو 60 عاماً، دغدغ الإسرائيليّين حلمُ دعم انفصال الدّروز عن الدّولة السوريّة، وعملوا بجهد على إعادة إحياء دولة جبل العرب (التي كانت تضم منطقة جبل العرب والقرى المحيطة بها وأجزاء من إمارة شرق الأردن)، كأوّل دولة درزيّة أقيمت عام 1921 ولم تصمد أكثر من 15 عاماً. وبعد حرب 1967، بذل الصهاينة قصارى جهودهم لدفع الدّروز إلى التمرّد على الدولة السورية، لأنّ "تمرداً كهذا سيُشكّل طعنة في ظهر الوحدة العربية التي تحاربنا بسكين سام"، على حد تعبير وزير العمل الإسرائيلي في حينه يغال ألون في رسالةٍ رسميّة كشف عنها أخيراً إلى رئيس الوزراء آنذاك ليفي إشكول.
"الحلم الإسرائيلي" لم يستكن يوماً، بل ظلّ على جدول الأعمال الدولة الصهيونيّة التي استثمرت في دروز فلسطين، وتمكّنت من جعل الشيخ موفّق طريف، أحد رجالاتها المخلصين، رقماً درزياً صعباً. وقد تبيّن مع الوقت، أن الرجل لا يعمل بمفرده، بل لديه فريق عمل كبير، بعضه يعمل داخل مؤسسات جيش الاحتلال والإدارة المدنية أيضاً. ومع الوقت، تحوّل طريف إلى "أخطبوط سياسي" تمكّن من نسج علاقات عربيّة ودوليّة صار منفّذاً أساسياً للأجندة الإسرائيليّة، قبل أن يمدّ أذرعه إلى الداخل السوري، مستثمراً بالأموال الإسرائيليّة لخلق "بيئة غير معادية" في أكثر من منطقة تسكنها غالبية درزية.
حصل ذلك في السويداء، المعقل الدّرزي الأساسي، وتمدّد صوب لبنان. وسبق للقوى الأمنية اللبنانية أن أوقفت أحد المطارنة الموارنة وهو ينقل أموالاً من كيان الاحتلال إلى لبنان. وقال المطران يومها إن الأموال التي وُجدت في حوزته يعود قسم منها إلى عائلات لبنانية يوجد أفراد منها داخل كيان الاحتلال، لكنه أقرّ بأنه ينقل مبالغ أخرى من طريف إلى رجال دين دروز في لبنان. وتبيّن للأجهزة الأمنية حينها أن هذه الأموال تأخذ طريقها بعيداً عن القنوات التقليدية للمرجعيتين الدرزيتين، أي المختارة وخلدة.
وشكّلت الفوضى الكبيرة في سوريا بعد اندلاع الحراك المناهض للرئيس بشّار الأسد، قبل نحو 14 عاماً، فرصة لتتمدد أذرع طريف ورجاله في السويداء. ومع سقوط نظام الأسد، تصرّف الرجل ومن خلفه إسرائيل، بأنه حان موسم القطاف، وتحويل الدروز إلى سلاح في معارك النفوذ الجارية بين إسرائيل من جهة وتركيا من جهة أخرى، علماً أن العدو الذي توغّلت قواته داخل الأراضي السورية بعد وصول الحكم الجديد إلى سوريا، باشر فوراً في "مشروع العلاقات الاجتماعية" مع عدد من عائلات الجنوب السوري، لكنّ تركيزه كان على الوسط الدرزي في قرى القنيطرة إلى جانب السويداء.
استنفار المختارة
كلّ ذلك لم يكن خافياً على زعيم الغالبية الدرزية في لبنان وليد جنبلاط، سيما أن بعض حسابات الرّجل في مُعارضة نظام الأسد أو الاقتراب منه، كانت تمليها أصلاً "حسابات بني معروف" في سوريا. وهو ما ينطبق على السرعة التي أدار فيها جنبلاط محرّكاته للانطلاق في رحلةٍ إلى قصر الشعب فور تسلّم أحمد الشرع السلطة.
يومها، كانت الانتقادات اللبنانيّة في أوجها، إلا أنّ من يعرف "الهواجس الدرزيّة - الدرزيّة" التي تتحكّم في عقل ساكن المُختارة، يمكنه تلاوة لائحة طويلة من التبريرات. والانتقادات نفسها، على أي حال، تعرّض لها جنبلاط عندما "تخندق" إلى جانب حزب الله في العدوان الإسرائيلي على لبنان بعد عمليّة "طوفان الأقصى".
صحيح أن لـ"التاريخ الجنبلاطي" مقتضياته القوميّة إلى جانب القضيّة الفلسطينية وفي مواجهة الاحتلال، إلا أنّ المحاذير الدّرزية كانت دائماً تُحدّد أولويّات جنبلاط في المعارك أو التحالفات الدّاخلية.
يتذكّر زوّار جنبلاط أن كلامه خلال الحرب الأخيرة على لبنان كان نابعاً من خوفٍ حقيقي، إذ لطالما حذّر في لقاءاته الضيّقة من الخطر الإسرائيلي الذي سينقضّ على حزب الله، وعندما يتخلّص منه سيكون هو التالي.
و"هو"، في قاموس "المختارة"، تعني دروز المنطقة حتماً. حينها، كان جنبلاط يرسم أمام زوّاره خطط الشيخ المتنفّذ بين دروز فلسطين موفق طريف في توسيع نفوذه نحو سوريا، وخطط الإسرائيلي لدغدغة أحلام الدّروز بإعادة قيام "دولة الأقليّات" التي تضمّ دروز سوريا في المرحلة الأولى، ودروز الأردن (الذين يتركّز وجودهم في منطقة الأزرق في الصحراء الشرقية المُحاذية للحدود السوريّة من جهة السويداء وداريا) في المرحلة الثانية، ليأتي الدور في المرحلة اللاحقة على دروز لبنان ومحاولات إلحاقهم بـ"الدّولة الدرزية".
وكان جنبلاط، سمع كلاماً مباشراً حول هذا المشروع، خلال أكثر من اجتماع مع ملك الأردن عبدالله الثاني الذي كان شديد الصراحة في أن مشروع إسرائيل بعد الحرب على لبنان، يستهدف العمل على استمالة الدروز لإقامة "دويلة" تعيد إحياء حلم قديم بدولة تمتد من ساحل الشوف في لبنان مروراً بوادي التيم وصولاً إلى جبل العرب في السويداء. وتلقّى جنبلاط نصائح بالابتعاد عن حزب الله.
مخاوف جنبلاط سُرعان ما تحوّلت إلى حقيقة؛ فهو تلقّف مبكراً السيناريوهات الصهيونيّة التي صارت اليوم حقيقة مع اندلاع المواجهات العسكريّة في مدينة جرمانا الواقعة جنوب دمشق، والتي تجري تحت قيادة مجموعة ترفض الانضواء في "الدولة السوريّة الجديدة".
وهو حال آخرين يعيشون في السويداء ومحيطها. وترافق ذلك مع "تفريخ" أحزاب ومجموعات، كـ"حزب اللواء السوري" و"المجلس العسكري في السويداء"، تتحدّث بلغة فيدراليّة وانفصاليّة وتدعو إلى إدارة ذاتية مُشابهة لإدارة "قسد" في شمال شرق سوريا.
فيما يُشتبه في أن لإسرائيل الدّور الأساسي في إنشاء مثل هذه المجموعات في إطار التشجيع على الانفصال، بالتوازي مع "الكلام الإسرائيلي عن الدّفاع عن دروز سوريا".
ورشة درزيّة
يُدرك جنبلاط أن لبنان هو التالي، وإن كان فريقه لا يلمس أي مؤشرات تقلقه حالياً من الوضع الدّاخلي، إلا أنّه متيقّن أنّ أي قرار بالانفصال الدرزي عن الدولة السورية ستترتب عليه تداعيات خطيرة على سوريا ولبنان والمنطقة. ولذلك، بدأ انطلاقاً من مسؤوليته تجاه الدروز وتاريخية العلاقة مع دروز المنطقة، ورشة حقيقيّة من أجل استنهاض الصوت الدرزي القومي وحمل مشروع القضاء على المشاريع التقسيمية والتدميرية، وهو الذي عايش إغداق الآمال الإسرائيلية على بعض الأحزاب اللبنانيّة بالانفصال قبل أن يُدير الإسرائيلي ظهره لحلفائه، لتكون النتيجة: حروباً أهلية.
وعلمت "الأخبار" أنّ جنبلاط عقد لقاء مطوّلاً أولَ أمس، عبر موقع "زوم"، مع شيخ عقل الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع، وشيخ العقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي، والأمير حسن الأطرش، لحثّهم على التصدّي للمحاولات الإسرائيلية. وبحسب المصادر، فقد لمس جنبلاط "وعياً حقيقياً وفهماً مشتركاً لدى الفاعليات الدّرزية التي تمتلك قاعدة شعبيّة في السويداء، لصدّ المشروع الصهيوني"، مضيفةً أن "موقفهم ممتاز وهناك درجة وعي عالية لدى المشايخ والمرجعيات الأساسيّة لصد المشروع الإسرائيلي، خصوصاً أنّ تأثيرهم على الأرض كبير وفاعل. ونحن أصلاً لا نتخوّف من جراء رسوخ القومية العربية والإسلامية في نفوس الموحّدين في سوريا، وإذا كان بعض الدروز يمتلكون موقفاً مغايراً فهم فئة قليلة لا تعبّر عن الموقف السوري الحقيقي لدروز سوريا".
كما تُشير المعلومات إلى أنّه تمّ الاتفاق، في الاجتماع الاستثنائي الموسّع للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل سامي أبي المنى وبمشاركة جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء المجلس ومشايخ، على أن يقود أبي المنى سلسلة اتصالات بالمرجعيّات الدرزية، تليها تحرّكات لمشيخة العقل والمجلس المذهبي الدرزي، على أن تكون هناك ورشة كبيرة بمشاركة المعنيين في لبنان وسوريا".
وتلفت مصادر متابعة إلى أنّ "هذه التحرّكات ستنسّق مع المرجعيات الدرزية، ومن بينها النائب السابق طلال أرسلان الذي يتقاطع بشكل كبير مع جنبلاط على الملفات في الساحتين اللبنانيّة والسوريّة، ويلتقيان باستمرار لتوحيد هذا المسار".
وكان جنبلاط قد قال من دار الطائفة أمس: "إمّا أن نبقى على هويتنا العربية أو أن يغترّ البعض ونمشي في المخطّط الصهيوني"، ونفى أن يكون "الشيخ موفق طريف يمثّل دروز المنطقة بالتعاون مع الإدارة الصهيونية. كل منطقة من المناطق التي فيها تواجد معروفي لها مَن يمثّلها، لكنه لا يمثّلنا.
هو مدعوم من قِبل الجارة الصهيونية، هو ومجموعة معه أمثال صالح طريف وغيره. أهل سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون". وشدّد على أنّ "المشروع كبير ويريد استجرار البعض من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سينتهي، وكلنا نعلم الامتداد الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، ونعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا المشروع".
بدوره، قال أبي المنى إنّ "الموحّدين الدروز محميُّون أوّلاً بتعلُّقهم بالثوابت، ومحميُّون، بوحدتهم وتماسكهم وباندماجهم الاجتماعي مع مكوّنات أوطانهم، ومحميُّون بمشاركتِهم الفاعلة في بناء دولتهم، لتكون قوية حاضنة للجميع وقادرة على طمأنتهم، ولن تكون حمايتُهم، كما يتوهَّمُ بعضُهم، من قبل عدوٍّ طامعٍ باستخدامهم لهذا الغرض أو لذاك الهدف، فيكونوا حراسَ حدودٍ هنا أو عمالاً مأجورين هناك، أو تابعين محكومين لهذا أو لذاك من الأنظمة، أو خارجين عن حقيقة انتمائهم وهويتهم، ومفصولين عن تاريخِهم وتراثِهم وعمقِهم العربيِّ الذي يتوجَّبُ على قادته أن يندفعوا لاحتضانهم ودعمهم، وأن لا يتخلَّوا عن شريحة عربيةٍ أصيلة جاهدت وقدَّمت التضحيات الجسامَ دفاعاً عن الثغور وصوناً للهوية العربية الإسلامية المشرقية".
وأضاف: "هذا ما حمل رايته أعلامٌ من بني معروف من فلسطين الذين أعلنوا مراراً تمسَّكَهم بالانتماء إلى القومية العربية وعدمَ انصياعهم لمحاولات سلخهم عن جذورهم وإلحاقهم بقومية درزية مصطنعة أو بدويلة درزية موعودة".
وهاب يهاجم جنبلاط ويدافع عن طريف!
في وقت كانت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز تجتمع لمناقشة التطوّرات في سوريا وتحديداً في السويداء، أتى موقف رئيس "حزب التوحيد العربي" مفاجئاً وخارجاً عن الإجماع الدرزي الرافض للمشاريع التقسيمية التي يحملها شيخ عقل الدروز في فلسطين موفق طريف.
فقد أطلق وهاب موقفاً ردّ فيه بشكل مباشر على إشارة وليد جنبلاط إلى "أن طريف لا يُمثّلنا". لكنه لم يشر إلى التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالدّفاع عن دروز سوريا، مركّزاً على انتقاد موقف جنبلاط الداعي إلى التفاهم مع الحكم الجديد في سوريا. ولوحظ أن موقف وهاب يتناغم إلى حد كبير مع كلام أبرز مشايخ السويداء الشيخ حكمت الهجري الذي يرفض التعامل مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والأجهزة الأمنية السورية كمرجعية تحل محل الدولة.
وتوجّه وهاب إلى جنبلاط بالقول: "الشام مرجعيتك وحدك، أما الدروز فمرجعهم الله والحدود الخمسة، والشيخ موفق طريف يمثّل عدداً كبيراً من الموحدين وهذه هي مشكلتك، ولا أحد من الموحّدين في سوريا يريد حرباً أهلية أو كانتوناً. ولكن هل تمون أنت على حليفك الجديد (بكل الحالات مش مطول) أن يمنع استعراضات الفصائل وعمليات القتل؟، ويقتنع بأننا وراء السنّة الذين هم الأمة، وجماعة الرئيس السوري أحمد الشرع لا يعترفون بهم".وقد رفض نواب "الاشتراكي" الردّ على كلام وهاب.
************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مبعوث ترامب إلى المنطقة لمواجهة مأزق نتنياهو: العجز عن الحرب وعن الاتفاق
القمّة العربية بعد الطوفان وانسداد التسويات ومشروع التهجير… وعمليّة في حيفا
عون يلتقي ولي العهد السعوديّ قبل القمة: طلب دعم عربي عاجل لإعادة الإعمار
وفقاً لإعلان البيت البيض سوف يصل إلى المنطقة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمعالجة تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد تعطيل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية التي كانت مقرّرة في اليوم 16 من المرحلة الأولى، أي قبل شهر تقريباً، ولم يخف نتنياهو أن البديل الذي يسعى إليه هو مجرد تمديد المرحلة الأولى، أي مواصلة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، دون الوصول إلى إعلان انتهاء الحرب وتنفيذ الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، لقناعته بأن بلوغ هذه المرحلة سوف يؤدي إلى الإطاحة بحكومته، التي سيفجرها خروج بتسلئيل سموترتش منها، بينما لا يملك نتنياهو القدرة اللازمة سياسياً وشعبياً وعسكرياً للعودة إلى الحرب كما بات أكيداً، وفقاً لكل المعلقين والخبراء في كيان الاحتلال، وكان لافتاً أن البيت الأبيض أعلن أن عودة ويتكوف تتم لتمديد المرحلة الأولى أو استئناف التفاوض على المرحلة الثانية، بعدما كان نتنياهو قد تحدّث عن دعوته لتمديد المرحلة الأولى بصفتها مقترحاً مقدماً من ويتكوف وافقت عليه تل أبيب ورفضته حماس.
بالتوازي تطل القضية الفلسطينية من شرفة القمة العربية في امتحان جديد للعجز العربي، بينما الاحتلال يعطل تنفيذ اتفاق غزة وينتهك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ويتمدّد في سورية بعدما أكد تمسكه بإعلان ضم الجولان، وفي كل ذلك يستند إلى تغطية أميركية رغم موقع واشنطن كشريك وضامن في اتفاق وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة، وفي ظل موقف أميركيّ لا يقيم حساباً للموقف العربي عبرت عنه تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة ودعوة مصر والأردن لاستقبالهم، وبينما رد الفلسطينيون على الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومحاولة العبث بالنسيج الطائفي في سورية تحت عنوان حماية الطائفة الدرزية، بعملية بطولية في حيفا نفذها الشاب الفلسطيني من الطائفة الدرزية بترو شاهين قتل فيها مستوطن وجرح خمسة، ثلاثة منهم جراحهم خطيرة، والرأي العام العربي الذي خذلته القمم العربية والإسلامية منذ طوفان الأقصى يتابع القمة باهتمام أقل وسط أسئلة محورها، هل سيجرؤ العرب على إعلان قيام الدولة الفلسطينية انطلاقاً من غزة وفتح معبر رفح دون استئذان الاحتلال؟
اللبنانيون ينتظرون عودة الرئيس جوزف عون من زيارته للسعودية ومشاركته في القمة العربية لمعرفة ما إذا كانت دعوته العرب لمساعدة لبنان على مواجهة التحديات، خصوصاً في ملف إعادة الإعمار، دون ربط ذلك بشروط ربما يضعها الأميركي بعدما تخلى عن ضمانته لاتفاق وقف إطلاق النار ووافق على بقاء قوات الاحتلال في أراضٍ لبنانية لمدة غير محددة، كما قال وزير حرب الاحتلال أن منطقة عازلة في لبنان تتم برخصة أميركية دون مهلة زمنية.
وفيما تتصاعد المخاوف من تداعيات محتملة للتطورات الأمنيّة في سورية على لبنان، تصدّرت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية واجهة المشهد، ولقاؤه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما ستحمله من نتائج إيجابية متوقعة في كافة المجالات قد تفتح الباب أمام العودة الخليجية الى لبنان من بوابة إعادة الإعمار والاستثمارات والدعم الاقتصادي.
لكن مصادر مطلعة أوضحت لـ"البناء" أن "زيارة الرئيس عون الى السعودية تكتسب أهميتها من كونها الزيارة الأولى لرئيس الجمهورية منذ انتخابه، ما يحمل رسائل إيجابية باتجاه السعودية والدول الخليجية وبالتالي فتح مرحلة جديدة بين لبنان والدول الخليجية والعربية بعد قطيعة دامت لأكثر من عقد". غير أن المصادر لفتت الى أن "زيارة الرئيس عون للمملكة تهدف الى كسر الجمود بين البلدين وفتح مرحلة جديدة من العلاقات المختلفة عن السابق والاتفاق على خطوط عريضة، وبالتالي لن تشهد هذه الزيارة توقيع الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الدولتين، بل ستكون هناك زيارة أخرى لرئيس الجمهورية برفقة رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء المختصين لتوقيع الاتفاقيات التي ستكون بداية كسر الحصار الخارجي على لبنان".
لكن جهات معنية شددت لـ"البناء" على أن "الدعم السعودي الشامل بما فيه الاتفاقيات ولو وقِعت لكنها ستبقى من دون تنفيذ حتى ينفذ لبنان التزاماته الدولية لا سيما إقرار الإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية اللازمة إضافة الى تطبيق القرارات الدولية".
وكان الرئيس عون أعرب عن سعادته لزيارة السعودية في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وقال إن تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية - السعودية وهي مناسبة ايضا للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية اضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة. وأشار الرئيس عون الى انه يتطلع بكثير من الامل إلى المحادثات التي سيجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما ستكون مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية.
ووصل عون الى الرياض يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي أمس الى السعودية، وكان في استقباله لدى وصوله إلى الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض الامير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، وأمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عياف آل سعود، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة. وتوجه الرئيس عون وسط ثلة من حرس الشرف نحو القاعة الرئاسية لاستراحة قصيرة، قبل أن يغادر المطار متوجهاً إلى مقر إقامته في فندق ريتز- كارلتون.
على صعيد موازٍ، تسلم رئيس مجلس الوزراء نواف سلام دعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمشاركة في قمة الاعلام العربي التي ستقام في شهر ايار المقبل في دبي، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي.
الى ذلك، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس سلام الذي هنأه بشهر رمضان المبارك، ووعد سلام المفتي دريان واللبنانيين ان "الحكومة ستولي عناية خاصة بالملفات المهمة وفي طليعتها القضايا المعيشية إضافة الى الماء والكهرباء والطرق والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي وخصوصا أموال المودعين، وتطبيق العدالة في كل الملفات وإملاء الشواغر بالأكفأ والأصلح والحفاظ على التوازن وحقوق الجميع. وعلى وجه الخصوص إنصاف السجناء الذين لم يحاكموا منذ سنوات والبعض منهم تجاوز ما يمكن أن يصدر بحقه أحكام، وأعني هنا ملف ما يطلق عليه اصطلاحا بالموقوفين الإسلاميين فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها فيعاقب المسيئون ويفرج عن الآخرين". من جهته، تمنى المفتي دريان للحكومة ورئيسها كل "النجاح بمهامها الوطنية بعد نيلها الثقة والأنظار مشدودة الى أعمالها لتنفيذ مضمون البيان الوزاري".
على صعيد آخر، استمرت الخروقات الاسرائيلية جنوبًا، واصيب مواطن في قدمه جراء اطلاق قوات اسرائيلية النار في كفركلا مما استدعى نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي. ايضا، رفع جيش الاحتلال ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم. وتوغلت دورية اسرائيلية من موقعها عند الاطراف الجنوبية لبلدة العباسية الحدودية باتجاه سهل العباسية، واقدمت على خطف مزارع كان يعمل في أرضه قبل أن تعود وتطلق سراحه لاحقاً. وحلقت منذ الصباح درون اسرئيلية فوق بلدتي المنصوري وبيوت السياد في قضاء صور، وبثت عبارات تحريضية.
الى ذلك وفي ضوء الأحداث الخطيرة التي تشهدها سورية، عقد مشايخ الدروز اجتماعاً استثنائياً موسعاً في دار الطائفة في بيروت، بمشاركة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء المجلس ومشايخ، وذلك لبحث تطورات الأوضاع في سورية.
وقال شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى إن "طائفة الموحّدين لن تتخلّى عن ثوابتِها الوجودية، فالأرض ثابتٌ لا يمكن المساومةُ عليه، والقيم الاجتماعية المعروفية ثابتٌ لا يجب أن نفرِّط به، والدين ثابتٌ روحيٌّ راسخٌ لا غنى لنا عنه. أمّا التجذّر بالأرض فيعني الإخلاصَ للوطن والمشاركة في بنائه وصونه، والتمسُكُ بالقيم الاجتماعية يعني التربيةَ على الأخلاق المعروفية الأصيلة والحفاظَ على التماسك الاجتماعي، والتعلُّقُ بالدين يعني تغذيةَ الروح الإيمانية وصون الهوية الروحية من الضياع في عالَمٍ متقلِّبٍ ومتحرّر.
بدوره، اكد جنبلاط بأن "الشيخ موفق طريف لا يمثلنا وهو مدعوم من القوى الصهيونية، وشدد على ان اهل سوريا يعرفون التصرف، وسأذهب إلى دمشق للتأكيد على مرجعية الشام والمشروع كبير وسيجرّون بعضا من ضعفاء النفوس الى حروب اهلية لست ادري كيف ستنتهي". واردف "الصهيونية تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، واليوم يريدون الانقضاض على جبل العرب".
ولفت جنبلاط خلال اجتماع المجلس المذهبي الدرزي في فردان، الى انه "إذا ما قارنا المرحلة الحالية بمراحل سابقة من احتلال اسرائيلي لبيروت وغيره من المحطات، أكاد أقول إنها أخطر بكثير مما مررنا فيه".
على صعيد أمني آخر، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه صباح اليوم، اجتماعاً حضره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد أحمد عبلا والضباط المعنيين، للبحث في الوضع الأمني لا سيما في مدينتي بيروت وطرابلس. وخلال الاجتماع، تم التشديد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية المتخذة للحد من الحوادث والإشكالات المتكررة وضبط الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين، كذلك جرى التأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية لهذه الغاية. كما تم التشديد على تعزيز تدابير السير، لا سيما في مدينة بيروت، تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام وحفاظاً على السلامة العامة.
******************************************
افتتاحية الأنباء:
لبنان في القاهرة بعد المملكة... وجنبلاط يتصدّى للمشروع الإسرائيلي
أنهى الرئيس جوزيف عون زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية حيث التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وينتقل بعد ساعات قليلة الى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية حول غزة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث من المتوقع ان يصدر عن القمة موقفاً عربياً موحداً يرفض تهجير الفلسطينيين من غزة، ويؤكد التعاون مع القوى الدولية والإقليمية وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل. ويدعو إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار للمرحلتين الثانية والثالثة وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع والتنويه بدور ترامب ومصر وقطر بالتوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح رهائن.
وعلمت جريدة الأنباء الالكترونية من مصادر خاصة أن "بيان القاهرة سيؤكد على ضرورة الالتزام بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بالقرار ١٧٠١ وإدانة الخروقات الاسرائيلية ومساندة أمن واستقرار وسيادة لبنان"، كما سيكلف لجنة وزارية عربية إسلامية لإجراء جولة في العواصم والأمم المتحدة لتنفيذ الخطة وعدم تصفية القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس جوزيف عون، وصل إلى مطار الملك خالد في الرياض، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، كان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز في زيارة هي الأولى خارجيا منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في التاسع من شهر كانون الثاني الماضي، تلبيةً لدعوة ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، وإيماناً منه بدور المملكة التاريخي في مساندة لبنان، وتقديراً لمكانتها وثقلها المحوري إقليمياً ودولياً. ومن المتوقع ان تمهد زيارته تلك لانطلاقة جديدة في العلاقات السعودية - اللبنانية، وتطويرها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيز أواصر الأخوة التي تجمعهما قيادة وشعباً، وتطوير التعاون في مختلف المجالات عبر اتفاقيات جديدة يتوقع إبرامها خلال الفترة المقبلة.
لا سيما وأن الرئيس عون أكد بعيد وصوله الى الرياض دور المملكة التاريخي في دعم أمن واستقرار لبنان، ومساندته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعلى مساهمتها الفاعلة في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاماً، ومواقفها الدائمة مع الشعب اللبناني، ومساعدته إنسانياً وإغاثياً، حيث عدّ الزيارة مناسبة للإعراب عن تقدير بلاده لتلك الجهود والمواقف، وشكر المملكة على "احتضانها اللبنانيين الذي وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون".
دعوة إماراتية
في سياق متصل، تسلم رئيس مجلس الوزراء نواف سلام دعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم للمشاركة في قمة الاعلام العربي التي ستقام في شهر ايار المقبل في دبي، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي.
الى ذلك، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس سلام الذي هنأه بشهر رمضان المبارك، متمنياً أن "يكون شهر خير وبركة على اللبنانيين والعرب والمسلمين اجمعين". وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى ان اللقاء تخلله عرض "للأوضاع العامة في لبنان"، واكد الرئيس سلام ان "الحكومة بدأت بورشة الإصلاح في لبنان بعد نيلها الثقة، وانها ستستنفر كل علاقاتها العربية والدولية لانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافة، حتى الحدود الدولية المكرسة باتفاقية الهدنة". وشدد الرئيس سلام على ان" ترسيخ مفهوم الدولة بمؤسساتها هو الأساس في عملها، وسيلمس المواطن في الأشهر القليلة المقبلة مستوى جديدا من الأداء الحكومي والخدمات، وسيكون همنا الأساسي مصلحة اللبنانيين وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، وإعادة لبنان الى دوره الريادي وإقامة أحسن العلاقات مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والحريصة على لبنان الدولة والمؤسسات والشعب". ووعد سلام المفتي دريان واللبنانيين ان "الحكومة ستولي عناية خاصة بالملفات المهمة وفي طليعتها القضايا المعيشية إضافة الى الماء والكهرباء والطرق والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي وخصوصا أموال المودعين، وتطبيق العدالة في كل الملفات وإملاء الشواغر بالأكفأ والأصلح والحفاظ على التوازن وحقوق الجميع. وعلى وجه الخصوص إنصاف السجناء الذين لم يحاكموا منذ سنوات والبعض منهم تجاوز ما يمكن أن يصدر بحقه أحكام، وأعني هنا ملف ما يطلق عليه اصطلاحا بالموقوفين الإسلاميين فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها فيعاقب المسيء ويفرج عن الآخرين". من جهته، تمنى المفتي دريان للحكومة ورئيسها كل "النجاح بمهامها الوطنية بعد نيلها الثقة والأنظار مشدودة الى أعمالها لتنفيذ مضمون البيان الوزاري".
جنبلاط
تطورات المنطقة الأمنية والمشاريع الإسرائيلية القديمة الجديدة التي عادت لتطل برأسها في سوريا وانعكاساتها على أمن لبنان والمنطقة، كانت محور اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الاستثنائي في دار الطائفة في بيروت، برئاسة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ومشاركة الرئيس وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء المجلس ومشايخ.
وكد جنبلاط خلال الاجتماع على خطورة المرحلة قائلاً: "اليوم ربما إذا ما قارنّا هذه المرحلة مع السابع عشر من أيار بالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وللقسم الأكبر من لبنان، وبغيرها من المحطات، وأكاد أقول أنّها أخطر بكثير من الذي مرّ، وليس لأن هناك خطر على وجودنا في الجبل، أو غير الجبل، بل فقط لأنّه يمسّ بجوهر عقيدتنا وتراثنا العربي من لبنان إلى جبل العرب".
أضاف: "قضية فلسطين مختلفة، ونترك لأهل فلسطين أن يقرّروا ما يشاؤون، لكن شخصياً وإذا كان البعض يتغنّى بأنّه لنا موقعٌ في فلسطين المحتلة، لكن ليس لنا موقع هناك، لأنّ "الصهيونية" تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً، لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. واليوم يريدون الامتداد إلى جبل العرب، وهنا التحدي الأكبر: إمّا أن نبقى على هويتنا العربية التي نستمد منها قوة، من سلطان الأطرش، ومن كمال جنبلاط، وشكيب أرسلان، ومن الكثر، أو أن يغترّ البعض ونمشي في المخطّط الصهيوني لا سمح الله. لذلك، وبالتنسيق مع سماحة الشيخ ومعكم فلا بدّ من ساعة فرز، لا بدّ أن نبقى على هذا الموقف ونتخذ الموقف الصحيح".
وتابع: "الشيخ موّفق طريف يدّعي أنّه يمثّل دروز المنطقة بالتعاون مع الادارة الصهيونية، أبداً. كل منطقة من المناطق التي فيها تواجد "معروفي" لها مَن يمثّلها، لكنه لا يمثّلنا. هو مدعوم من قِبل الجارة الصهيونية، هو ومجموعة معه أمثال صالح طريف وغيره. أهل سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون. بالأمس تحدثت مع الشيخ يوسف جربوع، والشيح الحناوي، والأمير حسن الأطرش، وسوف أتابع، وسوف أذهب إلى دمشق كما ذهبنا سوياً من أجل التأكيد على مرجعية الشام، ووحدة سوريا. المشروع كبير ويريد استجرار البعض من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سوف ينتهي، وكلنا نعلم الامتداد الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، وكلنا نعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا المشروع".
بدوره أشار شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى قائلاً: "إنَّ لقاءنا اليومَ، أيُّها الأخوة، يهدفُ إلى إعلاء الصوت ليسمعَ القاصي والداني بأنَّ الموحدين الدروز محميُّون أوّلاً بتعلُّقُهم بالثوابت، ومحميُّون، بعون الله، بوحدتهم وتماسكهم وباندماجهم الاجتماعي مع مكوّنات أوطانهم، ومحميُّون بمشاركتِهم الفاعلة في بناء دولتهم، لتكون قوية حاضنة للجميع وقادرة على طمأنتهم، ولن تكون حمايتُهم، كما يتوهَّمُ بعضُهم، من قبل عدوٍّ طامعٍ باستخدامهم لهذا الغرض او لذاك الهدف، فيكونوا حراسَ حدودٍ هنا او عمالاً مأجورين هناك، أو تابعين محكومين لهذا أو لذاك من الأنظمة، أو خارجين عن حقيقة انتمائهم وهويتهم، ومفصولين عن تاريخِهم وتراثِهم وعمقِهم العربيِّ الذي يتوجَّبُ على قادته أن يندفعوا لاحتضانهم ودعمهم، وأن لا يتخلَّوا عن شريحة عربيةٍ أصيلة جاهدت وقدَّمت التضحيات الجسامَ دفاعاً عن الثغور وصوناً للهوية العربية الإسلامية المشرقية".
غياب سعد
ووسط زحمة الاحداث، نعت كتلة اللقاء الديمقراطي أحد أعضائها السابقين المرحوم اللواء أنطون سعد الذي وافته المنية يوم أمس إثر عارض صحي مفاجىْ، تميز انطوان سعد وهو النائب عن منطقة راشيا في دورتين متتاليتين بدوره الوطني والتزامه قضايا الناس ممثلاَ اللقاء الديمقراطي برئاسة الرئيس وليد جنبلاط في حينه.
وقف بجرأة في طليعة الصفوف في ثورة الأرز في 14 آذار 2005، بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخاض معركة الاستقلال الثاني وواجه حينها النظام الأمني إلى جانب الرئيس وليد جنبلاط، فكان المناضل والشجاع في سبيل تحقيق الحرية والسيادة، كما كان للنائب سعد دوراً كبيراً وفاعلاً في عملية مصالحة الجبل التاريخية عام 2001، الى جانب الرئيس وليد جنبلاط والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير.
خطوة مهمة للشرع
سورياً، أصدر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، قراراً يقضي بتشكيل لجنة لإعداد وصياغة مسودة الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، مؤلفة من 7 أعضاء. ضمت كلاً من، عبد الحميد العواك، ياسر الحويش، إسماعيل الخلفان، أحمد القربي، بهية مادريني، ريعان كحيلان.
وحدّد الشرع مهام اللجنة بصياغة مسودة الإعلان الدستوري، المنوط بتنظيم المرحلة الانتقالية، ثم رفع المقترحات من قبل هؤلاء الخبراء إليه بعد الانتهاء منها.
يأتي ذلك بعد أيام على انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري، وخروجه بـ18 بنداً رئيساً، يحدد ملامح المرحلة المقبلة في البلاد، لكن من دون أن تصدر التفاصيل التنفيذية حتى الآن.
وفي وقت سابق، قال الشرع إن بيان المؤتمر، يمهّد الطريق نحو إعلان دستوري يحدّد مستقبل البلاد.
يُذكر أن بعض أعضاء هذه اللجنة كانوا أعضاءً في اللجنة الدستورية عن هيئة التفاوض المعارضة، التابعة للائتلاف السوري.
وعلمت "الأنباء الإلكترونية" من مصادر موثوقة أن لجنة صياغة الدستور في سوريا "ستعمل على إصدار إعلان دستوري يضم ٤٨ مادة، يشترط أن يكون رئيس الجمهورية مسلماً، يعين رئيس الجمهورية مجلس الشعب خلال ٦٠ يوما من تاريخ إصدار الإعلان الدستوري في سوريا، يضم مجلس الشعب السوري ١٠٠ عضو ويراعى فيه التمثيل العادل للمكونات والكفاءة، يعين رئيس الجمهورية أعضاء مجلس الشعب بقرار جمهوري وتكون مدة المجلس سنتين، ومن العناوين المقترحة في مسودة الإعلان الدستوري المرتقب، السماح بتشكيل الأحزاب على أسس وطنية، وفق قانون يصدر لاحقًا، إدراج مواد تضمن عدم تكرار الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.
وكشفت المصادر أنه من المتوقع أن تقدم اللجنة توصياتها خلال سبعة أيام من تاريخ تكليفها، حيث تتولى اللجنة القانونية كتابة مسودة الإعلان الدستوري بعد دراسة أهم المبادئ والمواد التي يجب أن يتضمنها، بما يحقق مصلحة البلاد ويواكب متطلبات المرحلة الانتقالية، ويضع الإعلان الدستوري الأسس العامة لنظام الحكم بما يضمن مرونة وكفاءة إدارة الدولة خلال هذه الفترة الحساسة، للحفاظ على وحدة البلاد سياسياً واجتماعياً وسلامة أراضيها.
************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الانطلاقة الجديدة في لقاء عون – محمد بن سلمان
عون وبن سلمان يفتحان صفحة “التجديد والتطوير” جنبلاط يُطلق مواقف نارية من “دروز الصهيونية”
مع أن مدة الزيارة لا تتجاوز الـ18 ساعة تقريباً فقد بدا واضحاً أن لقاء الرياض المسائي الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اكتسب دلالات وأبعاداً مفصلية شبه تأسيسية للعصر الجديد من العلاقات الوثيقة والموثوقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية. فبحسب كل المعطيات التي واكبت زيارة الرئيس عون واجتماعه مساء أمس في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان، والذي لن تتضح بطبيعة الحال نتائجه التفصيلية فوراً بل ستترك لبرمجة لبنانية – سعودية متدرجة، يمكن الاستخلاص بأن الصفحة الجديدة المصوّبة والمصححة من العلاقات التي نالت منها إساءات لا تنكر في المرحلة الماضية بسبب استئثار تحالف داخلي – إيراني بالسلطة السابقة في لبنان، قد فتحت فعلاً ورسمياً وعملياً في لقاء الرئيس عون وولي العهد السعودي، علماً أن زيارة رسمية ثانية سيقوم بها الرئيس عون للرياض ويرجح أن يرافقه وفد وزاري واسع لتوقيع الاتفاقات الثنائية المعدة بين البلدين. وبات في حكم المؤكد أن لقاء عون وولي العهد يعتبر الانطلاقة الجديدة في العلاقات السعودية- اللبنانية وتطويرها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيز أواصر العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين وتطوير التعاون في مختلف المجالات عبر الاتفاقيات الجديدة التي يتوقع إبرامها خلال الفترة المقبلة.
وكان الرئيس عون أعرب فور وصوله إلى الرياض عن سعادته لزيارة المملكة العربية السعودية في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وقال “إن تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية- السعودية وهي مناسبة أيضاً للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، إضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة”. وأشار إلى أنه “يتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما ستكون مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس عون صباح اليوم إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية التي سوف تتطرق إلى الوضع اللبناني وتحديداً إلى الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، في بيانها الختامي.
وعلى صعيد تفعيل العلاقات العربية اللبنانية أيضاً تسلّم أمس رئيس الحكومة نواف سلام دعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمشاركة في قمة الإعلام العربي التي ستقام في شهر أيار المقبل في دبي، نقلها إليه القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي.
وزار سلام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى أن الرئيس سلام أكد خلال اللقاء أن “الحكومة بدأت بورشة الإصلاح في لبنان بعد نيلها الثقة، وأنها ستستنفر كل علاقاتها العربية والدولية لانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافة، حتى الحدود الدولية المكرسة باتفاقية الهدنة”. وشدّد على أن “ترسيخ مفهوم الدولة بمؤسساتها هو الأساس في عملها، وسيلمس المواطن في الأشهر القليلة المقبلة مستوى جديداً من الأداء الحكومي والخدمات، وسيكون همّنا الأساسي مصلحة اللبنانيين وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، وإعادة لبنان إلى دوره الريادي وإقامة أحسن العلاقات مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والحريصة على لبنان الدولة والمؤسسات والشعب”. ووعد سلام المفتي دريان واللبنانيين بأن “الحكومة ستولي عناية خاصة بالملفات المهمة وفي طليعتها القضايا المعيشية إضافة إلى الماء والكهرباء والطرق والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي خصوصاً أموال المودعين، وتطبيق العدالة في كل الملفات وإملاء الشواغر بالأكفأ والأصلح والحفاظ على التوازن وحقوق الجميع. وعلى وجه الخصوص إنصاف السجناء الذين لم يحاكموا منذ سنوات والبعض منهم تجاوز ما يمكن أن يصدر بحقه أحكام، وأعني هنا ملف ما يطلق عليه اصطلاحاً بالموقوفين الإسلاميين، فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها فيعاقب المسيء ويفرج عن الآخرين”.
ووسط تصاعد الدفء في الأجواء اللبنانية العربية انبرت وزارة الخارجية الإيرانية للإعلان أن علاقاتها مع لبنان “جيدة وتعالج الملفات الثنائية بانفتاح وعبر الحوار”، مشيرة إلى أن “هذا النهج سيستمر”. وأضافت “أن نتائج ما جرى في لبنان وسوريا وما تفعله إسرائيل واضح للجميع وعلينا العمل لتحقيق الأمن الجماعي”.
جنبلاط مجدداً
في سياق آخر من المشهد الداخلي تفاعلت بقوة لافتة تداعيات التطورات الجارية في سوريا خصوصاً في جنوب البلاد على المستوى الدرزي في لبنان حيث عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعاً استثنائياً موسعاً لها في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى تركزت مناقشاته على التطورات السورية. وبرز موقف جديد حاسم للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من “استخدام الصهيونية للدروز” ذهب فيه إلى الإعلان بأن الشيخ موفق طريف “لا يمثلنا”. وقال في مداخلة نارية: “نترك لأهل فلسطين أن يقرّروا ما يشاؤون، لكن شخصياً وإذا كان البعض يتغنّى بأنّ لنا موقعاً في فلسطين المحتلة، لكن لا موقع لنا هناك، لأنّ الصهيونية تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً، لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. واليوم يريدون الامتداد إلى جبل العرب، وهنا التحدي الأكبر: إمّا أن نبقى على هويتنا العربية التي نستمد منها قوة، من سلطان الأطرش، ومن كمال جنبلاط، وشكيب أرسلان، ومن الكثر، أو أن يغترّ البعض ونمشي في المخطّط الصهيوني لا سمح الله. لذلك، وبالتنسيق مع سماحة الشيخ ومعكم فلا بدّ من ساعة فرز، لا بدّ أن نبقى على هذا الموقف ونتخذ الموقف الصحيح”. وأضاف: “الشيخ موّفق طريف يدّعي أنّه يمثّل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية، أبداً. كل منطقة من المناطق التي فيها تواجد معروفي نحن مَن نمثّله، لكنه لا يمثّلنا ومدعوم من قِبل الجارة الصهيونية، هو ومجموعة معه أمثال صالح طريف وغيره. أهل سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون. بالأمس تحدثت مع الشيخ يوسف جربوع، والشيخ الحناوي، والأمير حسن الأطرش، وسوف أتابع، وسوف أذهب إلى دمشق كما ذهبنا سوياً من أجل التأكيد على مرجعية الشام، ووحدة سوريا. المشروع كبير ويريد استجرار البعض من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سوف ينتهي، وكلنا نعلم الامتداد الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، وكلنا نعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا المشروع”.
وإذ شدّد الشيخ أبو المنى على: “إنّ الموحِّدين الدروز رفضوا ويرفضون القولَ بحقوقِ الأقليات ويُصرُّون على وحدة أوطانهم، وأوّلُها وحدةُ سوريا”، شدد النائب مروان حمادة على “أهمية كلام وليد جنبلاط بعدم السماح لقلة قليلة التحكم بمصير البلدين سوريا ولبنان”، مذكراً “بنضالات سلطان باشا الأطرش والأميرين عادل وشكيب أرسلان والشهيد كمال جنبلاط في حماية الثغور وصون عروبة الدروز، ومن أجل الحفاظ على الثوابت الأساسية للطائفة ورفض الدويلات قديما وحديثا”.
وفي المقابل بدا لافتاً أن رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب سارع الى الرد على جنبلاط فقال: “وليد بيك إسمح لي أن أقول لك أن الشام مرجعيتك وحدك أما الدروز فمرجعهم الله والحدود الخمسة. والشيخ موفق يمثل كثير من الموحدين وهذه هي مشكلتك”.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
وعد جديد بالإعمار والإنجاز… واللبنانيون ينتظرون عون في السعودية: فرصة لتبديد شوائب الماضي
شكّلت زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية الحدث الأبرز على المستوى الداخلي أمس، الذي حرّك الآمال في أن تتبلور من خلالها فرصة تأسيسية لإعادة فتح أبواب الأشقاء، ولاسيما في دول الخليج، في وجه لبنان، وتوفير ما يحتاجه من مساعدات تساهم في إخراجه من أزماته، وتمكّنه من إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي. وبعد السعودية ينتقل رئيس الجمهورية إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية. وعلى خط العمل الحكومي ينتظر اللبنانيّون وعود الحكومة وما التزمت به من خطوات وإنجازات. فيما برزت أمس الدعوة التي تلقّاها رئيس الحكومة نواف سلام من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمشاركة في قمة الإعلام العربي التي ستُقام في أيار المقبل في دبي.
عون إلى المملكة
رئاسياً، قام رئيس الجمهورية بزيارة سريعة إلى السعودية يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي. وأكّد فور وصوله «أنّ الزيارة فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية- السعودية، وهي مناسبة أيضاً للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه السعودية في دعم واستقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه».
وأكّد الرئيس عون: «أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي ستمهّد لزيارة لاحقة تُوقّع خلالها اتفاقيات تعزّز التعاون بين البلدَين». كما أشار إلى أنّ الزيارة ستكون مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيِّين الذين وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية.
عون وبن سلمان
ومساء، التقى الرئيس عون ولي العهد السعودي في قصر اليمامة، حيث اقيم له استقبال رسمي، ومن ثم عقدا محادثات رسمية في حضور الوفد الرسمي المرافق، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين.
زيارة مهمّة
وقد تقاطعت القراءات والتحليلات على أهمية زيارة الرئيس عون إلى السعودية، ليس فقط لجهة إعادة تصويب العلاقة بين البلدَين، وتنقيتها من شوائب الماضي، بل لناحية الدور الذي يمكن أن تتصدّره المملكة في حشد الدعم للبنان، خصوصاً في هذه الظروف التي ينوء فيها بثقل أزمة اقتصادية ومالية صعبة، وكارثة حقيقية تبدّت في نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان. وكشفت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»: «ممّا لا شك فيه أنّ جملة متغيّرات قد حصلت على مستوى المنطقة، ولبنان تأثر بها إلى حدود بعيدة، حيث فرضت وقائع لا تشبه ما كان سائداً في الماضي، سواء على المستوى السياسي أو على غير السياسي. وربطاً بذلك، فإنّ موقع لبنان الطبيعي هو داخل الحاضنة العربية، ومن هنا فإنّ العهد الرئاسي الجديد يتطلّع إلى دعم الأصدقاء والأشقاء لتوفير متطلبات وعناصر تمكينه من تجاوز الأزمة، ولاسيما من قبل المملكة العربية السعودية التي يعوّل لبنان على فتح صفحة جديدة من العلاقات الطبيعية والأخوية والصحيّة معها، بما يعود بالفائدة على البلدَين، وعلى لبنان تحديداً».
وأشارت المصادر عينها، إلى أنّ المملكة التي كان لها الدور الفاعل في إتمام الاستحقاقات الدستورية في لبنان، تعوّل على العهد الجديد كفرصة للانتقال بلبنان إلى مدار الرخاء الذي يتوق إليه كل اللبنانيِّين. وهذا يتوقف على الأداء الحكومي والخطوات الواجب اتخاذها على هذا الصعيد».
ورداً على سؤال لفتت المصادر إلى أنّ «زيارة الرئيس عون إلى المملكة تُعدّ أولى الخطوات المباشرة التي ستُبنى عليها خطوات أخرى متتالية تؤسس لاستعادة العلاقات على نحو ما كانت سائدة في السابق، ويؤمل ألّا يطول الوقت لنرى دفق السيّاح السعوديّين والاستثمارات السعودية إلى لبنان. على أنّ الدور الأساس في التعجيل بالمساعدات والاستثمارات، يقع على عاتق الحكومة اللبنانية في المبادرة العاجلة إلى التدابير والخطوات الإصلاحية الملموسة في شتى المجالات، وإلى الإجراءات الفاعلة والرادعة والصارمة، لاسيما على صعيد مكافحة الفساد والتهريب»
لا وقت محدّداً للمساعدات
إلى ذلك، وفي موازاة المطالبات على غير مستوى داخلي بدعم الأشقاء العرب للبنان، ولاسيما في مجال إعادة الإعمار، أوضح ديبلوماسي عربي لـ«الجمهوريّة»: «أنّ الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته واجب أخوي وإنساني وأخلاقي. والحال نفسه مع إخواننا في قطاع غزة».
وعمّا إذا كانت المساعدات للبنان مشروطة، أكّد الديبلوماسي العربي عينه: «لم يُبحَث في هذا الأمر بصورة جدّية على المستوى الرسمي حتى الآن، هناك نقاشات ومداولات أولية لم ترقَ إلى عروضات وطروحات جدّية. وخصوصاً أنّه حتى الآن لا يوجد إحصاء دقيق لحجم الأضرار التي تسبّب بها العدوان الإسرائيلي، ولا تقدير دقيقاً أيضاً لحجم كلفة إعادة الإعمار. وأما في ما خصّ الشروط، فلا أحد يتحدّث عن شروط، بل ثمة تساؤلات صريحة عمّا إذا كانت هذه المساعدات إن حصلت لإعمار دائم، أو إعمار سيعود ويتهدّم بعد سنوات؟».
وعن مصادر التمويل يؤكّد الديبلوماسي العربي: «لا توجد مصادر محدّدة. وربما تعتري هذا الأمر صعوبة، ذلك أنّ موضوع المساعدات دقيق وحساس في الظرف الحالي بالنظر إلى التحوّلات والمتغيّرات التي تتسارع في المنطقة، وإلى الأعباء الكبرى التي لم توفّر من انعكاساتها أي دولة عربية كانت أو أجنبية. وتبعاً لذلك لا وقت محدّداً للحديث جدّياً عن المساعدات للبنان، إذ يجب ألّا ننسى غزة وإعادة إعمارها».
وعد حكومي
حكومياً، وعدٌ جديد أطلقه رئيس الحكومة نواف سلام من دار الفتوى أمس، بأنّ الحكومة ستولي عناية خاصة للقضايا المعيشية بالإضافة إلى الماء، الكهرباء، الطرقات، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي، وخصوصاً أموال المودعين، وتطبيق العدالة في كافة الملفات وإملاء الشواغر بالأكفأ والأصلح والحفاظ على التوازن وحقوق الجميع. كما أنّها ستستنفر كلّ علاقاتها العربية والدولية لانسحاب العدو الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المكرّسة باتفاقية الهدنة.
وأضاف سلام: «إنّ ترسيخ مفهوم الدولة بمؤسساتها هو الأساس في عملها، وسيلمس المواطن في الأشهر القليلة المقبلة مستوى جديداً من الأداء الحكومي والخدمات، وسيكون همّنا الأساسي مصلحة اللبنانيِّين وتخفيف الأعباء عن كاهلهم وإعادة لبنان إلى دوره الريادي وإقامة أحسن العلاقات مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والحريصة على لبنان الدولة والمؤسسات والشعب».
توتير وتحرّكات
جنوباً، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الكشف عن الأضرار وإزالة ركام الدمار الهائل الذي سبّبه العدوان الإسرائيلي في المناطق والبلدات الجنوبية، تواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وعملياتها الاستفزازية المتواصلة على طول الحدود، ومحاولات جيشها المتواصلة لتجاوز الخط الحدودي إلى الجانب اللبناني، بالتزامن مع تحليق الطيران التجسسي والحربي في الأجواء.
تحذير
وفيما أفيد عن اجتماع وشيك للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «بقاء الحال على ما هو عليه من تفلّت إسرائيلي من الاتفاق سواء على الحدود، أو بالغارات والاغتيالات في الداخل اللبناني، سيؤدّي إلى اشتعال الأمور، إن لم يكن اليوم فغداً، أو بعد أسبوع أو بعد شهر. الوضع خطير جداً، وثمة رسالة مباشرة أُبلغت بها لجنة المراقبة ووُجِّهت إلى الأميركيِّين والفرنسيِّين والمراجع الأممية الدولية لتدارك هذا الأمر».
ولفت المصدر إلى أنّ الأميركيِّين يقولون إنّهم ملتزمون بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس، لكن الواقع على الأرض يخالف ذلك، إذ يترسّخ احتلال هذه النقاط أكثر بالتحصين والتدشيم الإسرائيلي لها. وكشف أنّ «الجهد الديبلوماسي الذي يقوده رئيس الجمهورية جوزاف عون لإنهاء احتلال تلك النقاط التي تتذرّع إسرائيل بأنّها أخذت موافقة الولايات المتحدة الأميركية عليها والبقاء في النقاط الخمس من دون سقف زمني، لم يقابَل بالتجاوب المطلوب معه، ولا سيما من قِبل الأميركيِّين، الذين يكتفون بالوعود».
خدمة للحزب
ويبرز في هذا السياق، ما نُقِل عن ديبلوماسي أوروبي تحذيره ممّا سمّاه «وضع مقلق للغاية في جنوب لبنان»، راداً السبب إلى أنّ «بقاء احتلال النقاط يعني إبقاء حالة التوتر وأسباب عدم الاستقرار قائمة، فضلاً عن أنّه يوفّر ذريعة لـ»الحزب» في إعادة تثبيت حضوره الأمني ومعاودة استهداف إسرائيل».
وبحسب الديبلوماسي عينه، فإنّ الدوائر الدولية تتقاطع على أولوية نزع السلاح جنوبي وشمالي الليطاني، لكنّ «احتلال النقاط الخمس بالإضافة إلى عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار، يوفّر ذريعة أمام «الحزب» يجعلها مستنداً للتصلّب وتمسّكه بسلاحه. فقادة الحزب قالوا إنّهم يتركون للدولة اللبنانية أن تقوم بجهد ديبلوماسي لإنهاء الأمور، وأنا قلق جداً «من الحزب».
واستوضحت «الجمهورية» رأي مسؤول رفيع حول هذا الأمر، فأجاب: «رئيس الجمهورية يتحرّك بزخم واضح، والحكومة التي أكّدت تصميمها على العمل الديبلوماسي بما يؤدّي إلى تحرير كامل الأرض، تجد نفسها مقيّدة بعدم التجاوب معها. وإنّ عدم ممارسة أيّ ضغوط من قِبل الولايات المتحدة على إسرائيل لإنهاء احتلالها وخروقاتها، يعني إطلاق النار في أرجل الحكومة وإحباط اندفاعتها وكسر معنوياتها والرهان عليها».
الخارجية الإيرانية
في سياق متصل، أكّدت وزارة الخارجية الإيرانية «أنّ علاقاتها مع لبنان جيدة وتعالج الملفات الثنائية بانفتاح وعبر الحوار»، مشيرةً إلى أنّ «هذا النهج سيستمر. نتائج ما جرى في لبنان وسوريا وما تفعله إسرائيل واضح للجميع، وعلينا العمل لتحقيق الأمن الجماعي». لافتةً في السياق عينه إلى أنّ «الأمن في منطقتنا يجب أن ينشأ داخلياً وعلى دولها ضمان الأمن بالاعتماد على نفسها».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مباحثات سعودية – لبنانية تناقش مستجدات المنطقة
عون بدأ من الرياض أولى زياراته الخارجية
بحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مساء الاثنين، مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة تجاهها.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقب استقبال الأمير محمد بن سلمان للرئيس عون في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، حيث استعرضا أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل دعمها وتعزيزها.
وأعرب الرئيس عون، بعد وصوله إلى الرياض، ظهر الاثنين، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً للبنان أوائل شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تقدير بلاده للدور الذي تلعبه السعودية في «دعم واستقرار لبنان، وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه»، عاداً الزيارة التي جاءت تلبيةً لدعوة الأمير محمد بن سلمان «فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية – السعودية».
وكان في استقباله لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي رفقة وزير الخارجية يوسف رجي، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة (الوزير المرافق)، والأمير يزيد بن محمد بن فرحان مستشار وزير الخارجية للشأن اللبناني، والأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين المنطقة، وسفيرا البلدين
وقبيل لقائه بالمسؤولين السعوديين لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة ولبنان، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وبيروت في مختلف المجالات، قال الرئيس عون: «أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين».
وثمّن الرئيس عون مواقف السعودية تجاه لبنان وشعبه، وأبان أن «الزيارة ستكون مناسبة أيضاً لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية».
كان الرئيس اللبناني قد أوضح خلال اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان في يناير الماضي، أن اختياره السعودية بصفتها أول وجهة خارجية يأتي إيماناً بدورها التاريخي في مساندة بلاده والتعاضد معها، وتأكيداً لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقاته مع محيطه الإقليمي.
وحينها، عبَّر وليد بخاري السفير السعودي في بيروت، عن ارتياح بلاده بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي «تحقَّق بوحدة اللبنانيين التي تبعث الأمل في نفوسهم»، عادّه «خطوة مهمة نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره، واستتباب الأمن والاستقرار، والبدء بورشة الإصلاح، واستعادة ثقة المجتمع العربي والدولي».
وقبل أيام من سفره إلى الرياض، أشاد الرئيس عون في مقابلة مع «الشرق الأوسط» هي الأولى منذ انتخابه، بالتحرك السعودي الذي قاده الأمير محمد بن سلمان لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. وقال: «زيارتي زيارة احترام وشكر لولي العهد على مشاركته في الخماسية، ولمدة سنتين إلى ثلاث سنوات وحتى إنهاء الشغور الرئاسي، والتي كانت بتوجيهاته التي عمل عليها (المستشار في الديوان الملكي) نزار العلولا، والسفير (السعودي لدى لبنان وليد) البخاري، وبالتأكيد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وأخيراً الأمير يزيد بن فرحان».
وأشار عون إلى العلاقة القديمة بين البلدين من أيام الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود)، وقال: «السعودية صارت إطلالة للمنطقة وللعالم كله. صارت منصة للسلام العالمي؛ لذلك أنا اخترت السعودية لعلاقتها التاريخية»، متابعاً: «آمل وأنتظر من السعودية وخصوصاً ولي العهد سمو الأمير (محمد بن سلمان)، أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان، واللبنانيون اشتاقوا للسعودية».
وأضاف: «أنا زرت سمو وزير الدفاع السعودي (الأمير خالد بن سلمان) قبل انتخابي بنحو أسبوعين، وطلبت منه وأرسلت رسالة باحتياجات الجيش اللبناني، وعندي كل الثقة أنه سيُستجاب لها»، مواصلاً: «خلال الزيارة (الحالية للرياض) سأطلب – إذا كان ممكناً – إعادة تفعيل الهبة (المساعدات العسكرية التي كانت تقدمها السعودية إلى الجيش اللبناني)».
ونوّه الرئيس عون بأن «لبنان يستطيع أن يكون ضمن رؤية سمو ولي العهد (رؤية السعودية 2030)»، مؤكداً: «يجب أن يكون هناك نوع من اللجان الثنائية تتابع القضايا بجميع المجالات الأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والسياحية، والتجارية والمالية، وما إلى ذلك».
ووجّه رسالة للبنانيين العاملين في السعودية، قائلاً: «لا تنسوا أن هذه المملكة احتضنتكم وعشتم فيها بكرامة، وأعنتم أهلكم في لبنان، حافظوا عليها وتقيّدوا بقوانينها وردوا الجميل إليها»، مضيفاً: «هنا لا ننسى أن السعودية هي عراب (اتفاق الطائف) الذي أنهى الحرب الأهلية، فالسعودية بلد أساسي؛ والبلد الثاني للبنانيين الذي احتضن اللبنانيين وعيشهم بكرامة، فإذن لا بد من أن نرد له الجميل. حافظوا على السعودية. البلد الذي احتضنكم، وكرمكم، ولا تنسوا بالمقابل لبنان بلدكم الأم».
***********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
قمَّة بن سلمان – عون: تشاور وتنسيق وتمهيد لتوقيع الاتفاقيات
سلام يعلن من دار الفتوى إطلاق مسيرة الإصلاح.. وجنبلاط يتبرَّأ من دروز إسرائيل
في خطوتين متلازمتين، إحداهما تتعلق بإعادة وضع لبنان على خارطة الاهتمام العربي، عبر الزيارة ذات الأبعاد المهمة في هذه المرحلة، التي قام بها الرئيس جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية في اول زيارة الى الخارج، واللقاء الودي، والايجابي الذي عقده مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وثانيهما اعلان الرئيس نواف سلام من دار الفتوى عن اطلاق مسيرة الاصلاح، وتغيير اداء الحكومة، من اجل اداء افضل وخدمات حياتية سيلمس المواطن اختلافها عن المرحلة التي مضت.
وتقاطعت المحادثات في الداخل وفي المملكة على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس وغيرها في جنوب لبنان.
وعقد الرئيس عون عند العاشرة والنصف من مساء أمس، محادثات رسمية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قصر اليمامة في الرياض، بحضور اعضاء الوفدين اللبناني والسعودي.
وتصب هذه المحادثات في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة.
وبعد محادثات موسعة شارك فيهل أعضاء الوفدين الرسميين، عقد الرئيس عون وولي العهد السعودي خلوة استمرت 45 دقيقة تم خلالها استكمال البحث في المواضيع التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين.
ثم اقام الامير محمد بن سلمان مأدبة عشاء على شرف الرئيس عون والوفد اللبناني المرافق.
وعقدت جلسة من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين.
ووصف مصدر لبناني اللقاء بأنه كان حاراً، وهو يمهّد لقمة رسمية تؤدي الى توقيع 22 اتفاقية بين البلدين.
وقال المصدر ان تشاوراً حصل بين الامير بن سلمان والرئيس عون، لجهة التنسيق عشية القمة العربية اليوم حول غزة.
وقال مصدر سعودي انه بعد الاستقبال الرسمي عقدت جلسة مباحثات رسمية بين ولي العهد السعودي والرئيس اللبناني.
واليوم يتوجه الرئيس عون الى القاهرة، يرافقه وزير الخارجية جو رجّي للمشاركة وتمثيل لبنان في القمة العربية الطارئة، حول فلسطين، وتبني خطة مخالفة لخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرامية الى تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وقد وصل الرئيس عون الى الرياض بعد ظهر امس، يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي الى السعودية، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض الامير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، وأمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عياف آل سعود، والوزير المرافق وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، والأمير يزيد بن فرحان مستشار وزير الخارجية ورئيس اللجنة المعنية بالشأن اللبناني، ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء منصور العتيبي، ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.
وابدى عون لدى وصوله، سعادته لزيارة المملكة العربية السعودية في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وقال: ان تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية وهي مناسبة ايضا للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية اضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة.
اضاف: الرئيس عون انه يتطلع بكثير من الامل إلى المحادثات التي سيجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما ستكون مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية.
وثمَّن مجلس التنفيذيين اللبنانيين زيارة الرئيس جوزف عون الى المملكة العربية السعودية، لجهة الدلالات الاستراتيجية التي تحملها، باعتبارها اولى الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية بعد انتخابه.
واكد المجلس ان هذه الزيارة التاريخية تجسّد ادراك لبنان العميق للدور المحوري الذي تضطلع به المملكة في دعم لبنان ومساندة شعبه في مختلف المجالات.
سلام من دار الفتوى: بدأت مسيرة الاصلاح
ومن دار الفتوى، حيث هنأ الرئيس نواف سلام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بحلول رمضان، اكد رئيس الحكومة على ان «الحكومة بدأت بورشة الاصلاح، وانها ستستنفر كل علاقاتها العربية والدولية لانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية كافة، حتى الحدود الدولية المكرسة باتفاقية الهدنة.
وقال: سيلمس المواطن في الاشهر القليلة المقبلة مستوى جديداً من الاداء الحكومي والخدمات، واعداً بأن تولي الحكومة عناية خاصة بالملفات المهمة وفي طليعتها القضايا المعيشية، إضافة الى الماء والكهرباء والطرق والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي وخصوصا أموال المودعين، وتطبيق العدالة في كل الملفات، وملء الشواغر بالأكفأ والأصلح، والحفاظ على التوازن وحقوق الجميع. وعلى وجه الخصوص إنصاف السجناء الذين لم يحاكموا منذ سنوات والبعض منهم تجاوز ما يمكن أن يصدر بحقه أحكام، واعني هنا ملف ما يطلق عليه اصطلاحا بالموقوفين الإسلاميين فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها فيعاقب المسيء ويفرج عن الآخرين».
وتسلم الرئيس سلام دعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمشاركة في قمة الاعلام العربي التي ستقام في شهر ايار المقبل في دبي، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي.
جنبلاط ودروز سوريا
ومن ناحية اخرى، وبعد التطورات الحاصلة في جبل العرب والسويداء في سوريا وتدخل الاحتلال الاسرائيلي، أكّد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّه سيذهب إلى دمشق لتأكيد مرجعيّة الشام.وقال جنبللاط خلال لقاء في دار الطائفة الدرزية: «الصهيونية تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية واليوم يريدون الانقضاض على جبل العرب.
واضاف: يريدون جرّ بعض ضعفاء النفوس الى حرب أهلية لا أدري كيف ستنتهي.
وتابع: شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفّق طريف لا يمثّلنا. هو يدعي تمثيل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية.
ورأى جنبلاط أنه إذا ما قارنا المرحلة الحالية بمراحل سابقة من احتلال اسرائيلي لبيروت وغيره من المحطات أكاد أقول انها اخطر بكثير مما مررنا فيه.
وكان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتنياهو قد قال امس: نستعد للمرحلة القادمة في حرب على 7 جبهات، ولن نسمح لأعدائنا في لبنان وسوريا بأن يزدادوا قوة وأيدينا ممدودة للدروز والأكراد.
واضاف بعد مشادة عنيفة مع نواب المعارضة أمام الكنيست: نستعد للمراحل المقبلة من حرب النهضة.
ولم يوقف جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على قرى الجنوب، حيث اطلقت قواته النار على مواطن واصابته في قدمه في كفركلا مما استدعى نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي.
وظهراً رفع جيش الاحتلال الاسرائيلي ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم.
وقامت جرافة عسكرية معادية ترافقها دبابتا ميركافا بعملية تجريف في منطقة غاصونا عند اطراف بلدة بليدا.
والى ذلك حلقت درون اسرائيلية في اجواء المنصوري وبيوت السياد، وهي تبث عبارات تحريضية ضد الحزب.
وفي كفركلا، رفع جندي اسرائيلي العلم الاسرائيلي داخل البلدة.
وحلقت مسيّرات اسرائيلية على علو منخفض فوق السلسلة الشرقية، وصولاً الى منطقة السهل.
وليلاً، شنت طائرات اسرائيلية معادية غارة على جرود الشعرة شرقي جنتا على الحدود اللبنانية – السورية.
************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
محادثات بناءة لعون في الرياض وتحديات امام قمة القاهرة
قلق من «فخ» ملف اعادة الاعمار وطريق التعيينات سالكة
استنفار سياسي درزي لمواجهة الفتنة والفوضى والتقسيم – ابراهيم ناصرالدين
على بعد ساعات من القمة العربية في القاهرة، وتزامنا مع الزيارة البناءة لرئيس الجمهورية جوزاف عون الى السعودية والتي افتتحت فصلا جديدا من العلاقة بين البلدين، ثمة رصد لاكثر من مؤشر مفصلي في تاريخ لبنان والمنطقة، ترجم عمليا في بيروت باستنفار سياسي درزي يقوده رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط لقطع الطريق على الفتنة التي تطل راسها من سوريا عبر محاولة توريط «اسرائيل» للدروز في حروب اهلية مدمرة قد لا تبقى محصورة ضمن الجغرافيا السورية.
المؤشر الثاني المرتقب، مستوى سقف المواقف والقرارات العربية في ظل رفع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو سقف التحدي بوجه القمة بدعم اميركي مباشر، بعدما تنصل من اتفاق وقف النار في غزة، قاطعا شريان الحياة عن الغزيين، ويعد العدة لاستئناف الحرب. اما المؤشر الثالث الذي قد يكون له انعكاسات داخلية لبنانية، فمرتبط بملف اعادة الاعمار حيث يربط بعض الداخل والخارج بين ملفي غزة ولبنان لجهة مقاربة هذا الملف، وفي هذا السياق، يتبين من المسودة المصرية التي ستعرض اليوم على القمة ان اعادة اعمار القطاع مرتبط باقصاء حركة ح عن الحكم والسلطة، ومن المفترض ان يسمع الرئيس عون خلال لقاءاته اليوم على هامش القمة موقفا مشابها لجهة ربط اعمار ما خلفه العدوان الاسرائيلي بمسألة الاصلاحات التي تحمل في طياتها مسالة سلاح المقاومة والمطلب الاميركي بعزل الحزب عن السلطة، كما تقول اوساط دبلوماسية عربية تخشى ان يتحول هذا الملف الى «فخ» يدخل البلاد في ازمة لا طائل منها.
وبانتظار ان تتبلور خارطة طريق واضحة لمسار المنطقة الواقعة تحت تاثير فائض القوة التوسعية التي تتجسد «ببلطجة» اسرائيلية بتنسيق كامل مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي ينشر بدوره الفوضى في العالم، يفترض ان تعود الحياة السياسية الى عجلة الدوران يوم الاربعاء مع انطلاق جولة جديدة من الاجتماعات لانضاج ملف التعيينات حيث يفترض ان يتم الاتفاق على اسم المدير العام للامن العام بالاتفاق بين الرئيسين عون وبري، والاجواء ايجابية للغاية في هذا السياق، بعدما تم التفاهم على اسمي قائدي الجيش والمدير العام للامن الداخلي، وكذلك معظم التعيينات القضائية.
عون في السعودية
في هذا الوقت، اجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون محادثات مثمرة في المملكة العربية السعودية، حيث التقى مساء امس ولي العهد الامير محمد بن سلمان، معبدا الطريق امام علاقة واعدة بين البلدين للمرة الاولى منذ اعوام من التردي حيث ستلي هذه الزيارة زيارات رسمية لتوقيع 22 اتفاقا معلقا بين الدولتين، وقد وجه الرئيس عون دعوة لبن سلمان لزيارة لبنان وعد بتلبيتها. وقد اعرب الرئيس عن سعادته لزيارة المملكة في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وقال ان تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية -السعودية وهي مناسبة ايضا للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية اضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة. كما كانت الزيارة مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون ، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية.
لقاء عون – الشرع
ويتوجه الرئيس عون اليوم الى القاهرة للمشاركة في القمة العربية التي يعمل الوفد اللبناني على ان تتطرق الى مسالة الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس، وستكون للرئيس لقاءات على هامشها مع عدد من القادة العرب ومن بينهم الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع.
رد درزي ميداني
ففي مواجهة المحاولات الاسرائيلية لسلخ المكون الدرزي عن عمقه العربي، وتوريطه في فتنة مذهبية في سوريا والمنطقة، استنفر دروز لبنان سياسيا لملاقاة موقف معظم دروز سوريا، فيما جاء الرد ميدانيا في حيفا، في عملية تحمل دلالات مهمة في توقيتها حيث قتل إسرائيليان وأصيب 5 آخرون، بعملية طعن في محطة الحافلات المركزية ، نفذها مواطن درزي قبل أن يستشهد برصاص أحد حراس الأمن، وهو من سكان مدينة شفاعمرو (شمال حيفا)، وأمضى الأشهر الأخيرة في الخارج، وعاد إلى البلاد الأسبوع الماضي.
وساطة جنبلاطية
في هذا الوقت، يستعد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لزيارة سوريا قبل الـ 16 من الجاري للقاء الرئيس احمد الشرع، ووفق مصادر مطلعة، سيسعى الى تامين لقاء لدروز السويداء مع الادارة الجديدة في سوريا، وارساء تفاهمات حول المرحلة المقبلة، وعزل من يحاول ايجاد موطىء قدم للاسرائيليين في المجتمع الدرزي. وقد عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا استثنائيا موسعا لها في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، ومشاركة جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء المجلس ومشايخ، وذلك لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.
جنبلاط والخطر القادم
وفي تقدير منه لحجم المخاطر الانية، قال جنبلاط «إذا ما قارنّا هذه المرحلة مع السابع عشر من أيار بالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وللقسم الأكبر من لبنان، وبغيرها من المحطات، فان الحالة راهنا قد تكون أخطر بكثير من الذي مر، وليس لأن هناك خطرا على وجودنا في الجبل، أو غير الجبل، بل فقط لأنّه يمسّ بجوهر عقيدتنا وتراثنا العربي من لبنان إلى جبل العرب. أضاف: «الصهيونية» تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً، لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. واليوم يريدون الامتداد إلى جبل العرب، وهنا التحدي الأكبر. وقال «أهل سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون. بالأمس تحدثت مع الشيخ يوسف جربوع، والشيح الحناوي، والأمير حسن الأطرش، وسوف أتابع، وسوف أذهب إلى دمشق كما ذهبنا سوياً من أجل التأكيد على مرجعية الشام، ووحدة سوريا. المشروع كبير ويريد استجرار البعض من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سوف ينتهي، وكلنا نعلم الامتداد الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، وكلنا نعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا المشروع.
60 بالمئة لا يريدون العودة الى الشمال
وفيما رفض 60 بالمئة من المستوطنين العودة الى مستعمرات الشمال، بحجة ان جيش الاحتلال خزلهم ولم يقم منطقة عازلة في جنوب لبنان كما حصل في سوريا وغزة، امر وزير الحرب اسرائيل كاتس باستخدام النار في المناطق العازلة في الجنوب دون ان يكون هناك تهديد مباشر. في هذا الوقت، استمرت الخروقات الاسرائيلية جنوبا، واصيب مواطن في قدمه جراء اطلاق قوات اسرائيلية النار في كفركلا مما استدعى نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي. ايضا، رفع جيش الاحتلال ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم. وتوغلت دورية لقوات العدو من موقعها عند الاطراف الجنوبية لبلدة العباسية الحدودية باتجاه سهل العباسية ، واقدمت على خطف مزارع كان يعمل في أرضه قبل أن تعود وتطلق سراحه لاحقا. كما حلقت درون اسرئيلية فوق بلدتي المنصوري وبيوت السيادة في قضاء صور ، وبثت عبارات تحريضية.
حروب جديدة
اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فروج لموجة حرب جديدة في المنطقة ملمحا لتحرك ما ضد ايران ، كما توعد، حركة ح بـ»عواقب لا يمكن أن تتصورها» إذا لم تُفرج عن المحتجزين في قطاع غزة، وقال نتنياهو في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي في وقت تتعثر المفاوضات في شأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، «أقول لحركة ح: إذا لم تُفرجوا عن رهائننا ، ستكون هناك عواقب لا يمكنكم تصورها.
ضرب ايران؟
وقال نتنياهو: «نستعد بدعم من الرئيس ترامب للمراحل المقبلة من الحرب ورؤيته بشأن غزة كانت مبتكرة. آن الأوان لإتاحة الخيار لسكان غزة بشأن مغادرتها. ولم ينس نتانياهو لبنان وطهران ، وقال «لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. كما أن تفجيرات البيجر في لبنان كانت في أفضل توقيت وخلقت انعطافة أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الأسد. ونتأهب للمرحلة القادمة من المعركة ولسنا بحاجة إلى الحديث عن كل شيء».
الطموحات غير الواقعية
من جهتها، حذرت صحيفة «هآرتس» مما اسمته الطموحات الإمبريالية التي أشعلها ترامب لدى نتنياهو وشخصيات إسرائيلية رفيعة أخرى، وقالت انها لا تتساوى مع موضوع آخر وهو ان الجيش الإسرائيلي ببساطة أصغر من عبء المهمات والجبهات التي يتم التخطيط لها الآن. واضافت» من يتسلى بالأفكار حول احتلال المزيد من الأراضي واستئناف القتال في جبهات أخرى، يجدر به التفكير أيضاً بقيود حجم قوات الجيش الإسرائيلي، بعد قتلى وجرحى ومصابين بأمراض نفسية، تكبدها الجيش في الـ 16 شهراً من الحرب، وتنقصه قوة بشرية بحجم لواءين. وهذا حتى قبل الحديث عن الأزمة الكبيرة في وحدات الاحتياط التي واجه رجالها في هذه الفترة عبئاً غير مسبوق. من يفضل الذهاب إلى معارك جديدة ليفحص إذا كان الجيش والجمهور يقفان وراءه».
الوضع الامني
وفي محاولة للحد من حالات التفلت الامني في اكثر من منطقة ، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه صباح امس، اجتماعاً حضره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد أحمد عبلا والضباط المعنيين، للبحث في الوضع الأمني لاسيما في مدينتي بيروت وطرابلس. وخلال الاجتماع، تم التشديد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية المتخذة للحد من الحوادث والإشكالات المتكررة وضبط الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين، كذلك جرى التأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية لهذه الغاية. كما تم التشديد على تعزيز تدابير السير، لاسيما في مدينة بيروت، تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام وحفاظاً على السلامة العامة، كما تم الاتفاف على اطلاق خطة امنية لملاحقة المخلين بالامن.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عون يصحح العلاقات مع السعودية
الشرق – أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن سعادته لزيارة المملكة العربية السعودية في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية.
وقال ان تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية وهي مناسبة ايضا للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية اضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة. واشار الرئيس عون انه يتطلع بكثير من الامل إلى المحادثات التي سيجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين ، كما ستكون مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون ، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية . وكان الرئيس عون وصل الى الرياض يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي عند الثانية من بعد ظهر امس بتوقيت بيروت، الثالثة بتوقيت السعودية، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض الامير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، وأمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عياف آل سعود، والوزير المرافق وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، والأمير يزيد بن فرحان مستشار وزير الخارجية ورئيس اللجنة المعنية بالشأن اللبناني، ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء منصور العتيبي، ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة. وتوجه الرئيس عون وسط ثلة من حرس الشرف نحو القاعة الرئاسية لاستراحة قصيرة، قبل أن يغادر المطار متوجهاً إلى مقر إقامته في فندق ريتز- كارلتون. وأجرى رئيس الجمهورية المحادثات الرسمية مع الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة، قرابة العاشرة من مساء امس.
زيارة غير رسمية
واكدت مصادر عربية في المملكة العربية السعودية لـ»الشرق» ان زيارة الرئيس عون تأتي في إطار «ردة الأجر» للزيارة التي قام بها وفد سعودي رفيع المستوى للتهنئة بانتخابه.
واكدت انه لا يمكن وضع هذه الزيارة في الاطار الرسمي او زيارة عمل، انما اصرار عون على ان تكون باكورة جولاته الخارجية الى المملكة حتم القيام بها قبل ان يشارك في القمة العربية الاستثنائية اليوم في العاصمة المصرية.
وقالت إن الزيارة الرسمية لعون إلى المملكة سوف تكون بعد فترة الاعياد الإسلامية والمسيحية وتحديدا في النصف الثاني من نيسان المقبل حيث سيرافق الرئيس عون وفد وزاري واقتصادي رفيع المستوى، وستكون هذه المحطة الأهم في اعادة تفعيل العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والسعودية على مختلف المستويات.
وباعتقاد المصدر أن الزيارة الثانية المنوي القيام بها ستكون خريطة الطريق للعمل السعودي اللبناني في رسم الخطوط العريضة والمستقبلية لكلا البلدين.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“صيف وشتاء على سقف واحد” بشأن أموال المجلس الشيعي والمطران موسى الحاج
أوّل قمّة في الرياض لا تمرّ من بوابة الأسد والمرشد
صافح رئيس الجمهورية جوزاف عون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء أمس في قصر اليمامة بصفته أول مسؤول لبناني يدخل المملكة من بوابة لبنان وليس من بوابة النظام الأسدي والمرشد الإيراني على مدى نصف قرن.
ويعتقد باحثون سياسيون، وفق ما أشارت إليه قناة “العربية” ليلاً، “بأن الزيارة الأولى لرئيس الجمهورية اللبنانية من شأنها أن تمنح العلاقات السعودية اللبنانية زخماً لافتاً، وتدفع لتطوير التعاون في مختلف المجالات عبر اتفاقيات جديدة، فيما تؤكد السعودية حرصها على أمن لبنان واستقراره”.
وتصب هذه المحادثات في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة.
وكان الرئيس عون وصل إلى مطار الملك خالد في الرياض، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وكان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز.
وقال الرئيس عون بعيد وصوله: إنها “فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية وهي مناسبة أيضاً للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم واستقرار لبنان، وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه”.
وأوضح أن زيارته “ستمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين”.
ولفت إلى أن “الزيارة إلى السعودية ستكون مناسبة ايضاً لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذي وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس عون اليوم من الرياض حيث بات ليلته في فندق ريتز- كارلتون، إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها مصر.
عون والشرع
ويستعد الرئيس عون على هامش أعمال قمة القاهرة اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وأبلغت مصادر حكومية لبنانية تلفزيون سوريا أن الرئيس عون هو من طلب موعداً من الرئيس الشرع لمناقشة “ملفات شائكة أبرزها ملف النازحين السوريين، وملف الحدود اللبنانية – السورية، بالإضافة إلى ملف التهريب عبر المعابر غير الشرعية”.
وبحسب المصادر نفسها، فإن اللقاء المصغر “سيرسم خارطة طريق لمحادثات مقبلة على مستوى حكومي برعاية إقليمية خصوصاً أن ملف العلاقات اللبنانية – السورية فيه كثير من البنود الشائكة أبرزها حل ما يسمى المجلس الأعلى اللبناني – السوري، والمعاهدات السورية – اللبنانية، وكل تلك الملفات كانت لمصلحة النظام السوري المخلوع”.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “الحرية” الحكومية السورية أن إدارة الأمن العام ضبطت شحنة أسلحة قرب مدينة سرغايا في ريف دمشق الشمالي، عند الحدود السورية اللبنانية، وألقت القبض على المهربين.
حقيبة الأموال الإيرانية والمطران الحاج
وفي تطور أمني لافت تدخّل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في قضية توقيف محمد عارف ياسين في مطار رفيق الحريري الدوليّ خلال محاولته إدخال حقيبة فيها مليونان ونصف المليون دولار أميركي من دون تصريح مسبق عنها أو تحديد الجهة التي ستتسلمها. وبعث المجلس إلى القضاء اللبناني رسالة يؤكد فيها أن هذه الأموال تعود للمجلس الشيعي طالباً من القضاء استردادها.
وتساءل المراقبون: لماذا لم يعلن المجلس الشيعي أن الأموال في الحقيبة المصادرة له يوم توقيف ناقلها ياسين؟ ولماذا أتت هذه الأموال للمجلس بهذه الطريقة؟ ولماذا لم يحصل التحويل عبر طرق مصرفية صحيحة وقانونية؟ لماذا لم يعلن ناقل الأموال أنها للمجلس عندما أوقف؟ ولماذا قال إنها تبرعات للطائفة الشيعيّة وستعطى لجمعيات في لبنان، وقدّم أسماء وهمية غير موجودة في لبنان؟ لماذا ادعى عليه القاضي سامي صادر بتهمة تبييض الأموال بعد التحقيقات الأولية معه؟ وهل يحمل تكليفاً رسمياً من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لنقل الأموال؟ لماذا ذهب إلى تركيا من أجل هذه المهمة المحددة وانتظر وصول ناقل الحقيبة من إيران في السوق الحرة لو لم تكن عملية نقل الأموال غير شرعية ومشبوهة؟ ولماذا لم يتم التعامل مع الأموال التي كان ينقلها المطران موسى الحاج من مواطنين في إسرائيل والضفة الغربية إلى مواطنين أقربائهم في لبنان وهي معروفة المصدر ومعروفة أسماء المستفيدين منها المرسلة إليهم ومن ضمنها أموال مخصصة لعدد من الدروز عبر دار الطائفة الدرزية التي تخلت عن المطالبة بها بناء على طلب من وليد جنبلاط؟ وهل سبق وأرسلت مساعدات من متبرعين إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بهذه الطريقة؟ هل قدم المجلس لائحة بأسماء المتبرعين؟
في انتظار الحصول على أجوبة، يبقى الرهان على القضاء الذي هو اليوم أمام تحدي تغيير سلوك “صيف وشتاء على سطح واحد”. وأتى الوقت ليمارس القضاء سلطته من دون تمييز. وأصبح القضاء قادراً على إصدار الأحكام باسم القانون فقط وليس باسم الهيمنة التي حكمت لبنان على مدى عقود.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :